مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
٦-١٢ ايار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ٢ كورنثوس ٤–٦
«لا نستسلم»
(كورنثوس الثانية ٤:١٦) لِذٰلِكَ فَنَحْنُ لَا يَفْتُرُ عَزْمُنَا، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا ٱلْخَارِجِيُّ يَضْنَى، فَإِنْسَانُنَا ٱلدَّاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.
متعَبون ولكننا غير مُعيِين
١٦ ان الاعتناء بصحتنا الروحية امر بالغ الاهمية. فعندما تكون علاقتنا بيهوه اللّٰه لصيقة، قد نُصاب بالتعب الجسدي ولكننا لن نعاني ابدا الاعياء ونحن نخدمه. فيهوه هو الذي «يعطي المعيي [«المُتعَب»، جد] قدرة ولعديم القوة يكثِّر شدة». (اشعياء ٤٠:٢٨، ٢٩) والرسول بولس، الذي لمس شخصيا صحة هذه الكلمات، كتب: «لا يفتر عزمنا، بل وإنْ كان انساننا الخارجي يضنى، فإنساننا الداخلي، لا ريب، يتجدد يوما فيوما». — ٢ كورنثوس ٤:١٦.
١٧ وعبارة «يوما فيوما» تعني انه يجب علينا الاستفادة من تدابير يهوه على اساس يومي. لنأخذ على سبيل المثال اخت تخدم بأمانة كمرسلة منذ ٤٣ سنة. فقد مرّت بفترات من التعب الجسدي والتثبط، لكنها لم تشعر بالاعياء. تقول: «اعتدت ان انهض باكرا لأصلي الى يهوه وأقرأ كلمته قبل البدء بأيّ عمل. وقد ساعدني هذا الروتين اليومي على الاحتمال حتى الآن». نحن ايضا، بإمكاننا الاعتماد على قوة يهوه الداعمة اذا صلّينا اليه وتأملنا في صفاته السامية ووعوده بانتظام، نعم «يوما فيوما».
(كورنثوس الثانية ٤:١٧) فَٱلضِّيقُ، مَعَ أَنَّهُ وَجِيزٌ وَخَفِيفٌ، يُنْتِجُ لَنَا مَجْدًا أَعْظَمَ جِدًّا وَأَبَدِيًّا،
يهوه ‹حصننا في زمان الضيق›
١٤ تزوِّدنا كلمة اللّٰه بمصدر قوة آخر: رجاء الخلاص. (روما ١٥:٤) فالكتاب المقدس يخبرنا ان الامور الرديئة لن تستمر الى ما لا نهاية. فكل الضيقات التي نعانيها هي وقتية. (٢ كورنثوس ٤:١٦-١٨) ولدينا «رجاء الحياة الابدية التي وعد بها اللّٰه، الذي لا يمكن ان يكذب، قبل ازمنة دهرية». (تيطس ١:٢) فإذا فرحنا في هذا الرجاء، مبقين في بالنا المستقبل الساطع الذي يعدنا به يهوه، يمكننا ان نحتمل في الضيق. — روما ١٢:١٢؛ ١ تسالونيكي ١:٣.
(كورنثوس الثانية ٤:١٨) فِيمَا نُبْقِي أَعْيُنَنَا لَا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُرَى، بَلْ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا تُرَى. فَٱلَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا ٱلَّتِي لَا تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ.
البحث عن جواهر روحية
(كورنثوس الثانية ٤:٧) وَلٰكِنْ لَنَا هٰذَا ٱلْكَنْزُ فِي آنِيَةٍ فَخَّارِيَّةٍ، لِتَكُونَ ٱلْقُدْرَةُ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ لِلّٰهِ لَا مِنَّا.
«ارسموا البسمة على وجه يهوه»
عالج دايڤيد سپلاين من الهيئة الحاكمة هذا المحور المؤسس على الاسفار المقدسة. (٢ كورنثوس ٤:٧) فما المقصود بالكنز؟ أهو المعرفة؟ الحكمة؟ اجاب الخطيب: «لا. فالكنز الذي تحدث عنه الرسول بولس هو ‹الخدمة› التي ‹نُظهر من خلالها الحق› للآخرين». (٢ كورنثوس ٤:١، ٢، ٥) وذكّر التلاميذ ان الاشهر الخمسة التي امضوها في الدراسة اعدّتهم لتعيين خصوصي في الخدمة. وعليهم ان يقدّروه تقديرا رفيعا.
بعد ذلك، اوضح الاخ سپلاين ان ‹الآنية الفخّارية› تشير الى اجسامنا. ثم قارن بين اناء مصنوع من فخّار وآخر من ذهب. فالآنية الذهبية لا تُستعمل تكرارا، اما الفخّارية فمصممة للاستعمال الدائم. فإذا وضعنا كنزا في آنية ذهبية فقد نركّز عليها بقدر ما نركّز على الكنز الذي فيها. لذا خاطب الاخ التلاميذ قائلا: «ليس هدفكم ان تسلّطوا الضوء على انفسكم. فبصفتكم آنية فخّارية، انتم تريدون ايها المرسلون المحتشمون توجيه انتباه الناس الى يهوه».
(كورنثوس الثانية ٦:١٣) لِذٰلِكَ بَادِلُونَا بِٱلْمِثْلِ — أُخَاطِبُكُمْ كَمَا لَوْ أَنَّكُمْ أَوْلَادِي — وَكُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا مُتَّسِعِينَ.
داوِم على النمو في المحبة الاخوية
٧ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟ كَيْفَ ‹نَتَّسِعُ› فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَخَوِيَّةِ؟ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَشْعُرَ بِجَاذِبٍ إِلَى ٱلَّذِينَ مِنْ جِيلِنَا أَوْ مِنَ ٱلْخَلْفِيَّةِ ٱلْعِرْقِيَّةِ نَفْسِهَا. كَمَا أَنَّ أَصْحَابَ ٱلْأَذْوَاقِ ٱلْمُتَنَاغِمَةِ فِي ٱلتَّسْلِيَةِ يَقْضُونَ فِي ٱلْغَالِبِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ مَعًا. وَلكِنْ، إِذَا كَانَتِ ٱلْقَوَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكَةُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ بَعْضِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ تُبْعِدُنَا عَنْ غَيْرِهِمْ، يَلْزَمُ حِينَئِذٍ أَنْ ‹نَتَّسِعَ›. فَيَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ تَنْدُرُ مُشَارَكَتِي فِي ٱلْخِدْمَةِ أَوِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ مَعَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ أَصْدِقَائِي ٱلْأَحِمَّاءِ؟ هَلْ أَحُدُّ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مِنْ عَلَاقَتِي بِٱلْجُدُدِ لِأَنِّي أَعْتَبِرُ أَنَّ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا أَنْ يَسْتَحِقُّوا صَدَاقَتِي؟ وَهَلْ أُسَلِّمُ عَلَى ٱلْكِبَارِ وَٱلصِّغَارِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟›.
قراءة الكتاب المقدس
(كورنثوس الثانية ٤:١-١٥) مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ، إِذْ لَنَا هٰذِهِ ٱلْخِدْمَةُ بِحَسَبِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي أُظْهِرَتْ لَنَا، لَا يَفْتُرُ عَزْمُنَا، ٢ بَلْ قَدْ رَذَلْنَا ٱلْخَفَايَا ٱلْخَبِيثَةَ ٱلَّتِي يُخْجَلُ مِنْهَا، غَيْرَ سَائِرِينَ بِمَكْرٍ، وَلَا غَاشِّينَ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، بَلْ بِإِظْهَارِ ٱلْحَقِّ مُوَصِّينَ بِأَنْفُسِنَا لَدَى كُلِّ ضَمِيرٍ بَشَرِيٍّ أَمَامَ ٱللّٰهِ. ٣ أَمَّا إِذَا كَانَتِ ٱلْبِشَارَةُ ٱلَّتِي نُعْلِنُهَا مَحْجُوبَةً بِبُرْقُعٍ، فَهِيَ مَحْجُوبَةٌ بِبُرْقُعٍ بَيْنَ ٱلْهَالِكِينَ، ٤ ٱلَّذِينَ بَيْنَهُمْ إِلٰهُ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، لِئَلَّا تُضِيءَ إِنَارَةُ ٱلْبِشَارَةِ ٱلْمَجِيدَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي هُوَ صُورَةُ ٱللّٰهِ. ٥ فَلَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا، وَبِأَنْفُسِنَا عَبِيدًا لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ. ٦ فَٱللّٰهُ هُوَ ٱلَّذِي قَالَ: «لِيُضِئِ ٱلنُّورُ مِنَ ٱلظُّلْمَةِ»، وَقَدْ أَضَاءَ فِي قُلُوبِنَا لِيُنِيرَهَا بِمَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ ٱلْمَجِيدَةِ بِوَجْهِ ٱلْمَسِيحِ. ٧ وَلٰكِنْ لَنَا هٰذَا ٱلْكَنْزُ فِي آنِيَةٍ فَخَّارِيَّةٍ، لِتَكُونَ ٱلْقُدْرَةُ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ لِلّٰهِ لَا مِنَّا. ٨ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ يُضَيَّقُ عَلَيْنَا، لٰكِنْ لَسْنَا مَحْصُورِينَ؛ حَائِرُونَ، لٰكِنْ لَيْسَ مُطْلَقًا دُونَ مَنْفَذٍ؛ ٩ مُضْطَهَدُونَ، لٰكِنْ غَيْرُ مَخْذُولِينَ؛ مَطْرُوحُونَ، لٰكِنْ غَيْرُ هَالِكِينَ. ١٠ فِي كُلِّ مَكَانٍ نَحْتَمِلُ دَائِمًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمُعَامَلَةَ ٱلْمُمِيتَةَ ٱلَّتِي عُومِلَ بِهَا يَسُوعُ، لِتُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا. ١١ فَنَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ نَتَوَاجَهُ دَائِمًا مَعَ ٱلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِتُظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ. ١٢ إِذًا ٱلْمَوْتُ يَعْمَلُ فِينَا، وَلٰكِنِ ٱلْحَيَاةُ فِيكُمْ. ١٣ وَبِمَا أَنَّ لَنَا رُوحَ ٱلْإِيمَانِ عَيْنَهُ كَٱلْمَكْتُوبِ عَنْهُ: «مَارَسْتُ ٱلْإِيمَانَ، لِذٰلِكَ تَكَلَّمْتُ»، فَنَحْنُ أَيْضًا نُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ وَلِذٰلِكَ نَتَكَلَّمُ، ١٤ عَالِمِينَ أَنَّ ٱلَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ سَيُقِيمُنَا نَحْنُ أَيْضًا مَعَ يَسُوعَ وَيُحْضِرُنَا أَمَامَهُ مَعَكُمْ. ١٥ فَكُلُّ شَيْءٍ هُوَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لِكَيْ تَزْدَادَ ٱلنِّعْمَةُ ٱلْجَزِيلَةُ بِسَبَبِ شُكْرِ عَدَدٍ أَوْفَرَ جِدًّا، وَذٰلِكَ لِمَجْدِ ٱللّٰهِ.
١٣-١٩ ايار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ٢ كورنثوس ٧–١٠
«عمل الاغاثة خدمة مقدسة»
(كورنثوس الثانية ٨:١-٣) وَٱلْآنَ نُخْبِرُكُمْ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، بِنِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي مُنِحَتْ لِجَمَاعَاتِ مَقْدُونِيَةَ، ٢ أَنَّهُ فِي ٱمْتِحَانٍ عَظِيمٍ تَحْتَ ٱلْمَشَقَّةِ أَدَّى فَرَحُهُمُ ٱلْجَزِيلُ وَفَقْرُهُمُ ٱلشَّدِيدُ إِلَى ٱزْدِيَادِ غِنَى كَرَمِهِمْ. ٣ وَكَانَ ذٰلِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِهِمْ، أَنَا أَشْهَدُ، بَلْ فَوْقَ طَاقَتِهِمْ.
«المعطي المسرور يحبه اللّٰه»
في البداية، اخبر بولس الكورنثيين عن المكدونيين، الذين رسموا مثالا حسنا في دعم جهود الاغاثة. فقد كتب: «في اختبار ضيقة شديدة فاض وفور فرحهم وفقرهم العميق لغنى سخائهم». فلم يكن المكدونيون بحاجة الى التذكير المتكرر. على العكس، قال بولس انهم ‹التمسوا منا بطلبة كثيرة ان نقبل النعمة›. وسخاء المكدونيين المتسم بالفرح جدير بالملاحظة وخصوصا عندما نفكِّر انهم هم انفسهم كانوا في ‹فقر عميق›. — ٢ كورنثوس ٨:٢-٤.
عمل الاغاثة العالمي يُكرم اللّٰه
لِنَعُدْ إِلَى نَحْوِ ٱلْعَامِ ٤٦ بم وَلْنَزُرْ مِنْطَقَةَ ٱلْيَهُودِيَّةِ ٱلْوَاقِعَةَ فِي بَرَاثِنِ ٱلْجُوعِ. اَلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ هُنَا مَغْلُوبٌ عَلَى أَمْرِهِمْ. فَهُمْ عَاجِزُونَ حَتَّى عَنْ شِرَاءِ ٱلْحِنْطَةِ ٱلَّتِي شَحَّتْ فِي ٱلسُّوقِ وَبَاتَتْ أَسْعَارُهَا جُنُونِيَّةً. اَلْجُوعُ يَنْهَشُهُمْ! فَمَا عَسَاهُمْ يَفْعَلُونَ؟ يُوشِكُ أَتْبَاعُ يَسُوعَ هٰؤُلَاءِ أَنْ يَلْمُسُوا ٱلْحِمَايَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَمْ يَخْتَبِرْهَا قَبْلًا أَيُّ مَسِيحِيٍّ. إِلَيْكَ مَا يَحْدُثُ مَعَهُمْ.
(كورنثوس الثانية ٨:٤) وَلَمْ يَنْفَكُّوا مِنْ تِلْقَاءِ أَنْفُسِهِمْ يَلْتَمِسُونَ مِنَّا بِتَوَسُّلٍ كَثِيرٍ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ ٱمْتِيَازُ عَمَلِ ٱلْإِحْسَانِ وَٱشْتِرَاكٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ.
عمل الاغاثة العالمي يُكرم اللّٰه
٤ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى ٱلْكُورِنْثِيِّينَ، أَوْضَحَ ٱلرَّسُولُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُفَوَّضُونَ بِخِدْمَةٍ لَهَا وَجْهَانِ ٱثْنَانِ. وَمَعَ أَنَّ ٱلرِّسَالَةَ مُوَجَّهَةٌ أَصْلًا إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ، تَنْطَبِقُ كَلِمَاتُهُ أَيْضًا عَلَى ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (يو ١٠:١٦) أَوَّلًا، تَشْمُلُ خِدْمَتُنَا «خِدْمَةَ ٱلْمُصَالَحَةِ»، أَيْ عَمَلَ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. (٢ كو ٥:١٨-٢٠؛ ١ تي ٢:٣-٦) أَمَّا ٱلْوَجْهُ ٱلثَّانِي فَيَتَمَثَّلُ فِي «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ»، أَيْ عَمَلِ ٱلْإِغَاثَةِ ٱلَّذِي نُبَادِرُ بِهِ تِجَاهَ إِخْوَتِنَا. (٢ كو ٨:٤) وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ كَلِمَةَ «خِدْمَةٍ» فِي كِلْتَا ٱلْعِبَارَتَيْنِ «خِدْمَةِ ٱلْمُصَالَحَةِ» وَ «ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخَصَّصَةِ لِلْقِدِّيسِينَ» تُنْقَلُ مِنْ إِحْدَى صِيَغِ ٱلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ دياكونيا. فَمَا أَبْعَادُ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ؟
٥ حِينَ ٱسْتَعْمَلَ بُولُسُ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ نَفْسَهَا لِوَصْفِ كِلَا ٱلنَّشَاطَيْنِ، وَضَعَ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ فِي مَصَافِّ سَائِرِ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. قَالَ فِي وَقْتٍ سَابِقٍ: «هُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْخِدْمَاتِ، لٰكِنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ نَفْسُهُ. وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ مِنَ ٱلْأَعْمَالِ . . . لٰكِنَّ كُلَّ هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ يُنْجِزُهَا ٱلرُّوحُ ٱلْوَاحِدُ نَفْسُهُ». (١ كو ١٢:٤-٦، ١١) حَتَّى إِنَّهُ رَبَطَ بَيْنَ أَنْوَاعِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَ ‹ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ›. (رو ١٢:١، ٦-٨) فَهَلْ مِنْ عَجَبٍ أَنَّهُ ٱسْتَحْسَنَ تَخْصِيصَ بَعْضٍ مِنْ وَقْتِهِ ‹لِخِدْمَةِ ٱلْقِدِّيسِينَ›؟ — رو ١٥:٢٥، ٢٦.
٦ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، سَاعَدَ بُولُسُ ٱلْكُورِنْثِيِّينَ لِيُدْرِكُوا لِمَ يُعَدُّ عَمَلُ ٱلْإِغَاثَةِ جُزْءًا مِنْ خِدْمَتِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ لِيَهْوَهَ. فَحَلَّلَ ٱلْمَسْأَلَةَ كَمَا يَلِي: يُبَادِرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى إِعَانَةِ إِخْوَتِهِمْ لِأَنَّهُمْ «مُذْعِنُونَ لِلْبِشَارَةِ عَنِ ٱلْمَسِيحِ». (٢ كو ٩:١٣) وَبِٱلتَّالِي فَإِنَّ رَغْبَةَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَطْبِيقِ تَعَالِيمِ يَسُوعَ هِيَ مَا يَدْفَعُهُمْ إِلَى مُسَاعَدَةِ رُفَقَائِهِمِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، يَكُونُ إِحْسَانُهُمْ إِلَى إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَعْبِيرًا عَنْ «نِعْمَةِ ٱللّٰهِ ٱلْفَائِقَةِ». (٢ كو ٩:١٤؛ ١ بط ٤:١٠) وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ تَحَدَّثَ عَدَدُ آبَ (أُغُسْطُس) عَامَ ١٩٧٦ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنْ خِدْمَةِ ٱلْإِخْوَةِ وَقْتَ ٱلْحَاجَةِ ٱلَّتِي تَشْمُلُ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ، وَذَكَرَ: «لَا نَشُكَّ مُطْلَقًا أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ يُولِيَانِ أَهَمِّيَّةً كُبْرَى لِهٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ». وَبِٱلْفِعْلِ فَإِنَّ عَمَلَ ٱلْإِغَاثَةِ شَكْلٌ قَيِّمٌ مِنْ أَشْكَالِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. — رو ١٢:١، ٧؛ ٢ كو ٨:٧؛ عب ١٣:١٦.
(كورنثوس الثانية ٩:٧) لِيَفْعَلْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا عَزَمَ فِي قَلْبِهِ، لَا غَصْبًا عَنْهُ وَلَا مُرْغَمًا، لِأَنَّ ٱللّٰهَ يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ.
تمويل عمل الملكوت
١٠ أَوَّلًا، لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَنَرْغَبُ أَنْ نَعْمَلَ «مَا هُوَ مَرْضِيٌّ فِي نَظَرِهِ». (١ يو ٣:٢٢) فَهُوَ حَتْمًا يَنْظُرُ بِعَيْنِ ٱلرِّضَى إِلَى عُبَّادِهِ حِينَ يُجْزِلُونَ ٱلْعَطَاءَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي كَلِمَاتِهِ عَنِ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٩:٧.) فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يُعْطِي كَرْهًا أَوْ بِتَرَدُّدٍ، بَلْ لِأَنَّهُ «عَزَمَ فِي قَلْبِهِ». وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ أَدْرَكَ وُجُودَ حَاجَةٍ مَا وَفَكَّرَ مَلِيًّا كَيْفَ عَسَاهُ يَسُدُّهَا. وَشَخْصٌ كَهٰذَا عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي «يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ».
البحث عن جواهر روحية
(كورنثوس الثانية ٩:١٥) فَشُكْرًا لِلّٰهِ عَلَى هِبَتِهِ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ.
بمَ تُلزمنا ‹هبة اللّٰه التي لا تُوصف›؟
٢ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ ذَبِيحَةَ ٱلْمَسِيحِ ٱلْكَامِلَةَ ضَمَانَةٌ تَكْفَلُ تَحْقِيقَ كُلِّ وُعُودِ ٱللّٰهِ ٱلْبَدِيعَةِ. (اقرأ ٢ كورنثوس ١:٢٠.) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ‹ٱلْهِبَةَ ٱلَّتِي لَا تُوصَفُ› لَا تَقْتَصِرُ عَلَى ٱلْفِدْيَةِ، بَلْ تَشْمُلُ أَيْضًا كُلَّ ٱلصَّلَاحِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوَلَاءِ ٱلَّذِي سَيُظْهِرُهُ يَهْوَهُ لَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. حَقًّا، هٰذِهِ ٱلْهِبَةُ قَيِّمَةٌ جِدًّا بِحَيْثُ تَعْجَزُ ٱلْكَلِمَاتُ أَنْ تُوفِيَهَا حَقَّهَا. فَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا؟ وَعَلَامَ تَحُثُّنَا فِيمَا نَسْتَعِدُّ لِلِٱحْتِفَالِ بِذِكْرَى مَوْتِ ٱلْمَسِيحِ يَوْمَ ٱلْأَرْبِعَاءِ فِي ٢٣ آذَارَ (مَارِس) ٢٠١٦؟
(كورنثوس الثانية ١٠:١٧) «وَأَمَّا مَنِ ٱفْتَخَرَ، فَلْيَفْتَخِرْ بِيَهْوَهَ».
هل من الخطإ الافتخار؟
في الاسفار اليونانية المسيحية، يُستعمل الفعل اليوناني كافَخاوماي، الذي يُنقل الى «افتخِر، ابتهج، تباهَ»، بشكل سلبي وإيجابي. يقول بولس، مثلا، انه يمكننا ان «نبتهج على اساس رجاء مجد اللّٰه». وينصح ايضا: «مَن افتخر، فليفتخر بيهوه». (روما ٥:٢؛ ٢ كورنثوس ١٠:١٧) ويعني ذلك ان نفتخر بيهوه كإله لنا، وهو شعور قد يجعلنا نبتهج بصيته الحسن وسمعته الجيدة.
قراءة الكتاب المقدس
(كورنثوس الثانية ٧:١-١٢) لِذٰلِكَ، بِمَا أَنَّ لَنَا هٰذِهِ ٱلْوُعُودَ أَيُّهَا ٱلْأَحِبَّاءُ، فَلْنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ ٱلْجَسَدِ وَٱلرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ ٱلْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ ٱللّٰهِ. ٢ أَفْسِحُوا لَنَا مَكَانًا فِي قُلُوبِكُمْ. فَإِنَّنَا لَمْ نُسِئْ إِلَى أَحَدٍ، وَلَمْ نُفْسِدْ أَحَدًا، وَلَمْ نَسْتَغِلَّ أَحَدًا. ٣ لَا أَقُولُ هٰذَا لِأَدِينَكُمْ. فَقَدْ قُلْتُ مِنْ قَبْلُ إِنَّكُمْ فِي قُلُوبِنَا لِنَمُوتَ وَنَحْيَا مَعًا. ٤ لِي حُرِّيَّةُ كَلَامٍ عَظِيمَةٌ مَعَكُمْ. لِي ٱفْتِخَارٌ كَثِيرٌ بِكُمْ. أَنَا مُمْتَلِئٌ عَزَاءً، أَفِيضُ فَرَحًا فِي كُلِّ مَشَقَّتِنَا. ٥ وَٱلْوَاقِعُ أَنَّنَا لَمَّا وَصَلْنَا إِلَى مَقْدُونِيَةَ، لَمْ يَنَلْ جَسَدُنَا أَيَّةَ رَاحَةٍ، بَلْ بَقِينَا نُكَابِدُ مَشَقَّاتٍ بِكُلِّ وَجْهٍ: مِنَ ٱلْخَارِجِ حُرُوبٌ، وَمِنَ ٱلدَّاخِلِ مَخَاوِفُ. ٦ لٰكِنَّ ٱللّٰهَ ٱلَّذِي يُعَزِّي ٱلْمُنْسَحِقِينَ عَزَّانَا بِحُضُورِ تِيطُسَ، ٧ لَا بِحُضُورِهِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِٱلتَّعْزِيَةِ ٱلَّتِي تَعَزَّى بِهَا مِنْ جِهَتِكُمْ، إِذْ بَلَّغَنَا شَوْقَكُمْ، وَنَوْحَكُمْ، وَغَيْرَتَكُمْ عَلَيَّ، حَتَّى إِنِّي فَرِحْتُ أَكْثَرَ أَيْضًا. ٨ لِذٰلِكَ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَحْزَنْتُكُمْ بِرِسَالَتِي، فَلَسْتُ آسَفُ عَلَى ذٰلِكَ. وَإِنْ كُنْتُ قَدْ أَسِفْتُ فِي بَادِئِ ٱلْأَمْرِ (كَوْنِي أَرَى أَنَّ تِلْكَ ٱلرِّسَالَةَ أَحْزَنَتْكُمْ، وَلَوْ مُدَّةً يَسِيرَةً)، ٩ فَإِنِّي أَفْرَحُ ٱلْآنَ، لَا لِأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ فَحَسْبُ، بَلْ لِأَنَّكُمْ حَزِنْتُمْ فَأَدَّى ذٰلِكَ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ. فَقَدْ حَزِنْتُمْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، لِكَيْلَا تُكَابِدُوا ضَرَرًا فِي أَيِّ شَيْءٍ بِسَبَبِنَا. ١٠ فَٱلْحُزْنُ ٱلَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ يُؤَدِّي إِلَى تَوْبَةٍ لِلْخَلَاصِ بِلَا أَسَفٍ، أَمَّا حُزْنُ ٱلْعَالَمِ فَيُنْتِجُ مَوْتًا. ١١ فَهُوَذَا حُزْنُكُمْ هٰذَا بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ، كَمْ أَنْتَجَ فِيكُمْ مِنِ ٱجْتِهَادٍ، بَلْ مِنْ تَبْرِئَةٍ لِأَنْفُسِكُمْ، بَلْ مِنْ غَيْظٍ، بَلْ مِنْ خَوْفٍ، بَلْ مِنْ شَوْقٍ، بَلْ مِنْ غَيْرَةٍ، بَلْ مِنْ تَصْوِيبٍ لِلْخَطَإِ! فِي كُلِّ شَيْءٍ أَثْبَتُّمْ أَنَّكُمْ أَعِفَّاءُ فِي هٰذَا ٱلْأَمْرِ. ١٢ وَمَعَ أَنَّنِي كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ، فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذٰلِكَ لَا لِأَجْلِ ٱلَّذِي أَسَاءَ، وَلَا لِأَجْلِ ٱلَّذِي أُسِيءَ إِلَيْهِ، بَلْ لِيَظْهَرَ أَمَامَ ٱللّٰهِ ٱجْتِهَادُكُمْ مِنْ أَجْلِنَا.
٢٠-٢٦ ايار (مايو)
كنوز من كلمة اللّٰه | ٢ كورنثوس ١١–١٣
«بولس يعاني من ‹شوكة في الجسد›»
(كورنثوس الثانية ١٢:٧) لِسَبَبِ فَرْطِ مَا كُشِفَ لِي. لِذٰلِكَ، لِئَلَّا أَشْعُرَ بِٱلتَّرَفُّعِ كَثِيرًا، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي ٱلْجَسَدِ، مَلَاكًا لِلشَّيْطَانِ، لِيَسْتَمِرَّ فِي لَطْمِي لِئَلَّا أَتَرَفَّعَ كَثِيرًا.
اقوياء رغم الضعفات
كان الرسول بولس خادما امينا آخر صلى الى يهوه طالبا منه ازالة مشكلة مزمنة لديه دعاها «شوكة في الجسد». وقد توسل الى اللّٰه ثلاث مرات ان يحرره منها. ومهما كانت هذه المشكلة، فلا بد انها سلبته فرحه في خدمة يهوه تماما كالشوكة المزعجة. فاعتبر نفسه بسببها كمَن يُلطم باستمرار. إلا ان يهوه قال له: «تكفيك نعمتي، فإن قدرتي تُكمَل في الضعف». فيهوه لم ينزع هذه الشوكة، بل كان على بولس ان يتصارع معها، لكنه قال: «عندما اكون ضعيفا، فحينئذ اكون قويا». (٢ كو ١٢:٧-١٠) فماذا عنى بذلك؟
(كورنثوس الثانية ١٢:٨، ٩) وَلِأَجْلِ هٰذَا تَوَسَّلْتُ إِلَى ٱلرَّبِّ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ أَنْ تُفَارِقَنِي، ٩ وَلٰكِنَّهُ قَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، فَإِنَّ قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ». إِذًا بِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ مِنْ جِهَةِ ضَعَفَاتِي، لِتَبْقَى قُدْرَةُ ٱلْمَسِيحِ مُخَيِّمَةً عَلَيَّ.
يهوه «يعطي روحا قدسا للذين يسألونه»
١٧ قَالَ ٱللّٰهُ لِبُولُسَ ٱسْتِجَابَةً لِصَلَوَاتِهِ: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، فَإِنَّ قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ». لِذلِكَ تَابَعَ بُولُسُ قَائِلًا: «إِذًا بِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِٱلْحَرِيِّ مِنْ جِهَةِ ضَعَفَاتِي، لِتَبْقَى قُدْرَةُ ٱلْمَسِيحِ مُخَيِّمَةً عَلَيَّ». (٢ كورنثوس ١٢:٩؛ مزمور ١٤٧:٥) فَقَدْ شَعَرَ أَنَّ حِمَايَةَ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي نَالَهَا بِوَاسِطَةِ ٱلْمَسِيحِ ظَلَّلَتْهُ كَخَيْمَةٍ. اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَسْتَجِيبُ يَهْوَه صَلَوَاتِنَا بِطَرِيقَةٍ مُمَاثِلَةٍ. فَهُوَ يُظَلِّلُ خُدَّامَهُ كَمَا لَوْ أَنَّهُ يَحْمِيهِمْ بِخَيْمَةٍ.
١٨ طَبْعًا، إِنَّ ٱلْخَيْمَةَ لَا تَحُولُ دُونَ هُطُولِ ٱلْأَمْطَارِ أَوْ هُبُوبِ ٱلرِّيَاحِ. لكِنَّهَا تُؤَمِّنُ ٱلْحِمَايَةَ مِنْ عَوَامِلَ طَبِيعِيَّةٍ كَهذِهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا تَحُولُ ٱلْحِمَايَةُ ٱلَّتِي تُزَوِّدُهَا «قُدْرَةُ ٱلْمَسِيحِ» دُونَ حُلُولِ ٱلْمِحَنِ أَوِ ٱلْمَشَقَّاتِ بِنَا. لكِنَّهَا تُؤَمِّنُ لَنَا ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ مِنَ ٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُؤْذِيَةِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ وَمِنْ هَجَمَاتِ حَاكِمِهِ، ٱلشَّيْطَانِ. (رؤيا ٧:٩، ١٥، ١٦) لِذلِكَ، حَتَّى لَوْ كُنْتَ تُوَاجِهُ مِحْنَةً لَا ‹تُفَارِقُكَ›، فَكُنْ عَلَى يَقِينٍ أَنَّ يَهْوَه يَرَى صِرَاعَكَ وَيَسْتَجِيبُ ‹لِصَوْتِ صُرَاخِكَ›. (اشعيا ٣٠:١٩؛ ٢ كورنثوس ١:٣، ٤) كَتَبَ بُولُسُ: «اَللّٰهُ أَمِينٌ، وَلَنْ يَدَعَكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ تَحَمُّلَهُ، بَلْ سَيَجْعَلُ أَيْضًا مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ ٱلْمَنْفَذَ لِتَسْتَطِيعُوا ٱحْتِمَالَهَا». — ١ كورنثوس ١٠:١٣؛ فيلبي ٤:٦، ٧.
(كورنثوس الثانية ١٢:١٠) لِذٰلِكَ أُسَرُّ بِٱلضَّعَفَاتِ وَٱلْإِهَانَاتِ وَٱلِٱحْتِيَاجَاتِ وَٱلِٱضْطِهَادَاتِ وَٱلْمَصَاعِبِ لِأَجْلِ ٱلْمَسِيحِ. فَعِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا، فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا.
«يعطي المتعبَ قوة»
٨ اقرأ اشعيا ٤٠:٣٠. مَهْمَا كُنَّا بَارِعِينَ، تَظَلُّ إِمْكَانَاتُنَا مَحْدُودَةً. وَهٰذَا وَاقِعٌ لَا مَفَرَّ مِنْهُ. فَٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَثَلًا تَمَتَّعَ بِمَقْدِرَاتٍ عَدِيدَةٍ، لٰكِنَّهُ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُنْجِزَ كُلَّ مَا يُرِيدُ. وَحِينَ شَكَا هَمَّهُ إِلَى يَهْوَهَ، أَجَابَهُ: «قُدْرَتِي تُكْمَلُ فِي ٱلضُّعْفِ». فَفَهِمَ بُولُسُ ٱلْفِكْرَةَ وَقَالَ: «عِنْدَمَا أَكُونُ ضَعِيفًا، فَحِينَئِذٍ أَكُونُ قَوِيًّا». (٢ كو ١٢:٧-١٠) وَلٰكِنْ مَاذَا قَصَدَ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
٩ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ إِمْكَانَاتِهِ مَحْدُودَةٌ وَأَنَّهُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ. لٰكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّ رُوحَ ٱللّٰهِ ٱلْقُدُسَ سَيُزَوِّدُهُ بِٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيْهَا، لَا بَلْ سَيُمَكِّنُهُ أَيْضًا أَنْ يُحَقِّقَ إِنْجَازَاتٍ هَائِلَةً مَا كَانَ لِيُنْجِزَهَا بِقُوَّتِهِ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَيْنَا. فَحِينَ يُعْطِينَا يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ، نُصْبِحُ أَقْوِيَاءَ بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ.
البحث عن جواهر روحية
(كورنثوس الثانية ١٢:٢-٤) أَعْرِفُ إِنْسَانًا فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ، وَمُنْذُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ٱخْتُطِفَ هٰذَا إِلَى ٱلسَّمَاءِ ٱلثَّالِثَةِ. أَفِي ٱلْجَسَدِ لَسْتُ أَعْلَمُ، أَمْ خَارِجَ ٱلْجَسَدِ لَسْتُ أَعْلَمُ، ٱللّٰهُ يَعْلَمُ. ٣ أَجَلْ، أَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا ٱلْإِنْسَانَ — أَفِي ٱلْجَسَدِ أَمْ بِغَيْرِ ٱلْجَسَدِ، لَسْتُ أَعْلَمُ، ٱللّٰهُ يَعْلَمُ — ٤ قَدِ ٱخْتُطِفَ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ وَسَمِعَ كَلِمَاتٍ لَا يُنْطَقُ بِهَا وَلَا يَحِلُّ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهَا.
اسئلة من القراء
«اَلسَّمَاءُ ٱلثَّالِثَةُ» فِي ٢ كُورِنْثُوس ١٢:٢ هِيَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ بِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ وَٱلْ ٠٠٠,١٤٤، أَيِ ‹ٱلسَّمٰوَاتُ ٱلْجَدِيدَةُ›. — ٢ بط ٣:١٣.
وَهِيَ «ٱلسَّمَاءُ ٱلثَّالِثَةُ» لِأَنَّ ٱلْمَلَكُوتَ أَسْمَى وَأَرْفَعُ مِنْ بَاقِي ٱلْحُكُومَاتِ.
وَ «ٱلْفِرْدَوْسُ» ٱلَّذِي «ٱخْتُطِفَ» إِلَيْهِ بُولُسُ يُرَجَّحُ أَنْ يَشْمُلَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ ٱلثَّلَاثَةَ مُجْتَمِعَةً: (١) اَلْفِرْدَوْسَ ٱلْحَرْفِيَّ ٱلَّذِي سَيَمْلَأُ ٱلْأَرْضَ، (٢) ٱلْفِرْدَوْسَ ٱلرُّوحِيَّ ٱلَّذِي سَيَكُونُ كَامِلًا وَأَشْمَلَ مِمَّا هُوَ ٱلْيَوْمَ، وَ (٣) «فِرْدَوْسَ ٱللّٰهِ» فِي ٱلسَّمَاءِ.
(كورنثوس الثانية ١٣:١٢) سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ.
اهل رومية يحصلون على افضل الاخبار
قال بولس لاهل رومية بأن ‹يسلِّموا بعضهم على بعض بقبلة مقدسة.› ولكنه لم يكن هنا يؤسِّس عادة مسيحية جديدة او طقسا دينيا. وفي ايام بولس، كان تقبيل الجبين، الشفتين، او اليد يُمنح غالبا كعلامة للسلام، العاطفة، او الاحترام. لذلك، كان بولس ببساطة يشير الى عادة كانت شائعة في ايامه. — رومية ١٦:١٦.
ايجاد مفتاح المودة الاخوية
١٥ في الازمنة الرسولية كان المسيحيون معتادين ان يسلِّموا بعضهم على بعض «بقبلة مقدسة» او «بقبلة المحبة.» (رومية ١٦:١٦؛ ١ بطرس ٥:١٤) ان ذلك حقا تعبير عن المودة الاخوية! واليوم، في معظم انحاء الارض، تكون ابتسامة ودية مخلصة ومصافحة قوية تعبيرا انسب. وفي البلدان اللاتينية، كالمكسيك، هنالك التسليم في شكل معانقة، تعبير عن المودة حقا. والمودة الحارة هذه من جهة هؤلاء الاخوة قد تساعد على تعليل الزيادات الكبيرة التي تحدث في بلدانهم.
قراءة الكتاب المقدس
(كورنثوس الثانية ١١:١-١٥) لَيْتَكُمْ تَتَحَمَّلُونَ مِنِّي قَلِيلًا مِنْ عَدَمِ ٱلتَّعَقُّلِ. بَلْ إِنَّكُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ تَتَحَمَّلُونَنِي! ٢ فَأَنَا أَغَارُ عَلَيْكُمْ غَيْرَةَ ٱللّٰهِ، لِأَنِّي شَخْصِيًّا خَطَبْتُكُمْ لِزَوْجٍ وَاحِدٍ لِأُحْضِرَكُمْ عَذْرَاءَ عَفِيفَةً إِلَى ٱلْمَسِيحِ. ٣ لٰكِنِّي أَخَافُ أَنَّهُ، كَمَا أَغْوَتِ ٱلْحَيَّةُ حَوَّاءَ بِمَكْرِهَا، هٰكَذَا تُفْسَدُ عُقُولُكُمْ بِطَرِيقَةٍ مَا عَنِ ٱلْإِخْلَاصِ وَٱلْعَفَافِ ٱللَّذَيْنِ يَحِقَّانِ لِلْمَسِيحِ. ٤ فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ أَحَدٌ وَكَرَزَ بِيَسُوعٍ غَيْرِ ٱلَّذِي كَرَزْنَا بِهِ، أَوْ نِلْتُمْ رُوحًا غَيْرَ ٱلَّذِي نِلْتُمُوهُ، أَوْ بِشَارَةً غَيْرَ ٱلَّتِي قَبِلْتُمُوهَا، لَكُنْتُمْ تَتَحَمَّلُونَهُ بِسُهُولَةٍ! ٥ فَأَنَا أَعْتَبِرُ أَنَّنِي لَمْ أَكُنْ فِي شَيْءٍ أَدْنَى شَأْنًا مِنْ فَائِقِي ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ عِنْدَكُمْ. ٦ وَلٰكِنْ وَإِنْ كُنْتُ غَيْرَ بَارِعٍ فِي ٱلْكَلَامِ، فَقَطْعًا لَسْتُ كَذٰلِكَ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ، بَلْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ أَظْهَرْنَا ذٰلِكَ لَكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ. ٧ أَمِ ٱرْتَكَبْتُ خَطِيَّةً إِذْ وَضَعْتُ نَفْسِي لِتَرْتَفِعُوا أَنْتُمْ، لِأَنِّي بِغَيْرِ كُلْفَةٍ بَشَّرْتُكُمْ بِسُرُورٍ بِبِشَارَةِ ٱللّٰهِ؟ ٨ سَلَبْتُ جَمَاعَاتٍ أُخْرَى آخِذًا مِنْهَا نَفَقَةً لِكَيْ أَخْدُمَكُمْ. ٩ وَمَعَ ذٰلِكَ حِينَ كُنْتُ حَاضِرًا عِنْدَكُمْ وَٱحْتَجْتُ، لَمْ أَصِرْ عِبْئًا عَلَى أَحَدٍ، لِأَنَّ إِعْوَازِي سَدَّهُ ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مِنْ مَقْدُونِيَةَ. وَمِنْ كُلِّ وَجْهٍ حَرَصْتُ أَلَّا أَكُونَ عِبْئًا عَلَيْكُمْ، وَسَأَحْرِصُ أَيْضًا. ١٠ وَمَا دَامَ حَقُّ ٱلْمَسِيحِ فِيَّ، لَنْ يَتَوَقَّفَ ٱفْتِخَارِي هٰذَا فِي مَنَاطِقِ أَخَائِيَةَ. ١١ لِمَاذَا؟ أَلِأَنِّي لَا أُحِبُّكُمْ؟ اَللّٰهُ يَعْلَمُ أَنِّي أُحِبُّكُمْ. ١٢ وَمَا أَنَا فَاعِلٌ سَأَفْعَلُهُ بَعْدُ، لِأَقْطَعَ حُجَّةَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ حُجَّةً لِيُوجَدُوا مُسَاوِينَ لَنَا فِي ٱلْمَهَامِّ ٱلَّتِي يَفْتَخِرُونَ بِهَا. ١٣ فَأَمْثَالُ هٰؤُلَاءِ رُسُلٌ دَجَّالُونَ، عَامِلُونَ خَدَّاعُونَ، يُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى رُسُلٍ لِلْمَسِيحِ. ١٤ وَلَا عَجَبَ، فَٱلشَّيْطَانُ نَفْسُهُ يُغَيِّرُ شَكْلَهُ إِلَى مَلَاكِ نُورٍ. ١٥ فَلَيْسَ بِعَظِيمٍ إِذًا أَنْ يُغَيِّرَ خُدَّامُهُ أَيْضًا شَكْلَهُمْ إِلَى خُدَّامٍ لِلْبِرِّ. لٰكِنَّ نِهَايَتَهُمْ سَتَكُونُ وَفْقَ أَعْمَالِهِمْ.
٢٧ ايار (مايو)–٢ حزيران (يونيو)
كنوز من كلمة اللّٰه | غلاطية ١–٣
«بولس يقاوم بطرس ‹وجها لوجه›»
(غلاطية ٢:١١-١٣) وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ صَفَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، قَاوَمْتُهُ وَجْهًا لِوَجْهٍ لِأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا. ١٢ ذٰلِكَ أَنَّهُ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ، كَانَ يَأْكُلُ مَعَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ، وَلٰكِنْ لَمَّا أَتَوْا رَاحَ يَتَنَحَّى وَيَفْرِزُ نَفْسَهُ خَوْفًا مِنَ ٱلَّذِينَ مِنْ أَهْلِ ٱلْخِتَانِ. ١٣ وَجَارَاهُ فِي هٰذَا ٱلتَّظَاهُرِ بَاقِي ٱلْيَهُودِ، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا ٱنْقَادَ إِلَى تَظَاهُرِهِمْ.
هل نتمثل بعدل يهوه؟
١٦ اقرأ غلاطية ٢:١١-١٤. لَقَدِ ٱسْتَسْلَمَ بُطْرُسُ لِخَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ. (ام ٢٩:٢٥) فَمَعَ أَنَّهُ عَرَفَ جَيِّدًا نَظْرَةَ يَهْوَهَ، خَافَ أَنْ يَفْقِدَ ٱحْتِرَامَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ ٱلْقَادِمِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. لِذَا وَاجَهَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ وَفَضَحَ تَظَاهُرَهُ وَرِيَاءَهُ. فَهُوَ كَانَ حَاضِرًا فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ عَامَ ٤٩ بم، وَسَمِعَ دِفَاعَ بُطْرُسَ عَنِ ٱلْأُمَمِ. (اع ١٥:١٢؛ غل ٢:١٣) وَلٰكِنْ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ جَرَحَ بُطْرُسُ مَشَاعِرَهُمْ؟ هَلْ عَثَرُوا وَتَرَكُوا ٱلْإِيمَانَ؟ وَهَلْ كَانَ بُطْرُسُ سَيَخْسَرُ ٱمْتِيَازَاتِهِ بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْخَطَإِ؟
(غلاطية ٢:١٤) لٰكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَسِيرُونَ بِٱسْتِقَامَةٍ بِحَسَبِ حَقِّ ٱلْبِشَارَةِ، قُلْتُ لِصَفَا أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ كَٱلْأُمَمِ لَا ٱلْيَهُودِ، فَكَيْفَ تُرْغِمُ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يَحْيَوْا وَفْقًا لِلْمُمَارَسَاتِ ٱلْيَهُودِيَّةِ؟».
محبو يهوه «ليس لهم معثرة»
١٢ أَعْرَبَ بُطْرُسُ عَنْ خَوْفِ ٱلْإِنْسَانِ، وَبِشَكْلٍ فَادِحٍ أَحْيَانًا. فَقَدْ أَنْكَرَ سَيِّدَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. (لو ٢٢:٥٤-٦٢) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، لَمْ يَتَصَرَّفْ كَمَا يَلِيقُ بِٱلْمَسِيحِيِّ. فَعَامَلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَمِيِّينَ عَلَى أَنَّهُمْ أَقَلُّ شَأْنًا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَخْتُونِينَ ٱلَّذِينَ مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ. إِلَّا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ كَانَ يُدْرِكُ أَنَّهُ لَا مَكَانَ لِلْمُحَابَاةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَسَارَعَ إِلَى تَصْوِيبِ مَسْلَكِ بُطْرُسَ وَجْهًا لِوَجْهٍ قَبْلَ أَنْ يُعَكِّرَ جَوَّ ٱلْوَحْدَةِ بَيْنَ ٱلْإِخْوَةِ. (غل ٢:١١-١٤) فَهَلْ جُرِحَتْ كِبْرِيَاءُ بُطْرُسَ إِلَى حَدِّ أَنَّهُ تَخَلَّى عَنِ ٱلسِّبَاقِ ٱلَّذِي يَمْنَحُهُ ٱلْحَيَاةَ؟ كَلَّا. بَلْ أَخَذَ مَشُورَةَ بُولُسَ عَلَى مَحْمَلِ ٱلْجِدِّ، طَبَّقَهَا، وَتَابَعَ ٱلْعَدْوَ. وَهٰكَذَا نَرَى أَنَّ بُطْرُسَ بَقِيَ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ رَغْمَ تَعَثُّرِهِ.
البحث عن جواهر روحية
(غلاطية ٢:٢٠) مَعَ ٱلْمَسِيحِ أَنَا مُعَلَّقٌ عَلَى خَشَبَةٍ. فَلَسْتُ أَنَا مَنْ يَحْيَا بَعْدُ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلَّذِي يَحْيَا فِي ٱتِّحَادٍ بِي. وَٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي أَحْيَاهَا ٱلْآنَ فِي ٱلْجَسَدِ إِنَّمَا أَحْيَاهَا بِٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي هُوَ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَسَلَّمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِي.
اخدم اللّٰه بولاء ولو «بضيقات كثيرة»
٢٠ وَمَاذَا عَنِ ٱلْهَجَمَاتِ غَيْرِ ٱلْمُبَاشِرَةِ؟ مَثَلًا، كَيْفَ نُحَارِبُ مَشَاعِرَ ٱلتَّثَبُّطِ؟ إِنَّ ٱلتَّأَمُّلَ فِي ٱلْفِدْيَةِ هُوَ وَسِيلَةٌ فَعَّالَةٌ جِدًّا لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلْأَفْكَارِ ٱلسَّلْبِيَّةِ. هٰذَا مَا فَعَلَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. فَقَدْ عَرَفَ حَقِيقَةَ مَشَاعِرِهِ، أَنَّهُ إِنْسَانٌ بَائِسٌ. وَلٰكِنَّهُ عَرَفَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَمُتْ مِنْ أَجْلِ أُنَاسٍ كَامِلِينَ، بَلْ مِنْ أَجْلِ ٱلْخُطَاةِ. وَكَانَ هُوَ مِنْ بَيْنِهِمْ. لِذٰلِكَ كَتَبَ: «إِنَّمَا أَحْيَا . . . بِٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي هُوَ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَسَلَّمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِي». (غل ٢:٢٠) لَقَدْ قَبِلَ بُولُسُ ٱلْفِدْيَةَ وَأَدْرَكَ أَنَّ فَوَائِدَهَا تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ شَخْصِيًّا.
٢١ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ إِلَى ٱلْفِدْيَةِ، أَيِ ٱعْتِبَارُهَا هِبَةً مِنْ يَهْوَهَ لَكَ أَنْتَ شَخْصِيًّا، هِيَ أَمْرٌ مُسَاعِدٌ حَقًّا. طَبْعًا، لَنْ يَزُولَ ٱلتَّثَبُّطُ بِسِحْرِ سَاحِرٍ. فَقَدْ يَظَلُّ ٱلْبَعْضُ مِنَّا يُوَاجِهُونَ هٰذَا ٱلْهُجُومَ غَيْرَ ٱلْمُبَاشِرِ حَتَّى مَجِيءِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَلٰكِنْ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يَسْتَسْلِمُونَ هُمْ مَنْ يَنَالُونَ ٱلْجَائِزَةَ. لَقَدْ أَصْبَحْنَا ٱلْآنَ أَقْرَبَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلْمَجِيدِ ٱلَّذِي سَيُحِلُّ فِيهِ مَلَكُوتُ ٱللّٰهِ ٱلسَّلَامَ وَيُعِيدُ كُلَّ ٱلْبَشَرِ ٱلْأُمَنَاءِ إِلَى ٱلْكَمَالِ. لِذٰلِكَ، صَمِّمْ أَنْ تَدْخُلَ هٰذَا ٱلْمَلَكُوتَ، وَلَوْ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ.
(غلاطية ٣:١) أَيُّهَا ٱلْغَلَاطِيُّونَ ٱلْأَغْبِيَاءُ، مَنْ جَعَلَكُمْ تَحْتَ تَأْثِيرٍ رَدِيٍّ، أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ وُصِفَ لَكُمْ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ بِكُلِّ وُضُوحٍ مُعَلَّقًا عَلَى خَشَبَةٍ؟
بص «الرسالة الى أهل غلاطية»
الرسالة الى أهل غلاطية
لا تدل عبارة «ايها الغلاطيون الاغبياء» ان بولس قصد بالتحديد مجموعة اثنية تحدَّرت من الغاليِّين وعاشت في شمال غلاطية. (غل ٣:١) بل كان يوبِّخ افرادا معيَّنين في جماعات غلاطية. فهؤلاء تأثروا بمسيحيين من اصل يهودي سعوا ‹ليتبرَّروا بأعمال الشريعة› الموسوية، بدل ان ‹يتبرَّروا بالايمان› على اساس العهد الجديد. (٢:١٥–٣:١٤؛ ٤:٩، ١٠) فقد كانت «جماعات غلاطية» (١:٢) التي كتب اليها بولس تضم مسيحيين من اصول يهودية، وكذلك مسيحيين من اصول غير يهودية بينهم متهوِّدون مختونون، امميون غير مختونين، ودون شك اشخاص من اصول سلتية. (اع ١٣:١٤، ٤٣؛ ١٦:١؛ غل ٥:٢) لكنهم جميعا كانوا يُدعون المسيحيين الغلاطيين لأنهم عاشوا في اقليم غلاطية. ويتضح من رسالة بولس انه كتبها الى اشخاص يعرفهم جيدا في جنوب هذا الاقليم الروماني، لا الى غرباء في شماله الذي لم يزُره اطلاقا كما يبدو.
قراءة الكتاب المقدس
(غلاطية ٢:١١-٢١) وَلٰكِنْ لَمَّا جَاءَ صَفَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، قَاوَمْتُهُ وَجْهًا لِوَجْهٍ لِأَنَّهُ كَانَ مَلُومًا. ١٢ ذٰلِكَ أَنَّهُ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ، كَانَ يَأْكُلُ مَعَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ، وَلٰكِنْ لَمَّا أَتَوْا رَاحَ يَتَنَحَّى وَيَفْرِزُ نَفْسَهُ خَوْفًا مِنَ ٱلَّذِينَ مِنْ أَهْلِ ٱلْخِتَانِ. ١٣ وَجَارَاهُ فِي هٰذَا ٱلتَّظَاهُرِ بَاقِي ٱلْيَهُودِ، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضًا ٱنْقَادَ إِلَى تَظَاهُرِهِمْ. ١٤ لٰكِنْ لَمَّا رَأَيْتُ أَنَّهُمْ لَا يَسِيرُونَ بِٱسْتِقَامَةٍ بِحَسَبِ حَقِّ ٱلْبِشَارَةِ، قُلْتُ لِصَفَا أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ: «إِنْ كُنْتَ وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ تَعِيشُ كَٱلْأُمَمِ لَا ٱلْيَهُودِ، فَكَيْفَ تُرْغِمُ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْأُمَمِ أَنْ يَحْيَوْا وَفْقًا لِلْمُمَارَسَاتِ ٱلْيَهُودِيَّةِ؟». ١٥ نَحْنُ ٱلْيَهُودَ بِٱلطَّبِيعَةِ، لَا ٱلْخُطَاةَ مِنَ ٱلْأُمَمِ، ١٦ إِذْ عَرَفْنَا أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ ٱلشَّرِيعَةِ، بَلْ فَقَطْ بِٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، آمَنَّا بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِكَيْ نَتَبَرَّرَ بِٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ لَا بِأَعْمَالِ ٱلشَّرِيعَةِ، لِأَنَّهُ بِأَعْمَالِ ٱلشَّرِيعَةِ لَنْ يَتَبَرَّرَ جَسَدٌ. ١٧ فَإِنْ كُنَّا، وَنَحْنُ نَطْلُبُ أَنْ نَتَبَرَّرَ بِٱلْمَسِيحِ، قَدْ وُجِدْنَا خُطَاةً، أَفَيَكُونُ ٱلْمَسِيحُ بِٱلْحَقِيقَةِ خَادِمًا لِلْخَطِيَّةِ؟ حَاشَا! ١٨ فَإِنِّي إِذَا عُدْتُ أَبْنِي ٱلْأَشْيَاءَ نَفْسَهَا ٱلَّتِي نَقَضْتُهَا، أُثْبِتُ أَنَّنِي مُتَعَدٍّ. ١٩ لٰكِنِّي بِقُبُولِ ٱلشَّرِيعَةِ تَحَرَّرْتُ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ، لِكَيْ أَحْيَا لِأَجْلِ ٱللّٰهِ. ٢٠ مَعَ ٱلْمَسِيحِ أَنَا مُعَلَّقٌ عَلَى خَشَبَةٍ. فَلَسْتُ أَنَا مَنْ يَحْيَا بَعْدُ، بَلِ ٱلْمَسِيحُ هُوَ ٱلَّذِي يَحْيَا فِي ٱتِّحَادٍ بِي. وَٱلْحَيَاةُ ٱلَّتِي أَحْيَاهَا ٱلْآنَ فِي ٱلْجَسَدِ إِنَّمَا أَحْيَاهَا بِٱلْإِيمَانِ ٱلَّذِي هُوَ بِٱبْنِ ٱللّٰهِ، ٱلَّذِي أَحَبَّنِي وَسَلَّمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِي. ٢١ لَسْتُ أَطْرَحُ نِعْمَةَ ٱللّٰهِ جَانِبًا. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ ٱلْبِرُّ بِٱلشَّرِيعَةِ، فَٱلْمَسِيحُ قَدْ مَاتَ بَاطِلًا.