مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٠٨ ١٥/‏٣ ص ١٦-‏١٨
  • نشر البشارة في اعالي جبال الأنديز

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • نشر البشارة في اعالي جبال الأنديز
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • العناوين الفرعية
  • مشقات الطريق
  • ‏«لماذا لم تأتوا قبلا؟‏»‏
  • ‏«لم تنسوني»‏
  • رحلة العودة
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
ب٠٨ ١٥/‏٣ ص ١٦-‏١٨

نشر البشارة في اعالي جبال الأنديز

كنا ثمانية عشر شخصا نفترش ارض الكوخ الترابية ونرتجف بردا في اكياس النوم،‏ تصمّ آذاننا قرقعة الامطار وهي تنهمر بغزارة على سقف التنك فوق رؤوسنا.‏ ورحنا نتساءل عما اذا كان هذا الكوخ المزري البالغ الصغر قد آوى احدا من بني آدم قبلنا!‏

ولكن ما الذي يمكن ان يأتي بثمانية عشر شخصا الى مكان كهذا؟‏ لقد كانت رغبتنا في اتّباع وصية يسوع بنشر البشارة «الى اقصى الارض» هي الدافع وراء زيارتنا.‏ (‏اع ١:‏٨؛‏ مت ٢٤:‏١٤‏)‏ فكنا في رحلة تبشيرية الى بقعة منعزلة تقع في اعالي جبال الأنديز البوليفية.‏

مشقات الطريق

اول مهمة شاقة واجهتنا هي الوصول الى المكان المنشود.‏ فوسائل النقل العام التي تقصد تلك المناطق النائية ليس لها جدول مواعيد.‏ وحين وصل الباص المنتظر،‏ تبيّن انه اصغر مما توقعنا بحيث اضطر بعضنا الى البقاء واقفا حتى بلغنا غايتنا اخيرا.‏

كان هدفنا بلوغ القرى في اعالي جبال الأنديز البوليفية.‏ لذلك بعدما انتهت رحلة الباص،‏ حملنا مؤننا وسلكنا بحذر واحدا واحدا الممرات الجبلية الشديدة الانحدار.‏

بدت القرى صغيرة،‏ لكن بيوتها كانت متباعدة جدا.‏ فقضينا عدة ساعات في كل قرية،‏ وكنا كلما سرنا رأينا في الافق بيتا ينتظرنا.‏ وكم من مرة ضللنا طريقنا ونحن نسير في الدروب المتعرجة وسط الحقول!‏

‏«لماذا لم تأتوا قبلا؟‏»‏

تعجبت احدى السيدات كثيرا حين علمت بالمسافة التي قطعناها سيرا على الاقدام،‏ فسمحت لنا باستخدام مطبخها والحطب الذي لديها لنعدّ طعامنا.‏ وبعدما عرف رجل ما يعلمه الكتاب المقدس عن حالة الموتى،‏ تأثر جدا وقال لنا:‏ «لماذا لم تأتوا قبلا؟‏».‏ حتى انه رافقنا اثناء مغادرتنا القرية ليطرح علينا المزيد من الاسئلة.‏ وثمة رجل آخر لم يسمع قط بشهود يهوه لفتت مطبوعاتنا نظره كثيرا.‏ فشكرَنا جزيل الشكر على زيارتنا وأعطانا مفتاح الكوخ لنقضي الليلة فيه.‏

وفي احدى الليالي الحالكة،‏ نصبنا خيمنا دون ان ندري وسط مستعمرة للنمل الابيض الكبير.‏ فراح النمل يلسعنا لتطفُّلنا.‏ غير ان التعب كان قد اخذ منا كلَّ مأخذ فلم نحرِّك ساكنا.‏ ولكن لسعادتنا،‏ لم يمضِ وقت طويل حتى ضجر النمل منا وتركنا بسلام.‏

في البداية،‏ شعرنا بأوجاع في ظهرنا وضلوعنا بسبب النوم على الارض.‏ ولكن ما لبثنا ان اعتدنا الوضع مع مرور ساعات الليل.‏ وأتى الصباح فمحى بمناظره الطبيعية الخلابة كل معاناة الليل.‏ فقد بانَ الغيم امامنا وهو يتصاعد رويدا رويدا معانقا منحدرات الاودية التي لم تعبث بها يد انسان،‏ وتشامخت في الافق البعيد القمم المهيبة المكلَّلة بالثلوج.‏ ولم يعكِّر السكون المخيِّم سوى خرير جدول وتغريد الطيور.‏

بعدما اغتسلنا في مياه الجدول،‏ تأملنا سويا في آية من الكتاب المقدس وتناولنا الفطور.‏ ثم سرنا ببطء صعودا نحو باقي القرى البعيدة.‏ لكنَّ الجهود التي بذلناها كانت تستحق العناء.‏ فقد التقينا امرأة مسنَّة بكت من شدة تأثرها حين علمت ان اسم اللّٰه،‏ يهوه،‏ مدوّن في الكتاب المقدس.‏ فقد صار بإمكانها الآن ان تصلّي الى اللّٰه وتخاطبه باسمه.‏

واعتبر رجل مسنّ ان زيارتنا دليل على استفقاد اللّٰه له،‏ ثم راح فجأة يغني اغنية تقول ان الملائكة ارسلتنا.‏ وأخبرنا رجل آخر أسره المرض داخل جدران بيته ان احدا من قريته لم يكلِّف نفسه عناء زيارته.‏ لذلك تعجب كثيرا حين علم اننا آتون من لا پاز البعيدة جدا.‏ كما اعرب رجل غيره عن مدى تأثره حين رأى شهود يهوه يزورون الناس في بيوتهم،‏ في حين ان الاديان الاخرى تدعوهم الى الكنيسة بقرع الاجراس.‏

في تلك المنطقة النائية،‏ تفتقر المنازل جميعها الى الكهرباء.‏ لذلك يخلد اهاليها الى النوم مع حلول الظلام ويستيقظون مع شروق الشمس.‏ فكان علينا ان نبدأ الكرازة في السادسة صباحا قبل ان يترك الناس بيوتهم ويذهبوا الى العمل في الحقول.‏ وفي وقت لاحق من النهار،‏ كان بعض العاملين في الحقول يرضون بالتوقف عن العمل ليصغوا الى رسالتنا المؤسسة على كلمة اللّٰه،‏ مما يتيح للثيران ان تتنفس الصعداء من عناء جرّ المحراث!‏ وكثيرون ممَّن التقيناهم في البيوت فرشوا جلود الغنم لنجلس عليها وجمعوا اعضاء العائلة ليستمعوا الينا.‏ وقد أعطانا بعض المزارعين اكياسا كبيرة من الذرة الصفراء عرفانا للجميل بعدما قدّمنا لهم مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس.‏

‏«لم تنسوني»‏

لكي يحرز الناس التقدُّم في معرفة الكتاب المقدس،‏ لا بد من زيارتهم اكثر من مرة.‏ وقد توسل الينا كثيرون ان نعود ونعلِّمهم المزيد.‏ نتيجة ذلك،‏ قمنا برحلات عديدة الى تلك المنطقة البوليفية.‏

وفي رحلة لاحقة،‏ عبَّرت امرأة مسنَّة عن فرحها بعودتنا فقالت:‏ «انتم بمثابة اولادي لأنكم لم تنسوني».‏ كما شكرَنا رجل على ما نقوم به ودعانا لنبيت في منزله اثناء رحلتنا القادمة.‏ ولعلّ اعظم مكافأة نلناها على الجهود التي بذلناها هي معرفتنا بأن احدى السيدات التي بشرناها في زيارة سابقة انتقلت الى المدينة وصارت اليوم تكرز بالبشارة هناك.‏

في آخر يوم من رحلتنا الاولى،‏ نفد منا الكاز الذي نشعل به النار في موقد التخييم،‏ وكنا قد استنزفنا تقريبا كل مؤن الطعام التي في حوزتنا.‏ فجمعنا ما يكفي من الحطب لإضرام النار،‏ وأعددنا آخر وجبة لنا،‏ وباشرنا رحلة العودة سيرا على الاقدام.‏ كانت كيلومترات عديدة تفصلنا عن البلدة التي ينطلق منها الباص.‏ فلم نبلغ وجهتنا إلّا مع حلول الظلام.‏

رحلة العودة

لم تمرّ رحلة العودة دون عراقيل.‏ فقد تعطّل الباص الذي كنا فيه،‏ فبقينا منتظرين الى ان توقفت شاحنة وصعدنا الى مؤَخَّرها المكتظ بالناس.‏ فانتهزنا الفرصة وكرزنا للركاب الذين استفسروا عن سبب وجودنا في المنطقة.‏ ورغم ان الناس خجولون بطبعهم،‏ فهم عموما ودودون ولطفاء.‏

بعدما بقينا في مؤَخَّر الشاحنة تسع ساعات،‏ وصلنا الى ديارنا مبلَّلين وقد نفد البرد الى عظامنا.‏ لكنّ الرحلة لم تذهب سدى.‏ ففي طريق العودة،‏ رتّبنا ان يُعقد درس في الكتاب المقدس مع سيدة تعيش في المدينة.‏

لا شك اننا حصلنا على فرصة رائعة لنبشّر سكان تلك المناطق المنعزلة.‏ فقد كرزنا في اربع قرى وعدد لا يحصى من الضِّيع الصغيرة.‏ ولم يسعنا إلّا التفكير في كلمات اشعيا حين قال:‏ «ما أجمل على الجبال قدمي المبشر،‏ المنادي بالسلام،‏ المبشر بالخير،‏ المنادي بالخلاص!‏».‏ —‏ اش ٥٢:‏٧؛‏ رو ١٠:‏١٥‏.‏

‏[الصورة في الصفحة ١٧]‏

مستعدون لنشر البشارة

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة