مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٨٨ ٨/‏١ ص ٢٣-‏٢٤
  • قابلوا اصغر غزال في العالم

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • قابلوا اصغر غزال في العالم
  • استيقظ!‏ ١٩٨٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الناجي الصغير المهدَّد
  • الپوما —‏ في كل مكان وليس في ايّ مكان
    استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • الأُيَّل
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • الكَلْب
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • حيث تلتقي القارات الست
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٨٨
ع٨٨ ٨/‏١ ص ٢٣-‏٢٤

قابلوا اصغر غزال في العالم

كانت السنة ١٩٣٥.‏ والمزارع التشيلي كان يحرث ارضه في منطقة كوريكو الجبلية الجميلة.‏ وفجأة سمع الكلاب تطارد ما اعتقد انه ارنب.‏ وتصوَّروا دهشته عندما خرج من بين الاشجار حيوان بحجم كلب صغير يشبه الجدي نوعا ما واتخذ له ملجأ بين رجليه.‏ واذ نظر المزارع الى المخلوق المرتعد ادرك انه بودو،‏ اصغر غزال في العالم.‏

قلَّما يُرى هذا الغزال الصغير غير المؤذي،‏ لانه يعيش في مناطق منعزلة من المرتفعات.‏ وهو لا يغامر بالخروج إلا ليأكل الثمار والاوراق والنباتات الاخرى،‏ ولكنه يهرب مسرعا ليختبئ عندما تنذره بالخطر حاسَّتا سمعه وشمه القويتان.‏ ويفضِّل البودو المناطق الحرجية الكثيفة،‏ لان التعرض لاشعة الشمس المباشرة لنحو ثلاث ساعات فقط يمكن ان يسبب موته.‏

والشيء القليل معروف عن هذا المخلوق الجبان حتى انه نحو مطلع هذا القرن فقط ادرك علماء الحيوان انه ليس جديا او خروفا.‏ وقد حدَّدوا هويته بغزال لان الذكر يفقد قرنيه،‏ البالغ طولهما ٥،‏٢ الى ٥،‏٣ إنشات (‏٦ الى ٩ سم)‏،‏ او شعبهما مرة كل سنة.‏ وهنالك في الواقع نوعان من البودو.‏ والنوع الذي توافر مرة في جنوب تشيلي والارجنتين له فرو بلون ضارب الى الحمرة.‏ وهنالك ذو قرابة له في الشمال في ادغال كولومبيا والبيرو والاكوادور،‏ ولونه اغمق قليلا.‏ والبودو،‏ الذي يقارب ارتفاعه ١٦ إنشا (‏٤٠ سم)‏ ويتراوح طوله من ٢٨ الى ٣١ إنشا (‏٧٠ الى ٨٠ سم)‏،‏ يزن حوالى ٢٢ باوندا (‏١٠ كلغ)‏ عندما يكون كامل النمو.‏ والحيوان له شكل إسفين مميّز،‏ لان قائمتيه الاماميتين اقصر قليلا من قائمتيه الخلفيتين.‏

الناجي الصغير المهدَّد

ورغم ان البودو شديد النفور فهو كما يظهر يحبّ البشر ويمكن ان يثق بهم.‏ وقد تبعت اعداد من البودو الخراف او الماشية في المرعى،‏ ولكن لتطردها كلاب المُزارع.‏ والباحثون الذين يربحون ثقة البودو كثيرا ما يُكافَأون بلحس يديهم او وجههم من قبل صديقهم الجديد.‏ وقد صادق باحث بيطري انثى البودو التي قفزت الى حضنه،‏ ولحست وجهه،‏ ثم دفعته برأسها نحو مأواها،‏ لتُريه كما يظهر ذريتها المولودة حديثا.‏

واذ يوجد للبودو اعداء طبيعيون،‏ كالثعلب والاسد الاميركي والهر البري والبوم،‏ فان اعظم خصومه هو الانسان.‏ وفي الماضي كان الغزال الصغير يطوف بحرية اكثر مستخدما سرعته وذكاءه ليفلت من الضواري.‏ وقد عُرف عن البودو انه يعود راجعا في الطريق نفسها مقتفيا آثاره الخاصة او يسبح بعكس التيار ليخدع الثعلب او الاسد الاميركي.‏ أما الآن،‏ اذ يدمّر الانسان الغابات،‏ يتقلص حيّز البودو باستمرار.‏ ولذلك فقد تعوَّد البودو العيش في الممرات المصنوعة عبر الشجيرات النامية تحت الاشجار الكبيرة في الغابات.‏ ولكونه حيوانا حسن الترتيب فهو يملك اماكن معيَّنة في ممراته للأكل والنوم واخراج البراز،‏ وهو لا يغيِّر هذه الاماكن طوال الحياة.‏ وتعرُّفه بالممرات هو مفتاحه للنجاة.‏ ورغم ان البودو عدّاء خفيف وسبّاح سريع الى حد ما فهو فريسة سهلة في العراء.‏ ولكنّ الامر ليس كذلك في ممراته حيث،‏ كما يقول احد الباحثين،‏ «يطير كرصاصة،‏» مخلِّفا المطارد وراءه.‏

ورغم ان صيد البودو محظور فقد تعلَّم بعض الرجال المستهترين القبض على هذا المخلوق الصغير المسالم وقتله.‏ ويندفع هؤلاء الصيادون بالرغبة في فرو الحيوان النفيس او لحمه اللذيذ او الثمن الذي ترغب حدائق الحيوانات الاجنبية في دفعه لقاء نموذج سليم.‏ وقد درَّبوا كلابا صغيرة على تجفيل البودو ليخرج من الممرات الى العراء.‏ ولكن بما ان البودو يستطيع ان يفوق الكلب بالسباحة فانه يتَّجه الى اقرب نهر حيث ينتظر رجال في قوارب للقبض عليه.‏ وكثيرا ما تُجرح هذه الحيوانات،‏ وبحسب احد الباحثين يموت من الخوف ما يعادل ٨٠ في المئة.‏

وكما ترون فان النفور هو ضعف البودو.‏ فعند اخافته يبدو ان عينيه تمتلئان بالدموع،‏ فيرتجف،‏ وينتصب شعره،‏ وكثيرا ما يموت الحيوان بنوبة قلبية.‏ ولهذا السبب،‏ رغم ان العائلات الريفية والجامعات قد دجَّنت البودو،‏ يبدو ان هذه الغزلان لا تعيش طويلا في الاسر.‏ فكثيرا ما تموت دون ايّ سبب ظاهر،‏ ضحايا ضغط الاسر.‏ فالبودو يحبّ الحرية.‏

كان يُخشى ان ينضم البودو سريعا الى قائمة الـ‍ ٦٨ نوعا من الثدييات التي انقرضت في هذا القرن.‏ ولكنّ الدراسات الاخيرة لباحث يعمل مع «مؤسسة الحياة البرية العالمية» تقترح ان البودو يمكن ان ينجو اخيرا.‏ كيف؟‏ بتعلُّم التكيُّف وفق الظروف الجديدة في نظام ممراته.‏ وهذه ليست هي الحال مع اسد الجبال التشيلي،‏ او الاسد الاميركي،‏ الذي يواجه خطر الانقراض بوضوح.‏ فما اصح انه في الظروف الضاغطة او المتغيرة من الافضل الاتصاف بالتكيُّف والمودَّة عوض العنف والعدوان!‏

فليكن املنا ان يتمكن البودو من النجاة حتى النظام الجديد السلمي حيث تتمكن مخلوقات كهذه من ترك ممراتها الواقية والخروج الى العراء للتمتع بالحرية دون خوف.‏ فهل تكونون هناك لتقابلوا اصغر غزال في العالم؟‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة