ذكروا بعضكم بعضا: «لا تخافوا»
١ يمكن ان يكون الخوف مفيدا ومضرا كليهما. فالخوف غير السليم يمكن ان يكون مميتا. أما الخوف السليم فيمكن ان يحفظ الحياة، مانعا الشخص من التصرف الطائش الخطر.
٢ «بدء الحكمة مخافة (يهوه؛ عج)،» تقول الامثال ٩:١٠. فماذا تعني مخافة اللّٰه؟ تعني امتلاك خوف سليم من اسخاط اللّٰه. و «مخافة يهوه» هي خوف سليم مفيد. واحدى الفوائد للشخص الذي يخاف يهوه هي انه يحافظ على ضمير طاهر.
لا تخافوا من الموت
٣ والخوف اللائق من الخالق يبعد ايضا ما يعتبر عموما اعظم خوف غير سليم — الخوف الوبيل من الموت، وخصوصا موت العنف. فبالاذعان للخوف من التعذيب او الاعدام يخالف الشخص ضميره ويعصي اللّٰه.
٤ ليست الحال كذلك مع خائفي يهوه اللّٰه. فهم يعرفون ان الحياة الحاضرة ليست كل ما هنالك. ورغم ان الناس قد يقتلونهم لا يشكون في وعد اللّٰه بالقيامة. ولذلك يعملون بانسجام مع كلمات يسوع المسيح: «لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر. بل اريكم ممن تخافون. خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان ان يلقي في (جهنا؛ عج).» (لوقا ١٢:٤، ٥؛ متى ١٠:٢٨) اجل، ليس الانسان بل اللّٰه هو الذي يستطيع ان يهلك في جهنا حق الشخص في ان يصير كائنا حيا.
امثلة على الذين لم يخافوا
٥ انظروا الى ايمان اخواننا في المانيا. قالت احدى الاخوات: «ايماننا غير المتزعزع خيب الغستابو. فذات مرة، في اثناء الاستنطاق، اتى الضابط نحوي بقبضتي يديه وقال: ماذا سنفعل بكم؟ اذا قبضنا عليكم لا تهتمون. اذا ارسلناكم الى السجن لا تهتمون مطلقا. اذا ارسلناكم الى معسكر الاعتقال لا تقلقون. وعندما نحكم عليكم بالموت تقفون هناك غير مهتمين. ماذا سنفعل بكم؟»
٦ واخواننا في كوبا اخبروا ايضا عن الاضطهاد الذي احتملوه هناك. مثلا، رفضت ابنتان شابتان لاحد الشهود عندما كانوا في كوبا ان تساهما في طقس وطني. فجرى تهديدهما بالموت. وقيل لهما ان تديرا ظهرهما لجندي يحمل سلاحا وأنهما سيطلق عليهما النار. فدارت الفتاتان بهدوء وتوقعتا الموت. كليك! لقد كان السلاح فارغا. وأدركت السلطات انه حتى التهديد بالموت لا يمكن ان يكسر ايمانهما، فأطلقوا سراحهما. — ٢ تيموثاوس ١:٧، ٨.
ما القول فيكم؟
٧ اذا كنتم تملكون ايمانا غير متزعزع باللّٰه وبمواعد كلمته ستجري حمايتكم من الاذعان للخوف الهدام. وتجدون التعزية في ان اي اضطهاد سيصل اخيرا الى نهايته. وحتى اذا كانت هذه النهاية الموت فلن يغمركم الخوف لان وعد اللّٰه بالقيامة من الاموات يدعمكم. وهذا الرجاء يمكن ان يساعدكم على المحافظة على نظرة مبهجة في وجه الشدة الكبيرة الناتجة من الاضطهاد. وفيما تختبرون الشدة يمكنكم ان تلجأوا الى يهوه من اجل المساعدة على الاحتمال. وروح اللّٰه يزود القوة اللازمة.
٨ والمعرفة الصحيحة للكتاب المقدس يرى انها تلعب دورا في تحريركم من مخاوف مضرة عديدة. ومن الممتع ان يعترف رجال الطب بأن اعظم المخاوف تثيرها قلة المعرفة. ولهذا السبب يلزم درس الاسفار المقدسة لتحرير ذهنكم من المخاوف غير السليمة، واضعين مكانها الاعتبار اللائق للخالق.
٩ يمكن للمسيحي ان يطرد الخوف بالصلاة الى يهوه بحرارة طلبا للقوة. (فيلبي ٤:٦، ٧، ١٣) ويمكن لمحبي يهوه ان يطلبوا دائما وجهه في الصلاة دون خوف او رعب، ويمكن لهم بشجاعة ان يتكلموا بحقائق اللّٰه الى الآخرين. «لا خوف في المحبة بل المحبة الكاملة تطرح الخوف الى خارج لان الخوف له عذاب.» — ١ يوحنا ٤:١٧، ١٨.