مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٩٥ ٨/‏٧ ص ١٢-‏١٥
  • ‏‹شكرا لك يا امي لأنك جئتِ بي الى البيت›‏

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • ‏‹شكرا لك يا امي لأنك جئتِ بي الى البيت›‏
  • استيقظ!‏ ١٩٩٥
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • التمسُّك باقتناعاتنا
  • جهود لإنعاش تود
  • العودة الى البيت
  • الاعتناء بتود في البيت
  • مواجهة مشاكل الحياة اليومية
  • من قرائنا
    استيقظ!‏ ١٩٩٦
  • كيف يمكنني ان اجعل الناس يحبونني؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٨٩
  • لسنا سحرة ولا آلهة
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • حماية اولادكم من نقل الدم
    خدمتنا للملكوت ١٩٩٢
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٩٥
ع٩٥ ٨/‏٧ ص ١٢-‏١٥

‏‹شكرا لك يا امي لأنك جئتِ بي الى البيت›‏

كانت اعصابي تتوتر دائما عندما يذهب زوجي ڠلن ليطير بالطائرة،‏ وكنت انتظر عودته الى البيت بفارغ الصبر.‏ كان عادةً يطير من اجل المتعة.‏ أما هذه المرة فقد استُخدم ليلتقط بعض الصور الجوية.‏ فرافقه ابننا الاصغر تود.‏ كان ڠلن دائما طيارا حذرا ولم يقم قط بمجازفات غير ضرورية.‏

عندما رنَّ جرس الهاتف بعد ظهر يوم الاحد في ٢٥ نيسان ١٩٨٢،‏ أجبتُ وأنا اتوجَّس شرًّا.‏ كان المتكلم شقيق زوجي.‏ قال:‏ «لقد تعرَّض ڠلن وتود لحادث بالطائرة.‏ سنلاقيكِ في المستشفى.‏»‏

فصلَّيتُ مع ابني سكوت البالغ من العمر ١٣ سنة وهرعنا الى المستشفى.‏ ولمَّا وصلنا علمنا ان طائرة ڠلن تحطمت على بُعد نحو ٦٠ ميلا (‏١٠٠ كلم)‏ شمال مدينة نيويورك.‏ (‏لم يحدَّد السبب الفعلي للتحطم.‏)‏ وكان ڠلن وتود على قيد الحياة انما في حالة خطرة.‏

وقَّعتُ الاستمارات القانونية التي تسمح للمستشفى بتزويد العلاج اللازم.‏ ولكني كواحدة من شهود يهوه لم اكن لأوافق على نقل الدم.‏ فكان ذلك سينتهك وصية الكتاب المقدس ‹بالامتناع عن الدم.‏› (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ وكان ڠلن يحمل وثيقة طبية تذكر بوضوح اقتناعاته بهذا الشأن.‏ لكننا سمحنا للاطباء باستعمال الموسِّعات الحجمية غير الدموية.‏a

كان ڠلن يعاني اصابات جسيمة في رأسه وصدره.‏ ومات بعد ساعات قليلة.‏ وكان اصعب امر اضطررت الى فعله في حياتي هو ان ادخل قاعة الانتظار وأقول لابني سكوت ان اباه قد مات.‏ فتشبَّث بي وقال:‏ «ماذا سأفعل الآن؟‏ لقد فقدتُ اعزَّ صديق لي!‏» نعم،‏ كان ڠلن اعزَّ صديق لابنَيه كليهما،‏ اذ كان يقضي الوقت معهما في الاستجمام وفي العبادة.‏ وكان اعزَّ صديق لي انا ايضا وهو زوجي.‏ لقد كان موته خسارة مفجعة.‏

التمسُّك باقتناعاتنا

كُسرت احدى ساقي تود وإحدى اصابعه،‏ وتحطم عظما الوجنتين وأُصيب برضٍّ دماغي حاد.‏ ودخل في غيبوبة.‏ كم كان صعبا ان انظر الى ابني البالغ من العمر تسع سنوات،‏ الذي كان قبل ساعات نابضا بالحياة!‏ لقد كان تود دائما ولدا خفيف الحركة بشكل مبهج.‏ وكان كثير الكلام ويحب الغناء واللعب.‏ أما الآن فهو غير واعٍ حتى لوجودنا.‏

وإذ خشي الاطباء ان يحتاج تود الى عملية جراحية،‏ طلبوا ان اوافق على اجراء نقل للدم.‏ فرفضت.‏ وكان ردّ فعلهم الحصول على امر من المحكمة يسمح لهم باستعمال الدم.‏ ولكن تبين ان العملية لم تكن ضرورية،‏ فتود لم يعانِ نزفا داخليا.‏ ولكن بعد ايام قليلة قال لي الاطباء انهم على ايّ حال سيعطونه دما.‏ فصُعقنا!‏ وكان التفسير الوحيد الذي اعطانا اياه طبيبه هو «يلزمنا فعل ذلك!‏» لقد ضربوا بمعتقداتنا الدينية عرض الحائط وأعطوا تود ثلاث وحدات دم.‏ فشعرت بالعجز تماما.‏

ولعدة ايام بعد الحادث احتل خبرنا الصفحات الاولى.‏ وجعلت الصحيفة المحلية القراء يعتقدون ان ڠلن مات لأنه رفض الدم حتى انها اقتبست من طبيب محلي عبَّر عن هذه الفكرة!‏ لكنَّ ذلك لم يكن صحيحا.‏ وقد اكد الطبيب الشرعي لاحقا انه لم يكن ممكنا ان ينجو ڠلن من اصاباته الجسيمة في رأسه وصدره.‏ لكنَّ الامر الايجابي هو ان المحطة الاذاعية المحلية دعت بعض الخدام الشهود الى ايضاح موقفنا المؤسس على الكتاب المقدس.‏ ونتجت من ذلك دعاية حسنة،‏ وصار موقف شهود يهوه من مسألة الدم موضوعا شائعا للمناقشة في خدمتنا من باب الى باب.‏

جهود لإنعاش تود

كان تود لا يزال في غيبوبة.‏ ثم في ١٣ ايار كانت ممرضة تقلِّبه على فراشه،‏ وفتح اخيرا عينيه!‏ فعانقتُه وحاولت ان احدِّثه،‏ انما دون استجابة.‏ حتى انه لم يكن قادرا على الطرف بعينيه او الضغط على يدي.‏ ولكن من ذلك الوقت فصاعدا ابتدأ يستمر في التحسن.‏ وعندما كنا ندخل غرفته،‏ كان رأسه يدور نحو الباب.‏ وعندما كنا نكلمه،‏ كان ينظر الينا.‏ فهل كان تود يعرف فعلا اننا هنا؟‏ لم نكن نعرف.‏ لذلك ابتدأنا نعمل على ابقائه منبَّها ذهنيا وجسديا.‏ ومن اليوم الاول كنا نحدِّثه ونقرأ عليه ونُسمعه كسيتات موسيقية وكسيتات لها علاقة بالكتاب المقدس.‏ حتى اني كنت اعزف له على ڠيتاري.‏ لقد كان ذلك علاجا لكلينا.‏

حصلنا على عون كبير من الجماعة المحلية لشهود يهوه.‏ تذكَّر ابني الاكبر سكوت مؤخرا:‏ «استقبلتني عائلتان في بيتهما كما لو كنت ابنهما،‏ وكانوا يأخذونني في ايام العطل معهم.‏» وبالاضافة الى ذلك،‏ كان البعض يجزّون العشب امام بيتنا،‏ يغسلون ثيابنا،‏ ويعدّون لنا الطعام.‏ وكان الاصدقاء وأفراد العائلة يتناوبون ايضا على البقاء كل الليل مع تود في المستشفى.‏

ولكن لم يكن تود قادرا طوال اسابيع على الاستجابة لهذا الاهتمام —‏ ولا حتى بابتسامة.‏ ثم أُصيب بذات الرئة.‏ فطلب الطبيب إذني لربط تود من جديد بجهاز تنفس اصطناعي.‏ وكان الخطر ان يعتمد عليه بشكل دائم.‏ تخيلوا هذا:‏ لقد أُلقي على عاتقي اتِّخاذ هذا القرار المتعلق بالحياة او الموت!‏ مع انه في حالة نقل الدم لم تُحترم رغباتي على الاطلاق!‏ على اية حال،‏ اخترنا استعمال جهاز التنفس الاصطناعي ورجَوْنا الخير.‏

بعد ظهر ذلك اليوم ذهبت الى البيت لأرتاح.‏ وكان مسؤول حكومي واقفا في المرجة امام منزلي.‏ فأعلمنا انه يجب ان نبيع بيتنا لفسح المجال امام توسيع الطريق.‏ ازمة كبيرة اخرى كان علينا ان نواجهها الآن.‏ كنت اقول دائما للآخرين ان يهوه لا يدعنا ابدا نحمل اكثر مما نتحمل.‏ وكنت اقتبس كلمات ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏:‏ «فتواضعوا تحت يد اللّٰه القوية لكي يرفعكم في حينه ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم.‏» والآن يُمتحن ايماني وثقتي باللّٰه بشكل لم يسبق له مثيل.‏

مرت بضعة اسابيع وتود يصاب بخمج بعد آخر.‏ وكانت الايام حافلة بفحوص الدم،‏ اجراءات البَزْل القَطَني (‏استخراج السائل من العمود الفقري)‏،‏ صوَر المسح scans العظمي،‏ صوَر المسح الدماغي،‏ اجراءات البَزْل الرئوي،‏ وصوَر لا تنتهي بالاشعة السينية.‏ وأخيرا،‏ بحلول شهر آب،‏ عادت درجة حرارة تود الى طبيعتها.‏ وفي آب نُزع انبوب الإطعام والانبوب الرغامي الذي كان قد أُدخل فيه لتسهيل التنفس!‏ وعندئذ واجهنا اكبر تحدٍّ.‏

العودة الى البيت

كان الاطباء قد قالوا لنا ان الافضل لتود هو وضعه في مستشفى خاص.‏ وذكَّرَنا احد الاطباء انه يجب ان نعيش سكوت وأنا حياتنا الخاصة.‏ حتى ان الاصدقاء الحسني النية قالوا امرا مماثلا.‏ لكنهم لم يدركوا ان تود كان جزءا كبيرا من حياتنا!‏ وإذا تمكنَّا من الاعتناء به في البيت،‏ فسيكون محاطا بالذين يحبونه ويشاركونه في ايمانه.‏

اشترينا كرسيا ذا دواليب وسرير مستشفيات.‏ وبمساعدة بعض الاصدقاء ازلنا الجدار في غرفة نومي،‏ ركَّبنا بعض الابواب الزجاجية المنزلقة،‏ وأنشأنا ارضية مسطحة خارج البيت مع منحدر بحيث نتمكن من اخذ تود بكرسيه الى غرفته مباشرة.‏

وفي صباح ١٩ آب حان الوقت لنجلب الى البيت ابني الذي لا يزال في شبه غيبوبة.‏ كان بإمكان تود ان يفتح عينيه ويحرك رِجله ويده اليمنيين قليلا،‏ لكنَّ طبيبه توقع انه لن يتحسن اكثر.‏ وبعد اسابيع قليلة اخذنا تود الى طبيب اعصاب معروف جيدا،‏ فكرَّر لنا تلك الكلمات.‏ ومع ذلك،‏ كم كان رائعا الشعور الذي احسسناه عندما جئنا به الى البيت!‏ كانت امي وبعض الاصدقاء الاحماء هناك في انتظارنا.‏ حتى اننا ذهبنا في ذلك المساء الى قاعة الملكوت معا.‏ وكان ذلك تجربتنا الاولى للجهد الهائل الذي سيتطلبه الاعتناء بتود.‏

الاعتناء بتود في البيت

تبين ان الاعتناء بمعاق عمل يتطلب مقدارا هائلا من الوقت.‏ فكان يلزم تود اكثر من ساعة لكي يتناول وجبة واحدة.‏ ولا يزال يلزمني نحو ساعة من الوقت لكي احمِّمه بإسفنجة،‏ أُلبسه،‏ وأغسل شعره.‏ ويستغرق الحمام العلاجي بالماء الساخن المتحرك ساعتين كاملتين.‏ والتنقل مهمة صعبة،‏ اذ يتطلب جهدا جسديا كبيرا.‏ ومع ان تود تحسَّن كثيرا مؤخرا،‏ فهو يلاقي صعوبة كبيرة في الجلوس مستقيما،‏ حتى بمساعدة كرسي ذي دواليب قابل للتعديل؛‏ فكان عليه عادةً ان يتمدد على الارض.‏ وقد جلست طوال سنوات معه على الارض في مؤخرة قاعة الملكوت.‏ لكننا لم ندع ذلك يوقفنا عن حضور الاجتماعات المسيحية،‏ وكنا عموما نصل في الوقت المحدد.‏

وبانت نتائج جهودنا الصبورة.‏ لقد اعتقد الاطباء لفترة ان الحادث جعل تود اصم وأعمى.‏ ولكن قبل الحادث كنت قد ابتدأت اعلِّم ابنيَّ لغة الاشارة.‏ وخلال الاسبوع الاول في البيت ابتدأ تود يجيب بالاشارة بنعم او لا عن الاسئلة التي نطرحها عليه.‏ ثم نمَّى القدرة على الدلالة بإصبعه.‏ فكنا نريه صور الاصدقاء ونطلب منه ان يدلَّ بإصبعه على بعض منهم لنرى ما اذا كان يعرفهم،‏ وكان يفعل ذلك بدقة بالغة.‏ واستطاع ايضا ان يعرف الاعداد والاحرف بشكل صحيح.‏ ثم تقدَّمنا الى الكلمات.‏ لقد كانت مهاراته الادراكية سليمة!‏ وفي تشرين الثاني،‏ بعد سبعة اشهر فقط من الحادث،‏ حدث امر انتظرناه طويلا.‏

لقد ابتسم تود.‏ وبحلول كانون الثاني رافقت ابتسامته ضحكة.‏

وكما تذكرون،‏ أُجبرنا على بيع بيتنا.‏ ولكن «رُبَّ ضارّة نافعة،‏» لأن بيتنا المؤلف من طابقين كان صغيرا ويعيق كثيرا تحرُّك تود بسهولة.‏ وبالمال القليل الذي معنا،‏ كان صعبا جدا ايجاد بيت يلبِّي حاجاتنا.‏ ولكنَّ وكيلا عقاريا لطيفا وجد بيتا كهذا.‏ كان المنزل ملكا لأرمل كانت زوجته تستعمل كرسيا ذا دواليب؛‏ وكان قد صُمِّم بطريقة تلائم حاجاتها.‏ انه مناسب تماما لتود!‏

طبعا،‏ كان البيت بحاجة الى تنظيف ودَهْن.‏ ولكن عندما كنا مستعدين للدَّهن،‏ وصل اكثر من ٢٥ صديقا من جماعتنا حاملين في ايديهم الدحاريج وفراشي الدَّهن.‏

مواجهة مشاكل الحياة اليومية

كان ڠلن مَن يهتم دائما بشؤون العائلة المالية،‏ الفواتير،‏ وما الى ذلك.‏ وكنت قادرة على الاهتمام بهذا الشأن الحياتي بقليل من المشقة.‏ لكنَّ ڠلن لم يشعر بأهمية كتابة وصية او اجراء تأمين مناسب.‏ ولو خصَّص الوقت للاهتمام بهذه الامور لَكُنَّا تفادينا صعوبات مالية كثيرة —‏ مشاكل مستمرة حتى هذا اليوم.‏ وبسبب اختبارنا ابتدأ كثيرون من اصدقائنا يولون مثل هذه المسائل اهتمامهم.‏

كان اشباع حاجاتنا العاطفية والروحية تحدِّيا آخر ايضا.‏ فبعد ان عاد تود الى البيت من المستشفى،‏ تصرَّف البعض كما لو ان الازمة انتهت.‏ لكنَّ سكوت بقي بحاجة الى المساعدة والتشجيع.‏ وستبقى دائما البطاقات والرسائل والاتصالات الهاتفية التي تلقيناها ذكريات عزيزة علينا.‏ اتذكر رسالة من شخص قدَّم لنا مساعدة مالية.‏ ذكرت الرسالة:‏ «انا لن اوقِّع الرسالة،‏ لأني لا اريد ان تشكروني بل ان تشكروا يهوه،‏ لأنه هو مَن يدفعنا الى اظهار المحبة واحدنا للآخر.‏»‏

ومع ذلك تعلَّمنا ان لا نعتمد كاملا على الآخرين من اجل التشجيع بل ان نتخذ خطوات ايجابية لمساعدة انفسنا.‏ وعندما اشعر بالكآ‌بة،‏ كثيرا ما احاول التفكير في الآخرين.‏ انا احب الخَبز والطهو،‏ وأدعو الاصدقاء من وقت الى آخر او اخبز بعض الاشياء وأوزِّعها عليهم.‏ وعندما اكون فعلا مجهَدة او بحاجة الى الراحة،‏ اتسلَّم دائما دعوة الى تناول العشاء او الغداء او قضاء نهاية اسبوع مع الاصدقاء.‏ حتى انه احيانا يبدي احد الاستعداد للبقاء مع تود فترة من الوقت كي اتمكن من الذهاب لانجاز بعض الاعمال او لكي اتسوَّق.‏

وكان ابني الاكبر سكوت بركة رائعة هو ايضا.‏ فكلما كان ممكنا،‏ كان سكوت يأخذ تود معه الى التجمعات الاجتماعية.‏ وكان دائما مستعدا للمساعدة بطريقة او بأخرى للاعتناء بتود،‏ ولم يتذمر قط من المسؤولية الشاقة التي وقعت عليه.‏ قال سكوت مرة:‏ «اذا وجدت نفسي احيانا اتمنى لو كانت حياتي ‹طبيعية› اكثر،‏ اتذكر في الحال كيف ان اختباري قرَّبني اكثر الى اللّٰه.‏» أشكر يهوه كل يوم لأنه رزقني بابن محب وذي ميل روحي.‏ وهو يخدم في جماعته كخادم مساعد ويتمتع بالخدمة كمبشِّر كامل الوقت مع زوجته.‏

وماذا عن تود؟‏ ظلت حالته تتحسن باستمرار.‏ وبعد سنتين تقريبا ابتدأ ينطق من جديد.‏ في البداية كان يتفوه بكلمات قليلة،‏ ثم صارت جملا.‏ وهو الآن قادر حتى على التعبير عن افكاره في الاجتماعات المسيحية.‏ وهو يبذل جهدا كبيرا ليتكلم بطلاقة اكثر،‏ وقد ساعدته المعالجة المقوِّمة للنطق.‏ ولا يزال يحب الغناء —‏ وخصوصا الترنيم في قاعة الملكوت.‏ وهو ايضا متفائل دائما.‏ وبإمكانه الآن الوقوف مستعينا بممشاة.‏ وقد سنحت لنا ذات مرة فرصة إخبار جزء من اختبارنا في محفل لشهود يهوه.‏ وعندما سئل تود عما يرغب في قوله لجميع الاصدقاء في المحفل،‏ قال:‏ «لا تقلقوا.‏ سأتحسَّن.‏»‏

نحن ننسب كل الفضل الى يهوه لأنه دعمنا في كل ذلك.‏ وقد تعلمنا فعلا ان نعتمد عليه بشكل لم يسبق له مثيل.‏ وكل الليالي التي لم نذق فيها طعم النوم،‏ كل العمل الشاق في الاهتمام بحاجات وراحة تود الشخصية،‏ كل التضحيات التي بذلناها قد اجدت نفعا.‏ منذ بعض الوقت،‏ عندما كنا نتناول الفطور،‏ نظرت الى تود وإذا به يحدِّق اليَّ وقد ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه.‏ وقال:‏ «انا احبكِ يا امي.‏ شكرا لك لأنك جئتِ بي الى البيت من المستشفى.‏» —‏ كما روته روز ماري بودي.‏

‏[الحاشية]‏

a للحصول على معلومات عن نظرة الكتاب المقدس الى نقل الدم واستخدام المنتجات غير الدموية،‏ انظروا الكراسة ‏«كيف يمكن للدم ان ينقذ حياتكم؟‏»‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٣]‏

اصعب امر كان ان اقول لابني سكوت ان اباه قد مات

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

مع ابنيَّ

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة