مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ب٢٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ص ٨-‏١٣
  • سفر أيوب يساعدك حين تعطي نصيحة

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • سفر أيوب يساعدك حين تعطي نصيحة
  • برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • كَيفَ قَدَّمَ رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة النَّصيحَةَ له؟‏
  • كَيفَ قَدَّمَ أَلِيهُو النَّصيحَةَ لِأَيُّوب؟‏
  • إستَمِرَّ في التَّعَلُّمِ مِن سِفرِ أَيُّوب
  • يهوه شفى جراحه
    اقتدِ بإيمانهم
  • درس في كيفية معالجة المشاكل
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٥
  • مكافأة ايوب —‏ مصدر امل
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • سفر الكتاب المقدس رقم ١٨:‏ ايوب
    ‏«كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع»‏
المزيد
برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه (‏الطبعة الدراسية)‏ —‏٢٠٢٥
ب٢٥ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ص ٨-‏١٣

مقالة الدرس ٤٩

التَّرنيمَة ٤٤ صَلاةُ المِسكين

سِفرُ أَيُّوب يُساعِدُكَ حينَ تُعْطي نَصيحَة

‏«أمَّا الآن،‏ فاسمَعْ مِن فَضلِكَ يا أَيُّوب».‏ —‏ أي ٣٣:‏١‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

كَيفَ يُعَلِّمُنا سِفرُ أَيُّوب أن نُعْطِيَ نَصائِحَ جَيِّدَة؟‏

١-‏٢ أيُّ تَحَدٍّ واجَهَهُ رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة وأَلِيهُو؟‏

إنتَشَرَ الخَبَرُ بِسُرعَةِ البَرقِ بَينَ النَّاسِ في الشَّرق.‏ فأَيُّوب المَعروفُ في المِنطَقَةِ بِثَروَتِهِ الكَبيرَة خَسِرَ كُلَّ شَيءٍ بَينَ يَومٍ ولَيلَة.‏ وحينَ عَرَفَ رِفاقُهُ الثَّلاثَة أَلِيفَاز وبِلْدَد وصُوفَر بِما حَصَلَ معه،‏ سافَروا إلى أرضِ عُوص لِيَقِفوا إلى جانِبِهِ ويُواسوه.‏ لكنَّهُم لم يَتَوَقَّعوا أن يَرَوْا ما رَأَوْه!‏

٢ تَخَيَّلِ المَشهَد.‏ فإلى حَدٍّ بَعيد،‏ كُلُّ ما يَملِكُهُ أَيُّوب أُخِذَ مِنه.‏ فمَواشيهِ الكَثيرَة،‏ كُلُّ الغَنَمِ والبَقَرِ والجِمالِ والحَمير،‏ سُرِقَت أو قُتِلَت.‏ وأوْلادُهُ العَشَرَة العَزيزونَ على قَلبِهِ فارَقوا الحَياة.‏ وكَذلِك قُتِلَ مُعظَمُ خُدَّامِه.‏ أيضًا،‏ البَيتُ الَّذي كانَ أوْلادُهُ مُجتَمِعينَ فيهِ صارَ كَومَةَ خَراب.‏ ولم تَنتَهِ المَأساةُ هُنا.‏ فحتَّى أَيُّوب شَخصِيًّا طالَتهُ المُصيبَة.‏ جِسمُهُ الآنَ باتَ مَليئًا بِحُبوبٍ مُلتَهِبَة وموجِعَة.‏ وفيما هو جالِسٌ في الرَّمادِ مُنهَكًا مِن شِدَّةِ الحُزنِ والوَجَع،‏ رَآهُ الرِّجالُ الثَّلاثَة مِن بَعيد.‏ فماذا فَعَلوا؟‏ على مَدى سَبعَةِ أيَّامٍ كامِلَة،‏ لم يَقولوا كَلِمَةً واحِدَة لِهذا الرَّجُلِ المَقهورِ المَوْجوع.‏ (‏أي ٢:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ولكنْ في مَرحَلَةٍ ما،‏ وَصَلَ شابٌّ اسْمُهُ أَلِيهُو وجَلَسَ قُربَهُم.‏ فكَسَرَ أَيُّوب أخيرًا الصَّمتَ وتَكَلَّم.‏ لَعَنَ اليَومَ الَّذي وُلِدَ فيهِ وتَمَنَّى المَوتَ لِنَفْسِه.‏ (‏أي ٣:‏١-‏٣،‏ ١١‏)‏ واضِحٌ كم كانَ أَيُّوب بِحاجَةٍ إلى المُساعَدَة.‏ وما قالَهُ هؤُلاءِ الرِّجالُ وكَيفَ قالوهُ كانَ سيُبَرهِنُ هل هُم فِعلًا أصدِقاؤُهُ وهل هُم فِعلًا مُهتَمُّونَ بِخَيرِه.‏

٣ علامَ سنُرَكِّزُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ أوْحى يَهْوَه إلى مُوسَى أن يُسَجِّلَ ما قالَهُ رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة وأَلِيهُو وما فَعَلوهُ أيضًا.‏ والجَديرُ بِالمُلاحَظَةِ أنَّ بَعضَ ما قالَهُ أَلِيفَاز يَبْدو أنَّهُ بِوَحْيٍ مِن روحٍ شِرِّير.‏ بِالمُقابِل،‏ ما قالَهُ أَلِيهُو كانَ بِوَحْيٍ مِن يَهْوَه.‏ (‏أي ٤:‏١٢-‏١٦؛‏ ٣٣:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فلا عَجَبَ أنَّ سِفرَ أَيُّوب لا يَتَضَمَّنُ فَقَط بَعضَ أفضَلِ النَّصائِحِ الَّتي أُعْطِيَت على الإطلاق،‏ بل بَعضَ أسوَإها أيضًا.‏ ومِن أهَمِّ الفَوائِدِ الَّتي نَنالُها مِن سِفرِ أَيُّوب هي أنَّهُ يُساعِدُنا حينَ نَحتاجُ أن نُقَدِّمَ نَصيحَة.‏ لِنَتَحَدَّثْ في البِدايَةِ عنِ المِثالِ السَّيِّئِ الَّذي تَ‍رَكَهُ رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة.‏ بَعدَ ذلِك،‏ سنُناقِشُ مِثالَ أَلِيهُو الجَيِّد.‏ وفي الحالَتَيْن،‏ سنَتَعَلَّمُ كَيفَ كانَ يُمكِنُ أن يَستَفيدَ الإسْرَائِيلِيُّونَ مِن سِفرِ أَيُّوب،‏ وكَيفَ نَستَفيدُ مِنهُ نَحنُ اليَوم.‏

كَيفَ قَدَّمَ رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة النَّصيحَةَ له؟‏

٤ لِماذا فَشِلَ رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة في تَحقيقِ هَدَفِهِم؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٤ يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ رِفاقَ أَيُّوب الثَّلاثَة أتَوْا «لِيُعَزُّوا أَيُّوب ويُعَبِّروا لهُ عن تَعاطُفِهِم» بَعدَما سَمِعوا عنِ المَصائِبِ الَّتي حَلَّت به.‏ (‏أي ٢:‏١١‏)‏ لكنَّهُم فَشِلوا في تَحقيقِ هَدَفِهِم.‏ لِماذا؟‏ لِثَلاثَةِ أسبابٍ على الأقَلّ.‏ أوَّلًا،‏ تَسَرَّعوا في التَّوَصُّلِ إلى استِنتاجاتٍ خاطِئَة.‏ فهُمُ افتَرَضوا خَطَأً أنَّ اللّٰهَ يُعاقِبُ أَيُّوب على خَطايا ارتَكَبَها.‏a (‏أي ٤:‏٧؛‏ ١١:‏١٤‏)‏ ثانِيًا،‏ مُعظَمُ نَصائِحِ هؤُلاءِ الرِّجالِ لِأَيُّوب لم يَكُنْ مُفيدًا ولا لَطيفًا،‏ بل قاسِيًا وجارِحًا.‏ مَثَلًا،‏ كُلُّهُم قالوا كَلامًا بَدا جَيِّدًا،‏ لكنَّهُ كانَ في الحَقيقَةِ فارِغًا،‏ بِلا أيِّ نَفع.‏ (‏أي ١٣:‏١٢‏)‏ فبِلْدَد قالَ لِأَيُّوب مَرَّتَيْنِ بِلُؤْمٍ إنَّهُ يَتَكَلَّمُ كَثيرًا.‏ (‏أي ٨:‏٢؛‏ ١٨:‏٢‏)‏ وصُوفَر لَمَّحَ بِكَلامِهِ اللَّاذِعِ أنَّ أَيُّوب «غَبِيّ».‏ (‏أي ١١:‏١٢‏)‏ ثالِثًا،‏ مع أنَّهُم لم يَرفَعوا صَوتَهُم في وَجهِ أَيُّوب،‏ فإنَّ لَهجَتَهُم كانَت في الغالِبِ مُهينَة،‏ ساخِرَة،‏ واتِّهامِيَّة.‏ (‏أي ١٥:‏٧-‏١١‏)‏ وفي الآخِر،‏ صارَ كُلُّ هَمِّ هؤُلاءِ الرِّجالِ أن يُبَرهِنوا أنَّ أَيُّوب مُخطِئٌ بَدَلَ أن يُبَلسِموا جِراحَهُ ويُقَوُّوا إيمانَه.‏

أحد رفاق أيوب يتكلم معه بقسوة فيما الاثنان الآخران يراقبان ما يحصل.‏ وأيوب،‏ الذي امتلأ جسمه بحبوب ملتهبة وموجعة،‏ يسمع النصيحة وهو جالس على الأرض

عندما تعطي نصيحة،‏ انتبه من التكلم بلهجة مهينة.‏ فهدفك هو أن تقدِّم المساعدة (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏


٥ ماذا نَتَجَ عن نَصائِحِ رِفاقِ أَيُّوب؟‏

٥ لا نَستَغرِبُ أنَّ نَصائِحَ رِفاقِ أَيُّوب لم تُؤَدِّ إلى نَتائِجَ جَيِّدَة.‏ فأَيُّوب شَعَرَ أنَّهُم يَسحَقونَهُ بِكَلامِهِم.‏ (‏أي ١٩:‏٢‏)‏ وكانَ مِنَ الطَّبيعِيِّ أن يَشعُرَ أيضًا أنَّهُ بِحاجَةٍ أن يُدافِعَ عن صيتِه.‏ وهذا جَعَلَ تَفكيرَهُ غَيرَ مُتَّزِنٍ وكَلامَهُ مُتَهَوِّرًا.‏ (‏أي ٦:‏٣،‏ ٢٦‏)‏ أيضًا،‏ لم يَذكُرْ رِفاقُ أَيُّوب أفكارًا مُنسَجِمَة مع تَفكيرِ يَهْوَه؛‏ ولا عامَلوا أَيُّوب بِتَعاطُف.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ صاروا دونَ عِلمِهِم أدَواتٍ في يَدِ الشَّيْطَان.‏ (‏أي ٢:‏٤،‏ ٦‏)‏ فكَيفَ كانَ يُمكِنُ أن تُفيدَ هذِهِ الرِّوايَةُ الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ عاشوا في الماضي،‏ وكَيفَ تُفيدُنا نَحنُ اليَوم؟‏

٦ ماذا كانَ يُمكِنُ أن يَتَعَلَّمَ الشُّيوخُ في إسْرَائِيل مِن المِثالِ السَّيِّئِ لِرِفاقِ أَيُّوب الثَّلاثَة؟‏

٦ كَيفَ كانَ يُمكِنُ أن يَستَفيدَ الإسْرَائِيلِيُّون؟‏ بَعدَما أسَّسَ يَهْوَه أُمَّةَ إسْرَائِيل،‏ اختارَ رِجالًا مُؤَهَّلينَ وعَيَّنَهُم شُيوخًا لِيَقْضوا لِلأُمَّةِ حَسَبَ مَقاييسِهِ العادِلَة.‏ (‏تث ١:‏١٥-‏١٨؛‏ ٢٧:‏١‏)‏ وهؤُلاءِ الرِّجالُ احتاجوا أن يَستَمِعوا جَيِّدًا قَبلَ أن يُقَدِّموا نَصيحَةً أو يُصدِروا حُكمًا.‏ (‏٢ أخ ١٩:‏٦‏)‏ ولَزِمَ أيضًا أن يَطرَحوا أسئِلَةً بَدَلَ أن يَفتَرِضوا أنَّهُم يَعرِفونَ كُلَّ الوَقائِع.‏ (‏تث ١٩:‏١٨‏)‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ لَزِمَ أن يَنتَبِهوا مِن أن يَقولوا كَلامًا جارِحًا لِلَّذينَ يَأتونَ إلَيهِم طَلَبًا لِلمُساعَدَة.‏ لِماذا؟‏ لِأنَّهُم قد يَمنَعونَ النَّاسَ أن يَفتَحوا قَلبَهُم إذا حَسَّسوهُم أنَّهُم مُنزَعِجونَ مِنهُم.‏ (‏خر ٢٢:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ فِعلًا،‏ كانَ يُمكِنُ لِلشُّيوخِ في إسْرَائِيل الَّذينَ تَأمَّلوا في رِوايَةِ أَيُّوب أن يَجِدوا فيها دُروسًا قَيِّمَة.‏

٧ بِالإضافَةِ إلى الشُّيوخِ في إسْرَائِيل،‏ مَن كانَ يُمكِنُ أن يُقَدِّموا النَّصيحَة،‏ وكَيفَ كانَ يُمكِنُ أن يَستَفيدوا مِن رِوايَةِ أَيُّوب؟‏ (‏أمثال ٢٧:‏٩‏)‏

٧ طَبعًا،‏ لم يَكُنِ الرِّجالُ النَّاضِجونَ هُمُ الوَحيدينَ الَّذينَ يُمكِنُ أن يُقَدِّموا نَصائِحَ في إسْرَائِيل.‏ ففي الحَقيقَة،‏ كُلُّ إسْرَائِيلِيّ —‏ صَغيرًا كانَ أم كَبيرًا،‏ ذَكَرًا كانَ أم أُنْثى —‏ كانَ يُمكِنُ أن يُقَدِّمَ نَصيحَةً لِرَفيقِهِ لِيُساعِدَهُ أن يَتَقَدَّمَ في عِبادَتِهِ أو يُصَحِّحَ سُلوكَه.‏ (‏مز ١٤١:‏٥‏)‏ فنَصائِحُ صادِقَة كهذِه هيَ العَلامَةُ الفارِقَة الَّتي تُمَيِّزُ الصَّديقَ الحَقيقِيّ.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ٢٧:‏٩‏.‏)‏ ومِثالُ رِفاقِ أَيُّوب الثَّلاثَة السَّيِّئُ كانَ يُمكِنُ أن يُعَلِّمَ الإسْرَائِيلِيِّينَ دَرسًا في ما لا يَلزَمُ أن يَقولوهُ وما لا يَلزَمُ أن يَفعَلوهُ حينَ يُقَدِّمونَ نَصيحَة.‏

٨ أيُّ فِخاخٍ يَلزَمُ أن نَنتَبِهَ مِنها حينَ نُقَدِّمُ نَصيحَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّور.‏)‏

٨ كَيفَ نَستَفيدُ نَحن؟‏ كمَسِيحِيِّين،‏ نَحنُ نُريدُ أن نُساعِدَ إخوَتَنا وأخَواتِنا حينَ يَمُرُّونَ بِصُعوبات.‏ ولكنْ كَي نَفعَلَ ذلِك،‏ يَلزَمُ أن نَنتَبِهَ لِئَلَّا نَرتَكِبَ الأغلاطَ نَفْسَها الَّتي ارتَكَبَها رِفاقُ أَيُّوب الثَّلاثَة.‏ أوَّلًا،‏ عَلَينا أن نَتَجَنَّبَ أن نَقفِزَ إلى استِنتاجاتٍ خاطِئَة ونَتَأكَّدَ أنَّ ما نَقولُهُ مُؤَسَّسٌ على وَقائِعَ أكيدَة.‏ ثانِيًا،‏ لا يَجِبُ أن نَبْنِيَ نَصيحَتَنا بِشَكلٍ رَئيسِيٍّ على أساسٍ غَيرِ ثابِتٍ مِثلِ خِبرَتِنا الشَّخصِيَّة،‏ كما فَعَلَ أَلِيفَاز في مُعظَمِ الأوْقات،‏ بل على كَلِمَةِ اللّٰهِ الثَّابِتَة كالصَّخر.‏ (‏أي ٤:‏٨؛‏ ٥:‏٣،‏ ٢٧‏)‏ ثالِثًا،‏ يَلزَمُ أن نَنتَبِهَ مِنَ الكَلامِ القاسي والانتِقادِيّ.‏ فلا نَنْسَ أنَّ أَلِيفَاز ورَفيقَيْهِ قالوا بَعضَ الأشياءِ الصَّحيحَة؛‏ حتَّى إنَّ أحَدَ كَتَبَةِ الكِتابِ المُقَدَّسِ اقتَبَسَ بِالوَحْيِ ما قالَهُ واحِدٌ مِنهُم.‏ (‏قارن أيوب ٥:‏١٣ بـ‍ ١ كورنثوس ٣:‏١٩‏.‏)‏ لكنَّ مُعظَمَ ما قالوهُ شَوَّهَ صورَةَ اللّٰهِ وآذى أَيُّوب،‏ لِذلِك حَكَمَ يَهْوَه أنَّ أقوالَهُم غَيرُ صَحيحَة.‏ (‏أي ٤٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فالنَّصيحَةُ الجَيِّدَة لا تُصَوِّرُ يَهْوَه أبَدًا كإلهٍ قاسٍ،‏ ولا خُدَّامَهُ كأشخاصٍ لا يَستاهِلونَ المَحَبَّة.‏ لِنَرَ الآنَ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ أَلِيهُو.‏

مجموعة صور:‏ أخ يعطي بمحبة نصيحة لأخ متضايق.‏ ١-‏ أخ يستمع بصبر إلى أخ متضايق يعبِّر عن مشاعره فيما يجلسان على طاولة خارج المنزل ويشربان بعض المرطبات.‏ ٢-‏ الأخ الذي يستمع يفتح كتابًا مقدسًا.‏ ٣-‏ الأخ يقدِّم بمحبة نصيحة من الكتاب المقدس للأخ الآخر الذي يستمع بهدوء

عندما تقدِّم نصيحة،‏ (‏١)‏ أسِّس كلامك على وقائع،‏ (‏٢)‏ استعمل كلمة اللّٰه،‏ و (‏٣)‏ تكلم بمحبة (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏


كَيفَ قَدَّمَ أَلِيهُو النَّصيحَةَ لِأَيُّوب؟‏

٩ أوْضِحْ لِماذا احتاجَ أَيُّوب إلى المُساعَدَةِ بَعدَما تَوَقَّفَ رِفاقُهُ عنِ الكَلامِ وكَيفَ هَيَّأَها يَهْوَه له.‏

٩ بَعدَما تَوَقَّفَ أَيُّوب ورِفاقُهُ عنِ المُجادَلَة،‏ لا شَكَّ أنَّ الجَوَّ كانَ مُتَوَتِّ‍رًا جِدًّا.‏ فهؤُلاءِ الرِّجالُ قالوا ما يَكْفي مِنَ الكَلامِ لِيَملَأَ ٢٨ فَصلًا في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ومُعظَمُ ما قالوهُ كانَ تَعبيرًا عنِ الغَضَبِ والإحباط.‏ فلا عَجَبَ أنَّ الألَمَ بَقِيَ يَحُزُّ في قَلبِ أَيُّوب.‏ فكانَ لا يَزالُ بِحاجَةٍ إلى مَن يُواسيهِ ويُصَحِّحُ تَفكيرَه.‏ فكَيفَ ساعَدَهُ يَهْوَه؟‏ لقدِ استَخدَمَ أَلِيهُو لِيُقَدِّمَ لهُ نَصيحَةً في مَحَلِّها.‏ ولِماذا انتَظَرَ أَلِيهُو طَويلًا قَبلَ أن يَتَكَلَّم؟‏ قال:‏ «أنا شابٌّ وأنتُم كِبارٌ في العُمر.‏ لِذلِك بَقيتُ ساكِتًا احتِرامًا لكُم».‏ (‏أي ٣٢:‏٦،‏ ٧‏)‏ فقد أدرَكَ الشَّابُّ أَلِيهُو حَقيقَةً تَوَصَّلَ إلَيها كَثيرونَ اليَوم:‏ الكِبارُ في العُمرِ عاشوا كَثيرًا وتَعَلَّموا الكَثير،‏ لِذلِك لَدَيهِم حِكمَةٌ وخِبرَةٌ في الحَياةِ غالِبًا ما يَفتَقِرُ إلَيها الصِّغارُ في العُمر.‏ ولكنْ بَعدَما استَمَعَ أَلِيهُو بِصَبرٍ إلى أَيُّوب ورِفاقِه،‏ لم يَعُدْ بِإمكانِهِ أن يَبْقى ساكِتًا.‏ لِذلِك قال:‏ «العُمرُ وَحْدَهُ لا يَجعَلُ الشَّخصَ حَكيمًا،‏ ولا الكِبارُ في العُمرِ فَقَط يَفهَمونَ ما هو صَواب».‏ (‏أي ٣٢:‏٩‏)‏ وماذا قالَ أَلِيهُو بَعدَ ذلِك،‏ وكَيفَ قالَه؟‏

١٠ ماذا فَعَلَ أَلِيهُو قَبلَ أن يُقَدِّمَ النَّصيحَةَ لِأَيُّوب؟‏ (‏أيوب ٣٣:‏٦،‏ ٧‏)‏

١٠ قَبلَ أن يُقَدِّمَ أَلِيهُو أيَّ نَصيحَةٍ لِأَيُّوب،‏ خَلَقَ الجَوَّ المُناسِبَ لِيَتَكَلَّم.‏ كَيف؟‏ أوَّلًا،‏ سَيطَرَ على مَشاعِرِهِ الشَّخصِيَّة.‏ ونَعرِفُ ذلِك لِأنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يَقولُ إنَّ أَلِيهُو كانَ غاضِبًا في البِدايَة.‏ (‏أي ٣٢:‏٢-‏٥‏)‏ مع ذلِك،‏ لم يَسمَحْ لِغَضَبِهِ أن يَجعَلَهُ يُهاجِمُ أَيُّوب حتَّى لَو مَرَّةً واحِدَة.‏ على العَكس،‏ فهو طَمَّنَهُ بِكَلامِهِ اللَّطيف.‏ مَثَلًا،‏ قالَ له:‏ «أنا مِثلُكَ تَمامًا في نَظَرِ اللّٰه».‏ ‏(‏إقرأ أيوب ٣٣:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ ثُمَّ أظهَرَ أَلِيهُو بِوُضوحٍ أنَّهُ استَمَعَ جَيِّدًا إلى أَيُّوب.‏ وفي الواقِع،‏ لَخَّصَ أَلِيهُو النِّقاطَ الرَّئيسِيَّة في المَرَّاتِ السِّتِّ الَّتي تَكَلَّمَ فيها أَيُّوب.‏ (‏أي ٣٢:‏١١؛‏ ٣٣:‏٨-‏١١‏)‏ وفَعَلَ أَلِيهُو شَيئًا مُشابِهًا عِندَما قَدَّمَ النَّصيحَةَ لِأَيُّوب مَرَّةً ثانِيَة.‏ —‏ أي ٣٤:‏٥،‏ ٦،‏ ٩؛‏ ٣٥:‏١-‏٤‏.‏

١١ كَيفَ قَدَّمَ أَلِيهُو النَّصيحَةَ لِأَيُّوب؟‏ (‏أيوب ٣٣:‏١‏)‏

١١ حينَ قَدَّمَ أَلِيهُو النَّصيحَةَ لِأَيُّوب،‏ لم يُجَرِّدْ هذا الرَّجُلَ الأمينَ مِن كَرامَتِه.‏ مَثَلًا،‏ استَعمَلَ أَلِيهُو اسْمَ أَيُّوب،‏ بِعَكسِ الرِّجالِ الثَّلاثَة الآخَرين الَّذينَ كَما يَبْدو لم يَفعَلوا ذلِك.‏ ‏(‏إقرأ أيوب ٣٣:‏١‏.‏)‏ ورُبَّما تَذَكَّرَ أَلِيهُو كم كانَت رَغبَتُهُ شَديدَةً أن يَتَكَلَّمَ فيما أَيُّوب ورِفاقُهُ يَتَشاجَرون،‏ لِذلِك أعْطى بِتَعاطُفٍ الفُرصَةَ لِأَيُّوب لِيَرُدَّ على النَّصيحَة.‏ (‏أي ٣٢:‏٤؛‏ ٣٣:‏٣٢‏)‏ أيضًا،‏ حَذَّرَ أَلِيهُو أَيُّوب بِوُضوحٍ مِنَ الخَطَرِ وَراءَ بَعضِ تَحليلاتِهِ وذَكَّرَهُ بِكُلِّ لُطفٍ بِحِكمَةِ يَهْوَه،‏ قُدرَتِه،‏ عَدلِه،‏ ومَحَبَّتِهِ الثَّابِتَة.‏ (‏أي ٣٦:‏١٨،‏ ٢١-‏٢٦؛‏ ٣٧:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ نَصيحَةَ أَلِيهُو الجَيِّدَة ساعَدَت أَيُّوب أن يَمتَلِكَ الذِّهنِيَّةَ الصَّحيحَة لِيَتَلَقَّى المَزيدَ مِنَ الإرشاد،‏ وهذِهِ المَرَّةَ مِن خالِقِه.‏ (‏أي ٣٨:‏١-‏٣‏)‏ فكَيفَ كانَ يُمكِنُ أن يُفيدَ مِثالُ أَلِيهُو الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ عاشوا في الماضي،‏ وكَيفَ يُفيدُنا نَحنُ اليَوم؟‏

١٢ كَيفَ استَخدَمَ يَهْوَه الأنبِياءَ لِيُساعِدَ شَعبَه،‏ وكَيفَ كانَ يُمكِنُ أن يَستَفيدَ الإسْرَائِيلِيُّونَ مِن مِثالِ أَلِيهُو الجَيِّد؟‏

١٢ كَيفَ كانَ يُمكِنُ أن يَستَفيدَ الإسْرَائِيلِيُّون؟‏ على مَرِّ تاريخِ أُمَّةِ إسْرَائِيل،‏ عَيَّنَ يَهْوَه أنبِياءَ لِيُعلِنَ قَصدَهُ لِلإسْرَائِيلِيِّين.‏ مَثَلًا في أيَّامِ القُضاة،‏ كانَت دَبُّورَة مِثلَ أُمٍّ تُقَدِّمُ لِلإسْرَائِيلِيِّينَ الإرشادَ الرُّوحِيّ،‏ وخَدَمَ صَمُوئِيل مُنذُ صِغَرِهِ بِكُلِّ اجتِهادٍ كمُتَكَلِّمٍ بِاسْمِ يَهْوَه.‏ (‏قض ٤:‏٤-‏٧؛‏ ٥:‏٧؛‏ ١ صم ٣:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ بَعدَ ذلِك في أيَّامِ المُلوك،‏ هَيَّأَ يَهْوَه سِلسِلَةً مِنَ الأنبِياءِ لِيُقَوُّوا شَعبَهُ روحِيًّا ويُقَدِّموا النَّصائِحَ لِلَّذينَ ابتَعَدوا عنِ العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏٤؛‏ أع ٣:‏٢٤‏)‏ ومِثالُ أَلِيهُو المُسَجَّلُ في سِفرِ أَيُّوب كانَ يُمكِنُ أن يُساعِدَ الرِّجالَ والنِّساءَ الأُمَناءَ أن يَعرِفوا ماذا يَقولونَ وكَيفَ يَقولونَهُ حينَ يُقَدِّمونَ النَّصيحَة.‏

١٣ كَيفَ يُمكِنُ أن يُساعِدَ المَسِيحِيُّونَ اليَومَ رِفاقَهُم في الإيمان؟‏

١٣ كَيفَ نَستَفيدُ نَحن؟‏ كمَسِيحِيِّين،‏ نَحنُ أيضًا نُعلِنُ مَشيئَةَ اللّٰهِ حينَ نُخبِرُ الآخَرينَ عن ما تَقولُهُ كَلِمَتُهُ الكِتابُ المُقَدَّس.‏ وطَريقَةٌ أُخْرى لِنَفعَلَ ذلِك هي أن نَبْنِيَ إخوَتَنا في الإيمانِ ونُشَجِّعَهُم بِكَلامِنا اللَّطيف.‏ (‏١ كو ١٤:‏٣‏)‏ والشُّيوخُ بِشَكلٍ خاصٍّ يَلزَمُ أن يَكونوا واعينَ لِلحاجَةِ أن ‹يُشَجِّعوا› أو ‹يُطَمئِنوا بِكَلامِهِم› إخوَتَهُم وأخَواتِهِم،‏ بِمَن فيهِمِ الَّذينَ قد يَكونونَ مُتَضايِقينَ أو قد يَميلونَ إلى التَّكَلُّمِ «بِلا تَفكير».‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٤ والحاشية؛‏ أي ٦:‏٣‏.‏

١٤-‏١٥ أوْضِحْ كَيفَ يُمكِنُ أن يَتَمَثَّلَ الشَّيخُ بِأَلِيهُو حينَ يُقَدِّمُ نَصيحَة.‏

١٤ تَخَيَّلْ هذِهِ الحالَة.‏ يُلاحِظُ شَيخٌ أنَّ أُختًا في جَماعَتِهِ تَشعُرُ بِالإحباط.‏ فيُرَتِّبُ مع أخٍ آخَرَ أن يَزوراها لِيُقَدِّما لها التَّشجيع.‏ وخِلالَ الزِّيارَة،‏ تُعَبِّرُ الأُختُ عن مَشاعِرِها السَّلبِيَّة.‏ فتُخبِرُهُما أنَّها لا تَشعُرُ بِالفَرَحِ رَغمَ أنَّها تَحضُرُ الاجتِماعاتِ وتَذهَبُ إلى الخِدمَة.‏ فماذا يَفعَلُ الأخُ الَّذي يَأخُذُ القِيادَة؟‏

١٥ أوَّلًا،‏ يُحاوِلُ على الأرجَحِ أن يَعرِفَ الأسبابَ وَراءَ حُزنِ هذِهِ الأُخت.‏ لِذلِك يَستَمِعُ إلَيها بِصَبر.‏ فهل تَشعُرُ هذِهِ الأُختُ أنَّها لا تَستاهِلُ مَحَبَّةَ اللّٰه؟‏ هل «هُمومُ الحَياةِ» تَسحَقُها؟‏ (‏لو ٢١:‏٣٤‏)‏ ثانِيًا،‏ يَبحَثُ الشَّيخُ عن فُرَصٍ لِيَمدَحَها.‏ فهي ما زالَت تَحضُرُ الاجتِماعاتِ وتُشارِكُ في الخِدمَةِ رَغمَ حُزنِها.‏ وثالِثًا،‏ حالَما يَفهَمُ حالَتَها وما يُسَبِّبُ لها الإحباط،‏ يَستَخدِمُ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِيَبْنِيَ ثِقَتَها بِمَحَبَّةِ اللّٰهِ لها.‏ —‏ غل ٢:‏٢٠‏.‏

إستَمِرَّ في التَّعَلُّمِ مِن سِفرِ أَيُّوب

١٦ كَيفَ نَظَلُّ نَستَفيدُ مِن سِفرِ أَيُّوب؟‏

١٦ ما أكثَرَ الفَوائِدَ الَّتي نَنالُها مِنَ التَّأمُّلِ في سِفرِ أَيُّوب!‏ فكَما رَأينا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ هذِهِ الرِّوايَةُ الموحى بها لا تُعَلِّمُنا فَقَط لِماذا يَسمَحُ اللّٰهُ بِالعَذابِ بل تُخبِرُنا أيضًا كَيفَ نَتَحَمَّلُه.‏ وكَما ناقَشْنا في هذِهِ المَقالَة،‏ كُلُّنا نَقدِرُ أن نَتَعَلَّمَ كَيفَ نُعْطي نَصائِحَ مُفيدَة حينَ نَتبَعُ مِثالَ أَلِيهُو الجَيِّدَ ونَرفُضُ أن نَكونَ مِثلَ رِفاقِ أَيُّوب الثَّلاثَة.‏ ما رَأْيُكَ أن تُ‍راجِعَ الدُّروسَ الَّتي تَعَلَّمتَها مِن سِفرِ أَيُّوب قَبلَ أن تُقَدِّمَ نَصيحَةً لِأحَد؟‏ وإذا كُنتَ قد قَرَأتَ هذا السِّفرَ المُمَيَّزَ مُنذُ وَقتٍ طَويل،‏ فما رَأْيُكَ أن تَضَعَ هَدَفًا أن تَقرَأَهُ مِن جَديد؟‏ ولا شَكَّ أنَّكَ ستَجِدُهُ مُفيدًا اليَومَ كما كانَ في الماضي حينَ كُتِب.‏

أسئِلَةُ المُراجَعَة

  • ماذا تَعَلَّمتَ مِن رِفاقِ أَيُّوب الثَّلاثَة عن ما لا يَلزَمُ أن تَفعَلَهُ حينَ تُقَدِّمُ نَصيحَة؟‏

  • كَيفَ تَصَرَّفَ أَلِيهُو بِحِكمَةٍ حينَ قَدَّمَ النَّصيحَةَ لِأَيُّوب؟‏

  • كَيفَ نَظَلُّ نَستَفيدُ مِن سِفرِ أَيُّوب؟‏

التَّرنيمَة ١٢٥ «سُعَداءُ هُمُ الرُّحَماء»‏

a يَبْدو أنَّ روحًا شِرِّيرًا دَفَعَ أَلِيفَاز أن يَستَنتِجَ أنَّ يَهْوَه لا يَرى أيَّ إنسانٍ بِلا لَوم،‏ وبِالتَّالي لا أحَدَ مِنَ البَشَرِ يَقدِرُ أن يُرْضِيَ اللّٰه.‏ وهذا المَنطِقُ الأعوَجُ سَيطَرَ على تَفكيرِ أَلِيفَاز.‏ وقد كَرَّرَهُ في كُلِّ المَرَّاتِ الثَّلاثِ الَّتي تَكَلَّمَ فيها.‏ —‏ أي ٤:‏١٧؛‏ ١٥:‏١٥،‏ ١٦؛‏ ٢٢:‏٢‏.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة