مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٨ ٢٢/‏٤ ص ٢٥-‏٢٧
  • الپوما —‏ في كل مكان وليس في ايّ مكان

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الپوما —‏ في كل مكان وليس في ايّ مكان
  • استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كتلة من العضلات
  • في كل مكان تقريبا ولكن غير ظاهر للعيان
  • سنَّور له اسماء عديدة
  • هل ينبغي القضاء عليها؟‏
  • قابلوا اصغر غزال في العالم
    استيقظ!‏ ١٩٨٨
  • لسان القط
    هل من مصمِّم؟‏
  • وجها لوجه مع القط الرملي
    استيقظ!‏ ٢٠١٣
  • مونتيڤيردي —‏ محمية طبيعية بين السحب
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٨
ع٩٨ ٢٢/‏٤ ص ٢٥-‏٢٧

الپوما —‏ في كل مكان وليس في ايّ مكان

بواسطة مراسل استيقظ!‏ في البرازيل

كانت السماء فوق الغابة المدارية في اميركا الجنوبية تتلوَّن بذلك اللون الذي يصعب وصفه والذي يظهر مباشرة قبل ان يمحو الليل المداري كل لون.‏ ثم،‏ فجأة وبسكوت،‏ يظهر الپوما!‏ فقد دخل بحذر فسحة من الغابة لا شجر فيها وجمد في مكانه.‏

وقف السنَّور الكبير دون حراك فترة من الوقت،‏ باستثناء طرف ذنبه الذي كان يهتز كمسَّاحة بطيئة لزجاج السيارة الامامي.‏ ثم،‏ عندما لاحظ الپوما انه يُراقب وثب عبر الفسحة واختفى بسرعة في الغابة.‏ وفي ذلك المساء منذ سنوات فهمت لماذا تُطلَق التسمية «پوما» على احذية الركض الرياضية،‏ السيارات السريعة،‏ وحتى المقاتلات النفاثة.‏ فمن الواضح ان الپوما،‏ او الاسد الاميركي —‏ ثاني اكبر السنَّوريات في اميركا —‏ مُصمَّم للسرعة.‏a

كتلة من العضلات

قد يذكِّركم الپوما بلبوة بسبب لونه الاسمر الضارب الى الصُّفرة.‏ غير ان وجهه ليس مستطيلا كوجه نسيبته الافريقية.‏ فرأس الپوما مستدير وصغير تعلوه اذنان هما ايضا مستديرتان وصغيرتان.‏ وإذا نظرتم الى رأسه من احد الجانبين بدا لكم وكأنه رصاصة —‏ طويل وانسيابي.‏ والپوما يحدق اليكم بعينين خضراوين كبيرتين.‏ وهنالك بقعة فرو ابيض حول فمه تجعله يبدو وكأنه اقحم خطمه في طاس من الحليب ونسي ان يمسح فمه.‏ وقد يبلغ طول جسمه النحيل والرشيق مترا ونصفا (‏٥ اقدام)‏ او اكثر،‏ هذا إن لم نأخذ بعين الاعتبار ذنبه السميك والغامق الطرف.‏

ان قائمتيه الخلفيتين الطويلتين والقويتين تجعلان رِدْفه اعلى من كتفيه.‏ وهاتان القائمتان القويتان تمنحان كتلة العضلات هذه التي تزن ٦٠ كيلوڠراما (‏١٣٠ پاوندا)‏ القوة الدافعة ليثب من الارض كالصاروخ.‏ فقد شوهدت حيوانات الپوما تثب عموديا في قفزة واحدة كبيرة حتى ارتفاع ٥ امتار (‏١٨ قدما)‏.‏ ويشبه هذا ممارسة رياضة القفز بالعصا دون تكليف النفس عناء استعمال العصا!‏

والپوما يثير الاعجاب ايضا عندما يقفز من علٍ.‏ فمن المعروف انه يقفز الى الارض من ارتفاع ١٨ مترا (‏٦٠ قدما)‏.‏ وهذا تقريبا ضعف ارتفاع منصات القفز التي يستعملها الغطاسون في الالعاب الاولمپية،‏ لكن ما من بركة ملآنة ماء لتستقبل الپوما.‏ ورغم ذلك،‏ فالسنَّور يحط على الارض جاهزا للقفز من جديد وكأنه حط على منصة البهلوان.‏

يقول عالم الاحياء البرية،‏ كِنيث لوڠان:‏ «انه لحيوان قوي،‏ ورائع».‏ ويضيف:‏ «ما ان تتعلموا كيف تعيش هذه الحيوانات،‏ حتى تفرض عليكم احتراما كبيرا».‏ وما يدهش هو انها تبدو فعليا في كل مكان —‏ لكن ليس في ايّ مكان.‏

في كل مكان تقريبا ولكن غير ظاهر للعيان

عندما استقر المستعمرون الاوائل بالعالم الجديد،‏ كان موطن الپوما يمتد على كامل القارتين الاميركيتَين،‏ من المحيط الاطلسي الى المحيط الهادئ.‏ وكان يعيش في الجبال،‏ المستنقعات،‏ البراري والادغال.‏ ومع ان الصيادين والمزارعين قد ازالوا الآن الپوما من انحاء عديدة من اميركا الشمالية،‏ فهو يبقى سنَّور اميركا النموذجي،‏ اذ لا يزال يجوب منطقة ممتدة من كندا الى طرف اميركا الجنوبية.‏ وإذا اردنا ان نقيس مدى نجاح الحيوانات بمدى انتشارها الجغرافي وتنوُّع مواطنها،‏ فلا بد ان يكون الپوما انجح ثدييٍّ في اميركا اليوم.‏ وما هو سر نجاحه؟‏

ان الپوما مجهَّز جيدا من اجل البقاء على قيد الحياة.‏ فمعدته قوية وهو يستعمل اساليب صيد متنوعة.‏ فيمكنه ان يتكيَّف مع اي نوع تقريبا من الطعام المحلي.‏ يقول طبيب بيطري فحص محتويات مِعَد عدد من حيوانات الپوما التي قُتلت في البرازيل:‏ «يمكنه ان يقتل ويجرَّ حيوانا يفوقه حجما بخمسة اضعاف،‏ لكنه يأكل الجنادب ايضا إن لم يتوفر غيرها في محيطه».‏ ويضيف:‏ «في ما يتعلق بالطعام،‏ فإن الپوما قابل للتكيُّف اكثر من اي نوع آخر من السنَّوريات».‏

يتطلب التنوع في الطعام تنوعا في مهارات الصيد ايضا.‏ فالتقاط طير،‏ مثلا،‏ يتطلَّب تقنية مختلفة عن الانقضاض على ايّل.‏ فكيف يقوم الپوما بذلك؟‏ في الغابة الاطلسية في البرازيل يجذب الپوما طائر التِّنام بتقليد صفيره.‏ ويقول احد المراقبين انه يقوم «بتقليد رائع».‏ ويضيف:‏ «يصفر التِّنام عادة مرات قليلة فقط لكنَّ الپوما يستمر في الصفير —‏ ١٠ او ٢٠ مرة».‏ وهو ينجح في ذلك.‏ فالتِّنام يعتقد ان ذكرا ضجوجا قد دخل نطاقه ويقرر ان يتقدم ويواجه خصمه —‏ تحرُّك مميت.‏

سواء بحثتم عن الپوما في اميركا الشمالية،‏ الوسطى او الجنوبية،‏ فإنكم نادرا ما ترونه —‏ تماما كالهواء،‏ موجود في كل مكان لكن غير ظاهر للعيان.‏ وغالبا ما يستعمل الباحثون الذين يدرسون الپوما صفات مثل:‏ «غامض،‏ مراوغ،‏ وحذِر».‏ واعترف احد الصيادين،‏ بعد قتله حوالي ٧٠ حيوانا من الپوما،‏ انه «لم يَرَ ايّا من ضحاياه قبل ان دفعتها الكلاب الى تسلق شجرة».‏ فلا عجب ان الباحثين المحبَطين قالوا عن هذا السنَّور انه «مراوغ يدفع الى الجنون»!‏

سنَّور له اسماء عديدة

لكن لا تصعب فقط رؤية سنَّور اميركا النموذجي هذا بل تصعب ايضا تسميته.‏ فالپوما،‏ حسب قول كتاب ڠينيس للارقام القياسية في عالم الحيوان،‏ «له اسماء اكثر من اي ثدييٍّ آخر في العالم».‏ فبالاضافة الى الاربعين اسما ونيِّف التي يُعرف بها بالانكليزية،‏ «له ايضا ١٨ اسما على الاقل بلغات اميركا الجنوبية الاصلية و ٢٥ اسما اضافيا بلغات اميركا الشمالية الاصلية».‏

والاسم پوما،‏ الاكثر تداولا بين علماء الحيوان،‏ يأتي من لغة كِتشُوا في پيرو.‏ وبعض الاسماء التي تُطلق على هذا السنَّور هي:‏ اسد الجبال،‏ الاسد الاميركي،‏ النمر،‏ الكوڠَر،‏ البَبر الاصهب،‏ وببر الايائل.‏

علَّق الدكتور فيصل سيمون،‏ القيِّم على حديقة سان پاولو للحيوانات وخبير بحيوان الپوما:‏ «هنالك اوجه قليلة مشتركة بين تصرف حيوانات الپوما وقدراتها الجسدية وتلك التي للسنَّوريات الكبيرة الاخرى».‏ فهذا السنَّور هو حقا من نوع آخر وهو يختلف حجما ولونا عن غيره.‏ وهنالك حتى ٣٠ نُوَيعا معروفا من الپوما في الاميركتَين،‏ ٦ منها في البرازيل.‏

هل ينبغي القضاء عليها؟‏

بالنسبة الى اصحاب المواشي في البرازيل وأمكنة اخرى،‏ يُعتبر الپوما حيوانا ضارا وينبغي رميه بالرصاص فور رؤيته.‏ لكن هل يستحق الپوما حقا صيته كقاتل ماشية يقتل بلا هوادة؟‏ يوضح الدكتور سيمون «اذا توفرت الحيوانات البرية،‏ فنادرا ما يقتل الپوما الماشية.‏ والحالات النادرة التي يحدث ذلك فيها لا تبرر بالتأكيد القضاء التام على هذا الحيوان.‏ وفي الواقع،‏ عندما يقتل اصحاب المواشي الپوما،‏ فهم يضرّون بأنفسهم».‏ وكيف ذلك؟‏

خذوا مثلا،‏ منطقة پانتانال في البرازيل،‏ وهي منطقة مستنقعات اكبر من كوريا الجنوبية،‏ حيث تجول اعداد كبيرة من المواشي بحرية؛‏ فهناك يقتل اصحاب المواشي الپوما.‏ ويخبر الدكتور سيمون انه،‏ نتيجة لذلك،‏ تزداد بسرعة اعداد حيوان المدرَّع،‏ وهو طعام الپوما المفضَّل في تلك المنطقة.‏ وحيوان المدرَّع هو ثدييٌّ مدرَّع بصفائح حرشفية،‏ حجمه كحجم الارنب،‏ ويحفر حفرا في الارض.‏ وبغياب حيوانات الپوما تحوِّل حيوانات المدرَّع مراعي منطقة پانتانال الى ميادين موت.‏ وكيف ذلك؟‏

حسنا،‏ تقع الماشية في الحفر،‏ تكسر قوائمها،‏ وتموت.‏ ويقول الدكتور سيمون:‏ «يخسر الآن اصحاب المواشي هؤلاء عددا اكبر من المواشي لأنهم قتلوا الپوما».‏ ويضيف:‏ «وهذا ليس سوى مثال آخر لما يحدث حين يتدخل الانسان في الطبيعة».‏

ويزداد في الاميركتَين عدد الاشخاص الذين يريدون حماية الپوما.‏ ولذلك،‏ فقد اصدرت السلطات في بعض مناطق اميركا الشمالية قوانين مراعية للپوما،‏ تنظِّم الصيد وتحافظ على موطن هذا السنَّور.‏

ونتيجة لذلك،‏ فإن الپوما في غربي الولايات المتحدة يعود الى الظهور في مواطنه القديمة.‏ طبعا لا يسرُّ ذلك الجميع،‏ لكنَّ كثيرين يرحبون بذلك.‏ تذكر مجلة سميثسونيان (‏بالانكليزية)‏ ان الپوما ‹قد تحوَّل في فترة قصيرة نسبيا تحوُّلا مُسرًّا،‏ من حيوان ضارّ الى حيوان مرغوب فيه كثيرا›.‏

ان الپوما محبوب من قِبل محبي الطبيعة والصيادين.‏ فبالنسبة الى محبي الطبيعة،‏ هذا السنَّور هو رمز مهيب الى البرية،‏ أما بالنسبة الى الصيادين فهو يبقى تذكار صيد.‏ والسؤال الذي يطرح نفسه هو:‏ الى متى يمكن ان يكون الپوما الاثنين معا؟‏

‏[الحاشية]‏

a ان اكبر السنَّوريات في الاميركتَين هو الجكوار؛‏ انظروا استيقظ!‏ عدد ٢٢ آب ١٩٩٠،‏ الصفحات ٢٥-‏٢٧‏.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٦]‏

‏«عِش حياتك ودع الآخرين يعيشون حياتهم»؟‏

ان التشريعات التي تحمي الپوما،‏ او الاسد الاميركي،‏ في غربي الولايات المتحدة لم تعمل فقط على زيادة جماعات الپوما،‏ بل قادت ايضا الى زيادة في الصدامات بين الپوما والبشر.‏ وسبب ذلك واضح:‏ ان عددا متزايدا من الناس يستقرون بأطراف البراري —‏ بمواطن الپوما —‏ مما يسبب مشكلة في الامن العام.‏ ورغم ذلك،‏ لا يزال عدد هجمات الپوما قليلا.‏

فقد وجد الباحثون ان عدد هجمات الپوما على البشر في الولايات المتحدة وكندا منذ عام ١٨٩٠ كان ٦٥ —‏ نحو ٣ هجمات كل خمس سنوات.‏ ومن هذه الهجمات الـ‍ ٦٥،‏ ربما كانت ١٠ مميتة.‏ وبالمقارنة،‏ يموت نحو ٤٠ شخصا في الولايات المتحدة وحدها كل سنة بسبب لسعات النحل.‏

يذكر عالم الاحياء البرية كيڤن هانسن:‏ «بالنظر الى امكانيات الهجوم،‏ فإن الهجمات التي تستهدف الناس قليلة على نحو مدهش فعلا،‏ مما يقترح رغبة عارمة من جهة الپوما ان يعيش حياته ويدَع الآخرين يعيشون حياتهم،‏ على الاقل عندما يكون البشر مشمولين».‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٥]‏

Pictures: Courtesy São Paulo Zoo

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة