مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٨٦ ٨/‏٤ ص ٢١-‏٢٣
  • المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية
  • استيقظ!‏ ١٩٨٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • وقت الامتحان يبدأ
  • امتحانات الاستقامة في بوخنفالد
  • انكر الايمان او مت
  • انتصار آخر
  • محتفلين بالذكرى
  • وقت الفرج
  • اوقف ثانية
  • تحوَّل بغضي الى محبة
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • يا له من فرح ان نجلس على مائدة يهوه!‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
  • بعد بوكانوولد وجدت الحق
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • نجونا بعون يهوه من قبضة نظامَين مستبدَّين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٨٦
ع٨٦ ٨/‏٤ ص ٢١-‏٢٣

المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية

مثلا كثيرين من الاحداث في المانيا التي سبقت الحرب العالمية الثانية،‏ استمتعت بالرياضة وخاصة الرياضة الجمنازية وكرة القدم.‏ وكانت حياتي مفعمة بهذه الامور.‏ ولكنّ ذلك تغيّر اخيرا.‏

فبواسطة رفيق عمل لابي اصبحت ملما بالكتاب المقدس.‏ وفي البداية كنت مرتابا ازاء اقوال ذلك «البيبلفورشر» (‏تلميذ الكتاب المقدس،‏ كما كان يعرف شاهد يهوه آنذاك)‏.‏ وفي وقت لاحق اثّر فيَّ ما قاله وخاصة المعلومات عن يسوع المسيح ونشاطه كانسان.‏

وقت الامتحان يبدأ

وفي سنة ١٩٣٣،‏ بسبب تولي النازيين السلطة في المانيا،‏ حُظر نادي الرياضة الذي كنت انتسب اليه.‏ وذلك،‏ اضافة الى ما كنت اتعلمه من الاسفار المقدسة،‏ ساعدني لاغدو اكثر اهتماما بالامور الروحية.‏ وفي سنة ١٩٣٥ نذرت نفسي ليهوه اللّٰه ورمزت الى ذلك بمعمودية الماء،‏ وفي نحو الوقت ذاته تزوجت رفيقة مؤمنة.‏

وبدأت ازمنة صعبة وكان الاسوأ على الطريق.‏ فصاحب العمل الذي كنت اعمل له تلقى رسالة من جبهة العمال الالمان،‏ وهي منظمة متفرعة من الـ‍ ن س د ا ب (‏الحزب النازي)‏.‏ وذكرت الرسالة:‏

‏«نحن بهذا نطلب منكم استنادا الى قوانين وأنظمة شركتكم ان تطردوا تلميذ الكتاب المقدس —‏ المستخدم من قبلك،‏ نظرا الى انه يعكر بجلاء سلام مؤسستكم بعدم صيرورته عضوا في جبهة العمال الالمان.‏» وأذعن صاحب الشركة للرسالة،‏ وبما انني ضميريا لم اكن استطيع الانتساب الى حزب سياسي فقدت عملي.‏

وبعد سنة جرى ايقافي حماتي وأنا.‏ وبُذلت جهود لجعلي اتخلى عن ايماني ولأخون اخواني الروحيين.‏ وأنتج رفضي التعاون اخذي الى معسكر الاعتقال في بوخنفالد في ٢٥ تشرين الثاني عام ١٩٣٧.‏ وأرسلت حماتي ايضا الى معسكر للاعتقال.‏

امتحانات الاستقامة في بوخنفالد

دام سجني في بوخنفالد قرابة ثماني سنوات.‏ وكان ذلك معسكر اعتقال بوخنفالد حيث قضيت ثماني سنوات عذاب يُفترض ان يكون حيث سأنهي حياتي —‏ هذا ما ظنه الناس ذوو التفكير الابليسي على الاقل.‏ وكان حرس الـ‍ س س الالمان يقولون لنا تكرارا:‏ «لن تخرجوا من هنا احياء.‏» وأُرغمت على العمل من الساعة الرابعة صباحا حتى غروب الشمس،‏ رغم حيازة القليل لأكله.‏ ولكنّ الشكر ليهوه اللّٰه الذي اردت ان احافظ على استقامتي نحو اني تمكنت من الاستمرار.‏

وخلال هذه الازمنة القاسية كان الطعام الروحي مهما جدا.‏ فكيف كنا نحصل عليه في معسكر الاعتقال؟‏ كان يجري احضار المزيد من شهود يهوه الى بوخنفالد من وقت الى آخر.‏ ولم يُحضروا من المانيا وحسب بل كذلك من هولندا وبلجيكا وفرنسا.‏ وكان يُدوَّن كل ما يذكرونه مما قرأوه في الاعداد الاخيرة من «برج المراقبة» ويُنقل الى الرفقاء الشهود بطرائق توزيعنا السرية.‏ وهكذا نلنا التغذية الروحية التي كنا في امس الحاجة اليها لكي نحافظ على استقامتنا.‏

ولكّ زادنا من الطعام الروحي لم يبقَ سرا مع ان الحراس لم يفلحوا في اكتشاف كيفية تلقينا اياه.‏ وذات يوم جرى تقديم الانذار التالي الينا:‏ ان لم تُسلَّم كل المواد المطبوعة قبل الثانية عشر من الغد فسيُرمى بالرصاص واحد من كل اثنين.‏ وفي معسكر الاعتقال لا يكون ذلك تهديدا تافها على الدوام!‏

وجد اخواننا المسؤولون عن المواد المكتوبة طريقة للاجتماع معا لمناقشة المسألة والصلاة بشأنها.‏ وتقرَّر ان تُسلَّم اجزاء من «مؤننا الغذائية» المكتوبة باليد.‏ وفي هذه الكتابات كان يجري فضح شتى الممارسات غير المسيحية للكنيسة الكاثوليكية.‏ وجلب قرار تسليم هذه المواد نتائج جيدة.‏ فلم يُعدم احد وقدّمت شهادة حسنة.‏ وفي الواقع اظهر بعض ضباط الـ‍ س س اهتماما بما هو مدوَّن.‏

واستطعنا ايضا ان نزود المعسكرات الاخرى بالدعم الروحي.‏ فكلما نُقل اخوان من بوخنفالد الى معسكرات اخرى كانوا يجازفن بحياتهم باخفاء حقائق الكتاب المقدس في انفسهم بشكل مكتوب باليد.‏ ونظَّمنا داخل بوخنفالد حملة شهادة للنزلاء الآخرين بالغين الالوف منهم بالبشارة.‏

انكر الايمان او مت

وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية في عام ١٩٣٩ اختبرنا اقسى امتحان.‏ فقد طُلب منا ان نوقع تصريحا بأننا جحدنا ايماننا ونرغب في ذكر اسماء الاشخاص الذين يدافعون بنشاط عن تعاليم تلاميذ الكتاب المقدس.‏ فاذا وقَّعنا يُطلق سراحنا.‏ وايّ شاهد يرفض التوقيع ينبغي ان يرمى بالرصاص.‏

ومرة بعد اخرى كان يُستعمل هذا التهديد.‏ فيصدر الامر:‏ «تلاميذ الكتاب المقدس،‏ الى البوابة!‏» ونقف هناك —‏ مهزولي الجسم وبثياب بالية.‏ وعلى الابراج حراس مسلحون.‏ ويكرر آمر المعسكر تهديده بأن كل الذين يرفضون التوقيع سيُعدمون.‏ فيسود صمت تام.‏ ولا يتطوَّع احد.‏

وفي احدى المناسبات خطا الى الامام شاهدان سبق ان وقَّعا الوثيقة،‏ وذكرا انهما يرغبان في الغاء توقيعهما!‏ لقد فضلا ان يموتا مع اخوانهما.‏ وكانت دهشة بل قلق من جهة الـ‍ س س القساة من نواح اخرى.‏ وفي البداية،‏ لم تكن ثمة اساءة ولا تهديد وانما الامر:‏ «انصراف!‏ لا تحضروا الى العمل.‏» وبعد ساعتين دوَّت ثانية الكلمات:‏ «تلاميذ الكتاب المقدس،‏ الى البوابة!‏» واستمرت عملية القط والفأر هذه طوال ثلاثة ايام.‏

وكان رجال الـ‍ س س يناقشون بصوت عال كفاية لنسمع كيف سيجري صفّنا واطلاق الرصاص علينا.‏ حتى اننا سمعنا احد الآمرين يقول:‏ «افضل شيء لنفعله هو ان نقف حولهم ونطلق الرصاص عليهم من كل الجهات.‏» أما ان ذلك كان مجرد مكيدة لهدم معنوياتنا فتجلى عندما لزم ان نظهر ثانية في ساحة الاستعراض.‏

بدأ هوتيغ آمر المعسكر خطابه بكلمات تخلو من الاطراء:‏ «ايها الاوغاد،‏ ايها الخنازير .‏ .‏ .‏» ولكن ماذا كنا نسمع؟‏ ليس تهديدات الموت العادية بل:‏ «الفوهرر كريم جدا معكم.‏ لقد اجَّل تنفيذ عقوبتكم حتى الانتصار.‏» وتفجّر في داخلنا شكر عميق ليهوه رغم الحقيقة بأن هوتيغ زعق:‏ «ولكن اذكروا .‏ .‏ .‏ الصبر ليس اعفاء.‏» لقد خسر العدو.‏

انتصار آخر

ومع ان الاحوال صارت قابلة للاحتمال اكثر في السنة التالية،‏ كانت مشقات كثيرة لا تزال تكمن امامنا.‏ وخلال شتاء قاس وبارد طُلب منا ان نتبرع بالثياب للجيوش الالمانية في الشرق.‏ وعندما رفضنا ان ندعم مجهود الحرب بهذه الطريقة جُرّدنا من قفافيزنا وأغطية الاذنين وقمصاننا الداخلية.‏ وصودرت كذلك احذيتنا الجلدية.‏ وبدلا منها جرى اعطاؤنا قباقيب خشبية تدعى دتشمن.‏ ورغم الافتقار الى الثياب أُرغمنا على الخروج حتى في درجات حرارة بلغة ٥ فارنهايت (‏١٥ درجة مئوية تحت الصفر)‏.‏

وذات يوم أُعلن انه سيجري حرمان تلاميذ الكتاب المقدس من كل اسعاف طبي في مستوصف المعسكر.‏ لذلك اضطررنا الى دعم واحدنا الآخر اكثر،‏ مساعدين ومعتنين وحاملين المرضى بمحبة اذا جاز التعبير.‏ (‏غلاطية ٦:‏٢‏)‏ وكان لهذا الاجراء،‏ الذي قصد به تحطيمنا،‏ اثر معاكس.‏ نعم،‏ لقد بدأنا نرى يد اللّٰه في هذه المسألة!‏

وبما اننا اعتنينا بالمرضى والضعفاء بمحبة مسيحية لم تحدث وفيات.‏ ومن ناحية اخرى مات كثيرون من النزلاء الذين كانوا يعالجون في مستوصف المعسكر.‏ وطبيعي ان يعجز رجال الـ‍ س س البعيدين عن اللّٰه،‏ وقد صاروا وحشيين،‏ عن فهم ما تستطيع المحبة ان تنجزه.‏ وبعد بعض الوقت،‏ ولدى رؤية احد اطباء الـ‍ س س اننا ما زلنا جميعا نستطيع ان نُثبت وجودنا عند المناداة بالاسماء،‏ هز رأسه غير مصدق وقال:‏ «عجيبة طبية.‏»‏

محتفلين بالذكرى

كان آذار سنة ١٩٤٢،‏ وكان الوقت يقترب للاحتفال بعشاء الرب او ذكرى موت المسيح.‏ ولكن كيف سنتمكن من تنظيمه في معسكر الاعتقال؟‏ استطاع احد الاخوان ان يحصل على شراشف اسرة لنستعملها كأغطية للمائدة.‏ أما آمر الـ‍ س س الذي منحه الاذن فظن انها ستستعمل للاحتفال بعيد ميلاد.‏ وكانت الذكرى ستُعقد في الجناح د من مجمّعنا.‏

كان قد جرى تهريب اول مجموعة من الاخوان الى الجناح د وباتوا مجتمعين من اجل الاحتفال.‏ ووقف اخوان آخرون على نحو متقطع للحراسة خارج الغرفة.‏ وفجأة حدث شيء غير متوقع.‏ كان الآمر في طريقه مناجل التفتيش الروتيني!‏ وكان يتجه مباشرة نحو الجناح د.‏ وكادت تتوقف قلوب الاخوان الذين يحرسون.‏ فلم يكن ثمة شيء يستطيعون فعله.‏ وكان الآمر يرتقي في الدرج.‏ فصلوا بصمت.‏ وعند منتصف الدرس وقف الآمر،‏ وأجال النظر حواليه وعاد ادراجه على نحو غير قابل للتفسير.‏

وحتى الآن،‏ بعد ٤٠ سنة تساعدني ذكريات هذه الاحداث على الاتكال كاملا على يهوه في اية ظروف اجد نفسي فيها.‏ لقد غيَّر اوضاعا كانت تبدو ميؤوسا منها الى انقاذ عظيم.‏ —‏ اشعيا ٢٦:‏٣،‏ ٤‏.‏

وقت الفرج

عندما وضعت الحرب اوزارها جرى اطلاق سراحنا من المعسكر.‏ وشعرنا كما شعر الاسرائيليون قديما الذين قيل عنهم:‏ «عندما رد الرب سبي صهيون صرنا مثل الحالمين.‏ حينئذ امتلأت افواهنا ضحكا وألسنتنا ترنما.‏» —‏ مزمور ١٢٦:‏١،‏ ٢‏.‏

وكان قد جرى ايقاف زوجتي لتؤخذ الى معسكر الاعتقال قبل وقت قصير من نهاية الحرب العالمية الثانية.‏ وسبق ان كانت حماتي في رافنسبروك،‏ وقبل اشهر قليلة من نهاية الحرب ارسلها الـ‍ س س الى بافاريا العليا.‏ ولكننا عدنا جميعا الى البيت في سنة ١٩٤٥ وكنا سعداء بالاجتماع ثانية،‏ وشاكرين لاننا حافظنا على الاستقامة،‏ ومفعمين بالتقدير لاننا استطعنا ان نتابع ثانية عبادتنا ليهوه بحرية.‏

اوقف ثانية

وبعد سنوات الحرب العالمية الثانية،‏ وبسبب الحظر على نشاط شهود يهوه في البلد الذي اعيش فيه،‏ جرى ايقافي ثانية وعُزلت عن عائلتي لنحو اربع سنوات.‏ وخلال ذلك الوقت العصيب شعرنا تكرارا بعون يهوه،‏ الهنا الرحيم.‏

وبعد الحرب بوركنا بابن،‏ وعندما بلغ الرشد جوبه هو كذلك بقرار يشمل مبدأ الحياد المرسوم في الكتاب المقدس في اشعيا ٢:‏٤‏.‏ ولفرحنا اختار طريق الاستقامة امام يهوه.‏ وهكذا صار ملما بحياة السجن طوال سنتين.‏

وبسبب المحافظة على الاستقامة امام اللّٰه تستطيع عائلتنا الصغيرة ان تتطلع الى الوراء الى ما مجموعه ٢٣ سنة في معسكرات الاعتقال والسجون.‏ ليس جميعنا مضطرين الى اختبار الامور ذاتها.‏ ولكننا نجابه كل يوم بتحدي المحافظة على الاستقامة في عالم منحرف.‏ لذلك صمموا انتم كذلك على التمسك باستقامتكم.‏ ولن تندموا على ذلك ابدا لانه كما يقول المرنم الملهم:‏ «اما انا (‏فبسبب استقامتي)‏ دعمتني وأقمتني قدامك الى الابد.‏ مبارك (‏يهوه)‏ اله اسرائيل من الازل وإلى الابد.‏» (‏مزمور ٤١:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ —‏ بما ان الكاتب يعيش في بلد حيث نشاط شهود يهوه محظور حاليا فان اسمه لم يُستعمل.‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٢]‏

ايّ شاهد يرفض التوقيع ينبغي ان يرمى بالرصاص

‏[النبذة في الصفحة ٢٣]‏

قال آمر الـ‍ س س:‏ «افضل شيء لنفعله هو ان نقف حولهم ونطلق الرصاص عليهم من كل الجهات»‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٣]‏

تستطيع عائلتنا الصغيرة ان تتطلع الى الوراء الى ما مجموعه ٢٣ سنة في معسكرات الاعتقال والسجون

‏[الصورتان في الصفحة ٢١]‏

معسكر اعتقال بوخنفالد حيث ثماني قضيت سنوات عذاب

‏[مصدر الصورة]‏

UPI/BETTMANN NEwSPHOTOS

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة