مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٩ ٨/‏١ ص ١٨-‏٢٢
  • تحديات وبركات تربية سبعة ابناء

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تحديات وبركات تربية سبعة ابناء
  • استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كنت اعمل كثيرا
  • تربية اولادنا على مبادئ الكتاب المقدس
  • مغامرة ثيوقراطية
  • تعلّم الانضباط من قطعة حلوى
  • حياتنا كانت ممتعة
  • رأي الاولاد في التأديب
  • كنا نُصاب بنكسات
  • تغيير كبير في حياتنا
  • أشكر يهوه على ابنائي الخمسة
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • بذور تثمر بعد سنوات كثيرة
    استيقظ!‏ ١٩٩٩
  • علَّمنا والدانا ان نحب اللّٰه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
  • لماذا لا يُعجَب الشبان بي؟‏
    اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الجزء ١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٩
ع٩٩ ٨/‏١ ص ١٨-‏٢٢

تحديات وبركات تربية سبعة ابناء

كما رواه بِرت ومارڠريت ديكمان

وُلدت عام ١٩٢٧ في أوماها،‏ نبراسكا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ وترعرعت في داكوتا الجنوبية.‏ ويمكنني ان اتذكر صباي خلال السنوات العصيبة للأزمة الاقتصادية الكبرى (‏١٩٢٩-‏١٩٤٢)‏.‏ كانت امي تطبخ ما دعته حساء المجاعة.‏ فكانت تضع القليل من الزبدة في مقلاة وتضيف بعض الماء،‏ ثم كنا نغمس خبزنا فيه!‏ فقد مرت عائلات كثيرة آنذاك بأحوال صعبة.‏

لم يكن اعضاء عائلتي متدينين،‏ لأنهم لاحظوا الكثير من الرياء في الاديان الپروتستانتية المحلية.‏ أما انا فقد تأثرت طريقة تفكيري بالسنتين اللتين قضيتهما في الجيش خلال الحرب العالمية الثانية.‏ وآنذاك اعتدت تناول المشروبات الكحولية والمقامرة.‏

اثناء اجازة من الجيش،‏ ذهبت الى حفلة راقصة محلية حيث التقيت مارڠريت شْلات،‏ فتاة من اصل الماني-‏اوكراني.‏ فأُغرم واحدنا بالآخر،‏ وبعد تودّد دام ثلاثة اشهر،‏ تزوجنا سنة ١٩٤٦.‏ وفي غضون ثماني سنوات رُزقنا بسبعة ابناء،‏ وقد علَّمتنا الاختبارات الصعبة التي مررنا بها كيف نكون والدَين ناجحَين.‏

سنة ١٩٥١،‏ وقع لي حادث خطير في المنشرة وكدت اقطع الجزء السفلي من ذراعي اليسرى.‏ فاضطررت الى قضاء سنتين في المستشفى من اجل عمليات زرع الجلد والعظام.‏ وفي هذه الاثناء،‏ تحملت مارڠريت مسؤولية خمسة صبيان.‏ وبفضل الاصدقاء والجيران،‏ اجتازت هذه الفترة العصيبة.‏ اثناء وجودي في المستشفى،‏ كان لدي متَّسع من الوقت للتفكير في القصد من الحياة.‏ وقد حاولت ان اقرأ الكتاب المقدس ولكنني لم افهمه.‏

بُعيد خروجي من المستشفى،‏ انتقلنا الى اوپورتيونيتي،‏ بلدة في ولاية واشنطن،‏ حيث عملت في مجال البناء مع اخي زوجتي.‏ والآن سأدع مارڠريت تروي القسم المتعلق بها من القصة.‏

كنت اعمل كثيرا

لقد تربيت في مزرعة حيث كنا نزرع الحبوب،‏ نربي قطيعا صغيرا من الماشية التي تنتج الحليب،‏ ونعلِّب الفاكهة والخضرة.‏ كنت معتادة العمل بكدّ،‏ مما درَّبني على مواجهة تحديات الحياة الكثيرة اللاحقة.‏ وقد نجحنا في اجتياز الازمة الاقتصادية اكثر من معظم الناس،‏ لأننا كنا على الاقل نملك الطعام دائما.‏

كان والداي منشغلين اكثر من ان يهتما بالدين،‏ ورغم ذلك كنت احضر مدرسة الاحد احيانا.‏ ثم تزوجت بِرت،‏ وأنا في الـ‍ ١٩ من عمري.‏ لم نذهب الى الكنيسة،‏ بل اكتفينا باحتفال بسيط في غرفة الجلوس في منزل والدَيّ ترأسه قسّ من الكنيسة الجماعية.‏ وفي غضون سنوات قليلة،‏ ولدت سبعة صبيان:‏ ريتشارد،‏ دان،‏ داڠ،‏ ڠاري،‏ مايكل،‏ كِن،‏ وأخيرا سكوت سنة ١٩٥٤.‏ وكم كانت تربيتهم صعبة!‏

بعد انتقالنا الى اوپورتيونيتي،‏ زارتنا سيدة في البيت لتتحدث عن الكتاب المقدس.‏ فسألتها هل تؤمن بنار الهاوية،‏ العقيدة التي كانت ترعبني كثيرا.‏ وكم أراحني ان توضح لي ان نار الهاوية ليست تعليما من الكتاب المقدس،‏ وأن تعليم خلود النفس ايضا ليس من الكتاب المقدس!‏ فقد كنت اعيش في خوف وخشية من الموت،‏ ولم استطع ان اوفِّق بين تعليم نار الهاوية وإله المحبة.‏ فصممت ألا اعلِّم اولادي اكاذيب كهذه.‏

في سنة ١٩٥٥،‏ ابتدأت بدرس الكتاب المقدس بمساعدة كتاب ‏«ليكن اللّٰه صادقا».‏a وكما هو متوقَّع،‏ اهتم بي آنذاك فجأة الكارز الخمسيني وأراد ان ينقذني من شهود يهوه!‏ ولكن ما افدح الغلطة التي ارتكبها عندما ابتدأ يكرز لي بنار الهاوية!‏ حتى انه ارسل ثلاث نساء من الخمسينيين ليحاولن اقناعي بالتوقف عن الدرس مع الشهود.‏

في هذه الاثناء،‏ كان بِرت يصغي الى درسي في الكتاب المقدس من غرفة الجلوس.‏ ولاحقا ابتدأ يقرأ ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية،‏ فابتدأت تنجلي له الامور.‏ كان يعمل نوبات ليلية تنتهي عند منتصف الليل.‏ وطبعا،‏ كان يعود الى البيت ليجدني نائمة.‏ ذات ليلة،‏ تسلَّلت الى الطابق السفلي ووجدته يقرأ كتبي سرًّا.‏ فرجعت على رؤوس اصابعي الى الفراش،‏ والفرح يغمرني لأنه كان يتفحص الامور هو بنفسه.‏ وأخيرا،‏ درس هو ايضا الكتاب المقدس،‏ وصرنا نحن الاثنين شاهدين معتمدين سنة ١٩٥٦.‏

اذ رُزقت بسبعة ابناء في ثماني سنوات،‏ وجدت ان الاعتناء بالمهمات اليومية التي تشمل اطعامهم وإلباسهم وإبقاء البيت نظيفا ومرتبا هو تحدٍّ.‏ ولكنَّ الصبيان تعلموا كيف يقومون بالاعمال المنزلية.‏ فكثيرا ما كنت اقول انني لا املك آلة لغسل الاواني بل سبع آلات.‏ فكلٌّ منهم بدوره كان يقوم بهذا الروتين من العمل الضروري.‏ ودون شك،‏ ساعدني بِرت كثيرا.‏ فكان يؤدِّب بثبات ويلتصق بقواعد البيت،‏ ويُبقي في الوقت نفسه خطوط الاتصال مفتوحة.‏ وكان الصبيان يكنّون له الاحترام دون ان يخافوه.‏ ولم يغفل بِرت قط مسؤوليته ان يعلِّم ابناءنا عن المسائل الجنسية.‏

سنة ١٩٦٦،‏ ذهب ابننا البكر ريتشارد ليخدم كمتطوع في المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في بروكلين،‏ نيويورك.‏ وكانت رؤية اول ولد يغادر البيت امتحانا صعبا عليّ.‏ فالمقعد الفارغ على الطاولة كل يوم كان يفطر فؤادي.‏ ولكنني كنت سعيدة لأنه كان يحرز خبرة كبيرة وينال تدريبا رائعا.‏

سأدع الآن بِرت يكمل القصة.‏

تربية اولادنا على مبادئ الكتاب المقدس

اعتمدت انا ومارڠريت في محفل في سپوكان،‏ واشنطن.‏ وواجهنا آنذاك تحدي تربية ابنائنا وفقا لمبادئ الكتاب المقدس،‏ تربية قد تُدعى عتيقة الطراز.‏ فلم اكن اتحمل اية كذبة او اية مقاييس مزدوجة،‏ وكان الصبيان يعرفون ذلك.‏ فكنا نعلِّمهم ان يهوه يستحق افضل ما لدينا.‏

لكنهم كانوا يعرفون انه يمكنهم الوثوق بي بسبب علاقتنا اللصيقة وقيامنا بأمور كثيرة معا.‏ فقد تمتعنا كعائلة بالذهاب الى البحر والقيام برحلات الى الجبال ولعب السوفتبول.‏ وكنا نربي الحيوانات ونعتني بحديقتنا وكان الاولاد يساعدون في كل ما علينا القيام به.‏ وهكذا تعلموا ان يعملوا ويلعبوا.‏ وقد حاولنا المحافظة على الاتزان في نشاطاتنا.‏

مغامرة ثيوقراطية

على الصعيد الروحي،‏ كنا نذهب جميعا الى الاجتماعات المسيحية في قاعة الملكوت،‏ ونعقد درسا عائليا قانونيا في الكتاب المقدس.‏ وفي سنة ١٩٥٧،‏ حضرنا محفلا كوريا لشهود يهوه في سيياتل،‏ واشنطن.‏ وخلال البرنامج وُجِّهت دعوة الى العائلات للانتقال من اجل الخدمة حيث الحاجة اعظم الى شهود يقومون بالكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ ففكرنا كعائلة ان هذه فكرة سديدة،‏ وابتدأنا نخطِّط للانتقال.‏ فذهبنا اولا الى ميسّوري سنة ١٩٥٨ ثم الى ميسيسيپّي سنة ١٩٥٩.‏

في سنة ١٩٥٨،‏ قمنا بمغامرتنا الثيوقراطية الكبيرة الاولى.‏ فصنعتُ مقطورة للتخييم،‏ كنا نجرّها بواسطة سيارة ديسوتو قديمة من طراز سنة ١٩٤٧ ذات ثلاثة مقاعد وست اسطوانات.‏ وفي تلك السنة استقلينا نحن التسعة جميعا هذه السيارة وسافرنا الى نيويورك لحضور محفل اممي.‏ وقد استغرقت الرحلة عدة اسابيع،‏ خيَّمنا خلالها في طريقنا من سپوكان،‏ على الساحل الغربي،‏ الى نيويورك،‏ قاطعين مسافة تبلغ اكثر من ٢٠٠‏,٤ كيلومتر (‏٦٠٠‏,٢ ميل)‏.‏ ولا تزال ذكرى هذه الرحلة حيّة في اذهان الاولاد.‏ فقد استفادوا من الوقت الذي قضيناه معا وتمتعوا بها كثيرا.‏

تعلّم الانضباط من قطعة حلوى

حصلنا في ذلك المحفل على نسخنا من كتاب من الفردوس المفقود الى الفردوس المردود.‏b فصار هذا الكتاب مع الكتاب المقدس اساس درسنا العائلي الاسبوعي في الكتاب المقدس.‏ وقد تعلَّم كل الاولاد القراءة في سن باكرة.‏ وبعد المدرسة كانت مارڠريت تقضي بعض الوقت مع الاولاد لتصغي اليهم وهم يقرأون الكتاب المقدس.‏ ولم نسمح للتلفزيون بالسيطرة على عقولهم.‏

كان الانضباط والاحترام يسودان عائلتنا.‏ وذات مرة،‏ صنعت مارڠريت قالب حلوى كانت تجيد تحضيره.‏ كان الطعام يومذاك يحتوي على الجزر،‏ وكثيرا ما شجَّعنا الاولاد ان يذوقوا على الاقل الخضرة.‏ ولكنَّ داڠ لم يكن يحب الجزر.‏ فقيل له انه اذا لم يأكل الجزر،‏ فلن يحصل على الحلوى.‏ ولكنه ظل يرفض انهاء طعامه.‏ فقالت مارڠريت:‏ «اذا لم تأكل هذا الجزر،‏ فسيأكل الكلب قطعة الحلوى».‏ ولا اعتقد ان داڠ صدَّقها فعلا إلا عندما رأى بلاكي يلتهم قطعة الحلوى اللذيذة!‏ وقد تعلم هو وباقي الاولاد درسا من هذا الاختبار.‏ فكوالدَين،‏ كنا نعني حقا ما نقوله.‏

حياتنا كانت ممتعة

كان شعارنا انا ومارڠريت عبارة يسوع الموجودة في متى ٦:‏٣٣‏:‏ «اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه وبرّه وهذه كلها تُزاد لكم».‏ فكعائلة،‏ حاولنا وضع مصالح الملكوت اولا.‏ وتمتعنا جميعا بالكرازة معا.‏ فكان الاولاد يتناوبون على الذهاب من بيت الى بيت معي.‏ وكانت لكلٍّ منهم حقيبته،‏ كتابه المقدس،‏ ومطبوعاته.‏ كنا نمدحهم على ايّ تقدم يظهرونه.‏ وغالبا ما كانت مارڠريت تعانقهم.‏ لقد عبَّرنا لهم دائما عن المودة وخصَّصنا لهم الوقت.‏ حقا،‏ حياتنا كانت ممتعة!‏

وعندما كبر الاولاد،‏ مُنحوا بعض المسؤوليات كأخذ بعض الاشخاص الى الاجتماعات،‏ فتح قاعة الملكوت،‏ والمساعدة في امور اخرى.‏ وقد تعلَّموا ان يقدِّروا قاعة الملكوت على انها مكان عبادتهم وتمتعوا بالمحافظة عليها.‏

لقد شجعنا اولادنا على التعليق في الاجتماعات المسيحية.‏ وكانوا يقدِّمون خطابات التلامذة القصيرة في المدرسة الثيوقراطية،‏ حيث تعلَّموا تدريجيا ان يتقنوا فن الخطابة.‏ لكنَّ ابننا الخامس مايكل كان يكره إلقاء الخطابات ويلاقي صعوبة على المنبر.‏ وخلال خطابه،‏ كان يبتدئ بذرف دموع التثبط لأنه لا يستطيع ان يكمله.‏ ولكن بعد فترة تغلب على هذه المشكلة،‏ وهو الآن متزوج ويخدم كناظر جائل،‏ زائرا مختلف الجماعات وملقيا خطابات عدة مرات في الاسبوع.‏ فيا له من تغيير!‏

رأي الاولاد في التأديب

اتصلت استيقظ!‏ بمايكل لتأخذ انطباعاته حول تربيته بطريقة عتيقة الطراز.‏ فقال:‏ «كنا نعتبر ابي المؤدِّب الخيِّر.‏ اتذكر انني عملت في محطة راديو في سنوات مراهقتي.‏ وكنت بحاجة الى سيارة لكي اشترك ايضا في خدمة الفتح كامل الوقت.‏ فعرض عليّ مدير المحطة سيارته المكشوفة ذات البابَين من طراز فورد موستانڠ،‏ سيارة رياضية كانت آنذاك تلاقي رواجا كبيرا بين الشباب.‏ كنت ارغب كثيرا في امتلاكها،‏ رغم معرفتي انها ليست سيارة عملية لأخذ اشخاص معي في الخدمة.‏ فقصدت ابي لأخبره عن العرض،‏ والشعور بالخوف يتملكني.‏ فقال لي:‏ ‹لنتحدث معا›.‏ فعرفتُ ما يعنيه ذلك.‏ فقد باحثني في الامر وأظهر لي فوائد سيارة عملية اكثر.‏ فاشتريت سيارة ذات اربعة ابواب،‏ وبعد قيادتها اكثر من ٠٠٠‏,١٦٠ كيلومتر (‏٠٠٠‏,١٠٠ ميل)‏ في تعييني للكرازة،‏ لم يسعني إلا ان اقول:‏ ‹كان ابي مصيبا هذه المرة ايضا›.‏

‏«كان الانتقال في صغرنا،‏ من واشنطن الى ميسّوري ثم الى ميسيسيپّي،‏ تجربة رائعة.‏ وقد تمتعنا بها كثيرا.‏ ورغم اننا كنا نعيش نحن التسعة طوال سنة في مقطورة تبلغ مساحتها ٥‏,٢ مترا في ١١ مترا (‏٨ اقدام في ٣٧ قدما)‏،‏ فقد كانت الحياة ممتعة وتعلَّمنا كيف نكون منظَّمين وعلى وفاق واحدنا مع الآخر،‏ حتى في ذلك المسكن الضيق.‏ وطبعا كنا نلعب كثيرا في الخارج.‏

‏«وهنالك امر آخر اتذكره بإعزاز وهو كيف كان ابي يدير مناقشة الآية اليومية معنا.‏ ففي سنة ١٩٦٦،‏ حضر مدرسة للشيوخ في مزرعة الملكوت في ساوث لانسينڠ،‏ نيويورك،‏ ورأى ان اعضاء عائلة بيت ايل يقومون بالبحث لكي يعلِّقوا على الآية كل يوم.‏ وقد ادخل هذا النظام الى روتيننا العائلي.‏ فكان يُعيَّن لكلٍّ منا نحن السبعة يوما لنعلِّق على ما بحثنا عنه.‏ ورغم اننا كنا نتذمر احيانا،‏ فقد تعلَّمنا كيف نقوم بالبحث وكيف نعبِّر عن انفسنا.‏ ان عادات كهذه تدوم مدى الحياة.‏

‏«لقد تأثرت بالتضحيات التي قام بها ابي وأمي من اجلنا.‏ فعندما كان في وسع اخويَّ الاكبرين ريتشارد ودان ان يكسبا المال ليدعما العائلة،‏ شجَّعهما والدانا على الذهاب الى بروكلين،‏ نيويورك،‏ للخدمة كمتطوعَين في المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة.‏ وادَّخر والدانا المال ايضا لكي يذهب خمسة منا الى نيويورك لرؤية المركز الرئيسي.‏ وهذا ما ترك فيّ اثرا كبيرا.‏ فقد ازداد تقديرنا لهيئة يهوه.‏

‏«والآن لنعد الى حديث ابي».‏

كنا نُصاب بنكسات

كباقي العائلات،‏ كنا نمرّ بالمشاكل ونُصاب بالنكسات.‏ فعندما صار الصبيان بعمر يسمح لهم بالتودد،‏ كان عليّ ان انصحهم حول مسألة التسرع الى الزواج بأية فتاة تلفت انتباههم.‏ وكنا نحرص ايضا ان يرافقهم احد.‏ فقد اردنا ان تكون لديهم خبرة في الحياة قبل اختيار شريكة حياتهم.‏ وأحيانا كانت قلوبهم المحطمة تجعلهم يذرفون الدموع،‏ ولكنهم كانوا يدركون اخيرا حكمة نصيحة الكتاب المقدس،‏ وخصوصا التزوّج «في الرب فقط».‏ وكنا نمدحهم على حكمتهم.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏.‏

ان ابننا السابع سكوت جعلنا نذرف عليه الدموع.‏ فقد استسلم للمعاشرات الردية في مكان عمله وفُصل من الجماعة.‏ كانت هذه ضربة قاسية لنا جميعا،‏ ولكننا احترمنا قرار الشيوخ القضائي.‏ وكان على سكوت ان يتعلم من اختباره المرّ ان خدمة يهوه هي افضل طريقة حياة.‏

ولكننا لم نفقد الامل في رجوعه الى الجماعة.‏ وقد سرّنا ان يُعاد الى الجماعة بعد خمس سنوات.‏ يقول وهو يعود بالذاكرة الى الوراء:‏ «احد الامور التي ساعدتني وأنا مفصول هو انه رغم ان المعاشرة العائلية كانت محدودة،‏ كنت اعرف دائما ان عائلتي تحبني».‏ واستمر سكوت يحرز التقدم وهو يخدم كشيخ منذ ثماني سنوات.‏

والمؤسف ايضا ان اثنين من احفادنا فصلا في السنوات الاخيرة.‏ ولكنَّ ما يعزينا هو ان تأديب يهوه يمكن ان يؤدي الى تغييرات ايجابية.‏

تغيير كبير في حياتنا

بحلول سنة ١٩٧٨،‏ كان كل الاولاد قد تركوا البيت.‏ وبمرور السنين،‏ صار لديّ خبرة بأنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء.‏ وفي سنة ١٩٨٠،‏ تلقينا انا ومارڠريت دعوة رائعة الى الخدمة في المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة في بروكلين لمدة تسعة اشهر.‏ وقد مرّت ثماني عشرة سنة ونحن لا نزال هنا.‏

لقد نلنا بركات وفيرة.‏ صحيح انه لم يكن من السهل تربية ابنائنا بطريقة عتيقة الطراز،‏ وفقا لمبادئ الكتاب المقدس،‏ إلا ان ذلك عاد علينا بالفائدة.‏ فخمسة من ابنائنا يخدمون كشيوخ في الجماعة،‏ وواحد يخدم كناظر جائل،‏ ولنا ٢٠ حفيدا و ٤ اولاد احفاد،‏ ومعظمهم في الحق وأمناء للّٰه.‏

لقد شهدنا صحة كلمات صاحب المزمور:‏ «هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن اجرة.‏ كسهام بيد جبار هكذا ابناء الشبيبة».‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

‏[الحاشيتان]‏

a اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ سنة ١٩٤٦؛‏ لم يعد يُطبَع الآن.‏

b اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[الصور في الصفحتين ٢٠،‏ ٢١]‏

مع ابنائنا وكنائننا (‏الى اقصى اليسار)‏ وأحفادنا (‏الى اليسار)‏ في ذكرى زواجنا الـ‍ ٥٠ سنة ١٩٩٦

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة