مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ح‌ع الفصل ٩ ص ١١٤-‏١٣٠
  • تدريب الأولاد منذ الطفولية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • تدريب الأولاد منذ الطفولية
  • جعل حياتكم العائلية سعيدة
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • الوقت للابتداء هو حالا!‏
  • ساعدوا ولدكم على النمو
  • كيف يجب ان اشرح الجنس؟‏
  • الدروس الأهم لنقل الحياة
  • أعطوا مجموعة من القيم الحقيقية
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • كيف تحمي اولادك
    استيقظ!‏ ٢٠٠٧
  • دوركم كآ‌باء
    جعل حياتكم العائلية سعيدة
  • دور الوالدين
    استيقظ!‏ ٢٠٠٤
المزيد
جعل حياتكم العائلية سعيدة
ح‌ع الفصل ٩ ص ١١٤-‏١٣٠

الفصل ٩

تدريب الأولاد منذ الطفولية

١-‏٤ أي دليل هنالك على ان الولد الصغير يملك قدرة هائلة على التعلم؟‏

يجري تشبيه عقل الولد المولود حديثا بصفحة خالية من اية كتابة.‏ وبالحقيقة جرى صنع انطباعات كثيرة في عقل الولد حتى عندما كان في رحم امه.‏ وبعض صفات الشخصية مكتوبة فيه بشكل لا يمحى بالوراثة.‏ ولكن هنالك قدرة هائلة على التعلم من لحظة الولادة فصاعدا.‏ فعوض صفحة واحدة،‏ كما لو كانت مكتبة كاملة تنتظر طبع المعلومات على صفحاتها.‏

٢ ودماغ الطفل عند الولادة هو فقط ربع الوزن الذي سيكون عليه في الرشد.‏ ولكنّ الدماغ ينمو بسرعة حتى انه في مجرد سنتين يبلغ ثلاثة ارباع وزنه في الرشد!‏ والنمو الفكري يجاري ذلك.‏ ويقول الباحثون بان ذكاء الولد ينمو في السنوات الاربع الأولى من الحياة بقدر ما ينمو في السنوات الثلاث عشرة التالية.‏ وفي الواقع،‏ يذكر البعض ان «المفاهيم التي يتعلمها الولد قبل ميلاده الخامس هي بين الأكثر صعوبة التي سيواجهها على الاطلاق.‏»‏

٣ والمفاهيم الأساسية كاليمين واليسار والاعلى والاسفل والملآن والفارغ،‏ وكذلك الدرجات النسبية للحجم والوزن،‏ كلها تظهر لنا طبيعية جدا.‏ ولكن يجب ان يتعلمها الولد مع الكثير من المفاهيم الأخرى.‏ ومفهوم الكلام ذاته يجب ان ينغرس ويتأسس في عقل الطفل.‏

٤ ويقول البعض بان اللغة «ربما كانت الإنجاز الفكري الأكثر صعوبة الذي يدعى الكائن البشري الى القيام به.‏» فاذا حولتم مرة ان تتعلموا لغة جديدة توافقون على ذلك على الأرجح.‏ ولكنكم تملكون على الأقل فائدة المعرفة كيف تعمل اللغة.‏ والطفل لا يملك ذلك،‏ ومع هذا فعقله قادر على ادراك مفهوم اللغة ووضعها موضع العمل.‏ ليس ذلك فحسب،‏ ولكنّ الأولاد الصغار الذين يعيشون في بيوت او مناطق ثنائية اللغة قد يتكلمون أيضا لغتين بسهولة —‏ حتى قبل ان يبتدئوا بالذهاب الى المدرسة!‏ ولذلك فان الذكاء هنالك بانتظار التطوير.‏

الوقت للابتداء هو حالا!‏

٥ متى يجب ان يبتدئ تدريب الولد؟‏

٥ اذ كتب الرسول بولس الى رفيقه تيموثاوس ذكّره بانه كان يعرف الكتابات المقدسة «منذ الطفولية.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٥‏)‏ والأب الحكيم يدرك التعطش الطبيعي للولد الى التعلم.‏ فالاطفال يتصفون بالملاحظة الشديدة،‏ وكلهم عيون وآذان.‏ وسواء ادرك الآباء ذلك ام لا،‏ ينهمك الصغار في جمع المعلومات وتصنيفها والاضافة اليها والوصول الى الاستنتاجات.‏ وفي الواقع،‏ ان لم ينتبه الابوان،‏ ففي وقت قصير قد يتعلم الولد جيدا بشكل ملحوظ كيف يديرهما حسب رغباته.‏ ولذلك فان النصيحة المعطاة في كلمة اللّٰه تنطبق من الولادة فصاعدا:‏ «ربّ الولد في طريقه فمتى شاخ أيضا لا يحيد عنه.‏» (‏أمثال ٢٢:‏٦‏)‏ والدروس الأولى طبعا تتعلق بالمحبة،‏ بكثير من المودّة والعناية الحبية.‏ ولكن الى جانب ذلك يجب ان يأتي التقويم اللازم المقدم بلطف ولكن بثبات.‏

٦ (‏أ)‏ بأية لغة من الأفضل التكلم الى الولد؟‏ (‏ب)‏ اية نظرة يجب اتخاذها الى الأسئلة الكثيرة التي قد يثيرها الولد؟‏

٦ تكلموا الى الولد،‏ لا «بكلام الطفل،‏» بل بلغة الكبار البسيطة التي تريدون ان يتعلمها.‏ وعندما يتعلم الولد الصغير ان يتكلم سيغمركم بالاسئلة:‏ «لماذا تمطر؟‏ من ان اتى؟‏ الى اين تذهب النجوم في النهار؟‏ ماذا تفعلون؟‏ لماذا هذا؟‏ ولماذا ذاك؟‏» وستأتي بشكل لا ينتهي!‏ فأصغوا اليها،‏ لان الأسئلة هي من أدوات الولد الأفضل للتعلم.‏ وخنق الأسئلة يمكن ان يخنق التطور العقلي.‏

٧ كيف يمكن الإجابة بأفضل طريقة عن أسئلة الولد الصغير،‏ ولماذا؟‏

٧ ولكن اذكروا،‏ كما فعل الرسول،‏ انه «لما كنت طفلا كطفل كنت أتكلم وكطفل كنت افطن وكطفل كنت افتكر.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏١١‏)‏ وأجيبوا عن الأسئلة بأفضل طريقة ممكنة،‏ ولكن ببساطة واختصار.‏ فعندما يسأل الولد «لماذا تمطر؟‏» لا يريد جوابا معقّدا مفصّلا.‏ وجواب كهذا،‏ «تصير الغيوم مثقلة بالماء فيسقط الماء،‏» قد يكفي.‏ فمدى انتباه الولد قصير.‏ وهو ينتقل سريعا الى حقول أخرى.‏ ولذلك،‏ كما تعطون الولد الحليب حتى يتقدم الى الطعام القوي،‏ أعطوه المعلومات البسيطة حتى يتمكن من فهم المعلومات الأكثر تفصيلا.‏ —‏ قارن عبرانيين ٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٨ و ٩ ماذا يمكن فعله لتعليم الولد تدريجيا كيفية القراءة؟‏

٨ والتعلم يجب ان يكون تدريجيا.‏ وكما ذكرنا،‏ كان تيموثاوس عارفا بالاسفار المقدسة منذ الطفولية.‏ ويظهر ان ذكرياته الابكر من الصغر شملت التعلم من الكتاب المقدس.‏ ولا شك ان ذلك كان تدريجيا،‏ كما يبتدئ الاب او الام اليوم بتعليم الولد القراءة.‏ فاقرأوا على ولدكم.‏ وعندما يكون صغيرا اجعلوه في حضنكم،‏ وذراعكم حوله،‏ واقرأوا بصوت ممتع.‏ فسيحصل على شعور حار بالامن والفرح،‏ وستكون القراءة اختبارا ممتعا،‏ مهما كان ما يفهمه قليلا.‏ وفي ما بعد يمكن ان تعلموه حروف الهجاء،‏ وربما كلعبة.‏ ثم شكلوا الكلمات،‏ وأخيرا ضعوا الكلمات في جمل.‏ واجعلوا تقدم التعلم فرحا قدر الإمكان.‏

٩ مثلا،‏ كان يقرأ زوجان بصوت مرتفع لدى ولدهما البالغ من العمر ثلاث سنوات،‏ مشيرين الى كل كلمة ليتبعها الولد اثناء القراءة.‏ وعند بعض الكلمات كانا يتوقفان فيزوّد الولد الكلمة مثل «اللّٰه،‏» «يسوع،‏» «انسان،‏» «شجرة.‏» وتدريجيا ازدادت الكلمات التي يستطيع قراءتها،‏ وبعمر اربع سنوات كان يقرأ اغلب الكلمات.‏ ومع القراءة تأتي الكتابة،‏ أولا الحروف الافرادية،‏ ثم الكلمات الكاملة.‏ وكتابة اسمه الخاص تبهج الولد!‏

١٠ لماذا من الحكمة مساعدة كل ولد على تطوير امكانيته الخاصة؟‏

١٠ كل ولد هو مختلف،‏ بشخصية فريدة،‏ وتلزم مساعدته على التطور بانسجام مع امكانيته ومواهبه الفردية الموروثة.‏ فاذا دربتم كل ولد على تطوير قوته وقدرته الموروثة لن يحتاج الى ان يحسد منجزات الأولاد الآخرين.‏ وكل ولد يجب ان تحبوه وتقدّروه لذاته.‏ وفيما تساعدونه على التغلب والسيطرة على الميول الخاطئة لا تحاولوا ان تضعوا الولد بالقوة في قالب مقرر مسبقا.‏ ولكن أرشدوه الى الاستعمال الأفضل للصفات الجيدة لشخصيته الخاصة.‏

١١ لماذا ليس من الحكمة مقابلة الولد الواحد بالآخر بشكل غير مؤات؟‏

١١ ويمكن ان يربي الاب او الام روح المنافسة الانانية بالتلميح الى كون الولد الواحد متفوقا على الآخر او ادنى منه.‏ وفيما يظهر الأولاد الصغار في وقت مبكر من الحياة ادلة الانانية الموروثة يكونون في بادئ الامر أحرارا من أفكار الرتب والتفوق ومشاعر الأهمية الذاتية.‏ ولهذا السبب استطاع يسوع ان يستخدم ولدا صغيرا كمثال لتقويم روح الطموح والاهتمام بالاهمية الشخصية التي اظهرها تلاميذه في احدى المناسبات.‏ (‏متى ١٨:‏١-‏٤‏)‏ ولذلك تجنبوا مقابلة الولد الواحد بالآخر بشكل غير مؤات.‏ فقد يعتبر الولد ذلك رفضا له.‏ أولا سيشعر بالالم،‏ واذا استمرت هذه المعاملة سيصير على الأرجح معاديا.‏ ومن جهة أخرى فان الولد الذي يجري تقديمه كمتفوق قد يصير مستكبرا ويجلب لنفسه عدم استحسان الآخرين.‏ وكأب او ام لا يجب ان تتوقف محبتكم وقبولكم ابدا على مقابلة الولد الواحد بالآخر.‏ فالتنويع شيء مبهج.‏ والفرقة الموسيقية لديها أنواع مختلفة عديدة من الآلات الموسيقية لزيادة التنويع والغنى،‏ ومع ذلك فكلها على انسجام.‏ والشخصيات المختلفة تزيد بهجة ومتعة الدائرة العائلية،‏ ومع ذلك لا يضعف الانسجام عندما يتكيّف الجميع وفق مبادئ خالقهم الصائبة.‏

ساعدوا ولدكم على النمو

١٢ اية وقائع عن الراشدين توضح ان الولد يحتاج الى الهداية اللائقة؟‏

١٢ تقول كلمة اللّٰه بانه «ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته.‏» (‏ارميا ١٠:‏٢٣‏)‏ أما الناس فيقولون بانهن يستطيعون ذلك.‏ وهكذا يرفضون الهداية الإلهية،‏ ويقبلون الهداية البشرية،‏ ويمشون من مشكلة الى أخرى،‏ فتكون النتيجة البرهان على صدق اللّٰه.‏ ويقول يهوه اللّٰه بانه توجد طريق تظهر للإنسان صائبة،‏ ولكنّ عاقبتها طريق الموت.‏ (‏أمثال ١٤:‏١٢‏)‏ والناس طالما اتخذوا الطريق التي تظهر لهم صائبة مما أدّى الى الحرب والمجاعة والمرض والموت.‏ فاذا كانت الطريق التي تظهر للإنسان الكبير ذي الخبرة صائبة تنتهي الى الموت،‏ كيف يمكن للطريق التي تظهر للولد صائبة ان تنتهي الى مكان آخر؟‏ واذا كان ليس لرجل يمشي ان يهدي خطواته،‏ كيف يمكن لولد يدرج ان يهدي طريقه للحياة؟‏ والخالق يزوّد الهداية للآباء والأولاد على السواء بواسطة كلمته.‏

١٣ و ١٤ كيف يمكن للآباء ان يرشدوا الأولاد انسجاما مع النصيحة الموجودة في التثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏؟‏

١٣ يقول اللّٰه للآباء:‏ «لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك وقصّها على اولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم.‏» (‏تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏)‏ ففي كل حين،‏ كلما سنحت الفرص الملائمة،‏ يجب منح الارشاد.‏ واذا كانت العائلة تتناول الفطور معا،‏ رغم انه بالنسبة الى الكثيرين قد يكون الصباح وقت عجلة بالاستعداد للعمل او المدرسة،‏ فان تقديم الشكر على الطعام سيوجّه الأفكار نحو الخالق ويمكن ان يشمل نقاطا أخرى ذات قيمة روحية للعائلة.‏ وقد يسمح الوقت بالتعليق على نشاطات اليوم المقبلة او على المدرسة والمشورة السليمة في معالجة المشاكل التي يمكن ان تنشأ على الأرجح.‏ ووقت الذهاب الى الفراش،‏ «حين تنام،‏» يمكن ان يكون وقتا سعيدا للأولاد الصغار اذا منحهم الآباء انتباها إضافيا آنذاك.‏ وقصص وقت النوم يمكن ان تعني الشيء الكثير للصغار ويمكن ان تكون وسيلة جيدة للتعليم.‏ والكتاب المقدس مليء بالمواد التي تحتاج فقط الى البراعة والحماسة الابوية لجعلها ممتعة جدا للولد.‏ والاختبارات الشخصية من حياتكم الخاصة ستروق خصوصا لاولادكم ويمكن ان تعطي دروسا جيدة.‏ ورغم انه قد يظهر تحديا ان تجدوا قصصا جديدة لسردها،‏ ستجدون غالبا ان الولد يحبّ ان يسمع القصص ذاتها مرة بعد أخرى.‏ وبتخصيص هذا الوقت الإضافي قد تجدون ان خطوط الاتصال مع اولادكم تصير مفتوحة اكثر بكثير.‏ والصلاة مع الصغار وقت النوم يمكن ان تساعد أيضا على تأسيس الاتصال الباكر بذاك الذي يمكن ان يفعل الشيء الأكثرلارشادهم وحمايتهم.‏ —‏ افسس ٣:‏٢٠،‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٤ وحيثما كنتم،‏ جالسين في البيت او مسافرين في الطريق،‏ هنالك فرص لتدربوا ولدكم بطرائق ممتعة وفعالة.‏ وللاولاد يمكن ان يكون بعض ذلك بشكل لعبة.‏ وأعطى زوجان هذه الرواية عن كيفية نجاح ذلك بمساعدة الأولاد على تذكّر النقاط من اجتماع لدرس الكتاب المقدس:‏

ذات أمسية اخذنا معنا صبيا صغيرا يبلغ عمره ست سنوات ولا يكون عادة منتبها جدا في الاجتماعات.‏ وأثناء الذهاب الى القاعة قلت:‏ «لنلعب لعبة.‏ ففي الطريق الى البيت لنرَ اذا كنا نستطيع ان نذكر الترانيم الجاري تقديمها وبعض النقاط الرئيسية المغطاة في الاجتماع.‏» وأثناء الذهاب الى البيت اندهشنا.‏ فالصبي الأصغر،‏ الذي لا يكون عادة منتبها،‏ اعطي الفرصة الأولى ليتكلم فتذكر كثيرا من النقاط.‏ ثم أضاف أولادنا تعليقاتهم وأخيرا علّقنا نحن الراشدين الاثنين.‏ فعوض ان يكون عملا،‏ كان لهوا لهم.‏

١٥ كيف يمكن تشجيع الولد على تحسين منجزاته؟‏

١٥ واذ يكبر الولد يتعلم ان يعبّر عن أفكاره،‏ ويرسم الأشياء،‏ ويقوم بالعمل،‏ ويعزف الموسيقى على آلة موسيقية.‏ فيشعر بالانجاز.‏ وعمله الى حد ما هو امتداد لنفسه.‏ وهو شيء شخصي جدا له.‏ فاذا نظرتم اليه وقلتم «حسنا فعلت» ترتفع معنويات الولد.‏ ففتشوا في عمله عن شيء يمكن ان تمدحوه بإخلاص وسيتشجع.‏ واذا انقدتموه بفظاظة سيذبل على الأرجح ويقنط.‏ أثيروا سؤالا عن وجه منه اذا لزم الامر،‏ ولكن لا تجعلوا ذلك يأتي كرفض لعمله.‏ مثلا،‏ عوض ان تأخذوا رسمه الخاص وترسموه من جديد يمكن ان تمثلوا بعض التحسين على قطعة أخرى من الورق.‏ ويسمح ذلك له بتعديل رسمه الخاص اذا أراد.‏ فبتشجيع جهده تشجعون نموه.‏ وبانتقاده بقسوة يمكن ان تثبطوا همته او تخمدوا رغبته في متابعة المحاولة.‏ اجل،‏ ينطبق المبدأ في غلاطية ٦:‏٤ على الأولاد أيضا:‏ «ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره.‏» والولد،‏ على جهوده الأولى خصوصا،‏ يحتاج الى التشجيع.‏ فاذا كان المشروع جيدا بالنسبة الى عمره امدحوه!‏ وان لم يكن كذلك،‏ امدحوا الجهد،‏ وشجعوا على محاولة ذلك مرة أخرى.‏ فهو لم يتعلم المشي من محاولته الأولى.‏

كيف يجب ان اشرح الجنس؟‏

١٦ نظرا الى ما يقوله الكتاب المقدس أي نوع من الأجوبة يجب اعطاؤه عن أسئلة الولد المتعلقة بالجنس؟‏

١٦ تجيبون عن أسئلة ولدكم وتشجعونه على الاتصال.‏ ولكن بعدئذ تُسألون بغتة عن الجنس.‏ فهل تجيبون بصراحة ام تعطون جوابا مضللا كالقول بان الطفل الصغير،‏ الأخ او الأخت،‏ جرى الحصول عليه في المستشفى؟‏ وهل تعطون معلومات صحيحة ام تدعون الأولاد يحصلون على أجوبة زهيدة وحتى خاطئة،‏ وربما بكلام بذيء من الأولاد الآخرين؟‏ يحتوي الكتاب المقدس على إشارات صريحة الى عدد كبير من الأمور المتعلقة بالجنس او الأعضاء التناسلية.‏ (‏تكوين ١٧:‏١١،‏ ١٨:‏١١،‏ ٣٠:‏١٦،‏ ١٧،‏ لاويين ١٥:‏٢‏)‏ وعندما ارشد اللّٰه شعبه في ما يتعلق بالتجمعات،‏ حيث كانت ستقرأ كلمته،‏ قال:‏ «اجمع الشعب الرجال والنساء والأطفال .‏.‏.‏ لكي يسمعوا ويتعلموا.‏» (‏تثنية ٣١:‏١٢‏)‏ ولذلك كان الأولاد الصغار سيسمعون أمثال هذه الإشارات في جو يتصف بالرصانة والاحترام،‏ لا بشكل «لغة الشارع.‏»‏

١٧-‏١٩ كيف يمكن إعطاء الإيضاحات عن الجنس تدريجيا؟‏

١٧ حقا،‏ لا يلزم ان يكون شرح الجنس صعبا كما يتصور كثيرون من الآباء.‏ فالاولاد يصيرون عارفين بأجسامهم في وقت مبكر جدا،‏ مكتشفين الأجزاء المختلفة.‏ وانتم تسمّونها للولد:‏ اليدان،‏ الرجلان،‏ الانف،‏ البطن،‏ الردفان،‏ القضيب،‏ الفرج.‏ والولد الصغير لا يرتبك الا اذا تغيّرتم بغتة وصرتم «هس —‏ هس» تجاه الأجزاء التناسلية.‏ وما يخيف الآباء هو اعتقادهم انهم سيضطرون الى شرح كل شيء عندما يبتدئ الاستفسار.‏ وفي الواقع،‏ تأتي الأسئلة شيئا فشيئا اذ يبلغ الولد مختلف مراحل تطوره.‏ وعند بلوغ المراحل المختلفة لا يلزم الا ان تزوّدوا المفردات الملائمة والايضاحات العامة البسيطة جدا.‏

١٨ مثلا،‏ تُسألون ذات يوم،‏ «من اين يأتي الأطفال؟‏» فيمكن ان تجيبوا بمجرد قول شيء كهذا:‏ «ينمون داخل امهاتهم.‏» وعادة يكون ذلك كل ما يلزم الآن.‏ وفي ما بعد قد يسأل ولدكم،‏ «كيف يخرج الطفل؟‏» «هنالك ممر خاص لذلك.‏» ويكفي ذلك عادة الآن.‏

١٩ وبعد مدة من الوقت قد يأتي السؤال،‏ «كيف ابتدأ الطفل؟‏» فيمكن ان يكون جوابكم:‏ «يريد الاب والام حيازة طفل.‏ فتجتمع بزرة من الاب الي بييضة في الام فيبتدئ الطفل بالنمو كما تنمو البزرة في التراب لتصير زهرة او شجرة.‏» وهكذا يكون ذلك قصة مستمرة كل جزء منها يكفي لاقناع الولد آنذاك.‏ وفي ما بعد قد يسأل الولد،‏ «كيف تصل بزرة الاب الى الام؟‏» فيمكن ان تقولوا:‏ «انت تعرف كيف هو الفتى.‏ فله قضيب.‏ وللفتاة ممر في جسمها يلائمه.‏ فيجري زرع البزرة.‏ والناس مصنوعون هكذا ليبتدئ وينمو الأطفال في الام،‏ ويخرجوا أخيرا كطفل.‏»‏

٢٠ لماذا يحسن ان يكون الآباء الأشخاص الذين يعطون أولادهم الإيضاحات عن الجنس؟‏

٢٠ وهذا الاقتراب المستقيم دون شك افضل من القصص الزائفة او تجاوب «هس —‏ هس» الذي يجعل الموضوع يظهر كشيء كريه.‏ (‏قارن تيطس ١:‏١٥‏.‏)‏ وكذلك من الأفضل ان يسمع الولد الوقائع من ابويه،‏ اللذين يمكن ان يقرنا ايضاحاتهما بالاسباب التي تظهر لماذا يجب ان يأتي الأطفال بلياقة من الأشخاص المتزوجين فقط الذين يحبون بعضهم بعضا والذين قبلوا مسؤولية المحبة والاعتناء بالطفل.‏ ويضع ذلك الموضوع في مستوى روحي سليم،‏ عوض تعلّمه في وضع يجعله يظهر كله نجسا.‏

الدروس الأهم لنقل الحياة

٢١ نظرا الى أي ميل في الأولاد من المهم ان يرسم الآباء مثالا جيدا لذريتهم؟‏

٢١ قال يسوع مرة ان الناس في زمانه يشبهون «اولادا جالسين في الأسواق ينادون الى اصحابهم ويقولون زمّرنا لكم فلم ترقصوا.‏ نحنا لكم فلم تلطموا.‏» (‏متى ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فلعب الأولاد كانت اقتداء بالكبار وأعيادهم ومآ‌تمهم.‏ ولسبب الميل الطبيعي للولد الى الاقتداء يلعب المثال الابوي دورا قويا في تدريب الولد.‏

٢٢ أي اثر يمكن ان يتركه سلوك الآباء في أولادهم؟‏

٢٢ من وقت الولادة يتعلم طفلكم منكم —‏ ليس فقط بما تقولونه بل كيف تقولونه،‏ بنبرة الصوت التي تستعملونها في التكلم:‏ الى الطفل ذاته،‏ الى رفيق زواجكم والأشخاص الآخرين.‏ وهو يلاحظ طرائق تعامل الابوين كل منهما مع الآخر،‏ مع الأعضاء الآخرين في العائلة والزائرين.‏ ومثالكم في هذه الأمور يمكن ان يبتدئ بنقل دروس اكثر حيوية بكثير من تعلّم ولدكم المشي او العدّ او الاف باء.‏ فيمكن ان يضع الأساس للمعرفة والفهم الذي يؤدي الى السعادة الاصيلة في الحياة.‏ وهذا المثال يمكن ان يساعد الولد على قبول المقاييس البارة عندما يكفي عمره للتعلّم بالكلام والقراءة.‏

٢٣ و ٢٤ اذا أراد الآباء ان يبلغ أولادهم مقاييس معيّنة ماذا يجب ان يكونوا هم على استعداد لفعله؟‏

٢٣ «كونوا متمثلين باللّٰه كأولاد احباء.‏ واسلكوا في المحبة،‏» هي نصيحة الرسول للمسيحيين.‏ وقبل ذلك مباشرة اظهر ما يتطلبه التمثل باللّٰه قائلا:‏ «ليرفع من بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف مع كل خبث.‏ وكونوا لطفاء بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين كما سامحكم اللّٰه أيضا في المسيح.‏ فكونوا متمثلين باللّٰه كأولاد احباء.‏.‏.‏» (‏افسس ٤:‏٣١،‏ ٣٢،‏ ٥:‏١،‏ ٢‏)‏ فاذا كانت الأصوات التي يسمعها الصغير او الاعمال التي يراها تنقل دروسا في حدة الطبع،‏ كما يفعل التكلم بصخب وصوت مرتفع،‏ والتذمر بانتحاب،‏ والتعجرف او انفجار الغضب،‏ يجري صنع انطباع يصعب محوه.‏ واذا اتصفتم باللطف والاعتبار نحو الجميع،‏ وكانت مقاييسكم الأدبية سامية ومبادئكم جيدة،‏ فحينئذ يميل ولدكم الى الاقتداء بكم في ذلك.‏ فتصرفوا كما تريدون ان يتصرف اولادكم،‏ وكونوا كما تريدون ان يكون اولادكم.‏

٢٤ لا يجب ان يملك الآباء مجموعتين من المبادئ،‏ واحدة ليكرزوا بها وأخرى ليعملوا بها،‏ واحدة لاولادهم وأخرى لانفسهم.‏ فما هي فائدة القول لاولادكم ان لا يكذبوا،‏ اذا كنتم تكذبون؟‏ واذا كنتم تنقضون وعودكم لهم،‏ هل يمكن ان تتوقعوا ان يحافظوا على وعودهم لكم؟‏ وان كان الآباء لا يتصفون بالاحترام احدهم للآخر،‏ كيف يمكن ان يتوقعوا ان يتعلم ولدهم الاحترام؟‏ وان لم يسمع الولد قط اباه او امه يعبّر عن التواضع،‏ كيف يمكن ان يصير التواضع مقياسا له؟‏ والخطر الكبير لنقل الاب او الام فكرة كونه دائما على صواب هو ان الولد حينئذ قد يشعر بان كل ما يفعله الاب او الام هو صواب —‏ حتى عندما يفعل الاب او الام أمورا تعرب عن النقص والخطية وتكون خاطئة.‏ وأن يقول المرء ولا يفعل يعني ان يكون كالفريسيين المرائين،‏ الذين قال عنهم يسوع:‏ «كل ما قالوا لكم ان تحفظوه فاحفظوه وافعلوه.‏ ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لانهم يقولون ولا يفعلون.‏» فيا أيها الآباء،‏ اذا كنتم لا تريدون فريسيين صغارا في عائلتكم لا تكونوا فريسيين كبارا!‏ —‏ متى ٢٣:‏٣‏.‏

٢٥ كيف يجب تعليم الأولاد عن المحبة؟‏

٢٥ والأولاد يتعلمون أولا عن المحبة برؤيتها ويتعلمون ان يعطوا المحبة بنيلها.‏ والمحبة لا يمكن شراؤها.‏ فالآباء قد يسكبون العطايا على أولادهم.‏ ولكنّ المحبة بصورة رئيسية قضية روحية،‏ من القلب لا من محفظة الجيب،‏ والعطايا وحدها لا يمكن أبدا ان تحلّ محلّ المحبة الاصيلة.‏ ومحاولة شراء المحبة تجعلها رخيصة.‏ ففضلا عن العطايا المادية،‏ أعطوا نفسكم ووقتكم وطاقتكم ومحبتكم.‏ وستنالون بنفس الكيل.‏ (‏لوقا ٦:‏٣٨‏)‏ وكما تقول ١ يوحنا ٤:‏١٩ عن محبتنا للّٰه:‏ «نحن نحبه لانه هو احبنا أولا.‏»‏

٢٦ و ٢٧ كيف يمكن تعليم الأولاد الفرح الذي يأتي من العطاء؟‏

٢٦ يمكن للأولاد ان يتعلموا عن العطاء بالاخذ.‏ ويمكن مساعدتهم ليتعلموا افراح العطاء والتقديم والتوزيع.‏ فساعدوهم ليروا انه مغبوط هو العطاء —‏ لكم،‏ للأولاد الآخرين،‏ للأشخاص الكبار.‏ ولا يريد الراشدون غالبا ان يقبلوا العطايا من الأولاد،‏ معتقدين خطأ انه من المحبة ان يدعوا الأولاد يحتفظون لانفسهم بالعطايا التي يعطونها.‏ قال احد الرجال:‏

‏«كنت ارفض عندما يقدم لي ولد شيئا من حلواه.‏ وكنت اعتقد انني امارس اللطف بعدم الاخذ مما اعرف انه يحبه كثيرا.‏ ولكن عندما كنت ارفض وأدعه يحتفظ به كله لنفسه لم اكن أرى الفرح الذي اعتقدت ان الولد يظهره.‏ ثم ادركت انني كنت ارفض سخاءه،‏ وأرفض عطاياه،‏ وأرفضه هو.‏ وبعد ذلك كنت اقبل دائما أمثال هذه العطايا لادعه يعرف افراح العطاء.‏»‏

٢٧ أراد ابوان في احدى العائلات مساعدة ابنهما الصغير ليصير كاولئك الموصوفين في الكتاب المقدس في ١ تيموثاوس ٦:‏١٨‏،‏ «اسخياء في العطاء كرماء في التوزيع.‏» ولذلك عند حضور مكان لدرس الكتاب المقدس كانا يأخذان المال الذي سيتبرعان به ويعطيانه لابنهما،‏ جاعلينه يضعه في صندوق التبرعات.‏ وساهم ذلك في التشديد له على قيمة تأييد الأمور الروحية والمساهمة في تزويد الحاجات المادية التي قد يشملها ذلك.‏

٢٨ و ٢٩ كيف يمكن تعليم الأولاد أهمية الاعتذار عن الأخطاء؟‏

٢٨ وكما يمكن ان يتعلم الأولاد المحبة والسخاء اذا رافق الارشاد الصائب المثال الجيد،‏ كذلك يمكن ان يتعلموا الاعتذار عندما يكون ذلك ملائما.‏ قال احد الآباء:‏ «عندما اخطئ الى اولادي اعترف بذلك لهم.‏ وأخبرهم باختصار لماذا أخطأت وانني على خطأ.‏ ويسهّل ذلك عليهم ان يعترفوا بأخطائهم لي،‏ عارفين انني غير كامل وانني سأفهم.‏» وتوضح وجهة النظر هذه مناسبة كان فيها شخص غريب يزور عائلة وكان الاب يعرّفه بأعضاء العائلة.‏ قال الزائر:‏

‏«جرى التعريف بجميع الحاضرين،‏ ثم دخل الغرفة صبي صغير مبتسم.‏ فقال الاب،‏ وهذا هو ابننا الأخير،‏ الذي قميصه ملوَّث بالمربى.‏ فاختفت ابتسامة الصبي وظهر على وجهه دليل الانزعاج.‏ وإذ رأى الاب ان الارتباك على وشك جلب الدموع سرعان ما جذب الولد اليه وقال،‏ كان لا يجب ان أقول ذلك،‏ انا متأسف.‏ فغصّ الصبي بالبكاء لحظة،‏ ثم غادر الغرفة،‏ ولكنه رجع سريعا بابتسامة اكبر أيضا —‏ وعليه قميص نظيف جديد.‏»

٢٩ لا شك ان ربط المودّة تقوى بتواضع كهذا.‏ وطبعا،‏ في ما بعد يمكن للاب ان يوضح للولد كيف يتخذ وجهة نظر متزنة من مشاكل الحياة،‏ الكبيرة والصغيرة.‏ ويمكن ان يساعد أولاده ليتعلموا ان لا يعتبروا الأمور الصغرى اهم من اللازم،‏ ويتمكنوا من الضحك على انفسهم،‏ ولا يتوقعوا الكمال من الآخرين كما لا يريدون توقع ذلك منهم.‏

أعطوا مجموعة من القيم الحقيقية

٣٠-‏٣٢ لماذا من الضروري ان يبتدئ الآباء في وقت مبكر جدا بمساعدة أولادهم على ادراك القيم الحقيقية في الحياة؟‏

٣٠ يرتبك كثيرون من الآباء اليوم في ماهية القيم الحقيقية للحياة.‏ ونتيجة ذلك فان كثيرين من الأولاد لا يجري اعطاؤهم ابدا مجموعة من القيم.‏ حتى ان بعض الآباء يشكّون في حقهم ان يكيفوا مواقف أولادهم.‏ فان لم يفعل الآباء ذلك سيفعله الأولاد الآخرون والجيران والأفلام السينمائية والتليفيزيونية.‏ وفجوة الجيل،‏ وتمرد الاحداث،‏ والمخدرات،‏ والآداب الجديدة،‏ والثورة الجنسية —‏ كل ذلك يخيف الآباء.‏ ولكنّ الحقيقة هي ان شخصية الولد تكون متطورة الى حد بعيد قبل ابتداء نشوء هذه القضايا في حياته.‏

٣١ تقول الدراسات الواردة في احدى المجلات العلمية ان «الجزء الكبير من شخصية الفرد يتأسس قبل ابتداء المدرسة.‏ وطبعا،‏ من المعروف عموما ان الأولاد قبل المدرسة قابلون كثيرا للتأثر والتكيف .‏.‏.‏ ولكننا اكتشفنا ان ما يواجهونه في طفوليتهم بشكل مواقف واختبارات غالبا ما يؤسس نماذج للتصرف دائمة وأحيانا غير قابلة للتغيّر.‏»‏

٣٢ يمكن ان تتغير النماذج الخاطئة،‏ ولكنّ باحثا آخر يوضح ما يحدث اذا سمح للسنوات الثمينة بان تضيع:‏ «يبقى الولد قابلا للتكيّف في سنواته السبع الأولى،‏ ولكن كلما انتظرتم أطول احتجتم بصورة جذرية اكثر الى تغيير بيئته —‏ واحتمال التغيير يصير اقل قليلا كل سنة تالية.‏»

٣٣ ما هي المفاهيم الأكثر أهمية التي يجب ان يتعلمها الأولاد؟‏

٣٣ يجب ان يتعلم الأولاد الصغار كثيرا من المفاهيم الأساسية،‏ ولكنّ الأكثر أهمية هي مفاهيم الحق والباطل،‏ الصواب والخطأ.‏ وإذ كتب الرسول بولس الى المسيحيين في افسس حثهم على نيل المعرفة الصحيحة،‏ «كي لا نكون في ما بعد أطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم بحيلة الناس بمكر الى مكيدة الضلال.‏ بل صادقين في المحبة ننمو في كل شيء الى ذاك الذي هو الرأس المسيح.‏» (‏افسس ٤:‏١٣-‏١٥‏)‏ فاذا تباطأ الآباء في مساعدة الصغار على تطوير المحبة للحق والاستقامة،‏ المحبة للصواب والصلاح،‏ يبقى الأولاد بلا دفاع ضد الغلط والخطأ.‏ وسنوات ما قبل المدرسة تمر تقريبا قبل ان يدرك الآباء ذلك.‏ فلا تدعوها تضيع.‏ استعملوا تلك السنوات التقويمية الحيوية القليلة الأولى مع اولادكم لاعطائهم مجموعة من القيم الحقيقية.‏ ويمكن ان يجنبكم ذلك الغم في السنوات التالية.‏ —‏ أمثال ٢٩:‏١٥،‏ ١٧‏.‏

٣٤ لماذا المقاييس المستقرة مهمة،‏ وما هو افضل مصدر لمقاييس كهذه؟‏

٣٤ «مشهد هذا العالم يتغيّر،‏» كتب الرسول الملهم،‏ ويصح ذلك دون شك في مقاييسه المادية والعاطفية والأدبية.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣١‏،‏ ع‌ج )‏ فلا يوجد استقرار في العالم.‏ ويجب ان يدرك الآباء انهم،‏ كبشر،‏ يمكن ان يفشلوا أيضا من هذا القبيل.‏ فاذا كان الآباء يفكرون في افضل مصالح أولادهم،‏ وكانوا مهتمين فعلا بسعادتهم المقبلة،‏ يدلّون أولادهم الى مجموعة من المقاييس مستقرة حقا.‏ ويمكن ان يفعلوا ذلك بالتشديد لاولادهم من الطفولية فصاعدا انه،‏ مهما كانت المسألة التي يمكن ان تنشأ،‏ ومهما كانت المشكلة التي تحتاج الى حلّ،‏ فان كلمة اللّٰه المكتوبة،‏ الكتاب المقدس،‏ هي المكان الذي يجب الالتفات اليه من اجل الأجوبة الحاسمة الأكثر عونا.‏ ومهما جعلت الظروف الحياة أحيانا تبدو مشوّشة او مظلمة ستستمر هذه الكلمة سراجا لرجلهم ونورا لسبيلهم.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏١٠٥‏.‏

٣٥ كم مهم هو تدريب الأولاد؟‏

٣٥ اجل،‏ هذه هي فترة فرصتكم الذهبية للابتداء بان تبنوا في اولادكم مجموعة من القيم يمكن ان تدعمهم طوال حياتهم.‏ فلا توجد مهنة اعظم ولا يوجد عمل اهم من تدريب اولادكم.‏ والوقت للابتداء هو منذ الولادة،‏ في طفوليتهم!‏

‏[الصورة في الصفحة ١١٧]‏

اجعلوا التعلم اختبارا ممتعا

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة