مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٨٦ ١/‏٧ ص ٢١-‏٢٤
  • سنواتي العشر في سجون اسبانيا العسكرية

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سنواتي العشر في سجون اسبانيا العسكرية
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • امتحاني الكبير الاول
  • الحبس الانفرادي
  • بماذا جازفت لقراءة الكتاب المقدس
  • جماعة — في السجن
  • بواسطة باب خزانة
  • العفو العام والحرية
  • من مجاهِد سياسي الى مسيحي حيادي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
  • كنتُ خارجا على القانون
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • ‏«رأيتُ الموت بعينيَّ لكن يهوه أنقذني»‏
    قصص حياة شهود يهوه
  • ‏«لقد غيّرتم رأيي في شهود يهوه»‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٩
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٨٦
ب٨٦ ١/‏٧ ص ٢١-‏٢٤

سنواتي العشر في سجون اسبانيا العسكرية

كما رواها فرناندو مارين

عشر سنوات في السجن في اسبانيا فرنكو — عشر سنوات أغنت حياتي.‏ قد يبدو ذلك وكأنه تناقض.‏ وانما يصح ذلك في حالتي.‏ ليس لان تلك السنوات كانت ملأى برفاهيات الحياة.‏ على العكس،‏ كان هنالك كل الواقع القاسي لسجن عسكري.‏ ولكن الى جانب كل ذلك كان هنالك ايضا الدليل الحقيقي،‏ وأحيانا المدهش،‏ على الحماية الالهية.‏ وبمقدوري تذكر الاحداث وكأنها حدثت البارحة.‏

تربَّيت كاثوليكيا ودرست في المدارس الكاثوليكية في برشلونة.‏ نشأت بخوف رهيب من عذاب نار الهاوية والمطهر.‏ ثم عندما بلغت الـ‍ ١٦ درست الكتاب المقدس مع شهود يهوه،‏ فأُزيلت تلك التعاليم المخيفة من ذهني.‏ ورأيت بشكل واضح من الكتاب المقدس انه لا وجود لنفس بشرية خالدة.‏ وفي هذه الحالة كيف يمكن ان تكون هنالك اماكن للعذاب والتطهير كهذه؟‏ — حزقيال ١٨:‏٤،‏ ٢٠،‏ جامعة ٩:‏٥ و ٦،‏ ١٠‏.‏

عام ١٩٦١،‏ بعمر ١٨ سنة،‏ رمزت الى انتذاري للّٰه بالمعمودية في باريس،‏ فرنسا،‏ في اول محفل كبير حضرته.‏ كنت واحدا من الفريق الصغير من الاسبان الذين تمكنوا من ترتيب الرحلة الى فرنسا رغم حالتنا الاقتصادية الرديئة والحظر على شهود يهوه في اسبانيا في ذلك الوقت.‏ وكان عملنا الكرازي سرّيا خلال معظم عهد فرنكو (‏١٩٣٩ – ١٩٧٥)‏.‏

كنت شاكرا على معرفة يهوه وحقه بواسطة المسيح يسوع حتى ان انتذاري صُنع دون تحفظ.‏ اردت ان اكون خادما فاتحا كامل الوقت.‏ وتحققت امنيتي في شباط ١٩٦٢.‏ وأنا في هذه الخدمة منذ ذلك الحين — حتى عندما كنت في السجن.‏ ولكن لماذا كان عليَّ ان اذهب الى السجن؟‏

امتحاني الكبير الاول

في شباط سنة ١٩٦٤،‏ بعمر ٢١ سنة،‏ وقعت عليَّ القرعة للخدمة العسكرية.‏ كنت مستعدا لما كان سيأتي.‏ فلسنوات،‏ مثل الشباب الآخرين من جيلي في الجماعة،‏ كنت املك هدفين في الحياة — ان اكون خادما فاتحا كامل الوقت وأن احافظ على استقامتي في قضية الحياد المسيحي.‏ — يوحنا ١٧:‏١٦؛‏ ١٨:‏٣٦‏.‏

لما تركت البيت لاذهب الى الثكنات ذهبت بحالة من التوقّع،‏ بنوع من العصبية الباردة،‏ وانما باقتناعاتي واضحة جدا في ذهني.‏ وعند وصولي الى مركز الجيش المحلي شرحت موقفي كمعترض بسبب الضمير — الامر الذي نادرا ما كان مفهوما في ذلك الوقت في اسبانيا وكان بالتأكيد غير متساهَل فيه.‏ أُعطيت جواز سفر وأُمرت بأن اقدّم نفسي في الثكنات في تينيريف (‏جزر الكناري)‏ — على بعد اكثر من ألف ميل (‏٦٠٠‏,١ كلم)‏ من بيتي في كاتالونيا.‏

في تينيريف ظنت السلطات العسكرية انني مجنون.‏ فمن بعقله السليم يرفض الخدمة العسكرية في ظل دكتاتورية فاشية؟‏ عُيّنت في مستشفى للامراض العقلية للعلاج!‏ ولحسن الحظ عاينني طبيب يعرف الشهود،‏ وهكذا أُنقذت من علاج كان بامكانه ان يصنع اذية دائمة.‏ وسرعان ما حُجزت في سجن عسكري.‏ ولكم من الوقت سأبقى هنالك؟‏ لم املك اية فكرة اذ لم تكن هنالك عقوبة محدَّدة في تلك الايام للمعترضين بسبب الضمير.‏

وخلال السنين التي تلت اتيت الى معرفة الفراغ الداخلي للوحشة والانحلال الخلقي لرفقاء الزنزانة المنحطين.‏ اختبرت اوضاعا مهدّدة لحياتي،‏ وقُدّمت اليَّ عروض مغرية لكسر استقامتي وحيادي.‏ وببط‍ء صرت ادرك ان المستطيل الصغير للزنزانة يمكن ان يصير ايضا كونا كبيرا عندما يتمتع الشخص بعلاقة حميمة باللّٰه.‏ فطوَّرت ثقة غامرة بيهوه كاله لي.‏ — مزمور ٢٣‏.‏

الحبس الانفرادي

من تينيريف أُرسلت الى السجن العسكري المخيف في سان فرنسيسكو دل ريكو في جزيرة لاس بالماس دي غران كاناريا — مخيف بسبب سمعة آمر السجن — شخص قصير،‏ ممتلىء الجسم،‏ يتلذذ بالقسوة ويتمتع بضرب السجناء شخصيا.‏ وكان لقبه بيزاموندونغو (‏داعس البطون)‏.‏

وُضعت في الحبس الانفرادي ونُزع عني كل ما املك،‏ بما في ذلك كتابي المقدس.‏ سُمح لي فقط بالخروج ليلا لفترة وجيزة — لكي افرغ مرحاضي وألتقط طاس عشائي.‏ ومع ذلك،‏ في كل تلك الاشهر للحبس الانفرادي،‏ لم اكن قط وحيدا حقا.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٨‏)‏ وكالمرسل هارولد كينغ،‏ الذي كان لسنوات في الحبس الانفرادي في الصين،‏ نمّيت علاقتي بيهوه.‏ (‏انظر «برج المراقبة،‏» ١٩٦٣،‏ الصفحات ٤٣٧–٤٤٢،‏ بالانكليزية.‏)‏

في يوم احد تضمنت وجبة طعامي شريحة ليمون حامض.‏ واذ عصرتها فوق الرز سقطت قطرات على الارض القرميدية الحمراء لزنزانتي،‏ مخلّفة بقعة طفيفة.‏ فأعطاني ذلك فكرة استعمال عصير الليمون الحامض لكتابة آية على ارض الزنزانة.‏ ومرة في الاسبوع اشتمل الطعام على شريحة ليمون حامض.‏ وهكذا،‏ شيئا فشيئا،‏ استطعت ان اكتب على ارض زنزانتي:‏ «‏اسم الهي هو يهوه.‏‏» كانت هذه الكلمات مذكّرا دائما اني لم اكن وحدي تماما.‏ وهذه الحقيقة البسيطة عند رجليَّ نبَّهت ذهني لتذكر حقائق اعمق عن علاقة الانسان باللّٰه.‏ وفي ما بعد،‏ باستخدام مادة الشمع من شمعة،‏ جليت ارض الزنزانة كلها حتى اصبحت ناعمة ولامعة كالمرآة.‏

بماذا جازفت لقراءة الكتاب المقدس

الاخوة المسجونون في «العيون،‏» في «الصحارى،‏» سمعوا بعزلتي وبحقيقة حرماني ايّ كتاب مقدس او اية مطبوعة للكتاب المقدس.‏ وبواسطة سجين آخر كان يجري نقله تمكنوا من ارسال بعض الصفحات من مجلة «برج المراقبة» ونسخة من احد الاناجيل.‏ وكانت المشكلة كيف سيتمكن من ايصالها اليَّ فيما كنت في الحبس الانفرادي؟‏

في تلك الليلة عندما ذهبت لافرغ مرحاضي سقطت على جدار المغسلة رزمة صغيرة.‏ امسكت بها كرجل يموت جوعا يمسك الخبز.‏ عدت الى زنزانتي،‏ وقضيت الليل قارئا تلك الصفحات مرة بعد اخرى.‏ كانت اول مطبوعة تتكلم عن يهوه رأيتها خلال سنة!‏ طلع الفجر.‏ وبأي اشتهاء فاتن كنت قد التهمت تلك المقالات وكلمات يسوع المعزية من الانجيل!‏

في الليل التالي،‏ اذ رجعت الى زنزانتي وطاس عشائي في يدي‏،‏ رأيت آمر السجن،‏ دون غريغوريو،‏ ينتظرني.‏ ارتسمت على وجهه نظرة تهديد وعنقه القصيرة والضخمة انتفخت غيظا.‏ وكانت صفحات مجلتي في يده.‏ لقد عُثر على مخبأي لمطبوعات الكتاب المقدس الثمينة!‏ فاستدعاني مستعملا اهانات فاضحة ضد اسم يهوه وتهديدات بالموت.‏ قدمت فورا صلاة حارة وصامتة الى يهوه،‏ طالبا ان يساعدني على تحمّل ما كان سيتبع بوقار مسيحي حقيقي.‏

فتح الآمر باب زنزانتي.‏ فهرعت الى زاوية الزنزانة وحاولت تغطية اجزائي الحساسة استعدادا للهجوم الضاري الذي عرفت انه سيأتي.‏ انطلق بقوة نحوي.‏ مهتاجا وصارخا،‏ وعيناه محتقنتان بالدم.‏ كانت الارض مجليَّة بشكل جيد.‏ فانزلق وسقط على وجهه.‏ وبغضب شديد حاول النهوض.‏ واذ فعل ذلك وقعت عيناه على الكلمات المكتوبة على الارض،‏ «‏اسم الهي هو يهوه‏.‏» كان يؤمن كثيرا بالخرافات.‏ فعندما وصل الى اسم اللّٰه،‏ تمتم بصوت منخفض ومعبِّر عن الشك،‏ «يهوه!‏» ثم علا صوته اذ بدأ يصرخ مرة بعد اخرى «يهوه!‏ يهوه!‏ ٠ ٠ .‏» وبعدئذ،‏ على الاربع تقريبا،‏ هرب من الزنزانة!‏ فتجنبت الضرب،‏ ولم يزعجني ثانية قط.‏

قوّى هذا الاختبار ايماني بيد يهوه الواقية.‏ هنا كنت وحدي تماما ولكن غير متروك.‏ كنت مضطهَدا ولكن غير هالك.‏ — ٢ كورنثوس ٤:‏ ٧-‏١٠‏.‏

جماعة — في السجن

وأخيرا نُقلت الى سجن سانتا كاتالينا،‏ في قادش،‏ حيث اصبح هنالك سريعا حوالى المئة أخ.‏ نظمنا انفسنا كجماعة،‏ احدى اكبر الجماعات في اسبانيا في ذلك الوقت!‏ وحافظنا على برنامج اجتماعاتنا ودرسنا الشخصي وكررنا حتى برامج المحافل الدائرية والكورية هنالك في السجن.‏

كان من السهل النظر الى وضعنا كمأساة،‏ ولكن اخوتنا واخواتنا في الخارج كانوا يواجهون ايضا امتحانات الولاء والاستقامة في حياتهم اليومية — وفي بعض الاحيان امتحانات لم نكن نتعرض لها في السجن.‏ وعلى الاقل لم نشعر بأننا أُبعدنا عن يهوه وعن هيئته.‏ فمبادئه كانت حيوية لنا،‏ خصوصا عندما كان يسود التعب النفسي،‏ والايام التي بدت بلا نهاية كانت تقع علينا كالضربات القاسية لمطرقة،‏ ساحقة زهرة شبابنا.‏ لكننا لم نسمح ليأس كهذا بأن يتغلب علينا.‏ — مزمور ٧١‏.‏

في محيطنا المتشنج كان علينا المحافظة على روح جيدة من التعايش المسيحي،‏ الامر الذي لم يكن دائما سهلا.‏ فالخلوة كانت مستحيلة عمليا في الزنزانات الجماعية،‏ ولو اننا عُزلنا عن السجناء العسكريين الآخرين.‏ وللاسف نشأت في صفوفنا قضية خطية ادبية جسيمة.‏ وتطلب ذلك العمل للحفاظ على نقاوة جماعتنا.‏ فُصل الشخص.‏ وانما كان عليه ان يبقى عائشا معنا — اذ لم يكن باستطاعتنا طرده من السجن،‏ ولا نحن اردنا ان نطلب نقله الى قسم السجن العمومي بسبب العار الذي يلقيه على يهوه وعلينا جميعا.‏ كنا متحيّرين كيف نعالج هذا الوضع الرابك وأتى الجواب من مصدر غير متوقع.‏

بواسطة باب خزانة

نحو ذلك الوقت تلقينا بأشد ترحيب زيارة من غرانت سوتر،‏ عضو في الهيئة الحاكمة.‏ سُمح له برؤية مجرد سجين واحد في قاعة الزائرين.‏ لكننا جميعنا اردنا ان نراه ونسمعه.‏ فكيف يمكن ذلك؟‏ كنا قد اكتشفنا في المشغل بابا غير مستعمل يقود الى حجرة نومنا.‏ وكان محجوبا خلف ورق الجدران.‏ قرَّرنا تمويهه كاملا بتغطيته بخزانة لا ظهر لها.‏ وهكذا يتمكّن الشخص من ان يخطو الى داخل الخزانة،‏ ويفتح الباب خلفها — فيجد نفسه في متاهة من الاسرَّة المؤلفة من طبقات ثلاث،‏ والمتراصَّة باحكام!‏

عندما اصبح الاخ سوتر وحده معي في قاعة الزائرين دعوته الى المشغل بحجَّة ان اريه بعض اعمالنا اليدوية.‏ تصوَّروا دهشته عندما طُلب اليه ان يخطو الى داخل الخزانة — ثم ان يجد نفسه في حجرة نوم مع اكثر من مئة اخ منتظرين رؤيته!‏ قمنا بمجازفة وانما بالنسبة الينا،‏ نحن المتضوّرين جوعا الى المعاشرة من الخارج،‏ كان الامر فعلا يستأهل ذلك.‏ كنا نكاد لا نصدّق وجود عضو من الهيئة الحاكمة فعلا في وسطنا.‏

اغتنمنا الفرصة لنشرح له مشكلة الفصل.‏ وكان جوابه واضحا.‏ فهيئة يهوه ومبادئه لا يمكن ان تفسدها قواعد الانسان وأنظمته.‏ «الهيئة ليست في السجن!‏» قال.‏ ثم اقترح،‏ «لماذا لا تتحدَّثون الى الآمر وتطلبون منه نقل المسيء؟‏»‏

والآمر،‏ من النوع التهكُّمي،‏ كان يهزأ عادة بنا.‏ فشرحت له،‏ «لا نسمح ببقاء المتعدّين في صفوفنا.‏ ويجب ان نحافظ على هيئتنا نظيفة.‏» كيف تجاوب؟‏ وكما لو أنه فهم مبدأ ابديا،‏ كنت قد ظننت انه فوق ادراكه،‏ حاول تعزيتي!‏ فذهلت!‏ وقال انه سيعطي الاوامر فورا لنقل المتعدّي وأنه لن تجري اعادته الى قسمنا حتى تطلب ذلك لجنتنا القضائية.‏ حتى انه مدح ولاءنا واحترامنا للمبادىء العليا.‏

العفو العام والحرية

امتحاننا في السجن لم يكن مجرد سنوات الاعتقال التي لا نهاية لها بل ايضا الغموض — لم نكن نعلم قط متى سيُخلى سبيلنا،‏ هذا اذا كان سيحدث ذلك.‏ ولماذا لا؟‏ لانه كلما كانت تكمل فترة عقوبة كنا نمثل امام المحكمة ثانية ونعطى عقوبة اقسى ايضا.‏ وأحد الاخوة حُكم عليه بما مجموعه ٢٦ سنة في السجن — كل ذلك بسبب رفضه ١٨ شهرا من الخدمة العسكرية!‏ وماذا قوَّانا خلال هذا الامتحان الطويل؟‏ الصلاة كانت احد حجارة الزاوية لاستقامتنا.‏

سرت اشاعات من حوالى السنة ١٩٧٢ فصاعدا تفيد بأن الحكومة الاسبانية قد تمنح العفو العام للمعترضين بسبب الضمير الذين قضوا وقتا طويلا في السجن.‏ وقبل ان يسري مفعول العفو العام ببضعة ايام فان ٧٠ من اصل ١٠٠ اخ كان سيُطلق سراحهم قدّموا طلبا من اجل خدمة الفتح كامل الوقت!‏ يعطي ذلك فكرة عن الشعور الرفيع بالمسؤولية المسيحية الذي كنا قد طوَّرناه على مرّ السنين في السجن.‏ ولم ننظر الى حريتنا الجديدة كعذر لنعيش حياتنا ونعوّض عن كل ما كنا قد خسرناه ظاهريا.‏ على العكس،‏ اردنا ان نظهر ليهوه عرفاننا بالجميل على الحماية التي تمتعنا بها على مرّ السنين.‏ ولم يكن الامر ردة فعل عاطفية سريعة الزوال — فالعديد من هؤلاء الاخوة لا يزالون في صفوف الفاتحين!‏ واكثر من عشرة هم في العمل الدائري او الكوري،‏ او في خدمة البتل،‏ وذلك يشملني وزوجتي كونشيتا.‏

هل اضعت عشر سنوات من حياتي في السجن؟‏ الاستقامة لا تضيع ابدا.‏ والسجل المشترك للمحافظة على الاستقامة لمئات الاخوة الامناء المعتقلين في اسبانيا جعل اسم يهوه يبلغ اعلى دوائر الحكومة ومجلس النواب والكنيسة الكاثوليكية.‏ وحتى الجنرال فرنكو اضطر الى الاعتراف بهذه الهيئة غير العادية من المسيحيين المستقيمين.‏ وفي سنة ١٩٧٠ مُنح شهود يهوه الاعتراف الشرعي بواسطة حكومته.‏

في سجون اسبانيا نجونا من امتحان طويل للصبر والاحتمال.‏ لكنها كانت فرصة فريدة للدرس الشخصي الجدّي للكتاب المقدس ولتنمية علاقة وثيقة بيهوه.‏ لم نضيّع تلك السنوات الثمينة.‏ ولهذا السبب فان العديد منا خرجوا من السجن اقوى بكثير روحيا مما كنا عليه لما دخلنا.‏ نعم،‏ لسنوات عديدة كنا «مضطهدين لكن غير متروكين.‏ مطروحين لكن غير هالكين.‏» — ٢ كورنثوس ٤:‏٩‏.‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٢]‏

حتى في العزلة كنت املك مذكّرا دائما اني لم اكن وحدي

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

غرانت سوتر الراحل (‏الوسط)‏،‏ عضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه،‏ زار السجن العسكري في قادش (‏اليسار،‏ المترجم برنارد باكهاوس.‏ اليمين،‏ فرناندو مارين)‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة