مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ح‌ع الفصل ١١ ص ١٤٦-‏١٦٠
  • إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة
  • جعل حياتكم العائلية سعيدة
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • اتخاذ نظرة بعيدة المدى
  • تشجيع ولدكم على التعبير
  • السنوات الانتقالية
  • فهم حاجات المراهقين
  • منح المشورة والتقويم
  • الشعور بالقيمة الفردية
  • حماية الشرائع الأدبية للكتاب المقدس
  • ايها الوالدون والاولاد تواصلوا بمحبة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٣
  • ايها الوالدون،‏ درِّبوا اولادكم بمحبة
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠٠٧
  • درِّبوا ولدكم من الطفولية
    سرّ السعادة العائلية
  • تفريح قلوب آبائكم
    جعل حياتكم العائلية سعيدة
المزيد
جعل حياتكم العائلية سعيدة
ح‌ع الفصل ١١ ص ١٤٦-‏١٦٠

الفصل ١١

إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة

١ و ٢ ما هو الاتصال،‏ ولماذا هم مهم؟‏

الاتصال هو اكثر من مجرد التكلم.‏ وكما عبّر عن ذلك الرسول بولس:‏ ان لم يكن كلامكم مفهوما من السامع «فانكم تكونون تتكلمون في الهواء.‏» (‏١ كورنثوس ١٤:‏٩‏)‏ فهل يصل ما تقولونه الى اولادكم،‏ وهل تفهمون حقا ما يحاولون ان يخبروكم به؟‏

٢ من اجل الاتصال الحقيقي يجب ان يكون هنالك نقل للافكار والآراء والمشاعر من عقل الى آخر.‏ فاذا دعيت المحبة قلب الحياة العائلية السعيدة،‏ حينئذ يمكن ان يدعى الاتصال دم الحياة.‏ والانهيار في الاتصال بين رفقاء الزواج ينذر بالاضطراب.‏ ويكون ذلك خطيرا بشكل مماثل،‏ ان لم يكن اكثر أيضا،‏ عندما يحدث بين الآباء والأولاد.‏

اتخاذ نظرة بعيدة المدى

٣ في اية فترة من حياة الولد يجب ان يتوقع الآباء المشاكل في الاتصال؟‏

٣ والضغوط الكبرى على خطوط الاتصال بين الآباء وأولادهم تأتي،‏ لا في السنوات الباكرة من حياة الولد،‏ بل في سنوات المراهقة.‏ فيجب ان يدرك الإباء ان الحال ستكون كذلك.‏ ومن غير الواقعي التوقع انه لسبب كون السنوات الابكر من حياة أولادهم خالية نسبيا من المشاكل ستكون كذلك أيضا هذه السنوات التالية.‏ فالمشاكل ستأتي،‏ والاتصال الواضح الفعال يمكن ان يكون عاملا رئيسيا في حلّها او تقليلها.‏ وإذ يدرك الآباء ذلك يلزم ان ينظروا الى الامام،‏ ان يفكروا مسبقا،‏ لانّ «نهاية امر خير من بدايته.‏» —‏ جامعة ٧:‏٨‏.‏

٤ هل يجب ان يكون كل الاتصال العائلي بشكل محادثة؟‏ أوضح.‏

٤ تساهم أمور كثيرة في تأسيس وبناء خطوط الاتصال العائلية وابقائها عاملة.‏ فعلى مرّ السنين يمكن للرجل وزوجته ان يبنيا الثقة العميقة والائتمان والفهم المتبادل الذي يجعل الاتصال ممكنا حتى دون كلام —‏ فمجرد نظرة او ابتسامة او لمسة يمكن ان تقول الشيء الكثير.‏ ويجب ان يهدفا الى بناء نفس الأساس القوي للاتصال بأولادهما.‏ فقبل ان يفهم الطفل الكلام ينقل اليه الابوان مشاعر الامن والمحبة.‏ وفيما يكبر الأولاد،‏ اذا كانت العائلة تعمل وتلعب وأكثر من ذلك تعبد معا،‏ يجري تأسيس خطوط اتصال قوية.‏ ولكنّ ابقاء هذه الخطوط مفتوحة يتطلب الحكمة والجهد الحقيقي.‏

تشجيع ولدكم على التعبير

٥-‏٧ (‏أ)‏ لماذا يحسن بالآباء ان ينتبهوا في ما يتعلق بإيقاف الولد عن التكلم؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للآباء ان يعلّموا الأولاد الملاطفة والمجاملة؟‏

٥ والمثل القديم هو ان «الأولاد يجب رؤيتهم لا سماعهم.‏» وهو صحيح —‏ أحيانا.‏ فالاولاد يلزم ان يتعلموا انه،‏ كما تقول كلمة اللّٰه،‏ «للسكوت وقت وللتكلم وقت.‏» (‏جامعة ٣:‏٧‏)‏ ولكنّ الأولاد يلتمسون الانتباه،‏ ويجب ان يحترز الاباء من خنق التعبير الحر بلا لزوم.‏ لا تتوقعوا ان يكون تجاوب الولد الصغير مع الاختبارات كذاك الذي للراشد.‏ فالراشد يرى الحادثة كمجرد جزء من مشهد الحياة الواسع.‏ والولد قد يهتاج جدا وينهمك كليا في قضية ذات اهتمام مباشر بحيث ينسى تقريبا كل شيء اخر.‏ والولد الصغير قد يندفع فجأة الى الغرفة ويبتدئ مهتاجا بسرد حادثة لابيه او امه.‏ فاذا قاطع الاب او الام الولد بسخط «اسكت!‏» او تلفظ بعبارة غضب أخرى قد تخمد حماسة الولد.‏ والهذر الصبياني ربما لا ينقل الشيء الكثير.‏ ولكن،‏ بتشجيع اولادكم على التعبير الطبيعي،‏ قد تمنعونهم بعد ذلك في الحياة من الاحتفاظ لانفسهم بالامور التي تريدون وتحتاجون الى معرفتها.‏

٦ والملاطفة والمجاملة تساهم في الاتصال الجيد.‏ فيجب ان يتعلم الأولاد اللطف،‏ ويجب ان يرسم لهم الآباء المثال في اتصالهم الخاص بالاولاد وبطرائق أخرى أيضا.‏ والتوبيخ سيكون ضروريا،‏ ويجب ان يعطى عند اللزوم حتى بصرامة.‏ (‏أمثال ٣:‏١١،‏ ١٢،‏ ١٥:‏٣١،‏ ٣٢،‏ تيطس ١:‏١٣‏)‏ ولكن اذا جرت مقاطعة الأولاد دائما وتقويمهم باستمرار،‏ او الاردأ من ذلك الاستخفاف وحتى الاستهزاء بهم من الاب او الام عندما يتكلمون،‏ فانهم على الأرجح يتراجعون —‏ او يذهبون الى شخص اخر عندما يريدون ان يتكلموا.‏ وكلما كان الابن او الابنة اكبر صارت هذه هي الحال اكثر.‏ فلم لا تفعلون هذا الامر —‏ عند نهاية اليوم توقفوا وراجعوا محادثاتكم كع ابنكم او ابنتكم،‏ ثم اسألوا نفسكم:‏ كم مرة قلت أمورا تعبّر عن التقدير او التشجيع او الاستحسان او المدح؟‏ ومن جهة أخرى،‏ كم مرة قلت أمورا تدل على العكس،‏ تميل الى الحط من قدره او قدرها،‏ تقترح عدم الاكتفاء او الاثارة او الاغاظة؟‏ وقد يدهشكم ما تكشف عنه مراجعتكم.‏ —‏ أمثال ١٢:‏١٨‏.‏

٧ والصبر وضبط النفس الابوي كثرا ما يكون لازما.‏ فالاحداث يميلون الى الاندفاع بسرعة.‏ وقد يقولون فجأة ما في أفكارهم،‏ مقاطعين محادثة الراشدين.‏ فيمكن ان يوبخ الاب او الام الصغير بفظاظة.‏ ولكن أحيانا قد يكون من الاحكم الاصغاء بلطف،‏ مزوّدين بالتالي المثال على ضبط النفس،‏ ثم بعد الإجابة باختصار ذكّروا الولد بمودة بالحاجة الى الاتصاف باللطف والاعتبار.‏ وهكذا،‏ هنا أيضا،‏ يمكن ان تنطبق النصيحة بان يكون المرء «مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم مبطئا في الغضب.‏» —‏ يعقوب ١:‏١٩‏.‏

٨ كيف يمكن ان يشجع الآباء أولادهم على المجيء اليهم طلبا للارشاد؟‏

٨ تريدون ان يندفع اولادكم الى طلب ارشادكم عندما تكون لديهم مشاكل.‏ فيمكن ان تشجعوهم على ذلك اذ تظهرون انكم انتم أيضا تطلبون الارشاد في الحياة ولديكم من تنظرون اليه باذعان.‏ قال أب،‏ في التعليق على طريقة تأسيسه الاتصال الجيد بأولاده وهم صغار بعد،‏ ما يلي:‏

‏«كل ليلة تقريبا لديّ صلوات مع الأولاد وقت النوم.‏ فهم عموما في فراشهم،‏ وأنا اجثو الى جانبه وأضعهم بين ذراعيّ.‏ فأقول صلاة وغالبا ما يقولون صلاة بعد ذلك.‏ وليس غير عادي ان يقبّلوني ويقولوا،‏ ابي،‏ انا احبك،‏ ثم ان يكشفوا عن شيء في قلبهم.‏ ففي دفء فراشهم وأمن عناق ابيهم يمكن ان يخبروا بمشكلة شخصية يريدون المساعدة فيها او ان يعبّروا عن المودّة.‏»

وفي أوقات الطعام والمناسبات الأخرى اذا كانت صلواتكم —‏ لا آلية —‏ بل تعبيرية،‏ تقال من القلب وتعكس العلاقة الشخصية الاصيلة بخالقكم وأبيكم السماوي،‏ يمكن ان يساهم ذلك الى حد بعيد في علاقة سليمة بذريتكم.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏٢١،‏ ٤:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

السنوات الانتقالية

٩ ماذا يمكن القول في مشاكل وحاجات المراهقين بالنسبة الى تلك التي للأولاد الأصغر؟‏

٩ المراهقة هي وقت انتقالي،‏ وقت لا يعود فيه ابنكم او ابنتكم ولدا ولكنه لا يكون بعد راشدا.‏ فأجسام المراهقين تختبر التغييرات،‏ وهذه تؤثر في العواطف.‏ ومشاكل وحاجات المراهقين تختلف عن تلك التي للأولاد الأصغر.‏ ولذلك يجب تكييف اقتراب الآباء من هذه المشاكل والحاجات،‏ لان ما يلائم الولد الأصغر لا يلائم المراهق دائما.‏ فهنالك حاجة الى إعطاء الأسباب اكثر،‏ ويتطلب ذلك الاتصال اكثر لا اقل.‏

١٠ (‏أ)‏ لماذا الإيضاحات البسيطة عن الجنس غير كافية للمراهقين؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للآباء ان يدخلوا في مناقشات مع ولدهم عن الجنس؟‏

١٠ والايضاحات البسيطة التي تعطونها لولدكم الصغير عن الجنس،‏ مثلا،‏ لن تسدّ حاجات المراهقين.‏ فهم يشعرون بالدوافع الجنسية،‏ ولكنّ الارتباك غالبا ما يمنعهم من الاقتراب الى ابيهم او امهم بالاسئلة.‏ فيجب ان يأخذ الآباء المبادرة،‏ ولن يكون ذلك سهلا الا اذا بنوا وحافظوا على خطوط اتصال جيدة،‏ وخاصة بكونهم أصدقاء احماء لاولادهم في العمل واللعب.‏ وابتداء القذف المنوي للفتى او الطمث للفتاة سيكون اقل ازعاجا اذا جرى إيضاح ذلك مسبقا.‏ (‏لاويين ١٥:‏١٦،‏ ١٧،‏ ١٨:‏١٩‏)‏ فيمكن للاب ربما اثناء نزهة مع ابنه ان يثير مسألة العادة السرية،‏ ذاكرا ان اكثر الشبان لديهم على الأقل مشكلة في ذلك،‏ ويسأل،‏ «كيف حالك من هذا القبيل؟‏» او «هل وجدت ذلك مشكلة؟‏» وحتى بعض المناقشات العائلية يمكن ان تعالج مشاكل المراهقة ذات العلاقة اذ يقدم الاب والام كلاهما مشورتهما بطريقة غير رسمية ولكن صريحة.‏

فهم حاجات المراهقين

١١ بأية طرائق يختلف المراهقون عن الراشدين؟‏

١١ «اقتن الحكمة وبكل مقتناك اقتن الفهم.‏» (‏أمثال ٤:‏٧‏)‏ فكآ‌باء كونوا حكماء في طرق الاحداث،‏ وأظهروا الفهم لمشاعرهم.‏ لا تنسوا كيف كانت الحال عندما كنتم احداثا.‏ واذكروا أيضا انه فيما كان كل شخص كبير صغيرا مرة،‏ ويعرف كيف كان ذلك،‏ لم يختبر ايّ من الصغار كونه كبيرا.‏ والحدث المراهق لا يريد ان تجري معاملته كولد في ما بعد،‏ ولكنه ليس راشدا ولا يملك الكثير من اهتمامات الراشدين بعد.‏ فهو لا يزال يميل الى اللعب ويحتاج الى بعض الوقت لذلك.‏

١٢ كيف يريد المراهقون ان تجري معاملتهم من آبائهم؟‏

١٢ هنالك أمور معيّنة يريدها الاحداث خصوصا من الآباء في هذه المرحلة من الحياة.‏ فهم يريدون ان يجري فهمهم.‏ ويريدون اكثر من أي وقت مضى ان تجري معاملتهم كأفراد.‏ ويريدون الارشاد والتوجيه الثابت الذي يأخذ بعين الاعتبار اقترابهم من الرشد.‏ ويريدون كثيرا ان يشعروا بالحاجة اليهم والتقدير لهم.‏

١٣ كيف يمكن ان يتجاوب الأولاد المراهقون مع القيود الابوية،‏ ولماذا؟‏

١٣ لا يجب ان يندهش الآباء لان مقدارا من المقاومة للقيود يبتدئ بالظهور في سن المراهقة.‏ فذلك لسبب اقتراب الاحداث من الاستقلال الاخير والرغبة الطبيعية في مزيد من حرية العمل والاختيار.‏ فالاطفال الضعفاء يحتاجون الى العناية الابوية المستمرة،‏ والأولاد الصغار يحتاجون الى الحماية الجيدة،‏ ولكن اذ يكبرون يتسع حقل النشاط وتزداد وتقوى الربط مع الذين هم خارج الدائرة العائلية.‏ وطلب الاستقلال قد يجعل التعامل نوعا ما صعبا مع الابن او الابنة.‏ ولا يمكن ان يدع الآباء سلطتهم يجري تجاهلها او نقضها —‏ لخير أولادهم.‏ ولكن يمكن ان يعالجوا القضية بحكمة ويحافظوا على الاتصال اذا ذكروا ما يدفع هذا التصرف الذي ربما كان مزعجا.‏

١٤ كيف يمكن ان يعالج الآباء بنجاح رغبة الولد في مزيد من الاستقلال؟‏

١٤ وإذ يواجه الآباء دافع ابنهم او ابنتهم الى مزيد من الاستقلال ماذا يجب ان يفعلوا؟‏ ان هذا الدافع كنابض مضغوط وموجود في اليد.‏ فاذا تركتموه فجأة يطير بشكل غير مضبوط واتجاه غر معروف.‏ واذا بقي في اليد أطول من اللازم تتعبون انتم ويضعف هو.‏ أما اذا تركتموه تدريجيا وبطريقة مضبوطة فيقف في مكانه اللائق.‏

١٥ ماذا يظهر ان نمو يسوع الى الرشد كان تحت التوجيه الابوي؟‏

١٥ ونجد مثالا على مثل هذا النمو المضبوط نحو الاستقلال في قضية يسوع كولد.‏ فعن سنواته ما قبل المراهقة تقول الرواية التاريخية في لوقا ٢:‏٤٠‏،‏ «كان الصبي ينمو ويتقوّى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة اللّٰه عليه.‏» ولا شك ان ابويه لعبا دورا كبيرا في نموه لان حكمته،‏ رغم كونه كاملا،‏ لا تكون آلية.‏ فقد زوّدا قانونيا المناخ الروحي لتدريبه،‏ كما تذكر الرواية بعد ذلك.‏ وبعمر ١٢ سنة،‏ عندما كانت العائلة في اورشليم تحضر عيد الفصح،‏ ذهب يسوع الى الهيكل وانهمك في محادثة مع المعلّمين الدينيين هناك.‏ ويظهر ان ابويه سمحا لابنهما البالغ من العمر ١٢ سنة بهذا المقدار من حرية العمل.‏ فغادرا اورشليم دون ان يدركا انه بقي هناك،‏ ربما معتقدين انه بين الأصدقاء او الاقرباء الراجعين.‏ وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل،‏ ليس انه كان يحاول تعليم شيوخه،‏ بل كان «يسمعهم ويسألهم.‏» فأوضحت امه الألم العقلي الذي اختبراه،‏ وأجاب يسوع باحترام انه اعتقد انهما يعرفان يقينا اين يجدانه عندما يكونان على استعداد للمغادرة.‏ ورغم ممارسته شيئا من حرية العمل تقول الرواية بان يسوع بعد ذلك «كان خاضعا لهما،‏» متصرفا حسب ارشاداتهما وقيودهما وهو يدخل في سنوات مراهقته،‏ و «كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند اللّٰه والناس.‏» —‏ لوقا ٢:‏٤١-‏٥٢‏.‏

١٦ عندما يختبر الآباء المشاكل مع المراهق ماذا يجب ان يذكروا؟‏

١٦ وبشكل مماثل يجب على الآباء ان يسمحوا للبنين او البنات المراهقين بدرجة من الاستقلال،‏ مانحين المزيد من ذلك تدريجيا اذ يقتربون من الرشد،‏ وتاركين إياهم يتخذون القرارات الشخصية اكثر فاكثر تحت الارشاد والإشراف الابوي.‏ وعندما تنشأ المشاكل فان فهم السبب سيساعد الآباء ليتجنبوا صنع قضايا كبيرة من الأمور الصغيرة.‏ ففي كثير من الأحيان لا يتمرد المراهق عمدا على ابويه،‏ بل يحاول تأسيس درجة من الاستقلال دون ان يعرف كيف يشرع في ذلك.‏ ولذلك قد يرتكب الآباء الأخطاء،‏ ربما صانعين قضايا من الأمور الخاطئة.‏ فان لم تكن المسألة خطيرة دعوها تمر.‏ أما عندما تكون خطيرة فتحلّوا بالثبات.‏ لا تصفّوا عن البعوضة ولا تبلعوا الجمل.‏ —‏ متى ٢٣:‏٢٤‏.‏

١٧ اية عوامل يجب ان يأخذها الآباء بعين الاعتبار عندما يضعون القيود على الأولاد المراهقين؟‏

١٧ يمكن ان يساعد الآباء على استمرار العلاقة الحسنة ببنيهم وبناتهم المراهقين اذ يظهرون الاتزان الجيد في القيود التي يضعونها عليهم.‏ واذكروا انه فيما تكون «الحكمة التي من فوق.‏.‏.‏ أولا طاهرة» فهي أيضا «مترفقة» و «مملوّة رحمة» وعديمة «الرياء.‏» (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ فهنالك أمور يظهر الكتاب المقدس انها غير مقبولة كليا،‏ بما فيها السرقة والعهارة والصنمية والاخطاء الجسيمة المماثلة.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وبالنسبة الى أمور كثيرة أخرى قد يتوقف الصواب او الخطأ على مدى او درجة القيام بالامر.‏ فالطعام جيد،‏ ولكن اذا اكلنا اكثر من اللازم نصير شرهين.‏ وكذلك أيضا مع بعض اشكال التسلية،‏ كالرقص او اللعب او الحفلات او النشاطات المماثلة.‏ وفي حالات كثيرة ليس الامر ما يجري،‏ بل كيف يجري،‏ ومع من يجري.‏ وهكذا،‏ كما لا ندين الاكل عندما تكون الشراهة ما نعنيه حقا،‏ لا يريد الآباء ان يصدروا حكما شاملا على نشاط للاحداث اذا كان الاعتراض الحقيقي هو على الشكل او الحد المتطرف الذي يصل اليه البعض او على الظروف غير المرغوب فيها التي يمكن ان تزحف.‏ —‏ قارن كولوسي ٢:‏٢٣‏.‏

١٨ كيف يمكن ان يحذر الآباء أولادهم بشأن العشراء؟‏

١٨ يشعر جميع الصغار بالحاجة الى الأصدقاء.‏ والقليلون يمكن ان يعتبروا «مثاليين،‏» ولكن أليست لاولادكم نقاط ضعفهم؟‏ فقد ترغبون في منع معاشراتهم لبعض الاحداث لسبب اعتبار هؤلاء ضررا محتملا.‏ (‏أمثال ١٣:‏٢٠،‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٣،‏ ١٤،‏ ٢ تيموثاوس ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وبالنسبة الى الآخرين قد ترون أمورا تحبونها وأمورا لا تحبونها.‏ فعوض استثناء الفرد تماما لسبب نقص ما قد ترغبون في التعبير لاولادكم عن التقدير لصفات صديقهم الجيدة فيما توضحون الحاجة الى الحذر في مجالات الضعف،‏ مشجعين ابنكم او ابنتكم ليكون قوة للخير في هذه المجالات لفائدة الصديق الدائمة.‏

١٩ انسجاما مع المبدأ المرسوم في لوقا ١٢:‏٤٨ كيف يمكن مساعدة الأولاد على امتلاك نظرة صائبة الى الحرية؟‏

١٩ واحدى طرائق مساعدة ابنكم او ابنتكم المراهق ليطوّر نظرة صائبة الى زيادة الحرية هي ان تساعدوه ليرى ان الحرية الأعظم ترافقها مسؤولية اعظم.‏ «كل من أعطي كثيرا يُطلب منه كثير.‏» (‏لوقا ١٢:‏٤٨‏)‏ فكلما كان الأولاد قادرين على تحمل المسؤولية اكثر تمكن الآباء من منحهم ثقة اعظم.‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٣،‏ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏

منح المشورة والتقويم

٢٠ فضلا عن السلطة على الأولاد ماذا يلزم لمنع انهيار الاتصال؟‏

٢٠ اذا كان الشخص ينصحكم ولكنه لا يفهم موقفكم تشعرون بان مشورته غير عملية.‏ واذا كان يملك السلطة ليجبركم على اتّباع أوامره قد تستاءون من ذلك كشيء غير عادل.‏ فيجب ان يذكر الآباء ان «قلب الفهيم يطلب معرفة» وصاحب «المعرفة متشدد القوة.‏» (‏أمثال ١٥:‏١٤،‏ ٢٤:‏٥‏)‏ وقد تملكون السلطة على اولادكم،‏ ولكن اذا جرى تعزيزها بالمعرفة والفهم تكونون اكثر فعالية في الاتصال بهم.‏ والفشل في اظهار الفهم عند تقويم الاحداث يمكن ان يؤدي الى «فجوة الجيل» وانهيار الاتصال.‏

٢١ كيف يجب ان يتعامل الآباء مع الأولاد الذين يتورطون في خطأ خطير؟‏

٢١ وماذا تفعلون اذا تورط ولدكم في مشكلة،‏ اذا ارتكب خطأ خطيرا او خطأ يدهشكم؟‏ لا يجب ابدا ان توافقوا على الخطأ.‏ (‏اشعياء ٥:‏٢٠،‏ ملاخي ٢:‏١٧‏)‏ ولكن أدركوا ان ابنكم او ابنتكم الآن اكثر من ايّ وقت آخر يحتاج الى المساعدة بفهم والتوجيه بمهارة.‏ فكيهوه اللّٰه يمكن ان تقولوا،‏ هلمّ نتحاجج،‏ فالحالة خطيرة ولكن يمكن إصلاحها.‏ (‏اشعياء ١:‏١٨‏)‏ وانفجار الغضب او الاحكام القاسية يمكن ان يخنق الاتصال.‏ فكثيرون من الاحداث الذين اخطأوا يقولون:‏ لم استطع ان أتكلم الى ابويّ —‏ لو فعلت ذلك لسخطا عليّ.‏ وتقول افسس ٤:‏٢٦‏:‏ «اغضبوا ولا تخطئوا.‏ لا تغرب الشمس على غيظكم.‏» فاضبطوا عواطفكم وانتم تسمعون ما يقوله ابنكم او ابنتكم.‏ ثم ان اصغاءكم بعدل يجعل قبول التقويم الذي تمنحونه اسهل.‏

٢٢ لماذا لا يجب ان يدل الآباء ابدا انهم قد تخلّوا عن الرجاء باولادهم؟‏

٢٢ ربما لم يكن ذلك حادثة واحدة بل مجموعة من المشاكل،‏ نموذجا يعرب عن صفة غير مرغوب فيها.‏ فرغم كون التأديب ضروريا،‏ لا يجب ان يدل الآباء ابدا بالكلام او المزاج انهم قد تخلّوا عن الرجاء بالولد.‏ وطول اناتكم ستكون مقياسا لعمق محبتكم.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٤‏)‏ فلا تحاربوا الشر بالشر،‏ بل اغلبوه بالخير.‏ (‏رومية ١٢:‏٢١‏)‏ ولا ينتج الا الضرر اذا جرى اذلال الحدث امام الآخرين بعبارات تقول انه «كسلان» او «متمرد» او «عديم القيمة» او «ميئوس منه.‏» فالمحبة لا تقطع الرجاء.‏ (‏١ كورنثوس ١٣:‏٧‏)‏ وقد يذهب الحدث الى حد الجناح ومغادرة البيت.‏ ورغم عدم التعبير بطريقة ما عن الموافقة،‏ يمكن للآباء ان يبقوا الطريق مفتوحا لرجوعه.‏ كيف؟‏ بالاظهار انهم لا يرفضونه هو بل مسلكه.‏ ويمكن ان يستمروا في التعبير له عن اعتقادهم انه يملك في داخله صفات جيدة وعن رجائهم ان تنتصر هذه الصفات.‏ واذا كانت هذه هي الحال سيتمكن،‏ كالابن الضال في مثل يسوع،‏ من الرجوع الى البيت متاكدا ان رجوعه بتوبة لن يجري استقباله بخشونة او برودة.‏ —‏ لوقا ١٥:‏١١-‏٣٢‏.‏

الشعور بالقيمة الفردية

٢٣ لماذا من المهم ان يشعر المراهقون بانهم أعضاء ذوو قيمة في العائلة؟‏

٢٣ جميع الخلائق البشرية يحتاجون الى شيء من الاعتراف،‏ الى نيل القبول والرضى،‏ الى الشعور بالانتماء.‏ ولكي ينال الشخص القبول والرضى الضروري لا يستطيع طبعا ان يصير مستقلا اكثر من اللازم.‏ فيجب ان يبقى ضمن حدود السلوك المقبول من الفريق الذي ينتمي اليه.‏ والاحداث في سنوات مراهقتهم يشعرون بهذه الحاجة الى الانتماء في العائلة.‏ فاجعلوهم يشعرون بانهم أعضاء ذوو قيمة في الدائرة العائلية،‏ يساهمون في خيرها،‏ ويجري السماح لهم أيضا بالاشتراك في شيء من التخطيط والقرارات العائلية.‏

٢٤ ماذا يجب ان يتجنب الآباء فعله لئلا يحسد الأولاد بعضهم بعضا؟‏

٢٤ «لا نكن معجبين،‏» يقول الرسول،‏ «نغاضب بعضنا بعضا ونحسد بعضنا بعضا.‏» (‏غلاطية ٥:‏٢٦‏)‏ فالمدح من الاب او الام عندما يفعل الابن او الابنة حسنا سيساعد على منع نشوء روح كهذه.‏ أما مقابلة الحدث بشكل غير ملائم بشخص آخر يجري عرضه تكرارا كأسمى فستخلق الحسد او الاستياء.‏ وقال الرسول بانه «ليمتحن كل واحد عمله وحينئذ يكون له الفخر من جهة نفسه فقط لا من جهة غيره.‏» (‏غلاطية ٦:‏٤‏)‏ فالحدث يريد ان يكون مقبولا على ما هو عليه شخصيا،‏ وعلى من هو عليه،‏ وما يستطيع فعله،‏ ان يصير محبوبا الى ابويه من اجل هذه الأمور.‏

٢٥ كيف يمكن للآباء ان يساعدوا أولادهم على تطوير الشعور بالقيمة؟‏

٢٥ ويمكن للآباء ان يساعدوا ابنهم او ابنتهم على تطوير الشعور بالقيمة اذ يدربونه على تحمل مسؤوليات الحياة في كل المجالات.‏ فقد كانوا يدربون أولادهم منذ الطفولية في الاستقامة والصدق والمعاملة الصائبة للآخرين،‏ وهم يبنون على هذا الأساس الابكر اذ يظهرون كيف تنطبق هذه الصفات في المجتمع البشري.‏ ويشمل ذلك كيف يتحمل الفرد مسؤولية العمل ويكون شخصا يمكن الاعتماد عليه.‏ وإذ كان يسوع «يتقدم في الحكمة» كمراهق تعلّم مهنة الى جانب مربيه يوسف،‏ لانه حتى عندما بلغ من العمر ٣٠ سنة وابتدأ عمل مناداته العلنية بالملكوت أشار اليه الناس بصفته «النجار.‏» (‏مرقس ٦:‏٣‏)‏ وفي فترة المراهقة يجب ان يتعلم الفتيان خصوصا ما يعنيه العمل وارضاء رب العمل او الزبون،‏ رغم كون العمل إنجازا لمهمة بسيطة.‏ ويمكن الاظهار لهم انه بكونهم فعلة يعملون بجد واجتهاد ويمكن الاعتماد عليهم انما يربحون احترام الذات والاحترام والتقدير من الآخرين،‏ وانهم ليسوا فقط مفخرة لآبائهم والعائلة بل يزيّنون أيضا «تعليم مخلّصنا اللّٰه في كل شيء.‏»‏ —‏ تيطس ٢:‏٦-‏١٠‏.‏

٢٦ اية عادة قديمة اعترفت بان الابنة ذات قيمة كعضو في العائلة؟‏

٢٦ والفتيات أيضا يمكن ان يتعلمن فنّ تدبير المنزل وخدمة البيت ويكسبن التقدير والمدح داخل العائلة وخارجها.‏ وقيمة الابنة الكامنة لعائلتها تتضح في ازمنة الكتاب المقدس بعادة اخذ عطية او مهر عند إعطاء الابنة زوجة.‏ وكان ذلك دون شك يعتبر تعويضا عن خسارة خدماتها للعائلة.‏ —‏ تكوين ٣٤:‏١١،‏ ١٢،‏ خروج ٢٢:‏١٦‏.‏

٢٧ لماذا يجب استعمال فرص الثقافة بشكل مفيد؟‏

٢٧ وفرص الثقافة يجب استعمالها لافادة وتأهيل الاحداث لمواجهة تحديات الحياة في نظام الأشياء الحاضر.‏ وأمثال هؤلاء الاحداث يشملهم تشجيع الرسول ان «يتعلم من لنا أيضا ان يمارسوا اعمالا حسنة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا بلا ثمر.‏» —‏ تيطس ٣:‏١٤‏.‏

حماية الشرائع الأدبية للكتاب المقدس

٢٨ و ٢٩ (‏أ)‏ اية مشورة يعطيها الكتاب المقدس عن المعاشرات؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن للآباء ان يساعدوا أولادهم على الاصغاء الى هذه المشورة؟‏

٢٨ من المفهوم ان يهتم الآباء عندما تُلزم الظروف،‏ ربما الجوار الذي يحيون فيه او المدرسة التي يحضرها أولادهم،‏ هؤلاء الأولاد بمعاشرة بعض الاحداث الجانحين الذين يهلكون انفسهم.‏ وقد يدرك الآباء حقيقة عبارة الكتاب المقدس ان «المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة.‏» ولذلك لا يريدون ان يقبلوا حجة الولد المتوسل:‏ «كل شخص آخر يفعل ذلك،‏ فلمَ لا استطيع انا؟‏» ربما ليس كل شخص آخر،‏ ولكن حتى لو كان الامر كذلك ليس هذا سببا كافيا ليفعل ولدكم ذلك اذا كان خاطئا او غير حكيم.‏ «لا تحسد اهل (‏او أولاد)‏ الشر ولا تشته ان تكون معهم.‏ لانّ قلبهم يلهج بالاغتصاب وشفاههم تتكلم بالمشقة.‏ بالحكمة يبنى البيت وبالفهم يثبَّت.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣،‏ أمثال ٢٤:‏١-‏٣‏.‏

٢٩ لا يمكن ان ترافقوا اولادكم في المدرسة او عبر الحياة.‏ ولكن،‏ اذ تبنون بيتكم بالحكمة،‏ يمكن ان ترسلوا معهم شرائع أدبية جيدة ومبادئ صائبة للارشاد.‏ «كلام الحكماء كالمناسيس.‏» (‏جامعة ١٢:‏١١‏)‏ وفي الأزمنة القديمة كانت هذه المناسيس عصيّا طويلة برؤوس دقيقة.‏ وكانت تستعمل لحثّ الحيوانات على الاستمرار في السير بالاتجاه الصحيح.‏ وكلمات اللّٰه الحكيمة تبقينا سائرين في الطريق الصحيح،‏ واذا زغنا تجعل ضميرنا ينخسنا لنغيّر مسلكنا.‏ فلخير اولادكم الدائم أرسلوا مثل هذه الحكمة معهم.‏ امحوهم إياها بالكلام والمثال.‏ اغرسوا مجموعة من القيم الحقيقية،‏ وهذا ما سيطلبه اولادكم في الآخرين الذين يختارونهم كرفيق شخصي.‏ —‏ مزمور ١١٩:‏٩،‏ ٦٣‏.‏

٣٠ كيف يمكن للآباء ان يمنحوا أولادهم الشرائع الأدبية المعطاة من اللّٰه؟‏

٣٠ في كل ذلك اذكروا ان القيم الأدبية تنغرس اكثر على الأرجح اذا كان هنالك جوّ بيتي يجري فيه احترام واتّباع هذه المبادئ.‏ فتحلّوا بالمواقف التي تريدون ان يتحلّى بها اولادكم.‏ وفي بيتكم،‏ ضمن الدائرة العائلية،‏ تاكدوا ان يجد اولادكم فهم الراشدين والمحبة والتسامح ودرجة امينة من الحرية والاستقلال الى جانب العدل والانصاف والشعور بالقبول والانتماء الذي يحتاجون اليه.‏ بهذه الطرائق امنحوهم الشرائع الأدبية المعطاة من اللّٰه ليأخذوها معهم خارج الدائرة العائلية.‏ فلا يمكن ان تعطوهم ميراثا افضل.‏ —‏ أمثال ٢٠:‏٧‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة