مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٨ ٢٢/‏٣ ص ٢٣-‏٢٥
  • نجوتُ من كارثة الرحلة ٨٠١

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • نجوتُ من كارثة الرحلة ٨٠١
  • استيقظ!‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • تحطُّم الطائرة والمنظر بعد ذلك
  • خائف من النيران
  • أُنقذنا اخيرا
  • رؤية زوجتي،‏ اخيرا!‏
  • إبقاء الاولويات في مكانها
  • عذابي في الرحلة الجوية ٢٣٢
    استيقظ!‏ ١٩٩٠
  • هبوط اضطراري!‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
  • الخوف من الطيران —‏ هل يبقيكم ملازمين الارض؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩
  • الى اي حد آمنة هي الطائرات؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٨
ع٩٨ ٢٢/‏٣ ص ٢٣-‏٢٥

نجوتُ من كارثة الرحلة ٨٠١

تطلعتُ من النافذة فيما كانت الطائرة تهبط لتحطّ في ڠوام.‏ وقلت في نفسي:‏ ‹يا للغرابة.‏ فالمنطقة مظلمة جدا›.‏ صحيح ان الوقت تجاوز منتصف الليل،‏ والامطار الغزيرة جعلت الرؤية ضعيفة.‏ ولكن اين الانوار المعهودة في الجزيرة ومدارج المطار المضاءة؟‏ فلم اكن ارى سوى اضواء ضعيفة من جناحَي طائرة الجامبو التي كانت تقلّنا.‏

كان احد المضيفين في رحلتنا قد اعلن كالعادة عن الاجراءات المتَّبعة استعدادا للهبوط،‏ وسمعتُ صوت عجلات الطائرة وهي تقف في مكانها بثبات.‏ وفجأة ارتفع صوت قوي،‏ اذ اخذت طائرتنا تزحف على الارض.‏ وبدأت تهتز بعنف،‏ فتمسَّك الركاب بمساند الاذرع وصرخوا:‏ «ماذا يحدث؟‏».‏

وبعد لحظات،‏ ارتطمت طائرتنا البوينڠ ٧٤٧ بمنحدر تلة،‏ وذلك قبل المطار بخمسة كيلومترات (‏٣ اميال)‏،‏ بسبب خطإ الطيّار في تقدير المسافة كما يَظهر.‏ وكانت حصيلة هذه الكارثة الجوية،‏ التي وقعت في ٦ آب ١٩٩٧،‏ موت ما مجموعه ٢٢٨ شخصا من الركاب وأعضاء الطاقم.‏ ولم ينجُ سوى ٢٦ شخصا،‏ بمن فيهم انا.‏

قبل ركوبي الطائرة في سيول،‏ كوريا،‏ غيَّر ممثل لشركة الطيران مكان حجزي الذي كان في الدرجة السياحية،‏ ووضعني في المقعد الاخير المتبقي من الدرجة الاولى.‏ ففرحت بذلك كثيرا حتى اني اتصلت بزوجتي سُون دَك،‏ التي كانت ستوافيني الى المطار في ڠوام.‏ وتبيَّن ان تغيير مقعدي نفعني اكثر مما كنت اتصوَّر.‏

تحطُّم الطائرة والمنظر بعد ذلك

بسبب سوء الرؤية،‏ ربما لم ينتبه طاقم الرحلة لوجود خطر وشيك.‏ وكل شيء حدث بسرعة كبيرة.‏ ففي اللحظة التي كنت اعدُّ فيها نفسي للاسوإ،‏ وجدت نفسي على الارض خارج الطائرة،‏ والحزام لا يزال يربطني بمقعدي.‏ لا اعرف هل فقدت وعيي ام لا.‏

وسألت نفسي:‏ ‹هل انا احلم؟‏›.‏ وعندما ادركت اني لست في حلم،‏ فكّرت اولا في ردّ فعل زوجتي حين تسمع خبر تحطّم الطائرة.‏ وقد قالت لي لاحقا انها لم تفقد الامل قط.‏ وحتى عندما سمعتْ شخصا في المطار يقول ان سبعة ركاب فقط نجوا،‏ كانت على ثقة بأني بين السبعة.‏

كانت طائرتنا قد انقسمت الى اربعة اجزاء استقرت في ارض غابة وعرة.‏ وتناثرت الجثث في كل مكان.‏ وكانت النار تشتعل في اجزاء من الطائرة،‏ وسمعت انفجارات ترافقها اصوات الانين والصراخ المروِّعة.‏ وكانت صيحات تتوسل قائلة:‏ «ساعدوني!‏ ساعدوني!‏».‏ كان مقعدي قد استقر بين اعشاب مسنّنة الاوراق يصل طولها الى ٨‏,١ مترا (‏٦ اقدام)‏،‏ وفي ضوء النيران المخيفة رأيت تلة مجاورة شديدة الانحدار.‏ كانت الساعة نحو الثانية صباحا،‏ وتواصل هطول الامطار.‏

كنت مصعوقا جدا بسبب الحادث حتى انني لم افكر في ما اذا كنت مصابا حتى رأيت فتاة تتدلى فروة رأسها من مؤخرة الرأس.‏ فمددتُ يدي بسرعة الى رأسي،‏ ووجدت ان جرحا فوق عيني اليسرى ينزف.‏ فأخذت اتفحص بقية جسمي،‏ واكتشفت جروحا صغيرة كثيرة اخرى.‏ ولكن لم يبدُ لي ايٌّ منها خطيرا والحمد للّٰه.‏ ومع ذلك شعرت بألم شديد في ساقيَّ شلَّ حركتي.‏ لقد كانتا كلتاهما مكسورتين.‏

عندما وصلت في وقت لاحق الى المستشفى،‏ وصف الاطباء اصاباتي بأنها «طفيفة».‏ وقد كانت فعلا طفيفة،‏ بالمقارنة مع اصابات الناجين الآخرين.‏ فقد سُحب رجل من بين الحطام بدون ساقيه.‏ وأُصيب آخرون بحروق شديدة،‏ من بينهم ثلاثة نجوا من التحطّم ولكن ماتوا لاحقا،‏ بعد اسابيع من الالم المبرِّح.‏

خائف من النيران

لم تكن اصاباتي تقلقني،‏ بل كنت افكر هل سيصل عمال الانقاذ في الوقت المناسب.‏ فقد كان الجزءان الاوسطان من الطائرة،‏ حيث كان يُفترض ان اجلس في الدرجة السياحية،‏ مدمَّرَين تدميرا شبه شامل.‏ وكانت النيران تشتعل في ما تبقى،‏ والركاب العالقون في الداخل ماتوا موتا أليما.‏ لن انسى ابدا صرخاتهم طلبا للنجدة.‏

كان مقعدي قرب مقدمة الطائرة،‏ وتفصلني عن الحطام مسافة قصيرة.‏ وبمدِّ عنقي الى الوراء،‏ تمكنت من رؤية النيران.‏ فخفتُ ان تمتد النيران اليَّ بسرعة،‏ لكنَّ هذا لم يحصل والحمد للّٰه.‏

أُنقذنا اخيرا

كانت الدقائق تمر ببطء.‏ وانقضى اكثر من ساعة.‏ أخيرا،‏ تمكن بعض عمال الانقاذ،‏ نحو الساعة الثالثة صباحا،‏ من تحديد موقع تحطّم الطائرة.‏ وكان بإمكاني سماعهم يتكلمون عند رأس التلة،‏ معبِّرين عن دهشتهم مما يرونه.‏ ونادى احدهم:‏ «هل من احد هناك؟‏».‏

فصرختُ مجيبا:‏ «انا هنا.‏ ساعدوني!‏».‏ ثم ارتفعت اصوات آخرين من الركاب ايضا.‏ ونادى احد عمال الانقاذ زميلا له باسم «تد».‏ فأخذتُ اصرخ قائلا:‏ «يا تد،‏ انا هنا»،‏ «تعال ساعدنا يا تد!‏».‏

كان الجواب:‏ «نحن نازلون.‏ انتظروا قليلا فقط!‏».‏

لكنَّ المطر المنهمر،‏ الذي ربما انقذ كثيرين من النيران،‏ اعاق عملية نزول المنحدر الزلق.‏ وبسبب ذلك مرت ساعة طويلة اخرى قبل ان يتمكن عمال الانقاذ من بلوغ الناجين.‏ والوقت الذي لزمهم لإيجادي بدا وكأنه دهر.‏

قال اثنان من عمال الانقاذ كانا يحملان مصابيح كهربائية:‏ «نحن هنا.‏ لا تقلق».‏ وانضم اليهم بعد وقت قصير عاملان آخران،‏ وحاولوا جميعا نقلي.‏ فأمسك اثنان بذراعيَّ،‏ والآخران بساقيَّ.‏ كان حملي بهذه الطريقة مؤلما جدا،‏ وخصوصا ان اقدامهم زلقت مرارا بسبب الوحل.‏ ثم وضعوني ارضا بعدما قطعوا مسافة قصيرة.‏ وذهب احدهم ليجلب نقّالة،‏ وأُخذتُ الى حيث يمكن لطائرة مروحية عسكرية ان تنقلني الى سيارة اسعاف على رأس التلة.‏

رؤية زوجتي،‏ اخيرا!‏

لم اصل الى قسم الطوارئ حتى الساعة الخامسة والنصف صباحا.‏ ولأن اصاباتي كانت بليغة،‏ لم يسمح لي الاطباء بالقيام باتصال هاتفي.‏ لذلك لم تعرف زوجتي انني نجوت من حادثة التحطّم قبل الساعة العاشرة والنصف صباحا،‏ بعد تسع ساعات تقريبا من سقوط الطائرة.‏ فقد اخبرها صديق بذلك بعد ان رأى اسمي على لائحة الناجين.‏

عندما سُمح لزوجتي اخيرا برؤيتي،‏ نحو الساعة الرابعة بعد الظهر،‏ لم اعرفها بسرعة.‏ فقد كانت حواسي ضعيفة بسبب المسكّنات التي تناولتها.‏ وكانت اولى الكلمات التي تفوَّهَتْ بها:‏ «اشكرك لأنك حي».‏ لا استطيع ان اتذكر المحادثة،‏ ولكن قيل لي لاحقا انني اجبت:‏ «لا تشكريني.‏ اشكري يهوه!‏».‏

إبقاء الاولويات في مكانها

لم يكن الالم الذي احسست به،‏ وأنا اتماثل للشفاء في المستشفى،‏ جديدا بالنسبة الي.‏ ففي سنة ١٩٨٧،‏ بعد اقل من سنة من انتقالي من كوريا الى ڠوام،‏ سقطت من سقالة على ارتفاع اربعة طوابق وكسرت ساقيَّ كلتيهما.‏ وكان حادث البناء هذا نقطة تحوُّل في حياتي.‏ فقد كانت اختي الكبرى،‏ وهي واحدة من شهود يهوه،‏ تحثني دائما على درس الكتاب المقدس.‏ وأتاحت لي فترة النقاهة التي دامت ستة اشهر الفرصة لذلك.‏ ونتيجةً لذلك،‏ نذرت حياتي ليهوه اللّٰه في تلك السنة عينها،‏ ورمزت الى انتذاري بمعمودية الماء.‏

منذ تحطّم الطائرة وأنا افكر في الآية المفضّلة عندي،‏ التي تقول:‏ «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبره وهذه كلها تُزاد لكم».‏ (‏متى ٦:‏٣٣‏)‏ وفيما كنت اتماثل للشفاء بعد حادث تحطّم الطائرة،‏ سنحت لي الفرصة لإعادة تقييم حياتي.‏

ان تحطّم طائرة الرحلة ٨٠١ جعلني اعي تماما كم ثمينة هي الحياة.‏ فقد كان من الممكن ان اخسر حياتي بسهولة!‏ (‏جامعة ٩:‏١١‏)‏ وفي الواقع،‏ لزم اجراء عدة عمليات جراحية ليعود جسمي الى ما كان عليه،‏ وقضيت اكثر من شهر في المستشفى حتى تعافيت.‏

اريد الآن ان أُظهر لخالقنا العظيم انني اقدِّر فعلا هبة الحياة الرائعة التي منحها،‏ بما في ذلك التدابير التي وضعها ليتمتع البشر بحياة ابدية في فردوس ارضي.‏ (‏مزمور ٣٧:‏٩-‏١١،‏ ٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏)‏ وأعرف ان افضل طريقة لإظهار هذا التقدير هي الاستمرار في وضع مصالح الملكوت اولا في حياتي.‏ —‏ مقدَّمة للنشر.‏

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٣]‏

US Navy/Sipa Press

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة