مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • بص «الجسد»‏
  • الجسد

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • الجسد
  • بصيرة في الاسفار المقدسة
  • مواد مشابهة
  • مواضيع الكتاب المقدس للمناقشة
    مواضيع الكتاب المقدس للمناقشة
  • رجوع المسيح —‏ كيف يُرى؟‏
    يمكنكم ان تحيوا الى الابد في الفردوس على الارض
  • اللحم
    بصيرة في الاسفار المقدسة
  • يسوع المسيح
    بصيرة في الاسفار المقدسة
المزيد
بصيرة في الاسفار المقدسة
بص «الجسد»‏

الجسد

البنية المادية للانسان او الحيوان،‏ جسمه.‏ تشير الكلمة العبرانية جِويّاه الى جسد حيٍّ (‏تك ٤٧:‏١٨‏)‏ او ميت.‏ (‏١ صم ٣١:‏١٠؛‏ مز ١١٠:‏٦‏)‏ وتشتق الكلمة العبرانية نِبيلاه من الجذر نابيل (‏«ذبل»؛‏ مز ١:‏٣‏)‏ وتُنقل الى «جثة».‏ (‏لا ٥:‏٢؛‏ تث ١٤:‏٨؛‏ اش ٢٦:‏١٩‏)‏ اما الكلمة العبرانية باشار والكلمة اليونانية ساركس فتُستخدمان بشكل رئيسي للدلالة على المادة الرخوة من جسم الانسان،‏ الحيوان،‏ الطير،‏ او السمك؛‏ النسيج العضلي والدهني تحديدا.‏ ويشير الكتاب المقدس الى ان اجساد المخلوقات تتألف من لحم يختلف بين مخلوق وآخر،‏ اضافة الى قوة الحياة.‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٩؛‏ يع ٢:‏٢٦؛‏ تك ٧:‏٢٢‏؛‏ انظر «النفْس».‏)‏ وهذا ما وجده الباحثون.‏ فقد لاحظوا ان لحم البشر والحيوانات والطيور والاسماك يختلف كثيرا في تركيبه الكيميائي وبنية خلاياه.‏ وهناك ايضا الكلمة اليونانية سوما التي تترجَم عادة الى «جسد» (‏مت ٥:‏٢٩‏)‏،‏ والكلمة خروس التي تعني حرفيا «بشرة» لكنها تُنقل في الاعمال ١٩:‏١٢ الى «جسد».‏ اما الكلمة اليونانية پتوما،‏ المشتقة من الجذر پيپتو (‏سقط)‏،‏ فتشير الى جسد سقط ميتا،‏ او «جثة».‏ —‏ مت ١٤:‏١٢‏.‏

يهوه اللّٰه هو الذي خلق كل جسد وكل حياة.‏ يقول عنه الكتاب المقدس:‏ «يهوه،‏ إله ارواح [قوة حياة] شتى البشر».‏ (‏عد ٢٧:‏١٦‏؛‏ قارن تك ٦:‏١٧‏.‏)‏ ويقول يهوه ان نفس (‏حياة)‏ المخلوقات التي لها اجساد لحمية هي في الدم.‏ —‏ لا ١٧:‏١١-‏١٤‏.‏

كان يجب على الاسرائيليين ان يحترموا الجسد المعطى لهم،‏ فلا يتعمَّدون ايذاء او تشويه جسدهم او جسد شخص آخر.‏ —‏ لا ١٩:‏٢٨؛‏ تث ١٤:‏١؛‏ خر ٢١:‏١٢-‏٢٧‏.‏

القرابة:‏ تعبِّر كلمة «جسد» ايضا عن القرابة.‏ وقد كانت حواء اقرب شخص الى آدم لأنها،‏ كما قال،‏ «عظم من عظامي ولحم من لحمي».‏ (‏تك ٢:‏٢٣‏؛‏ انظر ايضا تك ٢٩:‏١٤؛‏ ٣٧:‏٢٧؛‏ ٢ صم ٥:‏١‏.‏)‏ لذلك يُقال عن العلاقة اللصيقة بين الزوج والزوجة:‏ «يصيران جسدا واحدا».‏ (‏تك ٢:‏٢٤؛‏ مت ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ كما يقول بولس عن يسوع:‏ «الذي تحدَّر من نسل داود بحسب الجسد».‏ —‏ رو ١:‏٣؛‏ قارن ٩:‏٣‏.‏

الشخص،‏ البشر،‏ المخلوقات التي لها اجساد لحمية:‏ تُستعمل كلمة «جسد» ايضا للاشارة الى الشخص نفسه.‏ (‏رو ٧:‏١٨؛‏ كو ٢:‏٥‏)‏ وكل البشر،‏ خصوصا من وجهة نظر اللّٰه الذي هو روح،‏ يُشار اليهم بكلمة «جسد».‏ (‏تك ٦:‏١٢؛‏ لو ٣:‏٦‏)‏ وأحيانا تشمل هذه الكلمة المخلوقات الحيوانية.‏ (‏تك ٧:‏١٦،‏ ٢١‏)‏ وغالبا ما يفرِّق الكتاب المقدس بين البشر الذين لديهم اجساد واللّٰه الذي هو روح،‏ ويركِّز خصوصا كم هم عديمو الاهمية مقارنة معه.‏ (‏تك ٦:‏٣؛‏ ٢ اخ ٣٢:‏٨؛‏ مز ٥٦:‏٤‏)‏ ولكن،‏ رغم مركز يهوه السامي،‏ هو يدرك هذا الواقع ويأخذه في الاعتبار،‏ فيتعامل مع البشر بكثير من المحبة واللطف والرحمة والصبر.‏ —‏ مز ٧٨:‏٣٩‏؛‏ قارن مز ١٠٣:‏١٣-‏١٥؛‏ ١ بط ١:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏

وقد تشير كلمة «جسد» ايضا الى جزء من الجسد،‏ تحديدا العضو الذكري.‏ تقول اللاويين ١٥:‏٢‏:‏ «كل رجل يكون له سيلان من عضوه التناسلي [حرفيا،‏ «جسده»]،‏ فسيلانه نجس».‏ —‏ قارن خر ٢٨:‏٤٢؛‏ اف ٢:‏١١؛‏ كو ٢:‏١٣‏.‏

الانسان الناقص:‏ غالبا ما تُستعمل كلمة «جسد» في الكتاب المقدس لتشير الى الانسان الناقص ‹الذي حُبل به بالخطية›،‏ المتحدِّر من آدم المتمرِّد.‏ (‏مز ٥١:‏٥؛‏ رو ٥:‏١٢؛‏ اف ٢:‏٣‏)‏ وبالنسبة الى البشر الذين يحاولون ان يخدموا اللّٰه،‏ فإن «الروح [القوة الدافعة النابعة من القلب المجازي] مندفع،‏ اما الجسد فضعيف».‏ (‏مت ٢٦:‏٤١‏)‏ فخدام اللّٰه هؤلاء يعيشون صراعا دائما.‏ فمن ناحية يدفعهم روح اللّٰه القدس الى فعل الصواب،‏ ومن ناحية اخرى يحارب جسدهم الخاطئ تأثير الروح باستمرار ويضغط عليهم ليقوموا بأعمال الجسد.‏ (‏رو ٧:‏١٨-‏٢٠؛‏ غل ٥:‏١٧‏)‏ وفي غلاطية ٥:‏١٩-‏٢٣ تُدرَج اعمال الجسد الخاطئ بالمقارنة مع ثمر الروح.‏

يخبرنا الرسول بولس ايضا ان الشريعة التي اعطاها اللّٰه لإسرائيل بواسطة موسى «اضعفها الجسد» الناقص للذين كانوا تحت الشريعة.‏ فالشريعة التي عمل بموجبها الكهنة المتحدرون من هارون كانت روحية،‏ لأنها من اللّٰه.‏ لكنها حكمت على الاشخاص ‹المبيعين تحت الخطية› بدل ان تعتبرهم بلا لوم.‏ (‏رو ٨:‏٣؛‏ ٧:‏١٤؛‏ عب ٧:‏٢٨‏)‏ ورؤساء الكهنة الذين عيَّنتهم الشريعة لم يستطيعوا ان يقدِّموا ذبيحة مناسبة تكفِّر عن الخطية.‏ —‏ عب ٧:‏١١-‏١٤،‏ ٢٣؛‏ ١٠:‏١-‏٤‏.‏

حين قال الرسول بولس ان «الجسد .‏.‏.‏ ليس خاضعا لشريعة اللّٰه،‏ بل لا يستطيع الخضوع لها»،‏ لم يقصد ان الجسد هو حتما فاسد.‏ فهو يقول ان يسوع المسيح،‏ رغم انه صار شريكا في الدم واللحم مثل «اخوته»،‏ كان ‹بلا خبث،‏ غير مدنس،‏ منفصلا عن الخطاة›،‏ وقد «امتُحن في كل شيء مثلنا،‏ إلا انه بلا خطية».‏ (‏رو ٨:‏٧؛‏ عب ٢:‏١٤،‏ ١٧؛‏ ٤:‏١٥؛‏ ٧:‏٢٦‏)‏ وهكذا برهن يهوه ان جسد الانسان يمكن ان يكون بلا خطية.‏ «اللّٰه،‏ .‏.‏.‏ حكم على الخطية في الجسد بإرسال ابنه من اجل الخطية في شبه الجسد الخاطئ».‏ (‏رو ٨:‏٣‏)‏ وبالنتيجة،‏ بفضل فدية المسيح،‏ سيصير كل المؤمنين كاملين،‏ وسيتبع البشر شرائع اللّٰه العادلة كاملا.‏ —‏ رؤ ٢١:‏٤‏.‏

ان احد المغريات التي جعلت حواء تخطئ هي «شهوة الجسد».‏ وقد استخدمها ابليس مع المسيح،‏ لكنه فشل.‏ (‏١ يو ٢:‏١٦؛‏ تك ٣:‏٦؛‏ لو ٤:‏١-‏٤‏)‏ وحين يسمح اتباع يسوع لروح اللّٰه ان يعمل في حياتهم،‏ وبفضل هبة اللّٰه،‏ يتغلَّبون على الجسد الخاطئ.‏ —‏ غل ٥:‏١٦،‏ ٢٢-‏٢٦؛‏ رو ٨:‏١-‏٤‏.‏

المسيحي لا يحارب بشرًا:‏ ان ما يكشف قصد اللّٰه للمؤمنين ويوجِّههم هو روح يهوه وليس الفهم البشري.‏ (‏مت ١٦:‏١٧؛‏ ١ كو ٢:‏٩،‏ ١٤؛‏ اف ٣:‏٥‏)‏ لذلك،‏ ليست الحرب المسيحية «بحسب .‏.‏.‏ الجسد».‏ والمسيحيون لا يحاربون اشخاصا من لحم ودم،‏ ولا يستخدمون اسلحة ضد احد.‏ فحربهم هي ضد «القوى الروحية الشريرة في الاماكن السماوية».‏ (‏٢ كو ١٠:‏٣،‏ ٤؛‏ اف ٦:‏١٢‏)‏ وهم يثقون بيهوه الذي هو روح ولا يثقون ‹بذراع بشر›.‏ (‏ار ١٧:‏٥؛‏ ٢ كو ٣:‏١٧‏)‏ كما انهم يبذلون جهدهم،‏ بمساعدة اللّٰه،‏ ليطهِّروا انفسهم من «كل دنس الجسد والروح».‏ واللّٰه لا يراهم ويحكم عليهم بحسب ما هم عليه في الجسد،‏ كما يفعل الناس غالبا،‏ بل بحسب روحياتهم.‏ —‏ ١ كو ٤:‏٣-‏٥؛‏ ٢ كو ٥:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٧:‏١؛‏ ١ بط ٤:‏٦‏؛‏ انظر «‏التبرير‏»؛‏ «‏الروح‏»؛‏ «النفْس».‏

الاجسام الروحية:‏ صحيح ان هناك اجسادا مادية يمكن رؤيتها ولمسها،‏ ولكن هناك ايضا اجسام روحية لا تراها اعين البشر وتتجاوز كل قواهم الحسية.‏ (‏١ كو ١٥:‏٤٤‏)‏ وهذا ما يوضحه الرسول بطرس حين يقول لبشر من لحم ودم مدعوِّين ليصيروا شركاء المسيح في الميراث انهم سيصيرون شركاء في «الطبيعة الإلهية»،‏ اي في الحياة الروحانية في السموات غير المنظورة.‏ (‏٢ بط ١:‏٤‏)‏ والاجسام الروحية،‏ مثل جسم اللّٰه والمسيح والملائكة،‏ هي مجيدة.‏ «اللّٰه لم يبصره احد قط».‏ (‏١ يو ٤:‏١٢‏)‏ والانسان لا يقدر ان يرى اللّٰه ويعيش.‏ (‏خر ٣٣:‏٢٠‏)‏ وحين لمح الرسول بولس ظهور يسوع المسيح بعد قيامته مجرد لمحة خاطفة،‏ سقط على الارض وفقد بصره بسبب النور القوي،‏ ولم يستردَّه إلا بعجيبة.‏ (‏اع ٩:‏٣-‏٥،‏ ١٧،‏ ١٨؛‏ ٢٦:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ والملائكة ايضا هم اقوى بكثير من البشر.‏ (‏٢ بط ٢:‏١١‏)‏ وهم يتمتعون بمجد وضياء.‏ وكان ذلك واضحا عندما تجسَّدوا وظهروا للناس.‏ (‏مت ٢٨:‏٢-‏٤؛‏ لو ٢:‏٩‏)‏ كما ان نظر ابناء اللّٰه الروحانيين هؤلاء قوي كفاية ليتحملوا رؤية ضياء مجد اللّٰه القادر على كل شيء­.‏ —‏ لو ١:‏١٩‏.‏

ولأننا لا نقدر ان نرى اللّٰه بأعيننا اللحمية،‏ يستخدم اللّٰه اوصافا بشرية ليساعدنا ان نفهم امورا عنه ونقدِّرها.‏ مثلا،‏ يقول الكتاب المقدس ان لديه عينَين (‏مز ٣٤:‏١٥؛‏ عب ٤:‏١٣‏)‏،‏ ذراعَين (‏اي ٤٠:‏٩؛‏ يو ١٢:‏٣٨‏)‏،‏ قدمَين (‏مز ١٨:‏٩؛‏ زك ١٤:‏٤‏)‏،‏ قلبا (‏تك ٨:‏٢١؛‏ ام ٢٧:‏١١‏)‏،‏ يدَين (‏خر ٣:‏٢٠؛‏ رو ١٠:‏٢١‏)‏،‏ اصابع (‏خر ٣١:‏١٨؛‏ لو ١١:‏٢٠‏)‏،‏ انفا (‏حز ٨:‏١٧؛‏ خر ١٥:‏٨‏)‏،‏ وأذنَين (‏١ صم ٨:‏٢١؛‏ مز ١٠:‏١٧‏)‏.‏ لا يجب الافتراض ان لديه هذه الاعضاء حرفيا كما نعرفها نحن.‏ فالرسول يوحنا الذي رجاؤه سماوي قال لرفقائه ورثة الحياة السماوية:‏ «ايها الاحباء،‏ الآن نحن اولاد اللّٰه،‏ ولكن لم يُستعلن بعد ماذا سنكون.‏ نحن نعلم اننا متى استُعلن اللّٰه سنكون مثله،‏ لأننا سنراه كما هو».‏ (‏١ يو ٣:‏٢‏)‏ وسيكون جسمهم مثل «جسم [يسوع المسيح] المجيد» (‏في ٣:‏٢١‏)‏،‏ الذي هو «صورة اللّٰه غير المنظور» و «انعكاس مجده والرسم الدقيق لذاته».‏ (‏كو ١:‏١٥؛‏ عب ١:‏٣‏)‏ وهكذا سينالون اجساما لا يمكن ان تفنى،‏ وبالتالي سيصيرون خالدين،‏ الامر الذي سيميِّزهم عن الملائكة عموما والبشر؛‏ فهؤلاء جميعا معرَّضون للموت.‏ وهذا يعني ان اجسامهم ستتغيَّر لأن «لحما ودما لا يقدران ان يرثا ملكوت اللّٰه،‏ ولا يرث الفساد عدم الفساد».‏ —‏ ١ كو ١٥:‏٥٠-‏٥٤؛‏ ١ تي ١:‏١٧؛‏ ٦:‏١٦؛‏ مر ١:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

جسد يسوع المسيح:‏ يسوع الذي كان «كلمة» اللّٰه وأتى «من السماء»،‏ تخلَّى عن طبيعته الروحانية و «صار جسدا».‏ (‏يو ١:‏١؛‏ ١ كو ١٥:‏٤٧؛‏ في ٢:‏٥-‏٨؛‏ يو ١:‏١٤؛‏ ١ تي ٣:‏١٦‏)‏ فحين وُلد كإنسان لم يكن روحا ولا تجسَّد كما كان الملائكة يفعلون من قبل.‏ (‏تك ١٨:‏١-‏٣؛‏ ١٩:‏١؛‏ يش ٥:‏١٣-‏١٥‏)‏ فقبل الطوفان،‏ تجسَّد الملائكة «الذين لم يحفظوا مركزهم الاصلي،‏ بل تخلَّوا عن مسكنهم اللائق»،‏ وتزوجوا نساء من البشر.‏ وما يؤكد ان ابناء اللّٰه هؤلاء لم يكونوا بشرا،‏ بل اتخذوا لأنفسهم اجسادا بشرية،‏ هو انهم لم يهلكوا في الطوفان لكنهم تخلَّوا عن اجسادهم ورجعوا الى الحيِّز الروحاني.‏ —‏ يه ٦؛‏ تك ٦:‏٤؛‏ ١ بط ٣:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ ٢ بط ٢:‏٤‏.‏

وقد اكَّد الرسول يوحنا ان يسوع المسيح جاء «في الجسد» حين قال ان الشخص يكون ضد المسيح اذا انكر ذلك.‏ (‏١ يو ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ ولكي يكون يسوع «آدم الاخير» (‏١ كو ١٥:‏٤٥‏)‏ ويفدي البشر،‏ وبالتالي يساعد شركاءه في الدعوة السماوية،‏ صار «الكلمة» جسدا،‏ اي وُلد انسانا ولم يتجسَّد.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «بما ان ‹الاولاد الصغار› شركاء في الدم واللحم،‏ فكذلك صار هو ايضا شريكا فيهما».‏ (‏عب ٢:‏١٤-‏١٦‏)‏ ويُقال عن حياته على الارض انها «ايام جسده».‏ (‏عب ٥:‏٧‏)‏ كما قال يسوع:‏ «الخبز الذي سأعطيه انا انما هو جسدي من اجل حياة العالم».‏ (‏يو ٦:‏٥١‏)‏ وكان يلزم ان يكون جسده كاملا لأنه كان سيضحِّي به ويقدِّمه ليهوه اللّٰه ثمن شراء العائلة البشرية (‏١ بط ١:‏١٨،‏ ١٩؛‏ عب ٩:‏١٤‏)‏،‏ الامر الذي لا يمكن لأي انسان ناقص ان يفعله.‏ (‏مز ٤٩:‏٧-‏٩‏)‏ لهذا السبب قال يسوع لأبيه وقت معموديته التي سيبدأ بها مسلكه الفدائي:‏ «هيأت لي جسدا».‏ (‏عب ١٠:‏٥‏)‏ ايضا،‏ قال ان الذين يأملون البقاء في اتحاد به يجب ان ‹يأكلوا جسده ويشربوا دمه›.‏ والذين لم يفهموا مغزى كلماته الروحي والرمزي فسَّروها بحرفيتها وصُدموا.‏ —‏ يو ٦:‏٥٠-‏٦٠‏.‏

عندما اسس يسوع عشاء الرب،‏ قدَّم خبزا بلا خميرة لرسله الامناء الـ‍ ١١ وقال لهم:‏ «هذا يمثِّل جسدي الذي يُبذل من اجلكم».‏ (‏لو ٢٢:‏١٩‏)‏ وقال الرسول بطرس لاحقا:‏ «حمل هو [يسوع] نفسه خطايانا في جسده على الخشبة».‏ —‏ ١ بط ٢:‏٢٤؛‏ عب ١٠:‏١٠‏؛‏ انظر «عشاء الرب».‏

خلال خدمة يسوع على الارض،‏ رغم انه عرف انه سيموت ويقدِّم حياته فدية،‏ ‹سكن جسده على الرجاء›.‏ وذلك لأنه عرف ان اباه سيقيمه،‏ ان ذبيحته ستتمِّم القصد منها وتدفع ثمن الفدية،‏ وأن جسده لن يرى فسادا،‏ او يتعفَّن.‏ (‏اع ٢:‏٢٦،‏ ٣١‏)‏ فلم يُسمح لجسد يسوع المسيح المادي ان يتلف ويصير ترابا كما تلف جسدا موسى وداود اللذين رمزا الى المسيح.‏ (‏تث ٣٤:‏٥،‏ ٦؛‏ اع ١٣:‏٣٥،‏ ٣٦؛‏ ٢:‏٢٧،‏ ٣١‏)‏ فمن الواضح ان يهوه اللّٰه تخلَّص من جسد يسوع على طريقته (‏ربما بجعله يتفكك الى الذرَّات التي كان مصنوعا منها)‏ اذ جعله بلا شك يتفكك دون ان يفسد.‏ (‏يو ٢٠:‏٢-‏٩؛‏ لو ٢٤:‏٢-‏٦،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وعندما ذهب تلاميذ يسوع الى القبر باكرا في اول يوم من الاسبوع،‏ كان جسده قد اختفى والقماش الكتاني الذي كان ملفوفا به قد تُرك في القبر.‏ ولم يسترجع يسوع جسده لأن ذلك كان سيُبطل الفدية التي قُدِّم جسده من اجلها.‏ والرسول بطرس يشهد ان المسيح ذهب الى السماء،‏ الحيِّز الروحي حيث لا توجد اجساد من لحم ودم،‏ «مُماتا في الجسد،‏ ولكن مُحيى في الروح».‏ (‏١ بط ٣:‏١٨‏)‏ وقبل ان يصعد المسيح الى السماء كشخص روحاني خالد قوي،‏ اتَّخذ عدة اجساد لحمية بحسب الظرف ليعطي تلاميذه برهانا منظورا وملموسا على قيامته.‏ فحين ظهر لمريم،‏ ظنت انه البستاني.‏ (‏يو ٢٠:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ثم ظهر في غرفة ابوابها مقفلة بجسد فيه جروح.‏ (‏يو ٢٠:‏٢٤-‏٢٩‏)‏ وفي العديد من المرات التي ظهر فيها عُرف من كلماته وأعماله،‏ لا من شكله.‏ (‏لو ٢٤:‏١٥،‏ ١٦،‏ ٣٠،‏ ٣١،‏ ٣٦-‏٤٥؛‏ مت ٢٨:‏١٦-‏١٨‏)‏ وفي احدى المرات حصلت عجيبة مع تلاميذه بعد ان فعلوا ما قاله لهم،‏ فعرفوا مَن هو.‏ —‏ يو ٢١:‏٤-‏٧،‏ ١٢‏.‏

يُظهِر بولس في رسالته الى العبرانيين ان الحجاب في المقدس امام قدس الاقداس الذي يمثِّل السماء هو رمزي ويمثِّل جسد يسوع.‏ فقبل ان يقدِّم جسده فدية لم تكن الطريق الى السماء مفتوحة.‏ —‏ عب ٩:‏٢٤؛‏ ١٠:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

الاستعمال الرمزي:‏ يقول الكتاب المقدس ان يسوع المسيح هو رأس «الجماعة،‏ التي هي جسده».‏ (‏اف ١:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ كو ١:‏١٨‏)‏ ولا توجد تفرقة عرقية او قومية او غير ذلك في هذا الجسد الذي يتألف من مسيحيين من اصل يهودي ومسيحيين من كل الشعوب.‏ (‏غل ٣:‏٢٨؛‏ اف ٢:‏١٦؛‏ ٤:‏٤‏)‏ فالجميع اعتمدوا بروح قدس في المسيح وفي موته وصاروا جسدا واحدا.‏ (‏١ كو ١٢:‏١٣‏)‏ وبالنتيجة،‏ يحصل لكل الجسد مثلما حصل للرأس،‏ فيموت مثله ويقوم مثله.‏ —‏ رو ٦:‏٣-‏٥‏؛‏ انظر «المعمودية» (‏المعمودية في المسيح يسوع وفي موته)‏.‏

ويستعمل الرسول بولس الطريقة التي يعمل بها جسد الانسان ليوضح كيف تعمل الجماعة المسيحية.‏ ويشبِّه الاعضاء الذين يعيشون على الارض في اي فترة زمنية بالجسد،‏ بحيث يكون المسيح هو الرأس غير المنظور.‏ (‏رو ١٢:‏٤،‏ ٥؛‏ ١ كو ١٢‏)‏ ويشدِّد على اهمية المكانة التي يشغلها كل عضو،‏ اعتماد كل واحد على الآخر،‏ المحبة والاهتمام المتبادلَين،‏ والعمل الذي ينجَز.‏ وقد وضع اللّٰه كل عضو من اعضاء الجسد في مكانه،‏ وبواسطة اعمال الروح القدس يتمِّم الجسد ما يلزم انجازه.‏ وبما ان الرأس،‏ يسوع المسيح،‏ هو العضو الذي يربط باقي اعضاء الجسد واحدها بالآخر،‏ فهو يزوِّدها بما يلزم من خلال «مفاصل وأربطة»،‏ اي وسائل وترتيبات لتغذية «الجسد» روحيا وليكون هناك تواصل وتنسيق بين الاعضاء،‏ بحيث يتغذَّى الجميع جيدا ويعرف كل واحد دوره.‏ —‏ كو ٢:‏١٩؛‏ اف ٤:‏١٦‏.‏

الاستعمال اللائق للجسد:‏ على المسيحي ان يقدِّر الجسد الذي اعطاه اياه اللّٰه،‏ ويجب ان يحب نفسه الى حد الاهتمام بجسده اهتماما لائقا ليقدِّمه للّٰه في خدمة مقدَّسة ومقبولة.‏ (‏رو ١٢:‏١‏)‏ وهذا يتطلَّب استعمال المنطق،‏ اعطاء الجسد ما يحتاجه من طعام وضروريات اخرى،‏ وإبقاءه نظيفا.‏ ولكن يجب ايضا الاهتمام بالجسد بطرق اهم مثل الامور الروحية،‏ وضع مملكة اللّٰه ووصاياه اولا،‏ والمحافظة على الاستقامة من الناحية الاخلاقية.‏ (‏مت ٦:‏٢٥،‏ ٣١-‏٣٣؛‏ كو ٢:‏٢٠-‏٢٣؛‏ ٣:‏٥‏)‏ ينصح الرسول بولس:‏ «التدريب الجسدي نافع لقليل،‏ اما التعبد للّٰه فنافع لكل شيء،‏ اذ فيه وعد الحياة الحاضرة والآتية».‏ —‏ ١ تي ٤:‏٨‏.‏

اذا ارتكب العهارة احد المختارين الذي هو عضو في الجماعة المسيحية،‏ فهو ينزع عضوا من جسد المسيح ويجعله عضوا لعاهرة.‏ ومسيحي كهذا يدنِّس الجماعة و «يخطئ الى جسده الخاص».‏ فهو يعرِّض نفسه لخطر فصله عن جسد المسيح،‏ ترتيب الهيكل،‏ والاصابة بأمراض كريهة.‏ (‏١ كو ٦:‏١٣،‏ ١٥-‏٢٠؛‏ ام ٧:‏١-‏٢٧‏)‏ ويمكن ان ‹تسلِّمه الجماعة الى الشيطان لهلاك الجسد›.‏ —‏ ١ كو ٥:‏٥‏.‏

وأعضاء جسد المسيح المولودون بقوة الروح،‏ اضافة الى المنتذرين الذين يعملون معهم،‏ لا يكفي ان يتجنَّبوا العهارة الجسدية،‏ بل الروحية ايضا.‏ فكل مَن لديه صداقة مع العالم تدعوه الاسفار المقدسة ‹زانيا›.‏ (‏يع ٤:‏٤‏)‏ كما قال يسوع عن تلاميذه:‏ «ليسوا جزءا من العالم،‏ كما اني انا لست جزءا من العالم».‏ (‏يو ١٧:‏١٦‏)‏ اذًا،‏ يحرص يسوع ان يكون كل اعضاء جسده طاهرين من الناحيتَين الاخلاقية والروحية.‏ (‏اف ٥:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فيُقال ان ‹اجسادهم مغسولة بماء طاهر›.‏ (‏عب ١٠:‏٢٢‏)‏ ويقول الرسول بولس في حديثه عن الازواج:‏ «كذلك يجب على الازواج ان يحبوا زوجاتهم كأجسادهم.‏ مَن يحب زوجته يحب نفسه،‏ فما من احد ابغض جسده قط،‏ بل يقوته ويحنو عليه،‏ كما يفعل المسيح ايضا للجماعة،‏ لأننا اعضاء جسده.‏ ‹من اجل هذا يترك الرجل اباه وأمه ويلتصق بزوجته،‏ ويصير الاثنان جسدا واحدا›.‏ هذا السر المقدس عظيم.‏ وأنا اتكلم بالنسبة الى المسيح والجماعة».‏ —‏ اف ٥:‏٢٨-‏٣٢‏.‏

اقرأ عن كل عضو من اعضاء الجسد تحت اسمه.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة