مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ق‌ص‌ح المقالة ٢٢
  • يهوه يدبِّر دائمًا المَخرج

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • يهوه يدبِّر دائمًا المَخرج
  • قصص حياة شهود يهوه
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • يهوه دبَّر لي المَخرج في شبابي
  • يهوه باركني بزوجة روحية
  • أمام المحكمة مجددًا
  • يهوه ظل يدبِّر لي المَخرج
  • يهوه دبَّر لي المَخرج بواسطة الصلاة
  • يهوه دبَّر المَخرج لزوجتي ليديا
  • خدمنا يهوه كعائلة
  • لماذا يسمح اللّٰه بحدوث امور رديئة؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • ثلاثون سنة من العمل في الترجمة سرًّا
    استيقظ!‏ ٢٠٠٩
  • خدمتُ اللّٰه رغم التحديات
    استيقظ!‏ ٢٠٠٥
  • من مجاهِد سياسي الى مسيحي حيادي
    استيقظ!‏ ٢٠٠٢
المزيد
قصص حياة شهود يهوه
ق‌ص‌ح المقالة ٢٢
فيرغيليوس بودجويس

فيرغيليوس بودجويس | قصة حياة

يهوه يدبِّر دائمًا المَخرج

لن تنسى عائلتنا أبدًا تلك الزيارة المميَّزة من خالي وزوجته سنة ١٩٧٦.‏ فخالي،‏ الذي بدأ يدرس الكتاب المقدس مع شهود يهوه،‏ أخبر أبي وأمي عن أمر جديد تعلَّمه من الكتاب المقدس.‏ فذكر لهما ماذا قال يسوع في متى ٢٣ عن القادة الدينيين في أيامه،‏ ثم عدَّد أوجه الشبه بينهم وبين القادة الدينيين في هذه الأيام.‏ كانت أمي كاثوليكية متديِّنة.‏ لذلك انصدمت حين سمعت أن يسوع وبَّخ علنًا القادة الدينيين،‏ وأرادت أن ترى بعينها أن هذا مذكور في الكتاب المقدس.‏

كنا نعيش في ليتوانيا،‏ التي كانت آنذاك جزءًا من الاتحاد السوفياتي السابق.‏ وبما أن الحكومة قيَّدت كثيرًا الحرية الدينية،‏ فلم يمتلك إلَّا قليلون كتابًا مقدسًا.‏ فاستعارت أمي كتابًا مقدسًا من الكنيسة،‏ قرأت منه مباشرة ما قاله يسوع،‏ وتأكَّدت أنه وبَّخ فعلًا القادة الدينيين على نفاقهم.‏ لذلك تساءلت أمي:‏ ‹هل يعلِّم الكتاب المقدس أمورًا أخرى لا أعرفها؟‏›.‏ وهذا دفعها أن تأخذ مطبوعات من الشاهد الذي كان يدرس مع خالي.‏

بعد فترة قصيرة،‏ بدأنا نحضر كعائلة اجتماعات شهود يهوه.‏ ولكن بسبب الحظر المفروض على عملهم،‏ كانت الاجتماعات تُعقد كل مرة في مكان مختلف،‏ وأحيانًا في غابة قريبة.‏ ثم سنة ١٩٧٨،‏ اعتمدت أمي،‏ واعتمدتُ معها أنا وأختي التوأم دانغولي بعمر ١٥ سنة.‏ وبعد سنوات قليلة،‏ اعتمد أبي أيضًا.‏

فيرغيليوس بعمر أربع سنين يضع يده على كتف أخته التوأم دانغولي

مع أختي التوأم دانغولي حين كان عمرنا أربع سنين

يهوه دبَّر لي المَخرج في شبابي

بعد شهر من معموديتنا،‏ بدأتُ أنا ودانغولي نتعرَّض للاضطهاد في المدرسة.‏ فخلال مناسبة خصوصية في قاعة المدرسة،‏ لاحظ الأساتذة أننا لم نقف أثناء النشيد الوطني السوفياتي بسبب حيادنا المسيحي.‏ فأعطى الأساتذة اسمَينا لمدير المدرسة،‏ وهو بدوره أعطاهما للشرطة السرية،‏ التي تُسمَّى «لجنة أمن الدولة السوفياتية» (‏KGB)‏.‏ وبالنتيجة،‏ أتت الشرطة السرية إلى بيتنا،‏ واستجوبت عائلتنا.‏

أيضًا،‏ واجهتُ أنا ودانغولي ضغطًا مستمرًّا بسبب الدعاية التي تشجِّع على الإلحاد.‏ مثلًا،‏ حين كان عمرنا ١٦ سنة،‏ طلبت المعلمة من التلاميذ في صفنا أن يكتبوا موضوع إنشاء بعنوان «لماذا لا أؤمن بأن اللّٰه موجود؟‏».‏ وبما أني لم أوافق على هذا الموضوع،‏ كتبتُ على ورقة صغيرة «أنا أؤمن بأن اللّٰه موجود»،‏ ووضعتها أمامي.‏ حين رأت المعلمة الورقة،‏ غضبت كثيرًا وصرخت عليَّ قائلة:‏ «أُكتب إذًا لماذا تؤمن بأن اللّٰه موجود».‏ فرِحتُ لأني حصلت على إذن لأكتب عن معتقداتي،‏ وأختي أيضًا بدأت تكتب عن معتقداتها.‏ وحين رأت بنتان في الصف ذلك،‏ بدأتا تكتبان هما أيضًا لماذا تؤمنان بأن اللّٰه موجود.‏ هذه كانت واحدة فقط من المرات الكثيرة التي رأيتُ فيها كيف يدبِّر يهوه المَخرج من الأوضاع الصعبة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

أعارنا الإخوة المسؤولون لمدة شهر نسخة من كتاب من الفردوس المفقود إلى الفردوس المردود،‏ إصدار شهود يهوه.‏ آنذاك،‏ لم يوجد على حد علمي إلَّا أربع أو خمس نسخ من هذا الكتاب في كل ليتوانيا.‏ أنا ودانغولي قُلنا:‏ «يا ليتنا نقدر أن نحتفظ بهذا الكتاب!‏».‏ ولكن بما أن ذلك لم يكن ممكنًا،‏ فعلنا ما نقدر عليه:‏ نسخنا بيدنا كل الكتاب.‏ ورغم وجع يدنا،‏ فرحنا كثيرًا لأننا امتلكنا نسخة من هذا الكتاب لنقوِّي إيماننا.‏

سنة ١٩٨٢،‏ حالما صار عمري ١٩ سنة،‏ حُكم عليَّ بالسَّجن سنتين لأني رفضت الخدمة العسكرية.‏ لم يكن سهلًا عليَّ أن أكون في السجن بين المجرمين.‏ لكني فرحت لأني استطعت أحيانًا أن ألتقي بشاهد آخر كان مسجونًا في زنزانة مختلفة.‏ بعد أن أنهيت محكوميتي،‏ خرجت من السجن.‏ لكنها لم تكن آخر مرة لي خلف القضبان.‏

يهوه باركني بزوجة روحية

مع ليديا قبل وقت قصير من زفافنا

بعدما خرجتُ من السجن سنة ١٩٨٤،‏ وقعت في حب أخت جميلة روحياتها قوية اسمها ليديا،‏ كانت تعيش في أوكرانيا.‏ وبعدما تزوَّجنا،‏ ليديا تركت بلدها وانتقلت إلى ليتوانيا لتكون معي.‏ وبما أنها هي وعائلتها كانوا من شهود يهوه،‏ واجهت هي أيضًا اضطهادًا شديدًا في المدرسة.‏ وخلال تلك الصعوبات،‏ كانت تتشجَّع باختبارات الإخوة الذين احتملوا معسكرات الاعتقال النازية أو النفي إلى سيبيريا.‏

خلال الثمانينات،‏ كان شهود يهوه لا يزالون تحت الحظر في ليتوانيا.‏ لذلك غالبًا ما كان الإخوة يستغلُّون الأعراس ليعقدوا اجتماعات سنوية مدتها يومان.‏ وهذا ما حصل في عرسنا.‏ فالضيوف لم يأتوا فقط ليباركوا لنا،‏ بل أيضًا ليسمعوا عدة خطابات،‏ يرنِّموا عشرات الترانيم،‏ وحتى يشاهدوا أربع مسرحيات مثَّل فيها إخوة لابسون أزياء قديمة.‏ وحسبما أتذكَّر،‏ بلغ عدد الحضور حوالي ٤٥٠ شخصًا،‏ بينهم أقرباء لنا من كل أنحاء الاتحاد السوفياتي وحتى أشخاص غير مدعوين:‏ عملاء من الشرطة السرية.‏ لكن بعض الإخوة استطاعوا أن يتعرَّفوا على هويتهم.‏

فيرغيليوس وليديا يوم زفافهما،‏ وهما يجلسان وراء طاولة على المنبر تحت خيمة كبيرة،‏ ومعهما بنت عم فيرغيليوس وعريسها اللذان يُعقد زفافهما في نفس الوقت

عُقد زفافنا خلال اجتماع سنوي مدته يومان.‏ جلسنا على المنبر مع بنت عمي وعريسها اللذين عُقد زفافهما في نفس الوقت

أمام المحكمة مجددًا

إذا لم ينجح السَّجن من أول مرة بأن يقنع شاهد يهوه بالسياسات السوفياتية،‏ كانت الحكومة أحيانًا تسجنه مرة أخرى.‏ لذلك بعد زواجي بأقل من سنة،‏ وقفتُ أمام المحكمة مجددًا.‏ فقضيت اليوم في قاعة المحكمة،‏ بينما قضته زوجتي ليديا الحبلى في مستشفى قريب.‏ لم يُسمح لي أن أزورها خلال المحاكمة.‏ ولكن خلال استراحة المحكمة،‏ استطعت أن أمشي إلى المستشفى وأقف أمام شبَّاك غرفتها.‏ ففتحت ليديا الشبَّاك،‏ واستطعنا أن نشجِّع واحدنا الآخر ولو للحظات.‏ ولاحقًا ذلك اليوم،‏ حكمت عليَّ المحكمة بالسَّجن ثلاث سنين.‏

فيرغيليوس يقف أمام شبَّاك غرفة زوجته في المستشفى.‏ ليديا تسمع ما يقوله لها وهو في الخارج

للأسف بعد يومين،‏ خسرت ليديا الجنين.‏ وهي تقول إن ألمها العاطفي كان قويًّا جدًّا لدرجة أنها شعرت أن قلبها انقسم نصفَين.‏ ولم يكُن عليها فقط أن تتحمَّل هذه المصيبة،‏ بل كان عليها أيضًا أن تتأقلم مع الحياة في بلد جديد والسكن مع أبي وأمي اللذين لم يعرفا إلَّا كلمات قليلة بالأوكرانية والروسية ليتواصلا مع ليديا.‏ رغم ذلك،‏ اتَّكلت على يهوه بكل قلبها.‏ كما أن أبي وأمي بذلا كل جهدهما ليهتما بها ويدعماها عاطفيًّا خلال تلك الظروف الصعبة.‏

يهوه ظل يدبِّر لي المَخرج

حين سُجنتُ أول مرة،‏ تعلَّمتُ دروسًا جهَّزتني للمرة الثانية.‏ وأحد هذه الدروس هو أن التبشير يساعدني أن أحتمل.‏ مثلًا،‏ خلال نقل السجناء إلى السجن،‏ كان الحراس يحشرونهم في شاحنات وقطارات.‏ وأحيانًا،‏ كانوا يضعون ١٥ إلى ٢٠ سجينًا في مساحة صغيرة مخصَّصة لخمسة أو ستة أشخاص.‏ لذلك وأنا في طريقي إلى السجن،‏ استغليت الفرصة لأخبر السجناء عن رسالة الكتاب المقدس.‏ وأوضحت لهم موقفي المحايد من الحرب والسياسة،‏ وأنه السبب وراء اعتقالي وسَجني.‏ كما ذكرت لهم الأسباب المنطقية التي تقنعني بأن اللّٰه موجود.‏

كان السجن الذي دخلته في مدينة ماريامبولي.‏a وبحسب معلوماتي،‏ كنت الشاهد الوحيد بين ٠٠٠‏,٢ مجرم خطير.‏ صحيح أني تعرَّضت مرة واحدة فقط للضرب الشديد،‏ لكن التهديد والضرب وحتى القتل كانت أمورًا عادية بين السجناء.‏ رغم هذه الظروف القاسية،‏ حاولت أن أشجِّع السجناء اليائسين وأُظهر لهم الحنان،‏ صفة لا يكون لها عادة وجود في السجن.‏

عملاء الشرطة السرية استخدموا أيضًا الضغط النفسي كسلاح في السجن.‏ فبطريقة ما،‏ عرفوا المحادثات التي تدور بين أفراد عائلتي داخل البيت.‏ وكانوا ينقلون إليَّ تلك المحادثات بطريقة مشوَّهة كي أظن أن هناك مشاكل وانقسامات بين أفراد عائلتي.‏ صحيح أني لم أصدِّق أبدًا ما قاله العملاء،‏ لكني لم أستطِع أن أعرف فعلًا ما يقوله أفراد عائلتي إلَّا بعد خروجي من السجن.‏ —‏ متى ١٠:‏١٦‏.‏

في إحدى المرات،‏ طلبت أخت من جارها،‏ الذي كان حارسًا في السجن،‏ أن يهرِّب لي كتابًا مقدسًا صغيرًا باللغة الروسية.‏ فصرت كل ليلة أكتب على ورقة صغيرة بضع آيات من موعظة يسوع على الجبل.‏ وهكذا في اليوم التالي،‏ عندما أذهب إلى العمل في ورشة السجن،‏ كنت أقرأ هذه الآيات مرة بعد مرة حين لا يراني أحد.‏ وبهذه الطريقة،‏ استطعت أن أحفظ موعظة يسوع على الجبل بالروسية،‏ مع أنها ليست لغتي الأم.‏ للأسف،‏ اكتشف الحراس الكتاب المقدس وصادروه.‏ لكن كلمات يسوع كانت قد صارت محفورة في عقلي وقلبي.‏

فيرغيليوس يكتب على أوراق صغيرة على طاولة في زنزانته.‏ يتلفَّت حوله كي يتأكَّد أن لا أحد يراه.‏ وهناك كتاب مقدس مخبَّأ داخل دُرج الطاولة

إضافة إلى ذلك،‏ نلت دعمًا كبيرًا من ليديا.‏ فكل يوم تقريبًا،‏ كانت تكتب إليَّ رسالة مشجِّعة.‏ ولكن لم يُسمح لي أن أردَّ عليها إلَّا مرتين في الشهر.‏ مع ذلك،‏ قالت لي إن رسائلي أكَّدت لها ثلاثة أشياء:‏ إني لا أزال حيًّا،‏ لا أزال وليًّا ليهوه،‏ ولا أزال أحبها.‏

يهوه دبَّر لي المَخرج بواسطة الصلاة

ذات يوم،‏ طلب السجناء في إحدى مجموعات العمل من سلطات السجن أن تحسِّن قليلًا ظروف العمل.‏ وقاموا بإضراب إلى أن تتحقَّق مطالبهم.‏ طبعًا،‏ نال هؤلاء السجناء عقابًا قاسيًا على تمرُّدهم.‏ ثم أخبرتنا السلطات أنا وسجناء آخرين أنها عيَّنتنا في مجموعة جديدة ستحل محل المتمردين.‏

إذا رفضتُ هذا التعيين الجديد،‏ فستعاقبني السلطات بشدة.‏ أمَّا إذا قبلته،‏ فسيعتبرني السجناء الآخرون خائنًا وينتقمون مني،‏ وأتعرَّض بالتالي للضرب أو الطعن حتى الموت.‏ شعرتُ أني تحت ضغط كبير.‏ فكنت بين نارَين،‏ ولم أعرف ماذا أفعل.‏ (‏٢ أخبار الأيام ٢٠:‏١٢‏)‏ فترجَّيت يهوه أن يساعدني.‏

فجأة،‏ تدخَّل أحد السجناء من مجموعة عملنا الأساسية.‏ فقد جمَعَنا وأخذنا إلى المشرف على العمل.‏ لم يكن هذا السجين صديقي؛‏ كنا فقط نعمل معًا.‏ مع ذلك،‏ طالب أن أبقى في مجموعتي الأساسية.‏ فدخل في نقاش حاد مع المشرف.‏ وفي النهاية أمَرَنا هذا المشرف،‏ الذي لم يكن يتنازل أبدًا،‏ أن نخرج من مكتبه وسمح لي أن أبقى في مجموعتي الأساسية.‏ شعرت أن حملًا ثقيلًا انزاح عن كتفي.‏ (‏٢ بطرس ٢:‏٩‏)‏ خلال كل السنين التي قضيتها في السجن،‏ لم أرَ أبدًا سجينًا يدافع عن سجين آخر بمثل هذه الحماسة.‏ هذا الاختبار علَّمني أن يهوه قد يستجيب صلواتنا من خلال أي شخص.‏

فيرغيليوس يقف خلف السجين الآخر الذي دخل في نقاش حاد مع المشرف.‏ سجناء آخرون يقفون حولهم ويشاهدون ما يحصل

يهوه دبَّر المَخرج لزوجتي ليديا

دعوني أخبركم الآن ماذا واجهت ليديا فيما كنت في السجن.‏ فقد كانت بحاجة إلى عمل.‏ وبما أني كنت مسجونًا،‏ فلم يرغب معظم أصحاب العمل في توظيفها،‏ كي لا يتعرَّضوا لمضايقات من الشرطة السرية.‏ أخيرًا،‏ وجدت ليديا وظيفة لتهتم بـ‍ ٣٠ ولدًا طوال ١٢ ساعة في اليوم.‏ كانت وظيفة مرهقة جدًّا.‏ لكنَّ يهوه أعطاها القوة لتذهب إلى العمل يومًا بعد يوم.‏ كما أن الإخوة والأخوات كانوا يقودون سياراتهم مئات الكيلومترات ليأتوا من كل أنحاء ليتوانيا كي يشجِّعوها،‏ يقضوا وقتًا معها،‏ ويجلبوا لها مطبوعات باللغة الروسية.‏ وهكذا،‏ لم تشعر أبدًا أنها وحدها.‏

خدمنا يهوه كعائلة

بعد إطلاق سراحي من السجن،‏ ساعدت في تنظيم عمل ترجمة مطبوعاتنا إلى اللغة الليتوانية،‏ الذي كان يجري في السر.‏ ولكن بعد سنوات قليلة،‏ انهار الاتحاد السوفياتي،‏ وتسجَّل عملنا شرعيًّا في ليتوانيا.‏ وهكذا،‏ صار هناك مكتب رسمي للترجمة إلى اللغة الليتوانية.‏ ومع أننا كنا نعيش على بعد أكثر من ساعة ونصف عنه،‏ كنت سعيدًا بأن أقود السيارة كل هذه المسافة كي أساعد في الترجمة.‏ وبقيت أفعل ذلك خمس سنين.‏

في آب (‏أغسطس)‏ ١٩٩٧،‏ دعيتُ أنا وليديا لنخدم في مكتب فرع شهود يهوه في ليتوانيا،‏ الذي يدعى بيت إيل.‏ طِرنا من الفرح حين وصلتنا هذه الدعوة.‏ ولكن كانت لدينا بنتان:‏ أكسانا التي عمرها تسع سنين،‏ وسفايوني التي عمرها خمس سنين.‏ وخلال ثلاثة أيام فقط،‏ كان علينا أن ننتقل إلى شقة قرب بيت إيل،‏ ونسجِّل أكسانا في مدرسة جديدة.‏

فيرغيليوس يلبس قبعة وكأنها تاج ويضع على كتفيه بطانية وكأنها عباءة،‏ فيما يمثِّل مع بنتَيه قصة من سفر أستير في الكتاب المقدس

أردنا أن تكون العبادة العائلية مفيدة ومسلية،‏ لذلك كنا نمثِّل قصصًا من الكتاب المقدس مثل قصة أحشويروش وأستير ومردخاي في هذه الصورة

ولكن كيف استطعنا أن نوازن بين مسؤولياتنا؟‏ كل صباح،‏ كنت أذهب إلى بيت إيل.‏ أمَّا ليديا فكانت تلحق بي بعدما تذهب البنتان إلى المدرسة.‏ كما لزم أن ترجع ليديا باكرًا إلى البيت كي تستقبل البنتين عند عودتهما من المدرسة.‏

فيرغيليوس،‏ ليديا،‏ أكسانا،‏ وسفايوني يأخذون صورة عند تدشين فرع ليتوانيا بعد توسيعه

نلبس ثيابًا ليتوانية تقليدية في تدشين فرع ليتوانيا بعد توسيعه سنة ٢٠٠٣

كانت عائلتنا تنتظر بشوق أمسيات الجمعة.‏ فكنا نطبخ،‏ ننظِّف،‏ نستمتع بعبادتنا العائلية،‏ ونتسلَّى معًا.‏ كما كنا نذهب في رحلات إلى الجبال،‏ البحر،‏ أو بيوت إيل الأخرى في أوروبا كي ترى أكسانا وسفايوني خليقة يهوه وتتعرَّفا على عائلتنا الروحية الكبيرة حول العالم.‏ أنا وليديا فخوران بابنتَينا لأنهما بدأتا الفتح العادي بعمر ١٥ سنة.‏ واليوم،‏ تخدم أكسانا مع زوجها جان-‏بنوا في مكتب الترجمة عن بُعد إلى اللغة الليتوانية.‏ أمَّا سفايوني وزوجها نيكولاس فيخدمان في بيت إيل بفرنسا.‏

أنا وليديا صرنا «جسدًا واحدًا»،‏ والسبب الرئيسي هو أننا أبقينا خدمة يهوه أولًا في حياتنا.‏ (‏أفسس ٥:‏٣١؛‏ جامعة ٤:‏١٢‏)‏ طوال سنوات كثيرة،‏ كنا نُضطهد و «يُضيَّق علينا»،‏ لكننا لم نكُن أبدًا متروكَين أو «محصورَين».‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٨،‏ ٩‏)‏ فمرة بعد مرة،‏ رأينا كيف دبَّر يهوه لنا المَخرج،‏ ونحن واثقان أنه سيظل يفعل ذلك.‏

مع زوجتي الغالية ليديا

a كان اسمها كابسوكاس من سنة ١٩٥٥ إلى سنة ١٩٩٠.‏

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة