-
مخلَّصون من ‹جيل شرير›برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
مخلَّصون من ‹جيل شرير›
«ايها الجيل غير المؤمن والملتوي. الى متى اكون معكم وأحتملكم.» — لوقا ٩:٤١.
١ (أ) بماذا تنذر ازمنتنا الصعبة؟ (ب) ماذا تقول الاسفار المقدسة عن الناجين؟
نحن نعيش في ازمنة صعبة. فالزلازل، الفيضانات، المجاعات، المرض، الاثم، القصف بالقنابل، الحروب المروِّعة — هذه وغيرها تكتنف الجنس البشري خلال قرننا الـ ٢٠. لكنَّ اعظم كارثة على الاطلاق تهدِّد بالوقوع في المستقبل القريب. فما هي هذه؟ انها «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم الى الآن ولن يكون.» (متى ٢٤:٢١) لكنَّ كثيرين منا يتطلَّعون الى مستقبل مفرح! ولماذا؟ لأن كلمة اللّٰه تصف ‹جمعا كثيرا لم يستطع احد ان يعدّه من كل الامم والقبائل والشعوب والالسنة . . . هؤلاء هم الذين اتوا من الضيقة العظيمة . . . لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد . . . ويمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم.› — رؤيا ٧:١، ٩، ١٤-١٧.
٢ ما هو الاتمام النبوي الاولي للاعداد الافتتاحية من متى ٢٤، مرقس ١٣، ولوقا ٢١؟
٢ يورد السجل الموحى به في متى ٢٤:٣-٢٢، مرقس ١٣:٣-٢٠، ولوقا ٢١:٧-٢٤ وصف يسوع النبوي ‹لاختتام نظام الاشياء.›a وقد كان لهذه النبوة اتمام اولي في نظام الاشياء اليهودي الفاسد في القرن الاول لعصرنا الميلادي، بالغةً الذروة في «ضيق عظيم» لم يسبق له مثيل على اليهود. لقد قُوِّضت بنية النظام اليهودي الدينية والسياسية بكاملها، المتمركزة في هيكل اورشليم، لئلا تُبنى ابدا.
٣ لماذا هو ملحّ ان ننتبه الى نبوة يسوع اليوم؟
٣ لنتأمل الآن في الظروف التي احاطت بالاتمام الاول لنبوة يسوع. فسيساعدنا ذلك لنفهم بشكل افضل الاتمام المناظر اليوم. وسيظهر لنا كم هو ملحّ ان نتَّخذ خطوة ايجابية الآن لننجو من اعظم الضيقات التي تهدِّد كل الجنس البشري. — رومية ١٠:٩-١٣؛ ١٥:٤؛ ١ كورنثوس ١٠:١١؛ ١٥:٥٨.
«النهاية» — متى؟
٤، ٥ (أ) لماذا كان اليهود الخائفون اللّٰه في القرن الاول الميلادي مهتمين بنبوة دانيال ٩:٢٤-٢٧؟ (ب) كيف تمَّت هذه النبوة؟
٤ نحو السنة ٥٣٩ قم، أُعطي نبي اللّٰه دانيال رؤيا عن حوادث ستجري خلال «الاسبوع» الاخير من فترة طولها «سبعون اسبوعا» من السنين. (دانيال ٩:٢٤-٢٧) وهذه ‹الاسابيع› ابتدأت سنة ٤٥٥ قم عندما امر ارتحشستا ملك فارس بإعادة بناء مدينة اورشليم. وابتدأ «الاسبوع» الاخير بظهور المسيَّا، يسوع المسيح، عند معموديته ومسحه سنة ٢٩ بم. واليهود الخائفون اللّٰه في القرن الاول الميلادي كانوا مطَّلعين جيدا على هذا الوجه الزمني من نبوة دانيال. مثلا، تذكر لوقا ٣:١٥ في ما يتعلق بالجموع التي تدفقت لسماع كرازة يوحنا المعمدان سنة ٢٩ بم: «كان الشعب ينتظر والجميع يفكِّرون في قلوبهم عن يوحنا لعلّه المسيح.»
٥ و «الاسبوع» الـ ٧٠ يكون سبع سنين من الرضى الخصوصي الممنوح لليهود. وإذ ابتدأ سنة ٢٩ بم شمل معمودية يسوع وخدمته، موته كذبيحة «في وسط الاسبوع» سنة ٣٣ بم، و ‹نصف اسبوع› آخر حتى السنة ٣٦ بم. وخلال هذا «الاسبوع» كانت فرصة الصيرورة تلاميذ ممسوحين ليسوع مقدَّمة حصرا لليهود الخائفين اللّٰه واليهود الدخلاء. وبعد ذلك، في السنة ٧٠ بم، تاريخ غير معروف مسبقا، ابادت الجيوش الرومانية بقيادة تيطس النظام اليهودي المرتد. — دانيال ٩:٢٦، ٢٧.
٦ كيف شرعت ‹الرجسة› في العمل سنة ٦٦ بم، وكيف تجاوب المسيحيون؟
٦ وهكذا أُزيل الكهنوت اليهودي، الذي كان قد نجَّس هيكل اورشليم وتآمر لقتل ابن اللّٰه. وأُزيلت معه ايضا السجلات القومية والسبطية. وبعد ذلك لم يتمكَّن ايّ يهودي من ان يطالب شرعيا بالميراث الكهنوتي او الملكي. لكن من المفرح ان اليهود الروحيين الممسوحين كانوا قد فُرِزوا ككهنوت ملوكي لكي ‹يخبروا بفضائل› يهوه اللّٰه. (١ بطرس ٢:٩) وعندما حاصر جيش روما اورشليم للمرة الاولى وحفر ايضا حفرة في سور منطقة الهيكل سنة ٦٦ بم، ادرك المسيحيون ان تلك القوة العسكرية هي «رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس.» وإطاعة لأمر يسوع النبوي، هرب المسيحيون في اورشليم واليهودية الى المناطق الجبلية من اجل الحماية. — متى ٢٤:١٥، ١٦؛ لوقا ٢١:٢٠، ٢١.
٧، ٨ اية «علامة» رآها المسيحيون، ولكن ايّ امر لم يعرفوه؟
٧ رأى اولئك المسيحيون اليهود الامناء اتمام نبوة دانيال وكانوا شهود عيان على الحروب المأساوية، المجاعات، الاوبئة، الزلازل، والاثم التي كان يسوع قد انبأ بها كجزء من «علامة . . . اختتام نظام الاشياء.» (متى ٢٤:٣، عج) ولكن هل قال لهم يسوع متى سينفِّذ يهوه الدينونة فعلا في ذلك النظام الفاسد؟ كلا. وما تنبأ به عن ذروة حضوره الملكي في المستقبل انطبق ايضا دون شك على ‹الضيق العظيم› في القرن الاول: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات إلّا ابي وحده.» — متى ٢٤:٣٦.
٨ من نبوة دانيال كان بإمكان اليهود ان يحسبوا وقت ظهور يسوع بصفته المسيَّا. (دانيال ٩:٢٥) ولكنهم لم يُعطَوا تاريخا ‹للضيق العظيم› الذي اهلك اخيرا نظام الاشياء اليهودي المرتد. وكان بعد دمار اورشليم وهيكلها فقط انهم ادركوا ان التاريخ كان سنة ٧٠ بم. إلّا انهم كانوا عارفين بكلمات يسوع النبوية: «لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.» (متى ٢٤:٣٤) من الواضح ان تطبيق كلمة «جيل» هنا يختلف عن ذاك الذي في الجامعة ١:٤، التي تتحدث عن اجيال متعاقبة تجيء وتمضي على مرِّ الوقت.
«هذا الجيل» — ما هو؟
٩ كيف تعرِّف المعاجم الكلمة اليونانية جِنِيا؟
٩ عندما سمع الرسل الاربعة الجالسون مع يسوع على جبل الزيتون نبوته عن «اختتام نظام الاشياء،» كيف كانوا سيفهمون التعبير «هذا الجيل»؟ في الاناجيل تُترجم الكلمة «جيل» من الكلمة اليونانية جِنِيا، التي تعرِّفها المعاجم العصرية بهذه التعابير: «حرفيا اولئك المتحدِّرون من سلف مشترك.» (معجم يوناني-انكليزي للعهد الجديد لواضعه والتر بوير) «المولودون، عائلة؛ . . . اعضاء متعاقبون لسلسلة نسب . . . او لعرق من الناس . . . او لكل جموع الناس العائشين في الوقت نفسه، متى ٢٤:٣٤؛ مرقس ١٣:٣٠؛ لوقا ١:٤٨؛ ٢١:٣٢؛ فيلبي ٢:١٥، وخصوصا لأولئك الذين من العرق اليهودي العائش في الفترة نفسها.» (القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد لواضعه و. إ. ڤاين) «المولودون، اناس من السلالة نفسها، عائلة؛ . . . كل جموع الناس العائشين في الوقت نفسه: متى ٢٤:٣٤؛ مرقس ١٣:٣٠؛ لوقا ١:٤٨ . . . يُستخدَم خصوصا للعرق اليهودي العائش في الفترة الواحدة نفسها.» — معجم يوناني-انكليزي للعهد الجديد لواضعه ج. ه. ثاير.
١٠ (أ) ايّ تعريفين متطابقين يعطيهما مرجعان عند الاشارة الى متى ٢٤:٣٤؟ (ب) كيف يدعم قاموس لاهوتي وبعض ترجمات الكتاب المقدس هذا التعريف؟
١٠ وهكذا يشير ڤاين وثاير كلاهما الى متى ٢٤:٣٤ في تعريف «هذا الجيل» (هِه جِنِيا هاوْتِه) بأنه «كل جموع الناس العائشين في الوقت نفسه.» ويدعم القاموس اللاهوتي للعهد الجديد (١٩٦٤) هذا التعريف قائلا: «يعبِّر استعمال يسوع ‹للجيل› عن قصده الشامل: يشير الى كل الناس وهو يدرك اتحادهم الكامل في الخطية.» حقا، كان ‹الاتحاد الكامل في الخطية› ظاهرا في الامة اليهودية عندما كان يسوع على الارض، تماما كما يسم النظام العالمي اليوم.b
١١ (أ) ايّ مرجع ينبغي ان يوجِّهنا بشكل رئيسي في تحديد كيفية تطبيق هِه جِنِيا هاوْتِه؟ (ب) كيف استعمل هذا المرجع التعبير؟
١١ طبعا، ان المسيحيين الذين يدرسون هذه المسألة توجِّه تفكيرهم بشكل رئيسي كيفية استعمال كتبة الاناجيل الملهمين للتعبير اليوناني هِه جِنِيا هاوْتِه، او «هذا الجيل،» عند الإخبار بكلمات يسوع. وقد استُعمِل التعبير باستمرار بطريقة سلبية. وهكذا، دعا يسوع القادة الدينيين اليهود ‹حيَّات اولاد الافاعي› ومضى يقول ان دينونة جهنا ستنفَّذ في «هذا الجيل.» (متى ٢٣:٣٣، ٣٦) ولكن هل كانت هذه الدينونة تقتصر على رجال الدين المرائين؟ كلا على الاطلاق. فتلاميذ يسوع سمعوه في عدة مناسبات يتحدث عن «هذا الجيل،» مطبِّقا التعبير بالشكل عينه بمعنى اوسع بكثير. فماذا كان ذلك؟
«هذا الجيل الشرير»
١٢ اذ كان التلاميذ يصغون، كيف ربط يسوع «الجموع» بـ «هذا الجيل»؟
١٢ في السنة ٣١ بم، خلال خدمة يسوع الواسعة في الجليل وبُعيد عيد الفصح، سمعه تلاميذه يقول «للجموع»: «بمَن اشبِّه هذا الجيل. يشبه اولادا جالسين في الاسواق ينادون الى اصحابهم ويقولون زمَّرنا لكم فلم ترقصوا. نُحنا لكم فلم تلطموا. لأنه جاء يوحنا [المعمدان] لا يأكل ولا يشرب. فيقولون فيه شيطان. جاء ابن الانسان [يسوع] يأكل ويشرب. فيقولون هوذا انسان اكول وشرِّيب خمر. محبّ للعشَّارين والخطاة.» فلم يكن هنالك شيء يرضي هذه «الجموع» العديمة المبادئ! — متى ١١:٧، ١٦-١٩.
١٣ في حضور التلاميذ، مَن حدَّد يسوع هويتهم ودانهم بصفتهم «هذا الجيل الشرير»؟
١٣ وفي وقت لاحق من السنة ٣١ بم، اذ كان يسوع وتلاميذه يشرعون في جولتهم الكرازية الثانية في الجليل، طلب «قوم من الكتبة والفريسيين» من يسوع آية. فقال لهم و«للجموع» الحاضرين: «جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال. . . . هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير.» (متى ١٢:٣٨-٤٦) من الواضح ان «هذا الجيل الشرير» شمل القادة الدينيين و «الجموع» على السواء الذين لم يفهموا قط الآية التي تمَّت في موت يسوع وقيامته.c
١٤ تلاميذ يسوع سمعوه يصنع اية دينونة على الصدوقيين والفريسيين؟
١٤ بعد فصح السنة ٣٢ بم، اذ جاء يسوع وتلاميذه الى تخم مجدل في الجليل، طلب الصدوقيون والفريسيون مجددا من يسوع آية. فكرَّر لهم القول: «جيل شرير فاسق يلتمس آية. ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي.» (متى ١٦:١-٤) لقد كان اولئك المراؤون الدينيون الاكثرَ ملامة فعلا كقادة بين «الجموع» غير الامينة التي دانها يسوع بصفتها «هذا الجيل الشرير.»
١٥ قبل التجلّي مباشرة ومجددا بعده، اية مواجهة كانت ليسوع وتلاميذه مع «هذا الجيل»؟
١٥ دعا يسوع، نحو نهاية خدمته في الجليل، الجمع وتلاميذه وقال: «مَن استحى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ فإن ابن الانسان يستحي به.» (مرقس ٨:٣٤، ٣٨) فمن الواضح ان جماهير اليهود غير التائبين في ذلك الوقت ألَّفوا «هذا الجيل الفاسق الخاطئ.» وبعد ايام قليلة، عقب تجلّي يسوع، جاء هو وتلاميذه «الى الجمع،» وطلب منه رجل ان يشفي ابنه. فعلَّق يسوع: «ايها الجيل غير المؤمن الملتوي. الى متى اكون معكم. الى متى احتملكم.» — متى ١٧:١٤-١٧؛ لوقا ٩:٣٧-٤١.
١٦ (أ) اية دينونة على «الجموع» كرَّرها يسوع في اليهودية؟ (ب) كيف ارتكب «هذا الجيل» اكثر الجرائم شرا على الاطلاق؟
١٦ من المرجح انه في اليهودية، بعد عيد المظال في السنة ٣٢ بم، «وفيما كان الجموع مزدحمين» حول يسوع، كان انه كرَّر ادانته لهم قائلا: «هذا الجيل شرير. يطلب آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي.» (لوقا ١١:٢٩) وأخيرا، عندما اخذ القادة الدينيون يسوع ليُحاكَم، عرض بيلاطس ان يطلقه. يقول السجل: «رؤساء الكهنة والشيوخ حرَّضوا الجموع على ان يطلبوا باراباس ويهلكوا يسوع. . . . قال لهم بيلاطس فماذا افعل بيسوع الذي يُدعى المسيح. قال له الجميع ليُصلَب. فقال الوالي وأيّ شر عمل. فكانوا يزدادون صراخا قائلين ليُصلَب.» لقد كان هذا «الجيل الشرير» يطلب دم يسوع! — متى ٢٧:٢٠-٢٥.
١٧ كيف تجاوب البعض من «هذا الجيل الملتوي» مع كرازة بطرس في يوم الخمسين؟
١٧ وهكذا، فإن «الجيل غير المؤمن الملتوي،» الذي حرَّضه قادته الدينيون، لعب دورا رئيسيا في موت الرب يسوع المسيح. وبعد خمسين يوما، في يوم الخمسين سنة ٣٣ بم، نال التلاميذ الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة اخرى. وعند سماع الصوت، «اجتمع الجمهور،» وخاطبهم الرسول بطرس بصفتهم ‹الرجال اليهود والساكنين في اورشليم اجمعين،› قائلا: «هذا [يسوع] . . . بأيدي اثمة صلبتموه وقتلتموه.» فكيف تجاوب بعض هؤلاء المستمعين؟ «نُخِسوا في قلوبهم.» فدعاهم بطرس آنذاك الى التوبة. و «كان يشهد لهم ويعظهم قائلا اخلصوا من هذا الجيل الملتوي.» وتجاوبا مع ذلك، فإن نحو ثلاثة آلاف «قبلوا كلامه بفرح واعتمدوا.» — اعمال ٢:٦، ١٤، ٢٣، ٣٧، ٤٠، ٤١.
تحديد هوية «هذا الجيل»
١٨ إلامَ يشير باستمرار استعمال يسوع للتعبير «هذا الجيل»؟
١٨ اذًا ما هو «الجيل» الذي اشار اليه يسوع تكرارا في حضور تلاميذه؟ ماذا فهموا من كلماته: «لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله»؟ بالتأكيد، لم يكن يسوع يتحوَّل عن استعماله الثابت للتعبير «هذا الجيل،» الذي طبَّقه باستمرار على الجماهير المعاصرة و ‹قادتهم العميان› الذين ألَّفوا معا الامة اليهودية. (متى ١٥:١٤) لقد اختبر «هذا الجيل» كل الاسى المنبإ به من يسوع ثم مضى في «ضيق عظيم» لم يسبق له مثيل على اورشليم. — متى ٢٤:٢١، ٣٤.
١٩ متى وكيف زالت ‹سماء وأرض› النظام اليهودي؟
١٩ في القرن الاول، كان يهوه يدين الشعب اليهودي. والاشخاص التائبون، الذين مارسوا الايمان بتدبير يهوه الرحيم بواسطة المسيح، خلصوا من ذلك ‹الضيق العظيم.› وإتماما لكلمات يسوع، حدث كل ما أُنبئ به، وبعد ذلك زالت ‹سماء وأرض› نظام الاشياء اليهودي — الامة بكاملها، مع قادتها الدينيين ومجتمع الناس الشرير. لقد نفَّذ يهوه الدينونة! — متى ٢٤:٣٥؛ قارنوا ٢ بطرس ٣:٧.
٢٠ ايّ حض في حينه ينطبق بإلحاح على جميع المسيحيين؟
٢٠ ان اولئك اليهود الذين انتبهوا لكلمات يسوع النبوية ادركوا ان خلاصهم يعتمد، لا على محاولة حساب طول «الجيل» او بعض «الازمنة والاوقات» المؤرخة، بل على البقاء منفصلين عن الجيل الشرير المعاصر وعلى فعل مشيئة اللّٰه بغيرة. ومع ان الكلمات الاخيرة في نبوة يسوع تنطبق على الاتمام الاكبر في ايامنا، كان على المسيحيين اليهود ايضا في القرن الاول ان يصغوا الى الحض: «اسهروا اذًا وتضرعوا في كل حين لكي تحسبوا اهلا للنجاة من جميع هذا المزمع ان يكون وتقفوا قدام ابن الانسان.» — لوقا ٢١:٣٢-٣٦؛ اعمال ١:٦-٨.
٢١ ايّ تطوُّر مفاجئ يمكن ان نتوقعه في المستقبل القريب؟
٢١ واليوم، «قريب يوم الرب العظيم . . . وسريع جدا.» (صفنيا ١:١٤-١٨؛ اشعياء ١٣:٩، ١٣) وفجأة، في ‹اليوم والساعة› اللذين عيَّنهما يهوه مسبقا، سيُصَبّ غضبه على عناصر العالم الدينية، السياسية، والتجارية، وكذلك على العصاة الذين يؤلفون هذا «الجيل الشرير الفاسق» المعاصر. (متى ١٢:٣٩؛ ٢٤:٣٦؛ رؤيا ٧:١-٣، ٩، ١٤) فكيف يمكن ان تخلصوا من ‹الضيق العظيم›؟ ستجيب مقالتنا التالية عن ذلك وتخبرنا بالرجاء العظيم للمستقبل.
[الحواشي]
a من اجل مجمل مفصَّل لهذه النبوة، انظروا من فضلكم الجدول في الصفحتين ١٤ و ١٥ من برج المراقبة عدد ١٥ شباط ١٩٩٤.
b تترجم بعض الكتب المقدسة هِه جِنِيا هاوْتِه في متى ٢٤:٣٤ كما يلي: «هؤلاء الناس» (الكتاب المقدس باللغة الحديثة [١٩٧٦]، لواضعه و. ف. بك)؛ «هذه الامة» (العهد الجديد — ترجمة موسَّعة [١٩٦١]، لواضعه ك. س. وِسْت)؛ «هذا الشعب» (العهد الجديد اليهودي [١٩٧٩]، لواضعه د. ه. ستِرن).
c لا يجب مساواة هذه «الجموع» غير الامينة بالـ عَم هاأَرِص، او «شعب الارض،» الذين رفض القادة الدينيون المتغطرسون ان يعاشروهم، والذين «تحنَّن» عليهم يسوع. — متى ٩:٣٦؛ يوحنا ٧:٤٩.
-
-
وقت للبقاء مستيقظينبرج المراقبة ١٩٩٥ | ١ تشرين الثاني (نوفمبر)
-
-
وقت للبقاء مستيقظين
«ينبغي ان يُكرز اولا بالانجيل في جميع الامم. . . . ولكنَّ الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص.» — مرقس ١٣:١٠، ١٣.
١ لماذا ينبغي ان نحتمل ونتشجَّع؟
يجب ان نحتمل — وسط جيل غير مؤمن وملتوٍ! فمنذ السنة ١٩١٤ صار جيل من الناس فاسدا، تماما كما في ايام يسوع. والفساد اليوم هو على نطاق عالمي. وفي هذه «الايام الاخيرة» تبتلي ‹الازمنة الصعبة› التي وصفها الرسول بولس الجنس البشري. ‹الناس الاشرار المزوِّرون يستمرون في التقدُّم الى اردأ.› ومن الواضح ان «العالم كله قد وُضع في الشرير،» الشيطان ابليس، الذي يبذل الآن جهده الاخير لإهلاك الارض. ولكن تشجَّعوا! ‹فالضيقة العظيمة› التي ستجلب راحة دائمة لجميع محبي البر تقترب. — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٣؛ ١ يوحنا ٥:١٩؛ رؤيا ٧:١٤.
٢ كيف تمَّت النبوة في السنة ١٩١٤؟
٢ من المفرح ان يهوه توَّج الآن الرب يسوع المسيح في السموات تمهيدا لإزالة اعداء الجنس البشري المستبدين. (رؤيا ١١:١٥) وكما في المجيء الاول للمسيَّا، كذلك في هذا القرن تمَّت نبوة جديرة بالملاحظة كتبها دانيال. ففي دانيال ٤:١٦، ١٧، ٣٢ يجري إخبارنا بإرجاء المُلك الشرعي على الارض فترة «سبعة ازمنة.» وفي اتمامها الرئيسي، تعادل هذه الازمنة السبعة في الكتاب المقدس سبع سنين يتألف كلٌّ منها من ٣٦٠ ‹يوما،› او ٥٢٠,٢ سنة جملة.a وقد امتدت من السنة ٦٠٧ قم، حين ابتدأت بابل بدوس مملكة اسرائيل، الى السنة ١٩١٤ بم، سنة تتويج يسوع في السماء ملكا شرعيا للجنس البشري. عندئذ انتهت «ازمنة الامم.» (لوقا ٢١:٢٤) ولكنَّ الامم رفضت ان تخضع للملكوت المسيَّاني الآتي. — مزمور ٢:١-٦، ١٠-١٢؛ ١١٠:١، ٢.
٣، ٤ (أ) اية مقارنة يمكن صنعها بين حوادث القرن الاول وحوادث زمننا؟ (ب) ايّ سؤالين مناسبين يمكن طرحهما؟
٣ اذ اقترب الاسبوع الـ ٧٠ من السنين (٢٩-٣٦ بم)، وثانيةً اذ دنت السنة ١٩١٤، كان الناس الخائفون اللّٰه يتوقَّعون مجيء المسيَّا. وقد جاء فعلا! لكنَّ طريقة ظهوره، في كل مرة، اختلفت عما كان متوقَّعا. وفي كل مرة ايضا، بعد فترة من الوقت قصيرة نسبيا، يعاني «جيل» شرير اخيرا تنفيذ الدينونة بحكم الهي. — متى ٢٤:٣٤.
٤ وفي مقالتنا السابقة، لاحظنا كيف انتهى الجيل اليهودي الشرير الذي طالب بدم يسوع. فماذا اذًا عن الجيل المخرِّب من الجنس البشري الذي يقاومه او يتجاهله الآن ايضا؟ متى ستُنفَّذ الدينونة في هذا الجيل غير المؤمن؟
«اسهروا»!
٥ (أ) لأيّ سبب وجيه لا يلزمنا ان نعرف ‹يوم وساعة› يهوه؟ (ب) وفقا لمرقس، بأية مشورة سليمة اختتم يسوع نبوته؟
٥ بعد ان تنبأ يسوع بحوادث تؤدي الى وقت ‹الضيق العظيم،› اضاف: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات إلا ابي وحده.» (متى ٢٤:٣-٣٦؛ مرقس ١٣:٣-٣٢) لا يلزمنا ان نعرف الوقت الدقيق للحوادث. وبدلا من ذلك، يجب ان نركِّز على السهر، منمِّين ايمانا قويا ومستمرين في الانشغال بخدمة يهوه — لا بحساب تاريخ. واختتم يسوع نبوته العظمى بالقول: «انظروا. اسهروا وصلُّوا لأنكم لا تعلمون متى يكون الوقت. . . . اسهروا . . . ما اقوله لكم اقوله للجميع اسهروا.» (مرقس ١٣:٣٣-٣٧) يكمن الخطر في ظلمة عالم اليوم. ويجب ان نبقى مستيقظين! — رومية ١٣:١١-١٣.
٦ (أ) في ايّ شيء ينبغي ان نرسِّخ ايماننا؟ (ب) كيف يمكننا «إحصاء ايامنا»؟ (ج) ماذا يعني يسوع من حيث الاساس بـ «الجيل»؟
٦ لا يجب فقط ان ننتبه للنبوات الموحى بها المتعلقة بهذه الايام الاخيرة لنظام شرير بل يجب ان نرسِّخ ايماننا بشكل رئيسي في ذبيحة المسيح يسوع الثمينة وفي وعود اللّٰه الرائعة المؤسسة عليها. (عبرانيين ٦:١٧-١٩؛ ٩:١٤؛ ١ بطرس ١:١٨، ١٩؛ ٢ بطرس ١:١٦-١٩) وبتوق الى رؤية نهاية هذا النظام الشرير، صنع شعب يهوه احيانا تخمينات بشأن الوقت الذي فيه يبتدئ ‹الضيق العظيم،› حتى انهم ربطوا ذلك بحسابات مدة حياة الجيل منذ السنة ١٩١٤. لكننا «نؤتى قلب حكمة،» لا بصنع تخمينات بشأن كم من السنين او الايام تؤلِّف جيلا، بل بالتفكير في كيفية «إحصاء ايامنا» في جلب التسبيح المفرح ليهوه. (مزمور ٩٠:١٢) وبدلا من تزويد قاعدة لقياس الوقت، فإن التعبير «جيل» كما استعمله يسوع يشير خصوصا الى الناس المعاصرين لفترة تاريخية معيَّنة بصفاتهم المميِّزة.b
٧ ماذا يكتب پروفسور في التاريخ عن «جيل السنة ١٩١٤،» وكيف يرتبط ذلك بنبوة يسوع؟
٧ وانسجاما مع ما ذُكر آنفا، كتب روبرت ڤول پروفسور في التاريخ في كتابه جيل السنة ١٩١٤: «لا يُعرَّف الجيل التاريخي بحدوده الزمنية . . . وهو ليس نطاق تواريخ.» ولكنه اوضح ان الحرب العالمية الاولى خلقت «شعورا غامرا بالانفصال عن الماضي،» وأضاف: «اولئك الذين نجوا من الحرب لا يمكنهم ان ينسوا انه في آب ١٩١٤ مضى عالم وابتدأ آخر.» وما أصحّ ذلك! فهذا القول يركِّز على النقطة الرئيسية في المسألة. ان «هذا الجيل» من الجنس البشري منذ السنة ١٩١٤ يختبر تغييرات مروِّعة. ويرى الارض تُروى من دم الملايين. فالحرب، الابادة الجماعية، الارهاب، الجريمة، والاثم تنفجر في كل العالم. والمجاعة، المرض، والفساد الادبي تتفشّى باطّراد حول كرتنا الارضية. تنبأ يسوع: «انتم ايضا متى رأيتم [تلاميذه] هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت اللّٰه قريب. الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل.» — لوقا ٢١:٣١، ٣٢.
٨ كيف يشدِّد انبياء يهوه على الحاجة الى البقاء مستيقظين؟
٨ نعم، ان الانتصار التام للملكوت المسيَّاني قريب! فهل نكسب شيئا بالتطُّلع الى تواريخ او بالتخمين بشأن مدة حياة «الجيل» الحرفية؟ قطعا لا! تذكر حبقوق ٢:٣ بوضوح: «الرؤيا بعد الى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي اتيانا ولا تتأخر.» ويوم حساب يهوه يقترب بسرعة اكثر فأكثر. — ارميا ٢٥:٣١-٣٣؛ ملاخي ٤:١.
٩ اية تطورات منذ السنة ١٩١٤ تُظهر ان الوقت قصير؟
٩ عندما ابتدأ حكم ملكوت المسيح سنة ١٩١٤، طُرح الشيطان الى الارض. وهذا معناه «ويل لساكني الارض . . . لأن ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا.» (رؤيا ١٢:١٢) ان هذا الوقت قصير فعلا بالمقارنة مع آلاف السنين لحكم الشيطان. فالملكوت قريب، وكذلك يوم يهوه وساعته لتنفيذ الدينونة في هذا الجيل الشرير! — امثال ٣:٢٥؛ ١٠:٢٤، ٢٥.
«الجيل» الذي يمضي
١٠ كيف يشبه «هذا الجيل» ذاك الذي في ايام نوح؟
١٠ لنفحص اكثر عن كثب عبارة يسوع في متى ٢٤:٣٤، ٣٥: «الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله. السماء والارض تزولان ولكنَّ كلامي لا يزول.» وتظهر كلمات يسوع التي تلي ان ‹ذلك اليوم وتلك الساعة لا يعلم بهما احد.› والاهم من ذلك، يُظهر انه يجب ان نتجنَّب الاشراك المحيطة بنا في هذا الجيل. وهكذا يضيف يسوع: «وكما كانت ايام نوح كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان. لأنه كما كانوا في الايام التي قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوِّجون الى اليوم الذي دخل فيه نوح الفلك ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأخذ الجميع. كذلك يكون ايضا مجيء ابن الانسان.» (متى ٢٤:٣٦-٣٩) قارن يسوع هنا الجيل في ايامه بذاك الذي في ايام نوح. — تكوين ٦:٥، ٩، حاشية عج.
١١ اية مقارنة بين ‹جيلَين› صنعها يسوع، كما سجلها متى ولوقا؟
١١ لم تكن هذه المرة الاولى التي يسمع فيها الرسل يسوع يصنع هذه المقارنة بين ‹جيلَين،› لأنه قبل ذلك بأيام قليلة ذكر في ما يتعلق به: «ابن الانسان . . . ينبغي . . . ان يتألم كثيرا ويُرفَض من هذا الجيل. وكما كان في ايام نوح كذلك يكون ايضا في ايام ابن الانسان.» (لوقا ١٧:٢٤-٢٦) وهكذا، يصنع متى الاصحاح ٢٤ ولوقا الاصحاح ١٧ المقارنة عينها. ففي ايام نوح، ‹كل البشر الذين افسدوا طريقهم على الارض› وهلكوا في الطوفان كانوا «هذا الجيل.» وفي ايام يسوع، كان الشعب اليهودي المرتد الذي رفض يسوع هو «هذا الجيل.» — تكوين ٦:١١، ١٢؛ ٧:١.
١٢، ١٣ (أ) ما هو في ايامنا «هذا الجيل» الذي يجب ان يمضي؟ (ب) كيف يتعامل شعب يهوه الآن مع هذا ‹الجيل المعوَّج والملتوي›؟
١٢ لذلك، في الاتمام الاخير لنبوة يسوع في ايامنا، يشير «هذا الجيل» بوضوح الى شعوب الارض الذين يرون علامة حضور المسيح ولكنهم يفشلون في اصلاح طرقهم. وفي تباين مع ذلك، نرفض كتلاميذ ليسوع ان يضغطنا نمط حياة «هذا الجيل» في قالبه. ومع اننا في العالم، يجب ألّا نكون جزءا منه، «لأن الوقت قريب.» (رؤيا ١:٣؛ يوحنا ١٧:١٦) يحضنا الرسول بولس: «افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء اولادا للّٰه بلا عيب في وسط جيل معوَّج وملتوٍ تضيئون بينهم كأنوار في العالم.» — فيلبي ٢:١٤، ١٥؛ كولوسي ٣:٥-١٠؛ ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.
١٣ تشمل ‹اضاءتنا كأنوار› ليس فقط الاعراب عن شخصية مسيحية طاهرة بل ايضا، والاهم من ذلك، اتمام تفويض يسوع النبوي: «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم. ثم يأتي المنتهى.» (متى ٢٤:١٤) ولا يستطيع انسان ان يقول متى ستأتي هذه النهاية، ولكننا نعرف ان نهاية «هذا الجيل» من الناس الاشرار ستأتي حالما تُقدَّم الشهادة الى الحد الذي يرضي اللّٰه «الى اقصى الارض.» — اعمال ١:٨.
«ذلك اليوم وتلك الساعة»
١٤ ايّ حض قدَّمه يسوع وبولس كلاهما في ما يتعلق ‹بالازمنة والاوقات،› وكيف ينبغي ان نتجاوب؟
١٤ عندما تُنجَز الشهادة العالمية الى الحد الذي يقصده يهوه، سيكون قد حان ‹يومه وساعته› لإنهاء هذا النظام العالمي. ولا يلزمنا ان نعرف التاريخ مسبقا. وهكذا، حضَّ الرسول بولس متَّبعا مثال يسوع: «وأما الازمنة والاوقات فلا حاجة لكم ايها الاخوة ان اكتب اليكم عنها. لأنكم انتم تعلمون بالتحقيق ان يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. لأنه حينما يقولون سلام و (أمن) حينئذ يفاجئهم هلاك بغتة كالمخاض للحبلى فلا ينجون.» لاحظوا تركيز بولس: «حينما يقولون.» نعم، حينما يتحدَّثون عن ‹السلام والامن› ستُنفَّذ دينونة اللّٰه فجأة اذ تكون متوقَّعة اقل. فكم هو ملائم نصح بولس: «فلا ننم اذًا كالباقين بل لنسهر ونصحُ»! — ١ تسالونيكي ٥:١-٣، ٦؛ انظروا ايضا الاعداد ٧-١١؛ اعمال ١:٧.
١٥، ١٦ (أ) لماذا ينبغي ألّا نظن ان هرمجدون ابعد مما كنا نعتقد؟ (ب) كيف يجب ان يتعظَّم سلطان يهوه في المستقبل القريب؟
١٥ هل تعني وجهة نظرنا الادقّ المتعلقة بـ «هذا الجيل» ان هرمجدون ابعد مما كنا نعتقد؟ كلا على الاطلاق! ومع اننا لم نعرف قط ‹اليوم والساعة،› فان يهوه اللّٰه يعرفهما دائما، وهو لا يتغيَّر. (ملاخي ٣:٦) ومن الواضح ان العالم ينحدر اكثر فأكثر الى الدمار النهائي. والحاجة الى البقاء مستيقظين هي اكثر الحاحا من ايّ وقت مضى. وقد كشف لنا يهوه «ما لا بد ان يكون عن قريب،» وينبغي ان نتجاوب بإدراك كامل للالحاح. — رؤيا ١:١؛ ١١:١٨؛ ١٦:١٤، ١٦.
١٦ فيما يقترب الوقت، ابقوا مستيقظين، لأن يهوه على وشك ان يجلب كارثة على نظام الشيطان كله! (ارميا ٢٥:٢٩-٣١) يقول يهوه: «اتعظَّم وأتقدَّس وأُعرَف في عيون امم كثيرة فيعلمون اني انا (يهوه).» (حزقيال ٣٨:٢٣) و «يوم (يهوه)» الحاسم هذا يقترب! — يوئيل ١:١٥؛ ٢:١، ٢؛ عاموس ٥:١٨-٢٠؛ زكريا ٢:٢، ٣.
‹سموات جديدة وأرض جديدة› بارَّة
١٧، ١٨ (أ) وفقا ليسوع وبطرس، كيف يزول «هذا الجيل»؟ (ب) لماذا ينبغي ان نسهر في ما يتعلق بالسلوك وأفعال التعبد التقوي؟
١٧ قال يسوع عن ‹كل هذه الامور التي لا بدّ ان تكون›: «السماء والارض تزولان ولكنَّ كلامي لا يزول.» (متى ٢٤:٣٤، ٣٥) كان يسوع على الارجح يفكِّر في «السماء والارض» — الحكام والمحكومين — في «هذا الجيل.» وقد استعمل الرسول بطرس كلمات مماثلة في الاشارة الى «السموات والارض الكائنة الآن،» التي هي «مخزونة . . . محفوظة للنار الى يوم الدين وهلاك الناس الفجار.» ويصف بعد ذلك كيف «سيأتي كلصّ في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات [الحكومية]» مع المجتمع البشري الفاسد، او «الارض،» وأعماله الاثيمة. ثم يحرضنا الرسول على ان نكون في ‹سيرة مقدسة وتقوى [فيما نحن] منتظرون وطالبون سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب.› وماذا يتبع؟ يلفت بطرس انتباهنا الى ‹سموات جديدة وأرض جديدة يسكن فيها البر.› — ٢ بطرس ٣:٧، ١٠-١٣.c
١٨ وهذه ‹السموات الجديدة،› حكم الملكوت بواسطة المسيح يسوع وملوكه العشراء، ستغدق البركات على مجتمع ‹الارض الجديدة› البار من الجنس البشري. فهل انتم عضو محتمَل في هذا المجتمع؟ اذا كان الامر كذلك، فلديكم سبب لتفرحوا بالمستقبل العظيم الذي ينتظركم! — اشعياء ٦٥:١٧-١٩؛ رؤيا ٢١:١-٥.
١٩ ايّ امتياز عظيم يمكن ان نتمتع به الآن؟
١٩ نعم، يتجمَّع الآن «جيل» بار من الجنس البشري. واليوم يزوِّد «العبد الامين الحكيم» الممسوح التعليم الالهي انسجاما مع الكلمات في المزمور ٧٨:١، ٤: «اصغَ يا شعبي الى شريعتي. أَميلوا آذانكم الى كلام فمي. . . . الى الجيل الآخِر مخبرين بتسابيح الرب وقوته وعجائبه التي صنع.» (متى ٢٤:٤٥-٤٧) في ١٤ نيسان من هذه السنة، في اكثر من ٥٠٠,٧٥ جماعة وفي نحو ٢٣٠ بلدا، حضر اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١٢ شخص حول الارض ذكرى موت المسيح. فهل كنتم بينهم؟ نأمل ان تؤمنوا بالمسيح يسوع و ‹تدعوا باسم يهوه للخلاص.› — رومية ١٠:١٠-١٣.
٢٠ بما ان «الوقت منذ الآن مقصَّر،» كيف يجب ان نبقى مستيقظين، وبأيّ توقُّع نصب اعيننا؟
٢٠ قال الرسول بولس: «الوقت منذ الآن مقصَّر.» لذلك هذا هو الوقت للبقاء مستيقظين والانشغال بعمل يهوه فيما نحتمل المحن والبغض التي يسبِّبها جيل شرير من الجنس البشري. (١ كورنثوس ٧:٢٩؛ متى ١٠:٢٢؛ ٢٤:١٣، ١٤) فلنبقَ ساهرين، ملاحظين كل الامور المنبَإ في الكتاب المقدس بأنها ستأتي على «هذا الجيل.» (لوقا ٢١:٣١-٣٣) وبالنجاة من هذه الامور وبالوقوف برضى الهي امام ابن الانسان، يمكن اخيرا ان ننال جائزة الحياة الابدية.
[الحواشي]
a من اجل معلومات مفصَّلة عن ‹السبعة الازمنة،› انظروا الصفحات ١٢٧-١٣٩، ١٨٦-١٨٩ من كتاب «ليأت ملكوتك،» اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.
b انظروا المجلد ١، الصفحة ٩١٨، من بصيرة في الاسفار المقدسة، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.
c انظروا ايضا الصفحات ١٥٢-١٥٦ و ١٨٠-١٨١ من حكومتنا العالمية القادمة — ملكوت اللّٰه، اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك، بالانكليزية.
-