مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «أشور»‏
  • أشور

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • أشور
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • تِغْلَث فَلاسِر (‏الثالث)‏
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • كتاب يستحق ثقتك
    استيقظ!‏ ٢٠١١
  • الامبراطورية الاشورية
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • لا تخف من اشور
    نبوة اشعيا —‏ نور لكل الجنس البشري الجزء ١
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «أشور»‏

أشور

يُطلق هذا الاسم على البلاد التي احتلت قديما الطرف الشمالي لسهل بلاد ما بين النهرين او اقصى الجزء الشمالي لما هو اليوم دولة العراق.‏ من حيث الاساس،‏ كانت اشور تقع ضمن المثلث المكون من نهرَي دجلة والزاب الصغير.‏ وهذان النهران شكلا عموما حدودها الغربية والجنوبية،‏ في حين شكلت جبال ارمينيا القديمة الحدود الشمالية،‏ وسلسلة جبال زڠروس وبلاد مادي الحدود الشرقية.‏ ولكن لا بد من الاشارة الى ان هذه الحدود كانت تتغير الى حد كبير.‏ فكانت اشور تتسع جنوب الزاب الصغير حين تضعف بابل انما لتعود وتتراجع عندما تقل نجاحاتها السياسية وتتعاظم نجاحات بابل.‏ وقد تغيرت الحدود الاخرى ايضا خصوصا تلك التي شكلها دجلة،‏ لأن اشور وسّعت نفوذها غرب هذا النهر في وقت باكر.‏ وطبعا،‏ اصبحت الامبراطورية الاشورية في وقت لاحق تضم منطقة اكبر بكثير.‏ —‏ الخريطة في المجلد ١،‏ ص X‏.‏

ربطت بين اشور وبابل طوال تاريخهما علاقة وثيقة.‏ فقد كانتا دولتين متجاورتين تقعان ضمن منطقة واحدة دون ان تفصل بين اراضيهما اية حدود طبيعية.‏ غير ان بلاد اشور بحد ذاتها هي كثيرة المرتفعات وبوجه عام وعرة الارض،‏ تتمتع بمناخ منعش اكثر من مناخ بلاد بابل.‏ كما ان شعبها اشد عزما وعدائية من الشعب البابلي.‏ وهم يصوَّرون في النقوش كأشخاص اقوياء البنية لهم بشرة دكناء وحواجب غليظة ولحى كثيفة وأنوف بارزة.‏

اعتُبرت مدينة اشور،‏ الواقعة غرب دجلة،‏ العاصمة الاولى للمنطقة.‏ لكن نينوى اصبحت في ما بعد عاصمتها الابرز،‏ فيما كانت كلٌّ من كالح وخرساباد مدينة اتخذها الملوك الاشوريون عاصمة في بعض الاحيان.‏ وكانت تمر في الجزء الشمالي من اشور طريق تجارية تؤدي الى منطقة البحر الابيض المتوسط وإلى آسيا الصغرى،‏ وتتفرع منها طرقات تتجه الى ارمينيا وإلى منطقة بحيرة أُرمية.‏ وقد هدفت معظم الحروب التي خاضتها اشور الى السيطرة على هذه الطرقات التجارية او ابقائها ضمن حيز نفوذهم.‏

السياسة العسكرية:‏ كانت اشور في الدرجة الاولى دولة عسكرية،‏ والصورة التي خلفها التاريخ عن اعمالها البطولية اتسمت بالوحشية والضراوة.‏ (‏الصور في المجلد ١،‏ ص X‏)‏ يصف اشور ناصربال،‏ احد ملوكها المحاربين،‏ معاقبته لعدة مدن متمردة كما يلي:‏

‏«بنيت برجا عند بوابة مدينته،‏ وسلخت جلد كل الزعماء الذين تمردوا وكسوت البرج بجلودهم؛‏ سجنت البعض داخل البرج،‏ ووضعت البعض الآخر على خوازيق عند البرج،‏ .‏ .‏ .‏ بترت اطراف الضباط،‏ ضباط الملك الذين تمردوا.‏ .‏ .‏ .‏ وأسرى كثيرين بينهم احرقت بالنار،‏ وكثيرون اخذتهم اسرى احياء.‏ وبترت ايدي وأصابع بعضهم،‏ والبعض الآخر جدعت انوفهم وآذانهم وبترت اصابعهم(‏؟‏)‏،‏ كما فقأت عيون كثيرين.‏ نصبت عمودا من الاحياء وآخر من الرؤوس؛‏ وثبت رؤوسهم على اعمدة (‏جذوع اشجار)‏ نُصبت حول المدينة.‏ فتيانهم وفتياتهم احرقت بالنار .‏ .‏ .‏ ألقيت القبض على عشرين رجلا ودفنتهم احياء في سور قصره.‏ .‏ .‏ .‏ ومَن تبقى منهم [محاربيهم] اهلكتهم عطشا في صحراء الفرات».‏ —‏ السجلات القديمة لأشور وبلاد بابل،‏ بقلم د.‏ د.‏ لاكنبيل،‏ ١٩٢٦،‏ المجلد ١،‏ الصفحات ١٤٥،‏ ١٤٧،‏ ١٥٣،‏ ١٦٢.‏

غالبا ما تصور النقوش الاشوريين وهم يقودون اسراهم بحبال مربوطة بخطاطيف غُرزت في انوفهم او شفاههم،‏ او يفقأون عيونهم بأسنة الرماح.‏ وهكذا كان التعذيب السادي وجها مألوفا من اوجه الحروب الاشورية،‏ وقد تباهوا به دون خجل وتحدثوا عنه بالتفصيل في سجلاتهم.‏ ولا شك ان ذيوع الاخبار عن اعمالهم الوحشية خدم مصالحهم العسكرية،‏ اذ اوقع ذلك الرعب في قلوب الذين خطط الاشوريون لمهاجمتهم وجعل المقاومة تنهار في اغلب الاحيان.‏ لهذا السبب كان من الملائم ان يصف النبي ناحوم نينوى،‏ عاصمة اشور،‏ بأنها «مأوى الاسود» و «مدينة الدماء».‏ —‏ نا ٢:‏​١١،‏ ١٢؛‏ ٣:‏١‏.‏

اي نوع من الاديان مارسه الاشوريون؟‏

اخذت اشور دينها في معظمه عن بابل،‏ ورغم ان الاشوريين اعتبروا ان الههم القومي اشور هو الاله الاسمى،‏ بقيت بابل في نظرهم المركز الديني الرئيسي.‏ وكان الملك الاشوري الكاهن الاعظم لهذا الاله.‏ وثمة ختم يصور الاله اشور بثلاثة رؤوس اكتشفه أ.‏ ه‍.‏ لايارد بين خرائب احد القصور الاشورية،‏ وهو محفوظ اليوم في المتحف البريطاني.‏ وقد برز في عبادة الاشوريين الايمان بثواليث من الآلهة وبمجموعة تتألف من خمسة آلهة.‏ والثالوث الرئيسي تألف من آنو الذي مثل السماء،‏ بيل الذي مثل المنطقة التي يسكنها البشر والحيوانات والطيور،‏ وإيا الذي مثل المياه السطحية والجوفية.‏ وهنالك ثالوث آخر مؤلف من سين اله القمر،‏ شمش اله الشمس،‏ ورامّان اله العاصفة مع ان عشتار ملكة النجوم غالبا ما حلت محله.‏ (‏قارن ٢ مل ٢٣:‏​٥،‏ ١١‏.‏)‏ ثم تأتي الآلهة الخمسة التي تمثل خمسة كواكب.‏ يذكر قاموس أنغر للكتاب المقدس (‏١٩٦٥،‏ ص ١٠٢)‏ عن الآلهة في الثواليث،‏ قائلا:‏ «احيانا،‏ كان يجري التضرع الى هذه الآلهة كل على حدة بعبارات ترفّع كما يبدو كل اله بدوره الى مكانة اسمى من تلك التي للآخرين».‏ لكن جملة آلهتهم شملت عددا لا يُحصى من الآلهة الثانوية الاخرى التي اعتُبر الكثير منها حماة للمدن.‏ والسجل يذكر ان سنحاريب كان يقدم العبادة لنسروخ عند اغتياله.‏ —‏ اش ٣٧:‏​٣٧،‏ ٣٨‏.‏

كانت الديانة المرتبطة بهذه الآلهة ديانة روحانية،‏ اي ان الاشوريين آمنوا بأن روحا تحرك كل الاشياء وكل الظواهر الطبيعية.‏ وقد اختلفت ديانتهم عن الاشكال الاخرى لعبادة الطبيعة السائدة بين الامم المجاورة في انها اعتبرت الحرب التعبير الامثل عن الدين القومي.‏ (‏الصورة في المجلد ١،‏ ص X‏)‏ لذلك قال تغلث فلاسر الاول بشأن خوضه الحروب:‏ «ربي اشور حثني على المضي قدما».‏ كما ان آشوربانيبال ذكر في حولياته:‏ «بأمر من الآلهة العظيمة اشور وسين وشمَس،‏ اربابي الذين حموني،‏ دخلت الى مِنِّي وتقدمت ظافرا».‏ (‏سجلات الماضي:‏ الانصاب الاشورية والمصرية،‏ لندن،‏ ١٨٧٥،‏ المجلد ٥،‏ ص ١٨؛‏ ١٨٧٧،‏ المجلد ٩،‏ ص ٤٣)‏ وكان سرجون يتضرع باستمرار الى عشتار طلبا للمساعدة قبل الذهاب الى الحرب.‏ وكانت الجيوش تسير وراء رايات الآلهة،‏ وهي على ما يبدو رموز خشبية او معدنية مثبتة الى سوارٍ.‏ وقد عُلّقت اهمية كبرى على الفؤول التي كانت تُستطلع بفحص اكباد الحيوانات المقدمة ذبائح او بمراقبة طيران الطيور او مواقع الكواكب.‏ يذكر كتاب مدن قديمة،‏ بقلم و.‏ ب.‏ رايت (‏١٨٨٦،‏ ص ٢٥)‏:‏ «كان خوض الحروب الشغل الشاغل للأمة،‏ وكان الكهنة محرضين دائمين على الحرب.‏ وجرت اعالتهم في الغالب من غنائم الفتوحات،‏ بحيث خُصصت لهم بشكل ثابت نسبة محددة من هذه الغنائم قبل ان يتقاسمها الآخرون،‏ ذلك لأن هذه السلالة من الناهبين كانت متدينة بإفراط».‏

الحضارة،‏ الادب،‏ والقوانين:‏ بنى الاشوريون قصورا رائعة كسوا جدرانها بألواح منحوتة تصور مشاهد واقعية قوية التأثير للحرب والسلام.‏ وقد زينوا مداخلها بثيران مجنحة ذات رؤوس بشرية نُحتت من كتلة واحدة من حجر الكلس يُقدّر وزنها بـ‍ ٣٦ طنا متريا.‏ كما احتوت اختامهم الاسطوانية على نقوش معقدة.‏ (‏انظر «علم الآثار».‏)‏ والاشكال المعدنية المسبوكة دلت على إلمامهم الكبير بالتعدين.‏ فضلا عن ذلك،‏ شق ملوكهم قنوات وأنشأوا شبكات للري،‏ كما أنشأوا حدائق ملكية نباتية وحيوانية فيها نباتات وأشجار وحيوانات من بلدان عديدة.‏ وغالبا ما قدمت قصورهم دليلا على وجود شبكات حسنة التصميم لصرف المياه وأيضا للصرف الصحي.‏

كانت المكتبات الضخمة التي بناها بعض الملوك الاشوريين ذات اهمية خصوصية.‏ فقد احتوت عشرات الآلاف من الالواح الطينية التي نُقشت عليها كتابات مسمارية،‏ وأيضا من المواشير والاسطوانات التي تذكر حوادث تاريخية مهمة ومعلومات دينية ومسائل قانونية وتجارية.‏ غير ان بعض القوانين،‏ التي يعود تاريخها الى احدى الحقبات الاشورية،‏ تُظهر هي ايضا القساوة التي كثيرا ما تميزت بها هذه الامة.‏ فبعض الجرائم كان يعاقَب عليها بتشويه الجسم.‏ مثلا،‏ لم يكن يُسمح للأَمة ان تظهر امام عامة الناس بالبرقع،‏ وانتهاكها لهذا القانون يؤدي الى صلم اذنيها.‏ اما عدم توفر الحماية القانونية للمرأة المتزوجة فيُستدل عليه من خلال قانون ينص على ما يلي:‏ «الى جانب العقوبات المنقوشة على اللوح والمتعلقة بالمرأة المتزوجة،‏ يستطيع الرجل ان يجلد زوجته،‏ ينتف شعرها ويشطر او يشوه اذنيها دون ان ينطوي ذلك على اي جرم من الناحية القانونية».‏ —‏ الحياة في بابل وأشور،‏ بقلم ه‍.‏ و.‏ ف.‏ ساڠز،‏ ١٩٦٥،‏ ص ١٥٢.‏

تاريخ الكتاب المقدس والتاريخ الدنيوي:‏ ان اول اشارة الى اشور في سجل الكتاب المقدس ترد في التكوين ٢:‏١٤‏.‏ وهناك يشير موسى الى ان نهر حداقل (‏دجلة)‏،‏ الذي هو في الاصل احد الرؤوس الاربعة للنهر الذي «يخرج من عدن»،‏ كان في ايامه ‹يجري شرقي اشور›.‏ —‏ تك ٢:‏١٠‏.‏

دُعيت اشور باسم ابن سام،‏ اشور.‏ (‏تك ١٠:‏٢٢‏)‏ لذلك يبدو ان الساميين هم اول مَن سكنها بُعيد الطوفان.‏ ولكن تسلل اليها في وقت باكر آخرون ايضا،‏ اذ ان نمرود حفيد حام دخل الى اشور وبنى «نينوى ورحوبوت عير وكالح ورسن الواقعة بين نينوى وكالح:‏ هذه تؤلف المدينة العظيمة».‏ (‏تك ١٠:‏​١١،‏ ١٢‏؛‏ قارن مي ٥:‏٦‏.‏)‏ لا يذكر السجل هل حدث ذلك بعد بناء برج بابل وبلبلة الالسنة التي ادى اليها (‏تك ١١:‏​١-‏٩‏)‏،‏ رغم ان الاصحاح العاشر نفسه من التكوين يأتي قبلا على ذكر «ألسنة» مختلفة.‏ (‏تك ١٠:‏​٥،‏ ٢٠،‏ ٣١‏)‏ ومع ذلك ثبت ان نينوى عاصمة اشور انبثقت من بابل،‏ وهذا ينسجم مع التاريخ الدنيوي.‏ ويُذكر لاحقا ان العشائر التي تحدرت من اسماعيل بن ابراهيم وصلت حتى اشور اثناء ترحالها.‏ —‏ تك ٢٥:‏١٨‏.‏

كانت الفترة ما بين سنة ١١٠٠ و ٩٠٠ ق‌م تقريبا (‏بعد حكم تغلث فلاسر الاول)‏ فترة انحطاط بالنسبة الى اشور.‏ وقد اشار البعض الى ان ذلك كان ظرفا مؤاتيا لتوسيع حدود امة اسرائيل اثناء حكم داود (‏١٠٧٧-‏١٠٣٨ ق‌م)‏ وامتلاكها نفوذا اوسع في ظل حكم سليمان (‏١٠٣٧-‏٩٩٨ ق‌م)‏.‏ غير ان نجاح هذا التوسع كان دون شك يعود الى دعم اللّٰه بالدرجة الاولى لا الى ضعف الاشوريين.‏ —‏ ٢ صم ٨،‏ ١٠؛‏ ١ مل ٤:‏​٢١-‏٢٤‏.‏

اشور ناصربال الثاني وشلمنأسر الثالث:‏ بدأ العدوان الاشوري يدنو من اسرائيل اثناء حكم اشور ناصربال الثاني،‏ الذي اشتهر بحملاته الحربية العديمة الرحمة ووحشيته التي جرى التحدث عنها آنفا.‏ وتُظهر النقوش انه عبر الفرات واجتاح شمال سورية وفرض الجزية على المدن الفينيقية.‏ وكان خلفه شلمنأسر الثالث اول ملك يدون في سجلاته انه اصطدم مباشرة بمملكة اسرائيل الشمالية.‏ فالسجلات الاشورية تُظهر ان شلمنأسر تقدم الى قَرقر على نهر العاصي حيث حارب كما يزعم ملوكا متحالفين،‏ غير ان نتيجة المعركة لم تكن حاسمة.‏ وعلى المسلة السوداء لشلمنأسر في نمرود يدرَج اسم ياهو (‏نحو ٩٠٤-‏٨٧٧ ق‌م)‏ بين الملوك الذين دفعوا الجزية له،‏ كما يصوَّر في نقش بارز مبعوث ياهو على الارجح وهو يقدم الجزية للملك الاشوري.‏ —‏ انظر «‏شَلْمَنْأَسَر‏» رقم ١.‏

ادد نيراري الثالث وخلفاؤه:‏ اعتلى ادد نيراري الثالث عرش اشور بعد شمشي ادد الخامس،‏ خلف شلمنأسر الثالث.‏ وتذكر النقوش انه هاجم دمشق وتلقى الجزية من يهوآش ملك السامرة.‏ وربما في وقت ما نحو اواسط القرن التاسع ق‌م (‏حوالي ٨٤٤)‏،‏ أُرسل النبي يونان في مهمة الى نينوى عاصمة اشور.‏ فأدى تحذيره من الدمار الوشيك الى توبة المدينة بأكملها مع ملكها.‏ (‏يون ٣:‏​٢-‏٦‏)‏ ولعل ملك اشور آنذاك كان ادد نيراري الثالث،‏ انما ذلك غير مؤكد.‏

يذكر التاريخ ان الملوك الذين خلفوا ادد نيراري الثالث شملوا شلمنأسر الرابع وأشور دان الثالث وأشور نيراري الخامس،‏ وجميعهم ابناء ادد نيراري الثالث.‏ وهذه الفترة كانت فترة انحطاط في ما يتعلق بالاعمال العدوانية التي قامت بها اشور.‏

تغلث فلاسر الثالث:‏ اول ملك اشوري يُذكر بالاسم في الكتاب المقدس هو تغلث فلاسر الثالث (‏٢ مل ١٥:‏٢٩؛‏ ١٦:‏​٧،‏ ١٠‏)‏،‏ كما انه يُدعى «فول» في ٢ ملوك ١٥:‏١٩‏.‏ وتأتي ١ اخبار الايام ٥:‏٢٦ على ذكر الاسمين معا،‏ الامر الذي جعل البعض في الماضي يعتقدون انهما ملكان مختلفان.‏ لكن قائمة الملوك البابليين أ تشير الى «فولو»،‏ مما يدل على ان الاسمين يطلقان على الشخص نفسه.‏ وقد اقترح البعض ان هذا الملك كان في الاصل معروفا باسم فول وأنه اتخذ الاسم تغلث فلاسر عند اعتلائه عرش اشور.‏

خلال حكم منحيم ملك اسرائيل (‏نحو ٧٩٠-‏٧٨١ ق‌م)‏ دخل تغلث فلاسر الثالث حيز المملكة الشمالية.‏ وقد دفع له منحيم ألف وزنة من الفضة (‏٠٠٠،‏٦٠٦،‏٦ دولار)‏،‏ مما جعل الاشوريين ينسحبون.‏ (‏٢ مل ١٥:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ ولكن في وقت لاحق تحالف فقح ملك اسرائيل (‏نحو ٧٧٨-‏٧٥٩ ق‌م)‏ مع رصين ملك ارام ضد آحاز ملك يهوذا (‏٧٦١-‏٧٤٦ ق‌م)‏.‏ ومع ان اشعيا انبأ بأن قوة ملك اشور ستزيل بالتأكيد هذا التهديد الارامي-‏الاسرائيلي (‏اش ٧:‏​١-‏٩،‏ ١٦،‏ ١٧؛‏ ٨:‏​٣،‏ ٤‏)‏،‏ اختار آحاز المسلك غير الحكيم مرسلا رشوة الى تغلث فلاسر لكي يشن هجوما ضد هذا التحالف ويزيل بالتالي الضغط عن يهوذا.‏ فما كان من الملك الاشوري إلا ان استولى على عدد من المدن في الجزء الشمالي من مملكة اسرائيل،‏ بالاضافة الى مناطق جلعاد،‏ الجليل،‏ ونفتالي.‏ وفي مرحلة باكرة من حكمه،‏ كان قد باشر باتباع سياسة نقل السكان في الاماكن التي استولى عليها من مناطق سكنهم الى مناطق اخرى للتقليل من امكانية اشعال ثورات في المستقبل،‏ لذلك شرع في ترحيل بعض الاسرائيليين.‏ (‏١ اخ ٥:‏​٦،‏ ٢٦‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اصبحت يهوذا خاضعة لأشور؛‏ كما ان آحاز ملك يهوذا ذهب الى دمشق،‏ التي كانت هي ايضا قد سقطت في ايدي الاشوريين،‏ وقدم على ما يبدو فروض الولاء لتغلث فلاسر.‏ —‏ ٢ مل ١٥:‏٢٩؛‏ ١٦:‏​٥-‏١٠،‏ ١٨؛‏ ٢ اخ ٢٨:‏​١٦،‏ ٢٠،‏ ٢١‏،‏ قارن اش ٧:‏​١٧-‏٢٠‏.‏

شلمنأسر الخامس:‏ خلف شلمنأسر الخامس تغلث فلاسر الثالث.‏ وفي البداية رضخ هوشِع (‏نحو ٧٥٨-‏٧٤٠ ق‌م)‏،‏ الذي اغتصب عرش اسرائيل،‏ لأمر اشور بأن يدفع الجزية.‏ لكنه تآ‌مر لاحقا مع مصر لكي يحرر اسرائيل من النير الاشوري،‏ فضرب شلمنأسر حصارا دام ثلاث سنوات على مدينة السامرة وأدى في النهاية الى سقوطها (‏٧٤٠ ق‌م)‏ وسبي اسرائيل.‏ (‏٢ مل ١٧:‏​١-‏٦؛‏ ١٨:‏​٩-‏١١؛‏ هو ٧:‏١١؛‏ ٨:‏​٧-‏١٠‏)‏ وتذكر معظم المراجع ان شلمنأسر مات قبل اتمام الاستيلاء على السامرة وأن سرجون الثاني كان ملكا على اشور حين سقطت المدينة اخيرا.‏ —‏ ولكن انظر «‏سَرْجُون‏»؛‏ «‏شَلْمَنْأَسَر‏» رقم ٢.‏

سرجون الثاني:‏ تتحدث سجلات سرجون عن ترحيل ٢٩٠،‏٢٧ اسرائيليا الى اماكن في منطقة الفرات الاعلى وفي مادي.‏ كما توصف حملته في فلسطية التي استولى فيها على جت وأشدود وأسدوديمو.‏ وفي اثناء هذه الحملة أُمر النبي اشعيا بأن ينبه الى عدم جدوى الوثوق بمصر او الحبشة كمصدر للحماية من المعتدي الاشوري.‏ (‏اش ٢٠:‏​١-‏٦‏)‏ وربما خلال حكم سرجون أُتي للمرة الاولى بشعب من بابل وأرام الى السامرة لجعلها آهلة بالسكان من جديد،‏ وقد اعاد الملك الاشوري في وقت لاحق كاهنا اسرائيليا من السبي وأرسله اليهم ليعلمهم «دين اله الارض».‏ —‏ ٢ مل ١٧:‏​٢٤-‏٢٨‏؛‏ انظر «‏السَّامِرة‏» رقم ٢؛‏ «‏السامِرِيّ‏».‏

سنحاريب:‏ هاجم سنحاريب،‏ ابن سرجون الثاني،‏ مملكة يهوذا اثناء السنة الـ‍ ١٤ لحزقيا (‏٧٣٢ ق‌م)‏.‏ (‏٢ مل ١٨:‏١٣؛‏ اش ٣٦:‏١‏)‏ وقد تمرد حزقيا رافضا النير الاشوري الذي فُرض عليه بسبب ما فعله ابوه آحاز.‏ (‏٢ مل ١٨:‏٧‏)‏ فاجتاح سنحاريب يهوذا مستوليا،‏ كما يُقال،‏ على ٤٦ مدينة (‏قارن اش ٣٦:‏​١،‏ ٢‏)‏،‏ ثم طالب من معسكره في لخيش ان يدفع له حزقيا جزية بقيمة ٣٠ وزنة من الذهب (‏نحو ٠٠٠،‏٥٦٠،‏١١ دولار)‏ و ٣٠٠ وزنة من الفضة (‏نحو ٠٠٠،‏٩٨٢،‏١ دولار)‏.‏ (‏٢ مل ١٨:‏​١٤-‏١٦؛‏ ٢ اخ ٣٢:‏١‏؛‏ قارن اش ٨:‏​٥-‏٨‏.‏)‏ ومع ان سنحاريب حصل على هذا المبلغ،‏ ارسل الناطق بلسانه ليطالب باستسلام اورشليم دون قيد ولا شرط.‏ (‏٢ مل ١٨:‏١٧–‏١٩:‏٣٤؛‏ ٢ اخ ٣٢:‏​٢-‏٢٠‏)‏ فأهلك يهوه ٠٠٠،‏١٨٥ من جيشه في ليلة واحدة مجبرا الملك الاشوري المتبجح على الانسحاب والعودة الى نينوى.‏ (‏٢ مل ١٩:‏​٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وهناك اغتاله لاحقا اثنان من ابنائه واعتلى العرش مكانه ابن آخر له هو اسرحدون.‏ (‏٢ مل ١٩:‏٣٧؛‏ ٢ اخ ٣٢:‏​٢١،‏ ٢٢؛‏ اش ٣٧:‏​٣٦-‏٣٨‏)‏ وقد سُجلت هذه الحوادث ايضا،‏ باستثناء اهلاك الجنود الاشوريين،‏ على احد مواشير سنحاريب وأحد مواشير اسرحدون.‏ —‏ الصورتان في المجلد ١،‏ ص X‏.‏

اسرحدون:‏ اثناء حكم منسى (‏٧١٦-‏٦٦٢ ق‌م)‏،‏ سمح يهوه لرؤساء الجند الاشوريين بأن يأخذوا ملك يهوذا هذا اسيرا الى بابل (‏التي كانت آنذاك تحت سيطرة الاشوريين)‏.‏ (‏٢ اخ ٣٣:‏١١‏)‏ ويعتقد البعض ان ذلك ربما حدث اثناء حملة اسرحدون الظافرة على مصر.‏ على اية حال،‏ تدرج النقوش اسم ميناسي (‏منسى)‏ ملك يهوذا بين الملوك الذين دفعوا الجزية لأسرحدون.‏ ففي وقت لاحق أُعيد منسى الى اورشليم.‏ (‏٢ اخ ٣٣:‏​١٠-‏١٣‏)‏ ويتضح من عزرا ٤:‏٢ ان نقل السكان من وإلى مملكة اسرائيل الشمالية كان لا يزال مستمرا في ايام اسرحدون،‏ الامر الذي يمكن ان يفسر فترة الـ‍ «خمس وستين سنة» في النبوة المذكورة في اشعيا ٧:‏٨‏.‏ —‏ انظر «‏آحاز‏» رقم ١؛‏ «‏أسَرْحَدُّون‏».‏

آشوربانيبال:‏ كان اسرحدون قد عين قبل موته ابنه آشوربانيبال وليا للعهد في اشور،‏ وابنه الآخر شمش شوم اوكين وليا للعهد في بابل.‏ وقد ثار شمش شوم اوكين لاحقا على اخيه،‏ فقمع آشوربانيبال الثورة ونهب مدينة بابل.‏

قام آشوربانيبال بتوسيع الامبراطورية الى حدها الاقصى.‏ وقد اخمد ثورة في مصر ونهب مدينة طيبة (‏نو آمون)‏.‏ فباتت تخوم الامبراطورية الاشورية تضم منطقة عيلام وجزءا من مادي يمتد شمالا حتى اراراط.‏ كما ضمت المناطق من كيليكية بآ‌سيا الصغرى في اقصى الغرب الى سورية وإسرائيل (‏انما ليس اورشليم)‏.‏ وكانت مصر وشبه الجزيرة العربية وبلاد بابل تقع ضمن الحدود الجنوبية للامبراطورية.‏ ويبدو ان آشوربانيبال هو «اسنفر العظيم النبيل» المُشار اليه في عزرا ٤:‏١٠‏.‏ —‏ انظر «‏أسْنَفَّر‏».‏

سقوط الامبراطورية:‏ يتحدث «التاريخ البابلي» (‏21901 British Museum)‏ عن سقوط نينوى عاصمة اشور بعد حصار ضربته القوات المتحالفة لنبوبولاسر (‏ملك بابل)‏ وسياكسار المادي خلال السنة الـ‍ ١٤ لنبوبولاسر (‏٦٣٢ ق‌م)‏،‏ ويقول:‏ «[حولوا] المدينة الى تلال من الخرائب وكو[م (‏من الانقاض)‏]».‏ (‏نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ تحرير ج.‏ ب.‏ پريتشارد،‏ ١٩٧٤،‏ ص ٣٠٥؛‏ المعقوفان والقوسان لهم.‏)‏ وهكذا بلغت الامبراطورية الاشورية المتوحشة نهاية مخزية.‏ —‏ اش ١٠:‏​١٢،‏ ٢٤-‏٢٦؛‏ ٢٣:‏١٣؛‏ ٣٠:‏​٣٠-‏٣٣؛‏ ٣١:‏​٨،‏ ٩؛‏ نا ٣:‏​١-‏١٩؛‏ صف ٢:‏١٣‏.‏

واستنادا الى المرجع نفسه،‏ حاول اشور اوباليت الثاني في السنة الـ‍ ١٤ لنبوبولاسر (‏٦٣٢ ق‌م)‏ ان يواصل الحكم الاشوري من حاران بعد ان يتخذها عاصمة له.‏ ويذكر هذا المرجع ما حدث اثناء السنة الـ‍ ١٧ لنبوبولاسر (‏٦٢٩ ق‌م)‏:‏ «في شهر دوأوزو،‏ عبر اشور اوباليت ملك اشور (‏مع)‏ [جيش] كبير من م‍[ص‍]ر [كان قد اتى لمساعدته] نهر (‏الفرات)‏ و [زحف] للاستيلاء على حران».‏ (‏نصوص الشرق الادنى القديمة،‏ ص ٣٠٥؛‏ المعقوفان والقوسان لهم.‏)‏ وفي الواقع،‏ كان اشور اوباليت يحاول ان يستولي عليها من جديد بعد ان دُحر.‏ وما دُوّن في هذا السجل ينسجم مع الرواية المسجلة في ٢ ملوك ٢٣:‏٢٩ التي تتحدث عن العمل الذي قام به فرعون نخو والذي ادى الى موت يوشيا ملك يهوذا (‏نحو ٦٢٩ ق‌م)‏.‏ تذكر هذه الآية ان ‹فرعون نخو ملك مصر صعد الى ملك اشور عند نهر الفرات›،‏ وذلك بهدف مساعدته كما يتضح.‏ ومن المحتمل جدا ان يكون «ملك اشور» هذا الذي صعد اليه نخو هو اشور اوباليت الثاني.‏ غير ان حملتهما على حاران لم تنجح،‏ فالامبراطورية الاشورية كانت قد بلغت نهايتها.‏

أُطلق اللقب «ملك اشور» على الملك الفارسي (‏داريوس هستاسپس)‏ الذي كان متسلطا على ارض اشور في زمن اعادة بناء الهيكل في اورشليم (‏الذي انتهى سنة ٥١٥ ق‌م)‏.‏ —‏ عز ٦:‏٢٢‏.‏

اشور في النبوات:‏ تُذكر اشور في النبوة التي تفوه بها بلعام نحو سنة ١٤٧٣ ق‌م.‏ (‏عد ٢٤:‏٢٤‏)‏ وتوجد اشارات عديدة اليها في نبوات اشعيا وإرميا وحزقيال وميخا وناحوم وصفنيا وزكريا،‏ في حين ان التحذير من التدمير الاشوري لمملكة اسرائيل الشمالية يتخلل نبوة هوشع بكاملها.‏ وتتكرر الادانات التي تشجب الاعتماد على الامم الوثنية الذي اظهرته يهوذا واسرائيل المرتدتان،‏ اللتان كانتا في الغالب تتقلبان —‏ متكلتين تارة على مصر وطورا على اشور —‏ مثل «حمامة ساذجة لا قلب فاهما لها».‏ (‏ار ٢:‏​١٨،‏ ٣٦؛‏ مرا ٥:‏٦؛‏ حز ١٦:‏​٢٦،‏ ٢٨؛‏ ٢٣:‏​٥-‏١٢؛‏ هو ٧:‏١١‏)‏ وقد وُصفت النتائج المأساوية لهذا المسلك وصفا حيا.‏ (‏حز ٢٣:‏​٢٢-‏٢٧‏)‏ كما أُنبئ عن الاذلال الذي سيختبره الاشوريون وعن عودة المسبيين الاسرائيليين الى موطنهم.‏ (‏اش ١١:‏​١١-‏١٦؛‏ ١٤:‏٢٥؛‏ ار ٥٠:‏​١٧،‏ ١٨؛‏ حز ٣٢:‏٢٢؛‏ زك ١٠:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ وأخيرا،‏ أُنبئ ايضا بوقت حين تسود العلاقات السلمية بين ارضي اشور ومصر وتتحدان كلتاهما مع اسرائيل،‏ حائزين جميعا على رضى اللّٰه وصائرين «بركة في وسط الارض».‏ —‏ اش ١٩:‏​٢٣-‏٢٥‏.‏

‏[الصورة]‏

نقش مأخوذ من القصر الشمالي في نينوى.‏ الملك والملكة يستمتعان بحفلة في حديقة؛‏ رأس احد الملوك المهزومين معلق على الشجرة امام عازف قيثارة

‏[الصورة]‏

المركبات الاشورية تحمل رايات دينية الى المعركة

‏[الصورة]‏

لوحة جدارية نافرة مأخوذة من نمرود تصور الجنود الاشوريين حاملين آلهة احدى المدن التي استولوا عليها

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة