الفصل ٥
الزوجة المحبوبة كثيرا
١-٤ أي تشكّ تقوم به النساء أحيانا في ما يتعلق بتاكيد الأزواج حبهم لهنّ؟
تشكت امرأة الى أخرى، «اعرف ان زوجي يحبني ولكنه لا يقول ذلك ابدا، الا أحيانا اذا جذبته منه. ولكنّ ذلك يعني اكثر بكثير اذا قاله دون حثّي.»
٢ فأجابت المرأة الأخرى، «اعرف. هكذا هم الرجال. فذات مرة سألت زوجي ما اذا كان يحبني فقال، ألم اتزوجك؟ وانا اعيلك واسكن معك. فلو لم اكن احبك لما فعلت ذلك.»
٣ وتوقفت لحظة، ثم مضت تقول: «ولكن حدث شيء مؤثر جدا في احدى الامسيات. فأثناء النهار كنت انظف مكتبه، فوجدت في درج منضدته صورة. وكانت تلك التي اريته إياها من مجلّد عائليّ قديم لي لحفظ الصور. وكانت صورتي بثوب السباحة عندما كنت في السابعة من العمر. فقد اخذها من المجلّد ووضعها في درج منضدته.»
٤ وابتسمت اذ تذكرت ذلك، ثم نظرت الى صديقتها وقالت: «فواجهته بها في تلك الأمسية عندما وصل الى البيت من العمل. فأمسك الصورة بيده وابتسم وقال، اني اعز هذه الفتاة الصغيرة. ثم وضعها وأمسك وجهي بيديه وقال، وأعز أيضا ما صارت عليه. وقبّلني برقة كبيرة. فدمعت عيناي.»
٥ لكي تكون الزوجة محبوبة كثيرا من زوجها كيف يجب ان تتصرف؟
٥ والزوجة التي تعرف انها عزيزة جدا على زوجها تشعر بالاطمئنان والأمان في داخلها. وكلمة اللّٰه تنصح الرجال بامتلاك مثل هذه المحبة لزوجاتهم. «يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كأجسادهم. من يحبّ امرأته يحبّ نفسه. فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه... ويكون الاثنان جسدا واحدا.» (افسس ٥:٢٨، ٢٩، ٣١) وكما سبقنا وذكرنا يجب ان تحترم الزوجة زوجها احتراما عميقا، ولكن يلزم الزوج ان يتصرف بطريقة تكسب هذا الاحترام. ويصح الامر ذاته في هذه الحالة حيث يجري نصح زوجك بان يحبك ويعزّك: تصرفي بطرائق تدفعه الى فعل ذلك من القلب.
هل تمنحين التأييد؟
٦ و ٧ (أ) في التكوين ٢:١٨ لاي دور قال يهوه انه صنع المرأة؟ (ب) لكي تكون الزوجة عونا حقيقيا لزوجها ماذا يلزمها؟
٦ لكي تكون الزوجة محبوبة كثيرا يلزم اكثر من مجرد الإذعان لرئاسة زوجها. فيمكن ان يملك حصانا او كلبا حسن التدريب ومذعنا له. وآدم كانت الحيوانات معه في جنة عدن، وكانت خاضعة له. ولكنه كان لا يزال وحده في ما يتعلق بجنسه. وكان يحتاج الى رفيق بشري ذكي يكون نظيره ومعينا يعمل معه: «قال الرب الاله ليس جيدا ان يكون آدم وحده. فأصنع له معينا نظيره.» — تكوين ٢:١٨.
٧ فما يحتاج اليه الزوج هو زوجة، ليس فقط تحبه وتحترمه، بل تكون أيضا عونا حقيقيا، مؤيدة إياه في القرارات التي يتخذها. ولا يكون ذلك صعبا عند الاتفاق المتبادل على القرارات بعد مناقشتها معا. ولكن ربما لا يكون سهلا الى هذا الحد في حال عدم استشارتك او عدم موافقتك. وحينئذ هل يمكن ان تؤيدي زوجك — ان تفعلي ما في وسعك لجعل قراره ناجحا، شرط ان لا يكون نشاطا غير شرعي او غير منسجم مع الاسفار المقدسة؟ ام تميلين الى الامتناع بعناد بأمل رؤيته يفشل لتتمكني من القول، قلت لك ذلك؟ واذا رآك تعملين بجد لنجاح المشروع، رغم شكوكك، ألا تعتقدين ان تأييد الولاء هذا من جهتك سيجعله يحبك اكثر؟
٨ كيف يمكن للزوجة ان تشجع زوجها على ممارسة الرئاسة اللائقة؟
٨ وقبل كل شيء لا تحاولي اغتصاب رئاسته! فاذا نجحت لن تحبيه. وهو لن يحبك او يحبّ نفسه. وربما كان لا يأخذ القيادة كما يجب. فهل يمكن ان تشجعيه على ذلك؟ هل تعبّرين عن التقدير للجهد الذي يبذله في اخذ القيادة؟ وهل تتعاونين معه وتشجعينه عندما يظهر شيئا من المبادرة، ام تقولين له بانه على خطأ، ان خطته لن تنجح؟ وأحيانا يجب ان تكون الزوجة أيضا ملومة عندما لا يأخذ زوجها القيادة — مثلا، اذا كانت تستخف بآرائه او تقاوم جهوده او تتجاوب، «قلت لك بانه لن ينجح،» عندما يقصّر المشروع عن بلوغ الكمال. ويمكن ان ينتج ذلك أخيرا زوجا مرتابا مترددا. ومن جهة أخرى فان ولاءك وتأييدك، اعتمادك عليه وثقتك به، يقوّيه ويساهم في نجاحه.
«امرأة فاضلة»
٩ ماذا تقول الامثال ٣١:١٠ عن المرأة الفاضلة؟
٩ ولكي تكوني زوجة محبوبة كثيرا يلزم أيضا ان تعتني جيدا بمسؤولياتك في البيت. وعن امرأة كهذه يقول الكتاب المقدس: «ثمنها يفوق اللآلئ.» (أمثال ٣١:١٠) فهل انت زوجة كهذه؟ وهل تريدين ان تكوني كذلك؟
١٠ و ١١ كيف يمكن للزوجة ان تظهر ان الوصف في الامثال ٣١:١٥ ينطبق عليها؟
١٠ وعند مناقشة نشاطات «المرأة الفاضلة» يقول سفر الامثال: «وتقوم اذ الليل بعد وتعطي أكلا لاهل بيتها.» (أمثال ٣١:١٥) وهنالك شابات كثيرات يبتدئن الحياة الزوجية بعائق لان امهاتهنّ لم يعلّمنهنّ كيفية الطبخ. ولكن يمكن ان يتعلّمن. والمرأة الحكيمة تتعلم كيف تفعل ذلك جيدا! فالطبخ فن. وعندما يجري اعداد الطعام جيدا، لا يملأ المعدة فقط، بل يجلب التجاوب أيضا من القلب.
١١ هنالك الشيء الكثير الذي يمكن تعلّمه عن اعداد الطعام. ومن المفيد ان تكوني عارفة بالاشياء الأساسية للتغذية لتتمكني من حماية صحة عائلتك. ولكنّ مجرد وضع الطعام المغذي امام زوجك لن يربح بالضرورة مدحه. ويخبرنا الكتاب المقدس بان زوجة اسحق، رفقة، كانت تعرف كيف تعدّ الطعام بطريقة لذيذة كما كان زوجها يحبّ. (تكوين ٢٧:١٤) ويمكن لزوجات كثيرات ان يستفدن من مثالها.
١٢ ماذا يمكن ان يشمله تصرف المرأة بانسجام مع الامثال ٣١:١٤؟
١٢ في بعض انحاء العالم تذهب النساء الى السوق كل صباح لشراء الأشياء اللازمة لذلك اليوم. وفي الأماكن الأخرى يذهبن الى السوق ربما مرة كل أسبوع ويحفظن الأشياء القابلة للفساد مبرّدة. ومهما كانت الحال، لا يمكن للرجل الا ان يقدّر الزوجة التي تستعمل موارد البيت باعتناء وتحترم ميزانية العائلة. واذا تعلّمت كيف تميّز الطعام واللباس ذا النوعية الجيدة، وعرفت قيمتهما، لا تشتري دائما اول شيء تراه. ولكن كما تقول الامثال ٣١:١٤: «هي كسفن التاجر. تجلب طعامها من بعيد.»
١٣ حسب الامثال ٣١:٢٧ ماذا يمكن توقعه من المرأة الفاضلة في ما يتعلق بالاعتناء بالبيت؟
١٣ وهذا الاهتمام بعملها بضمير حي يلزم ان يظهر كذلك في حالة بيتها. وفي التعليق أيضا على ما يثبت هوية المرأة كفاضلة تقول الامثال ٣١:٢٧: «تراقب طرق اهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل.» فاعتياد النوم في ساعة متأخرة، قضاء الكثير من الوقت في الهذر الباطل مع الجيران — ليس ذلك لها. ورغم ان المرض او الظروف غير المتوقعة قد يجعلها أحيانا تقصّر في عملها المنزلي يكون بيتها عموما انيقا ونظيفا. ويمكن ان يثق زوجها بانه، اذا زاره الأصدقاء، لن يربكه مظهر بيتهم.
١٤ و ١٥ ما هي نصيحة الكتاب المقدس للنساء في ما يتعلق باللباس والزينة؟
١٤ لا تحتاج غالبية النساء الى القول بانه من المهم أيضا ان ينتبهن لمظهرهنّ الشخصي، ولكنّ بعضهنّ يحتجن الى التذكير. فليس من السهل الشعور بالميل الى من يعرب مظهرها عن عدم تفكيرها كثيرا في نفسها. ويوصي الكتاب المقدس النساء بأن «يزينّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقّل.» ولكنه ينصح أيضا بعدم التشديد اكثر من اللازم على طراز الشعر والحلى والثياب الكثيرة الثمن التي تلفت الانتباه غير الملائم الى الشخص. — ١ تيموثاوس ٢:٩.
١٥ والشيء الأكثر قيمة بكثير من زينة كهذه هو مزاج الشخص. فالرسول بطرس يقول للزوجات المسيحيات ان «الروح الوديع الهادئ...هو قدام اللّٰه كثير الثمن.» (١ بطرس ٣:٣، ٤) والامثال، عندما تعدّد صفات المرأة الفاضلة، تضيف انها «تمدّ يديها الى المسكين» و «في لسانها سنّة المعروف.» فهي ليست انانية ولا خبيثة، ولكنها كريمة ولطيفة. (أمثال ٣١:٢٠، ٢٦) ويمضي الوصف قائلا: «الحسن غش والجمال باطل. أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح.» — أمثال ٣١:٣٠.
١٦ كيف يشعر الزوج ذو التقدير نحو زوجة كهذه؟
١٦ اجل، تكون امرأة كهذه محبوبة كثيرا من الزوج الذي يشترك في وجهة نظر الخالق. فيشعر نحو زوجته كما يقول كاتب الامثال: «بنات كثيرات عملن فضلا أما انت ففقت عليهنّ جميعا.» (أمثال ٣١:٢٨، ٢٩) ودون كثير من الحث يندفع الى جعل زوجته تعرف انه يشعر هكذا.
نظرتك الى الجنس تصنع الفرق
١٧ و ١٨ كيف يمكن لنظرة الزوجة الى الجنس ان تؤثر في شعور زوجها نحوها؟
١٧ والعلائق الجنسية غير المرضية هي أساس لكثير من المشاكل الزوجية. ففي بعض الحالات يكون ذلك نتيجة عدم اعتبار وفهم الزوج لحاجات زوجته الجسدية والعاطفية، وفي حالات أخرى تفشل الزوجة في الاشتراك جسديا او عاطفيا في الاختبار مع زوجها. والعمل الجنسي، الذي تجري المساهمة فيه بشكل طوعي وحار من الزوج والزوجة كليهما، يجب ان يكون تعبيرا خصوصيا عن المحبة التي يشعران بها احدهما نحو الآخر.
١٨ والبرودة الجنسية عند الزوجة قد تكون نتيجة عدم الاعتبار من جهة زوجها، ولكنّ عدم اكتراث الزوجة يؤذي الزوج أيضا، وإظهار النفور قد يفسد قدرته على الاتصال الجنسي او حتى يجعله يشعر بالانجذاب الى شخص آخر. واذا اذعنت الزوجة، ولكن بموقف عدم الاهتمام، قد يفسّر الزوج ذلك كدليل على ان زوجته لا تهتم به. فالعواطف تسود التجاوب الجنسي، واذا كانت الزوجة غير متجاوبة قد تحتاج الى مراجعة موقفها من الجنس.
١٩ (أ) كيف يظهر الكتاب المقدس انه من الخطأ انكار العلائق الجنسية على الرفيق لفترات مطوّلة من الزمن؟ (ب) لماذا ليس ضروريا سؤال احد خارج اتحاد الزواج ان يحكم في ملاءمة سلوك الزوجين في قضايا الجنس؟
١٩ ينصح الكتاب المقدس الزوج والزوجة كليهما بان «لا يسلب» احدهما الآخر. وكلمة اللّٰه لا تسمح باستعمال الجنس كوسيلة لمعاقبة الرفيق او التعبير عن الاستياء، كما في انكار الزوجة ذلك على زوجها لاسابيع او حتى اشهر. فكما يجب عليه ان يوفي زوجته «حقها الواجب،» كذلك يجب ان تفعل هي أيضا لزوجها. (١ كورنثوس ٧:٣-٥) ولا يعني ذلك ان الزوجة يجب ان ينتظر منها الإذعان لعمل شاذّ تجده كريها ادبيا، والزوج الذي يحبّ ويحترم زوجته لا يطلب منها ذلك. «المحبة... لا تقبّح.» (١ كورنثوس ١٣:٤، ٥) وليس ضروريا سؤال احد خارج اتحاد الزواج ان يحكم في ملاءمة او عدم ملاءمة سلوك الزوجين. فالكتاب المقدس، في ١ كورنثوس ٦:٩-١١، يعدّد بوضوح الممارسات المحرّمة على عبّاد يهوه اللّٰه: العهارة، الزنى، مضاجعة النظير. (قارن أيضا لاويين ١٨:١-٢٣.) وبعض المتحررين العصريين الذين يمارسون «الآداب الجديدة» — وفي الواقع الفساد الادبي — يطالبون بقبول بعض هذه الاعمال الجنسية المحرّمة، فيما يضيف الآخرون الذين هم محافظون جدا الى هذه الأشياء المحرّمة. والكتاب المقدس يعطي نظرة متزنة. وبصورة عامة، اذا كانت كل العلائق الأخرى في الزواج جيدة، اذا كان هنالك المحبة والاحترام والاتصال الجيد والفهم، فحينئذ نادرا ما يكون الجنس مشكلة.
٢٠ اذا استعملت الزوجة الجنس بقصد المساومة، ماذا تكون النتيجة؟
٢٠ والزوجة المحبوبة كثيرا لا تستعمل الجنس بقصد المساومة. ولا شك انه لا تساوم جميع الزوجات بالجنس، ولكنّ بعضهنّ يفعلن ذلك. فبطرائق قد تكون خبيثة يستعملن الجنس لنيل امتيازات من ازواجهنّ. وماذا تكون النتيجة؟ هل تشعرين بالاشتياق الى الشخص الذي يبيعك لباسا؟ وكذلك لا يشعر الزوج بالاشتياق الى الزوجة التي تعطي الجنس لقاء امتيازات منه. والمرأة التي تفعل ذلك قد تربح ماديا، ولكنها تخسر عاطفيا وروحيا.
الباكيات، المتشكيات
٢١-٢٣ كما يتضح في قضية شمشون كيف يمكن لبكاء وتشكى المرأة ان يفسد السعادة؟
٢١ كان شمشون رجلا قويا، ولكنه لم يستطع ان يتحمل تحت ضغط النساء اللواتي يستعملن البكاء او التشكي لنيل ما يردن. ففي احدى المناسبات واجه البكاء المستمر من المرأة التي كانت ستصير زوجته. وكما هو مسجل في القضاة ١٤:١٦، ١٧، «فبكت امرأة شمشون لديه وقالت انما كرهتني ولا تحبني. قد حاجيت بني شعبي احجية واياي لم تخبر. فقال لها هوذا ابي وأمي لم اخبرهما فهل اياك اخبر.» ولجوء شمشون الى المنطق لم ينجح. ونادرا ما ينجح عندما تصل العواطف الى الذروة. «فبكت لديه السبعة الأيام التي فيها كانت لهم الوليمة وكان في اليوم السابع أنه اخبرها لانها ضايقته فأظهرت الاحجية لبني شعبها.»
٢٢ لا تعتقدي ان زوجك لا يحبك لمجرد انه لا يعطيك دائما ما تريدين. فالمرأة التي كانت ستصير زوجة شمشون اتهمته بانه لا يحبها، ولكنها هي التي كانت لا تحبه. فقد ضايقه حتى لم يعد يستطيع ان يحتمل. وعندما اخبرها بأحجيته سرعان ما باحت بسره مظهرة الاحجية لاعدائه. وأخيرا صارت زوجة لرجل آخر.
٢٣ وبعد ذلك انجذب شمشون الى امرأة أخرى اسمها دليلة. وربما كانت جذابة جسديا، ولكن هل كانت امرأة يستطيع ان يحبها كثيرا؟ فلكي تحصل من شمشون على معلومات تستطيع ان تستعملها لفائدة انانية استعملت دليلة التشكي كأداة. تقول الرواية: «ولما كانت تضايقه بكلامها كل يوم وألحت عليه ضاقت نفسه الى الموت.» وكانت النتائج الأخيرة كارثة. — قضاة ١٦:١٦.
٢٤-٢٧ (أ) ماذا تقول الامثال عن اثر تشكي الزوجة؟ (ب) لماذا تخصّ النساء بهذه المشورة؟ (ج) ماذا سيدفع الزوج على الأرجح الى الرغبة في فعل الأمور الحسنة لزوجته؟
٢٤ ليس البكاء والتشكي شيئا حكيما. فهما يضران الزواج. ويبعدان الزوج. والكتاب المقدس يحذر من أمثال هذه الممارسات، كما في الآيات التالية: «من يكرر أمرا يفرّق بين الأصدقاء.» «مخاصمات الزوجة كالوكف المتتابع.» «السكنى في ارض برية خير من امرأة مخاصمة حردة.» «الوكف المتتابع في يوم ممطر والمرأة المخاصمة سيّان. من يخبئها يخبئ الريح ويمينه تقبض على زيت.» — أمثال ١٧:٩، ١٩:١٣، ٢١:١٩، ٢٧:١٥، ١٦.
٢٥ ولماذا تخصّ الاسفار المقدسة الزوجة بهذه المشورة؟ ربما لسبب كون النساء عموما عاطفيات اكثر وميالات اكثر الى اظهار مشاعرهنّ، وخاصة عندما يزعجهنّ شيء ما. وأيضا قد يشعرن بان هذا هو السلاح الوحيد الذي يملكنه. فكرأس للبيت قد يفعل الزوج ما يريد بطريقة تعسفية، ولذلك قد تشعر الزوجة بوجوب اللجوء الى الضغط العاطفي. فأنت، ايتها الزوجة، لا يجب ان تنهمكي في أمثال هذه الأساليب، ولا يجب ان يجعلك زوجك تشعرين بالاضطرار الى ذلك.
٢٦ صحيح انه قد تكون هنالك أوقات لا تشعرين فيها حسنا، وقد تجدين انك تستسلمين للدموع حتى عندما لا ترغبين في ذلك. ولكنّ هذا يختلف تماما عن استعمال المشاهد العاطفية العنيفة لمجرد نيل ما تريدين.
٢٧ وأغلب الأزواج، اذا كانوا حقا يحبون زوجاتهم، يعطفون عليهنّ اكثر مما على انفسهم حيثما يتعلق الامر بالتفضيلات الشخصية. فإذا ارضيت زوجك سينتهز الفرص على الأرجح لارضائك.
«للسكوت وقت وللتكلم وقت»
٢٨-٣٥ (أ) صف عادات المحادثة التي قد تصعب على الزوج ان يتحدث مع زوجته. (ب) ماذا يمكن فعله لتحسين المحادثة بين الزوج والزوجة؟
٢٨ تتذمر زوجات كثيرات، «زوجي لا يتحدث معي.» فقد يكون العيب عيبه. ولكن كثيرا ما يريد الزوج ان يتحدث مع زوجته فلا تجعل ذلك سهلا عليه. وبأية طريقة؟ ليست جميع النساء متشابهات. ولكن اسألي نفسك ما اذا كان ينطبق عليك احد هذه الاوصاف:
٢٩ أولا، المرأة التي لا يصعب عليها على الاطلاق التحدث مع النساء الاخر في الجوار. ولكن ما هو اسلوبها؟ عندما تتوقف المرأة الأخرى لتتنفس قليلا تدخل هي في الحديث. فقد تطرح بضعة أسئلة، او قد تشرع في موضوع مختلف كليا. والمرأة التي جرى ايقافها سرعان ما تقاطع فتباشر الحديث ثانية لفترة من الوقت. ويظهر انه لا تجد اية منهما مانعا من هذه المحادثة العامة.
٣٠ والآن يأتي زوجها الى البيت ولديه شيء ليخبر به. وإذ يدخل من الباب يبتدئ قائلا، «لا تعرفين ماذا حدث في العمل...» ولا يتقدم اكثر من ذلك. فهي تقاطعه قائلة، «كيف جعلت هذه اللطخة على ثوبك؟ انتبه اين تمشي. الآن نظفت الأرض.» وقد يتردد في متابعة قصته ثانية.
٣١ او قد يتحدثان مع الأصدقاء وهو يسرد اختبارا، ولكنه يهمل بعض التفاصيل او لا يذكرها كلها صحيحة تماما. فتقاطع زوجته، أولا لتصحيح الأخطاء ثم لتكميل القصة. وقبل ان يمضي وقت طويل يتنفس عميقا ويقول، «لم لا تخبرين انت؟»
٣٢ والمرأة الأخرى هي نوع المرأة التي تشجع زوجها على الحديث. واذ تحاول ان تجعل كلامها يظهر عرضيا تسأل ولكن فجأة بشكل فضولي: «اين كنت؟ من كان هناك؟ ماذا حدث؟» وليس أمور الحياة اليومية بل تلك التي تظهر سريّة اكثر هي التي تثير اهتمامها. فتجمع معا نتف المعلومات التي تستطيع ان تحصل عليها وتملأ الفجوات بقليل من التصوّرات. وربما كان بعضها معلومات لا يجب ان يبوح بها زوجها. والأمور الأخرى ربما كانت ملائمة للمناقشة مع زوجته، ولكنها تقال كأمور خصوصية سرّية بينهما. والآن اذا تحدثت عن ذلك مع الآخرين يجري افشاء السرّ. تحذر الامثال ٢٥:٩ قائلة: «لا تبح بسرّ غيرك.» أما اذا فعلت ذلك فيمكن ان تنتج المشاكل. وكم يشعر بحرية التحدث معها في المستقبل؟
٣٣ ولكنّ النوع الثالث هو المرأة التي ليست كثيرة الكلام شخصيا. فهي تعرف كيف تقوم بالعمل اللازم في البيت، ولكنها نادرا ما تملك اكثر من كلمات قليلة لتقولها. وكل من يحاول ان يتحدث معها يجب ان يقدم كل الحديث. فربما اتصفت بالخجل، او ربما حصلت على فرصة زهيدة للتعلم عندما كانت صغيرة. ومهما كان السبب، تفشل الجهود في سبيل التحدث معها.
٣٤ ولكن يمكن صنع التغييرات. وفن المحادثة يمكن تعلّمه. فاذا قامت المرأة، ليس فقط بعملها المنزلي، بل أيضا بالقراءة الجديرة بالاهتمام والاعمال اللطيفة للآخرين، تكون لديها أمور بناءة لاعطائها لزوجها. والمحادثة الناجحة تتطلب العطاء. وتتطلب أيضا الاحترام — الاحترام الكافي لتدعيه ينهي ما يقوله، لتدعيه يقوله بطريقته الخاصة، ولتعرفي متى يوجد سرّ لحفظه. وكما تقول الجامعة ٣:٧: «للسكوت وقت وللتكلم وقت.»
٣٥ ولذلك، عوض التشكي من ان زوجك نادرا ما يتحدث معك، لمَ لا تحاولين ان تجعلي ذلك ممتعا له؟ كوني مهتمة بالامور التي يفعلها. استمعي بانتباه عندما يتكلم. وليعكس تجاوبك المحبة الحارة والاحترام العميق الذي لديك نحوه. تأكدي ان الأمور التي تتحدثين عنها اكثر هي من الطبيعة الإيجابية البناءة. وستجدين سريعا ان المحادثة ممتعة لكما كليكما.
«يربحون ... بدون كلمة»
٣٦-٣٨ ما هي بعض الطرائق للوصول الى قلب الرفيق غير المؤمن؟
٣٦ تتكلم الاعمال أحيانا بصوت اعلى من الاقوال، وخاصة لدى الأزواج غير المؤمنين بكلمة اللّٰه. وعنهم قال الرسول بطرس: «يربحون بسيرة النساء بدون كلمة ملاحظين سيرتكنّ الطاهرة بخوف.» (١ بطرس ٣:١، ٢) والكثيرون من الأزواج غير المؤمنين يتشكون من ان زوجاتهم «يكرزن» لهم دائما، ويستاءون من ذلك. وعلى سبيل التباين، يصير الآخرون مؤمنين اذ يرون التغيير الذي يصنعه حق كلمة اللّٰه في زوجاتهم. فالناس غالبا ما يتأثرون برؤية الموعظة اكثر من سماعها.
٣٧ وعندما تتحدثين مع رفيقك غير المؤمن ليكن كلامك «كل حين بنعمة،» بذوق حسن، او «مصلحا بملح،» كما تقول الاسفار المقدسة. وهنالك للتكلم وقت. يقول الكتاب المقدس: «تفاح من ذهب في مصوغ من فضة كلمة مقولة في محلها.» فهل هو متثبط؟ ربما لم تسر الأمور حسنا في العمل الدنيوي. والكلمات القليلة التي تدل على الفهم يمكن ان يقدّرها الآن. «الكلام الحسن ... حلو للنفس وشفاء للعظام.» (كولوسي ٤:٦، أمثال ٢٥:١١، ١٦:٢٤)، او، حسب الحالة، قد يقول ذلك كله مجرد وضع يدك في يده: افهم، انا الى جانبك، سأساعد اذا استطعت.
٣٨ ورغم عدم كونه واحدا معك في ايمانك، تظهر كلمة اللّٰه انك لا تزالين خاضعة له. وسلوكك الحسن على مرّ الوقت قد يربحه فيشترك في ايمانك. وكم يكون ذلك يوما سعيدا! واذا اتى ذلك الوقت يدرك انه يملك أسبابا ليحبك اكثر مما كان يعرف. لان ولاءك مع الثبات الى جانب ما تعرفين انه صواب قد ساعده ليمسك «بالحياة الأبدية.» — ١ كورنثوس ٧:١٣-١٦، ١ تيموثاوس ٦:١٩.
٣٩ و ٤٠ اية صفات مذكورة في تيطس ٢:٤، ٥ تجعل الزوجة ثمينة ليس فقط لدى زوجها بل أيضا لدى يهوه؟
٣٩ تشجع الاسفار المقدسة الزوجات المسيحيات سواء كان ازواجهنّ مؤمنين ام غير مؤمنين، «ان يكنّ محبات لرجالهنّ ويحببن اولادهنّ متعقلات عفيفات ملازمات بيوتهنّ صالحات خاضعات لرجالهنّ لكي لا يجدَّف على كلمة اللّٰه.» — تيطس ٢:٤، ٥.
٤٠ فاذا فعلت ذلك، ايتها الزوجة، بأفضل شكل ممكن تكونين محبوبة كثيرا، ليس فقط من زوجك، بل أيضا من يهوه اللّٰه.
[الصورة في الصفحة ٧٥]
«امرأة فاضلة ... ثمنها يفوق اللآلئ.» — امثال ٣١:١٠.
[الصورة في الصفحة ٦٤]
النساء في حياة شمشون