مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية
© 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
٣-٩ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه نشيد الأناشيد ١–٢
قصة حب حقيقي
هل يدوم الحب؟
٩ لَيْسَ تَرْتِيبُ ٱلزَّوَاجِ مُجَرَّدَ عَقْدٍ أَوِ ٱتِّفَاقِيَّةٍ رَسْمِيَّةٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْحُبِّ وَٱلْأَحَاسِيسِ. فَٱلْحُبُّ هُوَ مِيزَةٌ بَارِزَةٌ فِي ٱلزَّوَاجِ ٱلْمَسِيحِيِّ. وَلٰكِنْ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْحُبِّ هُوَ هٰذَا؟ هَلْ هُوَ ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تُوَجِّهُهَا مَبَادِئُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (١ يو ٤:٨) هَلْ يَشْمُلُ ٱلْمَوَدَّةَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ ٱلَّتِي يُكِنُّهَا أَفْرَادُ ٱلْعَائِلَةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ؟ هَلْ هُوَ ٱلرِّبَاطُ ٱلْحَمِيمُ ٱلَّذِي يَجْمَعُ ٱلْأَصْدِقَاءَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟ (يو ١١:٣) هَلْ هُوَ ٱلْحُبُّ ٱلرُّومَنْطِيقِيُّ؟ (ام ٥:١٥-٢٠) فِي ٱلْوَاقِعِ، يَشْمُلُ ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلرَّاسِخُ كُلَّ ذٰلِكَ. وَلِكَيْ يُحِسَّ رَفِيقُ زَوَاجِكَ بِحُبِّكَ لَهُ، يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تُعَبِّرَ عَنْ مَشَاعِرِكَ. فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَلَّا تَسْمَحَا لِمَشَاغِلِ ٱلْحَيَاةِ بِأَنْ تُنْسِيَكُمَا تَبَادُلَ تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ ٱلَّتِي تُعَزِّزُ ٱلْإِحْسَاسَ بِٱلْأَمَانِ وَٱلسَّعَادَةِ فِي ٱلزَّوَاجِ. حَتَّى فِي ٱلْحَضَارَاتِ حَيْثُ ٱلزِّيجَاتُ مُدَبَّرَةٌ فِي ٱلْغَالِبِ وَلَا يَكَادُ ٱلرَّجُلُ وَٱلْمَرْأَةُ يَعْرِفَانِ وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ قَبْلَ ٱلزِّفَافِ، عَلَيْهِمَا أَنْ يُدْرِكَا أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّعْبِيرِ بِٱلْكَلِمَاتِ عَنْ مَشَاعِرِهِمَا كَيْ يَنْمُوَ حُبُّهُمَا وَيَنْعَمَا بِزَوَاجٍ نَاجِحٍ.
١٠ وَلِتَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ أَثَرٌ إِيجَابِيٌّ آخَرُ. فَٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَرَضَ أَنْ يَصْنَعَ لِلْفَتَاةِ ٱلشُّولَمِيَّةِ «أَطْوَاقًا مِنْ ذَهَبٍ» مُرَصَّعَةً «بِٱلْفِضَّةِ». وَأَغْرَقَهَا بِٱلْمَدِيحِ قَائِلًا إِنَّهَا «جَمِيلَةٌ كَٱلْبَدْرِ . . . طَاهِرَةٌ كَٱلشَّمْسِ ٱلسَّاطِعَةِ». (نش ١:٩-١١؛ ٦:١٠) لٰكِنَّهَا ظَلَّتْ وَفِيَّةً لِحَبِيبِهَا ٱلرَّاعِي. فَمَا ٱلَّذِي أَمَدَّهَا بِٱلْقُوَّةِ وَٱلْعَزَاءِ طِيلَةَ بُعْدِهَا عَنْهُ؟ تُعْطِينَا هِيَ نَفْسُهَا ٱلْجَوَابَ. (اقرأ نشيد الاناشيد ١:٢، ٣.) فَقَدْ تَذَكَّرَتْ دَوْمًا ‹تَعَابِيرَ ٱلْحُبِّ› ٱلَّتِي ٱعْتَادَ أَنْ يُسْمِعَهَا إِيَّاهَا. فَكَانَتْ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهَا «أَشْهَى مِنَ ٱلْخَمْرِ» ٱلَّتِي تُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ، وَكَانَ ذِكْرُ ٱسْمِهِ مُنْعِشًا مِثْلَ «دُهْنٍ يُرَاقُ» عَلَى ٱلرَّأْسِ. (مز ٢٣:٥؛ ١٠٤:١٥) نَعَمْ، إِنَّ تَذَكُّرَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْحُلْوَةِ يُقَوِّي ٱلْحُبَّ وَيُطِيلُ عُمْرَهُ. فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ يَتَبَادَلَ رَفِيقَا ٱلزَّوَاجِ عَلَى ٱلدَّوَامِ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلتَّعَابِيرِ!
جواهر روحية
هل يدوم الحب؟
١١ يَحْتَوِي نَشِيدُ ٱلْأَنَاشِيدِ أَيْضًا عَلَى دُرُوسٍ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعُزَّابِ، وَخَاصَّةً ٱلَّذِينَ يُخَطِّطُونَ لِلزَّوَاجِ. فَٱلْفَتَاةُ ٱلشُّولَمِيَّةُ لَمْ تَشْعُرْ بِٱلْحُبِّ نَحْوَ سُلَيْمَانَ، لِذَا ٱسْتَحْلَفَتْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ: «لَا تُوقِظْنَ ٱلْحُبَّ فِيَّ وَلَا تُنَبِّهْنَهُ حَتَّى يَشَاءَ». (نش ٢:٧؛ ٣:٥) وَلِمَاذَا؟ لِأَنَهُ مِنْ غَيْرِ ٱللَّائِقِ تَنْمِيَةُ مَشَاعِرَ رُومَنْطِيقِيَّةٍ تِجَاهَ أَيٍّ كَانَ. فَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يُعْرِبَ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْعَازِبُ عَنِ ٱلصَّبْرِ إِلَى أَنْ يَلْتَقِيَ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَجْمَعَهُ بِهِ ٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ.
١٠-١٦ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه نشيد الأناشيد ٣–٥
أهمية الجمال الداخلي
هل يدوم الحب؟
٨ وَلٰكِنْ لَا تُرَكِّزُ كُلُّ تَعَابِيرِ ٱلْحُبِّ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ عَلَى ٱلْجَمَالِ ٱلْخَارِجِيِّ. لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ وَصَفَ ٱلرَّاعِي كَلَامَ حَبِيبَتِهِ. (اقرأ نشيد الاناشيد ٤:٧، ١١.) فَقَدْ قَالَ لَهَا: «شَفَتَاكِ تَقْطُرَانِ شَهْدًا». وَلِمَاذَا ذَكَرَ ٱلشَّهْدَ بِٱلتَّحْدِيدِ؟ لِأَنَّ طَعْمَهُ أَحْلَى وَأَلَذُّ مِنَ ٱلْعَسَلِ ٱلَّذِي تَعَرَّضَ لِلْهَوَاءِ. ثُمَّ تَابَعَ: «تَحْتَ لِسَانِكِ عَسَلٌ وَحَلِيبٌ». فَقَدْ كَانَ كَلَامُهَا حُلْوًا وَطَيِّبًا مِثْلَ ٱلْعَسَلِ وَٱلْحَلِيبِ. فَمِنَ ٱلْمُؤَكَّدِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُفَكِّرُ فِي جَمَالِهَا ٱلْخَارِجِيِّ فَحَسْبُ عِنْدَمَا وَصَفَهَا قَائِلًا: «كُلُّكِ جَمِيلَةٌ . . . وَلَا عَيْبَ فِيكِ».
نظرة اللّٰه الى الطهارة الادبية
١٧ والشخص الثالث الذي حافظ على الاستقامة كان الفتاة الشولمية. فقد كانت شابة وجميلة. ولم تجذب الراعي الشاب فحسب بل ايضا ملك اسرائيل الغني سليمان. وخلال كل القصة الجميلة التي تُروى في نشيد الانشاد، بقيت الشولمية طاهرة، مما اكسبها احترام الذين حولها. ورغم انها رفضت سليمان، فقد اوحى اليه اللّٰه ان يسجِّل قصتها. والراعي الذي احبته احترمها ايضا بسبب طهارتها، فوصفها ذات مرة انها مثل «جنة مغلقة». (نشيد الانشاد ٤:١٢) في اسرائيل القديمة، كانت الجنات الجميلة تحتوي على تنوع مبهج من الخضر، الازهار الشذية، والاشجار السامقة. وكانت هذه الجنات عادة محاطة بسياج من الاشجار او سور ولم يكن من الممكن دخولها إلا عبر بوابة مقفلة. (اشعياء ٥:٥) فكانت طهارة الشولمية الادبية وفتنتها في نظر الراعي كهذه الجنة ذات الجمال النادر. لقد كانت طهارة بكل ما في الكلمة من معنى. ولم تكن لتعطي مشاعرها إلا للذي سيكون زوجها في المستقبل.
الجمال الاكثر قيمة
هل يمكن ان يجذب الجمال الداخلي الآخرين؟ تقول جورجينا التي تزوجت منذ عشر سنوات تقريبا: «ازداد انجذابي الى زوجي على مدى السنوات بسبب استقامته وإخلاصه تجاهي. فأهم شيء في حياته هو إرضاء اللّٰه. وقد جعله هذا شخصا محِبّا ومراعيا لمشاعر الآخرين. كما انه يستشيرني عندما يتخذ القرارات، ويجعلني اشعر بأنه يقدّرني. انا متأكدة انه يحبني حقا».
ويقول دانيال الذي تزوج سنة ١٩٨٧: «زوجتي جميلة بنظري. وشعوري هذا يتعدى كوني منجذبا جسديا اليها، فشخصيتها هي التي تجعلني احبها اكثر. فهي تفكر دائما بالآخرين وتهتم بإسعادهم. كما انها تتمتع بصفات مسيحية رائعة. وكل ذلك يجعلني مسرورا بالعيش معها».
ان هذا العالم يركز فقط على المظاهر، ولذا يلزم ان نجاهد لئلا نتأثر بنظرته السطحية هذه. فلا بد ان نقتنع انه من الصعب، لا بل من المستحيل احيانا، ان نحرز المظهر «المثالي»، وأن قيمته محدودة الى حد كبير. لكن من الممكن ان ننمي الصفات الجذابة التي تساهم في جمالنا الداخلي. يقول الكتاب المقدس: «الحسن غش والجمال باطل. اما المرأة المتقية الرب فهي تُمدح». ومن ناحية اخرى تحذر الاسفار المقدسة: «خزامة ذهب في فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل». — امثال ١١:٢٢؛ ٣١:٣٠.
تساعدنا كلمة اللّٰه على اعطاء قيمة كبيرة لـ «إنسان القلب الخفي في اللباس غير القابل للفساد، الروح الهادئ والوديع، الذي هو عظيم القيمة في عيني اللّٰه». (١ بطرس ٣:٤) فالجمال الداخلي له قيمة اعظم من الجمال الجسدي. ويمكننا جميعا ان نتحلى به.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر نشيد الأناشيد
٢:٧؛ ٣:٥ — لمَ تستحلف الشولمية سيدات البلاط «بالظباء وبأيائل الحقل»؟ تشتهر الظباء والأيائل برشاقتها وجمالها. وهكذا تستحلف الشولمية سيدات البلاط بكل ما هو رشيق وجميل ألّا يوقظن فيها الحب.
١٧-٢٣ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه نشيد الأناشيد ٦–٨
كُن سورًا، لا بابًا
بص «نشيد الانشاد لسليمان، سفر» ف ١١
نشيد الانشاد لسليمان، سفر
عندئذ، يبدو ان سليمان سمح للشولمية ان ترجع الى بيتها. وحين رآها اخوتها آتية، سألوا: «مَن هذه الطالعة من البرية، المستندة على حبيبها؟». (نش ٨:٥أ) فإخوة الشولمية لم يكونوا يعرفون كم هي وفيَّة لحبيبها. فقبل سنوات، قال عنها احد اخوتها: «لنا اخت صغيرة ليس لها ثديان. فماذا نفعل لأختنا يوم تُخطَب؟». (٨:٨) فجاوبه اخ آخر: «إن تكن سورا، فنبني عليها شرفات من الفضة. وإن تكن بابا، فنحصرها بلوح من الارْز». (٨:٩) ولكن بما ان الشولمية نجحت في مقاومة كل الاغراءات، اذ اكتفت بكرْمها وبقيت مخلصة لحبيبها (٨:٦، ٧، ١١، ١٢)، استطاعت ان تقول بحق: «انا سور، وثدياي مثل برجين. لذلك يرى حبيبي اني وجدت السلام». — ٨:١٠.
اي ص ١٨٨ ف ٢
ماذا عن الجنس قبل الزواج؟
ولكنّ البقاء في حالة طاهرة يفعل اكثر من مساعدة الحدث على تجنب العواقب الوخيمة. يخبر الكتاب المقدس عن صبية بقيت طاهرة رغم المحبة الشديدة لصديقها. ونتيجة لذلك استطاعت ان تقول بفخر: «انا سور وثدياي كبرجين.» فلم تكن ‹بابا مهتزا› ينفتح بسهولة تحت ضغط الفساد الادبي. ومن الناحية الادبية، وقفت كسور قلعة لا يمكن تسلُّقه بأبراج لا يمكن بلوغها! لقد كانت جديرة بأن تدعى «(الطاهرة)» واستطاعت ان تقول عن زوجها العتيد، «كنت في عينيه كواجدة سلامة.» وقد ساهم سلام عقلها في الاكتفاء بينهما كليهما. — نشيد الانشاد ٦:٩، ١٠؛ ٨:٩، ١٠.
مثال يُحتذى به — الشولمية
عرفت الفتاة الشولمية ان عليها ترجيح كفّة العقل في مجال العلاقات العاطفية. فقد قالت لصاحباتها: «أستحلفكن . . . ألّا توقظن الحب فيّ ولا تنبِّهنه حتى يشاء». فكانت تعرف ان المشاعر يمكن ان تطغى بسهولة على العقل. مثلا، عرفت ان الآخرين قد يضغطون عليها لتقبل عرض شخص ليس مناسبا لها. حتى مشاعرها كان يمكن ان تشوِّش حكمها السليم. وهذا ما جعل الشولمية تبقى ‹كسور›. — نشيد الاناشيد ٨:٤، ١٠.
فهل لديك نظرة ناضجة الى الحب كنظرة الشولمية؟ هل تصغي الى صوت عقلك بدلا من ان تتبع قلبك فقط؟ (امثال ٢:١٠، ١١) احيانا، قد يضغط عليك الآخرون لتدخل في علاقة لا تكون مستعدا لها. حتى انك قد تجلب ضغطا كهذا على نفسك. كيف ذلك؟ مثلا، اذا رأيت شابا وشابة يسيران ويده في يدها، فهل تتحرق لتكون مكانهما؟ هل تقبل بشخص لا يشاطرك معتقداتك المؤسسة على الكتاب المقدس؟ لقد تصرفت الفتاة الشولمية بنضج في مجال العلاقات العاطفية. انت ايضا، يمكنك ان تعرب عن النضج مثلها.
جواهر روحية
هل يدوم الحب؟
٣ اقرأ نشيد الاناشيد ٨:٦. إِنَّ عِبَارَةَ «لَهَبِ يَاهَ» ٱلَّتِي تَصِفُ ٱلْحُبَّ فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ مُعَبِّرَةٌ جِدًّا. فَٱلْحُبُّ ٱلْحَقِيقِيُّ هُوَ «لَهَبُ يَاهَ» بِمَعْنَى أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَصْدَرُ هٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلْحُبِّ. فَهُوَ خَلَقَ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ وَوَهَبَهُ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْحُبِّ. (تك ١:٢٦، ٢٧) فَحِينَ أَحْضَرَ ٱللّٰهُ ٱلْمَرْأَةَ ٱلْأُولَى حَوَّاءَ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلْأَوَّلِ آدَمَ ٱلَّذِي ‹أُخِذَتْ مِنْهُ›، نَظَمَ لَهَا آدَمُ شِعْرًا جَمِيلًا. وَلَا شَكَّ أَنَّ مَشَاعِرَهَا تَحَرَّكَتْ وَٱنْجَذَبَتْ إِلَيْهِ. (تك ٢:٢١-٢٣) إِذًا، بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ مَنَحَ ٱلْبَشَرَ ٱلْقُدْرَةَ عَلَى ٱلْحُبِّ، فَلَيْسَ مُسْتَحِيلًا أَنْ يَجْمَعَ ٱلْحُبُّ ٱلَّذِي لَا يَفْتُرُ وَلَا يَتَزَعْزَعُ بَيْنَ قَلْبِ ٱلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ.
٢٤-٣٠ تشرين الثاني (نوفمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه إشعيا ١–٢
أملٌ لمَن «يحمل ذنبًا ثقيلًا»
أب وبنوه المتمرِّدون
٨ يتابع اشعيا رسالته بالتفوُّه بهذه الكلمات القوية ضد امة يهوذا: «ويل للامة الخاطئة الشعب الثقيل الاثم نسل فاعلي الشر اولادِ مفسِدين. تركوا الرب استهانوا بقدوس اسرائيل ارتدوا الى وراء». (اشعياء ١:٤) يمكن ان تتفاقم الافعال الشريرة حتى تصير كثقل ساحق. وفي ايام ابراهيم وصف يهوه خطايا سدوم وعمورة بالقول انها «ثقُلت جدا». (تكوين ١٨:٢٠، يج) وثمة شيء مماثل ظاهر الآن بين شعب يهوذا، لأن اشعيا يقول ان الشعب «ثقيل الاثم». وهو يدعوهم ايضا «نسل فاعلي الشر اولاد مفسدين». نعم، فسكان يهوذا هم كأولاد جانحين. وقد «ارتدوا الى وراء»، او كما تنقلها الترجمة القانونية المنقَّحة (بالانكليزية)، «ابتعدوا كليا» عن ابيهم.
‹هلمَّ نقوِّم الامور بيننا›
١٥ يتكلم يهوه الآن بأسلوب اكثر دفئا ورقة ايضا. «هلمَّ نتحاجج [«نقوِّم الامور بيننا»، عج] يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيضُّ كالثلج. إن كانت حمراء كالدوديّ [«كالارجوان»، يج] تصير كالصوف». (اشعياء ١:١٨) غالبا ما يُساء فهم الدعوة التي يُستهل بها هذا العدد الجميل. مثلا، تقول الترجمة اليسوعية الجديدة: «تعالوا نتناقش»، كما لو انه يجب ان يقوم الطرفان بتنازلات للتوصل الى اتفاق. لكنَّ الامر ليس كذلك! فيهوه ليس مذنبا بشيء، وخصوصا في تعاملاته مع هذا الشعب المتمرد والمرائي. (تثنية ٣٢:٤، ٥، عج) لذلك لا تتحدث الآية عن اخذ وردّ بين نِدَّين بل عن محكمة ملتئمة لإقامة العدل. فالامر كما لو ان يهوه يستدعي اسرائيل الى المحاكمة.
١٦ قد تبدو هذه الفكرة مخيفة، لكنَّ يهوه أرحم وأرقّ قاضٍ. وقدرته على الغفران لا نظير لها. (مزمور ٨٦:٥) وهو وحده قادر ان يأخذ خطايا اسرائيل، التي هي «كالقرمز»، وينظفها بحيث «تبيضُّ كالثلج». ولا يمكن ازالة لطخة الخطية بالجهد البشري او بصنع اعمال معينة او بتقديم الذبائح او الصلوات، بل وحده غفران يهوه يمحو الخطية. ويمنح يهوه هذا الغفران وفقا لشروط يضعها هو، وهذه تشمل التوبة القلبية الاصيلة.
١٧ وهذه الحقيقة مهمة جدا حتى ان يهوه يكررها بأسلوب شعري ينقل المعاني نفسها بكلمات مختلفة؛ فالخطايا التي هي حمراء ارجوانية «كالدوديّ» ستصير صوفا جديدا ابيض وغير مصبوغ. يريد يهوه ان نعرف انه يغفر الخطايا فعلا، حتى لو كانت خطيرة، اذا وجد اننا تائبون توبة اصيلة. والذين يقولون ان ذلك لا يصح في حالتهم يحسن بهم التأمل في مثال منسى. فقد ارتكب خطايا مريعة لسنوات. لكنه تاب وغُفر له. (٢ أخبار الايام ٣٣:٩-١٦) نعم، يريد يهوه ان نعرف جميعا، حتى مَن ارتكب خطايا خطيرة، انه لم يفت الاوان بعد ‹لتقويم الامور› بينه وبيننا.
جواهر روحية
بيت يهوه يرتفع
٩ طبعا، لا يجتمع شعب اللّٰه اليوم في جبل حرفي عليه هيكل حجري. فقد دمَّرت الجيوش الرومانية هيكل يهوه في اورشليم سنة ٧٠ بم. وبالاضافة الى ذلك، اوضح الرسول بولس ان الهيكل في اورشليم والمسكن الذي سبقه كانا رمزين. فقد مثَّلا حقيقة روحية اعظم، «الخيمة الحقيقية، التي نصبها يهوه لا الانسان». (عبرانيين ٨:٢) وهذه الخيمة الروحية هي ترتيب الاقتراب الى يهوه في العبادة على اساس ذبيحة يسوع المسيح الفدائية. (عبرانيين ٩:٢-١٠، ٢٣) لذلك يمثِّل «جبل بيت الرب» المذكور في اشعياء ٢:٢ العبادة النقية المرفَّعة في زمننا. والذين يعتنقون العبادة النقية لا يجتمعون في ايّ موقع جغرافي، فما يجمعهم هو وحدة العبادة.
١-٧ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه إشعيا ٣–٥
يحق ليهوه أن يطلب منا أن نطيعه
ويل للكرم العديم الامانة!
٣ لا يُعرف هل انشد اشعيا هذا المثل فعليا امام سامعيه ام لا، لكنه شدّ انتباههم دون شك. فمعظمهم على الارجح يعرفون كيف تُغرس الكرمة، ويستخدم اشعيا وصفا حيا وواقعيا. فكما يفعل الكرَّامون اليوم، لا يقوم صاحب الكرم بزرع بذار العنب بل يغرس ‹كرمة حمراء مختارة›، فسيلة او قضيبا مقطوعا من كرمة اخرى نوعيتها ممتازة. وهو يغرس كرمه «على اكمة خصبة» حيث ينمو الكرم وينجح.
٤ يلزم بذل جهد كبير لكي يعطي الكرم عنبا. وإشعيا يقول عن صاحب الكرم انه ‹نقب ارضه ونقى حجارتها›، وهذا عمل متعب ومُضنٍ جدا! وربما يستعمل الحجارة الاكبر ‹ليبني برجا›. وفي الماضي كان النواطير يستخدمون هذه الابراج لحراسة المزروعات من السارقين والحيوانات. ويبني ايضا جدرانا ليصنع مصاطب (جلالي) الكرم. (اشعياء ٥:٥) وكان الهدف من ذلك الحؤول دون انجراف التربة الفوقية الهامة.
٥ نظرا الى كل الجهد المبذول لحماية الكرم، من الطبيعي ان يتوقع صاحب الكرم عنبا. ولذلك ينقر معصرة فيه. ولكن هل ينتج الكرم عنبا كما يأمل صاحبه؟ كلا، فهو ينتج عنبا رديئا.
ويل للكرم العديم الامانة!
٨ يدعو اشعيا يهوه، صاحب الكرم، بـ «محبوبي». (اشعياء ٥:١، يج) وما يمكّن اشعيا من التكلم عن اللّٰه بهذه الطريقة الحميمة هو علاقته الوثيقة به. (قارنوا ايوب ٢٩:٤، عج؛ مزمور ٢٥:١٤، عج.) لكنَّ محبة النبي للّٰه لا تقارَن بمحبة اللّٰه ‹لكرمه›، الامة التي ‹غرسها›. — قارنوا خروج ١٥:١٧؛ مزمور ٨٠:٨، ٩.
٩ «غرس» يهوه امته في ارض كنعان، وأعطاهم شرائعه وفرائضه التي كانت كجدار يحميهم من التأثر بفساد الامم الاخرى. (خروج ١٩:٥، ٦؛ مزمور ١٤٧:١٩، ٢٠؛ افسس ٢:١٤) وأعطاهم يهوه ايضا قضاة وكهنة وأنبياء ليعلّموهم. (٢ ملوك ١٧:١٣؛ ملاخي ٢:٧؛ اعمال ١٣:٢٠) وعند حصول هجوم عسكري يهدِّد اسرائيل، كان يهوه يقيم منقِذين. (عبرانيين ١١:٣٢، ٣٣) لذلك يهوه محقّ عندما يسأل: «ماذا يُصنع ايضا لكرمي وأنا لم اصنعه له».
«تعهَّدْ هذه الكرمة»!
شبَّه اشعيا ايضا «بيت اسرائيل» بكرم صار ينتج «عنبا بريا» اي عنبا رديئا. (اشعيا ٥:٢، ٧) والعنب البري اصغر بكثير من العنب المزروع، وفيه القليل من اللبّ والكثير من البزر. كما انه لا يصلح لصنع الخمر ولا للأكل، وهو بذلك رمز مناسب الى الامة المرتدة التي لم تثمر برًّا بل كسرت شريعة اللّٰه. ولا يلام الكرّام على هذا الثمر الرديء. فقد فعل يهوه كل ما في وسعه لتكون الامة مثمرة. لذلك سأل: «ماذا يُصنَع بعدُ لكرمي وأنا لم اصنعه له؟». — اشعيا ٥:٤.
«تعهَّدْ هذه الكرمة»!
بما ان كرمة اسرائيل لم تعد مثمرة، فقد حذّر يهوه الامة انه سيهدم الجدار الذي بناه لحماية شعبه. ولن يشذب كرمته الرمزية او ينقب ارضها. ولن تأتي امطار الربيع التي يعتمد عليها المحصول، بل سيمتلئ الكرم بالشوك والعشب. — اشعيا ٥:٥، ٦.
جواهر روحية
ويل للكرم العديم الامانة!
١٨ في اسرائيل القديمة كانت كل الارض ليهوه في النهاية. وكانت لكل عائلة ارض هي ميراث معطى من اللّٰه، وكان بإمكانهم ان يؤجِّروها، لكنها لا تباع «بَيعا دائما». (لاويين ٢٥:٢٣، جد) وكانت هذه الشريعة تمنع حدوث تعسُّفات مثل الاحتكارات العقارية. وحمت العائلات ايضا من الغرق في الفقر. لكنَّ الجشع كان يدفع البعض في يهوذا الى انتهاك شرائع اللّٰه المتعلقة بالاملاك. كتب ميخا: «انهم يشتهون الحقول ويغتصبونها والبيوت ويأخذونها ويظلمون الرجل وبيته والانسان وميراثه». (ميخا ٢:٢) لكنَّ الامثال ٢٠:٢١ تحذِّر: «رُبَّ مُلك معجِّل [«مقتنى بالجشع»، عج] في اوله. أما آخرته فلا تبارَك».
١٩ يعد يهوه بأن يجرِّد هؤلاء الجشعين من مكاسبهم غير الشرعية. فالبيوت التي اغتصبوها ستصير «بلا ساكن». والاراضي التي اشتهوها لن تُنتِج الا نسبة ضئيلة من طاقتها. لا يُذكر تماما كيف ومتى ستتم هذه اللعنة. ولكن من المحتمل انها تشير، ولو جزئيا، الى الاوضاع التي ستنجم عن السبي البابلي المستقبلي. — اشعياء ٢٧:١٠.
٨-١٤ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه إشعيا ٦–٨
«أنا جاهز! أرسِلني!»
يهوه اللّٰه في هيكله المقدس
١٣ لنصغِ الآن الى ما يسمعه اشعيا. «ثم سمعت صوت السيد قائلا مَن أُرسل ومَن يذهب من اجلنا. فقلت هأنذا ارسلني». (اشعياء ٦:٨) من الواضح ان الهدف من السؤال الذي يطرحه يهوه هو الحصول على جواب من اشعيا، لأنه لا يَظهر نبي بشري آخر في الرؤيا. وهذا السؤال هو دون شك دعوة لإشعيا الى ان يكون رسول يهوه. ولكن لماذا يسأل يهوه: «مَن يذهب من اجلنا؟». بالانتقال من صيغة المتكلم المفرد في كلمة «أُرسل» الى صيغة المتكلم الجمع في كلمة «اجلنا»، يشمل يهوه كائنا واحدا على الاقل معه. فمَن هو هذا؟ أليس ابنه، مولوده الوحيد، الذي صار لاحقا الانسان يسوع المسيح؟ بلى، انه هذا الابن الذي قال له اللّٰه: «نعمل الانسان على صورتنا». (تكوين ١:٢٦؛ امثال ٨:٣٠، ٣١) فإلى جانب يهوه في الحيِّز السماوي يوجد ابنه، مولوده الوحيد. — يوحنا ١:١٤.
١٤ ولا يتردَّد اشعيا البتة في الاجابة! فبصرف النظر عما قد تحتويه الرسالة، يرد على الفور: «هأنذا ارسلني». ولا يسأل ايضا ماذا يكسب اذا قبِل هذا التعيين. وروحه الطوعية هي مثال جيد لجميع خدام اللّٰه اليوم الذين فُوِّضت اليهم الكرازة ‹ببشارة الملكوت في كل المسكونة›. (متى ٢٤:١٤) وهم يتقيَّدون بتعيينهم بأمانة كإشعيا، ويقومون ‹بالشهادة لجميع الامم› رغم عدم التجاوب المتفشّي. وهم يمضون قُدُما بكل ثقة كما فعل اشعيا، عالمين ان تفويضهم آتٍ من اسمى مصدر.
يهوه اللّٰه في هيكله المقدس
١٥ يوجز يهوه الآن ما يجب ان يقوله اشعيا وما سيكون التجاوب: «اذهب وقل لهذا الشعب اسمعوا سمعا ولا تفهموا وأبصروا ابصارا ولا تعرفوا [«مهما سمعتم لا تفهمون ومهما نظرتم لا تبصرون»، جد]. غلِّظ قلب هذا الشعب وثقِّل اذنيه واطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيشفى». (اشعياء ٦:٩، ١٠) هل يعني هذا انه يجب على اشعيا ان يتصرف بلؤم وفظاظة وينفّر اليهود، الامر الذي يُبقيهم في نزاع مع يهوه؟ طبعا لا! فهؤلاء هم شعب اشعيا الذين يشعر بأن رابطا يجمعه وإياهم. لكنَّ كلمات يهوه تشير الى الطريقة التي سيتجاوب بها الشعب مع رسالته، مهما بلغت امانة اشعيا في إتمام مهمته.
١٦ لا يقع اللوم في ذلك إلا على الشعب؛ لأنه «مهما» تكلم اشعيا اليهم، فلن يقبلوا الرسالة او يفهموا. والاغلبية ستعاند ولن تتجاوب، كما لو انهم عمي او صمّ كليا. وبالذهاب الى «هذا الشعب» مرة بعد مرة، سيُبيِّن اشعيا انهم لا يريدون ان يفهموا. فسيغلقون عقولهم وقلوبهم حتى لا تصل رسالة اشعيا — التي هي من اللّٰه — اليهم. وكم يصحّ ذلك في حالة الناس اليوم! فكثيرون يرفضون الاستماع الى شهود يهوه الذين يكرزون ببشارة ملكوت اللّٰه القادم.
يهوه اللّٰه في هيكله المقدس
٢٣ بالاقتباس من اشعيا، اظهر يسوع ان للنبوة اتماما في ايامه. فكان للشعب ككل موقف قلبي مماثل لموقف اليهود في ايام اشعيا. لقد اغمضوا عيونهم وسدّوا آذانهم عن رسالته، وهم ايضا اتاهم الدمار. (متى ٢٣:٣٥-٣٨؛ ٢٤:١، ٢) وقد حدث ذلك عندما هاجمت القوات الرومانية اورشليم سنة ٧٠ بم بقيادة القائد تيطس ودمَّرت المدينة وهيكلها. لكنَّ البعض كانوا قد سمعوا ليسوع وصاروا تلاميذ له. فنسب يسوع الى هؤلاء ‹السعادة›. (متى ١٣:١٦-٢٣، ٥١) وسبق فأخبرهم انه عندما يرون «اورشليم محاطة بجيوش معسكِرة»، ينبغي ان ‹يبدأوا بالهرب الى الجبال›. (لوقا ٢١:٢٠-٢٢) وهكذا خلَص ‹الزرع المقدس› الذي مارس الايمان وصار امة روحية، «اسرائيل اللّٰه». — غلاطية ٦:١٦.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر اشعيا — الجزء ١
٧:٣، ٤ — لماذا مدّ يهوه يد الخلاص الى الملك الشرير آحاز؟ تآمر ملكَا اسرائيل وأرام ليخلعا آحاز ملك يهوذا عن العرش وينصِّبا مكانه شخصا هو ابن طبئيل من غير نسل داود ليكون حاكما ألعوبة في ايديهما. وكانت هذه المكيدة الشيطانية ستعيق اتمام عهد الملكوت الذي قطعه يهوه مع داود. فمدّ يهوه يد الخلاص الى الملك آحاز بغية المحافظة على السلالة التي سيأتي منها «رئيس السلام». — اشعيا ٩:٦.
١٥-٢١ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه إشعيا ٩–١٠
نبوة عن ‹نور عظيم›
الوعد برئيس سلام
١٦ نعم، ان الزمان «الاخير» الذي ينبئ به اشعيا هو زمان خدمة المسيح الارضية. وقد قضى يسوع معظم حياته الارضية في الجليل. وفي منطقة الجليل استهلّ خدمته وابتدأ يعلن: «قد اقترب ملكوت السموات». (متى ٤:١٧) وفي الجليل ألقى موعظته الشهيرة على الجبل، واختار رسله، وصنع عجيبته الاولى، وظهر لنحو ٥٠٠ شخص من أتباعه بعد قيامته. (متى ٥:١–٧:٢٧؛ ٢٨:١٦-٢٠؛ مرقس ٣:١٣، ١٤؛ يوحنا ٢:٨-١١؛ ١ كورنثوس ١٥:٦) وبهذه الطريقة تمَّم يسوع نبوة اشعيا بإكرام «ارض زبولون وأرض نفتالي». وطبعا، لم يحصر يسوع خدمته في شعب الجليل. فبالكرازة بالبشارة في كل ارجاء البلاد، ‹اكرم› يسوع كل امة اسرائيل، بما فيها يهوذا.
١٧ ولكن ماذا عن ذكر متى لـ ‹نور عظيم› في الجليل؟ هذا ايضا اقتباس من نبوة اشعيا. يكتب اشعيا: «الشعب السالك في الظلمة ابصر نورا عظيما. الجالسون في ارض ظلال الموت اشرق عليهم نور». (اشعياء ٩:٢) بحلول القرن الاول بعد الميلاد، كان نور الحق مخفيا بسبب الاباطيل الوثنية. وزاد القادة الدينيون اليهود المشكلة تعقيدا بتمسُّكهم بتقليدهم الديني الذي به ‹ابطلوا كلمة اللّٰه›. (متى ١٥:٦) وكان المتواضعون مظلومين ومتحيِّرين بسبب اتِّباعهم ‹قادة عميانا›. (متى ٢٣:٢-٤، ١٦) وعندما ظهر يسوع المسيَّا، انفتحت عيون اناس متواضعين كثيرين بطريقة مدهشة. (يوحنا ١:٩، ١٢) وعملُ يسوع على الارض والبركات الناتجة من ذبيحته تستحق ان توصف في نبوة اشعيا بـ ‹نور عظيم›. — يوحنا ٨:١٢.
الوعد برئيس سلام
١٨ والذين تجاوبوا مع النور كان عندهم سبب كبير ليفرحوا. تابع اشعيا قائلا: «اكثرتَ الامة عظَّمت لها الفرح. يفرحون امامك كالفرح في الحصاد. كالذين يبتهجون عندما يقتسمون غنيمة». (اشعياء ٩:٣) فنتيجةً لعمل الكرازة الذي اشترك فيه يسوع وأتباعه، تقدَّم المستقيمو القلوب وأعربوا عن رغبتهم في عبادة يهوه بالروح والحق. (يوحنا ٤:٢٤) وفي اقل من اربع سنوات، اعتنقت جماهيرُ الدينَ المسيحي. فقد اعتمد ثلاثة آلاف شخص يوم الخمسين سنة ٣٣ بم. وبُعيد ذلك «صار عدد الرجال نحو خمسة آلاف». (اعمال ٢:٤١؛ ٤:٤) وفيما كان التلاميذ يعكسون النور بغيرة، بقي «عدد التلاميذ يتكاثر جدا في اورشليم؛ وأخذ جمع كثير من الكهنة يطيعون الايمان». — اعمال ٦:٧.
١٩ وكالذين يفرحون بالحصاد الوفير او يبتهجون عند اقتسام غنيمة قيِّمة بعد انتصار عسكري كبير، فرح أتباع يسوع بالزيادة. (اعمال ٢:٤٦، ٤٧) وبعد فترة جعل يهوه النور يشرق بين الامم. (اعمال ١٤:٢٧) وهكذا فرح اناس من جميع الاعراق بانفتاح طريق الاقتراب الى يهوه لهم. — اعمال ١٣:٤٨.
الوعد برئيس سلام
٢٠ ان النشاط الذي يقوم به المسيَّا له تأثيرات دائمة، كما نرى من كلمات اشعيا التالية: «لأن نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخِّره كسرتَهنَّ كما في يوم مديان». (اشعياء ٩:٤) قبل زمن اشعيا بقرون، تآمر المديانيون مع الموآبيين لإيقاع اسرائيل في الخطية. (عدد ٢٥:١-٩، ١٤-١٨؛ ٣١:١٥، ١٦) وفي وقت لاحق جعل المديانيون الاسرائيليين يعيشون في حالة رعب بالإغارة على قراهم ومزارعهم ونهبها طوال سبع سنين. (قضاة ٦:١-٦) لكنَّ يهوه، بواسطة خادمه جدعون، قضى على جيوش مديان. وبعد «يوم مديان» ذاك، لا يَظهر ايّ دليل على ان شعب يهوه عانى الامرَّين على يد المديانيين من جديد. (قضاة ٦:٧-١٦؛ ٨:٢٨) وفي المستقبل القريب، سيوجِّه يسوع المسيح، جدعون الاعظم، ضربة قاضية الى اعداء شعب يهوه العصريين. (كشف ١٧:١٤؛ ١٩:١١-٢١) وعندئذ، «كما في يوم مديان»، سيُحرَز انتصار كامل ودائم بقوة يهوه لا بقدرة بشر. (قضاة ٧:٢-٢٢) ولن يتألم شعب اللّٰه ثانيةً من نير الظلم!
٢١ ان الوسائل التي تتجلى بها القدرة الالهية لا تمجِّد الحرب. فيسوع المقام هو رئيس السلام، وبإبادة اعدائه سيمهِّد السبيل لسلام ابدي. ويتحدث اشعيا الآن عن تدمير كامل المعدّات العسكرية بالنار: «كل سلاح المتسلح في الوغى [«كل حذاء يُحدث جلبة»، يج] وكل رداء مدحرج في الدماء يكون للحريق مأكلا للنار». (اشعياء ٩:٥) ان ايّ ارتعاش سببه خبط احذية الجنود في الجيوش الزاحفة لن يُشعر به ثانيةً. والبدلات العسكرية المضرَّجة بالدم التي يرتديها المحاربون المتمرسون بالقتال لن تُرى ايضا. فالحرب لا تكون في ما بعد. — مزمور ٤٦:٩.
جواهر روحية
الوعد برئيس سلام
٢٣ المشير هو الذي يقدم مشورة او نصيحة. وعندما كان يسوع المسيح على الارض كانت المشورة التي يعطيها تثير العجب. ففي الكتاب المقدس نقرأ ان «الجموع ذهلت من طريقة تعليمه». (متى ٧:٢٨) وهو مشير حكيم ومتعاطف، ويفهم الطبيعة البشرية بشكل استثنائي. ولا تقتصر مشورته على التأنيب او التأديب، بل كثيرا ما تكون في شكل ارشاد ونصيحة حبية. ومشورة يسوع عجيبة لأنها دائما حكيمة وكاملة ومعصومة من الخطإ. ومَن يتبعها ينال الحياة الابدية. — يوحنا ٦:٦٨.
٢٤ وليست مشورة يسوع نتاج ذهنه المتوقِّد. فهو يقول: «ما اعلِّمه ليس لي، بل للذي ارسلني». (يوحنا ٧:١٦) وكما في حالة سليمان، يهوه اللّٰه هو مصدر حكمة يسوع. (١ ملوك ٣:٧-١٤؛ متى ١٢:٤٢) وينبغي ان يدفع مثال يسوع المعلمين والمشيرين في الجماعة المسيحية الى تأسيس ارشادهم دائما على كلمة اللّٰه. — امثال ٢١:٣٠.
٢٢-٢٨ كانون الأول (ديسمبر)
كنوز من كلمة اللّٰه إشعيا ١١–١٣
ماذا قالت النبوات عن المسيَّا؟
الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا
٤ قبل زمن اشعيا بقرون، اشار كتبة عبرانيون آخرون للكتاب المقدس الى مجيء المسيَّا، القائد الحقيقي الذي يرسله يهوه الى اسرائيل. (تكوين ٤٩:١٠؛ تثنية ١٨:١٨؛ مزمور ١١٨:٢٢، ٢٦) ويضيف يهوه الآن، بواسطة اشعيا، تفاصيل اخرى. يكتب اشعيا: «يخرج قضيب من جذع يسى وينبت [«يثمر»، عج] غصن من اصوله». (اشعياء ١١:١؛ قارنوا مزمور ١٣٢:١١.) تشير كلمتا «قضيب» و «غصن» الى ان المسيَّا سيكون متحدِّرا من يسى من خلال ابنه داود الذي مُسح بالدهن ملكا على اسرائيل. (١ صموئيل ١٦:١٣؛ ارميا ٢٣:٥؛ كشف ٢٢:١٦) وعندما يأتي المسيَّا الحقيقي، سينتج هذا ‹الغصن› من بيت داود ثمرا جيدا.
٥ المسيَّا الموعود به هو يسوع. وقد لمّح متى في انجيله الى الكلمات في اشعياء ١١:١ حين قال ان دعوة يسوع «ناصريًّا» تممت ما قيل بالانبياء. فلأن يسوع تربى في بلدة الناصرة، دعي ناصريًّا، وهو اسم يرتبط كما يَظهر بالكلمة العبرانية المستعملة مقابل «غصن» في اشعياء ١١:١. — متى ٢:٢٣، حاشية عج (بالانكليزية)؛ لوقا ٢:٣٩، ٤٠.
الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا
٦ وأيّ نوع من الحكام سيكون المسيَّا؟ هل يكون مثل اشور المتوحش والعنيد الذي يدمر مملكة اسرائيل الشمالية ذات العشرة اسباط؟ طبعا لا. يقول اشعيا عن المسيَّا: «يحل عليه روح الرب روح الحكمة والفهم روح المشورة والقوة روح المعرفة ومخافة الرب. ولذته تكون في مخافة الرب». (اشعياء ١١:٢، ٣ أ) لا يُمسح المسيَّا بدهن بل بروح اللّٰه القدوس. ويحدث ذلك عند معمودية يسوع، حين يرى يوحنا المعمِّد روح اللّٰه القدوس نازلا على يسوع بهيئة حمامة. (لوقا ٣:٢٢) ان روح يهوه «يحل» على يسوع، ويثبت يسوع حقيقة ذلك عندما يتصرف بحكمة وفهم ومشورة وقوة ومعرفة. فما اروع هذه الصفات عند الحاكم!
الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا
٨ ما هي مخافة يهوه التي يعرب عنها المسيَّا؟ لا يعني ذلك طبعا ان اللّٰه يُرعب يسوع او ان يسوع يخاف من دينونته. فالمسيَّا يشعر برهبة توقيرية نحو اللّٰه، ومهابته اياه نابعة من المحبة. والشخص الذي يخاف اللّٰه يرغب دائما في فعل «ما يرضيه»، كما يفعل يسوع. (يوحنا ٨:٢٩) وبالقول والمثال، يعلّم يسوع انه لا فرح اعظم من السير كل يوم في خوف سليم من يهوه.
الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا
٩ ينبئ اشعيا بالمزيد عن صفات المسيَّا: «لا يقضي بحسب نظر عينيه ولا يحكم بحسب سمع اذنيه». (اشعياء ١١:٣ ب) اذا اضطررتم الى المثول امام احدى المحاكم، أفلا تكونون شاكرين على وجود قاضٍ كهذا؟ فكقاضٍ لكل الجنس البشري، لا يتأثر المسيَّا بالحجج الباطلة، الاساليب الماكرة المتبعة في المحاكم، الشائعات، او العوامل السطحية كالغنى. فهو يكشف الخداع ولا يكتفي بالنظر الى المظاهر الخارجية السلبية، بل يميِّز «انسان القلب الخفي»، «الانسان غير الظاهر». (١ بطرس ٣:٤، حاشية عج [بالانكليزية]) ومثال يسوع الممتاز هو نموذج يحتذي به جميع الذين يُطلب منهم ان يقضوا في مسائل داخل الجماعة المسيحية. — ١ كورنثوس ٦:١-٤.
الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا
١١ عندما يحتاج أتباع يسوع الى التقويم، يعطيهم اياه بطريقة تفيدهم الى اقصى حد، وهو بذلك مثال رائع للشيوخ المسيحيين. أما الذين يمارسون الشر فيجب ان يتوقعوا دينونة قاسية. فعندما يحاسب اللّٰه نظام الاشياء هذا، ‹سيضرب المسيَّا الارض› بصوت سلطته، مُصدِرا حكما بالهلاك على كل الاشرار. (مزمور ٢:٩؛ قارنوا كشف ١٩:١٥.) ولن يبقى اخيرا اناس اشرار يعكرون سلام الجنس البشري. (مزمور ٣٧:١٠، ١١) ويسوع، الذي متناه وحقواه ممنطَقة بالبر والامانة، له القدرة على انجاز ذلك. — مزمور ٤٥:٣-٧.
جواهر روحية
الخلاص والابتهاج في ظل حكم المسيَّا
١٦ تعرضت العبادة النقية للهجوم للمرة الاولى في عدن عندما نجح الشيطان في حمل آدم وحواء على عدم اطاعة يهوه. ولم يتخلَّ الشيطان الى هذا اليوم عن هدفه: إبعاد اكبر عدد ممكن من الناس عن اللّٰه. لكنَّ يهوه لن يسمح ابدا بزوال العبادة النقية عن وجه الارض. فاسمه مشمول بالامر، وهو يهتم بأمر الذين يخدمونه. لذلك يقطع هذا الوعد المثير بواسطة اشعيا: «يكون في ذلك اليوم ان اصل يسى القائم راية للشعوب اياه تطلب الامم ويكون محله مجدا». (اشعياء ١١:١٠) وفي سنة ٥٣٧ قم، كانت اورشليم، المدينة التي جعلها داود العاصمة، راية تدعو بقية امينة من الشعب اليهودي المتشتِّت الى العودة وإعادة بناء الهيكل.
١٧ لكنَّ النبوة تشير الى اكثر من هذا. فهي تشير كما رأينا الى حكم المسيَّا، القائد الحقيقي الوحيد لأناس من كل الامم. وقد اقتبس الرسول بولس اشعياء ١١:١٠ ليُظهر ان اناسا من الامم في ايامه سيكون لهم مكان في الجماعة المسيحية. كتب مقتبسا هذه الآية من الترجمة السبعينية: «يقول اشعيا ايضا: ‹سيكون اصل يسى، والقائم ليرأس الامم؛ عليه ستلقي الامم رجاءها›». (روما ١٥:١٢) وبالاضافة الى ذلك، تمتد النبوة اكثر في الزمن؛ فهي تصل الى ايامنا، حين يُعرب اناس من الامم عن محبتهم ليهوه بتأييد اخوة المسيَّا الممسوحين. — اشعياء ٦١:٥-٩؛ متى ٢٥:٣١-٤٠.
١٨ في الاتمام العصري، بدأ «ذلك اليوم» — الذي اشار اليه اشعيا — عندما تُوِّج المسيَّا ملكا لملكوت اللّٰه السماوي سنة ١٩١٤. (لوقا ٢١:١٠؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥؛ كشف ١٢:١٠) ومنذ ذلك الحين صار يسوع المسيح راية واضحة، نقطة تجمُّع، لإسرائيل الروحي ولأناس من كل الامم ينتظرون حكومة بارة. وتحت توجيه المسيَّا، تُنشَر بشارة الملكوت في جميع الامم، كما انبأ يسوع. (متى ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠) ولهذه البشارة تأثير قوي. فثمة «جمع كثير لم يستطع احد ان يعدَّه، [وهو] من كل الامم»، يخضع للمسيَّا بالانضمام الى البقية الممسوحة في العبادة النقية. (كشف ٧:٩) وبما ان كثيرين من الجدد يستمرون في التوافد ليقترنوا بالبقية في ‹بيت صلاة› يهوه الروحي، فهم يضفون مجدا على «محل» المسيَّا، هيكل اللّٰه الروحي العظيم. — اشعياء ٥٦:٧؛ حجي ٢:٧.
٢٩ كانون الأول (ديسمبر)–٤ كانون الثاني (يناير)
كنوز من كلمة اللّٰه إشعيا ١٤–١٦
أعداء شعب اللّٰه لن يفلتوا من العقاب
يهوه يذلّ مدينة متعجرفة
١٦ لم يحدث ذلك فورا سنة ٥٣٩ قم. ولكن من الواضح جدا اليوم ان كل ما انبأ به اشعيا بشأن بابل قد تحقق. فبابل «هي الآن، ومنذ عدة قرون، خربة خرابا شاملا، مجرد كومة خرائب»، كما يقول احد المعلقين على الكتاب المقدس. ثم يضيف: «يستحيل ان ينظر المرء الى هذا المنظر دون ان يفكر في مدى دقة اتمام توقعات اشعيا وإرميا». ومن الواضح انه لم يكن باستطاعة ايّ انسان في ايام اشعيا ان ينبئ بسقوط بابل وبصيرورتها خربة في النهاية. فسقوط بابل امام الماديين والفرس حدث بعد ٢٠٠ سنة تقريبا من كتابة اشعيا لسفره! وخرابها النهائي حدث بعد قرون. أفَلا يقوّي ذلك ثقتنا بأن الكتاب المقدس هو كلمة اللّٰه الموحى بها؟ (٢ تيموثاوس ٣:١٦) وبالاضافة الى ذلك، بما ان يهوه تمم النبوات في الماضي، فلنا ثقة مطلقة بأن نبوات الكتاب المقدس التي لم تتم بعد ستتحقق في وقت اللّٰه المعين.
يهوه يذلّ مدينة متعجرفة
٢٤ يشبَّه ملوك سلالة داود الملكية في الكتاب المقدس بالنجوم. (عدد ٢٤:١٧، عج) ومن مُلك داود فصاعدا، حكمت هذه ‹النجوم› من جبل صهيون. وبعدما بنى سليمان الهيكل في اورشليم، صار الاسم صهيون ينطبق على كل المدينة. وحسب عهد الشريعة، لزم ان يسافر كل الذكور الاسرائيليين الى صهيون ثلاث مرات في السنة. وهكذا صارت «جبل الاجتماع». ونبوخذنصر، بتصميمه على إخضاع ملوك يهوذا ثم إزاحتهم من هذا الجبل، يُظهر ان في نيّته وضع نفسه فوق هذه ‹النجوم›. وعوض ان ينسب الى يهوه الفضل في انتصاره عليهم، يضع نفسه بتعجرف مكان يهوه.
قضاء يهوه المقضي به على الامم
يمكن ان يستخدم يهوه الامم ليؤدب شعبه على شرِّهم. لكنه لا يعذر هذه الامم على وحشيتها غير الضرورية وكبريائها وعِدائها للعبادة الحقة. لذلك يوحي الى اشعيا بأن يكتب مسبقا ‹وحيًا من جهة [«ضد»، عج] بابل›. (اشعياء ١٣:١) لكنَّ بابل لا تشكّل خطرا في الوقت الحاضر. فأشور هي التي تظلم شعب عهد اللّٰه في ايام اشعيا. وهي تدمّر مملكة اسرائيل الشمالية وتخرب جزءا كبيرا من يهوذا. لكنَّ انتصار اشور محدود. يكتب اشعيا: «قد حلف رب الجنود قائلا انه كما قصدت يصير. . . ان احطم اشور في ارضي وأدوسه على جبالي فيزول عنهم نيره ويزول عن كتفهم حمله». (اشعياء ١٤:٢٤، ٢٥) وبعد وقت قصير من تفوُّه اشعيا بهذه النبوة، يزول خطر اشور عن يهوذا.
قضاء يهوه المقضي به على الامم
١٢ ومتى ستتم هذه النبوة؟ قريبا. «هذا هو الكلام الذي كلم به الرب موآب منذ زمان. والآن تكلم الرب قائلا في ثلاث سنين كسني الاجير يهان مجد موآب بكل الجمهور العظيم وتكون البقية قليلة صغيرة لا كبيرة». (اشعياء ١٦:١٣، ١٤) وانسجاما مع ذلك، تؤكد ادلة اثرية ان موآب عانت الامرَّين في القرن الثامن قبل الميلاد وخلت مواقع عديدة لها من سكانها. وأتى تغلث فلاسر الثالث على ذكر سَلَمانو الموآبي بين الحكام الذين دفعوا الجزية له. كما ان سنحاريب اخذ جزية من كمّوسونَدْبي ملك موآب. وذكر الحاكمان الاشوريان آسرحدُّون وأشور بانيبال الملكَين الموآبيَّين موسوري و كَماشَلْتو بين الخاضعين لهما. ومنذ قرون، زال الموآبيون كشعب. ومع انه اكتُشفت خرائب مدن يُعتقد انها موآبية، لم يُنقب حتى الآن عن ادلة حسية كافية على وجود هذا العدو القوي لإسرائيل.
جواهر روحية
نقاط بارزة من سفر اشعيا — الجزء ١
١٤:١، ٢ — كيف ‹أسر شعب يهوه الذين أسروهم، وأخضعوا الذين سخَّروهم›؟ تمت هذه الكلمات في افراد مثل دانيال الذي شغل منصبا رفيعا في بابل تحت حكم المادِيِّين والفرس، وأستير التي صارت احدى ملكات فارس، ومردخاي الذي عُيّن رئيس وزراء في الامبراطورية الفارسية.