مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٩ ١٥/‏١٢ ص ١٤-‏١٩
  • لا نكن ابدا ممَّن يتراجعون للهلاك!‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لا نكن ابدا ممَّن يتراجعون للهلاك!‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • ما يعنيه التراجع للهلاك
  • كيف جرى الضغط على المسيحيين ليتراجعوا
  • لماذا ينبغي ألا يتراجعوا ابدا للهلاك
  • لماذا ينبغي الّا نتراجع ابدا للهلاك
  • لنكن ممَّن لهم ايمان
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • سفر الكتاب المقدس رقم ٥٨:‏ العبرانيين
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
  • لا تستسلموا في السباق لنيل الحياة!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • احترزوا من عدم الايمان
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
ب٩٩ ١٥/‏١٢ ص ١٤-‏١٩

لا نكن ابدا ممَّن يتراجعون للهلاك!‏

‏‹نحن لسنا ممَّن يتراجعون للهلاك›.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣٩‏.‏

١ اية ظروف ادت الى استسلام الرسول بطرس للخوف؟‏

صُدم الرسل دون شك عندما اخبرهم سيِّدهم المحبوب،‏ يسوع،‏ انهم سيتبددون ويتخلون عنه.‏ فكيف يمكن ان يحدث ذلك —‏ وخصوصا في تلك الساعة عينها حين كان في امس الحاجة اليهم؟‏ اصر بطرس:‏ «ولو عثر الآخرون جميعا،‏ فأنا لن اعثر».‏ والحقيقة هي ان بطرس كان رجلا شجاعا وجريئا.‏ ولكن بعدما اعتُقل يسوع على اثر خيانته،‏ تبدَّد الرسل —‏ بمن فيهم بطرس.‏ ولاحقا،‏ فيما كان يسوع يُستجوب في بيت رئيس الكهنة قيافا،‏ كان بطرس ينتظر قلقا في الفناء.‏ وعندما اسدل الليل البارد ستاره،‏ خاف بطرس على الارجح ان يعدم يسوع وكل من كان يرافقه.‏ وحين عرف بعض المتفرجين ان بطرس هو احد رفقاء يسوع الاحمَّاء،‏ تملَّكه الهلع.‏ فأنكر صلته بيسوع ثلاث مرات.‏ لقد انكر بطرس حتى معرفته به!‏ —‏ مرقس ١٤:‏٢٧-‏٣١،‏ ٦٦-‏٧٢‏.‏

٢ (‏أ)‏ لماذا مسلك بطرس المتسم بالخوف في الليلة التي اعتُقل فيها يسوع لا يجعله «ممَّن يتراجعون للهلاك»؟‏ (‏ب)‏ علامَ ينبغي ان نعقد العزم؟‏

٢ تلك كانت لحظة ضعف في حياة بطرس،‏ لحظة لا شك انه ندم عليها طوال حياته.‏ ولكن هل مسلك بطرس في تلك الليلة يضعه في خانة الجبناء؟‏ هل جعله «ممَّن» وصفهم الرسول بولس لاحقا عندما كتب:‏ «امَّا نحن فلسنا ممَّن يتراجعون للهلاك»؟‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ قد يوافق معظمنا على الارجح ان كلمات بولس لا تنطبق على بطرس.‏ ولماذا؟‏ لأن خوف بطرس كان مؤقتا،‏ زلة في حياة اتسمت بشجاعة وإيمان بارزين.‏ وبشكل مماثل،‏ لدى كثيرين منا في ماضينا لحظات نخجل بها حين نتذكرها،‏ لحظات اخذنا فيها الخوف على حين غرَّة ومنعنا من اتخاذ موقف الى جانب الحق بالجرأة التي كنا نتمناها.‏ (‏قارنوا روما ٧:‏٢١-‏٢٣‏.‏)‏ يمكننا ان نثق ان مثل هذه الزلات لا تجعلنا ممَّن يتراجعون للهلاك.‏ ومع ذلك،‏ ينبغي ان نعقد العزم ألّا نصير ابدا منهم.‏ لماذا؟‏ وكيف يمكننا تفادي الصيرورة كذلك؟‏

ما يعنيه التراجع للهلاك

٣ كيف استسلم النبيَّان ايليا ويونان للخوف؟‏

٣ عندما كتب بولس عن الذين هم «ممَّن يتراجعون»،‏ لم يقصد الذين قد تخونهم شجاعتهم مؤقتا.‏ فقد كان بولس يعرف بالتأكيد اختبار بطرس وحالات مماثلة اخرى.‏ فإيليا،‏ نبي جريء وصريح،‏ استسلم مرة للخوف وهرب ناجيا بحياته لأن الملكة الشريرة ايزابل هددت بقتله.‏ (‏١ ملوك ١٩:‏١-‏٤‏)‏ وواجه النبي يونان حالة خوف اشد ايضا.‏ فقد طلب منه يهوه ان يسافر الى مدينة نينوى المشهورة بالشر والعنف.‏ فأبحر يونان فورا على متن سفينة متوجهة الى ترشيش،‏ التي تبعد ٥٠٠‏,٣ كيلومتر (‏٢٠٠‏,٢ ميل)‏ في الاتجاه المعاكس!‏ (‏يونان ١:‏١-‏٣‏)‏ رغم ذلك،‏ لا يمكن بالصواب وصف ايٍّ من هذين النبيَّين الامينين ولا الرسول بطرس بأنهم ممَّن يتراجعون.‏ ولمَ لا؟‏

٤،‏ ٥ (‏أ)‏ كيف تساعدنا القرينة على تحديد ما عناه بولس بـ‍ ‹الهلاك› في عبرانيين ١٠:‏٣٩‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا عنى بولس عندما قال:‏ ‹نحن لسنا ممَّن يتراجعون للهلاك›؟‏

٤ لاحظوا الجملة بكاملها التي استعملها بولس:‏ «أما نحن فلسنا ممَّن يتراجعون للهلاك».‏ فماذا عنى بـ‍ ‹الهلاك›؟‏ ان الكلمة اليونانية التي استعملها تشير احيانا الى الهلاك الابدي.‏ وهذا التعريف يلائم القرينة.‏ فقد سبق ان حذَّر بولس:‏ «إنْ مارسنا الخطية عمدا بعدما نلنا معرفة الحق الدقيقة،‏ لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا،‏ بل ترقُّب مخيف للدينونة وغيرة نارية سوف تأكل المقاومين».‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

٥ لذلك عندما قال بولس لرفقائه المؤمنين:‏ ‹نحن لسنا ممَّن يتراجعون للهلاك›،‏ عنى انه مصمِّم هو وقراءه المسيحيين الامناء ألا يبتعدوا ابدا عن يهوه وألا يتوقفوا عن خدمته.‏ فلم يكن ذلك ليؤدي إلّا الى الهلاك الابدي.‏ وكان يهوذا الاسخريوطي واحدا ممَّن تراجعوا لمثل هذا الهلاك،‏ بالاضافة الى اعداء آخرين للحق عملوا عمدا ضد روح يهوه.‏ (‏يوحنا ١٧:‏١٢؛‏ ٢ تسالونيكي ٢:‏٣‏)‏ وهؤلاء الاشخاص هم بين «الجبناء» الذين يكابدون الهلاك الابدي في بحيرة النار الرمزية.‏ (‏كشف ٢١:‏٨‏)‏ كلا،‏ نحن لا نريد ابدا ان نكون منهم!‏

٦ اي مسلك يريد الشيطان ابليس ان نتبعه؟‏

٦ يريد الشيطان ابليس ان نتراجع للهلاك.‏ فلأنه سيد «الاعمال الماكرة»،‏ يعرف ان مثل هذا المسلك المدمِّر غالبا ما يبدأ بأمور صغيرة.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏،‏ حاشية ع‌ج‏،‏ بالانكليزية)‏ وإذا لم يستطع الاضطهاد المباشر تحقيق اهدافه،‏ فهو يسعى الى تقويض ايمان المسيحيين الحقيقيين بوسائل اخبث.‏ ويريد ان يُسكت شهود يهوه الجريئين والغيورين.‏ فلنرَ اية طرائق استعملها ضد المسيحيين العبرانيين الذين كتب اليهم بولس.‏

كيف جرى الضغط على المسيحيين ليتراجعوا

٧ (‏أ)‏ بمَ كان يتسم تاريخ الجماعة في اورشليم؟‏ (‏ب)‏ اية ظروف روحية وُجدت عند بعض قرّاء بولس؟‏

٧ تدل البراهين على ان بولس كتب رسالته الى العبرانيين حوالي السنة ٦١ ب‌م.‏ وكان تاريخ الجماعة في اورشليم متسما بالاضطراب.‏ فبعد موت يسوع،‏ اجتاحت موجة عارمة من الاضطهاد المسيحيين وشتَّتت كثيرين ممَّن يعيشون في المدينة.‏ بيد ان فترة من السلام تلت،‏ ممّا ادَّى الى ازدياد عدد المسيحيين.‏ (‏اعمال ٨:‏٤؛‏ ٩:‏٣١‏)‏ وإذ كانت السنون تمر،‏ واجهوا اضطهادات ومحنا اخرى.‏ ويبدو انه بحلول الوقت الذي كتب فيه بولس الرسالة الى العبرانيين،‏ كانت الجماعة تتمتع مرة اخرى بفترة من السلام النسبي.‏ ورغم ذلك كانت هنالك ضغوط.‏ فكانت قد مرَّت ثلاثة عقود تقريبا منذ تنبأ يسوع بدمار اورشليم.‏ وقد شعر بعض الاشخاص على الارجح بأن النهاية أُجِّلت كثيرا وأنها قد لا تأتي وهم على قيد الحياة.‏ ولم يكن البعض الآخر،‏ ولا سيما الجدد في الايمان،‏ قد امتُحنوا بعد بالاضطهاد الشديد ولم يعرفوا سوى القليل عن الحاجة الى الاحتمال تحت التجارب.‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٤‏)‏ وقد سعى الشيطان بالتأكيد الى الاستفادة من هذه الظروف.‏ فأية «اعمال ماكرة» استخدمها؟‏

٨ اي موقف اظهره كثيرون من اليهود حيال الجماعة المسيحية النامية؟‏

٨ كان المجتمع اليهودي في اورشليم واليهودية ينظر بازدراء الى الجماعة المسيحية النامية.‏ ومن فحوى رسالة بولس،‏ نكوِّن فكرة عن عبارات السخرية المهينة التي كان القادة الدينيون اليهود المتعجرفون وأتباعهم يوجهونها الى المسيحيين.‏ فربما كانوا يقولون في الواقع:‏ ‹لدينا الهيكل العظيم في اورشليم،‏ وهو قائم لقرون!‏ ولدينا رئيس كهنة بارز يكهن هنا مع كهنته المعاونين.‏ الذبائح تُقدم يوميا.‏ وعندنا الشريعة،‏ التي نقلها ملائكة الى موسى وتثبَّتت بعلامات عظيمة على جبل سيناء.‏ لكنَّ هذه البدعة التي نشأت فجأة،‏ هؤلاء المسيحيين الذين ارتدّوا عن اليهودية،‏ لا يملكون ايًّا من هذه الامور!‏›.‏ فهل تأثر المسيحيون بهذا التهكم؟‏ من الواضح ان بعض المسيحيين العبرانيين ازعجتهم التهجمات.‏ فأتت رسالة بولس لإعانتهم في الوقت المناسب تماما.‏

لماذا ينبغي ألا يتراجعوا ابدا للهلاك

٩ (‏أ)‏ اي محور يعمّ الرسالة الى العبرانيين؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى خدم المسيحيون في هيكل افضل من ذاك الذي كان في اورشليم؟‏

٩ لنفحص سببين اعطاهما بولس لاخوته وأخواته في اليهودية لعدم التراجع ابدا للهلاك.‏ الاول —‏ تفوُّق نظام العبادة المسيحي —‏ يعمّ الرسالة الى العبرانيين.‏ لقد طوَّر بولس هذا المحور في كل رسالته.‏ فالهيكل في اورشليم كان مجرد نسخة عن حقيقة اعظم بكثير،‏ هيكل يهوه الروحي،‏ بناء ‹غير مصنوع بأيد›.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١١‏)‏ وكان لهؤلاء المسيحيين امتياز الخدمة في هذا الترتيب الروحي للعبادة النقية.‏ وخدموا تحت عهد افضل،‏ العهد الجديد الموعود به منذ وقت طويل،‏ بوسيط اعظم من موسى،‏ يسوع المسيح.‏ —‏ ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤‏.‏

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لماذا سلالة نسب يسوع لم تجرده من اهليته ليخدم كرئيس كهنة في الهيكل الروحي؟‏ (‏ب)‏ بأية طرائق كان يسوع رئيس كهنة اسمى من ذاك الذي خدم في الهيكل في اورشليم؟‏

١٠ وكان لدى هؤلاء المسيحيين ايضا رئيس كهنة افضل بكثير،‏ يسوع المسيح.‏ صحيح ان يسوع لم يتحدر من هارون،‏ انما كان رئيس كهنة «على رتبة ملكي صادق».‏ (‏مزمور ١١٠:‏٤‏)‏ وقد كان ملكيصادق،‏ الذي لم تسجَّل سلالة نسبه،‏ ملك شليم القديمة ورئيس كهنتها ايضا.‏ لذلك رمز بشكل ملائم الى يسوع،‏ الذي لم يعتمد كهنوته على اية سلالة بشرية ناقصة بل على شيء اعظم بكثير —‏ قسم يهوه اللّٰه نفسه.‏ وعلى غرار ملكيصادق،‏ لم يخدم يسوع كرئيس كهنة فحسب بل ايضا كملك،‏ ملك لن يموت ابدا.‏ —‏ عبرانيين ٧:‏١١-‏٢١‏.‏

١١ وعلاوة على ذلك،‏ بخلاف رئيس الكهنة في هيكل اورشليم،‏ لم يكن على يسوع ان يقدم الذبائح سنة بعد اخرى.‏ فذبيحته كانت حياته الكاملة التي قدمها مرة لا غير.‏ (‏عبرانيين ٧:‏٢٧‏)‏ وكانت كل تلك الذبائح التي قدِّمت في الهيكل مجرد ظل،‏ نموذج لما قدمه يسوع.‏ وقد زوَّدت ذبيحته الكاملة المغفرة الحقيقية لخطايا كل الذين يمارسون الايمان.‏ وكم هي مفرحة ايضا تعليقات بولس التي تظهر ان رئيس الكهنة هذا هو يسوع نفسه الذي لم يتغير والذي عرفه المسيحيون في اورشليم.‏ فقد كان متواضعا،‏ لطيفا،‏ وقادرا ان «يتعاطف معنا في ضعفاتنا»!‏ (‏عبرانيين ٤:‏١٥؛‏ ١٣:‏٨‏)‏ وكان لدى اولئك المسيحيين الممسوحين توقُّع الخدمة ككهنة معاونين للمسيح.‏ فكيف يمكنهم حتى ان يفكروا في الرجوع الى المبادئ «الضعيفة والحقيرة» لليهودية الفاسدة؟‏ —‏ غلاطية ٤:‏٩‏.‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ اي سبب ثانٍ زوَّده بولس لعدم التراجع ابدا؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان سجل احتمال المسيحيين العبرانيين الماضي سيشجعهم على عدم التراجع ابدا للهلاك؟‏

١٢ وكأن ما ذكره لم يكن كافيا،‏ اعطى بولس العبرانيين سببا ثانيا لعدم التراجع ابدا للهلاك —‏ سجلهم الخاص للاحتمال.‏ كتب:‏ «اذكروا على الدوام الايام السالفة التي فيها،‏ بعدما أُنرتم،‏ احتملتم تحت الآلام نضالا عظيما».‏ وذكَّرهم بولس انهم كانوا «عرضة،‏ كما في مسرح» لتعييرات وضيقات.‏ فعانى بعضهم السجن؛‏ وتعاطف البعض الآخر مع المسجونين ودعموهم.‏ نعم،‏ لقد اعربوا عن ايمان ومثابرة مثاليين.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ رغم ذلك،‏ لماذا طلب منهم بولس ان ‹يذكروا على الدوام› مثل هذه الاختبارات المؤلمة؟‏ ألن يثبطهم ذلك؟‏

١٣ على العكس،‏ فإن ‹تذكر الايام السالفة› كان سيذكِّر العبرانيين كيف دعمهم يهوه خلال التجارب.‏ فقد سبق لهم ان قاوموا بمساعدته العديد من هجومات الشيطان.‏ كتب بولس:‏ «اللّٰه ليس فيه اثم حتى ينسى عملكم والمحبة التي اظهرتموها نحو اسمه».‏ (‏عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ نعم،‏ تذكر يهوه كل اعمالهم الامينة اذ خزَّنها في ذاكرته التي لا تُحدّ.‏ وهذا يذكِّرنا بتشجيع يسوع لنا على ادِّخار كنوز في السماء.‏ فلا يمكن لسارق ان ينهب هذه الكنوز؛‏ ولا يمكن ان يفسدها عثٌّ او صدأ.‏ (‏متى ٦:‏١٩-‏٢١‏)‏ وفي الواقع،‏ لا يمكن ان تُدمَّر هذه الكنوز إلّا اذا تراجع المسيحي للهلاك.‏ وهذا ما سيبدِّد اية كنوز ادَّخرها في السماء.‏ فيا للسبب القوي الذي اعطاه بولس للعبرانيين لعدم السعي ابدا وراء مسلك كهذا!‏ فلمَ يخسرون كل سنوات خدمتهم الامينة؟‏ لذلك فإنه صائب وأفضل بكثير ان يداوموا على الاحتمال.‏

لماذا ينبغي الّا نتراجع ابدا للهلاك

١٤ اية تحديات نواجهها تشبه تلك التي واجهها مسيحيو القرن الاول؟‏

١٤ لدى المسيحيين الحقيقيين اليوم اسباب قوية ايضا لعدم التراجع.‏ فأولا،‏ لنتذكر البركة التي ننعم بها في الديانة النقية التي اعطانا اياها يهوه.‏ وكمسيحيي القرن الاول،‏ نعيش في وقت يسخر منا اعضاء اكثر الاديان شعبية ويهزأون بنا،‏ مشيرين بافتخار الى صروحهم الدينية المثيرة للاعجاب وقِدَم تقاليدهم.‏ لكنَّ يهوه يؤكد لنا انه يوافق على ديانتنا.‏ وفي الواقع،‏ نحن نتمتع اليوم ببركات لم يتمتع بها مسيحيو القرن الاول.‏ قد تتساءلون:‏ ‹كيف يمكن ان يكون ذلك؟‏›.‏ فقد عاشوا عندما بدأ عمل الهيكل الروحي.‏ وصار المسيح رئيس كهنة هذا الهيكل عند معموديته سنة ٢٩ ب‌م.‏ ورأى بعضهم ابن اللّٰه الصانع العجائب.‏ حتى بعد موته،‏ أُنجز المزيد من العجائب.‏ ولكن كما أُنبئ،‏ توقفت مثل هذه المواهب اخيرا.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٨‏.‏

١٥ خلال اتمام اية نبوة يعيش المسيحيون الحقيقيون اليوم،‏ وماذا يعني ذلك لنا؟‏

١٥ ولكننا نعيش خلال اتمام مهم لنبوة الهيكل الشاملة المدوَّنة في حزقيال الاصحاحات ٤٠-‏٤٨‏.‏a فقد رأينا اعادة ترتيب اللّٰه للعبادة النقية.‏ وقد طُهر ذلك الهيكل الروحي من كل اشكال التلوُّث الديني والصنمية.‏ (‏حزقيال ٤٣:‏٩؛‏ ملاخي ٣:‏١-‏٥‏)‏ ففكروا في ما منحه لنا هذا التطهير من فوائد.‏

١٦ اية نزعة مثبطة واجهها مسيحيو القرن الاول؟‏

١٦ خلال القرن الاول،‏ بدا المستقبل مظلما للجماعة المسيحية المنظَّمة.‏ فكان يسوع قد تنبأ ان الامر سيشبه حقلا ما ان زُرع بالحنطة حتى زُرع فيه زوان ايضا،‏ مما يجعل تمييز الحنطة من الزوان متعذرا عمليا.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠‏)‏ وهذا ما حدث.‏ فبحلول نهاية القرن الاول،‏ عندما كان الرسول المسن يوحنا آخر رادع للفساد،‏ كان الارتداد قد بدأ يزدهر.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏٦؛‏ ١ يوحنا ٢:‏١٨‏)‏ ولم يمضِ وقت طويل على موت الرسل،‏ حتى ظهر صف منفصل من رجال الدين،‏ ظالما الرعية ومرتديا زيّا مميَّزا.‏ وانتشر الارتداد انتشار الغنغرينا.‏ فكم كان ذلك مثبِّطا للمسيحيين الامناء!‏ فقد شهدوا كيف طغت الديانة الفاسدة على ترتيب العبادة النقية المؤسس حديثا.‏ وقد تطوَّر ذلك في اقل من قرن بعدما اسس المسيح الجماعة.‏

١٧ بأي معنى دامت الجماعة المسيحية العصرية اكثر من نظيرتها في القرن الاول؟‏

١٧ والآن تأملوا في المفارقة.‏ لقد دامت العبادة النقية اليوم فترة اطول مما دامت قبل موت الرسل.‏ فمن صدور اول عدد من هذه المجلة سنة ١٨٧٩،‏ ينعم علينا يهوه بعبادة تجري تنقيتها اكثر فأكثر.‏ فقد دخل يهوه والمسيح يسوع الهيكل الروحي سنة ١٩١٨ من اجل تطهيره.‏ (‏ملاخي ٣:‏١-‏٥‏)‏ ومنذ سنة ١٩١٩،‏ تجري تنقية ترتيب عبادة يهوه اللّٰه تدريجيا.‏ وصار فهمنا لنبوات ومبادئ الكتاب المقدس اوضح.‏ (‏امثال ٤:‏١٨‏)‏ ولمن يعود الفضل؟‏ ليس لمجرد بشر ناقصين.‏ فيهوه فقط،‏ مع ابنه كرأس للجماعة،‏ يمكن ان يحمي شعبه من الفساد خلال هذه الاوقات الفاسدة.‏ فلا نحجم ابدا عن تقديم الشكر ليهوه على سماحه لنا بالمشاركة في العبادة النقية اليوم.‏ ولنصمِّم بثبات ألّا نتراجع ابدا للهلاك!‏

١٨ اي سبب لدينا لعدم التراجع ابدا للهلاك؟‏

١٨ ومثل اولئك المسيحيين العبرانيين،‏ لدينا سبب ثان لرفض التراجع بجبن —‏ سجلنا الخاص للاحتمال.‏ فسواء أكنا في بداية خدمتنا ليهوه ام مضت عقود ونحن نقوم بها بأمانة،‏ فقد بنينا سجلا من الاعمال المسيحية.‏ وقد عانى كثيرون منا الاضطهاد،‏ سواء أكان السجن ام الحظر ام الوحشية ام خسارة الممتلكات.‏ كما واجه كثيرون ايضا المقاومة العائلية،‏ الازدراء،‏ السخرية،‏ واللامبالاة.‏ وقد ثبتنا كلنا،‏ مستمرين في خدمتنا الامينة ليهوه رغم تحديات الحياة وامتحاناتها.‏ وبذلك بنينا سجلا من المثابرة،‏ مَخزنًا من الكنوز في السماء،‏ لن ينساه يهوه.‏ ولذلك من المؤكد انه ليس الوقت الآن لكي نرجع الى النظام القديم الفاسد الذي تركناه وراءنا!‏ فلمَ ندع كل ما بذلناه يذهب هباء؟‏ وهذا يصحُّ خصوصا اليوم،‏ حين لم يبقَ غير ‹القليل جدا› قبل ان يأتي المنتهى.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٣٧‏.‏

١٩ ماذا سيُناقش في مقالتنا التالية؟‏

١٩ نعم،‏ لنصمِّم ألّا نكون «ممَّن يتراجعون للهلاك».‏ ولنكن بالاحرى «ممَّن لهم ايمان».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٣٩‏)‏ فكيف نستطيع ان نتأكد ان هذا الوصف ينطبق علينا،‏ وكيف يمكننا مساعدة الرفقاء المسيحيين على فعل الامر عينه؟‏ ستناقش مقالتنا التالية هذا الامر.‏

‏[الحاشية]‏

a انظروا برج المراقبة عدد ١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٩٩،‏ الصفحات ٨-‏٢٣‏.‏

هل تذكرون؟‏

◻ ماذا يعني التراجع للهلاك؟‏

◻ تحت اية ضغوط كان يرزح المسيحيون العبرانيون الذين كتب اليهم بولس؟‏

◻ اي سببين لعدم التراجع للهلاك اعطاهما بولس للعبرانيين؟‏

◻ اي سببين لدينا لنصمم على عدم التراجع ابدا للهلاك؟‏

‏[الصورتان في الصفحة ١٥]‏

استسلام بطرس للخوف مؤقتا لم يجعله «ممَّن يتراجعون للهلاك»‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة