الكرازة والتعليم حول العالم
اوروبا
عدد البلدان: ٤٧
عدد السكان: ٩٩٦,٣١١,٧٤١
عدد الناشرين: ٠٣٦,٦١١,١
عدد دروس الكتاب المقدس: ٣٤٣,٨٤٧
زار التلامذة قاعة الملكوت
فنلندا: تلامذة الصف الرابع يزورون قاعة الملكوت
إينِس تلميذة في الصف الرابع تعيش في فنلندا. وعندما سمعت ان تلامذة صفها سيُجرون مناقشة عن شهود يهوه ضمن برنامج التعليم الديني، قرَّرت ان تدعوهم الى زيارة قاعة الملكوت. فراقت الفكرة للمعلِّمة والتلامذة على السواء.
وفي الاسبوع التالي، ركب ٣٨ تلميذا دراجاتهم وانطلقوا حوالي ٥ كلم للوصول الى قاعة الملكوت. وانضم اليهم ايضا مدير المدرسة ومعلِّمتان. فاستقبلهم في القاعة اخوان وثلاث اخوات. وأثناء تناول بعض المرطِّبات، طرح التلامذة اسئلة عن القاعة والشهود مثل: «ماذا يحدث في الاجتماعات؟ ما هي تلك الغرفة هناك؟ (اشارةً الى المكتبة) ولماذا يُقسم العدد ستة على عشرة على الجدار؟ (اشارةً الى الآية السنوية التي كانت من متى ٦:١٠)».a
وبما ان المدرسة تشترك في مشروع دراسي لمنع الاستقواء في المدارس، أراهم الاخوة فيديو اللوحة البيضاء الذي يحمل العنوان اهزم المستقوي دون استخدام القوة على موقعنا الالكتروني (jw.org). كما أروهم اقساما اخرى للموقع وأسمعوهم احدى ترانيم الملكوت. فدامت الزيارة نحو ساعة.
تمتع المدير والمعلِّمتان والاولاد بالزيارة. وقد أُثير اهتمام المدير بالمعلومات الواردة في موقعنا الالكتروني لأنه رأى انه يمكن استخدامها في دروس الدين. كما سُرَّ حين عرف ان الاخوة يرحِّبون بزيارة صفوف اخرى لقاعة الملكوت. وهكذا في اليوم التالي، اتصلت معلِّمة صف آخر بالشهود وسألت إن كان بإمكانها هي وتلامذتها ايضا زيارة القاعة.
وجدَتْ كنزا في مكبّ النفايات
تعيش كريستينا في رومانيا. وهي لم تذهب قط الى المدرسة، لذا لم تتعلم يوما القراءة ولا الكتابة. كانت فقيرة جدا وتكسب لقمة عيشها بالتفتيش في مكبّ نفايات المدينة عن الاوعية المعدنية والقناني البلاستيكية. وذات يوم، فيما كانت تبحث في النفايات، لفت نظرها شيء ما. فقد كانت هنالك مطبوعات مؤسسة على الكتاب المقدس تتضمن صورا جميلة عن اناس سعداء. فقالت في نفسها: ‹لا بد ان هؤلاء الناس يعيشون في مكان ما في العالم›. وبدافع الفضول، طلبت من احد ان يقرأ عليها ما تحتويه المطبوعات. ولدى معرفتها انها تتناول مواضيع دينية، اعتراها الحزن لأن احدهم رمى في النفايات معلومات من كلمة اللّٰه. فاستمرت تذهب الى المكبّ لجمع الكراسات والنشرات والمجلات التي كان بعضها بكامل صفحاته والبعض الآخر ممزَّقا. ولكي تتمكن من معرفة المزيد عن محتويات المطبوعات تعلَّمت القراءة.
لاحقا، اتصل الشهود بكريستينا وبدأوا يدرسون معها الكتاب المقدس. وكم فرحت حين عرفت ان يهوه اجتذبها بواسطة المطبوعات التي لم يقدِّرها اشخاص آخرون! وهي الآن تحضر اجتماعات الجماعة وتحب كثيرا ما تتعلَّمه. لكن اكثر ما يفرحها هو انها اصبحت تملك مجلات وكتبا وكراسات جديدة. فلم تعد مضطرة الى التفتيش عنها في النفايات. حقا، وجدت كريستينا كنزا في مكبّ النفايات.
درس الكتاب المقدس في الغابة
المانيا: مارغرايت تدير درسا في الكتاب المقدس في الغابة
تتنزَّه مارغرايت مع كلبها كل صباح في غابة في المانيا. وهي تقول: «احاول ان اتكلم مع المارة. فإذا بدا انهم مرتاحون، احوِّل المحادثة الى الكتاب المقدس».
في احد الايام، التقت مارغرايت امرأة في سبعيناتها تسير ايضا مع كلبها، وابتدأت تتحدث معها. فتمتعت المرأة بالدردشة وقالت لها انها تصلي الى اللّٰه وتقرأ الكتاب المقدس كل يوم. ومن ذلك الحين فصاعدا، التقت المرأتان كل يوم وتبادلتا الاحاديث عن الكتاب المقدس. ذات مرة، سألت المرأة مارغرايت: «كيف تعرفين كل هذه المعلومات عن الكتاب المقدس؟». فأجابتها انها واحدة من شهود يهوه.
عرضت مارغرايت على المرأة عدة مرات ان تعقد معها درسا بيتيا في الكتاب المقدس، لكن المرأة كانت ترفض. رغم ذلك، استمرت المحادثات الروحية. وبعد عدة اشهر، عرضت عليها مرة اخرى درسا بيتيا في الكتاب المقدس. ففتحت المرأة هذه المرة قلبها وأخبرت مارغرايت انها ترفض الدرس خوفًا من الرجل الذي تساكنه لأنه لا يحب شهود يهوه.
في المرة التالية، عندما خرجت مارغرايت للتنزه في الغابة اخذت معها كتابا مقدسا وكتاب يعلّم الكتاب المقدس. وحين رأت المرأة قالت لها بجرأة: «هذه المرة لن اعرض عليك درسا ‹بيتيا› في الكتاب المقدس بل درسا في ‹الغابة›». فوافقت المرأة على الفور والدموع تملأ عينيها. وهي تأتي الى درسها في الغابة ستة ايام في الاسبوع. وحسبما تقتضي فصول السنة والطقس، تعقد مارغرايت احيانا الدرس وهي تحمل مظلة ومصباحا.
هزّة رأس مبهمة
درست إيرينا الكتاب المقدس في بلغاريا مع اخت اسمها دِلفين. وكانت تقدِّر ما تتعلَّمه وتحضر الاجتماعات بانتظام. وإذ لم يرد زوجها ان يكون لها اي اتصال بالشهود، نقل العائلة الى قرية صغيرة في السويد. ففقدت إيرينا الاتصال بدِلفين. ولكن في السويد، التقت بها فاتحتان هما ألكساندرا وريبيكا. ولأنها لا تعرف ابدا السويدية، استخدمت الاختان كراس بشارة للناس من جميع الامم وطلبتا منها ان تقرأ الرسالة بالبلغارية. ثم سألتاها بمساعدة الكراس هل تودّ الحصول على مطبوعات بلغتها. فهزَّت إيرينا رأسها بقوة من اليسار الى اليمين. فاستنتجت الاختان انها غير مهتمة ومضتا.
ولكن لاحقا تذكرت ألكساندرا ان اختا سويدية تُدعى ليندا تخدم في بلغاريا، ستصل الى السويد بعد بضعة اسابيع. ففكرت ان موقف إيرينا قد يتغير اذا سمعت الحق بلغتها. لذا حين وصلت ليندا، اخذتها لزيارة إيرينا. فقالت إيرينا لليندا انها كانت تصلِّي الى يهوه كل ليلة طالبةً منه المساعدة على معاودة درسها. وكثيرا ما حملت معها كتابها البلغاري يعلّم الكتاب المقدس لتريه للشهود في حال التقتهم في الشارع، إلا انها لم تلتقِ احدا. فيا للفرح الذي غمرها عندما حصلت على المزيد من المطبوعات بالبلغارية!
سألت ليندا ألكساندرا لماذا استنتجت من المقابلة الاولى ان إيرينا غير مهتمة. فأجابت ألكساندرا انها هزَّت رأسها معربة عن رفضها. فابتسمت ليندا وأوضحت لها ان البلغاريين يهزّون رأسهم الى اعلى وأسفل اشارةً الى الرفض، اما هزّه يمينا ويسارا فيشير الى الموافقة. لذلك تتابع إيرينا درسها بالبلغارية الى ان تتعلَّم السويدية. كيف؟ لقد عاودت الاتصال بدِلفين وهي تدرس معها عبر الانترنت.
المثال الحسن لأحد الآباء
تعيش هِميما في اسبانيا، وقد تعلَّمت الحق منذ طفولتها. ولكن بعمر سبع سنوات انقلبت حياتها رأسا على عقب حين قرَّرت امها ان تترك الحق وطلَّقت اباها. وبعمر ١٣ سنة، توقفت عن معاشرة الشهود ورفضت المساعدة الروحية من ابيها.
حين كبرت هِميما، انضمت الى الحركات الاجتماعية والسياسية، مطالبةً «بالعدل» لعامة الشعب. ولاحقا عندما وجدت نفسها عاطلة عن العمل، عرض عليها ابوها دومينغو ان تعمل معه في الدهان، فقبلت العرض.
وذات يوم فيما كانا يعملان معا، عرض عليها درسا في الكتاب المقدس. لكنها رفضت قائلة انها اذا ارادت يوما ان تدرس فستُعلِمه بالامر. وأثناء العمل، اعتاد دومينغو ان يستمع الى تسجيلات الكتاب المقدس والمجلات، اما هِميما ففضَّلت وضع سماعات الاذن والاستماع الى موسيقى البوب.
في تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢، تلقّى دومينغو وزوجته الثانية دعوة الى حضور مدرسة الكتاب المقدس للمسيحيين المتزوجين. فتأثرت هِميما حين عرفت ان اباها سيذهب الى مدرسة للكتاب المقدس طيلة شهرين ثم يتخلى عن كل شيء ليذهب اينما أُرسل. وإذ ادركت لأول مرة ان الحق مترسِّخ عميقا في قلب ابيها، ارادت ان تعرف السبب.
فتوقفت هِميما عن سماع موسيقاها وراحت تستمع الى تسجيلات ابيها. كما ابتدأت تطرح الاسئلة. وفي احد الايام، قالت لأبيها وهو واقف عاليا على السُّلم يدهن: «هل تذكر يومَ قلت لك اني سأُعلِمك بالامر حين اريد ان ادرس الكتاب المقدس؟ الآن هو الوقت».
سُرّ دومينغو بقرارها هذا. وفي كانون الثاني (يناير) ٢٠١٣، ابتدأا يدرسان معا مرتين في الاسبوع. ومع ان المدرسة ابتدأت في نيسان (ابريل) من تلك السنة، واصلا الدرس عبر الانترنت. ثم حضرت تخرُّجه، وتمتعت كثيرا بالبرنامج. وفي ١٤ كانون الاول (ديسمبر) ٢٠١٣ اعتمدت.
تقول هِميما: «صبر يهوه عليّ كثيرا، وأنا اعرف انه لم ييأس مني. وقد اعطاني شيئا لم اجده مطلقا في العالم: الاصدقاء الحقيقيين. فمعشر الاخوة العالمي يزيد من تقديري لمحبته الفائقة».
فعّالية الاحترام
فاسْيِلْياي عضو قديم في عائلة بيت ايل في روسيا. وفي ٣٠ آذار (مارس) ٢٠١٤، فيما كان يشهد قرب مكتب الفرع مستخدما واجهة متحرِّكة لعرض المطبوعات، اقتربت منه سيارة للشرطة وترجّل منها شرطي سأله بلطف ان يتوقف عن كرازته هذه بسبب التشكّيات التي تصلهم من بعض الجيران. وفي هذه الاثناء، كان شرطي آخر يصوِّر المناقشة بالفيديو. فوجد فاسْيِلْياي انه من الافضل اطاعة الشرطة وعدم محاججتهم بشأن حقوقه. وكان في هذا الوقت ان عددا من المارة توقفوا ليروا ماذا يجري، فغادر الاخ المكان. غير انه طلب بعد يومين ان يقابل قائد الشرطة، فمُنح الموافقة. وخلال الاجتماع، شكره على الخدمة المهمة التي تؤديها الشرطة للمجتمع وعلى اللطف الذي اظهروه له حين تحدثوا معه قبل يومين. فالتفت القائد الى مساعده وقال: «في كل سنوات خدمتي الـ ٣٢ في جهاز الشرطة، لم اسمع احدا يشكرنا على عملنا». وفي مجرى الحديث، اوضح له فاسْيِلْياي ان كرازتنا العلنية شرعية ولا تتعارض اطلاقا مع القانون. فسأله القائد لماذا لم يرفض طلب رجال الشرطة مع انه عرف ان القانون يمنحه الحق بالكرازة. اجاب فاسْيِلْياي: «انا احترم الشرطة. تخيَّل اي انطباع سيُترك لدى جميع المتواجدين آنذاك لو انني اتهمت رجال الشرطة بأنهم لا يعرفون القانون». فتأثر القائد ومساعده كثيرا وأكَّدا له انه لن يواجه في المستقبل اية مشاكل تتعلق باستخدامه واجهة المطبوعات.
a في فنلندا، تُستخدم النقطتان (:) رمزا الى القسمة.