مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٢ ١/‏٦ ص ٢٧-‏٣٠
  • بعد بوكانوولد وجدت الحق

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • بعد بوكانوولد وجدت الحق
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • موقوف
  • في الطريق الى المانيا
  • الحياة اليومية
  • فريق مختلف
  • قطار الموت
  • خطوة جديدة
  • المحافظة على الاستقامة في المانيا النازية
    استيقظ!‏ ١٩٨٦
  • تحوَّل بغضي الى محبة
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • نجونا بعون يهوه من قبضة نظامَين مستبدَّين
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • ايجاد شيء دائما لفعله من اجل يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٢
ب٩٢ ١/‏٦ ص ٢٧-‏٣٠

بعد بوكانوولد وجدت الحق

نشأت في ڠرينوبْل،‏ فرنسا،‏ في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وكان معلّمي للغة الالمانية،‏ فرنسي،‏ نازيا متعصبا.‏ وفي المدرسة كان يصرُّ دوما ان اللغة الالمانية «ستصير مفيدة» يوما ما.‏ ولكنَّ اكثرية معلّمينا،‏ محاربون قدماء في الحرب العالمية الاولى،‏ كانوا قلقين ازاء قيام النازية في المانيا.‏ وأنا ايضا شعرت بالقلق اذ كان يتَّضح اكثر فأكثر ان الحرب تقترب.‏

في السنة ١٩٤٠،‏ عند بداية الحرب العالمية الثانية،‏ فقدت عمًّا محبوبا في المعركة الطاحنة عند نهر السّوم.‏ فصرت قاسيا جدا ولكن كنت اصغر من ان اتطوع في الجيش الفرنسي.‏ ولكن،‏ بعد ثلاث سنوات،‏ في اثناء احتلال الالمان لفرنسا،‏ مُنحت الفرصة لاستخدام مهاراتي كرسام للمقاومة الفرنسية.‏ وتفوقت في تزييف الامضاءات وعملت ايضا على تزييف اختام المانية مطاطية.‏ وحصلت على كثير من الاكتفاء من محاربة قوات العدو المحتل بهذه الطريقة بحيث كانت آراء عشرائي الشيوعية عديمة الاهمية بالنسبة اليَّ في ذلك الوقت.‏

موقوف

في ١١ تشرين الثاني ١٩٤٣،‏ دعت المقاومة المحلية الى مظاهرة احياءً لذكرى هدنة الحرب العالمية الاولى.‏ ولكنَّ الحرس السيَّار الفرنسي كانوا قد سدّوا الطريق الى الجسر المؤدي الى نصب الحرب التذكاري،‏ وشجعونا على العودة.‏ ولكنَّ موكبنا قرَّر ان يسير الى نصب حرب تذكاري آخر داخل البلدة.‏ ولكننا نسينا امرا واحدا.‏ ان النصب كان يبعد مجرد مسافة قصيرة عن مكاتب الڠستابو.‏

وسرعان ما طوَّق جنود مسلحون مجموعتنا وجعلونا نصطف عند حائط.‏ وعندما طلب منا الجنود ان نتحرك،‏ وجدوا العديد من المسدسات على الارض.‏ وبما ان احدا لم يرِد ان يعترف بأنه يملكها،‏ اطلق الجنود سراح النساء والاحداث من عمر ١٦ فما دون.‏ وهكذا،‏ بعمر ١٨،‏ سُجنت،‏ مع ٤٥٠ سجينا آخر.‏ وبعد ايام قليلة،‏ نُقلنا الى معسكر انتقالي قرب كومْپْيَنْ،‏ في شمالي فرنسا.‏

في الطريق الى المانيا

في ١٧ كانون الثاني ١٩٤٤،‏ كان لي اول —‏ ولكن من المؤسف ليس آخر —‏ اتصال بالجنود الالمان الذين كانت خوذهم مزينة بالصليب المعقوف الى اليسار والحرفين الاولين SS ‏(‏ Schutzstaffel)‏ الى اليمين.‏ جمعوا مئات السجناء،‏ ووجب علينا ان نسير الى محطة كومْپْيَنْ.‏ ورُكلنا حرفيا الى شاحنات السكة الحديدية.‏ وفي شاحنتي وحدها،‏ كان هنالك ١٢٥ سجينا.‏ ولثلاثة ايام وليلتين،‏ لم يكن لدينا شيء لنأكل او لنشرب.‏ وخلال ساعات قليلة،‏ كان قد انهار الاشخاص الاضعف وجرى دوسهم.‏ وبعد يومين وصلنا الى بوكانوولد،‏ قرب ڤايمار،‏ في عمق المانيا.‏

وبعد تطهيري وحلاقة رأسي،‏ أُعطيت رقم التسجيل ١٠١‏,٤١ وصُنِّفت ك‍ «ارهابي شيوعي.‏» وفي اثناء فترة الحجر الصحي،‏ التقيت الكاهن الدومينيكاني ميشال ريكيه،‏ الذي كان سيصير شهيرا بعد الحرب بسبب مواعظه في كاتدرائية نوتردام،‏ پاريس.‏ ومع احداث آخرين من عمري،‏ سألته لماذا يسمح اللّٰه بمثل هذه الفظائع.‏ فأجاب:‏ «يجب ان تختبر الكثير من الالم لتستحق ان تذهب الى السماء.‏»‏

الحياة اليومية

كان يجب على نزلاء جميع المباني الـ‍ ٦١ ان ينهضوا من الفراش عند نحو الساعة الرابعة والنصف في الصباح.‏ وكنا نخرج عراة حتى الخصر وغالبا ما كان يجب ان نكسّر الجليد للاغتسال.‏ وسواء كنا في صحة جيدة او رديئة،‏ كان يجب ان يذعن كل شخص.‏ ثم كان يأتي توزيع الخبز —‏ من ٧ الى ١١ اونصة (‏٢٠٠-‏٣٠٠ غ)‏ في اليوم من الخبز العديم الطعم،‏ مع قطعة من المَرْڠَرين وشيء شبيه بالمربى قليلا.‏ وفي الساعة ٣٠:‏٥ صباحا كان الجميع يتجمعون من اجل التفقُّد.‏ وكم كان اختبارا مروِّعا ان نحمل الى الخارج على ظهورنا اولئك الذين ماتوا في اثناء الليل!‏ ورائحة الدخان الحادة فيما كانت الجثث تحترق ذكَّرتنا برفقائنا.‏ فغلبت علينا مشاعر الاشمئزاز،‏ اليأس،‏ والبغض،‏ لأننا عرفنا انه كان يمكن بسهولة ان يحدث لنا الامر عينه.‏

وعملي في الباوْ ٢ كوماندو كان يتألف من حفر خنادق بلا قصد.‏ فعندما كنا نحفر خندقا عمقه سبع اقدام (‏٢ م)‏ كان يجب ان نملأه ثانية بعناية كما كان تماما.‏ وكان العمل يبدأ في الساعة ٠٠:‏٦ صباحا،‏ مع استراحة نصف ساعة عند منتصف النهار،‏ نتابع بعدها العمل حتى الساعة ٠٠:‏٧ مساء.‏ وغالبا ما بدا التفقُّد المسائي بلا نهاية.‏ فمتى كانت هنالك خسائر كبيرة للالمان في الجبهة الروسية،‏ كان يدوم ذلك حتى منتصف الليل.‏

فريق مختلف

وأيّ شخص يحاول الهرب من المعسكر كان يمكن التعرف به بسهولة لأنه كانت لجميعنا تسريحة شعر شاذة.‏ فجرى حلق او جزّ شعرنا وترك تسريحة شعر قصيرة جدا عند الوسط او الجانبين.‏ ومع ذلك،‏ كانت لبعض السجناء قصة شعر عادية.‏ فمَن كانوا؟‏ اشبع رئيس مبنانا فضولنا.‏ «انهم بيبِلفورشَر (‏تلاميذ الكتاب المقدس)‏،‏» قال.‏ ‹ولكن ماذا كان يفعل تلاميذ الكتاب المقدس في معسكر للاعتقال؟‏› تساءلت.‏ «انهم هنا لأنهم يعبدون يهوه،‏» أُخبرت.‏ يهوه!‏ كانت هذه المرة الاولى التي اسمع فيها باسم اللّٰه.‏

وأخيرا صرت اعرف اكثر قليلا عن تلاميذ الكتاب المقدس.‏ فكانوا في الاغلب من الالمان.‏ وكان البعض منهم في معسكرات الاعتقال منذ اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ بسبب رفض اطاعة هتلر.‏ وكان ممكنا الافراج عنهم،‏ لكنهم كانوا يرفضون ان يذعنوا.‏ وكانت وحدات الحماية تستخدمهم كحلاقين خصوصيين لهم،‏ ومُنحوا مهمات خصوصية تتطلب اشخاصا جديرين بالثقة،‏ كالعمل في وظائف ادارية.‏ وما اثار فضولنا اكثر هو الهدوء الذي لهم،‏ الفقدان التام للكراهية او روح الاحتجاج والانتقام.‏ فلم اتمكن من فهم ذلك.‏ ومن المؤسف اني لم اكن اعرف ما يكفي من اللغة الالمانية للتحدث معهم في ذلك الوقت.‏

قطار الموت

فيما كان الحلفاء يتقدمون،‏ كان السجناء يُرسلون الى معسكرات ابعد في الداخل،‏ ولكنَّ هذه كانت تصير مكتظة جدا.‏ وفي صباح ٦ نيسان ١٩٤٥،‏ اخذت وحدات الحماية ٠٠٠‏,٥ منا،‏ وأجبرتنا على السير مسافة ستة اميال (‏٩ كلم)‏ في الطريق الى ڤايمار.‏ وأولئك الذين لم يتمكنوا من المحافظة على سرعة السير قُتلوا بالرصاص في العنق بوحشية.‏ وعندما وصلنا اخيرا الى محطة ڤايمار،‏ صعدنا الى عربات شحن مفتوحة،‏ وغادر القطار.‏ وطوال ٢٠ يوما طاف من محطة للسكة الحديدية الى اخرى عبر المانيا ثم الى داخل تشيكوسلوڤاكيا.‏

وذات صباح،‏ حُوِّل جزء من قطارنا الى خط جانبي.‏ أعدَّ الجنود رشاشاتهم لاطلاق النار،‏ فتحوا ابواب عربة الشحن،‏ وقتلوا كل السجناء الروس في الداخل.‏ السبب؟‏ عدد من السجناء قتلوا حراسهم وهربوا في اثناء الليل.‏ وحتى اليوم لا يزال بامكاني ان ارى الدم يقطر عبر ارض العربة على السكة.‏

وأخيرا،‏ وصل القطار الى داخاو،‏ حيث حررنا الجيش الاميركي بعد يومين.‏ وفي اثناء رحلة الـ‍ ٢٠ يوما بكاملها،‏ كان طعامنا الوحيد الذي حصلنا عليه القليل من البطاطا النيئة مع بعض الماء.‏ وكان هنالك ٠٠٠‏,٥ منا عندما بدأنا،‏ ولكن ٨٠٠ فقط نجوا.‏ ومات عديدون آخرون بعد ايام.‏ أما انا فقد قضيت المقدار الاكبر من الرحلة جالسا على جثة.‏

خطوة جديدة

بعد تحرري لم يبدُ ايّ شيء طبيعيا اكثر من ان اؤيد عمليا الحزب الشيوعي الفرنسي،‏ لأنني كنت قد عاشرت بشكل وثيق الكثير من اعضائه —‏ بمن فيهم البارزون —‏ في بوكانوولد‏.‏ وصرت سكرتير خلية مساعدا في ڠرينوبْل وجرى تشجيعي على اجتياز مقرَّر تدريبي للاداريين في پاريس.‏

ولكن،‏ سرعان ما خاب املي.‏ ففي ١١ تشرين الثاني ١٩٤٥،‏ دُعينا الى الاشتراك في استعراض في پاريس.‏ فتسلَّم الكاماراد المسؤول عن فريقنا مبلغا من المال من اجل وسائل راحتنا؛‏ ولكنه لم يبدُ راغبا في استعماله لمصلحتنا.‏ فكنا ملزَمين بأن نذكِّره بمبدأَي الاستقامة والصداقة اللذَين يُفترض انهما يوحِّداننا.‏ وأدركت ايضا ان الكثير من الرجال البارزين الذين اعرفهم لم يكن لديهم الحل لمشاكل العالم.‏ وعلاوة على ذلك،‏ في اغلب الاحوال،‏ كانوا ملحدين،‏ وأنا اؤمن باللّٰه.‏

انتقلت في ما بعد الى ليون،‏ حيث استمررت في العمل كرسام.‏ وفي السنة ١٩٥٤،‏ زارتني اثنتان من شهود يهوه،‏ فاشتركت في مجلة استيقظ!‏ وبعد يومين،‏ اتى رجل لزيارتي مع احدى المرأتين اللتين طرقتا بابي.‏ فأدركنا زوجتي وأنا فجأة اننا كلينا مهتمان بالامور الروحية.‏

وفي اثناء المناقشات التي تلت،‏ تذكَّرت الـ‍ بيبِلفورشَر في بوكانوولد الذين كانوا الى حد بعيد مخلصين لايمانهم.‏ وعندئذ فقط ادركت ان الـ‍ بيبِلفورشَر وشهود يهوه هؤلاء هم شعب واحد والشعب نفسه.‏ وبفضل درس الكتاب المقدس،‏ اخذنا زوجتي وأنا موقفنا الى جانب يهوه واعتمدنا في نيسان ١٩٥٥.‏

ان ذكرياتي حية كما لو انها حدثت كلها البارحة.‏ ولست آسفا على مِحَني السابقة.‏ فقد قوَّتني وساعدتني ان ارى ان حكومات العالم هذه ليس لديها شيء لتقدمه.‏ وعلى الرغم من ان الاختبارات الشخصية يمكن ان تساعد الآخرين الى حد ما فقط،‏ إلا انه يسعدني ان يساعد اختباري الاحداث اليوم ألا ينخدعوا برياء هذا العالم وأن يسعوا بالتالي وراء القيم الجيدة والمستقيمة في المسيحية الحقيقية،‏ كما علَّمها يسوع.‏

ان الالم والظلم اليوم هما جزء من الحياة اليومية.‏ ومثل الـ‍ بيبِلفورشَر في معسكرات الاعتقال،‏ انا ايضا اتطلع بشوق الى عالم افضل سيأتي،‏ حيث المحبة الاخوية والعدل سيسودان عوضا عن العنف ومذهب المثالية التعصبية.‏ وفي هذه الاثناء،‏ احاول ان اخدم اللّٰه والمسيح بأفضل ما يمكنني كشيخ في الجماعة المسيحية،‏ مع زوجتي،‏ اولادي،‏ وحفدائي.‏ (‏مزمور ١١٢:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ ‏—‏ كما رواها رينيه سِڠلا.‏

‏[الصورتان في الصفحة ٢٨]‏

فوق:‏ مَحرقة الجثث في بوكانوولد

الى اليسار:‏ ستة عشر سجينا في كل طبقة

‏[الصورتان في الصفحة ٢٩]‏

فوق:‏ التفقُّد في المعسكر

الى اليسار:‏ بوابة المدخل الى بوكانوولد.‏ تقول الكتابة «لكل امرئ ما يستحقه»‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة