مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٨٦ ٨/‏٤ ص ١٤-‏٢٠
  • بالغة هدف طفولتي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • بالغة هدف طفولتي
  • استيقظ!‏ ١٩٨٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تعليم مفهوم من الكتاب المقدس
  • ليست كل عبادة مرضية
  • بدء المقاومة العائلية
  • رسم هدفي في الحياة
  • المقاومة تنمو
  • سبب مقاومتهما
  • العمل نحو هدفي
  • انعم بالسلام مع اللّٰه ومع امي
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٥
  • العائلة التي احبتني حقا
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • ميراث مسيحي نادر
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • خياري بين ابوَين
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٨٦
ع٨٦ ٨/‏٤ ص ١٤-‏٢٠

بالغة هدف طفولتي

استطيع ان اذكر فضولي الاول بشأن اللّٰه.‏ فقد كانت امي ترافقني سيرا على الاقدام الى البيت من روضة الاطفال،‏ وهي تمسك بيدي.‏ فسألتها رافعة نظري اليها:‏ «ماما،‏ من اين اتى اللّٰه؟‏»‏

كان جوابها:‏ «لا احد يعرف يا حبيبتي.‏» فأقلقني ذلك لانني كنت اظن ان امي تعرف كل شيء.‏ و «لا احد يعرف من اين اتى اللّٰه» استمر يزعج عقلي الصغير البالغ خمس سنوات من العمر.‏

تعليم مفهوم من الكتاب المقدس

وبعد سنتين سمح لي والداي بأن اقضي جزءا من عطلتي الصيفية مع عمي وعمتي اللذين عاشا في راسين،‏ على بعد نحو ٢٥ ميلا (‏٤٠ كلم)‏ من بيتنا في ملووكي،‏ ويسكونسن.‏ وشاطرتني عمتي الرجاء الرائع الذي يقدمه الكتاب المقدس —‏ رجاء العيش في فردوس في يوم من الايام.‏

واوضحت ان كلمة «فردوس» تعني مكانا ذا جمال طبيعي،‏ كحديقة او متنزه رائع.‏ وهناك تتمتعون بأوقات سعيدة مع عائلتكم وتلعبون دون خشية من الحيوانات كالاسود والنمور لانها ستكون وديعة كالهرر الصغيرة.‏ ولن تضطروا ابدا الى مغادرة ذلك المكان لان اللّٰه يقول ان الناس الاحياء هناك لن يموتوا ابدا!‏ —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤؛‏ اشعيا ١١:‏٦-‏٩‏.‏

يقول كثيرون ان الكتاب المقدس صعب الفهم وأنه ليس مكتوبا ليُفهم.‏ ولكنّ الآيات التي تصف تفاصيل هذه الامور لم تكن قط صعبة الفهم عليّ عندما ارتني اياها عمتي.‏ وكانت سهلة التصور جدا لكونها منسجمة مع الاختبار البشري —‏ وليس ابدا من حكايات الجن او الخيال.‏ ان خيالات الطفولة تأتي وتمضي،‏ أما هذا الرجاء المؤسس على الكتاب المقدس بالعيش في فردوس فقد اثّر في حياتي طوال الـ‍ ٢٣ سنة الاخيرة،‏ وهو حقيقة اليوم تماما كما كان عندما كنت في مجرد السابعة من العمر.‏

ليست كل عبادة مرضية

وحتى كطفلة استطعت ان اقدّر ان الاله الذي يهتم كثيرا بالناس الى حد عرض مثل هذه الحياة الممتعة عليهم انما يستحق العبادة بكل تأكيد.‏ ولكنّ عمتي اظهرت لي ان اللّٰه لا يُسر بكل عبادة.‏ وجعلتني افتح الى المزمور ١١٥ حيث يقول عن الذين يعبدون بالطريقة الخاطئة:‏ «اصنامهم فضة وذهب عمل ايدي الناس.‏ لها افواه ولا تتكلم.‏ لها اعين ولا تبصر.‏ لها آذان ولا تسمع.‏ لها مناخر ولا تشم.‏ لها ايد ولا تلمس.‏ لها ارجل ولا تمشي ولا تنطق بحناجرها.‏ مثلها يكون صانعوها بل كل مَن يتكل عليها.‏» —‏ مزمور ١١٥:‏٤-‏٨‏.‏

وهذه الآيات ايضا لم تكن عسرة الفهم عليّ فواضح ان اللّٰه لا يرضى عن استعمال الصور في العبادة!‏ ولاح في ذهني فورا منظر الانصاب والصور التي كنا نخرّ لها ونقبلها في الكنائس،‏ وصورة يسوع التي كنت اصلّي لها في غرفة نومي.‏ وبلغت الادراك الموهن —‏ ديني،‏ دين آبائي،‏ لا يتفق مع الكتاب المقدس!‏ ومن هذه المرحلة فصاعدا صارت رغبتي القصوى ان اعبد اللّٰه «بالروح والحق.‏» —‏ يوحنا ٤:‏٢٣

كان لدى عمتي سبب خصوصي لتريني آيات كالتي في المزمور ١١٥‏.‏ فقد كانت تعلم ان ابي،‏ الذي كان اخاها الاصغر،‏ متشرب بعمق استعمال التماثيل في العبادة في الدين الارثوذكسي.‏ فقد هاجر ابي الى الولايات المتحدة من اوكرانيا بعد الحرب العالمية الثانية وكان يؤم الكنيسة الاوكرانية الارثوذكسية في ملووكي قانونيا مع امي وأختيّ الصغيرتين ومعي.‏

بدء المقاومة العائلية

عندما رجعت الى البيت اخبرت والديّ بالامور التي تعلمتها.‏ ولكنني شعرت فورا بأنهما لم يقدّرا تحدث عمتي معي عن دينها.‏ لذلك لزمت السكون —‏ وساورني القلق.‏ فالاسفار المقدسة تقول:‏ «أكرم اباك وامك،‏» ولكنني كنت الآن مشدودة بين ابوين اثنين —‏ ابي الطبيعي وأب سماوي يتطلب كذلك الطاعة والاكرام.‏ —‏ افسس ٦:‏١-‏٣‏.‏

على مر السنوات القليلة التالية استمر والداي يسمحان لي بزيارة عمتي وعمي.‏ وحين اكون هناك كانا يأخذانني الى الاجتماعات في قاعة الملكوت حتى ان شاهدة شابة اخذتني معها من بيت الى بيت لاخبار الآخرين عن مواعد اللّٰه.‏ واهتم بي الشهود اهتماما اصيلا وعاملوني كشخص حقيقي وتمتعت كثيرا بوجودي معهم.‏ وكلما عدت الى البيت كان ابي يسألني:‏ «ايّ دين تحبين اكثر؟‏» وكنت اجيب دائما:‏ «ديننا يا ابي.‏» فكبنت صغيرة كنت اخاف كثيرا من اخباره الحقيقة.‏

ثم اتى يوم قررت فيه ان اظهر لابي من الكتاب المقدس كل الامور التي كنت اتعلمها —‏ خطأ استعمال التماثيل والصور في العبادة،‏ والمستقبل الرائع الي نستطيع التمتع به هنا على الارض في الفردوس الذي سيخلقه اللّٰه.‏ وكنت آنذاك في الـ‍ ١٢ من العمر تقريبا.‏ فاهتاج ابي ومنعني من رؤية عمتي ثانية.‏ ومنذ تلك اللحظة لم يعد بيتنا كما كان على الاطلاق.‏ وبمرور السنين صار اكثر توترا.‏

لذلك ماذا كان عليّ ان افعل؟‏ وكيف سأتمكن من خدمة يهوه الآن؟‏ اذكر انني صليت بحرارة ألا يجلب يهوه الارض الفردوسية الجديدة الى ان اصير واحدة من خدامه.‏ ثم استجيبت صلواتي ذات يوم بعدما بلغت الـ‍ ١٤ من العمر.‏

رسم هدفي في الحياة

فذات يوم بعد الظهر اذ كنت جالسة امام منضدتي اتمم فروضي المنزلية حدث ان نظرت من خلال نافذة غرفة نومي.‏ وكانت شابتان عبر الطريق تحملان محفظتين كبيرتين.‏ فبدأ قلبي يخفق بسرعة!‏ تبدوان كالشهود!‏ فأسرعت خارجة من المنزل وسألت:‏ «هل انتما شاهدتان ليهوه؟‏»‏

اجابتا:‏ «نعم.‏»‏

قلت:‏ «وانا ايضا،‏» لانني كنت اعتبر نفسي واحدة منهم.‏ وكانت الفتاتان خادمتين فاتحتين كامل الوقت.‏ وشرحت لهما المقاومة في البيت وهكذا رتبنا لندرس معا في اماكن غير بيتي.‏ ودرسنا على نحو متقطع لمدة اربع سنوات في السر.‏

ومن تلك الدروس اتضح اكثر فاكثر ان شهود يهوه هم الدين الوحيد الذي يعلم ويمارس الحق من الكتاب المقدس.‏ وأعطتني الشاهدة الشابة التي كانت تساعدني على تعلم الكتاب المقدس الكثير من المطبوعات لاقرأها.‏ وكان احدها «الكتاب السنوي لشهود يهوه.‏» وتعلمت من قراءته ان حياة خدام يهوه ليست بلدية على الاطلاق.‏ وكانت هذه المطبوعة السنوية مليئة بالاختبارات الارسالية.‏ ففكرت كم يكون رائعا ان اكون مرسلة وأتمتع بذات النوع من الاختبارات المثيرة في الحياة!‏ وصار ذلك هدفي.‏

لم تكتشف عائلتي درسنا قط،‏ مع انهم كانوا يرتابون في حيازتي اتصالا ما بشهود يهوه.‏ وكان الدليل مطبوعات الكتاب المقدس التي يجدونها احيانا في غرفة نومي.‏ وكانت اختاي (‏هما توأم اصغر مني بسنتين)‏ تبحثان في ادراجي،‏ وتنظران تحت السرير،‏ وتفتشان غرفتي كلها بحثا عن مطبوعات لتأخذاها وترياها لوالديّ.‏ والاماكن الوحيدة التي فاتهما البحث فيها كانت جيوب السترات المعلّقة في الخزانة.‏

المقاومة تنمو

برفضي الالتصاق بشكل العبادة التي لوالديّ امست الحياة البيتية صعبة بازدياد.‏ وكانت تمضي ايام دون ان تكلمني امي،‏ حتى انها كانت ترفض الاجابة عن سؤال لديّ بشأن المدرسة او الثياب او ايّ شيء على الاطلاق.‏ وبعد مدة لم يُسمح لي بأن اركب في السيارة ذاتها كسائر العائلة.‏ وكان يزورنا شتى الاقارب،‏ بتحريض من والديّ،‏ ويهزأون بي وبمعتقداتي.‏

كان هنالك الكثير من الجدال والشجار والبكاء.‏ ونتيجة ذلك كان معظم سنوات نموي بائسة.‏ وكم كان معينا ان اتمكن من قراءة كلمات يسوع في متى ١٠:‏٣٤-‏٣٧ حيث يقول ان تعاليمه ستُفرّق بعض البيوت.‏ وتابع يسوع يقول ان محبتنا للّٰه يجب ان تكون اعظم من محبتنا للقربين منا والاعزاء علينا كوالدينا.‏

وكان والدي يحذرني دائما انه اذا صرت يوما ما واحدة من «أتباع يهوه» هؤلاء فسيكون عليّ ان اغادر البيت،‏ ولم يكن لديّ مبرر لأشك فيه.‏ وبعد وقت وجيز من تخرجي من المدرسة الثانوية في عام ١٩٧١ اوضحت لابي انه بما انني بلغت الآن الـ‍ ١٨ من العمر وفي سن كافية للتزوج فانني في سن كافية لاختار ديني —‏ وانا اختار ان اكون واحدة من شهود يهوه.‏ وبحلول ذلك الوقت كان لديّ عمل وكنت مستعدة لمغادرة البيت.‏ ومع ان جدلا حاميا تلا ذلك لم يقل لي ابي البتة ان اغادر البيت.‏ فلم استطع ان اصدق ذلك الا بصعوبة!‏ لقد كان يهوه يبارك جهودي.‏

سبب مقاومتهما

كان والداي متدينين يعتقدان باخلاص ان شكل عبادتهما صحيح.‏ وانا متأكدة انهما كان يريدان لي الافضل.‏ لقد سبق ان كان والدي مديرا وأستاذا في مدرسة ابتدائية في اوكرانيا،‏ وكان حلمه ان يكون اولاده متعلمين وناجحين رسميا في اميركا.‏ واراد ابي وامي ان ننمو ثقافيا ولذلك تعلمنا نحن الفتيات،‏ بدءا من سن مبكرة،‏ ان نعزف على آلات موسيقية.‏

والآن يبدو ان ابنتهما الكبرى ترفض كل شيء اراداه لها،‏ بما فيه التعليم الجامعي.‏ ليس انني كنت ضد التعليم الجامعي بحد ذاته،‏ بل كنت مقتنعة من فهمي للكتاب المقدس بأن نظام الاشياء هذا سينتهي قريبا.‏ ونظرا الى ذلك،‏ اعتقدت انه يجب ان اركز على عمل الكرازة المنقذ الحياة بدلا من الانهماك اكثر في نظام مائت.‏ وكنت مقتنعة بأن تعليم الآخرين كيفية نيل الحياة في فردوس اللّٰه اهم من اي شيء آخر.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

وفي الوقت ذاته يجب ان اعترف بأن بعض الاضطهاد من عائلتي هو غلطتي.‏ فقد كنت اتعلم حقائق كثيرة بخصوص التعاليم الدينية —‏ ما هو صحيح وما هو خطأ.‏ ولكنني فشلت في التقدير ان خدمة اللّٰه «بالروح والحق» تشمل ايضا لبس «الشخصية الجديدة،‏» التي تتضمن ممارسة صفات سليمة كالسلام،‏ الوداعة،‏ طول الاناة وضبط النفس.‏ (‏افسس ٤:‏٢٢-‏٢٤‏،‏ ع‌ج‏؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ ولذلك كان من المفهوم ان تشتد خيبة والديّ بسبب افتقاري الى اللباقة،‏ فتجاوبا بالمقاومة.‏

وبعدما اخبرت ابي انني سأصير واحدة من شهود يهوه شرعت احضر الاجتماعات في قاعة الملكوت قانونيا.‏ وبعدئذ رمزت الى انتذاري ليهوه بمعمودية الماء في كانون الاول ١٩٧٢.‏ قال يسوع في مرقس ١٠:‏٢٩،‏ ٣٠‏:‏ «ليس احد ترك بيتا او اخوة او اخوات او ابا او اما او امرأة او اولادا او حقولا لأجلي ولأجل الانجيل إلا ويأخذ مئة ضعف الآن في هذا الزمان بيوتا وإخوة وأخوات وأمهات وأولادا وحقولا مع اضطهادات وفي الدهر الآتي الحياة الابدية.‏» ووفقا لوعد يسوع،‏ سرعان ما اكتسبت اصدقاء من بين شعب يهوه ملأوا فراغ فقداني علاقة حميمة مع عائلتي.‏ فالبعض كانوا لي تماما كامهات وآباء واخوة واخوات.‏

العمل نحو هدفي

كنت لا ازال اريد ان اكون مرسلة.‏ ولكنّ الفاتحين فقط هم المؤهلون للالتحاق بمدرسة جلعاد للكتاب المقدس،‏ وبعد ذلك يُرسلون الى تعيينات ارسالية اجنبية.‏ ولكنّ الخطوة التمهيدية لبلوغ هذا الهدف —‏ البدء كفاتحة —‏ ستطرح مشاكل.‏

اولا،‏ سيكون ذلك لطمة اضافية لوالديَّ.‏ فقد كانا مكتفيين الى حد ما بأن عملي كسكرتيرة الذي يُغلّ حسنا انما يمنح حياتي على الاقل من الصيرورة هباء كليا.‏ وكذلك ماذا سأخبر مديري؟‏ لقد وظّفني فاهما انني سأكون مع الشركة لمدة من الوقت.‏ فسأترك حتى قبلما يتمكنون من رؤية مدخول توظيفهم المال في تدريبي.‏ ومرة ثانية صلّيت بجدية ليهوه طلبا للقوة والشجاعة لكي استطيع ان اتخذ هذه الخطوة.‏

وفي يوم من ايام صيف ١٩٧٣ اخذت نفسا عميقا ودخلت مكتب مديري وأوضحت له هدفي ان اكون كارزة كامل الوقت فصعقتني كلماته:‏ «يا لاريسا،‏ ان كان ذلك حقا ما تريدين ان تفعليه بحياتك فان بقاءك هنا هو غباوة.‏» فلم استطع تصديق ذلك!‏ هوذا رجل عالمي يقول لي بأنه اذا اردت ان اخدم الاله الحقيقي يهوه بطاقة اكبر اكون غبية ان لم افعل ذلك!‏

وأتاني اليوم التالي بمفاجأة اعظم.‏ فقد اقترب مني مديري وسألني ان كنت سأفكر في العمل بدوام جزئي.‏ تُرى هل كنت اسمع بالصواب؟‏ فأجبت:‏ «ولكن لا توجد ترتيبات للعمل بداوم جزئي في هذه الشركة.‏»‏

قال:‏ «نعم،‏ اعرف ذلك،‏ ولكنني استطيع ان استنبط شيئا.‏» واضافة الى ذلك عرض عليّ ‏«اية ايام واية ساعات» اريدها.‏ فيا له من دليل على دعم يهوه لي،‏ وهو دليل حتما على صحة كلمات يسوع:‏ اطلبوا الملكوت اولا،‏ وهذه كلها تزاد لكم!‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

وهكذا كان آب ١٩٧٣ اول شهر لي في خدمة الفتح.‏ وكما توقعت اعترضت عائلتي بشدة على قراري،‏ وصار ضروريا لي ان اغادر البيت.‏ ومع ان الوضع احزنني كثيرا فيسعدني القول بأن مرور السنوات اخمد التوتر في عائلتنا،‏ وأخيرا صار بامكاننا ان نتمتع بعلاقة سليمة وان نضحك ونمزح ونتحادث معا كعائلة.‏

وقبل وفاة امي في آب عام ١٩٧٩ رحبت بي في البيت عند زياراتي من تعييناتي في الفتح في الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة.‏ وبعدئذ صار دافيد،‏ الذي شاركني هدفي في الحياة،‏ زوجا لي في ٥ نيسان عام ١٩٨٠.‏ ولفرحتنا اتى والدي الى زفافنا وقدم لنا كذلك هدية سخية.‏ ولذلك رغم عدم تقديره وأختيّ كيفية شعوري ازاء عبادة يهوه فنحن نتمتع بعلاقات جيدة.‏

وفي كانون الثاني عام ١٩٨٤،‏ بعد خدمة ما يزيد على العشر سنوات في خدمة الفتح،‏ تلقينا دافيد وانا واحدة من مفاجآ‌ت حياتنا.‏ فذات يوم بعد الظهر وجدنا ظرفا كبيرا لدى عودتنا الى البيت.‏ لقد تضمّن دعوة الى الصفح الـ‍ ٧٧ من جلعاد الذي كان على وشك الابتداء في نيسان!‏ وفي ايلول الماضي اتممنا الدراسة،‏ وبعد ايام قليلة كنا في طريقنا الى تعييننا الارسالي في هندوراس،‏ اميركا الوسطى.‏

والآن انا اتمتع ببعض تلك الاختبارات المثيرة التي كنت دائما اتوقع القراءة عنها بشوق في «الكتاب السنوي لشهود يهوه.‏» واذ بلغت هدف طفولتي في الخدمة كمرسلة اريد ان اتمسك بامتياز الخدمة العظيم هذا.‏ ولكنّ هدفي الرئيسي هو ان استمر في عبادة يهوه «بالروح والحق،‏» فاكسب رضاه اخيرا،‏ وأتمتع بعدئذ بذلك الفردوس العظيم حيث سيكافئ خدامه بسُؤل قلوبهم —‏ الحياة في فردوس الى الابد!‏ (‏مزمور ٣٧:‏٤‏)‏ —‏ كما روتها لاريسا كريسويك.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٦]‏

كنت الآن مشدودة بين ابوين اثنين

‏[الصورة في الصفحة ٢٠]‏

اخدم في تعييني الارسالي في هندوراس

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة