مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ادانة العاهرة الرديئة السمعة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٣

      ادانة العاهرة الرديئة السمعة

      الرؤيا ١١ —‏ رؤيا ١٧:‏​١-‏١٨

      الموضوع:‏ بابل العظيمة تركب وحشا قرمزي اللون ينقلب عليها اخيرا ويخرِّبها

      وقت الاتمام:‏ من السنة ١٩١٩ الى الضيق العظيم

      ١ ماذا يُظهر واحد من الملائكة السبعة ليوحنا؟‏

      ان غضب يهوه البار يجب ان يُسكب حتى التمام،‏ سبعة جامات منه!‏ عندما افرغ الملاك السادس جامه في موقع بابل القديمة،‏ رمز ذلك بشكل ملائم الى ضرب بابل العظيمة فيما تتحرَّك الحوادث بسرعة نحو حرب هرمجدون النهائية.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١،‏ ١٢،‏ ١٦‏)‏ وعلى الارجح،‏ انه الملاك نفسه الذي يُظهر الآن سبب وكيفية تنفيذ يهوه احكامه البارة.‏ ويأخذ العجب يوحنا لما يسمعه ويراه بعد ذلك:‏ ‏«وجاء واحد من الملائكة السبعة الذين معهم الجامات السبعة وكلمني،‏ قائلا:‏ ‹تعال فأريك الدينونة على العاهرة العظيمة الجالسة على مياه كثيرة،‏ التي ارتكب ملوك الارض معها العهارة،‏ وسكر سكان الارض من خمر عهارتها›».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ٢ اي دليل هنالك على ان «العاهرة العظيمة» (‏أ)‏ ليست روما القديمة؟‏ (‏ب)‏ ليست التجارة الكبيرة؟‏ (‏ج)‏ هي كيان ديني؟‏

      ٢ «العاهرة العظيمة»!‏ لماذا التسمية صاعقة جدا؟‏ مَن هي؟‏ حدَّد البعض هوية هذه العاهرة الرمزية بصفتها روما القديمة.‏ ولكنَّ روما كانت دولة سياسية.‏ وهذه العاهرة ترتكب العهارة مع ملوك الارض،‏ ويشمل ذلك على نحو واضح ملوك روما.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بعد دمارها،‏ يقال ان «ملوك الارض» ينوحون على زوالها.‏ ولذلك لا يمكن ان تكون دولة سياسية.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​٩،‏ ١٠‏)‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ اذ ينوح عليها تجار العالم ايضا،‏ لا يمكن ان تمثِّل التجارة الكبيرة.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ ولكننا نقرأ انه ‹بممارستها الارواحية ضلَّت جميعُ الامم›.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٣‏)‏ وهذا يوضح ان العاهرة العظيمة لا بد ان تكون كيانا دينيا عالميا.‏

      ٣ (‏أ)‏ لماذا يجب ان ترمز العاهرة العظيمة الى اكثر من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية او حتى العالم المسيحي كله؟‏ (‏ب)‏ اية عقائد بابلية توجد في معظم الاديان الشرقية بالاضافة الى طوائف العالم المسيحي؟‏ (‏ج)‏ بماذا اعترف الكردينال الكاثوليكي الروماني جون هنري نيومان في ما يتعلق بمنشإ كثير من عقائد،‏ مراسم،‏ وممارسات العالم المسيحي؟‏ (‏انظروا الحاشية.‏)‏

      ٣ ايّ كيان ديني؟‏ هل هي الكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ كما جزم البعض؟‏ ام هل هي العالم المسيحي كله؟‏ كلا،‏ يجب ان تكون اكبر ايضا من هذين اذا كانت ستضل جميع الامم.‏ وفي الواقع،‏ انها كامل الامبراطورية العالمية للدين الباطل.‏ ومنشأُها في أسرار بابل يجري اظهاره لان عقائد وممارسات بابلية كثيرة هي شائعة في الاديان حول الارض.‏ مثلا،‏ ان الاعتقاد بالخلود الملازم للنفس البشرية،‏ بهاوية عذاب،‏ وبثالوث من الآلهة يوجد في معظم الاديان الشرقية بالاضافة الى طوائف العالم المسيحي.‏ والدين الباطل،‏ اذ نشأ في مدينة بابل القديمة منذ اكثر من ٠٠٠‏,‏٤ سنة،‏ تطوَّر الى البشاعة العصرية التي تدعى بلياقة بابل العظيمة.‏a ولكن،‏ لماذا توصف بالتعبير الكريه «العاهرة العظيمة»؟‏

      ٤ (‏أ)‏ بأية طرائق ارتكبت اسرائيل القديمة العهارة؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة بارزة ترتكب بابل العظيمة العهارة؟‏

      ٤ ان بابل (‏التي تعني «بلبلة»)‏ بلغت ذروة عظمتها في زمن نبوخذنصر.‏ لقد كانت دولة دينية سياسية بأكثر من ألف هيكل ومعبد.‏ وكهنوتها مارس سلطة عظيمة.‏ ومع ان بابل توقفت منذ زمن طويل عن ان توجد كدولة عالمية،‏ تستمر بابل العظيمة الدينية في العيش،‏ وعلى غرار النموذج القديم،‏ لا تزال تسعى الى التأثير في الشؤون السياسية وتكييفها.‏ ولكن،‏ هل يرضى اللّٰه عن الدين في السياسة؟‏ في الاسفار العبرانية،‏ قيل ان اسرائيل ارتكبت البغاء عندما تورطت في العبادة الباطلة وعندما صنعت تحالفات مع الامم عوض الوثوق بيهوه.‏ (‏ارميا ٣:‏​٦،‏ ٨،‏ ٩؛‏ حزقيال ١٦:‏​٢٨-‏٣٠‏)‏ وبابل العظيمة ترتكب العهارة ايضا.‏ وعلى نحو بارز،‏ تفعل ايّ شيء تراه مناسبا لكي تكسب النفوذ والسلطة على ملوك الارض الذين يحكمون.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ اية اضواء يتمتع بها رجال الدين؟‏ (‏ب)‏ لماذا الرغبة في البروز العالمي هي تناقض مباشر مع كلمات يسوع المسيح؟‏

      ٥ واليوم،‏ يشترك القادة الدينيون تكرارا في حملات من اجل مركز حكومي رفيع،‏ وفي بعض البلدان،‏ يشاركون في الحكومة،‏ حتى انهم يتولَّون مناصب وزارية.‏ وفي السنة ١٩٨٨ ترشَّح رجلا دين بروتستانتيان معروفان جيدا لمركز رئيس الولايات المتحدة.‏ فالقادة في بابل العظيمة يحبّون الاضواء؛‏ وغالبا ما تُرى صورهم في الصحافة العامة اذ يعاشرون السياسيين البارزين.‏ وبالتباين،‏ تجنَّب يسوع التورط السياسي وقال عن تلاميذه:‏ «ليسوا جزءا من العالم،‏ كما اني انا لست جزءا من العالم».‏ —‏ يوحنا ٦:‏١٥؛‏ ١٧:‏١٦؛‏ متى ٤:‏​٨-‏١٠‏؛‏ انظروا ايضا يعقوب ٤:‏٤‏.‏

      ‏«عهارة» عصرية

      ٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كيف بلغ حزب هتلر النازي السلطة في المانيا؟‏ (‏ب)‏ كيف ساعدت الاتفاقية التي صنعها الڤاتيكان مع المانيا النازية هتلر في دفعه الى السيطرة العالمية؟‏

      ٦ بتدخُّلها في السياسة،‏ جلبت العاهرة العظيمة اسى كثيرا جدا للجنس البشري.‏ مثلا،‏ تأملوا في الوقائع وراء وصول هتلر الى السلطة في المانيا —‏ وقائع شنيعة يريد البعض شطبها من كتب التاريخ.‏ ففي ايار ١٩٢٤ شغل الحزب النازي ٣٢ مقعدا في مجلس النواب الالماني.‏ وبحلول ايار ١٩٢٨ تضاءلت هذه الى ١٢ مقعدا.‏ ولكنَّ الازمة الاقتصادية العظمى احاطت بالعالم في السنة ١٩٣٠؛‏ واذ انطلقوا في اعقابها،‏ تعافى النازيون على نحو لافت،‏ كاسبين ٢٣٠ مقعدا من ٦٠٨ في الانتخابات الالمانية لشهر تموز ١٩٣٢.‏ وبعد ذلك مباشرة،‏ انجد النازيين المستشار السابق فرانز ڤون پاپن،‏ فارس بابوي.‏ ووفقا للمؤرخين،‏ تصوَّر ڤون پاپن امبراطورية رومانية مقدسة جديدة.‏ والمدة القصيرة لتولِّيه مركز مستشار كانت فاشلة،‏ ولذلك امل الآن ان يكسب السلطة عن طريق النازيين.‏ وبحلول كانون الثاني ١٩٣٣،‏ كان قد حشد الدعم لهتلر من الاقطاب الصناعيين،‏ وبالمكائد الماكرة ضَمن صيرورة هتلر مستشار المانيا في ٣٠ كانون الثاني ١٩٣٣.‏ وعُيِّن هو نفسه نائب المستشار واستخدمه هتلر ليربح دعم الاقاليم الكاثوليكية في المانيا.‏ وفي غضون شهرين من كسب السلطة،‏ حلَّ هتلر البرلمان،‏ ارسل آلاف قادة المقاومة الى معسكرات الاعتقال،‏ وبدأ حملة علنية من ظلم اليهود.‏

      ٧ وفي ٢٠ تموز ١٩٣٣،‏ جرى الاعراب عن اهتمام الڤاتيكان بالسلطة الناشئة للنازية عندما وقَّع الكردينال پاسيللي (‏الذي صار لاحقا البابا پيوس الثاني عشر)‏ اتفاقية في روما بين الڤاتيكان والمانيا النازية.‏ وقد وقَّع ڤون پاپن الوثيقة بصفته ممثل هتلر،‏ وهناك منح پاسيللي ڤون پاپن الوسام البابوي العالي للصليب العظيم من رتبة پيوس.‏b وفي كتابه الشيطان في القبعة الرسمية،‏ يكتب تيبور كوڤيس عن ذلك ذاكرا:‏ «كانت الاتفاقية انتصارا عظيما لهتلر.‏ فقد منحته اول دعم ادبي تلقَّاه من العالم الخارجي،‏ وذلك من أرفع مصدر».‏ والاتفاقية تطلَّبت من الڤاتيكان ان يسحب دعمه من حزب الوسط الكاثوليكي لألمانيا،‏ معترفا بالتالي بـ‍ «الدولة الكليانية» ذات الحزب الواحد لهتلر.‏c وفضلا عن ذلك،‏ ذكر بندها الـ‍ ١٤:‏ «ان التعيينات لرؤساء الاساقفة،‏ الاساقفة،‏ وما اشبه ذلك ستصدر فقط بعد ان يكون الحاكم،‏ الذي ينصِّبه الرايخ،‏ قد تحقَّق كما ينبغي انه لا شكوك توجد في ما يختص بالاعتبارات السياسية العامة».‏ وبحلول نهاية السنة ١٩٣٣ (‏التي نادى بها البابا پيوس الحادي عشر «سنة مقدسة»)‏،‏ صار دعم الڤاتيكان عاملا رئيسيا في دفع هتلر الى السيطرة العالمية.‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ كيف تجاوب الڤاتيكان بالاضافة الى الكنيسة الكاثوليكية ورجال دينها مع الطغيان النازي؟‏ (‏ب)‏ اي بيان اصدره الاساقفة الكاثوليك الالمان عند بداية الحرب العالمية الثانية؟‏ (‏ج)‏ ماذا انتجت العلاقات الدينية السياسية؟‏

      ٨ على الرغم من ان عددا قليلا من الكهنة والراهبات احتجوا على فظائع هتلر —‏ وتألموا من اجل ذلك —‏ فان الڤاتيكان بالاضافة الى الكنيسة الكاثوليكية وجيشها من رجال الدين اعطوا إما الدعم النشيط وإما الصامت للطغيان النازي،‏ الذي اعتبروه متراسا ضد تقدُّم الشيوعية العالمية.‏ واذ جلس في وضع مريح في الڤاتيكان،‏ ترك البابا پيوس الثاني عشر ابادة اليهود والاضطهادات القاسية لشهود يهوه وآخرين تأخذ مجراها دون انتقاد.‏ ومما يدعو الى السخرية ان يمجِّد البابا يوحنا بولس الثاني،‏ عند زيارة المانيا في ايار ١٩٨٧،‏ الموقف المضاد للنازية لأحد الكهنة المخلصين.‏ وماذا كان يفعل ألوف آخرون من رجال الدين الالمان في اثناء حكم هتلر الارهابي؟‏ ثمة رسالة رعوية اصدرها الاساقفة الكاثوليك الالمان في ايلول ١٩٣٩ عند نشوب الحرب العالمية الثانية تزوِّد الانارة في هذه النقطة.‏ تقول جزئيا:‏ «في هذه الساعة الحاسمة نحضّ جنودنا الكاثوليك ان يقوموا بواجبهم اطاعة للزعيم وأن يكونوا مستعدين للتضحية بشخصيتهم الفردية الكاملة.‏ ونناشد المؤمنين ان يشتركوا في الصلوات الحارّة ان تقود العناية الالهية هذه الحرب الى نجاح مبارك».‏

      ٩ ان دبلوماسية كاثوليكية كهذه توضح نوع العهارة الذي انغمس فيه الدين على مرِّ الـ‍ ٠٠٠‏,‏٤ سنة الماضية في التودُّد الى الدولة السياسية لكي يكسب السلطة والفائدة.‏ وعلاقات دينية سياسية كهذه عزَّزت الحرب،‏ الاضطهادات،‏ والشقاء البشري على نطاق واسع.‏ فكم يمكن للجنس البشري ان يكون سعيدا بأن دينونة يهوه على العاهرة العظيمة قريبة.‏ فلتنفَّذ سريعا!‏

      الجلوس على مياه كثيرة

      ١٠ ما هي ‹المياه الكثيرة› التي تتطلع اليها بابل العظيمة من اجل الحماية،‏ وماذا يحدث لها؟‏

      ١٠ جلست بابل القديمة على مياه كثيرة —‏ نهر الفرات وقنوات متعددة.‏ هذه كانت حماية لها وكذلك مصدر تجارة ينتج الثراء،‏ الى ان جفّت في ليلة واحدة.‏ (‏ارميا ٥٠:‏٣٨؛‏ ٥١:‏​٩،‏ ١٢،‏ ١٣‏)‏ وبابل العظيمة ايضا تتطلع الى «مياه كثيرة» لتحميها وتغنيها.‏ وهذه المياه الرمزية هي ‹شعوب وجموع وأمم وألسنة›،‏ اي كل آلاف الملايين من البشر الذين تسيطر عليهم وتستمد منهم الدعم المادي.‏ ولكنَّ هذه المياه تجفّ ايضا،‏ او تسحب الدعم.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏١٥‏؛‏ قارنوا مزمور ١٨:‏٤؛‏ اشعيا ٨:‏٧‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ كيف ‹اسكرت› بابل القديمة «كل الارض»؟‏ (‏ب)‏ كيف «تُسكر» بابل العظيمة «كل الارض»؟‏

      ١١ وعلاوة على ذلك،‏ وُصفت بابل القديمة بأنها «كأس ذهب بيد يهوه تُسكر كل الارض».‏ (‏ارميا ٥١:‏٧‏)‏ فبابل القديمة اجبرت الامم المجاورة على ابتلاع تعابير غضب يهوه عندما غلبتهم عسكريا،‏ جاعلة اياهم ضعفاء كرجال سكارى.‏ ومن هذه الناحية،‏ كانت اداة يهوه.‏ وبابل العظيمة ايضا قامت بغزوات الى حد الصيرورة امبراطورية عالمية.‏ ولكنها بالتأكيد ليست اداة اللّٰه.‏ وبالاحرى،‏ خدمت «ملوك الارض» الذين معهم ترتكب العهارة الدينية.‏ وهي تُشبع رغبات هؤلاء الملوك باستخدام عقائدها الكاذبة وممارساتها المستعبِدة لابقاء جماهير الناس،‏ «سكان الارض»،‏ ضعيفة كرجال سكارى،‏ خانعة باستسلام لحكامها.‏

      ١٢ (‏أ)‏ كيف كان قسم من بابل العظيمة في اليابان مسؤولا عن كثير من سفك الدم في اثناء الحرب العالمية الثانية؟‏ (‏ب)‏ كيف تراجعت ‹المياه› الداعمة لبابل العظيمة في اليابان،‏ وبأية نتيجة؟‏

      ١٢ تزوِّد اليابان الشنتوية مثالا لذلك جديرا بالملاحظة.‏ فالجندي الياباني المتشرِّب العقيدة كان يعتبره ارفع شرف ان يقدِّم حياته للامبراطور —‏ الاله الشنتوي الاسمى.‏ وفي اثناء الحرب العالمية الثانية،‏ مات نحو ٠٠٠‏,‏٥٠٠‏,‏١ جندي ياباني في المعركة؛‏ وبدون استثناء تقريبا،‏ نظروا الى الاستسلام كشيء غير مشرِّف.‏ ولكن نتيجة لهزيمة اليابان،‏ اضطر الامبراطور هيروهيتو الى انكار ادعائه الالوهية.‏ وأنتج ذلك تراجعا جديرا بالملاحظة ‹للمياه› الداعمة للقسم الشنتوي من بابل العظيمة —‏ للأسف،‏ بعد ان اجازت الشنتوية سفك مقدار كبير من الدم في مسرح حرب الپاسيفيك!‏ وهذا الاضعاف للنفوذ الشنتوي فتح ايضا الطريق في السنوات الاخيرة لأكثر من ٠٠٠‏,‏٢٠٠ ياباني،‏ غالبيتهم العظمى كانوا سابقا شنتويين او بوذيين،‏ ليصيروا خداما معتمدين للرب المتسلط يهوه.‏

      العاهرة تركب وحشا

      ١٣ اي منظر مذهل يراه يوحنا عندما يذهب به الملاك بقدرة الروح الى برِّية؟‏

      ١٣ وماذا تكشف النبوة بعدُ في ما يتعلق بالعاهرة العظيمة ومصيرها؟‏ كما يروي يوحنا الآن،‏ يظهر مشهد حيوي اضافي:‏ ‏«وذهب [الملاك] بي بقدرة الروح الى برِّية.‏ فأبصرت امرأة جالسة على وحش قرمزي اللون مملوء اسماء تجديف وله سبعة رؤوس وعشرة قرون».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏٣‏.‏

      ١٤ لماذا من الملائم ان يُؤخذ يوحنا الى برِّية؟‏

      ١٤ ولماذا يُؤخذ يوحنا الى برِّية؟‏ ان اعلان دينونة ابكر على بابل القديمة وُصف بأنه «على برِّية البحر».‏ (‏اشعيا ٢١:‏​١،‏ ٩‏)‏ وقد اعطى ذلك تحذيرا مناسبا من ان بابل القديمة،‏ على الرغم من كل دفاعها المائي،‏ كانت ستصير خرابا عديم الحياة.‏ من الملائم اذًا ان يُؤخذ يوحنا في رؤياه الى برِّية ليرى مصير بابل العظيمة.‏ فهي ايضا يجب ان تصير قفرا وخرابا.‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١٩،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكنَّ يوحنا يذهله ما يراه هناك.‏ فالعاهرة العظيمة ليست وحدها!‏ انها تجلس على وحش ضخم!‏

      ١٥ اية اختلافات هنالك بين وحش الرؤيا ١٣:‏١ وذاك الذي للرؤيا ١٧:‏٣‏؟‏

      ١٥ لهذا الوحش سبعة رؤوس وعشرة قرون.‏ اذًا،‏ هل هو الوحش عينه الذي رآه يوحنا في وقت ابكر،‏ الذي له ايضا سبعة رؤوس وعشرة قرون؟‏ (‏رؤيا ١٣:‏١‏)‏ كلا،‏ هنالك اختلافات.‏ فهذا الوحش قرمزي اللون،‏ وبخلاف الوحش السابق،‏ لا يقال ان له اكاليل.‏ وعوض ان تكون له اسماء تجديف على رؤوسه السبعة فقط،‏ فانه ‏«مملوء اسماء تجديف».‏ غير انه يجب ان تكون هنالك علاقة بين هذا الوحش الجديد والوحش السابق؛‏ والتماثلات بينهما اوضح من ان تكون عرضية.‏

      ١٦ ما هي هوية الوحش القرمزي اللون،‏ وماذا ذُكر في ما يتعلق بقصده؟‏

      ١٦ اذًا،‏ ما هو هذا الوحش القرمزي اللون الجديد؟‏ لا بد ان يكون صورة الوحش التي أُنتجت بتحريض من الوحش الانكلواميركي الذي له قرنان كقرنَي الحمل.‏ فبعد ان صُنعت الصورة،‏ سُمح لهذا الوحش ذي القرنين بأن يمنح نسمة لصورة الوحش.‏ (‏رؤيا ١٣:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ ويرى يوحنا الآن الصورة الحية التي تتنفَّس.‏ وهي تمثِّل منظمة عصبة الامم التي احياها الوحش ذو القرنين في السنة ١٩٢٠.‏ ورئيس الولايات المتحدة ولسون تصوَّر ان العصبة «كانت ستصير منبرا لإجراء العدل لكل الناس وإزالة تهديد الحرب الى الابد».‏ وعندما أُقيمت بعد الحرب العالمية الثانية بصفتها الامم المتحدة،‏ كان قصد ميثاقها «ان تحافظ على السلام والامن الدوليين».‏

      ١٧ (‏أ)‏ بأية طريقة يكون الوحش القرمزي اللون الرمزي مملوءا اسماء تجديف؟‏ (‏ب)‏ مَن يركب الوحش القرمزي؟‏ (‏ج)‏ كيف ربط الدين البابلي نفسه بعصبة الامم وخليفتها من البداية؟‏

      ١٧ وبأية طريقة يكون هذا الوحش الرمزي مملوءا اسماء تجديف؟‏ لأن الناس اقاموا هذا المعبود المتعدد الامم بديلا لملكوت اللّٰه —‏ لينجز ما يقول اللّٰه ان ملكوته وحده يمكن ان ينجزه.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤؛‏ متى ١٢:‏​١٨،‏ ٢١‏)‏ ولكنَّ الجدير بالذكر بشأن رؤيا يوحنا هو ان بابل العظيمة تركب الوحش القرمزي اللون.‏ ووفقا للنبوة،‏ ربط الدين البابلي نفسه،‏ وعلى نحو خصوصي في العالم المسيحي،‏ بعصبة الامم وخليفتها.‏ فباكرا في ١٨ كانون الاول ١٩١٨،‏ تبنَّت الهيئة المعروفة الآن بالمجلس الوطني لكنائس المسيح في اميركا بيانا اعلن جزئيا:‏ «ان عصبة كهذه ليست مجرد وسيلة سياسية؛‏ وبالاحرى هي التعبير السياسي لملكوت اللّٰه على الارض.‏ .‏ .‏ .‏ ويمكن للكنيسة ان تمنح روح حسن النية،‏ الذي بدونه لا يمكن لعصبة الامم ان تدوم.‏ .‏ .‏ .‏ عصبة الامم متأصلة في الانجيل.‏ وكالانجيل،‏ هدفها ‹السلام على الارض،‏ حسن النية تجاه الناس›».‏

      ١٨ كيف اظهر رجال دين العالم المسيحي دعمهم لعصبة الامم؟‏

      ١٨ في ٢ كانون الثاني ١٩١٩،‏ حملت سان فرنسيسكو كرونيكل عنوان الصفحة الاولى:‏ «البابا يدافع عن تبنِّي عصبة امم ولسون».‏ وفي ١٦ تشرين الاول ١٩١٩،‏ قُدِّمت عريضة وقَّعها ٤٥٠‏,‏١٤ رجل دين من فئات رئيسية الى مجلس شيوخ الولايات المتحدة،‏ حاثَّة هذه الهيئة «ان تقرَّ معاهدة باريس للسلام التي تتضمن ميثاق عصبة الامم».‏ ومع ان مجلس الشيوخ فشل في اقرار المعاهدة،‏ استمر رجال دين العالم المسيحي في الاشتراك في حملة من اجل العصبة.‏ وكيف دُشِّنت العصبة؟‏ تقول رسالة إخبارية من سويسرا،‏ مؤرخة في ١٥ تشرين الثاني ١٩٢٠:‏ «أُعلن افتتاح اول اجتماع لعصبة الامم عند الساعة الحادية عشرة من هذا الصباح بقرع جميع اجراس الكنائس في جنيڤ».‏

      ١٩ عندما ظهر الوحش القرمزي اللون،‏ اي مسلك اتخذه صف يوحنا؟‏

      ١٩ وهل شارك صف يوحنا،‏ الفريق الوحيد على الارض الذي قبل بشوق الملكوت المسيّاني المقبل،‏ العالم المسيحي في تقديم التوقير للوحش القرمزي اللون؟‏ كلا على الاطلاق!‏ ففي يوم الاحد ٧ ايلول ١٩١٩،‏ ابرز محفل شعب يهوه في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الخطاب العام «الرجاء للبشرية المتضايقة».‏ وفي اليوم التالي،‏ اخبرت ستار جورنال لسَنْدَسكي ان ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ في مخاطبة ما يقارب ٠٠٠‏,‏٧ شخص،‏ «اكَّد ان سخط الرب سيُصبُّ يقينا على العصبة .‏ .‏ .‏ لأن رجال الدين —‏ الكاثوليك والپروتستانت —‏ اذ يدَّعون انهم ممثِّلو اللّٰه،‏ هجروا خطته وأيدوا عصبة الامم،‏ مرحِّبين بها بصفتها تعبيرا سياسيا لملكوت المسيح على الارض».‏

      ٢٠ لماذا كان تجديفا ان يرحِّب رجال الدين بعصبة الامم بصفتها «التعبير السياسي لملكوت اللّٰه على الارض»؟‏

      ٢٠ ان الفشل المفجع لعصبة الامم لا بد انه اعطى اشارة لرجال الدين بأن ادوات بشرية الصنع كهذه ليست جزءا من ملكوت اللّٰه على الارض.‏ ويا له من تجديف ان يُصنع مثل هذا الادعاء!‏ فهو يجعل الامر يبدو وكأن اللّٰه كان شريكا في العمل الضخم غير المتقن الذي صارت عليه عصبة الامم.‏ أما اللّٰه ‹فكامل صنيعه›.‏ وملكوت يهوه السماوي برئاسة المسيح —‏ لا مزيج من السياسيين المتنازعين،‏ وكثيرون منهم ملحدون —‏ هو الوسيلة التي بها يجلب السلام ويجعل مشيئته على الارض كما في السماء.‏ —‏ تثنية ٣٢:‏٤؛‏ متى ٦:‏١٠‏.‏

      ٢١ ماذا يظهر ان العاهرة العظيمة تدعم وتُعجَب بخليفة العصبة،‏ الامم المتحدة؟‏

      ٢١ وماذا عن خليفة العصبة،‏ الامم المتحدة؟‏ من ابتدائها،‏ كانت العاهرة العظيمة راكبة على ظهر هذه الهيئة،‏ مرتبطة بها على نحو واضح ومحاولة توجيه مصيرها.‏ مثلا،‏ في ذكراها السنوية الـ‍ ٢٠،‏ في حزيران ١٩٦٥،‏ اجتمع ممثِّلون للكنيسة الكاثوليكية الرومانية والكنيسة الاورثوذكسية الشرقية،‏ الى جانب الپروتستانت،‏ اليهود،‏ الهندوس،‏ البوذيين،‏ والمسلمين —‏ الذين قيل انهم يمثِّلون ألفي مليون من سكان الارض —‏ في سان فرانسيسكو ليحتفلوا بدعمهم واعجابهم بالامم المتحدة.‏ وعند زيارة الامم المتحدة في تشرين الاول ١٩٦٥،‏ وصفها البابا بولس السادس بأنها «اعظم المنظمات الدولية قاطبة».‏ وأضاف:‏ «شعوب الارض تلتفت الى الامم المتحدة بصفتها الرجاء الاخير للوئام والسلام».‏ وقال زائر بابوي آخر،‏ البابا يوحنا بولس الثاني،‏ مخاطبا الامم المتحدة في تشرين الاول ١٩٧٩:‏ «ارجو ان تبقى الامم المتحدة ابدا المنبر الاسمى للسلام والعدل».‏ وعلى نحو ذي مغزى،‏ لم يلفت البابا الانتباه الى يسوع المسيح او ملكوت اللّٰه في خطابه.‏ وفي اثناء زيارته للولايات المتحدة في ايلول ١٩٨٧،‏ كما تخبر ذا نيويورك تايمز،‏ «تكلم يوحنا بولس مطوَّلا عن الدور الايجابي للامم المتحدة في ترويج .‏ .‏ .‏ ‹تضامن عالمي جديد›».‏

      اسم،‏ سرّ

      ٢٢ (‏أ)‏ اي نوع من الوحوش اختارت العاهرة العظيمة ركوبه؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف يوحنا العاهرة الرمزية بابل العظيمة؟‏

      ٢٢ سيعلم الرسول يوحنا سريعا ان العاهرة العظيمة اختارت وحشا خطرا لركوبه.‏ ولكنَّ انتباهه يتحول اولا الى بابل العظيمة نفسها.‏ فهي متحلية على نحو وافر،‏ ولكن كم تكون مثيرة للاشمئزاز!‏ ‏«وكانت المرأة متسربلة بأرجوان وقرمز،‏ ومتحلية بذهب وحجر كريم ولآلئ ومعها في يدها كأس ذهبية ملآنة ارجاسا ونجاسات عهارتها.‏ وعلى جبهتها اسم مكتوب،‏ سرّ:‏ ‹بابل العظيمة،‏ أم العاهرات وأرجاس الارض›.‏ ورأيت المرأة سكرى من دم القديسين ومن دم شهود يسوع».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​٤‏-‏٦ أ.‏

      ٢٣ ما هو الاسم الكامل لبابل العظيمة،‏ وما هو مغزاه؟‏

      ٢٣ كما كانت العادة في روما القديمة،‏ تُحدَّد هوية هذه البغيّ بالاسم الذي على جبهتها.‏d انه اسم طويل:‏ «بابل العظيمة،‏ أم العاهرات وأرجاس الارض».‏ وهذا الاسم هو «سرّ»،‏ شيء بمعنى مستتر.‏ ولكن في وقت اللّٰه المعيَّن،‏ سيجرى توضيح السرّ.‏ وفي الواقع،‏ يعطي الملاك يوحنا ما يكفي من المعلومات ليسمح لخدام يهوه اليوم بأن يميِّزوا المغزى الكامل لهذا الاسم الوصفي.‏ ونحن ندرك ان بابل العظيمة هي كل الدين الباطل.‏ انها «أم العاهرات» لأن كل الاديان الباطلة الافرادية في العالم،‏ بما فيها الطوائف الكثيرة في العالم المسيحي،‏ هي كبنات لها،‏ اذ تقتدي بها في ارتكاب العهارة الروحية.‏ وهي ايضا أم ‹الأرجاس› لأنها ولدت ذرية تتقزز منها النفس كالصنمية،‏ الارواحية،‏ قراءة البخت،‏ التنجيم،‏ قراءة الكف،‏ الذبيحة البشرية،‏ بغاء الهياكل،‏ السكر تكريما للآلهة الباطلة،‏ وممارسات قبيحة اخرى.‏

      ٢٤ لماذا من الملائم ان تُرى بابل العظيمة لابسة ‹ارجوانا وقرمزا› و «متحلية بذهب وحجر كريم ولآلئ»؟‏

      ٢٤ وبابل العظيمة لابسة ‹ارجوانا وقرمزا›،‏ وهما لونَا الملكية،‏ و «متحلية بذهب وحجر كريم ولآلئ».‏ فكم يكون ذلك ملائما!‏ تأملوا فقط في كل الابنية الرائعة،‏ التماثيل والرسوم النادرة،‏ الايقونات التي لا تقدَّر بثمن،‏ والامتعة الدينية الاخرى،‏ بالاضافة الى الكميات الهائلة من الممتلكات والاوراق المالية،‏ التي جمعتها اديان العالم هذه.‏ وسواء في الڤاتيكان،‏ في امبراطورية التبشير التلفزيونية المتمركزة في الولايات المتحدة،‏ او في معابد وهياكل الشرق الغريبة،‏ تكدِّس بابل العظيمة —‏ وأحيانا تخسر —‏ ثروة خيالية.‏

      ٢٥ (‏أ)‏ الى ماذا ترمز محتويات ‹الكأس الذهبية الملآنة ارجاسا›؟‏ (‏ب)‏ بأي معنى تكون العاهرة الرمزية سكرى؟‏

      ٢٥ انظروا الآن ما في يد العاهرة.‏ لا بد ان يوحنا شهق لمنظره —‏ كأس ذهبية «ملآنة ارجاسا ونجاسات عهارتها»!‏ هذه هي الكأس التي تحتوي على «خمر غضب عهارتها» التي بها اسكرت جميع الامم.‏ (‏رؤيا ١٤:‏٨؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ انها تبدو انيقة من الخارج،‏ ولكنَّ محتوياتها مثيرة للاشمئزاز ونجسة.‏ (‏قارنوا متى ٢٣:‏​٢٥،‏ ٢٦‏.‏)‏ وهي تحتوي على كل الممارسات والاكاذيب القذرة التي تستخدمها العاهرة العظيمة لتغوي الامم وتجعلهم تحت نفوذها.‏ وما تتقزز منه النفس اكثر ايضا هو ان يوحنا يرى ان العاهرة نفسها ثملة،‏ سكرى من دم خدام اللّٰه!‏ وفي الواقع،‏ نقرأ لاحقا انه «فيها وُجِد دم انبياء وقديسين وجميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٤‏)‏ فيا له من ذنب جسيم لسفك الدم!‏

      ٢٦ اي دليل هنالك على ذنب سفك الدم من جهة بابل العظيمة؟‏

      ٢٦ على مر القرون،‏ اراقت الامبراطورية العالمية للدين الباطل محيطات من الدم.‏ مثلا،‏ في يابان القرون الوسطى،‏ حُوِّلت الهياكل في كيوتو الى حصون،‏ والرهبان المحاربون،‏ اذ استغاثوا بـ‍ «اسم البوذا المقدس»،‏ قاتلوا احدهم الآخر الى ان فاضت الشوارع بالدم.‏ وفي القرن الـ‍ ٢٠،‏ سار رجال دين العالم المسيحي مع جيوش بلادهم الخاصة،‏ وهؤلاء قتلوا احدهم الآخر،‏ بخسارة حياة مئة مليون على الاقل.‏ وفي تشرين الاول ١٩٨٧ قال الرئيس السابق للولايات المتحدة نِكسون:‏ «القرن الـ‍ ٢٠ هو الاكثر سفكا للدم في التاريخ.‏ فقد قُتل في حروب هذا القرن اناس اكثر من كل الحروب التي جرى خوضها قبل بداية القرن».‏ وأديان العالم تُدان على نحو مضاد من قِبل اللّٰه لمشاركتها في كل ذلك؛‏ فيهوه يكره ‹الايدي السافكة دما بريئا›.‏ (‏امثال ٦:‏​١٦،‏ ١٧‏)‏ وفي وقت ابكر،‏ سمع يوحنا صراخا من المذبح:‏ «حتى متى،‏ ايها السيد الرب القدوس والحق،‏ تُحجِم عن ان تدين وتنتقم لدمنا من الساكنين على الارض؟‏».‏ (‏رؤيا ٦:‏١٠‏)‏ وبابل العظيمة،‏ أم العاهرات وأرجاس الارض،‏ ستكون متورطة بعمق عندما يأتي الوقت للاجابة عن هذا السؤال.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a اذ اشار الى المنشإ غير المسيحي لكثير من عقائد،‏ مراسم،‏ وممارسات العالم المسيحي المرتدّ،‏ كتب الكردينال الكاثوليكي الروماني للقرن الـ‍ ١٩ جون هنري نيومان في بحث في تطور العقيدة المسيحية الذي له:‏ «استعمال الهياكل،‏ وهذه مخصَّصة لقديسين معيَّنين،‏ ومزخرفة في المناسبات بأغصان الشجر؛‏ البخور،‏ السُّرُج،‏ والشموع؛‏ قرابين الشكر عن الشفاء من المرض؛‏ الماء المقدَّس؛‏ الاماكن المقدسة التي يلجأ اليها المجرمون؛‏ الاعياد والمواسم،‏ استعمال التقاويم،‏ الزيَّاح،‏ البركات على الحقول؛‏ الازياء الكهنوتية،‏ حلق قمة الرأس،‏ الخاتم في الزواج،‏ الالتفات الى الشرق،‏ التماثيل في تاريخ متأخر،‏ وربما الترتيل الكنسي،‏ والكِيرياليسُون [ترتيلة «يا رب،‏ ارحم»]،‏ كلها من اصل وثني،‏ وقد جرى تقديسها بتبنيها في الكنيسة».‏

      عوض تقديس صنمية كهذه،‏ يحضّ «يهوه القادر على كل شيء» المسيحيين:‏ «اخرجوا من بينهم،‏ وافترزوا .‏ .‏ .‏ ولا تمسوا النجس بعد».‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏​١٤-‏١٨‏.‏

      b يذكر عمل وليم ل.‏ شَيرر التاريخي قيام وسقوط الرايخ الثالث ان ڤون پاپن كان «مسؤولا اكثر من ايّ فرد آخر في المانيا عن بلوغ هتلر السلطة».‏ وفي كانون الثاني ١٩٣٣ قال المستشار الالماني السابق ڤون شْليخِر عن ڤون پاپن:‏ «تبيَّن انه نوع الخائن الذي بالمقارنة معه يكون يهوذا الاسخريوطي قديسا».‏

      c عند مخاطبة كلية موندرَڠوني في ١٤ ايار ١٩٢٩،‏ قال البابا پيوس الحادي عشر انه يتفاوض مع الشيطان نفسه لو تطلَّب خير النفوس ذلك.‏

      d قارنوا كلمات المؤلف الروماني سَنيكا الى كاهنة منحرفة (‏كما اقتبسها سويت)‏:‏ «يا فتاة،‏ وقفتِ في بيت السمعة الرديئة .‏ .‏ .‏ اسمك تدلَّى من جبهتك؛‏ قبلتِ مالا من اجل عارك».‏ —‏ كونتروڤ ١،‏ ٢.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٣٧]‏

      تْشَرْتشل يشهِّر ‹العهارة›‏

      في كتابه عاصفة التجميع (‏١٩٤٨)‏،‏ يخبر ونستون تْشَرْتشل ان هتلر عيَّن فرانز ڤون پاپن سفيرا المانيّا في ڤيينا من اجل «إضعاف او كسب رضى الشخصيات القيادية في السياسة النمساوية».‏ ويقتبس تْشَرْتشل من سفير الولايات المتحدة في ڤيينا قوله عن ڤون پاپن:‏ «بالطريقة الاجرإ والاكثر سخرية .‏ .‏ .‏ شرع پاپن يخبرني انه .‏ .‏ .‏ عزم ان يستعمل سمعته ككاثوليكي صالح ليكسب النفوذ عند النمساويين كالكردينال إنيتزر».‏

      وبعد ان استسلمت النمسا ودخلت قوات عاصفة هتلر بخطوة عسكرية الى ڤيينا،‏ امر الكردينال الكاثوليكي إنيتزر ان ترفع جميع الكنائس النمساوية علم الصليب المعقوف،‏ تقرع اجراسها،‏ وتصلّي من اجل ادولف هتلر تكريما ليوم ميلاده.‏

      ‏[الاطار/‏​الصورة في الصفحة ٢٣٨]‏

      ‏‹صلاة حرب› من اجل الرايخ

      تحت هذا العنوان،‏ ظهرت المقالة التالية في الطبعة الاولى من ذا نيويورك تايمز،‏ ٧ كانون الاول ١٩٤١:‏

      ‏«الاساقفة الكاثوليك في فولدا يطلبون البركة والنصر .‏ .‏ .‏ اوصى مؤتمر الاساقفة الكاثوليك الالمان المنعقد في فولدا بتقديم ‹صلاة حرب› خصوصية يجب ان تُتلى عند بداية ونهاية جميع القداديس الالهية.‏ والصلاة تناشد العناية الالهية ان تبارك الاسلحة الالمانية بالنصر وتمنح الحماية لحياة وصحة كل الجنود.‏ وأمر الاساقفة ايضا رجال الدين الكاثوليك ان يحرصوا ويتذكَّروا في موعظة الاحد الخصوصية على الاقل مرة في الشهر الجنود الالمان ‹في البر،‏ في البحر وفي الجو›».‏

      لكن هذه المقالة أُلغيت من الطبعات اللاحقة للصحيفة.‏ و ٧ كانون الاول ١٩٤١ هو اليوم الذي فيه هاجمت اليابان،‏ حليفة المانيا النازية،‏ اسطول الولايات المتحدة في پيرل هاربر.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٤٤]‏

      ‏«اسماء تجديف»‏

      عندما روَّج الوحش ذو القرنين عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى،‏ سعى كثيرون من عشاقها الدينيين فورا الى منح الاعتراف الديني لهذه الخطوة.‏ ونتيجة لذلك،‏ صارت منظمة السلام الجديدة ‹مملوءة اسماء تجديف›.‏

      «المسيحية يمكن ان تزوِّد حسن النية،‏ القوة وراء العصبة [عصبة الامم]،‏ وتغيِّر بالتالي المعاهدة من قصاصة ورق الى اداة لملكوت اللّٰه».‏ —‏ القرن المسيحي،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ١٩ حزيران ١٩١٩،‏ الصفحة ١٥.‏

      «فكرة عصبة الامم هي توسيع لفكرة ملكوت اللّٰه،‏ كنظام عالمي لحسن النية،‏ وتطبيقها على العلاقات الدولية .‏ .‏ .‏ انها الشيء الذي يصلّي من اجله جميع المسيحيين عندما يقولون،‏ ‹ليأت ملكوتك›».‏ —‏ القرن المسيحي،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ٢٥ ايلول ١٩١٩،‏ الصفحة ٧.‏

      «ان اسمنت عصبة الامم هو دم المسيح».‏ —‏ الدكتور فرانك كراين،‏ قس پروتستانتي،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏

      «المجلس [الوطني للكنائس الجماعية] يدعم الميثاق [ميثاق عصبة الامم] بصفته الاداة السياسية الوحيدة المتوافرة الآن التي بها يمكن ان يجد روح يسوع المسيح مجالا اوسع في التطبيق العملي على شؤون الامم».‏ —‏ الجماعيّ والتقدُّم،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ٦ تشرين الثاني ١٩١٩،‏ الصفحة ٦٤٢.‏

      «المؤتمر يدعو جميع المنهجيين ان يؤيِّدوا ويروِّجوا على نحو رفيع المُثُل [التي لعصبة الامم] كما تعبِّر عنها فكرة اللّٰه الآب وأولاد اللّٰه الارضيين».‏ —‏ الكنيسة المنهجية الويزلية،‏ بريطانيا.‏

      «عندما نتأمل في المطامح،‏ الاحتمالات والقرارات التي لهذا الاتفاق،‏ نرى انه يحتوي على لُبِّ تعاليم يسوع المسيح:‏ ملكوت اللّٰه وبرّه .‏ .‏ .‏ وهو ليس اقل من ذلك».‏ —‏ موعظة ألقاها رئيس اساقفة كانتربري عند افتتاح اجتماع عصبة الامم في جنيڤ،‏ ٣ كانون الاول ١٩٢٢.‏

      «اتحاد عصبة الامم في هذا البلد له الحق المقدس نفسه كأي جمعية ارسالية خيرية،‏ لأنه في الوقت الحاضر الوكالة الاكثر فعالية لحكم المسيح بصفته امير السلام بين الامم».‏ —‏ الدكتور ڠارڤي،‏ قس جماعي،‏ بريطانيا.‏

      ‏[الخريطة في الصفحة ٢٣٦]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسق في المطبوعة)‏

      العقائد الباطلة التي يجري الايمان بها حول العالم لها منشأُها في بابل

      بابل

      ثواليث او مجموعات ثلاثية من الآلهة

      النفس البشرية تبقى حية بعد الموت

      الارواحية —‏ التكلم مع «الموتى»‏

      استعمال الصور في العبادة

      استعمال الرقى لتهدئة الابالسة

      الحكم بواسطة كهنوت قوي

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٣٩]‏

      بابل القديمة جلست على مياه كثيرة

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٣٩]‏

      العاهرة العظيمة اليوم تجلس ايضا على «مياه كثيرة»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٤١]‏

      بابل العظيمة جالسة على وحش خطر

      ‏[الصور في الصفحة ٢٤٢]‏

      العاهرة الدينية ترتكب العهارة مع ملوك الارض

      ‏[الصور في الصفحة ٢٤٥]‏

      المرأة «سكرى من دم القديسين»‏

  • حلُّ سرّ رهيب
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٤

      حلُّ سرّ رهيب

      ١ (‏أ)‏ كيف يتجاوب يوحنا عند رؤية العاهرة العظيمة ومَطِيَّتها المخيفة،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ كيف يتجاوب صف يوحنا اليوم اذ تنكشف الحوادث اتماما للرؤيا النبوية؟‏

      ما هو تجاوب يوحنا عند رؤية العاهرة العظيمة ومَطِيَّتها المخيفة؟‏ يجيب هو نفسه:‏ ‏«ولمَّا ابصرتُها تعجبت تعجبا عظيما».‏ (‏رؤيا ١٧:‏​٦ ب )‏ لم يكن ممكنا لمجرد خيال بشري ان يستحضر منظرا كهذا.‏ ومع ذلك،‏ ها هي —‏ بعيدا في برِّية —‏ عاهرة فاسقة جاثمة على وحش قرمزي اللون شنيع!‏ (‏رؤيا ١٧:‏٣‏)‏ وصفّ يوحنا يتعجب ايضا تعجبا عظيما اذ تنكشف الحوادث اتماما للرؤيا النبوية.‏ ولو تمكَّن الناس في العالم من رؤيتها لهتفوا:‏ ‹لا يُصدَّق!‏›،‏ ولردَّد قادة العالم ‹لا يخطر بالبال!‏›.‏ ولكنَّ الرؤيا تصير حقيقة مروِّعة اليوم.‏ وشعب اللّٰه كان قد ساهم على نحو رائع في اتمام الرؤيا،‏ وهذا يؤكِّد لهم ان النبوة ستتقدَّم مباشرة الى ذروتها المذهلة.‏

      ٢ (‏أ)‏ تجاوبا مع دهشة يوحنا،‏ ماذا يقول له الملاك؟‏ (‏ب)‏ ماذا أُظهر لصف يوحنا،‏ وكيف جرى ذلك؟‏

      ٢ يلاحظ الملاك دهشة يوحنا.‏ يتابع يوحنا:‏ ‏«فقال لي الملاك:‏ ‹لماذا تعجبت؟‏ انا اخبرك بسر المرأة والوحش الذي يحملها،‏ الذي له الرؤوس السبعة والقرون العشرة›».‏ (‏رؤيا ١٧:‏٧ ‏)‏ ان الملاك سيحلُّ الآن السرّ!‏ وهو يشرح ليوحنا المندهش الاوجه المختلفة للرؤيا والحوادث المؤثرة التي توشك ان تنكشف.‏ وكذلك،‏ اذ يخدم تحت التوجيه الملائكي اليوم،‏ أُظهر لصف يوحنا فهم النبوة.‏ «أليست التفاسير للّٰه؟‏».‏ كيوسف الامين،‏ نؤمن بأنها للّٰه.‏ (‏تكوين ٤٠:‏٨‏؛‏ قارنوا دانيال ٢:‏​٢٩،‏ ٣٠‏.‏)‏ وشعب اللّٰه يوضعون في وسط المسرح،‏ مجازيا،‏ اذ يفسِّر لهم يهوه معنى الرؤيا ووقعها في حياتهم.‏ (‏مزمور ٢٥:‏١٤‏)‏ ففي الوقت المعيَّن،‏ كُشف لفهمهم سرّ المرأة والوحش.‏ —‏ مزمور ٣٢:‏٨‏.‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ اي خطاب عام ألقاه ن.‏ ه‍.‏ نور في السنة ١٩٤٢،‏ وكيف حدَّد هوية الوحش القرمزي اللون؟‏ (‏ب)‏ اية كلمات تكلم بها الملاك الى يوحنا ناقشها ن.‏ ه‍.‏ نور؟‏

      ٣ من ١٨ الى ٢٠ ايلول ١٩٤٢،‏ في اوج الحرب العالمية الثانية،‏ عقد شهود يهوه في الولايات المتحدة محفلهم،‏ «المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد».‏ وقد رُبطت المدينة الرئيسية،‏ كليڤلَند،‏ اوهايو،‏ بواسطة الهاتف باكثر من ٥٠ مدينة محفل اخرى،‏ لذروة حضور من ٦٩٩‏,‏١٢٩.‏ وحيثما سمحت احوال زمن الحرب،‏ اعادت محافل اخرى البرنامج حول العالم.‏ في ذلك الوقت،‏ توقع كثيرون من شعب يهوه ان تتصاعد الحرب الى حرب اللّٰه هرمجدون؛‏ ولذلك اثار عنوان الخطاب العام،‏ «السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏»،‏ كثيرا من الفضول.‏ فكيف امكن للرئيس الجديد لجمعية برج المراقبة،‏ ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ ان يتجرأ على التحدث عن السلام عندما بدا النقيض مخزونا للامم؟‏a السبب هو ان صف يوحنا كان ‹منتبها اكثر من المعتاد› الى كلمة اللّٰه النبوية.‏ —‏ عبرانيين ٢:‏١؛‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

      ٤ فأيّ نور ألقاه الخطاب «السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏» على النبوة؟‏ اذ حدَّد بوضوح هوية الوحش القرمزي اللون للرؤيا ١٧:‏٣ بصفته عصبة الامم،‏ مضى ن.‏ ه‍.‏ نور يناقش تطور سيرته العاصفة على اساس كلمات الملاك التالية الى يوحنا:‏ ‏«الوحش الذي رأيت كان،‏ وليس الآن،‏ إلا انه سيصعد من المهواة،‏ ويمضي الى الهلاك».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏٨ أ.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف حدث ان «الوحش .‏ .‏ .‏ كان» ثم «ليس الآن»؟‏ (‏ب)‏ كيف اجاب ن.‏ ه‍.‏ نور عن السؤال «هل ستبقى العصبة في الحفرة»؟‏

      ٥ «الوحش .‏ .‏ .‏ كان».‏ نعم،‏ لقد كان موجودا بصفته عصبة الامم من ١٠ كانون الثاني ١٩٢٠ فصاعدا،‏ بـ‍ ٦٣ امة مشاركة في وقت او آخر.‏ ولكن انسحبت اليابان،‏ المانيا،‏ وايطاليا تباعا،‏ والاتحاد السوڤياتي السابق أُخرج من العصبة.‏ وفي ايلول ١٩٣٩ شن دكتاتور المانيا النازي الحرب العالمية الثانية.‏b واذ فشلت في حفظ السلام في العالم،‏ هبطت عصبة الامم فعليا الى مهواة الخمول.‏ وبحلول السنة ١٩٤٢ صارت شيئا من الماضي.‏ لا قبل ذلك ولا في تاريخ لاحق —‏ ولكن في ذلك الوقت العصيب تماما —‏ فسَّر يهوه لشعبه العمق الكامل لمعنى الرؤيا!‏ وفي المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد تمكّن ن.‏ ه‍.‏ نور ان يعلن،‏ انسجاما مع النبوة،‏ ان «الوحش .‏ .‏ .‏ ليس الآن».‏ ثم طرح السؤال:‏ «هل ستبقى العصبة في الحفرة؟‏».‏ واذ اقتبس من رؤيا ١٧:‏٨ اجاب:‏ «ان جمعية الامم العالمية ستقوم ثانية».‏ وهكذا كان —‏ تبرئة لكلمة يهوه النبوية!‏

      الصعود من المهواة

      ٦ (‏أ)‏ متى صعد الوحش القرمزي اللون من المهواة،‏ وبأي اسم جديد؟‏ (‏ب)‏ لماذا تكون الامم المتحدة في الواقع اعادة احياء للوحش القرمزي اللون؟‏

      ٦ ان الوحش القرمزي اللون صعد فعلا من المهواة.‏ ففي ٢٦ حزيران ١٩٤٥،‏ بتبويق شديد الضجيج في سان فرانسيسكو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ صوَّتت ٥٠ أمة لقبول ميثاق منظمة الامم المتحدة.‏ وهذه الهيئة كانت «لتحافظ على السلام والامن الدوليين».‏ وكانت هنالك تماثلات عديدة بين العصبة والامم المتحدة.‏ تلاحظ دائرة معارف الكتاب العالمي:‏ «ببعض الطرائق،‏ تشبه الامم المتحدة عصبة الامم التي نُظِّمت بعد الحرب العالمية الاولى .‏ .‏ .‏ فكثير من الامم التي اسست الامم المتحدة كان قد اسس ايضا العصبة.‏ وكالعصبة،‏ تأسست الامم المتحدة للمساعدة على حفظ السلام بين الامم.‏ والاعضاء الرئيسيون في الامم المتحدة هم كالذين في العصبة».‏ فالامم المتحدة هي في الواقع اعادة احياء للوحش القرمزي اللون.‏ وعضويتها التي تتأ لَّف من نحو ١٩٠ امة تتجاوز الى حد بعيد تلك التي للـ‍ ٦٣ للعصبة؛‏ وتتولّى ايضا مسؤوليات اوسع من سابقتها.‏

      ٧ (‏أ)‏ بأية طريقة يتعجب ساكنو الارض من الوحش القرمزي اللون المعاد احياؤه؟‏ (‏ب)‏ اي هدف افلت من الامم المتحدة،‏ وماذا قال امينها العام من هذا القبيل؟‏

      ٧ في البداية،‏ جرى التعبير عن آمال عظيمة للامم المتحدة.‏ وكان ذلك اتماما لكلمات الملاك:‏ ‏«وسيتعجب الساكنون على الارض،‏ الذين ليست اسماؤهم مكتوبة في دَرْج الحياة منذ تأسيس العالم،‏ عندما يرون الوحش انه كان،‏ وليس الآن،‏ ولكنه سيكون حاضرا».‏ (‏رؤيا ١٧:‏​٨ ب )‏ يتعجب ساكنو الارض من هذا الشيء الضخم الجديد،‏ اذ يعمل من مركزه الرئيسي المهيب في ايست ريڤر في نيويورك.‏ ولكنَّ السلام والامن الحقيقيين افلتا من الامم المتحدة.‏ فخلال الجزء الاكبر من القرن الـ‍ ٢٠،‏ جرى الحفاظ على السلام العالمي فقط بتهديد «الدمار الاكيد المتبادل» —‏ MAD‏،‏ كما يجري اختصاره —‏ ويستمر سباق التسلح في التصاعد على نحو هائل.‏ ففي سنة ١٩٨٥،‏ بعد نحو ٤٠ سنة من الجهد من قِبل الامم المتحدة،‏ رثا خافيير پيريز ديكويار،‏ الذي كان آنذاك امينها العام:‏ «نحن نعيش في عصر آخر للتعصب،‏ ولا نعرف ماذا نفعل بشأنه».‏

      ٨،‏ ٩ (‏أ)‏ لماذا لا تملك الامم المتحدة الاجوبة عن مشاكل العالم،‏ وماذا سيحدث لها قريبا وفقا لحكم اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ لماذا مؤسِّسو الامم المتحدة والمعجبون بها ليست اسماؤهم مسجلة في «دَرْج الحياة» الذي للّٰه؟‏ (‏ج)‏ ماذا سينجز ملكوت يهوه بنجاح؟‏

      ٨ لا تملك الامم المتحدة الاجوبة.‏ ولماذا؟‏ لأن معطي الحياة لجميع الجنس البشري ليس هو معطي الحياة للامم المتحدة.‏ ومدى حياتها سيكون قصيرا،‏ لانها وفقا لحكم اللّٰه ‹تمضي الى الهلاك›.‏ ان مؤسِّسي الامم المتحدة والمعجبين بها ليست اسماؤهم مسجلة في دَرْج الحياة الذي للّٰه.‏ فكيف يمكن لأناس خطاة مائتين،‏ هزأ كثيرون منهم باسم اللّٰه،‏ ان يحقِّقوا بواسطة الامم المتحدة ما اعلن يهوه اللّٰه انه على وشك انجازه،‏ لا بوسائل بشرية،‏ بل عن طريق ملكوت مسيحه؟‏ —‏ دانيال ٧:‏٢٧؛‏ رؤيا ١١:‏١٥‏.‏

      ٩ والامم المتحدة هي في الواقع تزييف تجديفي لملكوت اللّٰه المسيّاني برئاسة رئيس سلامه،‏ يسوع المسيح —‏ الذي لا نهاية لرئاسته.‏ (‏اشعيا ٩:‏​٦،‏ ٧‏)‏ وحتى إن كانت الامم المتحدة ستزوِّد سلاما موقتا فان الحروب سرعان ما تنفجر ثانية.‏ فذلك في طبيعة الناس الخطاة.‏ «ليست اسماؤهم مكتوبة في دَرْج الحياة منذ تأسيس العالم».‏ أما ملكوت يهوه برئاسة المسيح فلن يؤسس السلام الابدي على الارض فقط ولكنه،‏ على اساس ذبيحة يسوع الفدائية،‏ سيقيم الاموات،‏ الابرار والاثمة،‏ الذين هم في ذاكرة اللّٰه.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩؛‏ اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ ويشمل ذلك كل مَن بقي ثابتا على الرغم من هجمات الشيطان ونسله،‏ والآخرين الذين سيُظهرون بعدُ انهم طائعون.‏ ومن الواضح ان دَرْج الحياة الذي للّٰه لن يحتوي ابدا على اسماء الملتصقين العُنُد ببابل العظيمة او ايّ من الذين استمروا في عبادة الوحش.‏ —‏ خروج ٣٢:‏٣٣؛‏ مزمور ٨٦:‏​٨-‏١٠؛‏ يوحنا ١٧:‏٣؛‏ رؤيا ١٦:‏٢؛‏ ١٧:‏٥‏.‏

      السلام والامن —‏ رجاء باطل

      ١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ بماذا نادت الامم المتحدة في السنة ١٩٨٦،‏ وماذا كان التجاوب؟‏ (‏ب)‏ كم «عشيرة دينية» اجتمعت في أسِّيزي،‏ ايطاليا،‏ للصلاة من اجل السلام،‏ وهل يستجيب اللّٰه صلوات كهذه؟‏ اشرحوا.‏

      ١٠ في جهد لدعم آمال الجنس البشري،‏ نادت الامم المتحدة بالسنة ١٩٨٦ «سنة دولية للسلام»،‏ بمحور «صيانة السلام ومستقبل البشرية».‏ ودعيت الامم المتحاربة الى القاء سلاحها،‏ على الاقل سنة واحدة.‏ فماذا كان تجاوبها؟‏ وفقا لتقرير بواسطة المعهد الاممي لابحاث السلام،‏ فإن ما قدره خمسة ملايين شخص قُتلوا نتيجة الحروب في اثناء السنة ١٩٨٦ وحدها!‏ وعلى الرغم من اصدار قطع نقد خصوصية وطوابع تذكارية،‏ فإن معظم الامم لم تسعَ الى غاية السلام في تلك السنة.‏ إلا ان اديان العالم —‏ المتشوِّقة دائما الى صلة جيدة بالامم المتحدة —‏ بدأت تعلن السنة بطرائق مختلفة.‏ ففي ١ كانون الثاني ١٩٨٦،‏ مدح البابا يوحنا بولس الثاني عمل الامم المتحدة وخصَّص السنة الجديدة للسلام.‏ وفي ٢٧ تشرين الاول،‏ جمع قادةَ الكثير من اديان العالم في أسِّيزي،‏ ايطاليا،‏ للصلاة من اجل السلام.‏

      ١١ وهل يستجيب اللّٰه صلوات كهذه من اجل السلام؟‏ حسنا،‏ الى ايّ اله كان اولئك القادة الدينيون يصلّون؟‏ اذا سألتموهم،‏ فإن كل فريق يعطي جوابا مختلفا.‏ وهل هنالك مجموعة من ملايين الآلهة يمكن ان تسمع وتلبِّي طلبات تقدَّم بطرائق مختلفة؟‏ فكثيرون من المشاركين عبدوا ثالوث العالم المسيحي.‏c والبوذيون،‏ الهندوس،‏ وآخرون انشدوا صلوات لآلهة بلا عدد.‏ وككل،‏ اجتمعت ١٢ «عشيرة دينية»،‏ اذ مثَّلها وجهاء كرئيس اساقفة كانتربري الانڠليكاني،‏ دالاي لاما البوذي،‏ متروپوليت اورثوذكسي روسي،‏ رئيس جمعية المزارات الشنتوية في طوكيو،‏ اصحاب مذهب الروحانية في افريقيا،‏ مع هنديَّين اميركيَّين مزيَّنَين بعمرة مزخرفة بالريش.‏ لقد كان فريقا ملوَّنا،‏ دون مبالغة،‏ ساهم في تغطية مثيرة للتلفزيون.‏ واحدى الفرق صلَّت دون توقُّف ١٢ ساعة في وقت واحد.‏ (‏قارنوا لوقا ٢٠:‏​٤٥-‏٤٧‏.‏)‏ ولكن هل وصلت اية من هذه الصلوات الى ما وراء غيوم المطر التي تحرَّكت فوق التجمع؟‏ كلا،‏ للاسباب التالية:‏

      ١٢ لأية اسباب لم يستجب اللّٰه صلوات قادة العالم الدينيين من اجل السلام؟‏

      ١٢ بالتباين مع اولئك الذين ‹يسيرون باسم يهوه›،‏ لم يكن ايّ من اولئك الدينيين يصلّي الى يهوه،‏ الاله الحي،‏ الذي يظهر اسمه نحو ٠٠٠‏,‏٧ مرة في النص الاصلي للكتاب المقدس.‏ (‏ميخا ٤:‏٥؛‏ اشعيا ٤٢:‏​٨،‏ ١٢‏)‏d وكفريق،‏ لم يقتربوا الى اللّٰه باسم يسوع،‏ حتى ان غالبيتهم لا تؤمن بيسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٣؛‏ ١٥:‏١٦‏)‏ ولا احد منهم يفعل مشيئة اللّٰه لايامنا،‏ التي هي المناداة في كل العالم بملكوت اللّٰه المقبل —‏ لا الامم المتحدة —‏ بصفته الرجاء الحقيقي للجنس البشري.‏ (‏متى ٧:‏​٢١-‏٢٣؛‏ ٢٤:‏١٤؛‏ مرقس ١٣:‏١٠‏)‏ وفي اكثر الحالات،‏ كانت هيئاتهم الدينية متورطة في الحروب الدموية للتاريخ،‏ بما فيها الحربان العالميتان للقرن الـ‍ ٢٠.‏ ولمثل هؤلاء يقول اللّٰه:‏ «وإن أكثرتم الصلاة لا اسمع.‏ ايديكم ملآنة من الدماء».‏ —‏ اشعيا ١:‏١٥؛‏ ٥٩:‏​١-‏٣‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ لماذا هو ذو مغزى ان يتَّحد قادة العالم الدينيون بالامم المتحدة في الدعوة من اجل السلام؟‏ (‏ب)‏ الصرخات من اجل السلام ستبلغ النهاية في اية ذروة منبإ بها من اللّٰه؟‏

      ١٣ وعلاوة على ذلك،‏ فانه ذو مغزى على نحو عميق ان يتَّحد قادة العالم الدينيون بالامم المتحدة في الدعوة من اجل السلام في هذا الوقت.‏ فهم يريدون ان يؤثِّروا في الامم المتحدة من اجل منفعتهم،‏ وخصوصا في هذا العصر الحديث حين يهجر كثيرون من شعبهم الدين.‏ وكالقادة الدينيين غير الامناء في اسرائيل القديمة،‏ يصرخون،‏ «‹سلام!‏ سلام!‏›،‏ ولا سلام».‏ ‏(‏ارميا ٦:‏١٤‏)‏ ولا شك ان صرخاتهم من اجل السلام ستستمر،‏ اذ ترتفع دعما للذروة التي تنبَّأ عنها الرسول بولس:‏ «يوم يهوه آت كسارق في الليل.‏ فحين يقولون:‏ ‹سلام وأمن!‏›،‏ حينئذ يدهمهم سريعا هلاك مفاجئ دهم المخاض للحامل،‏ فلا يفلتون».‏ —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​٢،‏ ٣‏.‏

      ١٤ اي شكل يمكن ان يتخذه الصراخ «سلام وأمن»،‏ وكيف يمكن للمرء ان يتجنب الضلال به؟‏

      ١٤ في السنوات الماضية،‏ استخدم السياسيون عبارة «سلام وأمن» لوصف مخططات بشرية متنوعة.‏ فهل هذه الجهود التي يبذلها قادة العالم هي بدء اتمام كلمات ١ تسالونيكي ٥:‏٣‏؟‏ ام ان بولس كان يشير الى حادثة محدَّدة لافتة للنظر تستقطب انتباه العالم بأسره؟‏ بما ان نبوات الكتاب المقدس لا تُفهَم كاملا في اغلب الاحيان إلا بعد إتمامها او عندما تكون قيد الاتمام،‏ فما علينا إلا ان ننتظر لنرى.‏ وفي هذه الاثناء،‏ يعلم المسيحيون انه مهما كان مقدار السلام والامن الذي تحققه الامم ظاهريا،‏ فلن يكون اي شيء قد تغيّر فعلا من حيث الاساس.‏ فالانانية،‏ البغض،‏ الجريمة،‏ التحطُّم العائلي،‏ الفساد الادبي،‏ المرض،‏ الحزن،‏ والموت ستكون هنا بعد.‏ ولذلك لن يضلكم الصراخ «سلام وأمن» مهما كان،‏ وذلك اذا بقيتم متيقظين لمعنى حوادث العالم وأصغيتم الى التحذيرات النبوية في كلمة اللّٰه.‏ —‏ مرقس ١٣:‏​٣٢-‏٣٧؛‏ لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a مات ج.‏ ف.‏ رذرفورد في ٨ كانون الثاني ١٩٤٢ وخلفه ن.‏ ه‍.‏ نور رئيسا لجمعية برج المراقبة.‏

      b في ٢٠ تشرين الثاني ١٩٤٠،‏ وقَّعت المانيا،‏ ايطاليا،‏ اليابان،‏ وهنڠاريا للانضمام الى «عصبة الامم الجديدة»،‏ تبعتها بعد اربعة ايام اذاعة الڤاتيكان لقداس وصلاة من اجل سلام ديني ونظام جديد للاشياء.‏ وهذه ‹العصبة الجديدة› لم تتحقق قط.‏

      c تنجم فكرة الثالوث عن بابل القديمة،‏ حيث اله الشمس شَمَش،‏ اله القمر سين،‏ والاهة النجوم عَشتار كانت تُعبد كمجموعة ثلاثية.‏ واتَّبعت مصر النموذج عينه،‏ عابدة أوزيريس،‏ إيزيس،‏ وحُورَس.‏ والاله الاشوري الرئيسي،‏ اشور،‏ يصوَّر بأنه يملك ثلاثة رؤوس.‏ وبحسب النموذج عينه،‏ توجد صور في الكنائس الكاثوليكية ترسم اللّٰه بأنه يملك ثلاثة رؤوس.‏

      d يعرِّف قاموس وبستر الاممي الجديد الثالث لسنة ١٩٩٣ يهوه اللّٰه بصفته «الاله المتفوِّق الذي يعترف به والاله الوحيد الذي يعبده شهود يهوه».‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٥٠]‏

      مفارقة «السلام»‏

      على الرغم من ان السنة ١٩٨٦ نادت بها الامم المتحدة سنة دولية للسلام،‏ فقد تصاعد سباق التسلح الانتحاري.‏ ونفقات العالم العسكرية والاجتماعية ١٩٨٦ تزوِّد هذه التفاصيل الواقعية:‏

      في ١٩٨٦ بلغت النفقات العسكرية العالمية ٩٠٠ ألف مليون دولار اميركي.‏

      كانت نفقة عسكرية عالمية لساعة واحدة ستكفي لتحصين الـ‍ ٥‏,‏٣ ملايين الذين كانوا يموتون سنويا من المرض المعدي الممكن منعه.‏

      حول العالم،‏ كان شخص واحد من كل خمسة يعيش في فقر مدقع.‏ وجميع هؤلاء الناس الجياع كان يمكن اطعامهم سنة واحدة بكلفة ما صرفه العالم من اجل التسلح في يومين.‏

      كانت الطاقة الانفجارية في مخزون العالم للاسلحة النووية ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١٦٠ مرة اكثر من تلك التي لانفجار تشيرنوبيل.‏

      القنبلة النووية كان يمكن ان توجَّه بقوة انفجارية ٥٠٠ مرة اكثر من قوة القنبلة التي أُلقيت على هيروشيما في السنة ١٩٤٥.‏

      كانت المستودعات النووية تحتوي على ما يعادل اكثر من مليون قنبلة هيروشيما.‏ ومثلت ٧٠٠‏,‏٢ مرة الطاقة الانفجارية التي أُطلقت في الحرب العالمية الثانية،‏ عندما مات ٣٨ مليون شخص.‏

      صارت الحروب اكثر تكرارا واكثر إماتة.‏ فوفيات الحروب بلغت ما مجموعه ٤‏,‏٤ ملايين في القرن الـ‍ ١٨،‏ ٣‏,‏٨ ملايين في القرن الـ‍ ١٩،‏ ٨‏,‏٩٨ مليونا في اول ٨٦ سنة من القرن الـ‍ ٢٠.‏ ومنذ القرن الـ‍ ١٨،‏ ازدادت وفيات الحروب اكثر من ست مرات اسرع من ازدياد سكان العالم.‏ وكانت هنالك وفيات لكل حرب في القرن الـ‍ ٢٠ عشرة اضعاف ما في القرن الـ‍ ١٩.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٤٧]‏

      كما أُنبئ عن الوحش القرمزي اللون،‏ هبطت عصبة الامم الى المهواة في اثناء الحرب العالمية الثانية ولكن اعيد احياؤها بصفتها الامم المتحدة

      ‏[الصور في الصفحة ٢٤٩]‏

      دعما لـ‍ ‹سنة السلام› التي للامم المتحدة،‏ قدَّم ممثِّلون لاديان العالم خليطا من الصلوات في أسِّيزي،‏ ايطاليا،‏ ولكن لم يكن ايّ منهم يصلّي الى الاله الحي،‏ يهوه

  • تنفيذ الحكم في بابل العظيمة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٥

      تنفيذ الحكم في بابل العظيمة

      ١ كيف يصف الملاك الوحش القرمزي اللون،‏ وأي نوع من الحكمة لازم لفهم رموز سفر الرؤيا؟‏

      في وصف اضافِي للوحش القرمزي اللون للرؤيا ١٧:‏٣‏،‏ يخبر الملاك يوحنا:‏ ‏«لا بد هنا من الذكاء والحكمة:‏ الرؤوس السبعة تمثل سبعة جبال عليها تجلس المرأة.‏ ويوجد سبعة ملوك:‏ خمسة سقطوا،‏ وواحد موجود،‏ والآخر لم يأت بعد،‏ ولكن متى اتى لا بد ان يبقى مدة قصيرة».‏ (‏رؤيا ١٧:‏​٩،‏ ١٠ ‏)‏ ينقل الملاك هنا الحكمة التي من فوق،‏ الحكمة الوحيدة التي يمكن ان تعطي الفهم للرموز في سفر الرؤيا.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ وهذه الحكمة تنير صف يوحنا ورفقاءه في ما يتعلق بخطورة الاوقات التي نعيش فيها.‏ وتبني في القلوب المتعبِّدة التقدير لاحكام يهوه،‏ التي هي الآن على وشك ان تنفَّذ،‏ وتغرس خوفا سليما من يهوه.‏ وكما تذكر امثال ٩:‏١٠‏:‏ «مخافة يهوه بداية الحكمة،‏ ومعرفة الكلي القداسة هي الفهم».‏ فماذا تظهر لنا الحكمة الالهية عن الوحش؟‏

      ٢ ما هو معنى الرؤوس السبعة للوحش القرمزي اللون،‏ وكيف حدث ان ‹خمسة سقطوا،‏ وواحدا موجود›؟‏

      ٢ ان الرؤوس السبعة لهذا الوحش الضاري تمثِّل سبعة «جبال»،‏ او سبعة «ملوك».‏ وكلا التعبيرين يُستعملان في الاسفار المقدسة للاشارة الى دول حكومية.‏ (‏ارميا ٥١:‏​٢٤،‏ ٢٥؛‏ دانيال ٢:‏​٣٤،‏ ٣٥،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏)‏ وفي الكتاب المقدس،‏ تُذكر ست دول عالمية بأن لها وقعا في شؤون شعب اللّٰه:‏ مصر،‏ اشور،‏ بابل،‏ مادي وفارس،‏ اليونان،‏ وروما.‏ ومن هذه،‏ كانت خمس قد اتت ومضت وقتَ تسلُّم يوحنا سفر الرؤيا،‏ فيما كانت روما لا تزال دولة عالمية الى حد بعيد.‏ وهذا يتطابق جيدا مع الكلمات،‏ «خمسة سقطوا،‏ وواحد موجود».‏ ولكن ماذا عن «الآخر» الذي كان سيأتي؟‏

      ٣ (‏أ)‏ كيف انقسمت الامبراطورية الرومانية؟‏ (‏ب)‏ اية تطورات حدثت في الغرب؟‏ (‏ج)‏ كيف يجب النظر الى الامبراطورية الرومانية المقدسة؟‏

      ٣ دامت الامبراطورية الرومانية وامتدت ايضا مئات السنين بعد ايام يوحنا.‏ وفي ٣٣٠ ب‌م،‏ نقل الامبراطور قسطنطين عاصمته من روما الى بيزنطة،‏ التي اعاد تسميتها القسطنطينية.‏ وفي ٣٩٥ ب‌م،‏ انشقت الامبراطورية الرومانية الى الجزءين الشرقي والغربي.‏ وفي ٤١٠ ب‌م،‏ سقطت روما نفسها في يدي ألارِك،‏ ملك القوط الغربيين (‏قبيلة جرمانية كانت قد اهتدت الى النوع الآريوسي من «المسيحية»)‏.‏ والقبائل الجرمانية (‏ايضا «مسيحيون»)‏ قهروا اسپانيا وقسما كبيرا من مقاطعة روما في افريقيا الشمالية.‏ وكانت هنالك قرون من الثوران،‏ عدم الاستقرار،‏ واعادة التعديل في اوروپا.‏ وقام اباطرة بارزون في الغرب مثل شارلمان،‏ الذي شكَّل حلفا مع البابا ليو الثالث في القرن الـ‍ ٩،‏ وفريدريك الثاني،‏ الذي حكم في القرن الـ‍ ١٣.‏ ولكنَّ منطقة نفوذهم،‏ مع انها سميت الامبراطورية الرومانية المقدسة،‏ كانت اصغر بكثير من تلك التي للامبراطورية الرومانية الابكر في اوجها.‏ لقد كانت ردّا او استمرارا لهذه الدولة القديمة اكثر منه امبراطورية جديدة.‏

      ٤ اية نجاحات كانت للامبراطورية الشرقية،‏ ولكن ماذا حدث للكثير من المقاطعة السابقة لروما القديمة في افريقيا الشمالية،‏ اسپانيا،‏ وسوريا؟‏

      ٤ بقيت امبراطورية روما الشرقية،‏ المتمركزة في القسطنطينية،‏ في علاقة متقلقلة نوعا ما بالامبراطورية الغربية.‏ ففي القرن السادس،‏ كان الامبراطور الشرقي يوستنيانُس الاول قادرا على اعادة قهر قسم كبير من افريقيا الشمالية وتدخَّل ايضا في اسپانيا وايطاليا.‏ وفي القرن السابع،‏ استعاد يوستنيانُس الثاني للامبراطورية مناطق مقدونيا التي كان قد قهرها رجال قبيلة سلاڤية.‏ ولكن،‏ بحلول القرن الثامن،‏ صار الكثير من المقاطعة السابقة لروما القديمة في افريقيا الشمالية،‏ اسپانيا،‏ وسوريا تحت حكم الامبراطورية الاسلامية الجديدة وهكذا انتقل من سيطرة القسطنطينية وروما كلتيهما.‏

      ٥ مع ان مدينة روما سقطت في ٤١٠ ب‌م،‏ كيف حدث ان زوال كل آثار الامبراطورية الرومانية السياسية من المشهد العالمي تطلَّب قرونا كثيرة؟‏

      ٥ دامت مدينة القسطنطينية نفسها مدة اطول نوعا ما.‏ فقد نجت من هجمات متكررة من الفرس،‏ العرب،‏ البلغاريين،‏ والروس الى ان سقطت اخيرا في السنة ١٢٠٣ —‏ لا في ايدي المسلمين بل في ايدي الصليبيين من الغرب.‏ ولكن في ١٤٥٣ صارت تحت سلطة الحاكم العثماني المسلم محمد الثاني وصارت سريعا عاصمة الامبراطورية العثمانية او التركية.‏ وهكذا،‏ مع ان مدينة روما سقطت في ٤١٠ ب‌م،‏ فإن زوال كل آثار الامبراطورية الرومانية السياسية من المشهد العالمي تطلَّب قرونا كثيرة.‏ وحتى في ذلك الحين،‏ كان تأثيرها لا يزال متميِّزا في الامبراطوريات الدينية المؤسسة على بابوية روما والكنائس الارثوذكسية الشرقية.‏

      ٦ اية امبراطوريات جديدة تماما تطوَّرت،‏ وأية واحدة صارت الاكثر نجاحا؟‏

      ٦ ولكن،‏ بحلول القرن الـ‍ ١٥،‏ كانت بعض البلدان تبني امبراطوريات جديدة تماما.‏ وفيما وُجدت بعض هذه الدول الامبراطورية الجديدة في مقاطعة المستعمرات السابقة لروما،‏ لم تكن امبراطورياتهم مجرد استمرار للامبراطورية الرومانية.‏ فالپرتغال،‏ اسپانيا،‏ فرنسا،‏ وهولندا صارت جميعها مراكز لمناطق نفوذ مترامية الاطراف.‏ ولكنَّ الاكثر نجاحا كانت بريطانيا،‏ التي باتت تشرف على امبراطورية ضخمة ‹لا تغيب عنها الشمس›.‏ وقد انتشرت هذه الامبراطورية في اوقات مختلفة في قسم كبير من اميركا الشمالية،‏ افريقيا،‏ الهند،‏ وجنوب شرق آسيا،‏ بالاضافة الى المساحة الفسيحة للپاسيفيك الجنوبي.‏

      ٧ كيف اتى الى الوجود نوع من الدولة العالمية المزدوجة،‏ والى كم من الوقت قال يوحنا ان ‹الرأس›،‏ او الدولة العالمية،‏ السابع يستمر؟‏

      ٧ وبحلول القرن الـ‍ ١٩،‏ كانت بعض المستعمرات في اميركا الشمالية قد انفصلت عن بريطانيا لتشكِّل الولايات المتحدة الاميركية المستقلة.‏ وسياسيا،‏ استمر بعض النزاع بين الامة الجديدة والوطن الام السابق.‏ غير ان الحرب العالمية الاولى اجبرت كلا البلدين على ادراك مصالحهما المشتركة ووطَّدت علاقة خصوصية بينهما.‏ وهكذا اتى الى الوجود نوع من الدولة العالمية المزدوجة،‏ مؤلف من الولايات المتحدة الاميركية،‏ الآن اغنى امة في العالم،‏ وبريطانيا العظمى،‏ مركز اكبر امبراطورية في العالم.‏ اذًا،‏ هوذا ‹الرأس›،‏ او الدولة العالمية،‏ السابع الذي يستمر الى وقت النهاية وفي المقاطعات التي فيها تأسس اولا شهود يهوه العصريون.‏ وبالمقارنة مع الحكم الطويل للرأس السادس،‏ يبقى السابع «مدة قصيرة» فقط،‏ الى ان يدمِّر ملكوت اللّٰه جميع الكيانات القومية.‏

      لماذا يدعى ملكا ثامنا؟‏

      ٨،‏ ٩ ماذا يدعو الملاك الوحش القرمزي اللون الرمزي،‏ وبأية طريقة ينشأ عن السبعة؟‏

      ٨ يوضح الملاك ايضا ليوحنا:‏ ‏«والوحش الذي كان وليس الآن،‏ فهو ملك ثامن،‏ ولكنه ينشأ عن السبعة،‏ ويمضي الى الهلاك».‏ (‏رؤيا ١٧:‏١١ ‏)‏ ان الوحش القرمزي اللون الرمزي «ينشأ عن» الرؤوس السبعة؛‏ اي انه مولود من او مَدين بوجوده لتلك الرؤوس التي ‹للوحش الصاعد من البحر› الاصلي،‏ الذي يكون الوحش القرمزي اللون صورة له.‏ وبأية طريقة؟‏ حسنا،‏ في السنة ١٩١٩ كانت الدولة الانكلواميركية الرأسَ الصاعد.‏ فالستة الرؤوس السابقة كانت قد سقطت،‏ ومركز الدولة العالمية المسيطرة انتقل الى هذا الرأس المزدوج وتمركز فيه الآن.‏ وهذا الرأس السابع،‏ بصفته الممثِّل الحالي لسلالة الدول العالمية،‏ كان القوة الدافعة في تأسيس عصبة الامم وهو لا يزال المروِّج الرئيسي والدعم المالي للامم المتحدة.‏ وهكذا،‏ رمزيا،‏ فإن الوحش القرمزي اللون —‏ الملك الثامن —‏ «ينشأ عن» الرؤوس السبعة الاصلية.‏ واذ يُنظر اليه بهذه الطريقة،‏ تنسجم العبارة انه من السبعة جيدا مع الرؤيا الابكر ان الوحش ذا القرنين شبه الحمل (‏الدولة العالمية الانكلواميركية،‏ الرأس السابع لذلك الوحش الاصلي)‏ حضَّ على صنع الصورة وأعطاها حياة.‏ —‏ رؤيا ١٣:‏​١،‏ ١١،‏ ١٤،‏ ١٥‏.‏

      ٩ وبالاضافة الى ذلك،‏ فان الاعضاء الاصليين لعصبة الامم شملوا،‏ الى جانب بريطانيا العظمى،‏ حكومات حكمت في مراكز بعض الرؤوس السابقة،‏ اي اليونان،‏ ايران (‏فارس)‏،‏ وايطاليا (‏روما)‏.‏ وفي نهاية الامر،‏ صارت الحكومات التي تحكم المقاطعة التي سيطرت عليها الدول العالمية الست السابقة اعضاء داعمة لصورة الوحش.‏ وبهذا المعنى ايضا امكن القول ان هذا الوحش القرمزي اللون ينشأ عن السبع الدول العالمية.‏

      ١٠ (‏أ)‏ كيف يمكن القول ان الوحش القرمزي اللون «هو ملك ثامن»؟‏ (‏ب)‏ كيف عبَّر زعيم في الاتحاد السوڤياتي السابق عن الدعم للامم المتحدة؟‏

      ١٠ لاحظوا ان الوحش القرمزي اللون «هو ملك ثامن».‏ وهكذا فإن الامم المتحدة اليوم مصمَّمة لتبدو كحكومة عالمية.‏ حتى انها احيانا عملت كحكومة،‏ مرسلة الجيوش الى الميدان لحلّ النزاعات الدولية،‏ كما في كوريا،‏ شبه جزيرة سيناء،‏ بعض البلدان الافريقية،‏ ولبنان.‏ ولكنها مجرد صورة ملك.‏ وكصورة دينية،‏ ليس لها تأثير او سلطة حقيقيان بمعزل عما يمنحها اياه اولئك الذين اوجدوها ويعبدونها.‏ وأحيانا،‏ يبدو هذا الوحش الرمزي ضعيفا،‏ ولكنه لم يختبر قط نوع الهجر الذريع من الاعضاء ذوي التوجُّه الدكتاتوري الذين ارسلوا عصبة الامم مترنحة الى المهواة.‏ (‏رؤيا ١٧:‏٨‏)‏ وعلى الرغم من التمسك جوهريا بآ‌راء مختلفة في مناطق اخرى،‏ انضم زعيم بارز في الاتحاد السوڤياتي السابق في السنة ١٩٨٧ الى بابوات روما في التعبير عن الدعم للامم المتحدة.‏ حتى انه دعا الى «نظام شامل من الامن الدولي» مؤسس على الامم المتحدة.‏ وكما يعلم يوحنا سريعا،‏ سيأتي وقت تعمل فيه الامم المتحدة بسلطة معتبرة.‏ ثم،‏ بدورها،‏ ‹تمضي الى الهلاك›.‏

      عشرة ملوك لساعة واحدة

      ١١ ماذا يخبر ملاك يهوه عن القرون العشرة على الوحش القرمزي اللون الرمزي؟‏

      ١١ في الاصحاح السابق لسفر الرؤيا،‏ سكب الملاكان السادس والسابع جامَي غضب اللّٰه.‏ وهكذا أُشعرنا بأن ملوك الارض يجري تجميعهم الى حرب اللّٰه في هرمجدون وأن ‹اللّٰه يذكر بابل العظيمة›.‏ (‏رؤيا ١٦:‏​١،‏ ١٤،‏ ١٩‏)‏ والآن سنتعلَّم بتفصيل اكبر كيف ستنفَّذ احكام اللّٰه على هؤلاء.‏ أَصغوا ثانية الى ملاك يهوه فيما يتكلم الى يوحنا.‏ ‏«والقرون العشرة التي رأيت تمثل عشرة ملوك لم ينالوا مملكة بعد،‏ ولكنهم ينالون سلطة كملوك ساعة واحدة مع الوحش.‏ هؤلاء لهم فكر واحد،‏ فيعطون الوحش قدرتهم وسلطتهم.‏ هؤلاء سيحاربون الحمل،‏ ولكن الحمل يغلبهم لأنه رب الارباب وملك الملوك.‏ والمدعوون والمختارون والامناء الذين معه يغلبون ايضا».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​١٢‏-‏١٤‏.‏

      ١٢ (‏أ)‏ ماذا تصوِّر القرون العشرة؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون ان القرون العشرة الرمزية ‹لم تنل مملكة بعد›؟‏ (‏ج)‏ كيف يكون للقرون العشرة الرمزية «مملكة» الآن،‏ ولكم من الوقت؟‏

      ١٢ ان القرون العشرة تصوِّر جميع الدول السياسية التي تهيمن في الوقت الحاضر على المشهد العالمي والتي تدعم صورة الوحش.‏ فالقليل جدا من البلدان الموجودة الآن كان معروفا في ايام يوحنا.‏ وتلك التي كانت معروفة،‏ مثل مصر وفارس (‏ايران)‏،‏ لها اليوم بنية سياسية مختلفة كليا.‏ ولذلك،‏ في القرن الاول،‏ ‹لم تنل القرون العشرة مملكة بعد›.‏ أما الآن،‏ في يوم الرب،‏ فلها «مملكة»،‏ او سلطة سياسية.‏ وبانهيار الامبراطوريات الاستعمارية العظمى،‏ وخصوصا منذ الحرب العالمية الثانية،‏ وُلدت امم جديدة كثيرة.‏ وهذه،‏ اضافة الى الدول المؤسَّسة منذ وقت اطول،‏ لا بد ان تحكم مع الوحش فترة قصيرة —‏ مجرد «ساعة واحدة» —‏ قبل ان يجلب يهوه نهاية لكل السلطة السياسية العالمية في هرمجدون.‏

      ١٣ بأية طريقة يكون للقرون العشرة «فكر واحد»،‏ وأي موقف تجاه الحمل يؤكده ذلك؟‏

      ١٣ والقومية اليوم هي احدى القوى الاقوى التي تدفع هذه القرون العشرة.‏ فلهم «فكر واحد» لأنهم يريدون ان يحفظوا سلطانهم القومي عوضا عن قبول ملكوت اللّٰه.‏ وهذا كان قصدهم من الاشتراك في عصبة الامم وهيئة الامم المتحدة قبل كل شيء —‏ ان يحفظوا السلام العالمي وبالتالي ان يصونوا وجودهم الخاص.‏ وموقف كهذا يؤكد ان القرون ستقاوم الحمل،‏ «رب الارباب وملك الملوك»،‏ لأن يهوه قصد ان يحل ملكوته برئاسة يسوع المسيح قريبا محل جميع هذه الممالك.‏ —‏ دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ متى ٢٤:‏٣٠؛‏ ٢٥:‏​٣١-‏٣٣،‏ ٤٦‏.‏

      ١٤ كيف يمكن لحكام العالم ان يحاربوا الحمل،‏ وماذا ستكون النتيجة؟‏

      ١٤ طبعا،‏ لا شيء يمكن لحكام هذا العالم ان يفعلوه ضد يسوع نفسه.‏ فهو في السماء بعيد عن متناولهم.‏ ولكنَّ اخوة يسوع،‏ باقي نسل المرأة،‏ لا يزالون على الارض وهم معرَّضون للهجوم كما يبدو.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٧‏)‏ وكثير من القرون يعرب الآن عن عداء مرير تجاههم،‏ وبهذه الطريقة يحاربون الحمل.‏ (‏متى ٢٥:‏​٤٠،‏ ٤٥‏)‏ ولكن،‏ سريعا،‏ سيحين لملكوت اللّٰه ان ‹يسحق ويُفني كل هذه الممالك›.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤‏)‏ وحينئذ سيكون ملوك الارض في قتال حتى النهاية مع الحمل كما سنرى قريبا.‏ (‏رؤيا ١٩:‏​١١-‏٢١‏)‏ ولكن هنا نتعلَّم ما يكفي لندرك ان الامم لن تنجح.‏ فمع انه لهم وللوحش القرمزي اللون للامم المتحدة «فكر واحد»،‏ لا يمكنهم ان يهزموا «رب الارباب وملك الملوك» العظيم،‏ ولا يمكنهم ان يهزموا اولئك الذين هم ‹مدعوّون ومختارون وأمناء›،‏ الذين يشملون أتباعه الممسوحين الذين لا يزالون على الارض.‏ وهؤلاء ايضا سيكونون قد غلبوا بالمحافظة على الاستقامة اجابة عن اتِّهامات الشيطان الخسيسة.‏ —‏ روما ٨:‏​٣٧-‏٣٩؛‏ رؤيا ١٢:‏​١٠،‏ ١١‏.‏

      تخريب العاهرة

      ١٥ ماذا يقول الملاك عن العاهرة وموقف واجراء القرون العشرة والوحش تجاهها؟‏

      ١٥ ليس شعب اللّٰه الاهداف الوحيدة لعداوة القرون العشرة.‏ فالملاك الآن يلفت انتباه يوحنا ثانية الى العاهرة:‏ ‏«وقال لي:‏ ‹المياه التي رأيت حيث العاهرة جالسة،‏ تمثل شعوبا وجموعا وأمما وألسنة.‏ والقرون العشرة التي رأيت،‏ والوحش،‏ هؤلاء سيبغضون العاهرة ويجعلونها خربة وعريانة،‏ ويأكلون لحومها ويحرقونها كاملا بنار›».‏ —‏ رؤيا ١٧:‏​١٥،‏ ١٦‏.‏

      ١٦ لماذا لن تكون بابل العظيمة قادرة على الاتكال على مياهها من اجل الدعم الواقي عندما تنقلب الحكومات السياسية عليها؟‏

      ١٦ كما اتكلت بابل القديمة على دفاعها المائي،‏ تتكل بابل العظيمة اليوم على عضويتها الهائلة من ‹شعوب وجموع وأمم وألسنة›.‏ والملاك على نحو ملائم يلفت انتباهنا الى هذه قبل الإخبار بتطور صاعق:‏ الحكومات السياسية لهذه الارض ستنقلب بعنف على بابل العظيمة.‏ وماذا ستفعل حينئذ كل تلك ‹الشعوب والجموع والأمم والألسنة›؟‏ يحذِّر شعب اللّٰه الآن بابل العظيمة من ان ماء نهر الفرات سيجف.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٢‏)‏ وهذه المياه اخيرا ستجف كاملا.‏ ولن تكون قادرة على منح العاهرة القديمة المثيرة للاشمئزاز ايّ دعم فعَّال في ساعة حاجتها الامسّ.‏ —‏ اشعيا ٤٤:‏٢٧؛‏ ارميا ٥٠:‏٣٨؛‏ ٥١:‏​٣٦،‏ ٣٧‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ لماذا ثراء بابل العظيمة لن ينقذها؟‏ (‏ب)‏ كيف ستكون نهاية بابل العظيمة بعيدة ان تكون مشرِّفة؟‏ (‏ج)‏ الى جانب القرون العشرة،‏ او الامم الافرادية،‏ ماذا ايضا ينضم الى الثورة على بابل العظيمة؟‏

      ١٧ بالتأكيد،‏ ان الثراء المادي الفاحش لبابل العظيمة لن ينقذها.‏ حتى انه قد يعجِّل دمارها،‏ لأن الرؤيا تظهر انه عندما يصب الوحش والقرون العشرة بغضهم عليها سيجرِّدونها من ثيابها الملكية وكل جواهرها.‏ وسيسلبون ثراءها.‏ «ويجعلونها .‏ .‏ .‏ عريانة»،‏ مشهِّرين شخصيتها الحقيقية على نحو مخزٍ.‏ فيا له من تخريب!‏ ونهايتها بعيدة ايضا عن ان تكون مشرِّفة.‏ فهم يدمِّرونها،‏ «يأكلون لحومها»،‏ محوِّلين اياها الى هيكل عظمي عديم الحياة.‏ وأخيرا،‏ «يحرقونها كاملا بنار».‏ فهي تُحرق كمن يحمل الوبأ،‏ حتى دون دفن لائق!‏ وليست الامم وحدها،‏ كما تمثلها القرون العشرة،‏ هي التي تدمِّر العاهرة العظيمة،‏ ولكنَّ «الوحش»،‏ الذي يعني الامم المتحدة نفسها،‏ ينضم اليها في هذه الثورة.‏ فسيمنح موافقته على دمار الدين الباطل.‏ والعديد من الـ‍ ١٩٠ امة تقريبا ضمن الامم المتحدة يعربون الآن،‏ بطريقة تصويتهم،‏ عن عداء تجاه الدين،‏ وخصوصا ذاك الذي للعالم المسيحي.‏

      ١٨ (‏أ)‏ اية امكانية لانقلاب الامم على الدين البابلي تجري رؤيتها الآن؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيكون السبب الاساسي للهجوم الشامل على العاهرة العظيمة؟‏

      ١٨ ولماذا تعامل الامم عشيقتها السابقة على نحو فظيع الى هذا الحد؟‏ رأينا في التاريخ الحديث امكانية انقلاب كهذا على الدين البابلي.‏ فالمقاومة الحكومية الرسمية قلَّصت على نحو مذهل نفوذ الدين في بلدان كالاتحاد السوڤياتي السابق والصين.‏ وفي القطاعات الپروتستانتية من اوروپا،‏ تعمل اللامبالاة والشك المنتشران على إفراغ الكنائس،‏ بحيث ان الدين ميت عمليا.‏ والامبراطورية الكاثوليكية الواسعة يمزِّقها التمرُّد وعدم الاتفاق،‏ اللذان لم يكن قادتها قادرين على تهدئتهما.‏ ولكن،‏ لا يجب ان ننسى الواقع ان هذا الهجوم النهائي الشامل على بابل العظيمة يأتي كتعبير عن دينونة اللّٰه غير القابلة للتغيير على العاهرة العظيمة.‏

      تنفيذ فكر اللّٰه

      ١٩ (‏أ)‏ كيف يمكن توضيح تنفيذ دينونة يهوه ضد العاهرة العظيمة بدينونته على اورشليم المرتدّة في السنة ٦٠٧ ق‌م؟‏ (‏ب)‏ ماذا صوَّرته لايامنا مسبقا الحالة المقفرة غير الآهلة لاورشليم بعد السنة ٦٠٧ ق‌م؟‏

      ١٩ وكيف ينفِّذ يهوه هذه الدينونة؟‏ يمكن توضيح ذلك باجراء يهوه ضد شعبه المرتدّ في الازمنة القديمة،‏ الذين قال عنهم:‏ «في انبياء اورشليم رأيت الفظائع:‏ الزنى والسير بالكذب.‏ قد شددوا ايدي فاعلي السوء حتى لا يرجعوا كل واحد عن رداءته.‏ صاروا لي كلهم كسدوم،‏ وسكانها كعمورة».‏ (‏ارميا ٢٣:‏١٤‏)‏ وفي السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ استخدم يهوه نبوخذنصر كي ‹ينزع ثياب ويأخذ ادوات زينة ويترك عريانة ومتجردة› تلك المدينة الزانية روحيا.‏ (‏حزقيال ٢٣:‏​٤،‏ ٢٦،‏ ٢٩‏)‏ واورشليم ذلك الوقت كانت نموذجا للعالم المسيحي اليوم،‏ وكما رأى يوحنا في الرؤى الابكر،‏ سيوجِّه يهوه الى العالم المسيحي وباقي الدين الباطل عقابا مماثلا.‏ والحالة المقفرة غير الآهلة لاورشليم بعد السنة ٦٠٧ ق‌م تظهر ما سيبدو عليه العالم المسيحي الديني بعد تجريده من ثرائه وتشهيره على نحو مخزٍ.‏ وباقي بابل العظيمة لن تصير حاله افضل.‏

      ٢٠ (‏أ)‏ كيف يظهر يوحنا ان يهوه مرة اخرى سيستخدم الحكام البشر في تنفيذ الدينونة؟‏ (‏ب)‏ ما هو «فكر» اللّٰه؟‏ (‏ج)‏ بأية طريقة سينفذ الامم «فكرهم الواحد»،‏ ولكن فكر مَن سيُنفَّذ حقا؟‏

      ٢٠ مرة اخرى يستخدم يهوه الحكام البشر في تنفيذ دينونته.‏ ‏«فإن اللّٰه وضع في قلوبهم ان ينفذوا فكره،‏ اي ان ينفذوا فكرهم الواحد بإعطاء مملكتهم للوحش،‏ الى ان تتم كلمات اللّٰه».‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٧ ‏)‏ فما هو «فكر» اللّٰه؟‏ ان يرتِّب لمنفِّذي الحكم في بابل العظيمة ان يتَّحدوا معا،‏ لكي يدمِّروها كاملا.‏ طبعا،‏ سيكون دافع الحكام في الهجوم عليها ان ينفذوا «فكرهم الواحد».‏ وسيشعرون بأنه من مصالحهم القومية ان ينقلبوا على العاهرة العظيمة.‏ فقد يعتبرون الوجود المستمر للدين المنظَّم ضمن حدودهم تهديدا لسلطانهم.‏ ولكنَّ يهوه في الواقع هو الذي سيحرك الامور؛‏ وسينفذون فكره بتدمير عدوَّته العاهرة القديمة العهد بضربة واحدة!‏ —‏ قارنوا ارميا ٧:‏​٨-‏١١،‏ ٣٤‏.‏

      ٢١ بما ان الوحش القرمزي اللون سيُستخدم في تدمير بابل العظيمة،‏ ماذا ستفعل الامم بشكل واضح في ما يتعلق بالامم المتحدة؟‏

      ٢١ نعم،‏ ستستخدم الامم الوحش القرمزي اللون،‏ الامم المتحدة،‏ في تدمير بابل العظيمة.‏ وهم لا يعملون من ذاتهم،‏ لأن يهوه يضع في قلوبهم «ان ينفذوا فكرهم الواحد بإعطاء مملكتهم للوحش».‏ وعندما يحين الوقت،‏ سترى الامم بشكل واضح الحاجة الى تقوية الامم المتحدة.‏ وسيعطونها اسنانا،‏ مجازيا،‏ معِيرين اياها ايَّ سلطة او قوة لديهم بحيث يمكن ان تنقلب على الدين الباطل وتقاتل ضده بنجاح «الى ان تتم كلمات اللّٰه».‏ وهكذا ستصل العاهرة القديمة الى نهايتها الكاملة.‏ فلتذهب دون عودة!‏

      ٢٢ (‏أ)‏ في رؤيا ١٧:‏١٨‏،‏ الى ماذا تشير طريقة اختتام الملاك شهادته؟‏ (‏ب)‏ كيف يتجاوب شهود يهوه مع حل السرّ؟‏

      ٢٢ وكما لو انه للتشديد على يقينية تنفيذ يهوه للدينونة في الامبراطورية العالمية للدين الباطل،‏ يختتم الملاك شهادته بالقول:‏ ‏«والمرأة التي رأيت تمثل المدينة العظيمة التي لها مملكة تسود على ملوك الارض».‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٨ ‏)‏ وكبابل في زمن بيلشاصر،‏ فإن بابل العظيمة ‹وُزنت في الميزان فوُجدت ناقصة›.‏ (‏دانيال ٥:‏٢٧‏)‏ وتنفيذ الحكم فيها سيكون سريعا ونهائيا.‏ وكيف يتجاوب شهود يهوه مع حل سرّ العاهرة العظيمة وسرّ الوحش القرمزي اللون؟‏ انهم يظهرون الغيرة في المناداة بيوم دينونة يهوه،‏ فيما يجاوبون «بنعمة» الباحثين المخلصين عن الحق.‏ (‏كولوسي ٤:‏​٥،‏ ٦؛‏ رؤيا ١٧:‏​٣،‏ ٧‏)‏ وكما سيظهر فصلنا التالي،‏ يجب على جميع الراغبين في النجاة عندما ينفَّذ الحكم في العاهرة العظيمة ان يعملوا،‏ وأن يعملوا بسرعة!‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٥٢]‏

      تعاقب الدول العالمية السبع

      مصر

      اشور

      بابل

      مادي وفارس

      اليونان

      روما

      انكلواميركا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٥٤]‏

      ‏«هو ملك ثامن»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٥٥]‏

      اذ يديرون ظهورهم للحمل،‏ «يعطون الوحش قدرتهم وسلطتهم»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٥٧]‏

      العالم المسيحي بصفته الجزء الرئيسي من بابل العظيمة سيشبه اورشليم القديمة في الخراب التام

  • خراب المدينة العظيمة
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٦

      خراب المدينة العظيمة

      الرؤيا ١٢ —‏ رؤيا ١٨:‏١–‏١٩:‏١٠

      الموضوع:‏ سقوط ودمار بابل العظيمة؛‏ اعلان عرس الحمل

      وقت الاتمام:‏ من السنة ١٩١٩ الى ما بعد الضيق العظيم

      ١ ماذا سيسم بداية الضيق العظيم؟‏

      مفاجئ،‏ صاعق،‏ مخرِّب —‏ هكذا سيكون زوال بابل العظيمة!‏ وسيكون احد الحوادث المفجعة اكثر في كل التاريخ،‏ واسما بداية «ضيق عظيم لم يحدث مثله منذ بدء العالم الى الآن،‏ ولن يحدث ثانية».‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١‏.‏

      ٢ على الرغم من قيام وسقوط امبراطوريات سياسية،‏ اي نوع من الامبراطوريات بقي؟‏

      ٢ ان الدين الباطل موجود لزمن طويل.‏ فقد وُجد دون انقطاع منذ ايام نمرود المتعطش الى الدم،‏ الذي قاوم يهوه وأقام رجالا لبناء برج بابل.‏ وعندما بلبل يهوه ألسنة اولئك المتمردين وبدَّدهم في الارض،‏ انتقل دين بابل الباطل معهم.‏ (‏تكوين ١٠:‏​٨-‏١٠؛‏ ١١:‏​٤-‏٩‏)‏ ومنذ ذلك الحين،‏ قامت وسقطت امبراطوريات سياسية،‏ ولكنَّ الدين البابلي بقي.‏ وقد اتخذ اشكالا وهيئات كثيرة،‏ صائرا امبراطورية عالمية للدين الباطل،‏ بابل العظيمة المتنبَّأ عنها.‏ وجزؤه الابرز هو العالم المسيحي الذي نشأ من ادماج التعاليم البابلية الباكرة في العقيدة «المسيحية» المرتدَّة.‏ وبسبب تاريخ بابل العظيمة الطويل جدا،‏ يجد اناس كثيرون انه من الصعب التصديق انها ستدمَّر يوما ما.‏

      ٣ كيف يؤكد سفر الرؤيا دينونة الدين الباطل؟‏

      ٣ ولذلك من الملائم ان يؤكد سفر الرؤيا دينونة الدين الباطل بإعطائنا وصفين مفصَّلين لسقوطه والحوادث اللاحقة المؤدية الى خرابه الكلي.‏ فقد سبق ان رأيناه بصفته «العاهرة العظيمة» التي يخرِّبها اخيرا احباؤها السابقون من الحيِّز السياسي.‏ (‏رؤيا ١٧:‏​١،‏ ١٥،‏ ١٦‏)‏ والآن،‏ في رؤيا اخرى ايضا،‏ ننظر اليه بصفته مدينة،‏ الشيء الديني الذي رمزت اليه بابل القديمة.‏

      بابل العظيمة تقع

      ٤ (‏أ)‏ اية رؤيا يراها يوحنا بعد ذلك؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نحدِّد هوية الملاك،‏ ولماذا من الملائم ان يعلن هو سقوط بابل العظيمة؟‏

      ٤ يتابع يوحنا الرواية،‏ مخبرا ايانا:‏ ‏«بعد هذا رأيت ملاكا آخر نازلا من السماء،‏ له سلطة عظيمة.‏ واستنارت الارض من مجده.‏ فصرخ بصوت قوي قائلا:‏ ‹سقطت!‏ سقطت بابل العظيمة›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١،‏ ٢ أ )‏ انها المرة الثانية التي يسمع فيها يوحنا هذا الاعلان الملائكي.‏ (‏انظروا رؤيا ١٤:‏٨‏.‏)‏ ولكن هذه المرة يُشدَّد على مغزاه بعظمة الملاك السماوي،‏ لأن مجده ينير الارض كلها!‏ فمَن يمكن ان يكون؟‏ قبل قرون،‏ اذ اخبر عن رؤيا سماوية،‏ ذكر النبي حزقيال ان «الارض اضاءت من مجده [يهوه]».‏ (‏حزقيال ٤٣:‏٢‏)‏ والملاك الوحيد الذي يضيء بمجد يمكن مقارنته بذاك الذي ليهوه هو الرب يسوع،‏ الذي هو «انعكاس مجد [اللّٰه] والرسم الدقيق لذاته».‏ (‏عبرانيين ١:‏٣‏)‏ وفي السنة ١٩١٤ صار يسوع ملكا سماويا،‏ ومنذ ذلك الحين،‏ يمارس السلطة على الارض بصفته ملكا وديّانا معاونا ليهوه.‏ اذًا،‏ من الملائم ان يعلن هو سقوط بابل العظيمة.‏

      ٥ (‏أ)‏ مَن يستخدم الملاك في اعلان سقوط بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ عندما ابتدأت الدينونة على اولئك المدَّعين انهم «بيت اللّٰه»،‏ كيف كانت الحال مع العالم المسيحي؟‏

      ٥ ومَن يستخدم هذا الملاك بسلطة عظيمة في اعلان أخبار مذهلة كهذه امام الجنس البشري؟‏ انهم الشعب عينه الذي يتحرر نتيجة لذلك السقوط،‏ الممسوحون الباقون على الارض،‏ صف يوحنا.‏ فمن ١٩١٤ الى ١٩١٨ تألم هؤلاء كثيرا على يدي بابل العظيمة،‏ ولكن في السنة ١٩١٨ ابتدأ الرب يهوه و ‹رسول عهده [الابراهيمي]›،‏ يسوع المسيح،‏ الدينونة ‏«ببيت اللّٰه»،‏ اولئك المدَّعين انهم مسيحيون.‏ وهكذا جُلب العالم المسيحي المرتدّ الى المحاكمة.‏ (‏ملاخي ٣:‏١؛‏ ١ بطرس ٤:‏١٧‏)‏ وذنبه المروِّع لسفك الدم الذي جلبه على نفسه في اثناء الحرب العالمية الاولى،‏ اشتراكه في اضطهاد شهود يهوه الامناء،‏ وعقائده البابلية لم تساعده في وقت الدينونة؛‏ ولم يستحق ايّ جزء آخر من بابل العظيمة رضى اللّٰه.‏ —‏ قارنوا اشعيا ١٣:‏​١-‏٩‏.‏

      ٦ لماذا يمكن القول ان بابل العظيمة قد سقطت بحلول السنة ١٩١٩؟‏

      ٦ ولذلك بحلول السنة ١٩١٩ سقطت بابل العظيمة،‏ فاتحة الطريق لتحرير وردّ شعب اللّٰه،‏ في يوم واحد اذا جاز التعبير،‏ الى ارض ازدهارهم الروحي.‏ (‏اشعيا ٦٦:‏٨‏)‏ وبحلول تلك السنة،‏ حرَّك يهوه اللّٰه ويسوع المسيح،‏ داريوس الاعظم وكورش الاعظم،‏ الامور بحيث لم يعد ممكنا للدين الباطل ان يحتفظ بشعب يهوه.‏ ولم يعد ممكنا له ان يمنعهم من خدمة يهوه وتعريف جميع الذين يمكن ان يسمعوا بأن بابل العظيمة المشبَّهة بعاهرة محكوم عليها وأن تبرئة سلطان يهوه قريبة!‏ —‏ اشعيا ٤٥:‏​١-‏٤؛‏ دانيال ٥:‏​٣٠،‏ ٣١‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ مع ان بابل العظيمة لم تدمَّر في السنة ١٩١٩،‏ كيف نظر اليها يهوه؟‏ (‏ب)‏ عندما سقطت بابل العظيمة في السنة ١٩١٩،‏ ماذا نتج لشعب يهوه؟‏

      ٧ صحيح ان بابل العظيمة لم تدمَّر في السنة ١٩١٩ —‏ تماما كما ان مدينة بابل القديمة لم تدمَّر في السنة ٥٣٩ ق‌م عندما سقطت في ايدي جيوش كورش الفارسي.‏ ولكن،‏ من وجهة نظر يهوه،‏ سقطت هذه المنظَّمة.‏ لقد أُدينت قضائيا،‏ منتظرة تنفيذ الحكم؛‏ ولذلك لم يعد ممكنا للدين الباطل ان يبقي شعب يهوه في الاسر.‏ (‏قارنوا لوقا ٩:‏​٥٩،‏ ٦٠‏.‏)‏ وقد تحرَّر هؤلاء ليخدموا بصفتهم العبد الامين الفطين للسيد في تزويد الطعام الروحي في حينه.‏ ونالوا دينونة «احسنْتَ» وفُوِّض اليهم ان ينشغلوا مرة اخرى بعمل يهوه.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧؛‏ ٢٥:‏​٢١،‏ ٢٣؛‏ اعمال ١:‏٨‏.‏

      ٨ اي حادث ينادي به الرقيب في اشعيا ٢١:‏​٨،‏ ٩‏،‏ ومَن يرمز اليهم اليوم هذا الرقيب؟‏

      ٨ منذ آلاف السنين استخدم يهوه انبياء آخرين لينبئوا بهذا الحادث الذي يسم العصر.‏ فقد تكلم اشعيا عن رقيب «صرخ كأسد:‏ ‹يا يهوه،‏ انا واقف على برج المراقبة دائما في النهار،‏ وأنا قائم على محرسي كل الليالي›».‏ وأيّ حادث يدركه هذا الرقيب وينادي به بجرأة كجرأة الاسد؟‏ هذا:‏ «سقطت!‏ سقطت بابل،‏ وكل منحوتات آلهتها كسرها [يهوه] الى الارض!‏».‏ (‏اشعيا ٢١:‏​٨،‏ ٩‏)‏ يرمز هذا الرقيب جيدا الى صف يوحنا اليقظ اليوم اذ يستعملون مجلة برج المراقبة ومطبوعات ثيوقراطية اخرى لاعلان الاخبار ان بابل قد سقطت.‏

      انحطاط بابل العظيمة

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ نفوذ الدين البابلي يعاني ايّ انحطاط منذ الحرب العالمية الاولى؟‏ (‏ب)‏ كيف يصف الملاك القوي الحالة الساقطة لبابل العظيمة؟‏

      ٩ ان سقوط بابل القديمة في السنة ٥٣٩ ق‌م كان بداية انحطاط طويل انتهى الى خرابها.‏ وعلى نحو مماثل،‏ منذ الحرب العالمية الاولى،‏ انحط نفوذ الدين البابلي على نحو لافت على نطاق عالمي.‏ ففي اليابان،‏ حُرِّمت عبادة الامبراطور الشِّنتوي بعد الحرب العالمية الثانية.‏ وفي الصين،‏ تسيطر الحكومة الشيوعية على جميع التعيينات والنشاطات الدينية.‏ وفي اوروپا الشمالية الپروتستانتية،‏ يصير معظم الناس غير مبالين بالدين.‏ والكنيسة الكاثوليكية الرومانية جرى اضعافها مؤخرا بالانشقاقات والانقسام الداخلي في منطقة نفوذها العالمية.‏ —‏ قارنوا مرقس ٣:‏​٢٤-‏٢٦‏.‏

      ١٠ ان كل هذه الميول هي دون شك جزء من ‹جفاف نهر الفرات› استعدادا للهجوم العسكري الآتي على بابل العظيمة.‏ وهذا ‹الجفاف› منعكس ايضا في اعلان البابا في تشرين الاول ١٩٨٦ ان الكنيسة يجب ان «تصير ثانية متسوِّلة» —‏ بسبب العجز الهائل.‏ (‏رؤيا ١٦:‏١٢‏)‏ وعلى نحو خصوصي منذ السنة ١٩١٩ شُهِّرت بابل العظيمة امام انظار العموم بصفتها ارضا اعراء روحية،‏ تماما كما يعلن الملاك القوي هنا:‏ ‏«وصارت مسكنا لشياطين ومَكْمَنا لكل فَيْح نجس ومَكْمَنا لكل طائر نجس وبغيض!‏».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢ ب )‏ وسريعا ستكون حرفيا ارضا اعراء كهذه،‏ مقفرة كخرائب بابل في العراق اليوم.‏ —‏ انظروا ايضا ارميا ٥٠:‏​٢٥-‏٢٨‏.‏

      ١١ بأي معنى تصير بابل العظيمة «مسكنا لشياطين» و ‹مَكْمَنا لكل فَيْح وطائر نجس›؟‏

      ١١ ان الكلمة «شياطين» هنا هي على الارجح انعكاس لعبارة «الشياطين اشباه التيوس» (‏سِعيريم )‏ الموجودة في وصف اشعيا لبابل الساقطة:‏ «تربض هناك وحوش القفر،‏ ويملأ البوه بيوتهم.‏ وتقيم هناك النعام،‏ وتقفز هناك الشياطين اشباه التيوس».‏ (‏اشعيا ١٣:‏٢١‏)‏ ربما لا يشير ذلك الى شياطين حرفيين وانما بالاحرى الى حيوانات شعثاء الشعر تسكن الصحراء يجعل منظرها المشاهدين يفكِّرون في الشياطين.‏ وفي خرائب بابل العظيمة يدل الوجود المجازي لحيوانات كهذه،‏ الى جانب الهواء السام الراكد (‏‹الفَيْح النجس›)‏ والطيور النجسة،‏ على حالتها الميتة روحيا.‏ فهي لا تقدِّم ايّ توقع للحياة على الاطلاق للجنس البشري.‏ —‏ قارنوا افسس ٢:‏​١،‏ ٢‏.‏

      ١٢ كيف تطابق حالة بابل العظيمة نبوة ارميا في الاصحاح ٥٠؟‏

      ١٢ وحالتها تطابق ايضا نبوة ارميا:‏ «‹سيف على الكلدانيين›،‏ يقول يهوه،‏ ‹وعلى سكان بابل وعلى رؤسائها وعلى حكمائها.‏ .‏ .‏ .‏ خراب على مياهها فتجف.‏ لأنها ارض منحوتات،‏ ورؤاهم المفزعة قد جعلتهم يُجَنُّون.‏ لذلك يسكن اهل القفر مع بنات آوى،‏ وتسكن فيها النعام،‏ ولا تُسكَن بعد ابدا،‏ ولا يكون لها مكان تقيم فيه من جيل الى جيل›».‏ ان الصنمية وانشاد الصلوات التكرارية لا يمكن ان ينقذا بابل العظيمة من العقوبة المشابهة لقلب اللّٰه سدوم وعمورة.‏ —‏ ارميا ٥٠:‏​٣٥-‏٤٠‏.‏

      خمر مثيرة للرغبة الجنسية

      ١٣ (‏أ)‏ كيف يلفت الملاك القوي الانتباه الى المدى الواسع لعهارة بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ اي فساد ادبي كان سائدا في بابل القديمة موجود ايضا في بابل العظيمة؟‏

      ١٣ يلفت الملاك القوي الانتباه بعد ذلك الى المدى الواسع لعهارة بابل العظيمة،‏ مناديا:‏ ‏«لأن جميع الامم وقعت ضحية بسبب [‏خمر عهارتها المثيرة للرغبة الجنسية ]‏a‏،‏ وملوك الارض ارتكبوا العهارة معها،‏ وتجار الارض الجائلين اغتنوا من فرط ترفها الفاضح».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٣ ‏)‏ لقد لقَّنت جميع امم الجنس البشري طرقها الدينية النجسة.‏ ففي بابل القديمة،‏ وفقا للمؤرخ اليوناني هيرودوتُس،‏ كان مطلوبا من كل امرأة ان تمارس البغاء مرة في حياتها كجزء من عبادة الهيكل.‏ والفساد الجنسي الذي تتقزز منه النفس مصوَّر الى هذا اليوم في التماثيل المتضررة من الحرب في أَنكور وات في كمپوتشيا وفي الهياكل في خاجورِهو،‏ الهند،‏ التي تظهر الاله الهندوسي ڤيشنو محاطا بمشاهد شهوانية مثيرة للاشمئزاز.‏ وفي الولايات المتحدة توضح فضائح الفساد الادبي التي هزَّت عالم مبشّري التلفزيون في السنة ١٩٨٧،‏ ومرة اخرى في السنة ١٩٨٨،‏ بالاضافة الى الكشف عن الممارسة الواسعة الانتشار لمضاجعة النظير من قِبل قسوس الدين،‏ انه حتى العالم المسيحي يتساهل في الافراط الصاعق للعهارة الحرفية.‏ ومع ذلك،‏ وقعت جميع الامم ضحية نوع من العهارة اكثر خطورة ايضا.‏

      ١٤-‏١٦ (‏أ)‏ اية علاقة دينية سياسية محرَّمة روحيا تطوَّرت في ايطاليا الفاشية؟‏ (‏ب)‏ عندما اجتاحت ايطاليا الحبشة،‏ اية تصاريح صنعها اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الرومانية؟‏

      ١٤ كنا قد راجعنا العلاقة الدينية السياسية المحرَّمة التي قذفت هتلر الى السلطة في المانيا النازية.‏ وقد تألمت امم اخرى بسبب تدخُّل الدين في الشؤون الدنيوية.‏ مثلا:‏ في ايطاليا الفاشية،‏ في ١١ شباط ١٩٢٩،‏ وقَّع موسوليني والكردينال ڠاسپاري معاهدة لاتران،‏ مما جعل مدينة الڤاتيكان دولة ذات سيادة.‏ وادَّعى البابا پيوس الحادي عشر انه «أَرجع ايطاليا الى اللّٰه واللّٰه الى ايطاليا».‏ فهل كان ذلك الحقيقة؟‏ تأملوا في ما حدث بعد ست سنوات.‏ ففي ٣ تشرين الاول ١٩٣٥،‏ اجتاحت ايطاليا الحبشة،‏ مدَّعية انها «بلد بربري لا يزال يمارس الاستعباد».‏ ومَن كان حقا بربريا؟‏ هل ادانت الكنيسة الكاثوليكية بربرية موسوليني؟‏ بينما اصدر البابا تصاريح غامضة،‏ كان اساقفته صرحاء تماما في مباركة القوى المسلَّحة لـ‍ «ارضهم الامّ» الايطالية.‏ وفي الكتاب الڤاتيكان في عصر الدكتاتوريين،‏ يذكر انتوني رودُس:‏

      ١٥ «في رسالته الرعوية في الـ‍ ١٩ من تشرين الاول [١٩٣٥]،‏ كتب اسقف أودين [ايطاليا]:‏ ‹ليس في حينه ولا هو ملائم ان نبدي الرأي في الوقائع الحقيقية للحالة.‏ ان واجبنا كايطاليين،‏ واكثر ايضا كمسيحيين هو ان نساهم في نجاح فرقنا العسكرية›.‏ وكتب اسقف پادووا في الـ‍ ٢١ من تشرين الاول:‏ ‹في الساعات الصعبة التي نعبرها،‏ نطلب اليكم ان تؤمنوا برجال دولتنا وقواتنا المسلَّحة›.‏ وفي الـ‍ ٢٤ من تشرين الاول،‏ قدَّس اسقف كريمونا عددا من الأعلام العسكريين وقال:‏ ‹لتكن بركة اللّٰه على هؤلاء الجنود الذين،‏ على التربة الافريقية،‏ سيخضعون بلدانا جديدة وخصبة من اجل العبقرية الايطالية،‏ جالبين اليها بذلك الحضارة الرومانية والمسيحية.‏ فلتقف ايطاليا مرة اخرى بصفتها الناصح المسيحي للعالم بكامله›».‏

      ١٦ لقد اغتُصبت الحبشة ببركة رجال الدين الكاثوليك الرومان.‏ فهل كان يمكن لأيٍّ من هؤلاء ان يدَّعي،‏ بمعنى من المعاني،‏ انه كالرسول بولس «طاهر من دم الجميع»؟‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٢٦‏.‏

      ١٧ كيف تألمت اسپانيا بسبب فشل رجال دينها في ‹طبع سيوفهم سككا›؟‏

      ١٧ بالاضافة الى المانيا،‏ ايطاليا،‏ والحبشة وقعت امة اخرى ضحية عهارة بابل العظيمة —‏ اسپانيا.‏ فالحرب الاهلية للسنوات ١٩٣٦-‏١٩٣٩ في هذا البلد اشعلها جزئيا اتخاذ الحكومة الديموقراطية خطوات لتقليص القوة الهائلة للكنيسة الكاثوليكية الرومانية.‏ واذ اخذت الحرب مجراها،‏ وصف القائد الفاشي الكاثوليكي للقوى الثورية،‏ فرانكو،‏ نفسه بأنه «القائد العام المسيحي للصليبية المقدسة»،‏ لقب تركه لاحقا.‏ ومئات ألوف متعددة من الاسپان ماتوا في القتال.‏ وفضلا عن ذلك،‏ وفقا لتقديرٍ محافظ،‏ قتل قوميّو فرانكو ٠٠٠‏,‏٤٠ عضو في «الجبهة الشعبية»،‏ فيما قتلت الاخيرة ٠٠٠‏,‏٨ اكليريكي —‏ من رهبان،‏ كهنة،‏ راهبات،‏ ورهبان مبتدئين.‏ هذا هو رعب ومأساة الحرب الاهلية،‏ مما يوضح حكمة الاصغاء الى كلمات يسوع:‏ «ردَّ سيفك الى مكانه.‏ لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».‏ (‏متى ٢٦:‏٥٢‏)‏ فكم يكون مثيرا للاشمئزاز ان يتورط العالم المسيحي في سفك دم جماعي كهذا!‏ وفي الواقع،‏ فشل رجال دينه تماما في ‹طبع سيوفهم سككا›.‏ —‏ اشعيا ٢:‏٤‏.‏

      التجار الجائلون

      ١٨ مَن هم ‹تجار الارض الجائلون›؟‏

      ١٨ ومَن هم ‹تجار الارض الجائلون›؟‏ لا شك اننا ندعوهم اليوم كبار التجار،‏ عمالقة التجارة،‏ اصحاب الصفقات الحاذقين للتجارة الكبيرة.‏ وهذا ليس لنقول انه من الخطإ الانهماك في تجارة شرعية.‏ والكتاب المقدس يزوِّد مشورة حكيمة لرجال الاعمال،‏ محذِّرا من عدم الاستقامة،‏ الجشع،‏ وما اشبه ذلك.‏ (‏امثال ١١:‏١؛‏ زكريا ٧:‏​٩،‏ ١٠؛‏ يعقوب ٥:‏​١-‏٥‏)‏ ان «التعبد للّٰه مع الاكتفاء» ربح عظيم.‏ (‏١ تيموثاوس ٦:‏​٦،‏ ١٧-‏١٩‏)‏ ولكنَّ عالم الشيطان لا يتبع المبادئ البارة.‏ والفساد يكثر.‏ وهو يوجد في الدين،‏ في السياسة —‏ وفي التجارة الكبيرة.‏ ومن وقت الى آخر تعرض وسائل الاعلام فضائح،‏ كالاختلاس من قبل رسميين حكوميين بمستوى رفيع والمتاجرة غير الشرعية بالسلاح.‏

      ١٩ اي واقع عن اقتصاد العالم يساعد على تفسير سبب ورود ذكرٍ غير مؤاتٍ لتجار الارض في سفر الرؤيا؟‏

      ١٩ ان التجارة الدولية بالسلاح ترتفع فوق الـ‍ ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏١ دولار اميركي كل سنة فيما يُحرم مئات الملايين من البشر ضرورات الحياة.‏ وذلك رديء بما فيه الكفاية.‏ ولكنَّ الاسلحة يظهر انها دعم اساسي لاقتصاد العالم.‏ ففي ١١ نيسان ١٩٨٧،‏ اخبرت مقالة في سپِكتايتُر اللندنية:‏ «اذ نحسب فقط الصناعات ذات العلاقة المباشرة،‏ يكون نحو ٠٠٠‏,‏٤٠٠ عمل ذا صلة في الولايات المتحدة و ٠٠٠‏,‏٧٥٠ في اوروپا.‏ ولكن على نحو لافت كفاية،‏ اذ ينمو الدور الاجتماعي والاقتصادي لبناء الاسلحة،‏ فان السؤال الحقيقي عما اذا كان المنتجون في حماية انما يوضع في مكان ثانوي».‏ والارباح الطائلة تُجنى فيما يتاجَر بالقنابل والاسلحة الاخرى في كل الارض،‏ حتى الى الاعداء المحتمَلين.‏ ويوما ما قد تعود هذه القنابل في محرقة نارية لتدمر الذين يبيعونها.‏ فيا له من تناقض!‏ أَضيفوا الى ذلك الكسب غير المشروع الذي يحيط بصناعة السلاح.‏ ففي الولايات المتحدة وحدها،‏ وفقا لـ‍ سپِكتايتُر،‏ «كل سنة يخسر الپانتاڠون على نحو لا يمكن تفسيره ٩٠٠ مليون دولار اميركي قيمة اسلحة ومعدات».‏ فلا عجب ان يرد ذكرٌ غير مؤاتٍ لتجار الارض في سفر الرؤيا!‏

      ٢٠ اي مثال يظهر تورُّط الدين في الممارسات التجارية الفاسدة؟‏

      ٢٠ كما انبأ الملاك المجيد،‏ ان الدين متورط عميقا في ممارسات تجارية فاسدة كهذه.‏ مثلا،‏ هنالك تورُّط الڤاتيكان في انهيار بنكو امبروزيانو في ايطاليا في السنة ١٩٨٢.‏ وقد طالت القضية عبر ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ والسؤال الذي بقي دون جواب هو:‏ اين ذهب المال؟‏ وفي شباط ١٩٨٧ اصدر قضاة ميلانو اوامر توقيف لثلاثة اكليريكيين في الڤاتيكان،‏ بمن فيهم رئيس اساقفة اميركي،‏ بتهم كونهم محرِّضين على افلاس مزوَّر،‏ ولكنَّ الڤاتيكان رفض طلب التسليم.‏ وفي تموز ١٩٨٧،‏ وسط اهتياج من الاحتجاج،‏ أُلغيت الاوامر من قبل محكمة الاستئناف العليا في ايطاليا على اساس معاهدة قديمة بين الڤاتيكان والحكومة الايطالية.‏

      ٢١ كيف نعرف ان يسوع لم تكن له صلة بالممارسات التجارية المشكوك فيها لايامه،‏ ولكن ماذا نرى اليوم في ما يتعلق بالدين البابلي؟‏

      ٢١ وهل كانت ليسوع صلة بالممارسات التجارية المشكوك فيها لايامه؟‏ كلا.‏ حتى انه لم يكن صاحب ملكية،‏ اذ لم يكن «له اين يضع رأسه».‏ وقد نصح يسوع رئيسا شابا غنيا:‏ «بع كل ما عندك ووزِّع على الفقراء،‏ فيكون لك كنز في السموات،‏ وتعال اتبعني».‏ كان ذلك نصحا جيدا،‏ لأنه كان يمكن ان ينتج تخلُّصه من كل الهموم بسبب المسائل التجارية.‏ (‏لوقا ٩:‏٥٨؛‏ ١٨:‏٢٢‏)‏ وبالتباين،‏ غالبا ما تكون للدين البابلي روابط كريهة مع التجارة الكبيرة.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٨٧ أخبرت أولباني تايمز يونيون ان المدبِّر المالي لأبرشية رئيس الاساقفة الكاثوليكية في ميامي،‏ فلوريدا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ اعترف بامتلاك الكنيسة أسهمًا في شركات تصنع اسلحة نووية،‏ افلاما مصنَّفة بدرجة R‏،‏ وسجائر.‏

      ‏«اخرجوا منها،‏ يا شعبي»‏

      ٢٢ (‏أ)‏ ماذا يقول صوت من السماء؟‏ (‏ب)‏ ماذا قاد الى الابتهاج من جهة شعب اللّٰه في ٥٣٧ ق‌م وفي ١٩١٩ ب‌م؟‏

      ٢٢ تشير كلمات يوحنا التالية الى اتمام اضافي للنموذج النبوي:‏ ‏«وسمعت صوتا آخر من السماء يقول:‏ ‹اخرجوا منها،‏ يا شعبي،‏ لئلا تشتركوا معها في خطاياها،‏ ولئلا تنالوا من ضرباتها›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٤ ‏)‏ ان نبوات سقوط بابل القديمة في الاسفار العبرانية تشمل ايضا امر يهوه لشعبه:‏ «اهربوا من وسط بابل».‏ (‏ارميا ٥٠:‏​٨،‏ ١٣‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ نظرا الى الخراب الآتي لبابل العظيمة،‏ يجري تحريض شعب اللّٰه الآن على الفرار.‏ وفي السنة ٥٣٧ ق‌م سبَّبت الفرصة للفرار من بابل ابتهاجا كثيرا من جهة الاسرائيليين الامناء.‏ وبالطريقة عينها،‏ فان تحرُّر شعب اللّٰه من الاسر البابلي في السنة ١٩١٩ قاد الى الابتهاج من جهتهم.‏ (‏رؤيا ١١:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ ومنذ ذلك الحين يطيع ملايين من الآخرين الامر بالهرب.‏

      ٢٣ كيف يشدد الصوت من السماء على الحاح الهرب من بابل العظيمة؟‏

      ٢٣ وهل من الملح حقا الهرب من بابل العظيمة،‏ الانسحاب من العضوية في اديان العالم والقيام بانفصال تام؟‏ انه كذلك،‏ لأننا نحتاج ان نتخذ نظرة اللّٰه الى هذا الشيء الرهيب الديني القديم العهد،‏ بابل العظيمة.‏ وهو لم يلطِّف الكلام في دعائها بالعاهرة العظيمة.‏ ولذلك يخبر الصوت من السماء الآن يوحنا بالمزيد في ما يتعلق بهذه البغيّ:‏ ‏«فإن خطاياها قد تراكمت حتى السماء،‏ وتذكر اللّٰه مظالمها.‏ جازوها كما جازت هي ايضا،‏ وضاعفوا لها ضعفا بحسب اعمالها.‏ في الكأس التي مزجت فيها امزجوا لها ضعفا.‏ بقدر ما مجدت نفسها وعاشت في ترف فاضح،‏ بقدر ذلك اعطوها عذابا ونوحا.‏ فإنها تقول في قلبها:‏ ‹اني جالسة ملكة،‏ ولست ارملة،‏ ولن ارى نوحا ابدا›.‏ لذلك في يوم واحد ستأتي ضرباتها،‏ موت ونوح ومجاعة،‏ وستحترق كاملا بالنار،‏ لأن يهوه اللّٰه الذي دانها قوي».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٥-‏٨‏.‏

      ٢٤ (‏أ)‏ يجب ان يهرب شعب اللّٰه من بابل العظيمة ليتجنبوا ماذا؟‏ (‏ب)‏ اولئك الذين يفشلون في الهرب من بابل العظيمة يشتركون معها في اية خطايا؟‏

      ٢٤ انها لكلمات قوية!‏ ولذلك فان العمل مطلوب.‏ وارميا حرَّض الاسرائيليين في ايامه على العمل،‏ قائلا:‏ «اهربوا من وسط بابل .‏ .‏ .‏ لأن هذا وقت انتقام ليهوه،‏ وهو يؤدي لها الجزاء.‏ اخرجوا من وسطها يا شعبي،‏ وانجوا كل واحد بنفسه من غضب يهوه المتقد».‏ (‏ارميا ٥١:‏​٦،‏ ٤٥‏)‏ وبطريقة مماثلة،‏ يحذِّر الصوت من السماء شعب اللّٰه اليوم لكي يهربوا من بابل العظيمة لئلا ينالوا من ضرباتها.‏ فأحكام يهوه المشبَّهة بضربات على هذا العالم،‏ بما فيه بابل العظيمة،‏ يُنادى بها الآن.‏ (‏رؤيا ٨:‏١–‏٩:‏٢١؛‏ ١٦:‏​١-‏٢١‏)‏ ويلزم شعب اللّٰه ان ينفصلوا عن الدين الباطل اذا كانوا لا يريدون هم انفسهم ان يعانوا هذه الضربات ويموتوا اخيرا معه.‏ والى جانب ذلك،‏ فإن البقاء ضمن هذه الهيئة يجعلهم يشتركون في خطاياها.‏ ويكونون مذنبين بقدر ما هي مذنبة بالزنا الروحي وإراقة دم «جميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏٢٤‏؛‏ قارنوا افسس ٥:‏١١؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏٢٢‏.‏

      ٢٥ بأية طرائق خرج شعب اللّٰه من بابل القديمة؟‏

      ٢٥ ولكن،‏ كيف يخرج شعب اللّٰه من بابل العظيمة؟‏ في قضية بابل القديمة،‏ كان على اليهود ان يقوموا برحلة جسدية من مدينة بابل في طريق العودة الى ارض الموعد.‏ ولكن اكثرُ من ذلك كان مشمولا.‏ فقد امر اشعيا الاسرائيليين نبويا:‏ «انصرفوا،‏ انصرفوا،‏ اخرجوا من هناك،‏ لا تمسوا نجسا.‏ اخرجوا من وسطها،‏ تطهروا يا حاملي عتاد بيت يهوه».‏ (‏اشعيا ٥٢:‏١١‏)‏ نعم،‏ كان عليهم ان يهجروا كل الممارسات النجسة للدين البابلي التي يمكن ان تلوِّث عبادتهم ليهوه.‏

      ٢٦ كيف اطاع المسيحيون الكورنثيون الكلمات:‏ ‹اخرجوا من بينهم ولا تمسوا النجس بعد›؟‏

      ٢٦ اقتبس الرسول بولس كلمات اشعيا في رسالته الى الكورنثيين،‏ قائلا:‏ «لا تكونوا تحت نير لا تكافؤ فيه مع غير المؤمنين.‏ فأية خلطة للبر والتعدي على الشريعة؟‏ او اية شركة للنور مع الظلمة؟‏ .‏ .‏ .‏ ‹لذلك اخرجوا من بينهم،‏ وافترزوا›،‏ يقول يهوه،‏ ‹ولا تمسوا النجس بعد›».‏ لم يكن على المسيحيين الكورنثيين ان يتركوا كورنثوس لكي يطيعوا هذه الوصية.‏ ولكن،‏ كان عليهم جسديا ان يتجنبوا الهياكل النجسة للدين الباطل،‏ بالاضافة الى الاعتزال روحيا عن الاعمال النجسة لعبَّاد الاصنام.‏ وفي السنة ١٩١٩ بدأ شعب اللّٰه يهربون من بابل العظيمة بهذه الطريقة،‏ مطهِّرين انفسهم من اية تعاليم وممارسات نجسة متبقِّية.‏ وهكذا كانوا قادرين على خدمته بصفتهم شعبه المطهَّر.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏​١٤-‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٣:‏٣‏.‏

      ٢٧ اية تناظرات هنالك بين الاحكام على بابل القديمة وتلك التي على بابل العظيمة؟‏

      ٢٧ ان سقوط بابل القديمة وخرابها النهائي كان عقابا على خطاياها.‏ «لأن قضاءها بلغ الى السموات».‏ (‏ارميا ٥١:‏٩‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ فان خطايا بابل العظيمة «تراكمت حتى السماء»،‏ بحيث تبلغ انتباه يهوه نفسه.‏ فهي مذنبة بالجور،‏ الصنمية،‏ الفساد الادبي،‏ الظلم،‏ السرقة،‏ والقتل.‏ وسقوط بابل القديمة كان جزئيا انتقاما من اجل ما فعلته لهيكل يهوه وعبَّاده الحقيقيين.‏ (‏ارميا ٥٠:‏​٨،‏ ١٤؛‏ ٥١:‏​١١،‏ ٣٥،‏ ٣٦‏)‏ وكذلك فان سقوط بابل العظيمة ودمارها النهائي هو تعبير عن الانتقام من اجل ما فعلته بالعبَّاد الحقيقيين على مرّ القرون.‏ وفي الواقع،‏ ان دمارها الاخير هو بداية «يوم انتقام لالهنا».‏ —‏ اشعيا ٣٤:‏​٨-‏١٠؛‏ ٦١:‏٢؛‏ ارميا ٥٠:‏٢٨‏.‏

      ٢٨ اي مقياس للعدل يطبِّقه يهوه على بابل العظيمة،‏ ولماذا؟‏

      ٢٨ تحت الشريعة الموسوية،‏ اذا سرق اسرائيلي من اهل بلده الرفقاء،‏ كان يجب ان يردّ الضعف على الاقل تعويضا.‏ (‏خروج ٢٢:‏​١،‏ ٤،‏ ٧،‏ ٩‏)‏ وفي الدمار الآتي لبابل العظيمة،‏ سيطبِّق يهوه مقياسا مشابها للعدل.‏ فيجب ان تأخذ ضعف ما اعطت.‏ ولن تُظهَر لها الرحمة لأن بابل العظيمة لم تظهر الرحمة لضحاياها.‏ فقد تغذَّت على نحو طفيلي بشعوب الارض ‹لتعيش في ترف فاضح›.‏ والآن ستختبر الالم والنوح.‏ وبابل القديمة شعرت بأنها في وضع آمن تماما،‏ اذ افتخرت:‏ «لا اجلس ارملة،‏ ولا اعرف الثكل».‏ (‏اشعيا ٤٧:‏​٨،‏ ٩،‏ ١١‏)‏ وبابل العظيمة ايضا تشعر بالامن.‏ ولكنَّ دمارها،‏ اذ يقضي به يهوه الذي هو «قوي»،‏ سيحدث بسرعة،‏ كأنه «في يوم واحد»!‏

      ‏[الحاشية]‏

      a الكتاب المقدس المرجعي لترجمة العالم الجديد،‏ الحاشية.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٦٣]‏

      ‏‹ارتكب الملوك .‏ .‏ .‏ معها العهارة›‏

      في وقت باكر من القرن الـ‍ ١٩ كان التجار الاوروپيون يهرِّبون كميات هائلة من الافيون الى الصين.‏ وفي آذار ١٨٣٩ حاول الرسميون الصينيون ايقاف التجارة غير الشرعية بمصادرة ٠٠٠‏,‏٢٠ صندوق من المخدِّر من التجار البريطانيين.‏ وأدَّى ذلك الى توتُّر بين بريطانيا والصين.‏ واذ تدهورت العلاقات بين البلدين،‏ حرَّض بعض المرسَلين الپروتستانت بريطانيا على الذهاب الى الحرب،‏ بتصاريح كالتالية:‏

      «كم تبهج هذه الصعوبات قلبي لاني اعتقد ان الحكومة الانكليزية قد تُغضَب،‏ واللّٰه،‏ في قوته قد يحطِّم العوائق التي تمنع دخول انجيل المسيح الى الصين».‏ —‏ هنرييتا شاك،‏ مرسَلة معمدانية جنوبية.‏

      وأخيرا،‏ نشبت الحرب —‏ الحرب المعروفة اليوم بحرب الافيون.‏ والمرسَلون شجَّعوا بريطانيا من كل القلب بتعليقات كهذه:‏

      «انا مكرَه على النظر الى الحالة الحاضرة للاشياء ليس كشأن للافيون او شأن انكليزي،‏ بقدر ما هي الخطة العظيمة للعناية الالهية لجعل شر الانسان يسهِّل مقاصد رحمته نحو الصين في اختراق جدار صدِّها».‏ —‏ پيتر پاركر،‏ مرسَل جماعي.‏

      مرسَل جماعي آخر،‏ صموئيل و.‏ وليمز،‏ اضاف:‏ «ان يد اللّٰه ظاهرة في كل ما حدث بطريقة لافتة،‏ ولا نشك ان ذاك الذي قال انه يأتي ليجلب سيفا على الارض قد اتى الى هنا وذلك من اجل دمار اعدائه السريع وتأسيس ملكوته الخاص.‏ وهو سيقلب ويقلب الى ان يثبِّت رئيس السلام».‏

      وفي ما يتعلق بالقتل الرهيب للوطنيين الصينيين،‏ كتب المرسَل ج.‏ لُويس شاك:‏ «أعتبر مشاهد كهذه .‏ .‏ .‏ ادوات مباشرة للرب في ازالة النفاية التي تعيق تقدُّم الحق الالهي».‏

      والمرسَل الجماعي ايليا سي.‏ بريدجمان اضاف:‏ «كثيرا ما استعمل اللّٰه الذراع القوية للسلطة المدنية ليعدّ الطريق لملكوته .‏ .‏ .‏ والوكالة في هذه اللحظات العظيمة هي بشرية؛‏ والقوة الموجِّهة الهية.‏ ان الحاكم الاسمى لكل الامم قد استخدم انكلترا ليؤدِّب ويذلَّ الصين».‏ —‏ اقتباسات أُخذت من «غايات ووسائل»،‏ ١٩٧٤،‏ مقالة بقلم ستووارت كرايتن ميلر نُشرت في المشروع الارسالي في الصين واميركا (‏درس في هارْڤَرْد حرره جون ك.‏ فيربَنك)‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٦٤]‏

      ‏‹التجار الجائلون اغتنوا›‏

      «بين ١٩٢٩ وانفجار الحرب العالمية الثانية،‏ عيَّن [برنادينو] نوڠارا [المدبِّر المالي للڤاتيكان] رأسمال الڤاتيكان ووكلاء الڤاتيكان للعمل في مجالات متنوعة من اقتصاد ايطاليا —‏ وخصوصا في القوة الكهربائية،‏ الاتصالات الهاتفية،‏ التسليف والاعمال المصرفية،‏ الخطوط الحديدية الصغيرة،‏ وانتاج الادوات الزراعية،‏ الاسمنت،‏ وألياف النسيج الاصطناعية.‏ والعديد من هذه المغامرات حقَّق ربحا.‏

      «نوڠارا التهم عددا من الشركات بما فيها La Società ‏,La Supertessile ‏,Italiana della Viscosa ‏,La Cisaraion.‎ La Società Meridionale Industrie Tessili واذ ادمج هذه في شركة واحدة،‏ الشركة التي سمَّاها CISA-Viscosa ووضعها تحت إمرة البارون فرانشِسكو ماريّا اوداسو،‏ احد علمانيي الڤاتيكان الاكثر ثقة،‏ دبَّر نوڠارا ان يضمَّ صاحب اكبر مصنع نسيج في ايطاليا هذه الشركة الجديدة الى شركته،‏ Viscosa-‏SNIA‏.‏ وفي نهاية الامر نما اهتمام الڤاتيكان اكثر فاكثر بـ‍ Viscosa-‏SNIA‏،‏ وفي الوقت المناسب سيطر الڤاتيكان —‏ كما يشهد واقع ان البارون اوداسو صار في ما بعد نائبا للرئيس.‏

      «وهكذا تغلغل نوڠارا في صناعة النسيج.‏ وتغلغل في صناعات اخرى بطرائق اخرى،‏ لأن نوڠارا كانت لديه حيل كثيرة يخفيها في سرّه.‏ هذا الرجل الغيري .‏ .‏ .‏ ربما عمل على ادخال الحياة في الاقتصاد الايطالي اكثر مما فعل ايّ رجل اعمال آخر وحده في تاريخ ايطاليا .‏ .‏ .‏ ان بنيتو موسوليني لم يكن قط قادرا تماما على تحقيق الامبراطورية التي حلم بها،‏ ولكنه مكَّن الڤاتيكان وبرنادينو نوڠارا من خلق منطقة نفوذ من نوع آخر».‏ —‏ امبراطورية الڤاتيكان،‏ بواسطة نينو لو بيلّو،‏ الصفحات ٧١-‏٧٣.‏

      هذا مجرد مثل واحد للتعاون الوثيق بين تجار الارض وبابل العظيمة.‏ فلا عجب ان ينوح هؤلاء التجار عندما تنتهي شريكتهم في التجارة!‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٥٩]‏

      اذ انتشر البشر في كل الارض،‏ اخذوا دينهم البابلي معهم

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٦١]‏

      صف يوحنا،‏ كرقيب،‏ ينادي بأن بابل قد سقطت

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦٦]‏

      خرائب بابل القديمة تنذر بالخراب الآتي لبابل العظيمة

  • نوح وفرح بنهاية بابل
    الرؤيا —‏ ذروتها العظمى قريبة!‏
    • الفصل ٣٧

      نوح وفرح بنهاية بابل

      ١ كيف سيتجاوب «ملوك الارض» مع الدمار المفاجئ لبابل العظيمة؟‏

      ان نهاية بابل بشارة لشعب يهوه،‏ ولكن كيف تنظر الامم الى ذلك؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«وملوك الارض الذين ارتكبوا العهارة معها وعاشوا في ترف فاضح،‏ سيبكون ويلطمون صدورهم حزنا عليها حين ينظرون دخان حريقها،‏ وهم واقفون من بعيد خوفا من عذابها ويقولون:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه،‏ ايتها المدينة العظيمة،‏ بابل المدينة القوية،‏ لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك!‏›».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ بما ان القرون العشرة الرمزية للوحش القرمزي اللون تدمِّر بابل العظيمة،‏ لماذا يتحسَّر «ملوك الارض» على نهايتها؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقف الملوك المصابون بالحزن بعيدا عن المدينة المحكوم عليها؟‏

      ٢ قد يبدو تجاوب الامم مدهشا نظرا الى واقع ان القرون العشرة الرمزية للوحش القرمزي اللون هي التي دمَّرت بابل.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٦‏)‏ ولكن عندما تمضي بابل سيدرك «ملوك الارض» على نحو واضح كم كانت نافعة لهم في ابقاء الشعب هادئا وفي خضوع.‏ فرجال الدين اعلنوا ان الحروب مقدَّسة،‏ عملوا كوكلاء تجنيد،‏ وحضُّوا الاحداث على الذهاب الى خطوط القتال.‏ وقد زوَّد الدين ستارا من القداسة عمل وراءه الحكام الفاسدون في ظلم عامة الشعب.‏ (‏قارنوا ارميا ٥:‏​٣٠،‏ ٣١؛‏ متى ٢٣:‏​٢٧،‏ ٢٨‏.‏)‏ ولكن،‏ لاحظوا ان هؤلاء الملوك المصابين بالحزن الآن يقفون بعيدا عن المدينة المحكوم عليها.‏ فهم لا يقتربون كفاية لمساعدتها.‏ وهم حزانى لرؤيتها تمضي ولكنهم ليسوا حزانى كفاية للمجازفة من اجلها.‏

      التجار يبكون وينوحون

      ٣ مَن ايضا يأسفون على زوال بابل العظيمة،‏ وأية اسباب لذلك يعطيها يوحنا؟‏

      ٣ ان ملوك الارض ليسوا الوحيدين الذين يأسفون على زوال بابل العظيمة.‏ ‏«ويبكي عليها تجار الارض الجائلون وينوحون،‏ لأن بضاعتهم لن يشتريها احد،‏ بضاعة من ذهب وفضة وحجر كريم ولآلئ وكتان جيد وأرجوان وحرير وقرمز،‏ وكل شيء من خشب عطر،‏ وأدوات عاجية على انواعها وكل انواع الادوات من خشب ثمين جدا ومن نحاس ومن حديد ومن رخام،‏ وقرفة وطيبا هنديا وبخورا وزيتا عطرا ولبانا وخمرا وزيت زيتون ودقيقا فاخرا وحنطة وبقرا وخرافا،‏ وخيلا وعربات وعبيدا ونفوسا بشرية.‏ نعم،‏ لقد ذهب عنك [بابل العظيمة] الثمر الجيد الذي اشتهته نفسك،‏ وزال عنك كل ما هو فاخر وبهي،‏ ولن يجده الناس في ما بعد».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​١١-‏١٤‏.‏

      ٤ لماذا يبكي وينوح ‹التجار الجائلون› على نهاية بابل العظيمة؟‏

      ٤ نعم،‏ كانت بابل العظيمة صديقا حميما وزبونا جيدا للتجار الاثرياء.‏ مثلا،‏ اكتسبت اديرة الرهبان،‏ اديرة الراهبات،‏ والكنائس في العالم المسيحي على مرّ القرون كميات هائلة من الذهب،‏ الفضة،‏ الحجارة الكريمة،‏ الاخشاب القيِّمة،‏ وأشكالا اخرى من الثراء المادي.‏ واكثر من ذلك،‏ وُهبت بركة الدين للمناسبات المقترنة بتبذير المال والافراط في السكر،‏ الامر الذي يرافق الاحتفال بعيد الميلاد المحقِّر للمسيح والايام الاخرى المدعوَّة مقدسة.‏ ومرسَلو العالم المسيحي دخلوا بلدانا نائية،‏ فاتحين اسواقا جديدة ‹للتجار الجائلين› لهذا العالم.‏ حتى انه في يابان القرن الـ‍ ١٧،‏ صارت الكاثوليكية،‏ التي اتت مع التجار،‏ متورطة في الحرب الاقطاعية.‏ واذ تخبر عن معركة حاسمة تحت اسوار قصر اوساكا،‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية:‏ «وجدت فيالق توكُوڠَوا نفسها تحارب ضد عدوّ كانت أعلامه مزيَّنة بالصليب وبصور للمخلِّص وللقديس يعقوب،‏ القديس الرئيسي لاسپانيا».‏ والحزب المنتصر اضطهد ومحا عمليا الكاثوليكية في ذلك البلد.‏ وكذلك فان مساهمة الكنائس في الشؤون العالمية اليوم لن تجلب لها بركة.‏

      ٥ (‏أ)‏ كيف يصف الصوت من السماء ايضا نوح ‹التجار الجائلين›؟‏ (‏ب)‏ لماذا التجار ايضا «يقفون من بعيد»؟‏

      ٥ والصوت من السماء يقول ايضا:‏ ‏«والتجار الجائلون لهذه الاشياء،‏ الذين اغتنوا منها،‏ سيقفون من بعيد خوفا من عذابها،‏ فيبكون وينوحون قائلين:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه —‏ المدينة العظيمة،‏ اللابسة كتانا جيدا وأرجوانا وقرمزا،‏ والمتحلية بغنى بحلي من ذهب وحجر كريم ولؤلؤ —‏ لأنه في ساعة واحدة خرب غنى عظيم مثل هذا!‏›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏​١٥-‏١٧ أ )‏ وبدمار بابل العظيمة،‏ ينوح «التجار» على خسارة هذا الشريك التجاري.‏ حقا،‏ انه لأمر ‹مؤسف› بالنسبة اليهم.‏ ولكن لاحظوا ان اسبابهم للنوح هي انانية كاملا وأنهم —‏ كالملوك —‏ «يقفون من بعيد».‏ وهم لا يقتربون كفاية ليكونوا عونا لبابل العظيمة.‏

      ٦ كيف يصف الصوت من السماء نوح ربابنة السفن والبحارة،‏ ولماذا يبكون؟‏

      ٦ تتابع الرواية:‏ ‏«وكل ربّان سفينة وكل مسافر من اي مكان،‏ والبحارة وكل الذين يكسبون معيشتهم من البحر،‏ وقفوا من بعيد وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها وقالوا:‏ ‹اية مدينة تشبه المدينة العظيمة؟‏›.‏ وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا،‏ باكين ونائحين،‏ وقالوا:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه —‏ المدينة العظيمة،‏ التي فيها اغتنى كل الذين لهم مراكب في البحر من ثرائها —‏ لأنها في ساعة واحدة خربت!‏›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏١٧ب-‏١٩ ‏)‏ كانت بابل القديمة مدينة تجارية وكان لها اسطول عظيم من السفن.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن بابل العظيمة تقوم بتجارة كثيرة بـ‍ ‹المياه الكثيرة› لشعبها.‏ وهذا يزوِّد العمل لكثيرين من رعاياها الدينيين.‏ وكم سيكون دمار بابل العظيمة ضربة اقتصادية لهؤلاء!‏ فلن يكون هنالك ابدا مصدر آخر للرزق مثلها.‏

      الفرح بإبادتها

      ٧،‏ ٨ كيف يجعل الصوت من السماء رسالته تبلغ ذروتها في ما يتعلق ببابل العظيمة،‏ ومَن سيتجاوبون مع هذه الكلمات؟‏

      ٧ عندما قلب الماديون والفرس بابل القديمة قال ارميا نبويا:‏ «وتهلِّل على بابل السموات والارض وكل ما فيها».‏ (‏ارميا ٥١:‏٤٨‏)‏ وعندما تُدمَّر بابل العظيمة يجعل الصوت من السماء رسالته تبلغ ذروتها قائلا عن بابل العظيمة:‏ ‏«تهللي لما حلّ بها،‏ ايتها السموات،‏ وأيها القديسون والرسل والانبياء،‏ لأن اللّٰه دانها دينونة لأجلكم!‏».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٠ ‏)‏ ان يهوه والملائكة سيُسَرُّون برؤية ابادة عدوَّة اللّٰه القديمة،‏ كما سيُسَرُّ الرسل والانبياء المسيحيون الاولون،‏ الذين هم الآن مقامون وقد اتخذوا مركزهم في ترتيب الـ‍ ٢٤ شيخا.‏ —‏ قارنوا مزمور ٩٧:‏​٨-‏١٢‏.‏

      ٨ وفي الواقع،‏ ان جميع ‹القديسين› —‏ سواء أُقيموا الى السماء او لا يزالون احياء على الارض —‏ سيصرخون فرحا،‏ كما سيفعل الجمع الكثير من الخراف الاخر العشراء.‏ وفي حينه،‏ سيقام جميع الناس الامناء في الازمنة القديمة الى نظام الاشياء الجديد،‏ وهم ايضا سيشتركون في الفرح.‏ وشعب اللّٰه لا يحاول ان ينتقم لنفسه من مضطهديه الدينيين الزائفين.‏ فهم يتذكَّرون كلمات يهوه:‏ «لي الانتقام،‏ انا اجازي،‏ يقول يهوه».‏ (‏روما ١٢:‏١٩؛‏ تثنية ٣٢:‏​٣٥،‏ ٤١-‏٤٣‏)‏ حسنا،‏ يهوه يجازي الآن.‏ وكل الدم الذي اراقته بابل العظيمة سيكون قد انتُقم له.‏

      طرْح حجر رحى عظيم

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا يفعل ويقول ملاك قوي الآن؟‏ (‏ب)‏ اي عمل مماثل لذاك الذي ينجزه الملاك القوي للرؤيا ١٨:‏٢١ حدث في زمن ارميا،‏ وماذا ضمن؟‏ (‏ج)‏ ماذا يضمنه الاجراء الذي يتخذه الملاك القوي الذي رآه يوحنا؟‏

      ٩ وما يراه يوحنا بعد ذلك يؤكد ان دينونة يهوه لبابل العظيمة نهائية:‏ ‏«ورفع ملاك قوي حجرا كحجر رحى عظيم وطرحه في البحر،‏ قائلا:‏ ‹هكذا برمية خاطفة ستُطرَح بابل المدينة العظيمة،‏ ولن توجد في ما بعد›».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢١ ‏)‏ في زمن ارميا،‏ أُنجز عمل مماثل بمعنى نبوي قوي.‏ فقد اوحي الى ارميا بأن يكتب في كتاب «كلَّ البلية الآتية على بابل».‏ فأعطى الكتاب لسَرايا وأمره بأن يسافر الى بابل.‏ وهناك،‏ اذ اتَّبع ارشادات ارميا،‏ قرأ سَرايا اعلانا ضد المدينة:‏ «يا يهوه،‏ انت تكلمت على هذا المكان بالقطع،‏ حتى لا يكون فيه ساكن،‏ لا انسان ولا بهيمة،‏ بل ليصير قفارا الى الدهر».‏ ثم ربط سَرايا حجرا بالكتاب وطرحه الى نهر الفرات،‏ قائلا:‏ «هكذا تغرق بابل ولا تقوم من البلية التي انا جالبها عليها».‏ —‏ ارميا ٥١:‏​٥٩-‏٦٤‏.‏

      ١٠ ان طرْح الكتاب مع الحجر المربوط به الى النهر كان ضمانا ان بابل ستندثر في النسيان،‏ لئلا تشفى ابدا.‏ ورؤية الرسول يوحنا ملاكا قويا ينجز عملا مماثلا هي كذلك ضمان قوي ان قصد يهوه نحو بابل العظيمة سيتم.‏ والحالة الخربة تماما لبابل القديمة اليوم تشهد بقوة لما سيصيب الدين الباطل في المستقبل القريب.‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يخاطب الملاك القوي الآن بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف تنبَّأ ارميا في ما يختص باورشليم المرتدَّة،‏ والى ماذا اشار ذلك لايامنا؟‏

      ١١ والآن يخاطب الملاك القوي بابل العظيمة قائلا:‏ ‏«ولن يُسمع فيك بعد الآن صوت مرنمين عازفين على القيثارة وموسيقيين وزمارين ونافخين في الابواق،‏ ولن يوجد فيك صانع صنعة ما،‏ ولن يُسمع فيك صوت حجر رحى،‏ ولن يضيء فيك بعد الآن نور سراج،‏ ولن يُسمع فيك صوت عريس وعروس،‏ لأن تجارك الجائلين كانوا ذوي مناصب رفيعة في الارض،‏ فبممارستك الارواحية ضلت جميع الامم».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ١٢ بتعابير مشابهة،‏ تنبَّأ ارميا في ما يختص باورشليم المرتدَّة:‏ «أبيد منهم صوت الابتهاج وصوت الفرح،‏ صوت العريس وصوت العروس،‏ صوت الرحى ونور السراج.‏ وتصير كل هذه الارض خرابا ومثار دهشة».‏ (‏ارميا ٢٥:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ وبصفته الجزء الرئيسي من بابل العظيمة،‏ سيصير العالم المسيحي خرابا بلا حياة،‏ كما صوَّرته بوضوح كبير حالة اورشليم المقفرة بعد السنة ٦٠٧ ق‌م.‏ ان العالم المسيحي الذي كان مرة يفرح بجذل ويعج بالضجيج اليومي سيجد نفسه مقهورا ومهجورا.‏

      ١٣ اي تغيير مفاجئ يباغت بابل العظيمة،‏ وما هو الاثر في ‹تجارها الجائلين›؟‏

      ١٣ وفي الواقع،‏ كما يخبر الملاك هنا يوحنا،‏ كل بابل العظيمة ستتغيَّر من امبراطورية اممية قوية الى ارض قاحلة جدباء شبيهة بصحراء.‏ و ‹تجارها الجائلون›،‏ بمن فيهم اصحاب الملايين العظماء،‏ استخدموا دينها للمنفعة الشخصية او كتغطية،‏ ورجال الدين وجدوا ان الاشتراك في الاضواء معهم مربحا.‏ ولكنَّ هؤلاء التجار لن تكون لديهم بابل العظيمة شريكة لهم في ما بعد.‏ وهي لن تخدع امم الارض بممارساتها الدينية الغامضة في ما بعد.‏

      ذنب سفك دم فظيع

      ١٤ اي سبب يعطيه الملاك القوي لقساوة دينونة يهوه،‏ وماذا قال يسوع على نحو مماثل عندما كان على الارض؟‏

      ١٤ وفي الختام،‏ يخبر الملاك القوي لماذا يدين يهوه بابل العظيمة بقساوة كبيرة.‏ يقول الملاك:‏ ‏«نعم،‏ فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٤ ‏)‏ وعندما كان على الارض قال يسوع للقادة الدينيين في اورشليم انهم كانوا مسؤولين عن «كل دم بار أُريق على الارض،‏ من دم هابيل البار» فصاعدا.‏ ووفقا لذلك،‏ دُمِّر ذلك الجيل الملتوي في السنة ٧٠ ب‌م.‏ (‏متى ٢٣:‏​٣٥-‏٣٨‏)‏ واليوم،‏ يحمل جيل آخر من الدينيين ذنب سفك الدم لاضطهاده خدام اللّٰه.‏

      ١٥ كيف كانت الكنيسة الكاثوليكية في المانيا النازية مذنبة بسفك الدم في تهمتين؟‏

      ١٥ في كتابه الكنيسة الكاثوليكية والمانيا النازية،‏ يكتب ڠُنتر لوِي:‏ «عندما مُنع شهود يهوه في باڤاريا في ١٣ نيسان [١٩٣٣] قبلت الكنيسة ايضا التعيين المعطى لها من قبل وزارة الثقافة والدين للابلاغ عن ايّ عضو في الطائفة لا يزال يمارس الدين المحرَّم».‏ وهكذا تشترك الكنيسة الكاثوليكية في المسؤولية عن ارسال آلاف الشهود الى معسكرات الاعتقال؛‏ ويداها ملطختان بدم حياة مئات الشهود الذين أُعدموا.‏ وعندما اظهر شهود احداث،‏ مثل وِلْهَلم كَسيرو،‏ انه يمكنهم ان يموتوا بشجاعة بواسطة فرقة الاعدام،‏ قرَّر هتلر ان فرقة الاعدام هي ألطف من اللازم بالنسبة الى الرافضين بسبب الضمير؛‏ ولذلك مات وولفڠانڠ اخو وِلْهَلم،‏ بعمر ٢٠ سنة،‏ بواسطة المقصلة.‏ وفي الوقت نفسه،‏ كانت الكنيسة الكاثوليكية تشجع الكاثوليك الالمان الاحداث على الموت في جيش الوطن الامّ.‏ ان ذنب الكنيسة لسفك الدم يُرى بوضوح!‏

      ١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اي ذنب لسفك الدم يجب ان تُتَّهم به بابل العظيمة،‏ وكيف صار الڤاتيكان مذنبا بسفك الدم في ما يتعلق باليهود الذين ماتوا في المذابح النازية؟‏ (‏ب)‏ ما هي الطريقة الاولى التي يُلام بها الدين الباطل على قتل ملايين الناس في مئات الحروب في الازمنة العصرية؟‏

      ١٦ ولكن،‏ تقول النبوة ان دم ‏«جميع الذين ذُبحوا على الارض» يجب ان تُتَّهم به بابل العظيمة.‏ وكان ذلك بالتاكيد صحيحا في الازمنة العصرية.‏ مثلا،‏ بما ان الخداع الكاثوليكي ساعد على جلب هتلر الى السلطة في المانيا،‏ يشترك الڤاتيكان في ذنب سفك دم مروِّع في ما يتعلق بالستة ملايين يهودي الذين ماتوا في المذابح النازية.‏ واكثر من ذلك،‏ في زمننا هذا،‏ قُتل اكثر من مئة مليون شخص في مئات الحروب.‏ فهل يُلام الدين الباطل في هذا الصدد؟‏ نعم،‏ بطريقتين.‏

      ١٧ الطريقة الاولى هي ان حروبا كثيرة مرتبطة بالخلافات الدينية.‏ مثلا،‏ العنف في الهند بين المسلمين والهندوس في ١٩٤٦-‏١٩٤٨ كان دافعه دينيا.‏ ومئات الالوف خسروا حياتهم.‏ والصراع بين العراق وايران في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ ارتبط بالخلافات الطائفية،‏ وقد قُتل مئات الآلاف.‏ والعنف بين الكاثوليك والپروتستانت في ايرلندا الشمالية اخذ حياة الآلاف.‏ واذ درس هذا الحقل،‏ قال سي.‏ ل.‏ سَلزبرڠر،‏ محرر عمود،‏ في السنة ١٩٧٦:‏ «الحقيقة المفجعة هي انه ربما نصف الحروب او اكثر التي يجري خوضها الآن حول العالم هي إما صراعات دينية علنا او ذات علاقة بالنزاعات الدينية».‏ وفي الواقع،‏ كان الامر هكذا طوال التاريخ المضطرب لبابل العظيمة.‏

      ١٨ ما هي الطريقة الثانية التي تكون بها اديان العالم مذنبة بسفك الدم؟‏

      ١٨ وما هي الطريقة الثانية؟‏ من وجهة نظر يهوه،‏ اديان العالم مذنبة بسفك الدم لأنها لم تعلِّم أتباعها بإقناعٍ حقيقة مطالب يهوه من خدامه.‏ ولم تعلِّم الناس بإقناع ان عبَّاد اللّٰه الحقيقيين يجب ان يتمثلوا بيسوع المسيح ويظهروا المحبة نحو الآخرين بصرف النظر عن اصلهم القومي.‏ (‏ميخا ٤:‏​٣،‏ ٥؛‏ يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ اعمال ١٠:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٠-‏١٢‏)‏ ولأن الاديان التي تشكِّل بابل العظيمة لم تعلِّم هذه الامور،‏ انجذب أنصارها الى دوّامة الحرب الدولية.‏ وكم كان ذلك واضحا في الحربين العالميتين للنصف الاول من القرن الـ‍ ٢٠،‏ اللتين بدأتا كلتاهما في العالم المسيحي وأدَّتا الى ان يقتل الدينيون الرفقاء واحدهم الآخر!‏ فلو التصق جميع الذين يدَّعون انهم مسيحيون بمبادئ الكتاب المقدس لما حدثت هاتان الحربان قط.‏

      ١٩ اي ذنب فظيع لسفك الدم تحمله بابل العظيمة؟‏

      ١٩ يضع يهوه اللوم في كل سفك الدم هذا على بابل العظيمة.‏ فلو علَّم القادة الدينيون،‏ وخصوصا اولئك الذين في العالم المسيحي،‏ شعبهم حق الكتاب المقدس لما حدث سفك دم عظيم كهذا.‏ حقا،‏ اذًا،‏ بصورة مباشرة او غير مباشرة،‏ يجب ان تكون بابل العظيمة —‏ العاهرة العظيمة والامبراطورية العالمية للدين الباطل —‏ مسؤولة امام يهوه ليس فقط عن ‹دم الانبياء والقديسين› الذين اضطهدتهم وقتلتهم بل عن دم ‏«جميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ ان بابل العظيمة تحمل فعلا ذنبا فظيعا لسفك الدم.‏ فلتذهب دون عودة اذ يحدث دمارها الاخير!‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٧٠]‏

      ثمن المسايرة

      يكتب ڠُنتر لوِي في كتابه الكنيسة الكاثوليكية والمانيا النازية:‏ «لو التصقت الكاثوليكية الالمانية من البداية بسياسة المقاومة العازمة للنظام النازي،‏ لربما اتخذ تاريخ العالم مجرى مختلفا.‏ وحتى لو فشل هذا الصراع تماما في هزم هتلر ومنع كل جرائمه الكثيرة،‏ لرفع ذلك من وجهة نظر معيَّنة المقام الادبي للكنيسة على نحو لا يُحَدّ.‏ ان الكلفة البشرية لمقاومة كهذه تكون باهظة بشكل لا يمكن انكاره،‏ ولكنَّ هذه التضحيات تكون قد صُنعت من اجل اعظم القضايا.‏ وبجبهة دعم مدنية لا يُركَن اليها،‏ لم يكن هتلر ليجرؤ ربما على الذهاب الى الحرب ولكانت حياة الملايين حرفيا قد أُنقذت.‏ .‏ .‏ .‏ في حين عُذِّب حتى الموت الوف الالمان المقاومين للنازية في معسكرات اعتقال هتلر،‏ وفي حين قُتل اهل الفكر الپولنديون،‏ وفي حين مات مئات الآلاف من الروس نتيجة لمعاملتهم كسلاڤيين Untermenschen [دون البشر]،‏ وفي حين قُتل ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٦ كائن بشري لكونهم ‹غير آريين›،‏ ساند رسميو الكنيسة الكاثوليكية في المانيا النظام الذي ارتكب هذه الجرائم.‏ والبابا في روما،‏ الرأس الروحي والمعلِّم الادبي الاسمى للكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ بقي صامتا».‏ —‏ الصفحتان ٣٢٠،‏ ٣٤١.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦٨]‏

      ‏«واأسفاه،‏ واأسفاه»،‏ يقول الحكام

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦٨]‏

      ‏«واأسفاه،‏ واأسفاه»،‏ يقول التجار

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة