مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٣ ٢٢/‏١ ص ١٨-‏٢١
  • لم تتمكَّن حتى الرئة الفولاذية من إيقاف كرازتها

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • لم تتمكَّن حتى الرئة الفولاذية من إيقاف كرازتها
  • استيقظ!‏ ١٩٩٣
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تنضم الى شهود يهوه
  • عمليات جراحية عديدة انما بدون دم
  • طلب الحق يكافأ
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • قولي لهما انك تحبينهما
    تجارب عاشها شهود ليهوه
  • ‏«لم ألمس قط محبة كهذه»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٨
  • ‏«حفظتُ الايمان»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٣
ع٩٣ ٢٢/‏١ ص ١٨-‏٢١

لم تتمكَّن حتى الرئة الفولاذية من إيقاف كرازتها

احيانا تلزم الشجاعة لمجرد البقاء أحياء.‏ هذه هي قصة امرأة امتلكت شجاعة كهذه.‏ واسمها لوريل نيزبِت.‏

وُلدت لوريل في السنة ١٩١٢ في لوس انجلوس،‏ وصارت شابة مفعمة بالنشاط أحبَّت الحياة وعائلتها.‏ وحيازتها زوجا وولدين للاعتناء بهم كانت مهمة سهلة عليها في الظروف العادية،‏ ولكن في السنة ١٩٤٨ اختُبر حبُّها للحياة بشكل يكاد يفوق الادراك.‏ فقد أُصيبت بڤيروس شلل الاطفال المميت.‏

وبعد المعاناة من اعراض شبيهة بالانفلونزا لعدة ايام،‏ صارت اخيرا غير قادرة على الحركة.‏ فأخذها زوجها الى مستشفى المقاطعة.‏ وهناك كانت بين كثيرين ممن التقطوا شلل الاطفال.‏ وغمرها الخوف فيما استلزم الاكتظاظ الشديد ان تتمدَّد على الارض في الرواق وتنتظر رئة فولاذية.‏ كان كل نَفَس جهدا هائلا.‏ وعندما صارت رئة فولاذية متوافرة اخيرا،‏ اراحها ان توضع فيها.‏ وكان باستطاعتها الآن ان تسترد نسمة الحياة الثمينة تلك التي كادت تؤخذ منها!‏

اختُرعت الرئة الفولاذية لمساعدة الناس الذين شُلَّت عضلات صدرهم بواسطة شلل الاطفال.‏ وفي الاصل اعتُقد ان هذه ستكون تدبيرا وقتيا فيما تتماثل عضلات المريض للشفاء،‏ ممكِّنة اياه من التنفس وحده.‏ ولكن لدهشة لوريل ولخوف العالم،‏ صارت آلات التنفس الفولاذية هذه البيوت الدائمة لضحايا كثيرين.‏ فعاشت لوريل ممدَّدة على ظهرها طوال ٣٧ سنة داخل الحدود الضيقة للرئة الفولاذية.‏ وهي تحمل الرقم القياسي العالمي لكونها المريض المصاب بشلل الاطفال الذي عاش اطول مدة في رئة فولاذية.‏

فهل كان ذلك السبب الوحيد لشهرتها؟‏ كلا على الاطلاق.‏ فقد كانت لوريل شابة في ثلاثيناتها عندما وُضعت في الرئة.‏ وعندها ولدان لتربيتهما وزوج للاعتناء به.‏ في بادىء الامر كانت حزينة الى حد يفوق اليأس.‏ ثم،‏ بعد يوم تقريبا من الشفقة على الذات،‏ قرَّرت ان تستفيد من وضعها على افضل وجه.‏ وأخيرا،‏ جلبها زوجها الى البيت،‏ فبدأت بإعادة بناء حياتها.‏ وتعلَّمت تدبير منزلها،‏ من داخل الرئة الفولاذية.‏

والآن لا بدَّ ان تتصوَّروا ما كان عليه ذلك.‏ فرأسها فقط كان ناتئا في المنفاس.‏ وثمة طوق لدائني وشريط معدني يشدّ الطوق الى تَرقُوَتها،‏ استُعملا لابقاء الاسطوانة محكمة الاغلاق.‏ وغيَّر منفاخ تحت الصهريج ضغط الهواء داخل الصهريج.‏ ونحو ١٥ مرة في الدقيقة،‏ اذ كان المنفاخ يعمل كمضخة،‏ كان يسحب الهواء من الصهريج.‏ وهذا يجعل صدر المريض ينتفخ اذ كان الهواء يدخل عبر الانف او الفم.‏ وعندما يتقلَّص المنفاخ ويُدفع الهواء رجوعا الى الصهريج،‏ كان يُمارِس الضغط على الصدر،‏ فيزفر المريض.‏ وهكذا يمكنكم ان تروا لماذا يجب ان يكون الطوق محكمَ الاغلاق اذ ان تغييرات ضغط الهواء تجعل الرئة الفولاذية تعمل بفعالية.‏ وتمكَّنت لوريل من تحريك رأسها،‏ لكنَّ ذلك كان كل شيء.‏ فقد كانت مصابة بالشلل تماما من الرقبة نزولا.‏ وكانت ترى عالمها في مرآة وُضعت فوق منفاسها وعكست صورةَ مرآة اخرى موضوعة في الجانب الآخر من الغرفة على الحائط المقابل.‏ فمكَّنها ذلك من رؤية بابها الامامي وأي شخص يقترب منه.‏

تنضم الى شهود يهوه

ذات يوم زارتها دِل كورِنْڠ،‏ واحدة من شهود يهوه.‏ فاتجهت مباشرة الى غرفة جلوس لوريل وبدأت تعلِّمها حقائق الكتاب المقدس الرائعة.‏ كانت لوريل تحترم كلمة اللّٰه فأصغت بذهن منفتح وقلب منفتح.‏ فجرى البدء بدرس للكتاب المقدس،‏ مما أدَّى الى انتذارها للّٰه في سنة ١٩٦٥ كواحدة من شهود يهوه.‏ وهي الآن تملك المزيد ايضا لتحيا من اجله.‏ فذات يوم ستمشي ثانية على الارض وتتمتع بالفردوس الذي قصد اللّٰه ان يكون للجنس البشري!‏ وأيضا،‏ يا للفرح الذي شعرت به،‏ اذ اعتنقت ابنتها كاي ايمانها الجديد.‏

قد تسألون،‏ ‹ماذا عن معموديتها؟‏› حسنا،‏ لم يكن اجراء المعمودية ممكنا.‏ فاذ لم تكن قادرة على التنفس وحدها،‏ كان التغطيس في الماء مستحيلا.‏ ولم تكن قط قادرة على الذهاب الى قاعة الملكوت.‏ لم تحضر قط محفلا.‏ ولم ترَ ابنتها تعتمد.‏ لكنها انجزت في خدمتها ليهوه اكثر مما انجز مسيحيون كثيرون ليسوا معاقين.‏

كانت لوريل كارزة بالبشارة.‏ وخلال سنوات انحباسها الـ‍ ٣٧،‏ كانت قادرة على مساعدة نحو ١٧ شخصا ليأتوا الى المعرفة الدقيقة للكتاب المقدس.‏ فكيف قامت بذلك؟‏ طبعا،‏ لم تتمكَّن من الذهاب من باب الى باب كما لدى معظم الشهود امتياز القيام بذلك.‏ لكنَّها استطاعت ان تشهد للكثيرات اللواتي اعتنين بها.‏ وكان لي امتياز الكينونة واحدة منهن.‏

كنت تلميذة في مدرسة التمريض في السنة ١٩٧٢ وبدأت بالعمل عندها كواحدة من اللواتي اعتنين بها.‏ وكان لدينا لوريل وأنا وقت في نهاية نوبتي للتكلُّم والتعرُّف واحدتنا بالاخرى.‏ فقالت ذات يوم:‏ «الآن،‏ اريد منك ان تقرإي عليّ.‏» وإذ وافقتُ،‏ ارشدتني الى التقاط كتاب صغير ازرق بعنوان الحق الذي يقود الى الحياة الابدية.‏ فسألتها اين ابدأ،‏ فأجابت،‏ «ابدإي بالفصل ١.‏» وهكذا جرى البدء بدرس للكتاب المقدس،‏ وصرت انا ايضا شاهدة منتذرة ليهوه.‏

كان منفاس لوريل منظورا عبر النافذة الكبيرة ذات اللوح الزجاجي الواحد في واجهة بيتها.‏ لقد كانت تعيش في شارع مزدحم،‏ وهكذا كان بإمكان ايّ شخص مارٍّ في بلدة لا كرِسنتا ان يرى المنفاس.‏ فخلق ذلك الكثير من التعاطف والفضول عند عابري السبيل،‏ وكان الغرباء يأتون تكرارا ليلتقوها.‏ وكانت مسرورة دائما ان تلتقي الناس وطوَّرت صداقات كثيرة بهذه الطريقة،‏ وكانت تشهد لهؤلاء الناس.‏ وشهادتها الجريئة ليهوه ورجاؤها بالمستقبل اثَّرا في الناس وقدَّما شهادة جيدة لاسم يهوه.‏

كانت لوريل تنام قليلا جدا.‏ وكان من الصعب ان تصير تعبة كالباقين منا،‏ لانها لا تتمكَّن من ان تتحرك.‏ والضجة والحركة الدائمة للمنفاخ تحت المنفاس ابقتاها مستيقظة.‏ فماذا كانت تفعل في هذه الساعات؟‏ كانت تتحدَّث الى ابيها السماوي،‏ متصلة به الى الحد الاكمل في صلاة قلبية.‏ وأنا متأكدة انها صلَّت طلبا للقوة والاحتمال،‏ ولكن في معظم الاحيان،‏ كانت تصلِّي لاجل اخوتها وأخواتها المسيحيين اكثر منه لاجل نفسها.‏ وكان عندها تحنُّن كبير على الآخرين وكانت تشكر يهوه يوميا على بركاتها.‏

عندما كان ممثِّل جائل من شهود يهوه يأتي الى منطقتها،‏ كان يزور لوريل دائما.‏ وكان كثيرون من هؤلاء الرجال يقولون انه بعد الكينونة مع لوريل،‏ هم الذين كان يجري بناؤهم!‏ تلك كانت طريقتها.‏ لقد كانت دائما ايجابية وفرِحة وكانت تتطلَّع الى كل فرصة للشهادة للحق.‏

كانت لها اختبارات مؤلمة كثيرة،‏ اكثر من ان تُحصى.‏ فذات مرة وجب ان تُجرى لها عملية طارئة لاستئصال الزائدة،‏ فأتت الشاحنة المقفلة من مستشفى المقاطعة لأخذها.‏ ولأن زائدتها انفجرت،‏ أُدخلت بسرعة الى الشاحنة المقفلة وأُرسلت بعجلة بالغة الى المستشفى،‏ حيث كان على الطبيب ان يُجري هذه العملية الجراحية دون مبَنِّج.‏ وكما تعلمون،‏ في خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ لم يعرفوا كيفية اعطاء مبَنِّج عمومي لمريض في الرئة الفولاذية.‏

عمليات جراحية عديدة انما بدون دم

لقد تألمت من السرطان،‏ من عمليات جراحية خطيرة،‏ وأمراض جلدية مزمنة.‏ وكان مثبطا جدا بالنسبة اليها حين كانت تحتاج الى حكِّ جلدها ولا تستطيع وكان يجب ان تجعل التي تعتني بها تقوم لها بذلك.‏ وعلى الرغم من ان عضلاتها كانت مصابة بالشلل،‏ فقد كان لها احساس في كامل جسدها.‏ وخدمها ذلك حسنا،‏ اذ حفظها من الإصابة بقرح السرير.‏ وكانت منتبهة جدا للعناية بجلدها.‏ وكانت هنالك حاجة الى اربع منا لقلبها وغسلها بالماء كاملا مرة في الاسبوع.‏ كانت هذه المحنة شاقة على لوريل،‏ ولكنَّها تدبَّرت امرها كأيّ شيء آخر في حياتها.‏

كانت هذه الاوقات معها مضحكة وممتعة على الرغم من صعوبة المهمة.‏ واذ كنا نقلب الطوق حول عنقها ليدوم اسبوعا آخر،‏ جاعلين هذه الاداة محكمة الاغلاق قدر المستطاع،‏ كانت تصرُّ بأسنانها وتقول:‏ «آه،‏ اختراع ابليس الخاص!‏» نعم،‏ عرفَت لوريل على مَن تلقي اللوم بسبب حالة رهيبة كهذه.‏ فقد بدأ الامر مع الشيطان،‏ الذي اقنع البشرين الاولين بأن يديرا ظهريهما ليهوه،‏ جالبين الخطية،‏ المرض،‏ والموت للجنس البشري.‏

كانت لوريل مصابة بالشلل جسديا،‏ ولكن من الواضح انها لم تكن كذلك روحيا.‏ فقد انتهزت كل فرصة لتعليم الناس عن رجائها بالفردوس.‏ وحتى قبيل نهاية حياتها،‏ عندما كانت تواجه عملية جراحية طارئة،‏ كانت قادرة على اتخاذ موقف الى جانب البر.‏ كانت السنة ١٩٨٥،‏ وكان عمر لوريل ٧٢ سنة.‏ وإذ حانت عمليتها الجراحية،‏ جاء طبيبها ليخبرها انهم لن يتمكَّنوا من اجراء العملية الجراحية بدون دم.‏ فأوضحت ابنتها كاي رغبات امها ان تمتنع عن الدم لأن لوريل،‏ بحلول ذلك الوقت،‏ كانت ضعيفة جدا بحيث تكاد لا تتمكَّن من التكلم.‏ وكانت لديها انابيب في حلقها وبالجهد تتمكَّن من الهمس.‏ وتسمَّم جسدها بكامله من انسداد في الامعاء،‏ وبدت ميتة تقريبا.‏

لكنَّ الطبيب قال انه يلزم سماع هذا الموقف عن الدم من لوريل.‏ فهَمَسْنا في اذنها:‏ «لوريل،‏ يلزم ان تخبري الطبيب شخصيا عن الدم.‏» وفجأة،‏ لدهشتي،‏ انفتحت عيناها،‏ علا صوتها،‏ وتحدَّثت الى الطبيب عن موقفها ازاء الدم.‏ وأشارت الى آيات،‏ موضحة ان شهود يهوه يعتقدون ان قبول نقل الدم هو خطية ضد اللّٰه.‏ ولن انسى ابدا ما قالته بعد ذلك.‏ «ايها الطبيب،‏ اذا انقذتَ حياتي واستيقظتُ ووجدتُ انك دنَّست جسدي،‏ فسأتمنَّى لو كنت ميتة،‏ وستكون قد عملت من اجل لا شيء.‏» عندئذ لم يكن الطبيب مقتنعا بموقفها فحسب وانما كان مندهشا من قوتها،‏ ووافق ان يتقيَّد برغباتها.‏

خضعت لوريل لعملية دامت اربع ساعات بشيء من النجاح.‏ وبعد العملية،‏ أخرجها الاطباء من الرئة لاول مرة في ٣٧ سنة ووضعوها في سرير مستشفى.‏ ووصلوها بمنفاس حديث مستعملين فغر الرُّغامى الموجود عندها.‏ وكان ذلك اسوأ مخاوفها.‏ فالآن،‏ لأن المنفاس الحديث كان متصلا بأنبوب فغر الرُّغامى في حلقها،‏ كانت غير قادرة على التكلم.‏ وأُصيبت بالهلع اذ شعرت بأنها لم تكن تنال ما يكفي من الهواء.‏ وماتت بعد ذلك بثلاثة ايام،‏ في ١٧ آب ١٩٨٥،‏ من جراء التعقيدات المتعلقة بالعملية الجراحية.‏

اتذكَّر كلماتها الاخيرة لي،‏ وربما الكلمات الاخيرة التي تلفَّظت بها مباشرة قبل ان تُبنَّج.‏ قالت:‏ «كْرِس،‏ لا تتركيني ابدا.‏» والآن اذ اتطلَّع الى الامام الى نهاية نظام الاشياء هذا والقيامة القادمة،‏ احلم باليوم الذي فيه يمكنني معانقة صديقتي لوريل نيزبِت والقول:‏ «انا هنا.‏ لم اتركك قط.‏» —‏ كما روتها كرِستين تابيري.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة