«احدى روائع الطبيعة»
هكذا يصف احد علماء جنوب افريقيا خرطوم الفيل. فهذا الامتداد العضلي الخالي من العظام يمكّن الفيل من امتصاص غالون من الماء ثم بَخِّه في فمه. ودون هذه المقدرة تكون لدى الحيوان الضخم مهمة تعوزها الرشاقة للجثوّ من اجل كل جرعة. والخرطوم يمكِّنه ايضا من أكْل ٥٠٠ پاوند او اكثر من النبات يوميا. وهكذا تكون الفِيَلَة في خطر الموت جوعا اذا تضرَّر هذا العضو الحيوي على نحو خطير.
ويُستعمل الخرطوم بطرائق اخرى عديدة، كالنفخ في بوق الانذار، ملاعبة فيل صغير، او صفق طفل يسيء السلوك. وغالبا ما يُستعمل لرش صاحبه بالماء او الوحل. ولماذا الوحل؟ ربما ليحمي جلده من الحرارة والحشرات. ولماذا يرفع الفيل احيانا خرطومه في الهواء كمنظار الافق؟ ليتحسَّس اتجاه الريح وليتشمَّم رائحة دخيل ما. اجل، اضافة الى كونه عضوا حسّاسا للَّمس، فان هذا العضو المتعدد الاستعمالات هو ايضا امتداد للانف. وجيم وليَمْز المتوفَّى حديثا، في كتابه خرطوم الفيل، يروي بعض الطرائق الممتعة التي بها تستعمل الفِيَلَة خراطيمها:
«اذا لم يكن في وسعه ان يبلغ بخرطومه جزءا معيَّنا من جسمه يستحكّه، لا يحكُّه دائما على شجرة؛ فقد يلتقط عصا طويلة ويعطي نفسه حِكَّة جيدة بها عوضاً. واذا لم تكن العصا طويلة كفاية يفتِّش عن اخرى تكون كذلك.
«واذا اقتلع بعض العشب فانقلع من جذوره مع كتلة من التراب، يصفقه على رجله حتى يتساقط عنه التراب كله او، اذا كان الماء قريبا، يغسله حتى يَنْظُف قبل ان يضعه في فمه.»
ولاكثر من ٢٠ سنة طبَّب وليَمْز الفِيَلَة المدربة على نقل الاخشاب في غابات الساج البورميّة. ولكنَّه فشل احيانا في اخفاء الدواء في طعام فيل مريض. فبخرطومه، يوضح وليَمْز، «ينتزع حبة دواء (بحجم قرص الاسپيرين) من ثمرة تمر هندي بحجم كرة الكريكيت حيث يكون المرء قد خبَّأها، وكأنه يقول: ‹لا يمكنك ان تستغفلني.›»
«والفِيَلَة،» يتابع، «يمكنها ايضا ان تفصل نباتا معترشا متعلِّقا بإحكام، كاللبلاب، عن شجرة بمهارة اكثر بكثير ممّا يمكن لرجل يعمل بيدين اثنتين. ويعود ذلك الى رهافة حاسة اللَّمس الأشدّ عندها.»
وهكذا عندما ترون فيلا في المرة التالية في متَنَزَّه ألعاب او حديقة حيوانات، لمَ لا تفعلون كما يقترح الدكتور جيري دو ڠراف في مجلة الحيوانات البرية الافريقية كاستوس: «شاهدوا الحيوان بالرهبة والاحترام اللائقين به واسمحوا لنفسكم ببعض الوقت لتتأملوا في وتعاينوا احدى روائع الطبيعة وهي تعمل — خرطوم الفيل.» ثم اسألوا نفسكم، ‹الى من يجب ان يُنسَب الفضل في مثل هذا العضو المتعدد الاستعمالات بشكل بارز؟› ان جواب الكتاب المقدس عن هذا السؤال هو ان يهوه اللّٰه عمل «جميع دبابات الارض كأجناسها» وأنه «رأى . . . كل ما عمله فاذا هو حسن جدا.» — تكوين ١:٢٥، ٣١.