مقالة الدرس ٥
«رَأسُ كُلِّ رَجُلٍ هوَ المَسيح»
«رَأسُ كُلِّ رَجُلٍ هوَ المَسيح». — ١ كو ١١:٣.
التَّرنيمَة ١٢ يا يَهْوَه، إِلهَنا العَظيم
لَمحَةٌ عنِ المَقالَةa
١ أيَّةُ عَوامِلَ قد تُؤَثِّرُ على نَظرَةِ الرَّجُلِ إلى الرِّئاسَة؟
كَيفَ يجِبُ أن يُعامِلَ رَأسُ العائِلَة زَوجَتَهُ وأولادَه؟ قد تُؤَثِّرُ العاداتُ والتَّقاليدُ والتَّربِيَةُ على الطَّريقَةِ الَّتي يُعامِلُهُم بها. تقولُ أُختٌ مِن أُورُوبَّا اسْمُها يَانِيتَا: «في مِنطَقَتي، يعتَبِرُ النَّاسُ المَرأةَ أدنى مِنَ الرَّجُل، ويجِبُ أن تُعامَلَ كَخادِمَة». ويذكُرُ أخٌ مِنَ الوِلَايَات المُتَّحِدَة اسْمُهُ لُوك: «يُعَلِّمُ بَعضُ الآباءِ أبناءَهُم أنَّ المُهِمَّ في المَرأةِ هو شَكلُها لا رَأْيُها». لكنَّ يَهْوَه لا يُريدُ أن ينظُرَ الزَّوجُ إلى زَوجَتِهِ بِهذِهِ الطَّريقَة. (قارن مرقس ٧:١٣.) فكَيفَ يجِبُ أن يتَصَرَّفَ رَأسُ العائِلَة؟
٢ ماذا يجِبُ أن يعرِفَ رَأسُ العائِلَة، ولِماذا؟
٢ كَي ينجَحَ رَأسُ العائِلَة، علَيهِ أن يعرِفَ ماذا يطلُبُ مِنهُ يَهْوَه. وعلَيهِ أن يعرِفَ أيضًا لِم أسَّسَ يَهْوَه تَرتيبَ الرِّئاسَة، وكَيفَ يتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ويَسُوع. ولِم هذا مُهِمّ؟ لِأنَّ يَهْوَه أعطى رَأسَ العائِلَة سُلطَة، ويُريدُ مِنهُ أن لا يُسيءَ استِعمالَها. — لو ١٢:٤٨ب.
ما هو تَرتيبُ الرِّئاسَة؟
٣ ما هو تَرتيبُ الرِّئاسَةِ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١١:٣؟
٣ إقرأ ١ كورنثوس ١١:٣. تُخبِرُنا هذِهِ الآيَةُ عن تَرتيبِ الرِّئاسَةِ الَّذي وضَعَهُ يَهْوَه لِيُنَظِّمَ عائِلَتَهُ في السَّماءِ وعلى الأرض. فيَهْوَه هو «رَأسُ» الكُلّ، ولَدَيهِ سُلطَةٌ مُطلَقَة. وقد أعطى مِقدارًا مِنَ السُّلطَةِ لِآخَرين، ويعتَبِرُهُم مَسؤولينَ أمامَهُ عن طَريقَةِ استِعمالِها. (رو ١٤:١٠؛ اف ٣:١٤، ١٥) فيَهْوَه أعطى يَسُوع سُلطَةً على الجَماعَة، ويَسُوع مَسؤولٌ أمامَهُ عنِ الطَّريقَةِ الَّتي يُعامِلُنا بها. (١ كو ١٥:٢٧) أيضًا، أعطى يَهْوَه الزَّوجَ سُلطَةً على زَوجَتِهِ وأولادِه، والزَّوجُ مَسؤولٌ أمامَ يَهْوَه ويَسُوع عنِ الطَّريقَةِ الَّتي يُعامِلُهُم بها. — ١ بط ٣:٧.
٤ أيَّةُ سُلطَةٍ يتَمَتَّعُ بها يَهْوَه ويَسُوع؟
٤ بما أنَّ يَهْوَه هو الرَّأسُ على كُلِّ أولادِه، يحِقُّ لهُ أن يضَعَ لهُمُ القَواعِدَ ويُلزِمَهُم بها. (اش ٣٣:٢٢) ويَسُوع أيضًا، كرَأسٍ لِلجَماعَة، يحِقُّ لهُ أن يضَعَ لنا قَواعِدَ ويُلزِمَنا بها. — غل ٦:٢؛ كو ١:١٨-٢٠.
٥ أيَّةُ سُلطَةٍ يتَمَتَّعُ بها رَأسُ العائِلَة، وما هي حُدودُها؟
٥ ومِثلَ يَهْوَه ويَسُوع، يحِقُّ لِرَأسِ العائِلَة أن يضَعَ القَواعِدَ لِعائِلَتِه. (رو ٧:٢؛ اف ٦:٤) لكنَّ سُلطَتَهُ لها حُدود. فالقَواعِدُ الَّتي يضَعُها يجِبُ أن تكونَ مُؤَسَّسَةً على كَلِمَةِ اللّٰه. (ام ٣:٥، ٦) ولا يحِقُّ لهُ أن يضَعَ قَواعِدَ لِأشخاصٍ خارِجَ عائِلَتِه. (رو ١٤:٤) وحينَ يكبُرُ أولادُهُ ويُغادِرونَ المَنزِل، يظَلُّونَ يحتَرِمونَهُ لكنَّهُم لا يعودونَ تَحتَ رِئاسَتِه. — مت ١٩:٥.
لِماذا أسَّسَ يَهْوَه تَرتيبَ الرِّئاسَة؟
٦ لِم أسَّسَ يَهْوَه تَرتيبَ الرِّئاسَة؟
٦ وضَعَ يَهْوَه تَرتيبَ الرِّئاسَة لِأنَّهُ يُحِبُّ عائِلَتَه. فهذا التَّرتيبُ ضَرورِيٌّ لِلحِفاظِ على السَّلامِ والنِّظام. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) بِالمُقابِل، إذا لم يكُنْ واضِحًا مَن لَدَيهِ السُّلطَة، تنتَشِرُ الفَوضى وينعَدِمُ الفَرَح. فلا أحَدَ سيعرِفُ مَن يجِبُ أن يأخُذَ القَرارَ الأخير، ومَن يجِبُ أن يُنَفِّذَه.
٧ حَسَبَ أفَسُس ٥:٢٥، ٢٨، كَيفَ يُريدُ يَهْوَه أن يُعامِلَ الزَّوجُ زَوجَتَه؟
٧ إذا كانَ تَرتيبُ الرِّئاسَة مُفيدًا لِهذِهِ الدَّرَجَة، فلِماذا تُعاني نِساءٌ كَثيراتٌ مِن سَيطَرَةِ وتَحَكُّمِ أزواجِهِنَّ؟ هذا لِأنَّ أزواجًا كَثيرينَ يتبَعونَ العاداتِ والتَّقاليدَ في مُجتَمَعِهِم، بَدَلَ أن يتبَعوا مَبادِئَ يَهْوَه. مِن جِهَةٍ أُخرى، قد يُسيءُ الرَّجُلُ مُعامَلَةَ زَوجَتِهِ لِيفرِضَ هَيبَتَهُ عليها أو لِيُثبِتَ أنَّهُ «رَجُلٌ» فِعلًا. فيُفَكِّرُ أنَّهُ لا يقدِرُ أن يُجبِرَها أن تُحِبَّه، لكنَّهُ يقدِرُ أن يُخَوِّفَها كي يتَحَكَّمَ بها.b لكنَّ هذا يُقَلِّلُ مِنِ احتِرامِ المَرأةِ ويتَعارَضُ مع ما يُريدُهُ يَهْوَه. — إقرأ افسس ٥:٢٥، ٢٨.
كَيفَ تنجَحُ كرَأسٍ لِلعائِلَة؟
٨ كَيفَ ينجَحُ الرَّجُلُ كرَأسٍ لِلعائِلَة؟
٨ كَي ينجَحَ رَأسُ العائِلَة، علَيهِ أن يتَمَثَّلَ بِصِفاتِ يَهْوَه ويَسُوع. فَلْنتَحَدَّثْ عَنِ اثنَتَينِ مِن هذِهِ الصِّفات، ونرَ كَيفَ يُظهِرُهُما رَأسُ العائِلَة حينَ يتَعامَلُ مع زَوجَتِهِ وأولادِه.
٩ كَيفَ يُظهِرُ يَهْوَه التَّواضُع؟
٩ التَّواضُع. لا أحَدَ أَحكَمُ مِن يَهْوَه. مع ذلِك، يُصغي يَهْوَه لِرَأْيِ خُدَّامِه. (تك ١٨:٢٣، ٢٤، ٣٢) وهو يسمَحُ لهُم أن يُعطوا اقتِراحات. (١ مل ٢٢:١٩-٢٢) ومع أنَّهُ كامِل، لا يتَوَقَّعُ مِنهُمُ الكَمال بل يُساعِدُهُم أن ينجَحوا في خِدمَتِه. (مز ٢٧:٩؛ ١١٣:٦، ٧؛ عب ١٣:٦) مَثَلًا، قالَ المَلِكُ دَاوُد إنَّهُ ما كانَ لِيُنجِزَ شَيئًا لَولا تَواضُعُ يَهْوَه ومُساعَدَتُه. — ٢ صم ٢٢:٣٦.
١٠ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع التَّواضُع؟
١٠ يَسُوع أيضًا مُتَواضِع. فمع أنَّهُ «رَبٌّ» و «مُعَلِّم»، غَسَلَ أقدامَ تَلاميذِه. ولِم هذِهِ الحادِثَةُ مَذكورَةٌ في الكِتابِ المُقَدَّس؟ لِأنَّ يَسُوع يَرسُمُ مِثالًا لِلجَميع، وخُصوصًا لِرُؤوسِ العائِلات. قال: «وضَعتُ لكُم نَموذَجًا، حتَّى كما فعَلتُ لكُم تفعَلونَ أنتُم أيضًا». (يو ١٣:١٢-١٧) فرَغمَ سُلطَتِهِ الكَبيرَة، لم يطلُبْ مِنَ الآخَرينَ أن يخدُموه، بل هو خدَمَهُم. — مت ٢٠:٢٨.
يُظهر رأس العائلة التواضع والمحبة حين يساعد في شغل البيت ويهتم بعائلته روحيًّا (أُنظر الفقرتين ١١ و ١٣.)
١١ ماذا يتَعَلَّمُ رَأسُ العائِلَة عنِ التَّواضُعِ مِن يَهْوَه ويَسُوع؟
١١ ماذا تتَعَلَّم؟ يُظهِرُ رَأسُ العائِلَة التَّواضُعَ بِعِدَّةِ طُرُق. فهو لا يطلُبُ الكَمالَ مِن زَوجَتِهِ وأولادِه. وهو يُصغي لِرَأْيِهِم حتَّى لَو كانَ عَكْسَ رَأْيِه. تقولُ أُختٌ تَعيشُ في الوِلَايَات المُتَّحِدَة اسْمُها مَارْلِي: «أنا وزَوجي نختَلِفُ أحيانًا في الرَّأْي. لكنِّي أشعُرُ أنَّهُ يُقَدِّرُني ويحتَرِمُني. فهو يسألُ عن رَأْيِي ويُفَكِّرُ فيهِ قَبلَ أن يأخُذَ قَرارًا». إضافَةً إلى ذلِك، يُساعِدُ الزَّوجُ المُتَواضِعُ في شُغلِ البَيت، حتَّى لَو كانَ المُجتَمَعُ يعتَبِرُهُ شُغلَ النِّسوان. وهذا قد يُشَكِّلُ تَحَدِّيًا. تقولُ أُختٌ اسْمُها رَايتْشِل: «في مِنطَقَتِنا، إذا ساعَدَ الزَّوجُ في شُغلِ البَيت، يقولُ الجيرانُ والأقرِباءُ إنَّهُ ‹طَرطور›». فهَل يُفَكِّرُ النَّاسُ حَولَكَ بِهذِهِ الطَّريقَة؟ تذَكَّرْ إذًا أنَّ يَسُوع غَسَلَ أقدامَ تَلاميذِه، مع أنَّ هذا اعتُبِرَ شُغلَ العَبيد. فرَأسُ العائِلَة يجِبُ أن يهتَمَّ بِمَشاعِرِ زَوجَتِهِ وأولادِه، لا بِكَلامِ النَّاس. لِنَرَ الآن صِفَةً أُخرى مُهِمَّة لِرَأسِ العائِلَة.
١٢ ماذا يفعَلُ يَهْوَه ويَسُوع بِدافِعِ المَحَبَّة؟
١٢ المَحَبَّة. يَهْوَه يعمَلُ كُلَّ شَيءٍ بِدافِعِ المَحَبَّة. (١ يو ٤:٧، ٨) فلِأنَّهُ يُحِبُّنا، يهتَمُّ بِحاجاتِنا الرُّوحِيَّة مِن خِلالِ كَلِمَتِهِ وهَيئَتِه. وهو يهتَمُّ بِحاجاتِنا العاطِفِيَّة ويؤكِّدُ لنا أنَّهُ يُحِبُّنا. كما يهتَمُّ بِحاجاتِنا المادِّيَّة و «يُزَوِّدُنا كُلَّ شَيءٍ بِغِنًى لِمُتعَتِنا». (١ تي ٦:١٧) وحينَ نُخطِئ، يُؤَدِّبُنا لكنَّهُ يظَلُّ يُحِبُّنا. وقد أعَدَّ لنا بِمَحَبَّةٍ تَرتيبَ الفِديَة. وماذا عن يَسُوع؟ هو أيضًا يُحِبُّنا كَثيرًا، حتَّى إنَّهُ ضحَّى بِحَياتِهِ مِن أجلِنا. (يو ٣:١٦؛ ١٥:١٣) وما دُمنا أُمَناء، لا شَيءَ يقدِرُ أن يُضعِفَ مَحَبَّةَ يَهْوَه ويَسُوع لنا. — يو ١٣:١؛ رو ٨:٣٥، ٣٨، ٣٩.
١٣ لِم مُهِمٌّ أن يُظهِرَ رَأسُ العائِلَة المَحَبَّةَ لِعائِلَتِه؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطارَ «كَيفَ يَكسِبُ العَريسُ احتِرامَ عَروسَتِه؟».)
١٣ ماذا تتَعَلَّم؟ يجِبُ أن يَعمَلَ رَأسُ العائِلَة كُلَّ شَيءٍ بِدافِعِ المَحَبَّة. ولِم هذا مُهِمّ؟ يَقولُ الرَّسُولُ يُوحَنَّا: «مَن لا يُحِبُّ أخاهُ الَّذي يراه، لا يقدِرُ أن يُحِبَّ اللّٰهَ الَّذي لا يراه». (١ يو ٤:١١، ٢٠) وكيف يُظهِرُ رَأسُ العائِلَة المَحَبَّةَ لِعائِلَتِه؟ علَيهِ أن يهتَمَّ بِحاجاتِهِمِ الرُّوحِيَّة والعاطِفِيَّة والمادِّيَّة. (١ تي ٥:٨) علَيهِ أيضًا أن يُؤَدِّبَ أولادَهُ ويُدَرِّبَهُم. وهو يُحاوِلُ دائِمًا أن يأخُذَ قَراراتٍ تُفيدُ عائِلَتَهُ وتُمَجِّدُ يَهْوَه. لِنَتَأمَّلِ الآن في كُلِّ واحِدَةٍ مِن هذِهِ النِّقاط.
ماذا يجِبُ أن تفعَل؟
١٤ كَيفَ يهتَمُّ رَأسُ العائِلَة بِروحِيَّاتِ عائِلَتِه؟
١٤ إهتَمَّ بِحاجاتِهِمِ الرُّوحِيَّة. تَمَثُّلًا بِيَهْوَه، ساعَدَ يَسُوع أتباعَهُ أن يَبقَوا أقوِيَاءَ روحِيًّا. (مت ٥:٣، ٦؛ مر ٦:٣٤) بِشَكلٍ مُماثِل، أهَمُّ مَسؤولِيَّةٍ عِندَ رَأسِ العائِلَة هي أن يهتَمَّ بِروحِيَّاتِ عائِلَتِه. (تث ٦:٦-٩) فهو يحرِصُ أن يقرَأَ هو وعائِلَتُهُ الكِتابَ المُقَدَّسَ ويدرُسوه، يحضُروا الاجتِماعات، يُبَشِّروا، ويُقَوُّوا عَلاقَتَهُم بِيَهْوَه.
١٥ كَيفَ يهتَمُّ رَأسُ العائِلَة بِعائِلَتِهِ عاطِفِيًّا؟
١٥ إهتَمَّ بِحاجاتِهِمِ العاطِفِيَّة. قال يَهْوَه لِيَسُوع عَلَنًا إنَّهُ يُحِبُّه. (مت ٣:١٧) ويَسُوع بِدَورِهِ عبَّرَ عن مَحَبَّتِهِ لِتَلاميذِهِ بِكَلامِهِ وتَصَرُّفاتِه، وهُم أيضًا عبَّروا لهُ عن مَحَبَّتِهِم. (يو ١٥:٩، ١٢، ١٣؛ ٢١:١٦) بِشَكلٍ مُماثِل، يُظهِرُ رَأسُ العائِلَةِ المَحَبَّةَ بِتَصَرُّفاتِه، مَثَلًا بدرْسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ مع عائِلَتِه. وَيُظهِرُ لهُم مَحَبَّتَهُ أيضًا بِكَلامِه. فيقولُ لهُم إنَّهُ يُحِبُّهُم ويُقَدِّرُهُم. وحينَ يكونُ مُناسِبًا، يمدَحُهُم أمامَ الآخَرين. — ام ٣١:٢٨، ٢٩.
يلزم أن يعيل رأس العائلة عائلته ماديًّا ليرضي يهوه (أُنظر الفقرة ١٦.)
١٦ أيَّةُ مَسؤولِيَّةٍ أُخرى تقَعُ على رَأسِ العائِلَة، وكَيفَ يُوازِنُ بَينَ مَسؤولِيَّاتِه؟
١٦ إهتَمَّ بِحاجاتِهِمِ المادِّيَّة. أمَّنَ يَهْوَه لِلإسْرَائِيلِيِّينَ حاجاتِهِمِ الضَّرورِيَّة، حتَّى حينَ كانَ يُعاقِبُهُم على تَمَرُّدِهِم. (تث ٢:٧؛ ٢٩:٥) ولا يزالُ حتَّى اليَوم يُؤَمِّنُ لنا الضَّرورِيَّات. (مت ٦:٣١-٣٣؛ ٧:١١) يَسُوع أيضًا، أمَّنَ الطَّعامَ لِلَّذينَ تَبِعوه. (مت ١٤:١٧-٢٠) كما أنَّهُ اهتَمَّ بِصِحَّتِهِم. (مت ٤:٢٤) بِشَكلٍ مُماثِل، يلزَمُ أنْ يهتَمَّ رَأسُ العائِلَة بِعائِلَتِهِ مادِّيًّا لِيُرضِيَ يَهْوَه. ولكنْ علَيهِ أن يُوازِنَ بَينَ مَسؤولِيَّاتِه. فلا يجِبُ أن يُرَكِّزَ على عَمَلِهِ ويُهمِلَ عائِلَتَهُ روحِيًّا وعاطِفِيًّا.
١٧ كَيفَ يرسُمُ يَهْوَه ويَسُوع المِثالَ في التَّدريبِ والتَّأديب؟
١٧ أرشِدْهُم ودَرِّبْهُم. يَهْوَه يُدَرِّبُنا ويُؤَدِّبُنا لِأنَّهُ يُريدُ مَصلَحَتَنا. (عب ١٢:٧-٩) يَسُوع أيضًا، يُدَرِّبُ بِمَحَبَّةٍ الَّذينَ تَحتَ سُلطَتِه. (يو ١٥:١٤، ١٥) فهو حازِمٌ ولَطيفٌ في الوَقتِ نَفْسِه. (مت ٢٠:٢٤-٢٨) وهذا لِأنَّهُ يعرِفُ أنَّنا ناقِصونَ ونميلُ إلى الخَطَإ. — مت ٢٦:٤١.
١٨ ماذا يجِبُ أن يتَذَكَّرَ رَأسُ العائِلَة؟
١٨ بِشَكلٍ مُماثِل، يجِبُ أن يتَذَكَّرَ رَأسُ العائِلَة أنَّ زَوجَتَهُ وأولادَهُ ناقِصون. فهو لا يغضَبُ علَيهِم «غَضَبًا مَريرًا». (كو ٣:١٩) بل يُرشِدُهُم «بِروحِ الوَداعَة»، ويتَذَكَّرُ أنَّهُ هو أيضًا ناقِص. (غل ٦:١) ويُبقي في بالِهِ أنَّ أفضَلَ طَريقَةٍ لِيُعَلِّمَهُم هي بِالمِثال، تَمامًا كما فعَلَ يَسُوع. — ١ بط ٢:٢١.
١٩-٢٠ كَيفَ يتَمَثَّلُ رَأسُ العائِلَة بِيَهْوَه ويَسُوع عِندَ أخذِ القَرارات؟
١٩ فَكِّرْ في مَصلَحَتِهِم. يأخُذُ يَهْوَه قَراراتٍ تُفيدُ الآخَرين. مَثَلًا، حينَ قرَّرَ أن يبدَأَ بِالخَلْق، لم يكُنْ يُفَكِّرُ في نَفْسِهِ بل أرادَ أن نفرَحَ نَحنُ بِالحَياة. وهو لم يكُنْ مُجبَرًا أن يُضَحِّيَ بِابْنِهِ مِن أجْلِ خَطايانا، بل أخَذَ هذا القَرارَ لِمَصلَحَتِنا. يَسُوع أيضًا أخَذَ قَراراتٍ تُفيدُ غَيرَه. (رو ١٥:٣) ففي إحدى المَرَّات، تخَلَّى عن راحَتِهِ لِيُعَلِّمَ النَّاس. — مر ٦:٣١-٣٤.
٢٠ بِشَكلٍ مُماثِل، يلزَمُ أن يأخُذَ رَأسُ العائِلَة قَراراتٍ تُفيدُ عائِلَتَه. وهو لا يستَخِفُّ بِهذِهِ المَسؤولِيَّة الثَّقِيلَة. لِذا يُفَكِّرُ جَيِّدًا قَبلَ أن يأخُذَ أيَّ قَرار، ولا ينجَرُّ وَراءَ عاطِفَتِه. بل يتبَعُ تَوجيهَ يَهْوَه لِيعرِفَ كَيفَ يأخُذُ قَراراتٍ صَحيحَة.c (ام ٢:٦، ٧) وهكَذا يضَعُ مَصلَحَةَ عائِلَتِهِ قَبلَ مَصلَحَتِه. — في ٢:٤.
٢١ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟
٢١ أعطى يَهْوَه لِرَأسِ العائِلَة مَسؤولِيَّةً كَبيرَة. وهو يُريدُ مِنهُ أن يجتَهِدَ لِيُتَمِّمَها. وسينجَحُ رَأسُ العائِلَة حينَ يتَمَثَّلُ بيَهْوَه ويَسُوع. لكنَّ الزَّوجَةَ أيضًا لَدَيها دَورٌ مُهِمٌّ في سَعادَةِ العائِلَة. وفي المَقالَةِ التَّالِيَة، سنرى كَيفَ يجِبُ أن تنظُرَ الزَّوجَةُ إلى الرِّئاسَة، وأيَّةُ صُعوباتٍ تُواجِهُها.
التَّرنيمَة ١٦ سَبِّحوا يَهْوَه على مَلَكوتِ المَسيح
a حينَ يتَزَوَّجُ الرَّجُل، يصيرُ رَأسَ عائِلَة. في هذِهِ المَقالَة، سنرى ما هو تَرتيبُ الرِّئاسَة، لِم أسَّسَ يَهْوَه هذا التَّرتيب، وماذا يتَعَلَّمُ رَأسُ العائِلَة مِن يَهْوَه ويَسُوع. وفي المَقالَةِ الثَّانِيَة مِن هذِهِ السِّلسِلَة، سنرى ماذا يتَعَلَّمُ الزَّوجُ والزَّوجَةُ مِن يَسُوع وشَخصِيَّاتٍ أُخرى في الكِتابِ المُقَدَّس. أمَّا في المَقالَةِ الثَّالِثَة، فسَنتَحَدَّثُ عنِ الرِّئاسَةِ في الجَماعَة.
b كَثيرًا ما تُصَوِّرُ القِصَصُ والأفلامُ والبَرامِجُ الكوميدِيَّة رَجُلًا يُهينُ زَوجَتَه، أو حتَّى يُؤْذيها جَسَدِيًّا. لِذا قد يعتَبِرُ النَّاسُ أنَّ مُعامَلَةً كهذِهِ عادِيَّةٌ ومَقبولَة.
c لِمَزيدٍ مِنَ المَعلومات، انظُرِ المَقالَةَ «إتَّخِذْ قَراراتٍ تُكرِمُ اللّٰهَ» في عَدَدِ ١٥ نَيْسَان (إبْرِيل) ٢٠١١ مِن بُرجِ المُراقَبَة، الصَّفَحات ١٣-١٧.