مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٦ ٢٢/‏٤ ص ١٢-‏١٨
  • الايمان باللّٰه وجَّهني في بلد شيوعي

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الايمان باللّٰه وجَّهني في بلد شيوعي
  • استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كيف صرت مؤمنا باللّٰه
  • بحثي يكافأ
  • قرارات واجهتها
  • عالِم يغيّر وجهات نظره
  • الكرازة تحت الحظر
  • الاذعان للتأديب
  • بركات رائعة
  • اكثر من ٤٠ سنة تحت الحظر الشيوعي
    استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • كيف تحقق حلمي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
  • ‏‹حتى ألسنة المتلعثمين تتكلم›‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • لقد ابتهجوا في اوروپا الشرقية
    استيقظ!‏ ١٩٩١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٦
ع٩٦ ٢٢/‏٤ ص ١٢-‏١٨

الايمان باللّٰه وجَّهني في بلد شيوعي

كما رواه اوندرَي كادلِتس

خلال صيف سنة ١٩٦٦،‏ كنت اقود جولة لرؤية الاماكن المهمة في مسقط رأسي —‏ پراڠ،‏ تشيكوسلوڤاكيا.‏ وإذ كنت متحمسا لايماني الحديث العهد،‏ تكلمت عن اللّٰه فيما كنت أُري الفريق الكنائس والمعابد الفخمة في مدينتنا.‏

‏«هل انت واحد من شهود يهوه؟‏» سأل پروفسور اميركي في علم الاقتصاد.‏

‏«كلا،‏» اجبت.‏ «لم اسمع قط بشهود يهوه.‏ فأنا كاثوليكي روماني.‏»‏

كيف صرت مؤمنا باللّٰه

تربيت على ايدي والدَين مشهورَين في حقول التربية،‏ السياسة،‏ والطب.‏ وبُعيد ولادتي سنة ١٩٤٤ ونهاية الحرب العالمية الثانية في السنة التالية،‏ اصبح والدي شيوعيا.‏ وقد شارك،‏ في الواقع،‏ في تأسيس الحركة الاصلاحية الشيوعية،‏ وفي سنة ١٩٦٦،‏ اصبح عميد كلية الاقتصاد في پراڠ.‏ وبعد سنتين،‏ عُيّن وزيرا للتربية في تشيكوسلوڤاكيا،‏ التي كانت آنذاك بلدا شيوعيا وملحدا.‏

ووالدتي امرأة مستقيمة للغاية وموهوبة.‏ كانت جرّاحة عيون،‏ ويقال انها كانت الافضل في البلد.‏ ومع ذلك كانت تعالج المحتاجين دون مقابل.‏ وكانت تقول:‏ «مهما كانت المواهب التي يؤتمن عليها المرء،‏ يجب ان تُستخدم لمنفعة المجتمع والأمة.‏» حتى انها لم تأخذ اجازة الامومة عندما وُلدتُ وذلك لتكون موجودة في عيادتها.‏

كان يُتوقَّع مني ان اكون متفوِّقا في المدرسة.‏ وكان والدي يسألني:‏ «هل هنالك مَن يتفوَّق عليك؟‏» وصرت اتمتع بالمنافسة لأنني كثيرا ما نلت منحا مدرسية بامتياز.‏ تعلمت الروسية،‏ الانكليزية،‏ والالمانية وسافرت كثيرا الى البلدان الشيوعية وإلى ابعد منها.‏ وكنت اتمتع بدحض المفاهيم الدينية بوصفها خرافة منافية للعقل.‏ ومع انني اعتنقت الالحاد كاملا،‏ كنت اكره كيفية تطبيقه سياسيا.‏

قمت برحلة الى انكلترا سنة ١٩٦٥،‏ عندما كنت في مجرد الـ‍ ٢١ من عمري،‏ وكان لهذه الرحلة اثر عميق فيّ.‏ فقد التقيت اناسا دافعوا عن ايمانهم بكائن اسمى باقتناع ومنطق.‏ وبعدما عدت الى پراڠ،‏ اقترح احد المعارف وهو كاثوليكي روماني:‏ «لا تقرأ عن المسيحية.‏ اقرأ الكتاب المقدس.‏» وهذا ما فعلته.‏ وقد استغرق إكمال قراءته ثلاثة اشهر.‏

وما اثَّر فيَّ كان الطريقة التي قدم بها كتبة الكتاب المقدس رسالتهم.‏ فقد كانوا صرحاء ونقدوا انفسهم.‏ فصرت أومن بأن المستقبل الرائع الذي يتكلمون عنه انما هو شيء لا يمكن إلا لإله ذكي ان يتصوره ويوفّره.‏

بعد اشهر من قراءة الكتاب المقدس والتأمل فيه سرًّا،‏ شعرت بأنني مستعد لمواجهة والدي وأصدقائي.‏ وكنت اعلم انهم سيعترضون على ايماني الجديد.‏ بعد ذلك،‏ اصبحت شخصا يحاول بحماس هداية الآخرين.‏ وكل من كان بقربي —‏ مثل الپروفسور الاميركي المذكور آنفا —‏ كان عليه ان يواجه هدايتي.‏ حتى انني علقت صليبا على الحائط فوق سريري ليعرف الجميع انني مؤمن.‏

لكنَّ والدتي ايضا اعترضت قائلة انه لا يمكنني ان اكون مسيحيا،‏ لأنني كنت الى حد بعيد مثل والدي،‏ شيوعيا متشددا.‏ إلا انني واظبت.‏ وقرأت الكتاب المقدس مرة ثانية وثالثة.‏ وعند ذلك ادركت انه لكي احرز تقدُّما اضافيا،‏ يلزمني ارشاد.‏

بحثي يكافأ

كنت على اتصال بالكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ وقد كان الاهتمام الرئيسي لكاهن شاب تعليمي عقائد الكنيسة التي قبلتها كاملا.‏ ثم في سنة ١٩٦٦ —‏ ولخزي والدي —‏ اعتمدت.‏ وبعد رشي بالماء،‏ اقترح الكاهن ان اقرأ الكتاب المقدس،‏ ولكنه اضاف:‏ «لقد قَبِل البابا نظرية التطور،‏ ولكن لا تقلق،‏ فسنعرف كيف نميِّز في الكتاب المقدس الحنطة من الزوان.‏» فصدمني ان يكون الكتاب الذي زرع فيّ الايمان مشكوكا فيه.‏

في هذه الاثناء،‏ في خريف سنة ١٩٦٦،‏ تكلمتُ مع صديق من عائلة كاثوليكية وعرَّفته بمعتقداتي.‏ كان هو ايضا حسن الاطلاع على الكتاب المقدس وكلمني عن هرمجدون.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٦‏)‏ وقال انه كان على اتصال بشهود يهوه الذين سمعت بهم للمرة الاولى قبل حوالي شهرين عندما كنت اقود تلك الجولة لرؤية الاماكن المهمة المذكورة آنفا.‏ ولكنني اعتبرت فريقه غير مهم بالمقارنة مع كنيستي الكاثوليكية الرومانية القوية،‏ الثرية،‏ والتي لها اعضاء كثيرون.‏

اثناء مناقشات اضافية بحثنا ثلاثة مواضيع بالغة الاهمية.‏ اولا،‏ هل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية هي وريثة مسيحيةِ القرن الاول؟‏ ثانيا،‏ ماذا ينبغي ان يُعتبر المرجع الاخير —‏ كنيستي ام الكتاب المقدس؟‏ وثالثا،‏ ايهما على حق،‏ رواية الكتاب المقدس عن الخلق ام نظرية التطور؟‏

وبما ان الكتاب المقدس كان مصدر الايمان بالنسبة الى كلينا،‏ فلم تكن لدى صديقي اية مشكلة في اقناعي بأن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية مختلفة جدا عن تلك التي للمسيحية الباكرة.‏ على سبيل المثال،‏ تعلّمت انه حتى المراجع الكاثوليكية تعترف بأن تعليم الكنيسة البارز لعقيدة الثالوث ليس مؤسسا على تعاليم يسوع المسيح ورسله.‏

ونقلنا ذلك الى السؤال المتعلق بما ينبغي ان يكون مرجعنا الاخير.‏ فأشرت الى قول القديس اوغسطين:‏ ‏«روما لوكوتا إست؛‏ كاوسا فينيتا إست،‏»‏ اي،‏ «روما قد قررت؛‏ اذًا،‏ القضية انتهت.‏» لكنَّ صديقي ابدى رأيه قائلا ان كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ هي ما يجب ان يكون مرجعنا الأسمى.‏ وكان يجب ان اوافق على كلمات الرسول بولس:‏ «ليكن اللّٰه صادقا وكل انسان كاذبا.‏» —‏ رومية ٣:‏٤‏.‏

وأخيرا قدَّم لي صديقي مخطوطة بالية مطبوعة بالآلة الكاتبة بعنوان التطور ضد العالم الجديد.‏ ولأن عمل شهود يهوه كان محظورا في تشيكوسلوڤاكيا في اواخر اربعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانوا ينسخون مطبوعاتهم ويحترزون بشأن تسليمها.‏ وعند قراءة هذا الكراس،‏ علمت بأنه يحتوي على الحق.‏ فبدأ صديقي يدرس معي الكتاب المقدس.‏ وكان يعيرني صفحات عديدة كل مرة من المساعد على درس الكتاب المقدس،‏ ‏«ليكن اللّٰه صادقا،‏»‏ وكنا نناقش هذه الصفحات معا.‏

وبُعيد ابتدائنا هذه المناقشات —‏ خلال موسم عيد الميلاد سنة ١٩٦٦ —‏ قَدِم اصدقاء من المانيا الغربية الى پراڠ لزيارتي.‏ وفي احدى مناقشاتنا،‏ سخروا من المسيحيين ونعتوهم بمثيري الحرب الريائيين.‏ وقالوا:‏ «كجنود لدول الناتو (‏منظمة حلف شمال الاطلسي)‏،‏ نستطيع ان نقاتل ضدك بصفتك تدعي المسيحية وتعيش في احد بلدان حلف وارسو الشيوعي.‏» ثم استنتجوا:‏ «ان تكون ساخرا افضل من ان تكون ريائيا.‏» فشعرت بأنهم ربما كانوا على حق.‏ ولذلك اثناء درسي التالي للكتاب المقدس،‏ سألت صديقي كيف يواجه المسيحيون الحقيقيون مسألة الحرب والتدرّب عليها.‏

قرارات واجهتها

اذهلني شرح صديقي الواضح.‏ ولكنّ الاذعان لتعليم الكتاب المقدس ان ‹يطبعوا سيوفهم سككا› غيّر فجأة حياتي ومهنتي المرتقبة.‏ (‏اشعياء ٢:‏٤‏)‏ ففي خمسة اشهر كنت سأتخرَّج في كلية الطب،‏ وبعد ذلك كان سيُطلب مني قضاء فترة من الخدمة العسكرية الالزامية.‏ فماذا ينبغي ان افعل؟‏ كنت مصدوما.‏ لذلك صليت الى اللّٰه.‏

وبعد ايام من التفكير العميق بتأمل،‏ لم استطع ان اجد عذرا على عدم اطاعة مطلب المسيحيين الحقيقيين ان يكونوا رجال سلام.‏ وبعد التخرّج في الجامعة،‏ قررت ان اقبل عملا في مستشفى حتى أُعتقَل كمعترض بسبب الضمير.‏ ولكنني تعلَّمت آنذاك ما يقوله الكتاب المقدس عن الامتناع عن الدم.‏ وإذ ادركت ان عملي قد يستلزم اجراءات لنقل الدم،‏ قررت ان اترك العمل في المستشفى.‏ (‏اعمال ١٥:‏١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ونتيجة لقراري،‏ ساءت سمعتي بين الناس وذاعت.‏

وبعد ان تأكد والدي انني لم اصبح مشاغبا متعمّدا يسعى الى تدمير مهنته السياسية،‏ تدخَّل وأرجأ خدمتي العسكرية الالزامية مدة سنة.‏ وكان ذلك الصيف في سنة ١٩٦٧ صعبا عليّ.‏ تأملوا في وضعي:‏ كنت تلميذا جديدا للكتاب المقدس،‏ وكان مُدرِّسي،‏ الشاهد الوحيد الذي كنت على اتصال به،‏ غائبا خلال الصيف.‏ ولم يترك لي سوى فصول قليلة من كتاب ‏«ليكن اللّٰه صادقا»‏ من اجل درسي الشخصي.‏ فكانت هذه الفصول وكتابي المقدس مصادري الوحيدة للارشاد الروحي.‏

تعرفت لاحقا بشهود آخرين،‏ وفي ٨ آذار ١٩٦٨ رمزت الى انتذاري ليهوه اللّٰه بمعمودية الماء.‏ وفي السنة التالية،‏ عُرض عليَّ مقرَّر تعليمي لسنتين من الدراسات العليا في جامعة أوكسفورد في انكلترا.‏ واقترح البعض ان اقبل العرض وأذهب الى انكلترا حيث استطيع ان اتقدَّم روحيا في بلد لا حظر فيه على الشهود.‏ وفي الوقت نفسه،‏ كان يمكنني ان احضِّر لمهنة جيدة.‏ ولكن قال شيخ مسيحي ان خدماتي لا حاجة اليها كثيرا في انكلترا كما في تشيكوسلوڤاكيا.‏ لذلك قررت ان ارفض هذا العرض لتعزيز ثقافتي الدنيوية،‏ وبقيت في تشيكوسلوڤاكيا لكي اساعد في نشاطنا الكرازي السرّي.‏

في سنة ١٩٦٩،‏ دُعيت الى حضور مقرَّر مدرسة خدمة الملكوت الذي ابرز ارشادات مخصصة للنظار المسيحيين.‏ وفي تلك السنة نفسها،‏ نلت منحة دراسية كأفضل عالِم شاب في علم العقاقير في تشيكوسلوڤاكيا.‏ ونتيجة لذلك،‏ حضرت مؤتمر الاتحاد الدولي في علم العقاقير في سويسرا.‏

عالِم يغيّر وجهات نظره

اثناء محاضرة حضرتها سنة ١٩٧٠،‏ شرح عالِم يدعى فرانتيسشك ڤيسكوتشيل الموضوع المعقَّد لانتقال الدفعة العصبية.‏ وقال انه كلما نشأت حاجة عند كائن حيّ،‏ يجري سد هذه الحاجة بشكل رائع.‏ واستنتج:‏ «ان الطبيعة،‏ الساحرة،‏ تعرف كيف تعمل ذلك.‏»‏

فاقتربت منه بعد المحاضرة،‏ وسألته:‏ «ألا تعتقد ان الفضل في التصميم الرائع للاشياء الحية يجب ان يعود الى اللّٰه؟‏» فأدهشه سؤالي لأنه كان ملحدا.‏ وأجاب بأسئلة من نوع آخر.‏ سأل:‏ «من اين اتى الشر؟‏» و «مَن يجب ان يُلام لأن اولادا كثيرين هم يتامى؟‏»‏

عندما قدمت اجوبة منطقية مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ أُثير اهتمامه.‏ ولكنه سأل لماذا لا يقدِّم الكتاب المقدس معلومات علمية محدَّدة مثل وصف تكوين الخلية لكي يتمكن الناس بسهولة من معرفة ان صانعها هو الخالق.‏ «ايهما اصعب،‏» اجبت،‏ «ان تصف او ان تخلق؟‏» فأعرته كتاب هل وصل الانسان الى هنا بالتطور ام بالخلق؟‏

بعد قراءة سطحية،‏ نعته فرانتيسشك بأنه بسيط وغير صحيح.‏ وانتقد ايضا ما قاله الكتاب المقدس عن تعدد الزوجات،‏ زنا داود،‏ وقتل داود العمدي لرجل بريء.‏ (‏تكوين ٢٩:‏٢٣-‏٢٩؛‏ ٢ صموئيل ١١:‏١-‏٢٥‏)‏ فدحضت اعتراضاته،‏ مبيِّنا ان الكتاب المقدس يذكر باستقامة حتى عيوب خدام اللّٰه،‏ كما انه يذكر تعدياتهم الفاضحة.‏

وأخيرا،‏ في احدى مناقشاتنا،‏ قلت لفرانتيسشك انه اذا كان المرء لا يملك الدافع الصائب،‏ وإذا كانت تنقصه المحبة للحق،‏ فلن تقنعه اية حجة او سبب بوجود اللّٰه.‏ ولما كنت على وشك ان اغادر،‏ اوقفني وطلب درسا في الكتاب المقدس.‏ وقال انه سيقرأ مجددا كتاب هل وصل الانسان الى هنا بالتطور ام بالخلق —‏ وهذه المرة بذهن منفتح.‏ بعد ذلك تغيَّر موقفه كليا،‏ كما يُظهِر الاقتباس التالي الوارد في احدى رسائله:‏ «يُخفَض تشامخ الانسان وتوضَع رفعة الناس ويسمو الرب وحده في ذلك اليوم.‏» —‏ اشعياء ٢:‏١٧‏.‏

وفي صيف ١٩٧٣،‏ اعتمد فرانتيسشك وزوجته كشاهدين ليهوه.‏ وهو يخدم في الوقت الحاضر كشيخ في احدى جماعات پراڠ.‏

الكرازة تحت الحظر

خلال الحظر جرى توجيهنا لكي نواصل خدمتنا للحقل بحذر شديد.‏ وذات مرة ألحّ شاهد حدث ان اشترك معه في عمل الكرازة.‏ فقد كان يشك في ما اذا كان اولئك الذين يأخذون القيادة في هيئة شهود يهوه يخرجون فعلا هم انفسهم في الخدمة.‏ تمتعنا بمحادثات لطيفة كثيرة في خدمتنا غير الرسمية.‏ ولكننا اخيرا التقينا رجلا عرف وجهي من صورة في ألبوم شرطة الولاية السرية،‏ ولكنني لم ادرك ذلك آنذاك.‏ ومع انني لم أُعتقَل،‏ فقد صرت معرضا من ذلك الحين فصاعدا لتدقيق رسمي صارم اعاق فعَّاليتي في نشاطنا الكرازي السري.‏

خلال صيف سنة ١٩٨٣،‏ كعادتي في السنوات السابقة،‏ نظمت فريقا من الشهود الاحداث ليقضوا بضعة ايام في الشهادة غير الرسمية في جزء منعزل من البلد.‏ ولم اتبع النصيحة الحكيمة،‏ وقدتُ سيارتي لأنها كانت ملائمة اكثر من استعمال وسيلة نقل عامة.‏ وعندما اخذنا قسطا من الراحة لشراء بعض المواد من المتجر،‏ اوقفت سيارتي في باحة امامه.‏ وفيما كنت ادفع ثمن المواد،‏ اشرتُ الى بعض البائعين الاحداث في المتجر وقلت لعاملةٍ اكبر سنا:‏ «في المستقبل يمكننا جميعا ان نكون شبانا.‏» فابتسمت السيدة،‏ وتابعت قائلا:‏ «ولكن ليس بواسطة قدراتنا البشرية،‏» ثم اضفت:‏ «ستلزمنا مساعدة من السماء.‏»‏

وبما انه لم يكن هنالك جواب اضافي،‏ غادرت.‏ ولم اعلم ان العاملة اشتبهت في انني اروّج آراء دينية،‏ فراقبتني عبر النافذة وأنا اضع الحزمة في سيارتي.‏ ثم اخبرت الشرطة.‏ وبعد ساعات،‏ بعدما اشتركنا في الشهادة غير الرسمية في اجزاء اخرى من البلدة،‏ عدت ورفيقي الى السيارة.‏ وفجأة ظهر شرطيان واحتجزانا.‏

وفي مركز الشرطة جرى استجوابنا عدة ساعات قبل ان أُعلِمنا انه يمكننا الانصراف.‏ وكان همي الاول ما يجب فعله بعناوين الاشخاص المهتمين التي حصلنا عليها في ذلك اليوم.‏ لذلك ذهبت الى الحمام لكي اتخلص منها.‏ ولكن قبل ان اتمكّن من ذلك،‏ منعتني يد الشرطي القوية.‏ فاسترجع الاوراق من المرحاض وجفّفها،‏ مما سبَّب لي ضغطا اضافيا لأن الناس الذين اعطوني عناوينهم اصبحوا الآن في خطر.‏

بعد ذلك،‏ توجهنا كلنا الى فندقنا،‏ حيث كانت الشرطة قد داهمت غرفتنا.‏ ولكنهم لم يجدوا ايّ عنوان آخر لأشخاص مهتمين،‏ مع انها لم تكن مخبأة بعناية.‏ وفي ما بعد،‏ في مكان عملي كعالِم في العقاقير العصبية،‏ جرى تأنيبي علنا لانهماكي في نشاط غير شرعي.‏ وقد ادبني ايضا ناظر عمل الكرازة في تشيكوسلوڤاكيا،‏ الذي سبق وحذَّرني من استعمال سيارتي عندما نتنقل للاشتراك في الخدمة.‏

الاذعان للتأديب

في سنة ١٩٧٦،‏ كنت قد عُيِّنت لأخدم في اللجنة التي تشرف على عمل كرازة شهود يهوه في تشيكوسلوڤاكيا.‏ ولكن منذ اصبحت حياتي تحت مراقبة شديدة من قبل الشرطة السرية بسبب سوء تمييزي في مسائل كالمذكورة آنفا،‏ أُعفيت من الخدمة في لجنة البلد ومن عدة امتيازات اخرى.‏ وإحدى هذه الامتيازات التي اعزّها بشكل خصوصي كانت التعليم في مدرسة النظار الجائلين والفاتحين،‏ كما كان الخدام كامل الوقت يُدعَون.‏

قبلت التأديب الذي نلته،‏ ولكنَّ هذه الفترة من منتصف الى اواخر ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ كانت فترة فحص للذات صعبة عليّ.‏ فهل اتعلم ان اعمل بحذر اكثر وأتجنب المزيد من الحماقات؟‏ يقول المزمور ٣٠،‏ العدد ٥‏:‏ «عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنّم.‏» وقد اتى ذلك الصباح بالنسبة إلي مع سقوط نظام الحكم الشيوعي في تشيكوسلوڤاكيا في تشرين الثاني ١٩٨٩.‏

بركات رائعة

يا له من تغيير ان نشترك في خدمتنا بحريّة وأن نتمتع باتصال مفتوح بالمركز الرئيسي لشهود يهوه في بروكلين،‏ نيويورك!‏ وسرعان ما عُيِّنت كناظر جائل،‏ وبدأت هذا العمل في كانون الثاني ١٩٩٠.‏

ثم في سنة ١٩٩١ نلت امتياز حضور مدرسة تدريب الخدام في مانشستر،‏ انكلترا.‏ وكم كانت بركة ان اقضي شهرين وأنا استمتع بالاجتماع مع رجال مسيحيين ناضجين وأتعلَّم منهم!‏ ولفترة من الوقت كل يوم،‏ كان لدينا نحن التلاميذ تعيين عمل يريحنا من التعليم الاكاديمي المكثف.‏ وقد عُيِّنتُ لأنظف النوافذ.‏

ومباشرة بعد عودتي من انكلترا،‏ بدأت اساعد في الترتيب للتجمع البالغ الاهمية لشهود يهوه الذي عقد من ٩ الى ١١ آب،‏ في مدرَّج ستراهوف الضخم في پراڠ.‏ وفي تلك المناسبة،‏ اجتمع ٥٨٧‏,٧٤ شخصا بحريّة من بلدان كثيرة ليعبدوا الهنا،‏ يهوه!‏

وفي السنة التالية توقفت عن العمل الدنيوي كعالِم في العقاقير العصبية.‏ ومنذ اربع سنوات تقريبا،‏ اعمل في المكتب في پراڠ،‏ حيث اخدم من جديد في اللجنة التي تشرف على عمل شهود يهوه في الجمهورية التشيكية.‏ ومؤخرا جرى ترميم مبنى جديد من عشرة طوابق،‏ جرى التبرع به لشهود يهوه،‏ وقد استُعمل كمكتب فرع.‏ وفي ٢٨ ايار ١٩٩٤،‏ دُشن هذا التسهيل الجميل لخدمة يهوه.‏

وبين بركاتي العظيمة حصلت على امتياز الاشتراك في حقائق الكتاب المقدس مع الآخرين،‏ بمَن فيهم اقربائي.‏ حتى الآن،‏ لم يصبح والدي ووالدتي شاهدين،‏ ولكنهما يؤيدان الآن نشاطي.‏ وخلال السنوات القليلة الماضية،‏ حضرا بعض اجتماعاتنا.‏ ارجو من كل قلبي ان يذعنا بتواضع،‏ مع الملايين من مستقيمي القلب،‏ لحكم ملكوت اللّٰه ويتمتعا بالبركات الابدية التي يذخرها اللّٰه لأولئك الذين يختارون ان يخدموه.‏

‏(‏ان المطبوعات المشار اليها في هذه المقالة هي اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏)‏

‏[الصورة في الصفحة ١٢]‏

عندما كنت تلميذا جامعيا

‏[الصورتان في الصفحة ١٣]‏

ابي،‏ الذي اصبح وزيرا للتربية في تشيكوسلوڤاكيا،‏ وأمي،‏ التي كانت جراحة عيون مشهورة

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

فرانتيسشك ڤيسكوتشيل،‏ عالِم وملحد،‏ اصبح شاهدا

‏[الصورة في الصفحتين ١٦ و ١٧]‏

منذ سقوط الشيوعية،‏ عقد شهود يهوه الكثير من المحافل الكبيرة في اوروپا الشرقية.‏ اكثر من ٠٠٠‏,٧٤ شخص حضروا هذا المحفل في پراڠ سنة ١٩٩١

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

في تعيين عملي عندما حضرت مدرسة تدريب الخدام في انكلترا

‏[الصورة في الصفحة ١٨]‏

تسهيلات فرعنا في پراڠ،‏ جرى تدشينها في ٢٨ ايار ١٩٩٤

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة