مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٦ ١/‏١١ ص ١٩-‏٢١
  • تأييد حرية الدين في اليابان

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تأييد حرية الدين في اليابان
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • ماذا كان موضوع الخلاف؟‏
  • قرار محكمة المقاطعة يثير الذين أُبلغوا به ليتَّخذوا اجراء
  • موقف المدَّعين غير الاناني
  • الى المحكمة العليا
  • تأثير بعيد المدى
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٦
ب٩٦ ١/‏١١ ص ١٩-‏٢١

تأييد حرية الدين في اليابان

منذ سنوات عديدة،‏ يواجه احداث شهود يهوه الطلاب في اليابان المعضلة التالية:‏ هل يتبعون ضميرهم المدرَّب على الكتاب المقدس،‏ ام يتبعون منهاج الدراسة الذي يخالف ضميرهم.‏ وما سبب هذه المعضلة؟‏ السبب هو ان تمارين فنون القتال هي جزء من مقرَّر التربية البدنية في مدارسهم.‏ وقد شعر الشهود الاحداث ان هذه التمارين لا تنسجم مع مبادئ الكتاب المقدس،‏ كالمبدإ الموجود في اشعياء الاصحاح ٢،‏ العدد ٤ ‏.‏ يقول:‏ «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل.‏ لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد.‏»‏

ولأن الشهود المسيحيين الاحداث لا يريدون ان يتعلموا المهارات الحربية،‏ التي تشمل ايذاء شخص آخر،‏ اوضحوا لمعلّميهم انهم لا يستطيعون بضمير حيّ ان يشتركوا في فنون القتال.‏ وبعد محاولة اقناع هؤلاء التلاميذ بقبول منهاج الدراسة،‏ وافق اخيرا كثيرون من المعلّمين المتفهِّمين ان يحترموا ضمائر الطلاب ويزوِّدوا نشاطات بديلة.‏

لكنَّ بعض المعلّمين ثاروا،‏ ورفضت بعض المدارس منح الشهود الاحداث وحدات النجاح في التربية البدنية.‏ وفي سنة ١٩٩٣،‏ لم يُرفَّع تسعة شهود على الاقل الى صف اعلى وأُجبروا على ترك المدرسة او طُردوا لعدم اشتراكهم في فنون القتال.‏

لا شك انه حان الوقت للدفاع عن حق المسيحيين الاحداث في تحصيل العلم دون ان يسايروا على حساب ضميرهم.‏ فقرَّر خمسة تلاميذ لم يُرفَّعوا الى صف اعلى في كلية كوبي البلدية الصناعية والتقنية (‏المسماة كوبي تك اختصارا)‏ ان يلجأوا الى اجراء قانوني.‏

ماذا كان موضوع الخلاف؟‏

في ربيع سنة ١٩٩٠،‏ عندما دخل الطلاب الخمسة الى كوبي تك،‏ اوضحوا للمعلّمين انه لا يمكنهم ان يشتركوا في تمارين الكندو (‏مسايفة يابانية)‏ بسبب آرائهم المؤسسة على الكتاب المقدس.‏ لكنَّ هيئة التربية البدنية عارضت بشدة وحرمتهم من اية وسائل بديلة لنيل وحدات النجاح في التربية البدنية.‏ وأخيرا،‏ رسب التلاميذ في صف التربية البدنية ونتيجة لذلك،‏ اضطرّوا ان يُعيدوا الصف الاول (‏مقرَّر الكلية للسنة الاولى)‏.‏ وفي نيسان ١٩٩١ رفعوا دعوى قضائية الى محكمة مقاطعة كوبي،‏ مدَّعين ان الاجراء الذي اتَّخذته المدرسة يخالف ضمان الدستور لحرية الدين.‏a

ادَّعت المدرسة ان تزويد نشاطات بديلة سيكون معادلا لإظهار التأييد لدين معيَّن وهو بالتالي انتهاك للحياد في التعليم الحكومي.‏ وبالإضافة الى ذلك،‏ ادَّعوا انهم لا يملكون تسهيلات ولا طاقة بشرية لتزويد برنامج بديل للتربية البدنية.‏

قرار محكمة المقاطعة يثير الذين أُبلغوا به ليتَّخذوا اجراء

فيما الدعوى قائمة،‏ رسب من جديد اثنان من الطلاب الخمسة في التربية البدنية،‏ في حين نجح الثلاثة الآخرون بصعوبة ورُفِّعوا الى الصف الاعلى.‏ وتنصّ قوانين المدرسة انه يمكن طرد الطلاب الذين تكون انجازاتهم المدرسية ضعيفة والذين أعادوا الصف نفسه سنتين متتاليتين.‏ نظرا الى ذلك،‏ قرَّر احد التلميذين ان يترك المدرسة قبل ان يُطرد،‏ لكنَّ الآخر،‏ كونيهيتو كوباياشي،‏ رفض ان يترك.‏ لذلك طُرد.‏ والمثير للاهتمام هو ان معدَّل علامات كونيهيتو في كل المواد الدراسية بما فيها التربية البدنية،‏ التي رسب فيها بعلامة ٤٨،‏ كان ٢‏,٩٠ علامة من اصل ١٠٠.‏ لقد كان الاول في صفه المؤلف من ٤٢ طالبا.‏

في ٢٢ شباط ١٩٩٣،‏ حكمت محكمة مقاطعة كوبي لصالح كوبي تك وقالت:‏ «ان الاجراءات التي اتَّخذتها المدرسة لم تنتهك الدستور،‏» رغم انها اقرّت انه «لا يمكن الانكار ان مطلب المدرسة ان يشترك الطالب في تمارين الكندو قيَّد الى حد ما حرية عبادته.‏»‏

وكالرسول بولس في القرن الاول،‏ قرَّر المدَّعون استئناف الحكم وإحالة القضية الى السلطات القانونية الاعلى.‏ (‏اعمال ٢٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فأُحيلت القضية الى محكمة اوساكا العليا.‏

موقف المدَّعين غير الاناني

وافق عالِم مشهور،‏ الپروفسور تتْسُوُو شيمومورا من جامعة تسوكوبا،‏ على الإدلاء بشهادته كشاهد خبير في محكمة اوساكا العليا.‏ وكاختصاصي في التربية والقانون،‏ شدَّد على مدى تهوُّر الاجراءات التي اتَّخذتها المدرسة في التعامل مع التلاميذ.‏ وعبَّر كونيهيتو كوباياشي عن مشاعره في المحكمة،‏ وقد حرَّك موقفه المخلص قلوب الموجودين في قاعة المحكمة.‏ وإضافة الى ذلك،‏ في ٢٢ شباط ١٩٩٤،‏ اعلنت نقابة المحامين (‏جمعية المحامين)‏ في كوبي ان الاجراءات التي اتَّخذتها المدرسة انتهكت حرية كونيهيتو في العبادة وحقَّه في تحصيل العلم،‏ وأوصت المدرسةَ ان تُعيده.‏

عندما حان موعد اعلان القرار في محكمة اوساكا العليا،‏ كان كل المسيحيين الاحداث المشمولين توّاقين ان يخوضوا المعركة القانونية حتى النهاية.‏ فقد شعروا بأنهم يحاربون في معركة قانونية لصالح آلاف الشهود الاحداث الذين يواجهون القضية نفسها في المدارس في كل انحاء اليابان.‏ ولكن لأنهم لم يُطردوا من المدرسة،‏ كان من المحتمل جدا ان ترفض المحكمة النظر في قضيتهم.‏ وكان بإمكانهم ان يلاحظوا انهم اذا سحبوا دعواهم،‏ فسيبرز ان المدرسة كانت غير عادلة في طردها كونيهيتو.‏ لذلك،‏ قرَّر كل التلاميذ إسقاط الدعوى ما عدا كونيهيتو.‏

في ٢٢ كانون الاول ١٩٩٤،‏ اعلن رئيس المحكمة القاضي رَيْسوكي شيمادا من محكمة اوساكا العليا قرارا نقض حكم محكمة مقاطعة كوبي.‏ فقد وجدت المحكمة ان الدافع الذي لأجله رفض كونيهيتو تمارين الكندو هو دافع مخلص وأن الضرر الذي عاناه بسبب مسلكه المؤسس على معتقده الديني هو جسيم للغاية.‏ وقال رئيس المحكمة القاضي شيمادا انه كان يجب ان تزوِّد المدرسة نشاطات بديلة.‏ وقد ضرب هذا القرار الجيد على الوتر الحسّاس في قلوب المهتمين بحقوق الانسان.‏ لكنَّ المدرسة استأنفت الحكم وأحالت القضية الى محكمة اليابان العليا،‏ وحرمت كونيهيتو من التعليم الدراسي لأكثر من سنة اخرى.‏

الى المحكمة العليا

ذكرت لاحقا افتتاحية في صحيفة كوبي شيمبون (‏باليابانية)‏:‏ «كان من الافضل لو وافق مجلس التعليم في مدينة كوبي والمدرسة على عودة السيد كوباياشي الى المدرسة عند هذه المرحلة [بعد قرار محكمة اوساكا العليا].‏ .‏ .‏ .‏ فموقف التحدّي غير الضروري هذا حرم هذا التلميذ فترة مهمة من حداثته.‏» ومع ذلك،‏ اتَّخذت كوبي تك موقفا ثابتا في هذه القضية.‏ ونتيجة لذلك،‏ صارت هذه القضية موضوع التقارير الاخبارية في كل انحاء البلد.‏ وكان المعلّمون والسلطات المدرسية في كل البلد يعيرون انتباها لما يحدث،‏ وكان قرار المحكمة العليا في البلد سيمثِّل سابقة قانونية قوية لقضايا مماثلة في المستقبل.‏

في ١٧ كانون الثاني ١٩٩٥،‏ بعد اسبوع من استئناف المدرسة الحكم وإحالة القضية الى المحكمة العليا،‏ ضرب زلزال كوبي مدينة أشييا حيث كان كونيهيتو وعائلته يعيشون.‏ ونحو الساعة الخامسة والنصف في ذلك الصباح،‏ قبل ان ضربت الهزة المنطقة بدقائق قليلة،‏ غادر كونيهيتو منزله متَّجها الى عمله الذي كان يقوم به بدوام جزئي.‏ وكان يقود دراجته في الطريق الواقع تحت طريق هانشِن السريع،‏ وعندما ضربت الهزة،‏ كان يقترب من الجزء الذي انهار.‏ فعاد فورا الى المنزل ووجد ان الطابق الاول من منزله قد تهدَّم كاملا.‏ فرأى كونيهيتو ان الهزة كادت تودي بحياته وشكر يهوه على السماح بنجاته.‏ فلو مات،‏ لانتهت قضية الكندو على الارجح دون ان يصدر قرار المحكمة العليا.‏

غالبا ما تدرس المحكمة العليا في اليابان قضايا الاستئناف خطيّا فقط وتحكم في ما اذا كانت قرارات المحاكم الدنيا صائبة أم لا.‏ ولا تجري جلسات سماع ما لم يكن هنالك سبب مهم لنقض قرار المحكمة الدنيا.‏ والمحكمة العليا لا تُعلم الفريقَين المعنيَّين بوقت صدور القرار.‏ لذلك فوجئ كونيهيتو في صباح ٨ آذار ١٩٩٦،‏ عندما أُخبر بأن القرار سيُعلَن في ذلك الصباح.‏ ولفرحه وبهجته،‏ علِم ان المحكمة العليا ايَّدت قرار محكمة اوساكا العليا.‏

لقد حكم بالإجماع اربعة قضاة يترأسهم القاضي شينيشي كاوي ان «اجراءات المدرسة التي هي مدار البحث لا بد من اعتبارها غير لائقة البتة من ناحية المبادئ المقبولة اجتماعيا،‏ لأنها تتجاوز الحدود التي يسمح بها القانون،‏ وهي بالتالي غير قانونية.‏» واعترفت المحكمة بأن كونيهيتو كان مخلصا في رفضه القيام بتمارين الكندو وقالت:‏ «ان دافع رفض المُستأنَف ضده الاشتراك في تمارين الكندو هو دافع مخلص ويرتبط بشكل وثيق بأساس ايمانه.‏» وحكمت المحكمة العليا بأن المدرسة كان بإمكانها تزويد وسائل بديلة وكان يجب ان تفعل ذلك احتراما للمعتقَد الديني للمُستأنَف ضده.‏

تأثير بعيد المدى

سيمثِّل هذا القرار دون شك سابقة جيدة لصالح حرية العبادة في المدارس.‏ قالت ذا جاپان تايمز (‏بالانكليزية)‏:‏ «هذا هو اول حكم من نوعه تُصدره المحكمة العليا في قضية الثقافة وحرية الدين.‏» لكنَّ القرار لا يعفي اي طالب حدث من مسؤولية اتّخاذه الموقف الذي يُمليه عليه ضميره عند مواجهة امتحانات الايمان.‏

علَّق الپروفسور ماسايوكي يوشينو من جامعة تسوكوبا ان احد العوامل التي دفعت القضاة الى منح كونيهيتو النصر هو انه «تلميذ مخلص،‏ مبرِّز على صعيد الانجاز الاكاديمي.‏» ويعطي الكتاب المقدس هذه المشورة للمسيحيين الذين يواجهون امتحانات لإيمانهم:‏ «ان تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجدون اللّٰه في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها.‏» (‏١ بطرس ٢:‏١٢‏)‏ فعندما يعيش المسيحيون الاحداث الامناء كل حياتهم بانسجام مع مقاييس الكتاب المقدس يُظهرون ان موقفهم المؤسس على الكتاب المقدس يستحق احترام الناس.‏

بعد قرار المحكمة العليا،‏ أُعيد قبول كونيهيتو كوباياشي في كوبي تك.‏ ومعظم الطلاب الذين دخلوا المدرسة مع كونيهيتو كانوا قد تخرَّجوا.‏ وكونيهيتو الآن يدرس مع طلاب يصغرونه بخمس سنوات.‏ وفي نظر كثيرين حول العالم،‏ يبدو ان خمس سنوات ثمينة من حداثته قد ضاعت.‏ لكنَّ استقامة كونيهيتو ثمينة في نظر يهوه اللّٰه،‏ وتضحيته لم تذهب عبثا بالتأكيد.‏

‏[الحاشية]‏

a من اجل التفاصيل،‏ انظروا من فضلكم الصفحات ١٠ الى ١٤ من عدد ٨ تشرين الاول ١٩٩٥ من استيقظ!‏‏،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٠]‏

الى الشمال:‏ منزل كونيهيتو بعد الزلزال

في الاسفل:‏ كونيهيتو اليوم

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة