هَلْ تُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟
«حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!». — اي ٢٧:٥.
١، ٢ أَيَّةُ صِفَةٍ يَلْزَمُ أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱمْتِلَاكِهَا، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَتَفَحَّصُ بَيْتًا جَمِيلًا بِهَدَفِ شِرَائِهِ. فَأَنْتَ تُفَكِّرُ مَلِيًّا هَلْ هُوَ عَمَلِيٌّ وَمُفِيدٌ لَكَ وَلِعَائِلَتِكَ أَمْ لَا. وَلكِنْ أَلَا تُوَافِقُ أَنَّ كُلَّ تَفْكِيرِكَ قَدْ لَا يُجْدِي نَفْعًا إِذَا لَمْ تَشْتَرِ ٱلْبَيْتَ، تَسْكُنْ فِيهِ، وَتُحَافِظْ عَلَيْهِ؟
٢ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ نَعْتَبِرُ ٱلِٱسْتِقَامَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ صِفَةً مُهِمَّةً تُفِيدُنَا نَحْنُ وَأَحِبَّاءَنَا. إِلَّا أَنَّ مُجَرَّدَ ٱلتَّفْكِيرِ أَنَّهَا صِفَةٌ مَرْغُوبٌ فِيهَا قَدْ لَا يُجْدِي نَفْعًا إِلَّا إِذَا ٱمْتَلَكْنَاهَا وَحَافَظْنَا عَلَيْهَا. فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، إِنَّ شِرَاءَ بَيْتٍ هُوَ مَشْرُوعٌ مُكْلِفٌ. (لو ١٤:٢٨، ٢٩) بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، يُكَلِّفُ ٱلسَّعْيُ إِلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ ٱلْوَقْتَ وَٱلْجَهْدَ، لكِنَّهُ أَمْرٌ جَدِيرٌ بِٱلْعَنَاءِ. لِذلِكَ لِنُنَاقِشْ فِي مَا يَلِي ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟ وَمَا ٱلْعَمَلُ إِذَا لَمْ يُحَافِظِ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟
كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟
٣، ٤ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَه عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ (ب) كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱمْتِلَاكُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ، تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ؟
٣ كَمَا ذَكَرْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، يَهْوَه يُكْرِمُنَا بِمَنْحِنَا ٱلْحَقَّ فِي ٱلتَّقْرِيرِ هَلْ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ أَمْ لَا. إِلَّا أَنَّهُ لَا يَتْرُكُنَا وَحْدَنَا، بَلْ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَمْتَلِكُ هذِهِ ٱلصِّفَةَ ٱلرَّائِعَةَ وَيُغْدِقُ عَلَيْنَا رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ ٱلَّذِي يُسَاعِدُنَا عَلَى تَطْبِيقِ تَعَالِيمِهِ. (لو ١١:١٣) حَتَّى إِنَّهُ يُزَوِّدُ ٱلْحِمَايَةَ ٱلرُّوحِيَّةَ لِلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَسِيرُوا بِٱسْتِقَامَةٍ. — ام ٢:٧.
٤ وَبِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُعَلِّمُنَا يَهْوَه كَيْفَ نَكُونُ أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟ اَلطَّرِيقَةُ ٱلرَّئِيسِيَّةُ هِيَ مِنْ خِلَالِ إِرْسَالِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ إِلَى ٱلْأَرْضِ. فَيَسُوعُ ٱتَّبَعَ مَسْلَكَ ٱلطَّاعَةِ ٱلْكَامِلَةِ. فَقَدْ «صَارَ طَائِعًا حَتَّى ٱلْمَوْتِ». (في ٢:٨) وَفِي كُلِّ مَا فَعَلَهُ، أَطَاعَ أَبَاهُ ٱلسَّمَاوِيَّ حَتَّى حِينَ كَانَتِ ٱلطَّاعَةُ صَعْبَةً لِلْغَايَةِ. قَالَ لِيَهْوَه: «لِتَكُنْ لَا مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَتُكَ». (لو ٢٢:٤٢) وَيَحْسُنُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹هَلْ أَمْلِكُ رُوحَ ٱلطَّاعَةِ نَفْسَهَا؟›. فَبِٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ بِدَافِعٍ صَائِبٍ، نُبَرْهِنُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ. تَأَمَّلْ فِي بَعْضِ مَجَالَاتِ ٱلْحَيَاةِ حَيْثُ تَكُونُ ٱلطَّاعَةُ بَالِغَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
٥، ٦ (أ) كَيْفَ شَدَّدَ دَاوُدُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ حَتَّى عِنْدَمَا لَا يَرَانَا ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْآخَرُونَ؟ (ب) كَيْفَ تُوضَعُ ٱسْتِقَامَةُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ حِينَ يَكُونُونَ وَحْدَهُمْ؟
٥ يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَه حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا. فِي ٱلْمَاضِي، أَدْرَكَ ٱلْمُرَنِّمُ ٱلْمُلْهَمُ دَاوُدُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ حِينَ يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ. (اِقْرَأْ مزمور ١٠١:٢.) فَبِمَا أَنَّهُ مَلِكٌ، فَقَدْ كَانَ مُحَاطًا بِٱلنَّاسِ بِٱسْتِمْرَارٍ. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ أَحْيَانًا يَتَوَاجَدُ بَيْنَ مِئَاتِ، بَلْ آلَافِ، ٱلْأَشْخَاصِ. (قَارِنْ مزمور ٢٦:١٢.) وَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي أَوْقَاتٍ كَهذِهِ كَانَتْ مُهِمَّةً، لِأَنَّ ٱلْمَلِكَ عَلَيْهِ رَسْمُ مِثَالٍ جَيِّدٍ لِرَعَايَاهُ. (تث ١٧:١٨، ١٩) لكِنَّ دَاوُدَ تَعَلَّمَ أَيْضًا أَنَّ عَلَيْهِ ٱلسَّيْرَ بِٱسْتِقَامَةٍ حِينَ يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ ‹دَاخِلَ بَيْتِهِ›. فَهَلْ هذَا مَا تَعَلَّمْنَاهُ نَحْنُ أَيْضًا؟
٦ يَقُولُ دَاوُدُ فِي ٱلْمَزْمُورِ ١٠١:٣: «لَا أَجْعَلُ نُصْبَ عَيْنَيَّ شَيْئًا لَا خَيْرَ فِيهِ». وَٱلْيَوْمَ، كَثِيرًا مَا يُتَاحُ لَنَا أَنْ نَجْعَلَ نُصْبَ أَعْيُنِنَا أَشْيَاءَ لَا خَيْرَ فِيهَا، وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَكُونُ وَحْدَنَا. وَٱسْتِخْدَامُ ٱلْإِنْتِرْنِتْ يُشَكِّلُ خَطَرًا عَلَى كَثِيرِينَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نُغْرَى بِمُشَاهَدَةِ مَوَادَّ غَيْرِ لَائِقَةٍ، أَوْ حَتَّى إِبَاحِيَّةٍ. وَلكِنْ هَلْ قِيَامُنَا بِذلِكَ يُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُطِيعُ ٱلْإِلهَ ٱلَّذِي أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ أَنْ يُدَوِّنَ ٱلْكَلِمَاتِ أَعْلَاهُ؟ إِنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ مُؤْذِيَةٌ، إِذْ إِنَّهَا تُؤَجِّجُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجَشِعَةَ وَٱلْخَاطِئَةَ، تُفْسِدُ ٱلضَّمِيرَ، تُحَطِّمُ ٱلزِّيجَاتِ، وَتَحُطُّ مِنْ قَدْرِ كُلِّ ٱلْأَطْرَافِ ٱلْمَعْنِيِّينَ. — ام ٤:٢٣؛ ٢ كو ٧:١؛ ١ تس ٤:٣-٥.
٧ أَيُّ تَأْكِيدٍ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا حِينَ نَكُونُ وَحْدَنَا؟
٧ بِٱلطَّبْعِ، مَا مِنْ خَادِمٍ لِيَهْوَه يَكُونُ بِمُفْرَدِهِ كُلِّيًّا. فَأَبُونَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَه يُرَاقِبُنَا. (اِقْرَأْ مزمور ١١:٤.) وَكَمْ يَفْرَحُ حِينَ يَرَى أَنَّكَ تُقَاوِمُ ٱلتَّجْرِبَةَ! فَبِذلِكَ تُطِيعُ ٱلتَّحْذِيرَ ٱلَّذِي تَتَضَمَّنُهُ كَلِمَاتُ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٥:٢٨. فَصَمِّمْ عَلَى عَدَمِ ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱلصُّوَرِ ٱلَّتِي تُغْرِيكَ بِفِعْلِ ٱلْخَطَإِ. وَلَا تُقَايِضِ ٱسْتِقَامَتَكَ ٱلثَّمِينَةَ بِأَمْرٍ حَقِيرٍ كَمُشَاهَدَةِ أَوْ قِرَاءَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ.
٨، ٩ (أ) كَيْفَ وُضِعَتِ ٱسْتِقَامَةُ دَانِيَالَ وَرُفَقَائِهِ عَلَى ٱلْمِحَكِّ؟ (ب) كَيْفَ يُفَرِّحُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَحْدَاثُ فِي أَيَّامِنَا يَهْوَه وَرُفَقَاءَهُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟
٨ يُمْكِنُنَا أَيْضًا أَنْ نُبَرْهِنَ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ بِإِطَاعَةِ يَهْوَه حِينَ نَكُونُ بَيْنَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ. تَذَكَّرْ دَانِيَالَ وَرُفَقَاءَهُ ٱلثَّلَاثَةَ ٱلَّذِينَ أُخِذُوا أَسْرَى إِلَى بَابِلَ وَهُمْ لَا يَزَالُونَ فِي سِنِّ ٱلْحَدَاثَةِ. فَبِمَا أَنَّهُمْ كَانُوا هُنَاكَ مُحَاطِينَ بِأَشْخَاصٍ غَيْرِ مُؤْمِنِينَ لَا يَعْرِفُونَ عَنْ يَهْوَه إِلَّا ٱلْقَلِيلَ أَوْ لَمْ يَسْمَعُوا بِهِ أَلْبَتَّةَ، فَقَدْ تَعَرَّضُوا لِلضَّغْطِ لِتَنَاوُلِ أَطْعِمَةٍ حَرَّمَتْهَا شَرِيعَةُ ٱللّٰهِ. وَمَا كَانَ أَسْهَلَ عَلَى هؤُلَاءِ ٱلْفِتْيَانِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْأَرْبَعَةِ أَنْ يَخْتَلِقُوا ٱلْأَعْذَارَ لِعَدَمِ إِطَاعَةِ ٱلشَّرِيعَةِ! كَمَا أَنَّ وَالِدِيهِمِ، ٱلْيَهُودَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا، وَٱلْكَهَنَةَ مَا كَانَ بِٱسْتِطَاعَتِهِمْ رُؤْيَةُ مَا يَفْعَلُونَهُ. فَهَلْ كَانَ بِمَقْدُورِ أَحَدٍ أَنْ يَعْرِفَ ذلِكَ؟ نَعَمْ، يَهْوَه نَفْسُهُ. لِذلِكَ ٱتَّخَذُوا مَوْقِفًا ثَابِتًا وَأَطَاعُوهُ رَغْمَ ٱلضَّغْطِ وَٱلْخَطَرِ ٱللَّذَيْنِ تَعَرَّضُوا لَهُمَا. — دا ١:٣-٩.
٩ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَتَّخِذُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْأَحْدَاثُ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ مَوْقِفًا مُمَاثِلًا، إِذْ يَتَمَسَّكُونَ بِمَقَايِيسِ ٱللّٰهِ وَيَرْفُضُونَ ٱلِٱسْتِسْلَامَ لِضَغْطِ نُظَرَائِهِمِ ٱلْمُؤْذِي. فَعِنْدَمَا تَرْفُضُونَ يَا أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمُخَدِّرَاتِ، ٱلْعُنْفَ، ٱلشَّتْمَ، ٱلْفَسَادَ ٱلْأَدَبِيَّ، وَغَيْرَهَا مِنَ ٱلْأُمُورِ ٱلْخَاطِئَةِ، تُبَرْهِنُونَ أَنَّكُمْ تُطِيعُونَ يَهْوَه. وَهكَذَا، تُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكُمْ، وَتُفِيدُونَ أَنْفُسَكُمْ، وَتُفَرِّحُونَ يَهْوَه وَرُفَقَاءَكُمُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. — مز ١١٠:٣.
١٠ (أ) أَيَّةُ نَظْرَةٍ خَاطِئَةٍ إِلَى ٱلْعَهَارَةِ أَدَّتْ بِبَعْضِ ٱلْأَحْدَاثِ إِلَى كَسْرِ ٱسْتِقَامَتِهِمْ؟ (ب) كَيْفَ نَتَصَرَّفُ إِذَا كُنَّا أَشْخَاصًا مُسْتَقِيمِينَ؟
١٠ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلطَّاعَةَ حِينَ نَتَعَامَلُ مَعَ أَشْخَاصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ. فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ تُحَرِّمُ ٱلْعَهَارَةَ. غَيْرَ أَنَّهُ مِنَ ٱلسَّهْلِ ٱلسَّمَاحُ لِأَنْفُسِنَا بِٱمْتِلَاكِ رُوحِ ٱلتَّسَاهُلِ بَدَلًا مِنْ رُوحِ ٱلطَّاعَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يُمَارِسُ بَعْضُ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْجِنْسَ ٱلْفَمَوِيَّ أَوِ ٱلْجِنْسَ ٱلشَّرْجِيَّ أَوْ مُدَاعَبَةَ ٱلْأَعْضِاءِ ٱلْجِنْسِيَّةِ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ، مُبَرِّرِينَ أَنَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ لَيْسَتْ خَطَأً فَادِحًا لِأَنَّهَا بِحَسَبِ رَأْيِهِمْ لَيْسَتْ عَلَاقَاتٍ جِنْسِيَّةً فِعْلِيَّةً. لكِنَّ هؤُلَاءِ ٱلْأَحْدَاثَ يَنْسَوْنَ، أَوْ يَتَنَاسَوْنَ، أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى عَهَارَةٍ تَشْمُلُ كُلَّ هذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ، تَصَرُّفَاتٌ خَاطِئَةٌ يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّيَ إِلَى ٱلْفَصْلِ.a وَٱلْأَسْوَأُ مِنْ ذلِكَ هُوَ أَنَّهُمْ يَتَجَاهَلُونَ ضَرُورَةَ ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. فَإِذَا كُنَّا نُجَاهِدُ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا، لَا نَبْحَثُ عَنِ ٱلتَّبْرِيرَاتِ لِتَصَرُّفَاتِنَا. وَلَا نُحَاوِلُ أَنْ نَعْرِفَ إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ دُونَ نَيْلِ أَيِّ عِقَابٍ. فَنَحْنُ لَا نَهْتَمُّ فَقَطْ بِٱلْإِجْرَاءَاتِ ٱلتَّأْدِيبِيَّةِ ٱلَّتِي قَدْ تُتَّخَذُ فِي حَقِّنَا، بَلْ بِفِعْلِ مَا يُرْضِي يَهْوَه وَبِذلِكَ نَتَجَنَّبُ مَا يُؤْذِي مَشَاعِرَهُ. وَبَدَلًا مِنْ أَنْ نَرَى إِلَى أَيِّ حَدٍّ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِرَابُ مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ، نَبْقَى بَعِيدِينَ عَنْهَا وَ ‹نَهْرُبُ مِنَ ٱلْعَهَارَةِ›. (١ كو ٦:١٨) وَبِذلِكَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ فِعْلًا.
كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا؟
١١ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ إِظْهَارُ ٱلطَّاعَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى، وَأَيُّ مَثَلٍ يُوضِحُ ذلِكَ؟
١١ بِمَا أَنَّ ٱمْتِلَاكَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ يَتَطَلَّبُ ٱلطَّاعَةَ، فَٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَتَطَلَّبُ مُوَاصَلَةَ ٱلسَّعْيِ فِي مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ هذَا. وَرَغْمَ أَنَّ إِظْهَارَ ٱلطَّاعَةِ مَرَّةً وَاحِدَةً قَدْ يَبْدُو عَدِيمَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ أَوِ ٱلْقِيمَةِ، فَبِٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى يَصِيرُ لَدَيْنَا سِجِلٌّ حَافِلٌ بِأَعْمَالِ ٱلِٱسْتِقَامَةِ. لِلْإِيضَاحِ: قَدْ يَبْدُو حَجَرٌ وَاحِدٌ عَدِيمَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ، وَلكِنْ إِذَا جَمَعْنَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَحْجَارِ بَعْضَهَا فَوْقَ بَعْضٍ، يُمْكِنُنَا بِنَاءُ بَيْتٍ جَمِيلٍ. كَذلِكَ ٱلْأَمْرُ، إِذَا أَظْهَرْنَا ٱلطَّاعَةَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، نَتَمَكَّنُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا. — لو ١٦:١٠.
١٢ كَيْفَ رَسَمَ دَاوُدُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي وَجْهِ سُوءِ ٱلْمُعَامَلَةِ وَٱلظُّلْمِ؟
١٢ تَتَجَلَّى ٱلِٱسْتِقَامَةُ بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ نَحْتَمِلُ ٱلصُّعُوبَاتِ، سُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ، أَوِ ٱلظُّلْمَ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ دَاوُدَ. فَعِنْدَمَا كَانَ شَابًّا، ٱحْتَمَلَ ٱلِٱضْطِهَادَ مِنْ مَلِكٍ كَانَ يُتَوَقَّعُ مِنْهُ تَمْثِيلُ سُلْطَةِ يَهْوَه. لكِنَّ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ كَانَ قَدْ خَسِرَ رِضَى يَهْوَه وَصَارَ يَغَارُ غَيْرَةً شَدِيدَةً مِنْ دَاوُدَ ٱلَّذِي نَالَ رِضَى ٱللّٰهِ. وَبِمَا أَنَّهُ بَقِيَ فِي ٱلسُّلْطَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ، ٱسْتَخْدَمَ جَيْشَ إِسْرَائِيلَ لِمُطَارَدَتِهِ. وَقَدْ سَمَحَ يَهْوَه بِأَنْ يَظَلَّ دَاوُدُ يَتَعَرَّضُ لِلظُّلْمِ عِدَّةَ سَنَوَاتٍ. فَهَلْ صَارَ حَانِقًا مِنْ يَهْوَه؟ وَهَلِ ٱسْتَنْتَجَ أَنَّهُ مَا مِنْ فَائِدَةٍ فِي ٱلِٱحْتِمَالِ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ، حَافَظَ دَاوُدُ عَلَى ٱحْتِرَامِهِ ٱلْعَمِيقِ لِمَرْكَزِ شَاوُلَ كَمَسِيحٍ لِيَهْوَه، رَافِضًا ٱلِٱنْتِقَامَ مِنْهُ حِينَ سَنَحَتْ لَهُ ٱلْفُرْصَةُ. — ١ صم ٢٤:٢-٧.
١٣ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا إِذَا جَرَحَنَا أَحَدٌ أَوْ أَسَاءَ إِلَيْنَا؟
١٣ وَكَمْ نَسْتَفِيدُ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِ دَاوُدَ! فَنَحْنُ نَنْتَمِي إِلَى جَمَاعَةٍ عَالَمِيَّةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ ٱلَّذِينَ قَدْ يُخْطِئُونَ إِلَيْنَا أَوْ حَتَّى يَصِيرُونَ غَيْرَ أُمَنَاءَ. طَبْعًا، نَحْنُ نَعِيشُ فِي زَمَنٍ يَسْتَحِيلُ فِيهِ إِفْسَادُ شَعْبِ يَهْوَه كَكُلٍّ. (اش ٥٤:١٧) وَلكِنْ كَيْفَ سَنَتَجَاوَبُ فِي حَالِ خَذَلَنَا أَحَدٌ أَوْ جَرَحَ مَشَاعِرَنَا؟ إِذَا سَمَحْنَا لِلْمَرَارَةِ تِجَاهَ أَحَدِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِأَنْ تُسَمِّمَ قُلُوبَنَا، تَصِيرُ ٱسْتِقَامَتُنَا فِي خَطَرٍ. فَتَصَرُّفَاتُ ٱلْآخَرِينَ لَيْسَتْ عُذْرًا أَبَدًا لِنَحْنَقَ عَلَى ٱللّٰهِ أَوْ نَتَخَلَّى عَنْ مَسْلَكِ أَمَانَتِنَا. (مز ١١٩:١٦٥) أَمَّا ٱلِٱحْتِمَالُ فِي ٱلْمِحَنِ فَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا.
١٤ كَيْفَ يَتَجَاوَبُ ٱلَّذِينَ يُحَافِظُونَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلتَّنْظِيمِيَّةِ وَٱلتَّحْسِينَاتِ ٱلْعَقَائِدِيَّةِ؟
١٤ يُمْكِنُنَا أَيْضًا ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ بِتَجَنُّبِ رُوحِ ٱلِٱنْتِقَادِ، لِأَنَّ ذلِكَ هُوَ وَسِيلَةٌ لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلْوَلَاءِ لِيَهْوَه. وَيَهْوَه يُبَارِكُ شَعْبَهُ فِي أَيَّامِنَا أَكْثَرَ مِنْ ذِي قَبْلُ. فَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقَّةُ هِيَ ٱلْآنَ مُرَفَّعَةٌ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى فِي ٱلتَّارِيخِ. (اش ٢:٢-٤) لِذلِكَ نَحْنُ نَقْبَلُ ٱلتَّعْدِيلَاتِ فِي شَرْحِ بَعْضِ آيَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ فِي طَرِيقَةِ ٱلْقِيَامِ بِبَعْضِ ٱلْأُمُورِ. فَيَسُرُّنَا أَنْ نَرَى بِأُمِّ أَعْيُنِنَا ٱلْأَدِلَّةَ ٱلَّتِي تُثْبِتُ أَنَّ ٱلنُّورَ ٱلرُّوحِيَّ لَا يَزَالُ يَتَزَايَدُ. (ام ٤:١٨) وَإِذَا ٱسْتَصْعَبْنَا فَهْمَ تَغْيِيرٍ مَا، نَسْأَلُ يَهْوَه أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى فَهْمِهِ. وَفِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ.
مَاذَا لَوْ لَمْ تُحْافِظْ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ؟
١٥ مَنْ فَقَطْ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْلُبَكُمُ ٱسْتِقَامَتَكُمْ؟
١٥ إِنَّ هذَا ٱلسُّؤَالَ يَحُثُّنَا عَلَى ٱلتَّفْكِيرِ. فَكَمَا تَعَلَّمْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، اَلِٱسْتِقَامَةُ هِيَ صِفَةٌ ضَرُورِيَّةٌ جِدًّا. فَدُونَهَا، لَا نَحْظَى بِعَلَاقَةٍ بِيَهْوَه وَلَا نَمْلِكُ رَجَاءً حَقِيقِيًّا. وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِكَ أَبَدًا أَنَّ هُنَالِكَ شَخْصًا وَاحِدًا فَقَطْ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَسْلُبَكَ ٱسْتِقَامَتَكَ. وَهذَا ٱلشَّخْصُ هُوَ أَنْتَ. وَقَدْ أَدْرَكَ أَيُّوبُ هذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ. قَالَ: «حَتَّى أَلْفِظَ آخِرَ أَنْفَاسِي لَا أَنْزِعُ ٱسْتِقَامَتِي عَنِّي!». (اي ٢٧:٥) فَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ ٱلتَّصْمِيمُ نَفْسُهُ وَإِذَا بَقِيتَ قَرِيبًا إِلَى يَهْوَه، فَلَنْ تَتَخَلَّى أَبَدًا عَنِ ٱسْتِقَامَتِكَ. — يع ٤:٨.
١٦، ١٧ (أ) أَيُّ أَمْرٍ لَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَهُ ٱلشَّخْصُ إِذَا ٱنْغَمَسَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟ (ب) مَا هُوَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلصَّائِبُ لِٱتِّخَاذِهِ؟
١٦ رَغْمَ ذلِكَ، يُخْفِقُ ٱلْبَعْضُ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِمْ. فَهُمْ يَنْغَمِسُونَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ، تَمَامًا كَمَا حَصَلَ مَعَ ٱلْبَعْضِ عِنْدَمَا كَانَ ٱلرُّسُلُ لَا يَزَالُونَ أَحْيَاءً. فَإِذَا حَدَثَ ذلِكَ لَكَ، فَهَلْ وَضْعُكَ مَيْؤُوسٌ مِنْهُ؟ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ. إِذًا، مَاذَا يُمْكِنُ فِعْلُهُ؟ لِنَتَنَاوَلْ أَوَّلًا مَا لَا يَجِبُ فِعْلُهُ. إِنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَدَيْهِ مَيْلٌ فِطْرِيٌّ إِلَى إِخْفَاءِ ٱلْخَطَإِ عَنِ ٱلْوَالِدَيْنِ، ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، أَوِ ٱلشُّيُوخِ. لكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُذَكِّرُنَا: «مَنْ يُخْفِي مَعَاصِيَهُ لَنْ يَنْجَحَ، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ». (ام ٢٨:١٣) وَٱلَّذِينَ يُحَاوِلُونَ إِخْفَاءَ خَطَايَاهُمْ يَقْتَرِفُونَ خَطَأً فَادِحًا، لِأَنَّهُ مَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ إِخْفَاؤُهُ عَنِ ٱللّٰهِ. (اِقْرَأْ عبرانيين ٤:١٣.) حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يُحَاوِلُونَ ٱلْعَيْشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً، مُتَظَاهِرِينَ أَنَّهُمْ يَخْدُمُونَ يَهْوَه فِيمَا يُوَاصِلُونَ مَسْلَكَهُمُ ٱلْخَاطِئَ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ حَيَاةً كَهذِهِ يَكُونُونَ قَدْ خَسِرُوا ٱسْتِقَامَتَهُمْ. وَيَهْوَه لَا يُسَرُّ بِعِبَادَةٍ يُؤَدِّيهَا أَشْخَاصٌ يُخْفُونَ خَطَايَا خَطِيرَةً. عَلَى ٱلْعَكْسِ، إِنَّ رِيَاءً كَهذَا يُغْضِبُهُ. — ام ٢١:٢٧؛ اش ١:١١-١٦.
١٧ إِذًا، مَا هُوَ ٱلْمَسْلَكُ ٱلصَّائِبُ لِٱتِّخَاذِهِ إِذَا ٱنْغَمَسْتَ فِي مُمَارَسَةِ خَطِيَّةٍ خَطِيرَةٍ؟ إِنَّ إِرْشَادَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَاضِحٌ جِدًّا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. هذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِتَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَقَدْ عَيَّنَهُمْ يَهْوَه لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَرَضٌ رُوحِيٌّ خَطِيرٌ. (اِقْرَأْ يعقوب ٥:١٤.) فَلَا تَدَعِ ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ أَوِ ٱلتَّقْوِيمِ ٱلْمُحْتَمَلِ يَمْنَعُكَ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِصِحَّتِكَ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَدَعَ ٱلشَّخْصُ ٱلْحَكِيمُ ٱلْخَوْفَ مِنَ ٱلْأَلَمِ ٱلنَّاجِمِ عَنْ وَخْزِ ٱلْحُقْنَةِ أَوِ ٱلْعَمَلِيَّةِ يَمْنَعُهُ مِنْ مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةٍ صِحِّيَّةٍ تُهَدِّدُ حَيَاتَهُ؟! — عب ١٢:١١.
١٨، ١٩ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ دَاوُدَ أَنَّهُ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟ (ب) مَا هُوَ تَصْمِيمُكُمْ شَخْصِيًّا فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ؟
١٨ وَهَلْ هُنَالِكَ أَمَلٌ بِٱلشِّفَاءِ ٱلتَّامِّ؟ هَلْ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ بَعْدَ خَسَارَتِهَا؟ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ دَاوُدَ ٱلَّذِي ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً. فَقَدِ ٱشْتَهَى زَوْجَةَ رَجُلٍ آخَرَ، ٱرْتَكَبَ مَعَهَا ٱلزِّنَى، وَرَتَّبَ لِقَتْلِ زَوْجِهَا ٱلْبَرِيءِ. لَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ ٱلتَّفْكِيرُ أَنَّ دَاوُدَ كَانَ رَجُلًا يَتَحَلَّى بِٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي هذِهِ ٱلْمَرْحَلَةِ مِنْ حَيَاتِهِ. وَلكِنْ هَلْ كَانَ وَضْعُهُ مَيْؤُوسًا مِنْهُ؟ كَانَ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَنَالَ دَاوُدُ ٱلتَّأْدِيبَ، وَهذَا مَا حَصَلَ. غَيْرَ أَنَّ يَهْوَه أَظْهَرَ لَهُ ٱلرَّحْمَةَ بِسَبَبِ تَوْبَتِهِ ٱلْأَصِيلَةِ. وَقَدِ ٱسْتَفَادَ دَاوُدُ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱسْتَعَادَ ٱسْتِقَامَتَهُ بِمُوَاصَلَةِ ٱتِّبَاعِ مَسْلَكِ ٱلطَّاعَةِ للّٰهِ فِي شَتَّى ٱلظُّرُوفِ. فَحَيَاةُ دَاوُدَ هِيَ خَيْرُ مِثَالٍ لِمَا نَقْرَأُهُ فِي ٱلْأَمْثَالِ ٢٤:١٦: «قَدْ يَسْقُطُ ٱلْبَارُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، لٰكِنَّهُ يَقُومُ». وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ تَأَمَّلْ فِي مَا قَالَهُ يَهْوَه لِسُلَيْمَانَ عَنْ دَاوُدَ بَعْدَ مَمَاتِهِ. (اِقْرَأْ ١ ملوك ٩:٤.) فَقَدْ تَذَكَّرَ ٱللّٰهُ دَاوُدَ كَرَجُلٍ يَتَحَلَّى بِٱلِٱسْتِقَامَةِ. حَقًّا، بِمَقْدُورِ يَهْوَه أَنْ يُطَهِّرَ ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ لَطْخَةِ ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ. — اش ١:١٨.
١٩ نَعَمْ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَكُونَ شَخْصًا مُسْتَقِيمًا إِذَا أَطَعْتَ ٱللّٰهَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ. فَحَافِظْ عَلَى ٱحْتِمَالِكَ وَوَلَائِكَ. وَإِذَا ٱرْتَكَبْتَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، فَأَظْهِرْ تَوْبَةً أَصِيلَةً. وَكَمْ ثَمِينَةٌ هِيَ صِفَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ! لِذلِكَ نَأْمَلُ أَنْ يَكُونَ لِسَانُ حَالِ كُلٍّ مِنَّا كَلِسَانِ حَالِ دَاوُدَ: «أَمَّا أَنَا فَبِٱسْتِقَامَتِي أَسْلُكُ». — مز ٢٦:١١.
[الحاشية]
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُسْتَقِيمُونَ؟
• كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱسْتِقَامَتِنَا؟
• كَيْفَ يُمْكِنُ ٱسْتِعَادَةُ ٱلِٱسْتِقَامَةِ؟
[الاطار في الصفحة ٨]
«كَمْ كَانَ عَمَلًا لَطِيفًا!»
هذَا مَا قَالَتْهُ ٱمْرَأَةٌ حَامِلٌ فِي شَهْرِهَا ٱلْخَامِسِ عَنِ ٱللُّطْفِ وَٱلِٱسْتِقَامَةِ وَٱلنَّزَاهَةِ ٱلَّتِي أَظْهَرَتْهَا لَهَا شَابَّةٌ لَا تَعْرِفُهَا. فَبَعْدَ سَاعَاتٍ مِنْ مُغَادَرَتِهَا أَحَدَ ٱلْمَقَاهِي، ٱكْتَشَفَتْ أَنَّهَا نَسِيَتْ مَحْفَظَتَهَا ٱلَّتِي تَحْوِي ٠٠٠,٢ دُولَارٍ أَمِيرْكِيٍّ، مَبْلَغٌ يَفُوقُ كَثِيرًا مَا تَحْمِلُهُ عَادَةً مَعَهَا. وَقَدْ عَبَّرَتْ هذِهِ ٱلْمَرْأَةُ لَاحِقًا عَنْ مَشَاعِرِهَا لِصَحِيفَةٍ مَحَلِّيَّةٍ، قَائِلَةً: «كُنْتُ مُنْسَحِقَةَ ٱلْقَلْبِ». فِي هذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، وَجَدَتْ شَابَّةٌ ٱلْمَحْفَظَةَ وَرَاحَتْ فَوْرًا تَبْحَثُ عَنْ صَاحِبَتِهَا. وَلكِنْ عِنْدَمَا بَاءَتْ جُهُودُهَا بِٱلْفَشَلِ، أَخَذَتْهَا إِلَى مَرْكَزِ ٱلشُّرْطَةِ. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، تَمَكَّنَتِ ٱلشُّرْطَةُ مِنْ تَحْدِيدِ مَكَانِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْحَامِلِ. قَالَتِ ٱلْمَرْأَةُ بِكُلِّ ٱمْتِنَانٍ: «بِٱلْفِعْلِ، كَمْ كَانَ عَمَلًا لَطِيفًا!». فَلِمَاذَا بَذَلَتِ ٱلشَّابَّةُ كُلَّ هذَا ٱلْجَهْدِ لِإِعَادَةِ ٱلْمَالِ؟ ذَكَرَتِ ٱلصَّحِيفَةُ أَنَّ هذِهِ ٱلشَّابَّةَ هِيَ وَاحِدَةٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَه، وَهِيَ «تَعْزُو نَزَاهَتَهَا إِلَى ٱلدِّينِ ٱلَّذِي تَرَبَّتْ فِيهِ».
[الصورة في الصفحة ٩]
بِإِمْكَانِ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلْمُحَافَظَةُ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ تَحْتَ ٱلِٱمْتِحَانِ
[الصورة في الصفحة ١٠]
أَخْفَقَ دَاوُدُ فِي ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى ٱلِٱسْتِقَامَةِ فِي مَرْحَلَةٍ مَا مِنْ حَيَاتِهِ، لكِنَّهُ تَعَافَى