مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٩٨ ١٥/‏٣ ص ٢٦-‏٣٠
  • قسطنطين الكبير —‏ هل كان نصيرا للمسيحية؟‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • قسطنطين الكبير —‏ هل كان نصيرا للمسيحية؟‏
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • قسطنطين التاريخي
  • دور الدين في استراتيجية قسطنطين
  • هل صار يوما ما مسيحيا؟‏
  • أهو «قديس»؟‏
  • عواقب جهوده
  • اين هي المسيحية الحقة؟‏
  • وقائع وشخصيات تاريخية:‏ قسطنطين
    استيقظ!‏ ٢٠١٤
  • اهتداء قسطنطين —‏ الى ماذا؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٠
  • كيف صار العالم المسيحي جزءا من هذا العالم
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٣
  • الارتداد —‏ الطريق الى اللّٰه مسدود
    بحث الجنس البشري عن اللّٰه
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٨
ب٩٨ ١٥/‏٣ ص ٢٦-‏٣٠

قسطنطين الكبير —‏ هل كان نصيرا للمسيحية؟‏

الامبراطور الروماني قسطنطين هو بين الرجال القليلين الذين زيَّن التاريخ اسماءهم بلقب «الكبير».‏ وأضاف العالم المسيحي الالقاب «القديس»،‏ «الرسول الثالث عشر»،‏ «المقدّس المُساوي للرسل»،‏ و‹المختار بواسطة العناية الالهية لينجز اكبر تحوّل في العالم بأسره›.‏ ومن جهة اخرى،‏ يصف البعض قسطنطين بأنه «ملطَّخ بالدم،‏ موصوم بأعمال شائنة لا تحصى،‏ ومملوء خداعا،‏ .‏ .‏ .‏ مستبد رهيب،‏ مذنب بارتكاب جرائم مروِّعة».‏

تعلَّم كثيرون من المدّعين المسيحية ان قسطنطين الكبير هو احد اب‍رز المحسِنين الى المسيحية.‏ وينسبون اليه انقاذ المسيحيين من بؤس الاضطهاد الروماني وإعطاءهم الحرية الدينية.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يُعتقد على نطاق واسع انه كان تابعا امينا لخطوات يسوع المسيح ذا رغبة شديدة في ترويج المسيحية.‏ وقد اعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنيسة القبطية كلًّا من قسطنطين وأُمه هيلانة «قديسا».‏ ويُحتفل بعيدهما إما في ٣ حزيران او في ٢١ ايار،‏ وذلك حسب التقويم الذي تستخدمه الكنيسة.‏

فمَن كان حقا قسطنطين الكبير؟‏ وماذا كان دوره في تطور المسيحية ما بعد الرسل؟‏ انه لأمر منوِّر جدا ان ندع التاريخ والعلماء يجيبون عن هذين السؤالين.‏

قسطنطين التاريخي

وُلِد قسطنطين،‏ ابن قسطنطيوس كلوروس،‏ في نايسس في صِربيا حوالي سنة ٢٧٥ ب‌م.‏ وعندما صار والده امبراطور مقاطعات روما الغربية سنة ٢٩٣ ب‌م،‏ كان هو يحارب في الدانوب بأمر من الامبراطور ڠاليريوس.‏ وقد عاد قسطنطين الى جانب والده الذي كان يحتضر في بريطانيا سنة ٣٠٦ ب‌م.‏ وبُعيد موت والده،‏ نادى الجند بقسطنطين امبراطورا.‏

وفي ذلك الوقت،‏ ادّعى خمسة اشخاص آخرون انهم أغاطسة.‏ وشهدت الفترة بين سنة ٣٠٦ وسنة ٣٢٤ ب‌م،‏ التي صار بعدها قسطنطين الامبراطور الوحيد،‏ حربا اهلية متواصلة.‏ وانتصار قسطنطين في حملتين ضمن له مكانا في التاريخ الروماني وجعله الحاكم الوحيد في الامبراطورية الرومانية.‏

في سنة ٣١٢ ب‌م،‏ هزم قسطنطين خصمه مكسنتيوس في معركة جسر ملڤيان خارج روما.‏ وقد ادّعى الآباء المدافعون المسيحيون انه خلال هذه الحملة،‏ ظهر صليب ملتهب تحت الشمس عليه الكلمات اللاتينية In hoc signo vinces ومعناها «بهذه العلامة انتصر».‏ ويُعتقد ايضا انه طُلب من قسطنطين في حلم ان يرسم اول حرفين من اسم المسيح باليونانية على اتراس جنوده.‏ ولكنَّ هذه الحكاية تحتوي على الكثير من المفارقات التاريخية.‏ يذكر كتاب تاريخ المسيحية (‏بالانكليزية)‏:‏ «هنالك تناقضات في ما يتعلّق بدِقّة زمان،‏ مكان،‏ وتفاصيل هذه الرؤيا».‏ وللترحيب بقسطنطين في روما،‏ منحه مجلس الشيوخ الوثني لقب اوغسطس الاوّل والحبر الاعظم اي الكاهن الاكبر للديانة الوثنية في الامبراطورية.‏

في سنة ٣١٣ ب‌م،‏ صنع قسطنطين اتفاقا مع الامبراطور ليسينيوس،‏ حاكم المقاطعات الشرقية.‏ وبموجب مرسوم ميلان،‏ منحا معا جميع الفِرق الدينية حرية العبادة والمساواة في الحقوق.‏ لكنَّ مؤرِّخين كثيرين يقللون من اهمية هذه الوثيقة،‏ قائلين انها مجرد رسالة رسمية روتينية وليست وثيقة امبراطورية مهمة تشير الى تغيير في سياسة التعامل مع المسيحية.‏

خلال السنوات العشر التالية،‏ هزم قسطنطينُ آخرَ منافس له،‏ ليسينيوس،‏ وصار حاكم العالم الروماني دون منازع.‏ وفي سنة ٣٢٥ ب‌م،‏ رغم انه لم يكن قد اعتمد بعد،‏ ترأس المجمع المسكوني الكبير الأوّل للكنيسة «المسيحية»،‏ التي دانت الأريوسية وأعدّت بيانا يحتوي على المعتقدات الاساسية يُدعى دستور الايمان النيقاوي.‏

أُصيب قسطنطين سنة ٣٣٧ ب‌م بمرض مميت.‏ فاعتمد وهو على فراش الموت.‏ وبعد موته جعله مجلس الشيوخ بين آلهة الرومان.‏

دور الدين في استراتيجية قسطنطين

يقول كتاب تاريخ الأمّة اليونانية (‏باليونانية)‏ مشيرا الى الانطباع العام الذي تركه الدين لدى الاباطرة الرومان في القرنين الثالث والرابع:‏ «حتى عندما لم تكن للذين تربعوا على العرش الامبراطوري ميول دينية عميقة،‏ فقد استسلموا للجو السائد في عصرهم،‏ اذ وجدوا انه من الضروري منح الدين مكانة مهمّة ضمن نطاق خططهم السياسية،‏ ليضفوا على الاقل مسحة دينية على اعمالهم».‏

لا شك ان قسطنطين كان رجلا جارى عصره.‏ ففي بداية مسعاه،‏ احتاج الى رعاية «الهية»،‏ وهذا ما لم تكن آلهة روما التي يضمحل تأثيرها قادرة على تزويده.‏ وراحت الامبراطورية،‏ ومن ضمنها الدين والمؤسسات الأخرى،‏ تنهار،‏ وكانت هنالك حاجة الى شيء جديد ومنشِّط لإعادتها الى ما كانت عليه.‏ تقول دائرة المعارف إيدريا (‏باليونانية)‏:‏ «كان قسطنطين مهتما بشكل خاص بالمسيحية لأنها لم تدعم انتصاره وحسب بل دعمت ايضا اعادة تنظيم امبراطوريته.‏ وصارت الكنائس المسيحية الموجودة في كل مكان بمثابة دعم سياسي له.‏ .‏ .‏ .‏ فأحاط نفسه بكبار اساقفة ذلك الزمان .‏ .‏ .‏،‏ وطلب منهم صون وحدتهم».‏

شعر قسطنطين بأن الدين «المسيحي» —‏ رغم تفشي الارتداد والكثير من الفساد فيه آنذاك —‏ يمكن ان يُستخدم بفعّالية كقوّة تمنح العزم وتوحِّد في سبيل تنفيذ خطّته الكبيرة لكي تسود امبراطوريته.‏ وإذ تبنّى أُسس المسيحية المرتدّة ليربح التأييد من اجل بلوغ اهدافه السياسية،‏ قرر ان يوحّد الناس تحت دين «جامع»،‏ او عالمي،‏ واحد.‏ فأُعطيت العادات والاحتفالات الوثنية اسماء «مسيحية».‏ وأُعطي رجال الدين «المسيحيون» مراكز،‏ ورواتب،‏ ونفوذ الكهنة الوثنيين.‏

وإذ كان قسطنطين يبحث عن الانسجام الديني لأسباب سياسية،‏ قضى بسرعة على جميع اصوات المعارضة،‏ ليس على اساس العقائد الحقة،‏ بل على اساس ما تقبله الغالبية.‏ والاختلافات العقائدية العميقة داخل الكنيسة «المسيحية» المقسّمة كثيرا،‏ اتاحت له فرصة التدخّل بصفته وسيطا «مبعوثا من اللّٰه».‏ ومن خلال تعاملاته مع الدوناطِيّين في افريقيا الشمالية وأتباع آريوس في الجزء الشرقي من الامبراطورية،‏ سرعان ما اكتشف ان الاقناع لم يكن كافيا لتشكيل دين صلب وموحَّد.‏a وفي محاولة لحل النزاع الآريوسي دعا الى عقد اول مجمع مسكوني في تاريخ الكنيسة.‏ —‏ انظروا الاطار «قسطنطين ومجمع نيقية».‏

يذكر المؤرِّخ پول جونسون عن قسطنطين:‏ «قد يكون احد اسبابه الرئيسية للتسامح تجاه المسيحية هو ان ذلك اتاح له وللدولة فرصة السيطرة على سياسة الكنيسة بشأن المعتقدات التقليدية ومعالجة الهرطقة».‏

هل صار يوما ما مسيحيا؟‏

يذكر جونسون:‏ «لم يتخلَّ قسطنطين قط عن عبادة الشمس التي ابقى صورتها على قطعه النقدية المعدنية».‏ وتعلّق دائرة المعارف الكاثوليكية (‏بالانكليزية)‏:‏ «اظهر قسطنطين تأييدا متساويا لكلا الدينين.‏ وبصفته الحبر الاعظم،‏ سهر على العبادة الوثنية وحمى حقوقها».‏ وتذكر دائرة معارف إيدريا:‏ «لم يصِر قسطنطين مسيحيا قط».‏ وتضيف:‏ «يقول اوسابيوس من قيصرية،‏ الذي كتب سيرة حياة قسطنطين،‏ انه صار مسيحيا في اللحظات الأخيرة من حياته.‏ وهذا غير مقنع،‏ فقبل يوم قدّم [قسطنطين] ذبيحة لزيوس لأنه كان ايضا يحمل لقب الحبر الاعظم».‏

وحتى يوم مماته سنة ٣٣٧ ب‌م،‏ بقي قسطنطين حاملا اللقب الوثني الحبر الاعظم،‏ الرأس الديني الاسمى.‏ وفي ما يتعلّق بمعموديته،‏ من المنطقي ان نسأل:‏ هل سبقتها توبة حقيقية ورجوع،‏ كما هو مطلوب في الاسفار المقدسة؟‏ (‏اعمال ٢:‏٣٨،‏ ٤٠،‏ ٤١‏)‏ وهل كانت تغطيسا كاملا في الماء رمزا الى انتذار قسطنطين ليهوه اللّٰه؟‏ —‏ قارنوا اعمال ٨:‏٣٦-‏٣٩‏.‏

أهو «قديس»؟‏

تذكر دائرة المعارف البريطانية (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان قسطنطين اهلا لأن يدعى الكبير نظرا الى ما فعله لا الى شخصيته.‏ فلو قُيِّم بحسب شخصيته لوُجد في عِداد الاقل جدارة بين حاملي لقب [الكبير] في الازمنة القديمة او العصرية».‏ ويُخبرنا كتاب تاريخ المسيحية‏:‏ «كانت هنالك تقارير مبكرة عن طبعه العنيف وعن وحشيَّته عندما يغضب.‏ .‏ .‏ .‏ لم يكن يحترم الحياة البشرية .‏ .‏ .‏ وفيما كان يتقدم في السن صارت حياته الخاصة رهيبة».‏

من الواضح ان قسطنطين كان يعاني من مشاكل خطيرة في شخصيته.‏ يذكر باحث تاريخي ان «شخصيته المزاجية غالبا ما كانت سبب ارتكابه الجرائم».‏ (‏انظروا الاطار «جرائم قتل في السلالة الحاكمة».‏)‏ يؤكد المؤرخ ه‍ .‏ فيشر في كتابه تاريخ اوروپا (‏بالانكليزية)‏ ان قسطنطين لم يتحلَّ بـ‍ «شخصية مسيحية».‏ فلا تصنفه الوقائع بأنه مسيحي حقيقي لبس «الشخصية الجديدة» وأنه قد توجد فيه ثمار روح اللّٰه القدوس —‏ محبة،‏ فرح،‏ سلام،‏ طول اناة،‏ لطف،‏ صلاح،‏ ايمان،‏ وداعة،‏ وتعفف.‏ —‏ كولوسي ٣:‏٩،‏ ١٠؛‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

عواقب جهوده

حاول قسطنطين بصفته الحبر الاعظم الوثني —‏ وبالتالي رأس الامبراطورية الرومانية الديني —‏ ان يستميل اساقفة الكنيسة المرتدة.‏ فقدّم لهم مراكز سلطة،‏ شهرة،‏ وغنى كرسميين في دين الدولة الرومانية.‏ تعترف دائرة المعارف الكاثوليكية:‏ «بعض الاساقفة،‏ اذ بهرهم بهاء البلاط،‏ تمادوا جدا في الاشادة بالامبراطور الى حد وصفه بأنه ملاك اللّٰه،‏ كائن مقدس،‏ حتى انهم تنبأوا بأنه،‏ كابن اللّٰه،‏ سيحكم في السماء».‏

وإذ حازت المسيحية المرتدة رضى الحكومة السياسية،‏ صارت اكثر فأكثر جزءا من هذا العالم،‏ من هذا النظام الدنيوي،‏ وانجرفت بعيدا عن تعاليم يسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٩؛‏ ١٧:‏١٤،‏ ١٦؛‏ رؤيا ١٧:‏١،‏ ٢‏)‏ ونتيجة لذلك،‏ اندمجت «المسيحية» في العقائد والممارسات الباطلة —‏ الثالوث،‏ خلود النفس،‏ نار الهاوية،‏ المطهر،‏ الصلوات من اجل الموتى،‏ استعمال السُّبَح،‏ الايقونات،‏ الصور،‏ وما شابه ذلك.‏ —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ٦:‏١٤-‏١٨‏.‏

وورثت الكنيسة ايضا عن قسطنطين الميل الى التسلط.‏ يقول العالمان هندرسون وباك:‏ «أُفسدت بساطة الانجيل،‏ وأُدخلت الشعائر والطقوس الرنانة،‏ ومُنحت الامتيازات العالمية والتعويضات لمعلمي المسيحية،‏ وصارت مملكة المسيح الى حد بعيد مملكة لهذا العالم».‏

اين هي المسيحية الحقة؟‏

تُظهر الوقائع التاريخية الحقيقةَ وراء «عظمة» قسطنطين.‏ فالعالم المسيحي لم يؤسسه يسوع المسيح،‏ رأس الجماعة المسيحية الحقة،‏ بل كان جزئيا نتيجة المصالح السياسية والحيل الماكرة لإمبراطور وثني.‏ وبالصواب يسأل المؤرِّخ پول جونسون:‏ «هل استسلمت الامبراطورية للمسيحية،‏ ام ان المسيحية زنت مع الامبراطورية؟‏».‏

يمكن مساعدة جميع الذين يرغبون حقا في الالتصاق بالمسيحية النقية على معرفة الجماعة المسيحية الحقيقية اليوم والانضمام اليها.‏ وشهود يهوه حول العالم يرغبون في مساعدة ذوي القلوب المستقيمة على تحديد هوية المسيحية الحقيقية وعلى عبادة اللّٰه بالطريقة التي ترضيه.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

‏[الحاشية]‏

a كانت الدوناطِيَّة شيعة «مسيحية» في القرنين الرابع والخامس بعد الميلاد.‏ وادّعى انصارها ان صحّة اسرار الكنيسة تتوقف على موقف الخادم الادبي وعلى ان الكنيسة يجب ان تستثني من عضويتها المذنبين بارتكاب خطايا خطيرة.‏ وكانت الآريوسية حركة «مسيحية» في القرن الرابع انكرت أُلوهية يسوع المسيح.‏ فقد علّم آريوس ان اللّٰه غير مولود وليست له بداية.‏ ولأن الابن مولود،‏ لا يمكن ان يكون اللّٰه بالمعنى نفسه الذي يمكن ان يكونه الآب.‏ فالابن لم يكن موجودا منذ الأزل بل خُلق ووُجد بمشيئة الآب.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٨]‏

قسطنطين ومجمع نيقية

ايّ دور لعبه الامبراطور غير المعتمد قسطنطين في مجمع نيقية؟‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية:‏ «قسطنطين نفسه اشرف،‏ موجِّها المناقشات بفعَّالية .‏ .‏ .‏ وإذ كانوا يرتاعون من الامبراطور فإن الاساقفة،‏ باستثناء اثنين فقط،‏ وقَّعوا الدستور،‏ وكثيرون منهم ضد رغبتهم».‏

بعد شهرين من الجدال الديني العنيف تدخَّل هذا السياسي الوثني واتخذ قرارا لمصلحة الذين قالوا ان يسوع هو اللّٰه.‏ ولكن لماذا؟‏ يقول تاريخ موجز للعقيدة المسيحية (‏بالانكليزية)‏:‏ «من حيث الاساس،‏ لم يكن لقسطنطين فهمٌ على الاطلاق للاسئلة التي كانت تُطرح في اللاهوت اليوناني».‏ ان ما فهمه فعلا كان ان الانشقاق الديني تهديد لامبراطوريته،‏ وهو كان مصمما على ترسيخ امبراطوريته.‏

يعلِّق كتاب تاريخ الامة اليونانية بخصوص الوثيقة النهائية التي أُعدَّت في نيقية تحت رعاية قسطنطين:‏ «انها تُظهر لامبالاة [قسطنطين] بالمسائل العقائدية،‏ .‏ .‏ .‏ اصراره العنيد في محاولة رد الوحدة داخل الكنيسة بأيّ ثمن،‏ وأخيرا اقتناعه بأنه اذا كان هو ‹اسقف الذين هم خارج الكنيسة› فله الكلمة الاخيرة في ايّة مسألة دينية».‏ فهل من الممكن ان يكون روح اللّٰه وراء القرارات التي اتُّخذت في هذا المجمع؟‏ —‏ قارنوا اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٩]‏

جرائم قتل في السلالة الحاكمة

تحت هذا العنوان،‏ يصف كتاب تاريخ الامة اليونانية ما يدعوه:‏ «الجرائم العائلية المريعة التي ارتكبها قسطنطين».‏ فبعيد تأسيس سلالته الحاكمة،‏ نسي كيف يتمتع بانجازاته غير المتوقَّعة وأصبح مدركا للمخاطر التي تحيط به.‏ ولأنه شخص شكّاك وربما حرَّضه المتملِّقون،‏ شكَّ اولا في ابن اخته ليسينيانوس —‏ ابن لأوغسطس شريك كان قد اعدمه —‏ معتبرا اياه منافسا محتملا.‏ وتبع مقتله إعدام ابن قسطنطين البكر،‏ كرسپس،‏ بتحريض من زوجة ابيه فوستا اذ بدا انه عقبة في طريق سلطة ابنها المطلقة.‏

وتصرُّف فوستا هذا ادّى اخيرا الى موتها المريع.‏ ويبدو انه كان لهيلانة العظيمة،‏ التي ظلت تسيطر على ابنها قسطنطين حتى النهاية،‏ ضلع في جريمة القتل هذه.‏ وقد ساهمت الانفعالات غير المنطقية التي غالبا ما كانت تسيطر على قسطنطين في الكثير من عمليّات الاعدام التي نفّذها في العديد من زملائه وعشرائه.‏ وكتاب تاريخ القرون الوسطى (‏بالانكليزية)‏ يستنتج قائلا:‏ «يشير اعدام —‏ اذا لم نقل جريمة قتل —‏ ابنه وزوجته الى ان المسيحية لم تترك ايّ تأثير روحي فيه».‏

‏[الصورة في الصفحة ٣٠]‏

استُخدمت هذه القوس في روما لتعظيم قسطنطين

‏[مصدر الصورة في الصفحة ٢٦]‏

Musée du Louvre,‎ Paris

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة