-
ادمغة الاطفال الرهيبة هذه!استيقظ! ١٩٨٨ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
ففي سنتين يتعلم الطفل لغة معقدة لمجرد تعرضه لها. واذا كان يسمع لغتين فانه يتعلمهما كلتيهما. واذا كان يُنطق بثلاث فانه يتعلم الثلاث معا. وقد علَّم رجل اولاده الصغار خمس لغات في آن واحد — اليابانية، الايطالية، الالمانية، الفرنسية والانكليزية. وعرَّضت امرأة ابنتها لعدة لغات، وما ان بلغت الطفلة الخامسة حتى امست قادرة على التكلم بثماني لغات بفصاحة. وعادة يصعب على البالغين تعلّم اللغات، ولكنه عند الاطفال يأتي بشكل طبيعي جدا.
وما اللغة سوى مثال واحد على القدرات المبرمجة وراثيا في ادمغة الاطفال. فالقدرات الموسيقية والفنية، التناسق العضلي، الحاجة الى معنى وقصد، الضمير والقيم الادبية، عدم الانانية والمحبة، الايمان والحافز الى العبادة — تعتمد كلها على اجهزة متخصصة في الدماغ. (انظروا اعمال ١٧:٢٧.) وبكلمات اخرى، ان شبكات الخلايا العصبية المؤسسة وراثيا مبرمجة مسبقا خصوصا لتتقبّل تطور هذه وغيرها من القدرات والامكانيات.
ولكن أدركوا ان هذه لا تكون عند الولادة سوى امكانيات، قابليات، نزعات. فيجب ان تكون هنالك معلومات لجعلها تزدهر. ويجب ان تتعرض للاختبارات او البيئات او الدراسات الملائمة لتصير حقائق. وهنالك ايضا جدول وقت صحيح كي يكون مثل هذا التعرّض اكثر فعالية، وخصوصا في حالة الاطفال.
-
-
الدَّفع من اجل النبوغاستيقظ! ١٩٨٨ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الدَّفع من اجل النبوغ
«كان يمكن ان يزخر العالم بعمالقة الفكر كاينشتاين، شكسبير، بتهوفن، ليوناردو دا فينشي، لو علَّمنا اطفالا عوض ان نعلم اولادا.» — الدكتور غلين دومَن، مدير معاهد انجاز الامكانية البشرية.
«اذاً لا يولد طفل نابغةً، ولا يولد احد غبياً. فذلك كله يعتمد على تنبيه خلايا الدماغ خلال السنوات الحاسمة. وهذه السنوات هي من الولادة الى الثلاث سنوات. وعند روضة الاطفال يكون قد فات الاوان.» — مسارو ابوكا، مؤلف كتاب «عند روضة الاطفال يكون قد فات الاوان!»
ان الامكانية الرهيبة لادمغة الاطفال تقدم للآباء قرارا. فمتى تبتدئون تدريبا خصوصيا؟ ماذا تعلِّمونهم؟ وكم؟ بأية سرعة؟ كانت بعض النتائج مذهلة: اولاد صغار بين الثانية والخامسة من العمر يقرأون، يكتبون، يتكلمون لغتين او اكثر، يعزفون موسيقى كلاسيكية على الكمان والبيانو، يمتطون الخيول، يسبحون، يمارسون الرياضة الجمنازية.
والهدف في معظم الاحوال هو العقلي عوضا عن الجسدي. فهنالك ابن سنتين يعدّ حتى الـ ١٠٠، يجمع بدقة، لديه مفردات تبلغ ٠٠٠,٢ كلمة، يقرأ جملا من ٥ كلمات، وقد طوَّر طبقة صوت كاملة. وهنالك ابن ثلاث سنوات يسمّي اجزاء الخلية عندما يشيرون اليها على الرسم: الحبيبات الخيطية، الشبكة البلازمية الداخلية، اجسام غولجي، المُريكزات، الجويفات، الصبغيات، وهلم جرا. وابن ثلاث سنوات آخر يعزف على الكمان. وابن اربع سنوات ينقل اللغة اليابانية والفرنسية الى الانكليزية. ويزعم معلِّم يدرِّس الاولاد الصغار الرياضيات: «اذا رميتُ ٥٩ بنسا على الارض يستطيع اولادنا اخبارك على الفور انها ٥٩ وليس ٥٨.»
-