مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الحساسية لمواد كيميائية متعددة —‏ داء غامض
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • الحساسية لمواد كيميائية متعددة —‏ داء غامض

      كان منزل پام يقع في منطقة سكنية تحيط بها حقول القطن.‏ وكانت الطائرات ترش الحقول قانونيا بمبيدات الاعشاب ومبيدات الآفات،‏ وغالبا ما كان الهواء يحمل الفضلات الكيميائية الى المنازل المجاورة بما فيها منزل پام.‏

      بدأت پام تعاني صداعا وغثيانا شديدين،‏ وتدهورت صحتها.‏ ومع مرور الوقت،‏ صارت تتأثر بمواد لم يكن لها ظاهريا علاقة بمبيدات الآفات:‏ العطور،‏ مزيلات الروائح،‏ غسول الجسم،‏ مواد التنظيف،‏ الطلاء،‏ سجّادة جديدة،‏ دخان السجائر،‏ معطِّرات الجو،‏ ومواد اخرى.‏ وهذه الاعراض هي من الاعراض الناجمة عموما عن داء محيِّر يدعى الحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏a

      اوضحت پام لمجلة استيقظ!‏:‏ «عندما اتعرض للمواد الكيميائية الشائع استعمالها،‏ يصيبني تعب شديد وكذلك تيهان،‏ دوار،‏ وغثيان.‏ ينتفخ جسمي وبين الحين والآخر اعاني ضيقا في النفس،‏ نوبات هلع يرافقها بكاء يتعذر علي ضبطه،‏ خفقان قلب،‏ ازديادا في سرعة النبض،‏ وتمتلئ رئتاي بالسائل.‏ وقد ادّى ذلك الى اصابتي بذات الرئة».‏

      فيما تختلف الاعراض التي ترافق هذه الحساسية باختلاف الاشخاص،‏ فهي تشمل الصداع،‏ التعب الشديد،‏ ألما في العضلات،‏ ألما في المفاصل،‏ الاكزيما،‏ الطفح الجلدي،‏ اعراضا تشبه اعراض الانفلوَنزا،‏ الربو،‏ مشكلة في الجيوب الأنفية،‏ القلق،‏ الكآ‌بة،‏ ضعفا في الذاكرة،‏ صعوبة في التركيز،‏ أرقا،‏ عدم انتظام في نبضات القلب،‏ نفخة،‏ غثيانا،‏ تقيُّؤا،‏ مشاكل في الامعاء،‏ واختلاجات.‏ طبعا،‏ ان العديد من هذه الاعراض يمكن ان تسببه ايضا امراض اخرى.‏

      الحساسية لمواد كيميائية متعددة —‏ مشكلة تتفاقم

      في الولايات المتحدة،‏ تذكر استطلاعات شملت مجموعات مختلفة من الناس ان ما يتراوح بين ١٥ و ٣٧ في المئة من السكان يعتبرون انفسهم حساسين جدا للمواد والروائح الكيميائية الشائعة،‏ مثل دخان السيارات،‏ دخان السجائر،‏ الطلاء الجديد،‏ السجادات الجديدة،‏ والعطور.‏ لكنَّ ٥ في المئة فقط او اقل،‏ حسب سن المجموعات التي شملها الاستطلاع،‏ قالوا ان التشخيص كشف اصابتهم بالحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏ وثلاثة ارباع هذا العدد تقريبا هم نساء.‏

      ويذكر كثيرون ممَّن يعانون هذا الداء ان مبيدات الآفات والمذيبات هي السبب.‏ فالمنتجان كلاهما شائعان في البيئة وخصوصا المذيبات.‏ والمذيبات هي مواد طيَّارة (‏سريعة التبخر)‏ تنثر او تذيب مواد اخرى.‏ وهي موجودة في الطلاء،‏ الورنيش،‏ المواد اللاصقة،‏ مبيدات الآفات،‏ ومحاليل التنظيف.‏

      وفي المقالتين التاليتين،‏ سنتحدث اكثر عن الحساسية لمواد كيميائية متعددة،‏ ونناقش المساعدة المتوفرة لمَن يعانون هذه الحالة.‏ وسنرى كيف يمكن للمصابين وغير المصابين بهذه الحساسية ان يتعاونوا لجعل الحياة امتع لمن يعانونها.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a رغم استعمالنا عبارة «حساسية لمواد كيميائية متعددة» في هذه المقالات،‏ يمكن الاشارة الى هذا الداء بعبارات عديدة اخرى مثل:‏ «الاعتلال البيئي» و «متلازمة الحساسية المفرطة للمواد الكيميائية».‏ وتشير كلمة «حساسية» هنا الى تأثر المرء بكميات من المواد الكيميائية لا تؤثر ظاهريا في معظم الاشخاص.‏

  • عندما تمرضكم المواد الكيميائية
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • عندما تمرضكم المواد الكيميائية

      هنالك اوجه عديدة محيِّرة للحساسية التي تسببها مواد كيميائية متعددة.‏ ولذلك من البديهي ان تختلف آراء الاطباء بشأن طبيعة هذه الحالة.‏ فبعضهم يعتقد السبب جسديا والبعض الآخر نفسيا؛‏ وآخرون يشيرون الى العاملين الجسدي والنفسي معا.‏ ويقترح بعض الاطباء ان هذه الحساسية قد تمثّل مجموعة من عدة امراض.‏a

      يقول مرضى كثيرون ان سبب اصابتهم بالداء هو تعرضهم دفعة واحدة لكمية كبيرة من مادة سامة مثل مبيد للآفات.‏ ويشير آخرون الى التعرض المتكرر او المزمن لكميات اقل من السموم.‏ وعندما يُصاب الاشخاص بهذه الحساسية تظهر عليهم اعراض مختلفة تسببها مواد كيميائية متعددة لا يبدو انها تمت بصلة بعضها الى بعض ولم تكن سابقا لتزعجهم،‏ مثل العطور ومواد التنظيف.‏ ومن هنا اتت عبارة «الحساسية لمواد كيميائية متعددة».‏ تأملوا مثلا في حالة جويس.‏

      التقطت جويس قمل الرأس من المدرسة،‏ فرُشَّ رأسها بمبيد للآفات.‏ اثر ذلك تدهورت صحتها،‏ ولم تعد تقوى على تحمل مواد كيميائية كثيرة لم تكن تؤثر فيها سابقا،‏ كمواد التنظيف المنزلي،‏ معطِّرات الجو،‏ العطور،‏ مستحضرات غسل الشعر،‏ والبنزين.‏ تقول جويس:‏ «تنتفخ عيناي بحيث تصير الرؤية صعبة،‏ وتلتهب جيوبي الأنفية فتسبب لي صداعا وغثيانا شديدين يمرضانني عدة أيام .‏ .‏ .‏ وقد أُصبت بذات الرئة مرارا وتكرارا حتى تعبت رئتاي وصارتا كرئتي شخص يدخن منذ ٤٠ سنة —‏ وأنا لم ادخن قط!‏».‏

      اما التعرض المزمن لمعدل اقل من السموم،‏ والذي أُدرج ايضا كسبب للاصابة بهذا الداء،‏ فقد يحدث خارج او داخل الاماكن المغلقة.‏ وفي الواقع،‏ ادّى في العقود الاخيرة الازدياد السريع للامراض التي سببها تلوّث الهواء داخل الاماكن المغلقة الى ابتكار عبارة «متلازمة الابنية المريضة».‏

      متلازمة الابنية المريضة

      ظهرت متلازمة الابنية المريضة في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ عندما استُبدل الكثير من المنازل،‏ المدارس،‏ والمكاتب ذات التهوية الطبيعية بأبنية مغلقة بإحكام ومزودة بمكيفات هواء من اجل المحافظة على الطاقة.‏ وغالبا ما تُستعمل في هذه الابنية ومفروشاتها مواد عازلة،‏ خشب معالَج،‏ مواد لاصقة طيّارة،‏ اقمشة وسجادات اصطناعية.‏

      والكثير من هذه المواد،‏ وخصوصا عندما يكون جديدا،‏ يُطلِق في الهواء المعاد تمريره عبر المكيّفات نسبا قليلة من المواد الكيميائية التي يُحتمل ان تكون مؤذية،‏ مثل الفورمالديهايد.‏ وتزيد السجادات المشكلة تفاقما لأنها تمتص مختلف مواد التنظيف والمذيبات ثم تطلقها بعد ذلك في الهواء على مدى فترة طويلة من الزمن.‏ يقول كتاب التعرض للمواد الكيميائية —‏ كميات قليلة ومخاطر كبيرة (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان اكثر ملوِّثات الهواء انتشارا داخل الابنية هي الابخرة التي تطلقها مختلف المذيبات».‏ ويذكر الكتاب ايضا ان «المذيبات»،‏ في المقابل،‏ «هي بين اكثر المواد الكيميائية التي يعتبرها المرضى المصابون بالحساسية للمواد الكيميائية سبب علتهم».‏

      فيما يبدو ان معظم الناس قادرون على التكيف مع البيئة داخل هذه الابنية،‏ تظهر على البعض اعراض بدءا من الربو ومشاكل اخرى في مجرى التنفس الى الصداع والشعور بالكسل.‏ وتختفي هذه الاعراض عموما عندما يترك المصابون هذه البيئة.‏ لكن في بعض الحالات،‏ «قد يصاب الاشخاص بالحساسية لمواد كيميائية متعددة»،‏ كما تقول المجلة الطبية البريطانية ذا لانست.‏ لكن لمَ يمرض البعض بسبب المواد الكيميائية في حين لا يتأثر البعض الآخر؟‏ انه لسؤال وجيه اذ يصعب على بعض الاشخاص غير المصابين تفهم حالة الذين يصابون بهذا الداء.‏

      كلٌّ منا فريد

      يحسن بنا ان نتذكر ان كل واحد منا يتأثر بشكل يختلف عن الآخر عندما يتعرض لشتى العوامل سواء كانت مواد كيميائية،‏ جراثيم،‏ او ڤيروسات.‏ وكيفية تأثرنا هذه تتعلق بتركيبنا الوراثي،‏ عمرنا،‏ جنسنا،‏ حالتنا الصحية،‏ الادوية التي ربما نتناولها،‏ مرض نعانيه،‏ وعوامل متعلقة بنمط الحياة مثل الافراط في شرب الكحول،‏ التدخين،‏ وتعاطي المخدرات.‏

      ففي ما يتعلق بالعقاقير،‏ مثلا،‏ يحدد تكوينكم الفريد «هل سينفع العقار او لا والتأثيرات الجانبية التي قد تنتج» كما تقول مجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏.‏ وبعض هذه التأثيرات الجانبية قد تكون خطيرة،‏ وقد تؤدي حتى الى الموت.‏ فعادة،‏ تتخلص الپروتينات المدعوة انزيمات من المواد الكيميائية الغريبة،‏ كالمواد الكيميائية الموجودة في العقاقير والمواد الملوِّثة التي تمتصها اجسامنا خلال النشاطات اليومية.‏ لكن اذا كان في هذه الانزيمات «المنظِّفة» عيب،‏ ربما بسبب الوراثة،‏ ضرر سابق سبَّبته السموم،‏ او نظام غذائي سيِّئ،‏ يمكن ان تتراكم المواد الكيميائية الغريبة في الجسم وتبلغ مستويات خطرة.‏b

      وتشبَّه الحساسية لمواد كيميائية متعددة بمجموعة اضطرابات دموية متعلقة بالانزيمات تدعى اضطرابات داء الپرفيريّة.‏ فغالبا ما يتأثر المصابون ببعض انواع الپرفيريّة والمصابون بالحساسية لمواد كيميائية متعددة بطريقة مماثلة حين يتعرضون للمواد الكيميائية،‏ من دخان المركبات الآلية الى العطور.‏

      العقل ايضا يتأثر

      احدى المصابات بالحساسية لمواد كيميائية متعددة اخبرت استيقظ!‏ ان بعض المواد الكيميائية الشائعة الاستعمال تجعلها تشعر بأنها مخدَّرة.‏ قالت:‏ «اعاني تغييرات في شخصيتي —‏ أصبح غضبى،‏ متوترة،‏ خائفة،‏ كسولة،‏ وأُستفز بسرعة.‏ .‏ .‏ .‏ ويمكن ان تدوم هذه الاعراض من ساعات قليلة الى ايام عديدة».‏ بعد ذلك تشعر بأعراض جسدية شبيهة بتلك التي يخلّفها الافراط في شرب الكحول وتعاني الكآ‌بة بدرجات متفاوتة.‏

      وهذه التأثيرات مألوفة لدى الاشخاص المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏ تقول الطبيبة كلوديا ميلر:‏ «يخبر اكثر من اثني عشر بلدا عن اصابة اشخاص بمشاكل نفسية جرى التأكد انها نتيجة تعرضهم لمواد كيميائية،‏ سواء كان تعرضا لمبيد حشرات او معاناة [متلازمة] الابنية المريضة.‏ .‏ .‏ .‏ نحن نعلم ان العمال الذين يتعرضون للمذيبات يزيد احتمال اصابتهم بنوبات الهلع والكآ‌بة.‏ .‏ .‏ .‏ لذلك ينبغي ان ننتبه جيدا ونتذكر ان الدماغ ربما هو اكثر اعضاء الجسم تأثرا بالمواد الكيميائية اذا تعرض لها».‏

      رغم ان التعرض للمواد الكيميائية يمكن ان يؤدي الى مشاكل نفسية،‏ يعتقد اطباء كثيرون ان العكس صحيح ايضا،‏ اي ان المشاكل النفسية يمكن ان تساهم في الاصابة بالحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏ ان الطبيبة ميلر المذكورة آنفا والدكتور نيكولاس آشفورد يعتقدان اعتقادا راسخا ان اسباب هذه الحساسية جسدية،‏ ورغم ذلك يعترفان ان «الحوادث الاجتماعية النفسية مثل الطلاق او موت رفيق الزواج،‏ يمكن ان تعوق عمل الجهاز المناعي وقد تجعل بعض الاشخاص حساسين اكثر من غيرهم لكميات قليلة من المواد الكيميائية.‏ ولا ريب ان العلاقة بين النظامين النفسي والفيزيولوجي معقدة».‏ والطبيبة شيري روجرز،‏ التي تعتقد هي ايضا ان الاسباب الجسدية هي وراء هذا الداء،‏ تذكر ان «الاجهاد يجعل المرء حساسا اكثر للمواد الكيميائية».‏

      فهل هنالك ما يمكن للمصابين بهذه الحساسية ان يفعلوه لتحسين صحتهم او على الاقل تخفيف اعراضهم؟‏

      مساعدة المصابين

      رغم انه ما من علاج معروف لهذا الداء،‏ فقد استطاع مرضى كثيرون ان يخففوا اعراضهم،‏ واستطاع آخرون متابعة حياتهم بشكل شبه طبيعي.‏ فما الذي ساعدهم على التغلب على هذه المشكلة؟‏ يقول البعض انهم استفادوا باتباع نصيحة طبيبهم،‏ وهي ان يتجنبوا قدر المستطاع المواد الكيميائية التي تسبب لهم الاعراض.‏c تذكر جودي التي تعاني هذا المرض ان هذه النصيحة تنجح في حالتها.‏ ففيما كانت تستعيد عافيتها بعد اصابتها بڤيروس إپشتاين-‏بار،‏ افرطت في التعرض لمبيد آفات داخل منزلها فأصيبت بالتالي بالحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏

      تؤثر في جودي اصناف كثيرة من المواد الكيميائية المنزلية شأنها شأن الكثيرين المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏ لذلك تنظف وتغسل بالصابون الصِّرف وبيكربونات الصودا.‏ وهي تجد الخلّ فعالا جدا كمنعِّم للقماش.‏ ولا يوجد في خزانة ملابسها وغرفة نومها سوى الاقمشة المصنوعة من مواد طبيعية.‏ كما ان زوجها لا يضع ثيابه الآتية من المصبغة في خزانتهما حتى تكون قد تهوَّت عدة أسابيع في مكان مهوًّى جيدا.‏

      طبعا،‏ في عالم اليوم قد لا يتمكن المصابون بهذه الحساسية من تجنب التعرض لكل المواد الكيميائية التي تسبب المشاكل.‏ تقول مجلة طبيب العائلة الاميركية (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الاعاقة الرئيسية التي تسببها الحساسية لمواد كيميائية متعددة هي انعزال المريض وانسحابه من المجتمع في محاولة لتجنب المواد الكيميائية».‏ وتنصح المقالة المرضى ان يعملوا ويختلطوا بالمجتمع،‏ ويزيدوا نشاطهم تدريجيا،‏ وذلك تحت اشراف طبي.‏ وفي الوقت نفسه،‏ ينبغي ان يحاولوا السيطرة على نوبات الهلع وخفقان القلب بتعلم الاسترخاء وضبط التنفس.‏ والهدف هو مساعدة المرضى على التكيّف تدريجيا مع المواد الكيميائية التي يتعرضون لها عوض الغاء هذه المواد كاملا من حياتهم.‏

      طريقة اخرى للمعالجة هي اخذ قسط واف من النوم العميق.‏ دايڤيد،‏ الذي كان مصابا بالحساسية لمواد كيميائية متعددة وشُفي تقريبا منها،‏ يعزو جزءا من شفائه الى النوم في غرفة يدخلها الكثير من الهواء المنعش.‏ ويجد ارنست وزوجته لورين،‏ وكلاهما مصابان بهذه الحساسية،‏ ان «قسطا وافيا من النوم العميق يساعد كثيرا على تحمل المواد الكيميائية التي لا مفر من التعرض لها خلال اليوم».‏

      والتغذية الجيدة،‏ طبعا،‏ هي ضرورية دائما للمحافظة على الصحة واستعادتها.‏ لقد اعتُبرت في الواقع «العنصر الاكثر اهمية للعناية والمحافظة على الصحة».‏ ولكي يتمكن الجسم من استعادة عافيته قدر المستطاع،‏ يلزم ان تعمل اجهزته بفعالية.‏ وتناول مكمِّلات غذائية قد يكون مساعدا.‏

      تساهم التمارين الرياضية ايضا في حيازة صحة جيدة.‏ اضيفوا الى ذلك انه عندما تعرقون تساعدون جسمكم على التخلص من السموم عبر جلدكم.‏ ومن المهم ايضا امتلاك موقف عقلي جيد وروح الفكاهة،‏ وأن تكونوا محبوبين وتحبوا الآخرين.‏ وفي الواقع،‏ «الحب والضحك» هي الوصفة التي تعطيها احدى الطبيبات لكل مرضاها المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة.‏ نعم،‏ ان «القلب الفرحان يطيِّب الجسم».‏ —‏ امثال ١٧:‏٢٢‏.‏

      لكن التمتع برفقة سعيدة ومُحبَّبة يمكن ان يكون مشكلة مهمة لمَن يعانون الحساسية لمواد كيميائية متعددة،‏ اذ انهم لا يتحملون العطور،‏ مواد التنظيف،‏ مستحضرات ازالة الرائحة،‏ وغيرها من المواد الكيميائية التي يتعرَّض لها معظمنا في نشاطاتنا اليومية.‏ فماذا يفعل المصابون بهذه الحساسية في هذه الظروف؟‏ وما يضاهي ذلك اهمية هو ماذا يمكن ان يفعله الآخرون لمساعدة الذين يعانون هذا الداء.‏ ستناقش المقالة التالية هاتين المسألتين.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a ليست استيقظ!‏ مجلة طبية،‏ وهذه المقالات عن الحساسية لمواد كيميائية متعددة لا تهدف الى ترويج اية نظرة طبية.‏ انها تنقل ببساطة آخر المستجدات وما وجد بعض الاطباء والمرضى من امور مساعدة في مواجهة هذا المرض.‏ وتعترف استيقظ!‏ انه ما من اجماع بين الاطباء على اسباب هذه الحساسية،‏ طبيعتها،‏ او المعالجات والبرامج العديدة المقترحة ليتبعها المرضى.‏

      b احد الامثلة الشائعة لعوز الانزيم يشمل انزيم اللاكتاز.‏ فالذين يعانون مشكلة عوز اللاكتاز لا يستطيعون امتصاص اللاكتوز الموجود في الحليب،‏ ويمرضون حين يشربونه.‏ وآخرون لديهم عوز الانزيم الذي يستقلب التيرامين،‏ مادة كيميائية موجودة في الجبنة وغيرها من الاطعمة.‏ ويؤدي ذلك الى احتمال اصابتهم بصداع الشقيقة عندما يتناولون هذه الاطعمة.‏

      c ان الذين يعتقدون انهم مصابون بالحساسية لمواد كيميائية متعددة ينبغي ان ينشدوا المساعدة المختصة من طبيب مشهود له.‏ فليس من الحكمة ان تصنعوا تغييرات جذرية وربما مكلفة في نمط حياتكم دون ان تخضعوا اولا لفحص طبي شامل.‏ فيمكن ان تُظهر الفحوص ان مجرد تعديل بسيط في نظامكم الغذائي او نمط حياتكم قد يخفف اعراضكم او حتى يزيلها.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٧]‏

      هل تحتاجون الى كل هذه المواد الكيميائية؟‏

      ينبغي ان يخفف كلٌّ منا تعرضه للمواد الكيميائية المحتمل ان تكون سامة.‏ وهي تشمل المواد الكيميائية التي نحتفظ بها في البيت.‏ يقول كتاب التعرض للمواد الكيميائية (‏بالانكليزية)‏:‏ «يبدو ان ملوِّثات الهواء في الاماكن المغلقة هي من اقوى مسببات الحساسية للمواد الكيميائية.‏ فداخل الاماكن المغلقة يتشكَّل مزيج معقد يحتوي على نسب منخفضة من مئات المواد الكيميائية العضوية الطيَّارة».‏d

      لذلك اسألوا انفسكم هل تحتاجون فعلا الى كل المواد الكيميائية التي تستعملونها وخصوصا مبيدات الآفات والمنتجات التي تحتوي على مذيبات طيَّارة.‏ هل جربتم البدائل غير السامة؟‏ وإذا اضطررتم الى استعمال مادة كيميائية يُحتمل ان تكون خطرة فلا تستعملوها ابدا دون اتخاذ كل التدابير الوقائية اللازمة.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ ضعوها في مكان آمن بعيدا عن متناول الاولاد وحيث لا تسبِّب الابخرة التي قد تطلقها اي اذى.‏ وتذكروا انه حتى المواد الكيميائية الموضوعة في اوعية مغلقة بإحكام قد تسرب بعض الابخرة.‏

      ولننتبه ايضا الى ما نضعه على جلدنا او يقع عليه.‏ فمواد كيميائية كثيرة بما فيها العطور تمر عبر الجلد الى مجرى الدم،‏ مما يفسر استعمال اللصوق الجلدية كإحدى الوسائل لإعطاء العقاقير.‏ لذلك اذا وقعت مادة كيميائية سامة على جلدكم،‏ فإن «اول وأسرع علاج هو غسل الجلد جيدا لازالة المادة الكيميائية عنه»،‏ كما يقول كتاب مُتعَب او مسمَّم؟‏ (‏بالانكليزية)‏.‏

      كثيرون من المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة هم حساسون للعطور.‏ فـ‍ ٩٥ في المئة من المواد الكيميائية المستعملة فيها هي مركبات اصطناعية مستخرجة من البترول.‏ ومن المقومات المستخدمة في العطور:‏ الأسِتون،‏ الكافور،‏ البنزَلديهايد،‏ الإيثانول،‏ ڠاما ترپِنين،‏ والكثير من المواد الكيميائية الاخرى.‏ وتُنشر المخاطر الصحية التي ترافق هذه المواد في الولايات المتحدة،‏ على سبيل المثال،‏ من قبل وكالة حماية البيئة.‏ ويصح الامر ايضا في المواد الكيميائية المستعملة في معطِّرات الجو.‏ تقول رسالة العافية لجامعة كاليفورنيا في بركلي (‏بالانكليزية)‏ انه عندما يدرس علماء البيئة معطِّرات الجو فهم «يدرسونها كملوِّثات لا كمحسِّنات للهواء».‏ فمعطِّرات الجو لا تستأصل الروائح الكريهة بل تطغى عليها.‏

      ويذكر كتاب مخاطر مدروسة (‏بالانكليزية)‏ ان «احد اهم مبادئ علم السُّموم [هو ان] كل المواد الكيميائية سامة اذا ما تعرضنا لها في ظروف معينة».‏

      ‏[الحاشية]‏

      d نوقشت طرائق المحافظة على منزلكم آمنا من عدة انواع من المواد المحتمل ان تكون سامة في عدد ٢٢ كانون الاول (‏ديسمبر)‏ ١٩٩٨ من مجلة استيقظ!‏‏.‏

  • مساعدة المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة
    استيقظ!‏ ٢٠٠٠ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • مساعدة المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة

      ان المصابين بحساسية للمواد الشائعة سواء كانت ماء الكولونيا او مواد تنظيف لا يعانون مشكلة طبية فحسب بل اجتماعية ايضا.‏ فالبشر بطبيعتهم اجتماعيون،‏ لكنَّ الحساسية لمواد كيميائية متعددة تؤدي بكثيرين ممّن هم عادة ودودون ومرحون الى الانطواء على انفسهم.‏ تقول شيلي المصابة بهذه الحساسية:‏ «في الماضي واجهت مشاكل صحية اخرى.‏ لكنَّ هذه المشكلة هي الاسوأ.‏ وأسوأ ما فيها الانعزال».‏

      من المؤسف ان المصابين بالحساسية لمواد كيميائية متعددة يُنظر اليهم احيانا كأشخاص غريبي الاطوار.‏ وأحد الاسباب،‏ طبعا،‏ هو ان هذه الحساسية هي ظاهرة معقدة لم يستطع العالم استيعابها بعد.‏ لكن الافتقار الى المعرفة عن هذا الداء ليس سببا لنسيء الظن بالمصابين به.‏ تقول مجلة طبيب العائلة الاميركية (‏بالانكليزية)‏:‏ «هؤلاء المرضى يتألمون حقا بسبب اعراضهم».‏

      فعوض النظر شزرا الى المصابين بالحساسية لأن مرضهم محيّر وصعب الفهم،‏ يتبع الاشخاص الحكماء المبدأ المذكور في امثال ١٨:‏١٣‏:‏ «مَن يجيب عن امر قبل ان يسمعه فله حماقة وعار».‏ فكم يكون من الافضل ان نعرب عن المحبة لكل المرضى دون تمييز،‏ كما فعل المسيح!‏ ولن نندم ابدا اذا اظهرنا مثل هذه المحبة،‏ مهما كانت الاكتشافات التي سيبينها الطب في المستقبل.‏

      اظهار محبة كالتي اظهرها المسيح

      المحبة التي تشبه محبة المسيح هي كالماسة بأوجهها الجميلة المتعددة،‏ فهي تلائم كل مناسبة او حاجة.‏ فعندما يكون صديق مصابا بالحساسية لمواد كيميائية متعددة،‏ ينبغي ان تتقد محبتنا المسيحية معربة عن التقمص العاطفي،‏ سامحة لنا ان نضع انفسنا مكانه.‏ كما ان المحبة «لا تطلب مصلحتها الخاصة»،‏ —‏ او بمعنى آخر،‏ حقوقها الخاصة.‏ فهي تضع صالح الآخرين اولا.‏ وهي تساعدنا ان نكون ‹طويلي الاناة،‏ نصبر على كل شيء،‏ نصدق كل شيء،‏ ونحتمل كل شيء›.‏ ومثل هذه المحبة «لا تفنى ابدا».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٨‏.‏

      ماري ليست مصابة بالحساسية لمواد كيميائية متعددة،‏ لكنَّ بعض اصدقائها مصابون بها.‏ تكتب:‏ ‏«شخصيا،‏ احب العطور.‏ لكنني افضل ألّا اضعها عندما ازور المصابين بالحساسية».‏ فتمثّلا بيسوع،‏ تقول ماري بطريقتها الخاصة:‏ «اريد ان اساعد».‏ (‏مرقس ١:‏٤١‏)‏ وتقول والدة تريڤور الذي أُصيب بهذا الداء في طفولته:‏ «بذل الذين عملت معهم ما في وسعهم ليتكيفوا مع وضع ابني».‏ وتذكر جوي،‏ واحدة من شهود يهوه تعيش في اوستراليا وتعاني هذه الحساسية،‏ انها تلقى تشجيعا من الاصدقاء والاقرباء الذين يزورونها ويظهرون لها انهم يفهمون مشاكلها.‏

      من جهة اخرى،‏ ينبغي على المصابين بهذه الحساسية ان يحاولوا التحلي بالصبر اذا تواجدوا مع اشخاص يضعون العطور.‏ ارنست المذكور في المقالة السابقة يقول لمجلة استيقظ!‏:‏ «ان مرضنا عبء يجب ان نتحمله.‏ فالآخرون لديهم ايضا مشاكلهم،‏ لذلك نقدِّر مساندتهم لنا في مشاكلنا».‏ نعم ان التماس التعاون بلطف لا فرضه هو السياسة الفضلى.‏ تقول لورين:‏ «عندما يسألني شخص يضع عطرا او ماء الكولونيا لماذا ابدو متعبة،‏ اجيبه بأنني اعاني حساسية للعطور وبأن المشكلة تبدو اسوأ اليوم.‏ وغالبا ما يكون ذلك كافيا لذوي التمييز ليفهموا».‏ طبعا،‏ لا يعني ذلك انكم اذا كنتم تعانون هذه الحساسية لا يمكنكم تذكير اصدقائكم بلطف انكم بحاجة الى مساعدتهم.‏

      ومن وجهة نظر ايجابية،‏ تكتب پام المذكورة سابقا:‏ «كل ما نعانيه اليوم هو مؤقت فقط».‏ ولماذا قالت پام «مؤقت فقط»؟‏ لأن رجاءها المؤسس على الكتاب المقدس هو ان ملكوت اللّٰه سيخلص الارض قريبا من كل معاناة.‏ حتى انه سيستأصل الموت —‏ امر ينبغي ان يواجهه في نهاية المطاف حتى اكثر الاشخاص صحة.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ كشف ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

      وإلى ان يحين ذلك الوقت،‏ كل الذين يعانون مرضا لا علاج له في الوقت الحاضر يمكن ان ينظروا بشوق الى اليوم الذي فيه،‏ تحت ظل حكم ملكوت اللّٰه،‏ ‹لن يقول احد انا مرضت›.‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤‏)‏ وفيما نحتمل ما نحتمله من محن في نظام الاشياء الحاضر هذا،‏ فلنجاهد كلنا ان نكون مثل يسوع ونركز على الجائزة الموضوعة امامنا.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏٢؛‏ يعقوب ١:‏٢-‏٤‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٩]‏

      اظهار المحبة واحدنا للآخر

      قد تساعدكم مبادئ الكتاب المقدس التالية اذا كان صديق او قريب مصابا بالحساسية لمواد كيميائية متعددة،‏ او اذا كنتم انتم مصابين بها.‏

      ‏«كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم،‏ افعلوا هكذا أنتم أيضا بهم».‏ —‏ متى ٧:‏١٢‏.‏

      ‏«تحب قريبك كنفسك».‏ —‏ متى ٢٢:‏٣٩‏.‏

      ‏«لنراع بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والأعمال الحسنة،‏ غير متخلين عن اجتماعنا،‏ كما هو من عادة البعض،‏ بل مشجعين بعضنا بعضا،‏ وبالأكثر على قدر ما ترون اليوم يقترب».‏ (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ نحتاج جميعا الى التشجيع الروحي،‏ وخصوصا عندما نكون مرضى.‏ والجدير بالثناء ان كثيرين من المسيحيين المصابين بهذه الحساسية يبذلون جهدهم ليحضروا اجتماعات الجماعة شخصيا؛‏ والبعض الآخر ممَّن تكون معاناتهم اقوى يشاركون بواسطة الهاتف.‏ وفي بعض الاحيان،‏ تُفرَد اجزاء في قاعة الملكوت لتكون خالية من العطور للاشخاص المصابين بهذه الحساسية.‏ لكنَّ هذه الطريقة قد لا تكون دائما ممكنة او عملية.‏

      ‏«لا تنسوا فعل الصلاح.‏ .‏ .‏ لأنه بذبائح مثل هذه يرضى اللّٰه».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٦‏)‏ لاحظوا ان فعل الصلاح هو بمثابة ذبائح تتطلب في اغلب الاحيان تضحيات شخصية.‏ فهل انتم مستعدون للقيام بالتضحيات لمساعدة مصاب بالحساسية لمواد كيميائية متعددة؟‏ من جهة اخرى،‏ يلزم ان يكون المصابون بهذه الحساسية متعقلين بالنسبة الى ما يتوقعونه من الآخرين.‏ فالشيوخ المسيحيون،‏ مثلا،‏ لا يمكنهم وضع قواعد تتعلق باستعمال العطور وماء الكولونيا،‏ ولا يستطيعون ان يقدموا اعلانات حول الموضوع مرارا وتكرارا.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ يأتي الى الاجتماعات المسيحية اشخاص مهتمون جدد وزائرون يضعون العطور —‏ ونحن نرحب بهم.‏ فلا نريد بالتأكيد ان نحرجهم او نجعلهم غير مرتاحين بشأن استعمال العطور.‏

      ‏‹اطلبوا السلام واسعوا في أثره›.‏ (‏١ بطرس ٣:‏١١‏)‏ من الواضح ان المشاكل الصحية لا يجب ان تخسِّر المسيحيين سلامهم.‏ تقول يعقوب ٣:‏١٧‏:‏ «أما الحكمة التي من فوق فهي.‏ .‏ .‏ مسالمة،‏ متعقلة،‏.‏ .‏ .‏ مملوة رحمة».‏ فالاشخاص المسالمون،‏ سواء أكانوا مصابين بهذه الحساسية ام لا،‏ لا يكونون متطرفين او متطلبين في ما يتعلق باستعمال او عدم استعمال المنتجات الكيميائية.‏ كذلك سيتجنب الاشخاص المنطقيون ‹المملوون رحمة› الاصرار على حقهم في وضع العطور اذا ادركوا انها ستؤثر في صحة شخص آخر.‏ وبهذه الطريقة يبرهنون انهم هم ايضا يسعون وراء «السلام» وأنهم ‹صانعو سلام›.‏ —‏ يعقوب ٣:‏١٨‏.‏

      من جهة اخرى،‏ ان الموقف المتصلب وغير المنطقي،‏ سواء من جهة الذي يعاني المرض او من الشخص الآخر،‏ يخلق هوة بينهما.‏ ومثل هذا الموقف لا يفيد احدا وقد يؤذي حتى علاقة المرء بخالقه.‏ —‏ ١ يوحنا ٤:‏٢٠‏.‏

      يملك المسيحيون طبعا دعما كبيرا —‏ روح يهوه.‏ فبطلبهم القانوني لروح يهوه،‏ ينمون ثماره الرائعة،‏ وخصوصا المحبة التي هي «رباط وحدة كامل».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٤‏)‏ وفي الوقت نفسه،‏ يسمحون بصبر لهذا الروح بتنمية الصفات الشبيهة بصفات المسيح في الآخرين.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ١٠]‏

      يحتاج الناس المصابون بالحساسية لمواد كيميائية متعددة الى الاصدقاء قدر ما يحتاج اليهم الآخرون

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة