مواجهين تحدي التضخم المالي
اتمام مهمتنا للكرازة « ببشارة الملكوت هذه » رغم الازمة الاقتصادية
١ عند ارسال التلاميذ في القرن الاول للكرازة بالرسالة المثيرة، «قد اقترب ملكوت السموات،» تلقوا ارشادات خصوصية عن التأييد المالي لعملهم. قال يسوع: « لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ولا نحاسا في مناطقكم. ولا مذودا للطريق ولا ثوبين ولا احذية ولا عصا. » (متى ١٠:٧-١٠) فكان انتباههم المركز يجب ان يتجه نحو الامور الروحية، اعطاء شهادة تامة عن ملكوت الله. فاذا وضعوا مصالح الملكوت اولا في حياتهم يجري تزويد حاجاتهم المادية. «الفاعل مستحق اجرته.» - متى ٦:٣٢، ٣٣، لوقا ١٠:٤، ٧
٢ وفي الازمنة الحديثة يكون الامر ذاته مع شعب يهوه، كما يظهر تاريخ السنوات ال١٠٠ الماضية. فعوض استعطاء الاموال او رعاية المشاريع المالية لبناء الكاتدرائيات الكبيرة والقصور المزخرفة لصف رجال الدين يشدد شهود يهوه على تعزية البشر المتضايقين بالرسالة المجيدة لملكوت الله برئاسة المسيح يسوع – الرجاء الوحيد للعالم. (متى١٢:٢١) ووجهة نظر الاسفار المقدسة هذه من الاولويات وردت بوضوح في العدد الثاني (آب١٨٧٩) من المطبوعة الرسمية للجمعية. فهنالك قيل: «برج المراقبة كما نعتقد تحظى بدعم يهوه، وبما ان الحال هي كذلك لن تستعطي ابدا او تطلب من الناس التأييد.وذاك الذي يقول: كل ذهب وفضة الجبال هو لي، عندما يفشل في تزويد الاموال اللازمة نفهم انه قد حان الوقت لايقاف الطبع.»
٣ وهذه الطريقة خدمت جيدا كخط ارشادي لنا منذ ذلك الحين. « المقاعد مجانية – لا توجد صينية لمة » هو الشعار دائما حيثما عقدنا اجتماعاتنا، وقد زاد يهوه بركته. وفي الازمنة الحديثة، كما في القرن الاول، يجري تأييد عملنا الكرازي الى حد بعيد بالتبرعات الطوعية كاملا دون استعطاء.(رومية ١٥:٢٦، ٢ كو ٩:١٣) ومن هذا القبيل اخذ الاخ رصل نفسه القيادة. فقد انهى شركته مع ابيه وصرف ثروته الشخصية البالغة ربع مليون دولار في عمل الملكوت. وكثيرون من الاشخاص الامناء الآخرين ذوي التعبد المماثل ليهوه اقتدوا بهذا المثال.
الدعاية للملكوت بالصفحة المطبوعة
٤ لم يكتف المسيحيون الاولون بمجرد اخبار الآخرين «بالبشارة» بكلمة الفم. فقد شرعوا في صنع نسخ للاسفار المقدسة وتوزيعها في كل مكان. واكثر من مجرد صنع نسخ للادراج المألوفة يجري نسب الفضل الى اولئك المسيحيين الاولين في انتاج الاسفار المقدسة بشكل مخطوطة او كتب بصفحات افرادية للقراءة السهلة بالمقارنة مع الادراج الاقدم والاثقل. اجل، بمعنى مجازي، باشرت المسيحية الطباعة قديما في القرن الاول.
٥ وكذلك ايضا في القرن التاسع عشر، عندما ابتدأ عمل الكرازة بالملكوت، لم يكن مدهشا ان يباشر الاخوان توزيع كميات كبيرة من «البشارة» بشكل مطبوع. فملايين النسخ من «هدف وطريقة رجوع الرب» والنشرات الاخرى جرى توزيعها بشكل واسع. وحتى السنة ١٨٨٤ جرى توزيع اكثر من مليون نسخة من «طعام للمسيحيين المفكرين» لدى الناس مجانا.والمجلد الاول (٣٥٦ صفحة) من سلسلة «الفجر الالفي» (المعروفة بعدئذ بدروس في الاسفار المقدسة) صدر في السنة ١٨٨٦. وبعد ذلك، في خلال السنوات ال٤٠ التالية، صدرت ستة ملايين نسخة من هذه المجلدات بعدد من اللغات.
٦ واذا ازداد العمل صار من الضروري الحصول على اماكن اوسع في بتسبورغ، بنسلفانيا (في السنة ١٨٨٩). وهذا البناء كان معروفا «ببيت الكتاب المقدس» وقد خدم كمركز رئيسي للجمعية طوال السنوات العشرين التالية.
٧ وأحد الاوجه المهمة للعمل قديما، والذي ساهم في توسع الكرازة بالملكوت، هو ارسال عدد كبير من موزعي المطبوعات الجائلين والمبشرين بدعم مالي وهؤلاء معروفون اليوم «بالفاتحين.» ثم في السنة ١٨٩٧ ابتدأ عمل الخطباء الجائلين. وهؤلاء الممثلون الجائلون كانوا يزورون العدد المتزايد للجماعات على اساس قانوني لكي يبنوا ويقووا اخوانهم روحيا.واليوم يجري انجاز نفس العمل بواسطة نظار الدوائر والكور، الذين يبلغ عددهم ثلاثة الاف تقريبا، والذين تدعمهم الجمعية جزئيا.
٨ نحو بداية القرن العشرين ابتدأ تأسيس الفروع في بريطانيا العظمى وألمانيا واوستراليا وهلم جرا. وظهر ملائما بتوسع العمل هذا ما وراء البحار ان ينقل المركز الرئيسي للجمعية الى مدينة على الساحل. ولذلك في السنة ١٩٠٩ جرى شراء ملك في بروكلين، نيويورك، ونقل المركز الرئيسي الى هناك من بتسبورغ.
٩ والمشروع التاريخي للصور المتحركة الصوتية ابتدأ في السنة ١٩١٢. ومن كانون الثاني ١٩١٤ ازدحمت القاعات حتى لم تبق محلات وابتدأ عرض «رواية الخلق المصورة» مجانا حول العالم بعدد من اللغات.
١٠ وبعد بضعة اشهر من ابتداء العرض نشبت الحرب العالمية الاولى في اوروبا في ٢٨ تموز ١٩١٤. فماذا كان ذلك سيعني لعمل شعب يهوه؟ طوال ٤٠ سنة جرت الكرازة برسالة الملكوت بكلفة كبيرة في الوقت والمال من جهة شعب يهوه المنتذر.وجرى توزيع حوالي ٠٠٠،٠٠٠،١٠ كتاب وكراس وملايين عديدة من النشرات.ولذلك كان السؤال، هل يصل هذا العمل الآن الى نهايته؟ وكان الجواب، كلا. وفي الواقع، في السنة التالية ١٩١٥، في جلسة بطريقة السؤال والجواب في فنكوفر، كندا، قال الاخ رصل: « هنالك عمل عظيم للقيام به، ويتطلب انجازه الآلاف من الاخوة والملايين من المال. ومن اين سيأتي ذلك لا اعرف- الرب يعرف عمله. »
١١ فكم كانت كلماته نبوية – يوجد عمل عظيم لانجازه يتطلب آلاف الاخوة وملايين الليرات! وكم كانت كلماته صحيحة، « الرب يعرف عمله»! لان الرب يهوه زوّد آلاف الاخوة والليرات – في حينه، طبعا.
١٢ ولكن، اولا، كانت الحرب العالمية الاولى ستأخذ مجراها الطبيعي. وفي خلالها جرى توليد المقاومة التعصبية ضد شعب يهوه. (رؤيا ١٢:١٢-١٤) وأنتج ذلك توقفا تاما تقريبا في عمل الكرازة بالملكوت اذ جرى وضع رسميي الجمعية بتهم باطلة في سجن الاصلاح الفدرالي في السنة ١٩١٨.-متى ٢٤:٩-١٢.
انتعاش العمل بعد الحرب العالمية الاولى
١٣ في السنة ١٩١٩ بعد تحرير وتبرئة رسميي الجمعية المسجونين سرعان ما بوشر عمل الكرازة من جديد. وأيضا جرى تبني الطرق المالية التي خدمت شعب يهوه جيدا كخطوط ارشادية لاكثر من ٤٠ سنة. فكان الموقف: بما ان يهوه هو الداعم سيزوّد الاموال لما يريد انجازه الآن.
١٤ حتى ذلك الحين كانت تملك الجمعية مطابع صغيرة فقط. وكان يجري انتاج المجلات والكتب بواسطة مطابع خارجية. والآن ظهر ان مشيئة يهوه هي ان نحصل على مطابع رحوية كبيرة للمجلات لنتمكن من طبع مجلة «برج المراقبة.» وبشراء تلك المطبعة الرحوية الاولى ابتدأ اصدار مجلة مرافقة لمجلة «برج المراقبة» وهي «العصر الذهبي» (المعروفة الآن بمجلة «استيقظ»). وكان العدد الاول بتاريخ ١ تشرين الاول ١٩١٩. وبعد نقل المطبعة الى ١٨ كونكورد ستريت:، بروكلين ، في ١ آذار ١٩٢٢ جرى شراء مطبعة رحوية ثانية لطبع الكتب المجلدة. وفي السنوات التالية بالحاجة المتزايدة الى كتب وكراريس اكثر اشترت الجمعية مطابع رحوية اكثر بكثير. وهذا الامر بدوره عنى بناء اماكن اكبر للطباعة. وكان يجب ايضا بناء مساكن اوسع لايواء عائلات بيت ايل الاكبر اذ كانت هنالك حاجة الى مزيد من الايدي العاملة لمماشاة الطلب المتزايد من الحقل للمطبوعات.
١٥ واذ ننظر الى الوراء يظهر ان الكشف عن الشعار، « اعلنوا! اعلنوا! اعلنوا! الملك والملكوت،» في محفل سيدر بوينت، اوهايو، للسنة ١٩٢٢ كان دليلا على نيل عمل الكرازة بالملكوت مزيدا من القوة الدافعة. وسرعان ما جرى تنظيم العمل القانوني من بيت الى بيت بواسطة ناشري الجماعات بشكل اكمل:.
١٦ وفي الوقت ذاته تقريبا ابتدأ استعمال الاذاعة بشكل واسع لنشر رسالة الملكوت. وفي السنة ١٩٢٧ رتب شعب يهوه مع شركة الاذاعة الوطنية ان تذيع سلسلة من ٥٣ محطة محاضرة بعنوان «حرية للشعوب.» وكان ذلك اوسع ارتباط اذاعي حتى ذلك الحين:. وجرت تغطية هذه النفقة، كنفقات الجمعية الكثيرة الاخرى، بالتبرعات الطوعية من جهة الشهود المنتذرين. وفي السنة التالية جرى حادث تاريخي آخر عندما ربط شعب يهوه ١٠٧ محطات اذاعية من اجل اذاعة واحدة مستقلة عن اية شبكة اذاعية. وكانت هذه المحاضرة بعنوان « حاكم للشعب.»
١٧ وفي ذلك الحين جرى التشجيع على عمل الفتح وجرى تزويد المطبوعات بكلفة منخفضة لتمكينهم من الخدمة كامل الوقت. ألا يسرنا ان يوجد الآن اكثر من ٠٠٠,١٢٥ في هذا الحقل؟
١٨ والحادث المهم الآخر في توسع المناداة «بالبشارة» جرى في السنة ١٩٣٧ بإبتداء خدمة الفتح الخصوصي. وهؤلاء الاخوة والاخوات يأخذون مساعدة صغيرة. وابتداء من مئات قليلة نمت صفوف الفاتحين الخصوصيين بحيث يوجد اليوم اكثر من ٠٠٠,١٤ حول العالم.(مزمور ١١٠:٣، عبرانيين ١٣:١٥) ودعم هؤلاء الفاتحين الخصوصيين تتحمله الجمعية. ولكن عند اخذ نتائج جهودهم الامينة وتضحيتهم بالذات بعين الاعتبار، ووزن حياة آلاف الناس الذين يتمكنون من مساعدتهم نحو الانتذار،يستأهل ذلك كل قرش من الليرات المتبرع بها يلزم صرفه لابقاء هؤلاء الفاتحين الخصوصيين في الحقل!
١٩ وفي وسط الحرب العالمية الثانية، في السنة ١٩٤٣، وضع يهوه في عقول خدامه ان يفتحوا مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس. ومنذ ذلك الحين جرى تدريب اكثر من ٨٠٠,٥ مرسل وارسالهم الى اقاصي الارض. وهؤلاء الخدام المرسلون دخلوا بلدانا كثيرة حيث كان هنالك قليلون او لا احد من الشهود. وهنالك الآن آلاف عديدة من اخوتنا واخواتنا في هذه الاماكن. وهؤلاء المرسلون الامناء لعبوا دورا كبيراجدا في تجميع «الجمع الكثير،» الذين يزيد عددهم على ٠٠٠،٠٠٠،٢ شخص، والذين يتكلمون نحو ١٧٠ لغة ويعيشون في اكثر من ٢٠٠ بلد حول العالم. وهنا يوجد حقا دليل على ان يهوه بارك التبرعات المعطاة من اخواننا.وبهذه الوسيلة تتمكن الجمعية من دعم هؤلاء الاخوة والاخوات الامناء.
من اين يأتي المال
٢٠ هذا هو سؤال غالبا ما يطرحه الناس في هذا العالم المادي. وليس ذلك سرا. فبعض نفقات الطباعة والشحن تغطيها التبرعات المأخوذة لقاء المطبوعات الموزعة في الحقل.ولكنّ الاموال من هذا المصدر لا تغطي في ايّ مكان نفقات الجمعية كما يجب في عصر التضخم المالي هذا.وهذه النفقات ليست مجرد النفقات التي تشملها المطابع ومواد المطبوعات (الورق والحبر والتجليد والشحن وهلم جرا)، ولكنها تتضمن ايضا مساعدات الفاتحين الخصوصيين والمرسلين وأعضاء عائلات بيت ايل ونظار الدوائر والكور.ويشمل ذلك ايضا ارتفاع النفقات اذ تلزم التسهيلات الجديدة والتجهيزات الجديدة والتقنية المتقدمة للاستمرار في توسيع عمل يهوه. فلولا التبرعات الطوعية الاضافية لشهود يهوه المنتذرين والافراد الآخرين لما امكن تمويل الحركة التقدمية لهذه الشهادة العظيمة في كل الارض في هذه «الايام الاخيرة.» - متى ٢٤:١٤.
٢١ يجري تذكيرنا بوقت في الماضي بنى فيه خدام الله المنتذرون في البرية المسكن الذي كانت تدور حوله عبادة يهوه.ولكن كان على شعب يهوه ان ينتبهوا للحاجة، وقد تبرعوا طوعا باكثر مما يلزم من الذهب والفضة والنحاس والحجارة الكريمة والاشياء الثمينة الاخرى بغية اتمام المشروع.ولم يجر استخدام الاكراه او البيع باليانصيب او الاسواق الخيرية او المشاريع المالية الاخرى.ولكن، كما يظهر السجل في الخروج الاصحاح ٣٥، عملت القوة الدافعة لروح يهوه في عقول وقلوب الناس المنتذرين.فجرى تقديم الدعوة: «كل من قلبه سموح فليأت بتقدمة الرب.» (العدد ٥) وماذا كان التجاوب ؟ تقول لنا الرواية: «ثم جاء كل من انهضه قلبه وكل من سمّحته روحه.جاءوا بتقدمة الرب لعمل خيمة الاجتماع ولكل خدمتها وللثياب المقدسة.» (العدد ٢١) «جميع الرجال والنساء الذين سمّحتهم قلوبهم ان يأتوا بشيء لكل العمل الذي امر الرب ان يصنع على يد موسى جاءوا به.» - العدد ٢٩.
٢٢ وبعد نحو ٤٧٥ سنة وضع يهوه في قلب داود ان يبني هيكلا عظيما تسبيحا ليهوه على قمة جبل المريا. وأيضا جرى تقديم الدعوة: «فمن ينتدب اليوم لملء يده للرب.» واستجابة لذلك، «فرح الشعب بانتدابهم لانهم بقلب كامل انتدبوا للرب» والذهب وحده الذي تبرع به داود نفسه والشعب يبلغ بأسعار التضخم المالي اليوم اكثر من ٠٠٠،٠٠٠،٠٠٠،٧ دولار! -١ أي ٢٩:١٤-١٧.
٢٣ وفي منح مثل هذا الدعم الطوعي هل نسب المتبرعون الفضل الى انفسهم ؟ حاشا ! لاحظوا موقف داود الجدير بالمدح. قال : « من انا ومن هو شعبي حتى نستطيع ان ننتدب هكذا لانّ منك (يا يهوه ) الجميع ومن يدك اعطيناك... ايها الرب الهنا كل هذه الثروة التي هيأناها لنبني لك بيتا لاسم قدسك انما هي من يدك ولك الكل. وقد علمت يا الهي أنك انت تمتحن القلوب ... انا باستقامة قلبي انتدبت بكل هذه والآن شعبك الموجود هنا رأيته بفرح ينتدب لك.» - ١ أي ٢٩:١٤-١٧
التضخم المالي – ضربة اقتصادية على العالم
٢٤ وما هي الحالة الاقتصادية ونحن ندخل السنة ١٩٨١ ؟ في خلال فترة قصيرة من الزمن ارتفعت اسعار كل انواع السلع اكثر بكثير من التكهنات المشؤومة للاقتصاديين الاذكياء. فسعر الذهب ارتفع من مجرد ٣٥ دولارا قبل عدة سنوات الى ما يبلغ ٨٠٠ دولارا للآونسة الواحدة. وفي لبنان ارتفع سعر البنزين من ٧ ليرات للتنكة الواحدة الى ٢٣ فيما بلغ في بعض البلدان في اوروبا ٦٠ او ٧٠ او اكثر للتنكة الواحدة. وأسعار السفر بالطائرات بلغت ضعفين وأربعة اضعاف. والركوب في سيارات الاجرة الصغيرة او السيارات العامة الكبيرة يكلف ١٥ مرة اكثر مما كان عليه قبل ٣٠ سنة وقد يرتفع اكثر ايضا.
٢٥ وهذا التضخم المالي السريع يؤثر تقريبا في كل ما يلزم بطريقة مادية للكرازة ببشارة الملكوت هذه. والقضية ذات العلاقة بالموضوع: الورق الذي كان يكلف ٣٥ دولارا للطن قبل الحرب العالمية الثانية يكلف الآن نحو ٥٠٠ دولار للطن.والتكاليف البريدية للمجلات ونفقات شحن الكتب ترتفع اكثر فاكثر. وفي بلدان كثيرة حول العالم تقدم الجمعية الآن خدمتها الخاصة للشحن الى الجماعات لكي تبقي نفقة المجلات منخفضة وفي متناول كل طبقات الناس الذين يحتاجون كثيرا الى مطبوعات الملكوت.
٢٦ وبهذا التضخم المالي يجب ان تكون هنالك زيادة في المساعدات المقدمة للفاتحين الخصوصيين والمرسلين في تعييناتهم. وبشكل مماثل فان المساعدات المعطاة لآلاف الاعضاء في عائلات بيت ايل حول العالم زادت مرارا عديدة في خلال السنوات ال ٣٠ الماضية لمساعدتهم على البقاء مجهزين بشكل لائق وللاعتناء بتنقلاتهم الى الاجتماعات والخدمة.
كيف يؤثر التضخم المالي في عملنا ؟
٢٧ فكيف نبقي الكرازة « بالبشارة» ممتدة الى جميع الامم؟ ومن اين يأتي المال لتغطية النفقات المرتفعة للطباعة والتوزيع؟ لقد زاد يهوه عدد شهوده اضعافا كثيرة في خلال السنوات ال٤٠ الماضية، وبزيادة اجورهم نتيجة التضخم المالي يزيد كثيرون منهم بالتالي تبرعاتهم الطوعية. وشعب يهوه اليوم يملكون نفس التعبد الحبي والانتذار لعبادته وخدمته الذي كان لهم عند بناء المسكن في البرية والهيكل على جبل المريا. وبالتأكيد لا يتمكن الجميع من التبرع بالمقدار ذاته ولا يوجد نظام العشور. ولكنّ تبرعاتهم، كما بين مسيحيي القرن الاول، تكون «على حسب ما للانسان لا على حسب ما ليس له.» اجل، اذا كان الاستعداد موجودا فهو مقبول. حسب بركة يهوه على كل فرد. – ٢ كو ٨:١٢.
٢٨ لسبب مبدأ الكتاب المقدس هذا نجد ان الكثير من الدعم المالي لعمل الشهادة العالمي يأتي من الاخوان في امم العالم الغنية اكثر. ولكن الزيادة الاعظم في الناشرين لا تكون غالبا في الامم المزدهرة ماليا بل بين الشعوب الفقيرة التي تملك القليل من الموارد المالية. -١ كو ١:٢٦-٢٩.
٢٩ فلا عجب اذا صار صعبا اكثر فاكثر ان نغطي النفقة المتزايدة للورق والشحن ونفقات التضخم الكبيرة الاخرى بمجرد التبرعات الطوعية. ولذلك يلزم ان يساهم الاخوان وكذلك العموم اكثر في نفقة المطبوعات. فلم يعد ممكنا توزيع كتبنا المجلدة بتبرعات الاوقات السابقة. وصار ضروريا ان نزيد هذه الاسعار لتوازن الى حد ما قوة المال الشرائية المتناقضة.
٣٠ واتخذت الجمعية ايضا اجراءات اقتصادية اخرى في محاولة لمواجهة التضخم المالي. واذ لا نحب استعمال الورق والمواد الاخرى من نوعية ادنى كان ذلك ضروريا الى حد ما في الظروف الراهنة. واشترت الجمعية ايضا في الآونة الاخيرة مطابع اوفسيت، التي تقلل النسبة المئوية لضياع الورق لسبب تصميمها الاكثر فعالية. والتحويل الى التنضيد الضوئي للحروف المطبعية على الاجهزة الالكترونية سنتمكن ايضا من تقليل نفقات صنع الصفائح المعدنية للطباعة ونفقات الايدي العاملة. وهذه المشاريع تكلف كثيرا في بادئ الامر، ولكنها سليمة اقتصاديا على المدى البعيد.
٣١ وبعض بيوت الفروع والمطابع حول العالم مزدحمة وبحاجة ماسة الى التوسيع. وقد بوشرت بعض مشاريع البناء، ولكن كان ضروريا تأجيل غيرها لسبب نفقات البناء المرتفعة في السنوات القليلة الماضية.
هل يوقف التخم المالي عمل الشهادة؟
٣٢ وهل يلزم تغيير او هجر الطريقة المالية القديمة العهد للجمعية بغية مواجهة ازمة العالم الاقتصادية؟ كلا. فنحن نعتقد ان الطريقة سليمة اليوم كما كانت عند نشرها اولا قبل اكثر من ١٠٠ سنة، وهي: « ذاك الذي يقول : كل ذهب وفضة الجبال هو لي، عندما يفشل في تزويد الاموال اللازمة نفهم انه قد حان الوقت لايقاف الطبع» المتعلق بكتبنا ومجلاتنا. ونحن مقتنعون تماما بأن هذا ليس عمل انسان او فريق من الناس. ولكنه عمل يهوه تحت توجيه ابنه الحبيب، الرب يسوع المسيح.
٣٣ قد يتطلب التضخم المالي التعديلات، ولكنه لن يعيق عمل يهوه ما دامت مشيئته ان يكرز « ببشارة الملكوت هذه.» ومن جهة اخرى، اذ ننظر الى الكمية القليلة من المال كتحد نحاول ان نكون واقعيين ونستعمل الحكمة العملية في معالجة المشكلة.(امثال ٣:٢١-٢٣) ونعتقد ان شعب الرب يجب ان ينظروا هكذا ايضا الى مشاكل التضخم التي يواجهونها في حياتهم الفردية. ولا يجب ان يقلقوا بشكل غير ملائم كأهل العالم الذين يقولون، ماذا سنأكل؟ او ماذا سنلبس؟ او اين سنسكن؟ فلن يضطر شعب يهوه الى استعطاء الخبز اذا طلبوا اولا ملكوت الله وبره. (مزمور ٣٧:٢٥، متى ٦:٣١-٣٤، لوقا ٢١:٢٨) وفي الوقت ذاته يجب ان يقتصدوا في انفاق مالهم. ويجب ان يروا اين يمكن ان يقللوا الانفاق على الاشياء غير المهمة، متجنبين دائما روح العالم المادي، لكي يكون لديهم المال من اجل ضرورات الحياة والامور المتعلقة بالملكوت وترويج مصالحه.
٣٤ واذ تزداد الاحوال الاقتصادية سوءا حول الارض يلزم مدح شعب يهوه حول العالم حقا على سخائهم ودعمهم لعمل الملكوت بواسطة قروضهم وتبرعاتهم. وهم يتبرعون ليس فقط لبناء وصيانة قاعات ملكوتهم المحلية (وفي بعض المناطق قاعات محافلهم الدائرية) بل ايضا لبناء ابنية فروع جديدة وشراء مطابع جديدة وتجهيزات اخرى. واكثر من ذلك، غالبا ما يتبرعون لعمل الاغاثة عندما تصيب اخواننا كوارث كالزلازل والاعاصير في مختلف انحاء العالم. والمثال الاخير للسخاء لاجل المتضايقين كان المساعدة المقدمة في اعالة وايواء نحو ٠٠٠,٣ من الاخوان الذين اتوا من كوبا الى الولايات المتحدة الاميركية.
٣٥ ورغم ان بعض التبرعات صغيرة جدا، «كفلسي» الارملة الفقيرة، لكنها في نظر يهوه ذات قيمة كبيرة. وهي تتراكم كالقطرات الكثيرة في الدلو الذي يضرب به المثل حتى يمتلئ ويفيض تسبيحا ليهوه. – لوقا ٢١:١-٤.
٣٦ واذ تزداد الاحوال الاقتصادية في العالم سوءا في هذه «الايام الاخيرة» ننظر الى يهوه من اجل استمرار الارشاد والتوجيه لعمل الشهادة الذي يجب انجازه بعد. فليستمر في تزويد كل الاموال اللازمة، وليمنح خدامه الامناء الحكمة التي من فوق في انفاقهم الفطين لها. وليكن ذلك تسبيحا وتمجيداً ليهوه الله، القادر ان يزود كل ما يلزم بوفرة لاتمام عمل شهادته في الوقت المعيّن!- افسس ٣:٢٠، ٢١.