مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عيد الميلاد —‏ هل يكلِّف اكثر مما تظنون؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • عيد الميلاد —‏ هل يكلِّف اكثر مما تظنون؟‏

      ‏«ماما،‏ بابا،‏ هل هنالك حقا سانتا كلوز [بابا نويل]؟‏» لقد دقت ساعة الحقيقة التي يخشاها والدون كثيرون.‏ وبخليط من خيبة الامل والالم في عينيه،‏ يتوسل اليهما جيمي البالغ من العمر ٧ سنين بأن يؤكدا له ان الشخصية الخيالية التي كانت تجلب كل هذه الهدايا الرائعة موجودة فعلا —‏ وأن والدَيه لم يكذبا عليه.‏

      لقد تبيَّن ان ابن الجيران الصغير هو المذنب الذي كشف الحقيقة المروِّعة ووضَع هذين الوالدَين في هذا الموقف الحرِج.‏ وربما تتضمن ذكريات طفولتكم حادثة مشابهة.‏

      ان الاحتفالات بالأعياد في هذه الايام هي اكثر بكثير من مجرد شعائر دينية.‏ ويبدو ان عيد الميلاد صار مقبولا في بعض الاماكن غير المتوقعة.‏ فالبوذيون اليابانيون،‏ المؤمنون الافريقيون بحيوية المادة،‏ اليهود الاميركيون،‏ والمسلمون السنغافوريون على السواء فتحوا الطريق امام الرجل الممتلئ الجسم،‏ الاحمر اللباس والحامل الهدايا.‏ سأل احد القادة الدينيين:‏ «ألم يصر الميلاد عيدا عالميا يحتفل به الجميع؟‏»‏

      في نظر الكثيرين،‏ نشر عيد الميلاد طابعه «المسيحي» الغربي وصار وقتا رائعا يتمتع فيه الجميع بفرحة العيد.‏ والاولاد هم في قلب الاحتفال.‏ ويجرؤ بعض الناس على القول ان حياة الولد لا تكتمل دون فرحة هذا العيد السحرية.‏ وكما يبدو،‏ انه هنا ليبقى.‏ فمنهج التعليم الدراسي يدور حول محوره.‏ والتلفزيون يمجِّده.‏ ومجمَّعات التسوُّق والمتاجر المتعددة الاقسام تعرضه بحلَّة باهرة.‏ ويصرف الوالدون الكثير من الوقت والمال في عيد الميلاد.‏ لكن علاوة على النتيجة المعتادة لذلك،‏ الدَّين الفادح،‏ هل هنالك ثمن باهظ اكثر قد تدفعه عائلتكم؟‏

      اسطورة سانتا —‏ زعزعة للثقة؟‏

      ‏«لا أومن بوجود اللّٰه،‏» قال جون البالغ من العمر سبع سنين لأمه.‏ أما السبب فتوضحه مقالة في صحيفة وورلد هيرالد:‏ «يبدو ان جون علم في وقت باكر من ذلك اليوم ان سانتا كلوز ليس حقيقيا.‏ فقال لأمه،‏ ربما اللّٰه ايضا ليس حقيقيا.‏» وفيما كان يتذكَّر خيبة امله الباكرة،‏ قال جون البالغ من العمر ٢٥ سنة:‏ «عندما يقول الوالدون للاولاد ان سانتا حقيقي،‏ أعتقد ان ذلك هو على الارجح زعزعة للثقة.‏»‏

      فماذا يجب فعله بشأن هذا الوضع الحسَّاس؟‏ ان خبراء الاطفال غير متفقين.‏ وقد شجَّع احدُهم الوالدين على إخبار اولادهم بالحقيقة عند بلوغهم سن السادسة او السابعة،‏ محذِّرا من انه «اذا اصرَّ الوالدون على إدامة الاسطورة،‏ فقد يكون ذلك في الواقع مضرا لعقولهم.‏»‏

      وفي كتاب لماذا يكذب الاولاد —‏ كيف يمكن للوالدين ان يشجعوا على الصدق،‏ يذكر الدكتور پول اكمان:‏ «لا يوجد شك في انكم كوالدين تمارسون تأثيرا مهمًّا في اولادكم عندما يتعلق الامر بالمواقف،‏ المعتقدات،‏ والسلوك الاجتماعي كالكذب او الغش.‏» ويتابع اكمان:‏ «قد لا تعود العلاقات كما كانت عندما تزعزع اكذوبة الثقة.‏ ومن الصعب اصلاح فقدان الثقة؛‏ وفي بعض الاحيان لا يمكن اصلاحه ابدا.‏» فلماذا يواصل المرء الخداع عندما يتعلق الامر بالعطاء في الأعياد؟‏

      اكَّدت باحثة في شؤون الاطفال:‏ «أعتقد ان الاولاد يصدمهم الوالدون الذين يكذبون عليهم ويخدعونهم اكثر من اكتشافهم ان سانتا كلوز ليس حقيقيا.‏» وتذكر جودِث أ.‏ بوس،‏ پروفسورة في الفلسفة:‏ «ان نيَّة الراشدين .‏ .‏ .‏ هي تضليل الاولاد عمدا بشأن طبيعة سانتا كلوز .‏ .‏ .‏ فبإخبار الاولاد ان سانتا كلوز انسان حقيقي،‏ لا نشغِّل مخيِّلات الاولاد.‏ اننا ببساطة نكذب عليهم.‏»‏

      اذا كنتم والدا او والدة،‏ فأنتم تواجهون تحديا هائلا —‏ تربية اولاد محبِّين وسعداء في عالم يتعلمون فيه من سن مبكِّرة انه لا يمكن الوثوق بالناس.‏ «لا تكلِّم الغرباء.‏» «لا يمكنك ان تصدِّق كل ما تقوله اعلانات التلفزيون.‏» «قل لهم ان الماما ليست في البيت.‏» فكيف يعلم الولد بمن يثق؟‏ يقول كتاب كيف تساعدون ولدكم على البلوغ:‏ «يجب ان يتعلم الاولاد الصغار من وقت باكر ضرورة وجمال النزاهة،‏ الشجاعة،‏ التعامل الشريف مع الآخرين؛‏ والبيت هو حيث تبتدئ هذه.‏»‏

      طبعا،‏ لا يوجد شيء يدعى العائلة المثالية.‏ لكنَّ المؤلِّفة دلورِس كِرِن اعتزمت على تحديد ميزة العائلات القوية.‏ فطلبت من ٥٥١ متخصصا في شؤون العائلة في مختلف المجالات ان يختاروا الاوجه الاهم.‏ وتناقش نتائجُ بحثها،‏ في كتاب سِمات العائلة السليمة،‏ الصفات الـ‍ ١٥ الأبرز التي انتقاها الخبراء.‏ والسِّمة رقم اربعة كانت «الاحساس بالثقة.‏» «ففي العائلة السليمة،‏» تقول،‏ «يجري التسليم بأن الثقة هي ملكيَّة ثمينة،‏ ويجري تطويرها وتعزيزها بعناية فيما يمر الاولاد والوالدون على السواء بمراحل متنوعة من الحياة العائلية معا.‏»‏

      فيحسن بالوالدين ان يسألوا:‏ ‹هل تستحق إدامة اسطورة سانتا دفع الثمن الذي هو ثقة ولدي بي؟‏› فقد لا يكون ممكنا استرداد ما دُفع.‏ وهل يكلِّف عيد الميلاد امورا اخرى غير ظاهرة؟‏

      عطاء يفوق الحد؟‏

      ‏«ابتدئوا من الطفولية بإعطاء الولد كل ما يريده.‏ فبهذه الطريقة سيكبر معتقدا ان العالم يدين له بلقمة العيش،‏» كما يقول الكتيِّب ١٢ قاعدة لتربية الاولاد الجانحين.‏ فالتشديد المبالغ فيه على الامور المادية يمكن ان يكون مضرا فعلا.‏

      تسأل الكاتبة والوالدة مورين اورْث:‏ «كيف نغرس قيَما وخُلُقا حسنا في عالم مادي كعالمنا هذا،‏ حيث يبدو الاستهلاك والجشع ممجَّدَين جدا،‏ وغالبا دون ان يُدرى بذلك؟‏» وفي المقالة «عطية عدم الاعطاء،‏» ترثي:‏ «يعتقد امبراطورنا الصغير ان الهدايا شأن يومي —‏ كتسلُّم البريد.‏» فهل هذه هي رسالة عيد الميلاد الحقيقية؟‏

      وماذا عن العائلات التي لا يمكنها تحمُّل دفع ثمن الهدايا الوافرة التي يجهر الباعة بأنها من ضرورات عيد الميلاد؟‏ وكيف يشعر الاحداث فيها عندما يسمعون ان سانتا يجلب الهدايا فقط للاولاد الصالحين؟‏ وماذا عن الاحداث في البيوت المحطمة الذين يجعلهم وقت العيد يدركون بألمٍ الفجوة في عائلاتهم؟‏

      ‏«غالبا ما يشدِّد التجمُّع في مناسبة العيد على فتح الهدايا،‏» كما تقول ذا نيويورك تايمز.‏ «وهذا التشديد يُفهِم الاولاد ان التجمُّع العائلي هو من اجل الحصول على الهدايا ويمهِّد الطريق لخيبة الامل.‏»‏

      المحبة هي دافع مُرضٍ اكثر الى فعل ما هو صالح.‏ يذكر ڠْلِن اوستن،‏ مؤلِّف المحبة والسلطة:‏ الوالد والولد:‏ «في العائلة المنسجمة حيث يحب الولدُ والدَه ويحترمه على السواء،‏ قد يتصرف الولد بطريقة مقبولة لارضاء الوالد.‏» وشهود يهوه يبذلون قصارى جهودهم لخلق دورة دافئة كهذه من المحبة في بيوتهم.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يُربَّى اولاد شهود يهوه ليعرفوا ويحبوا الاله الذي يخدمونه،‏ يهوه.‏ فيا لها من قوة فعَّالة في حياتهم لفعل ما هو صالح!‏ وهم ليسوا بحاجة الى شخصية اسطورية لانتزاع الاعمال الصالحة.‏

      يعزُّ شهود يهوه اولادهم كعطايا من اللّٰه.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣‏)‏ لذلك،‏ بدلا من انتظار الروزنامة لتتحكم في تقديم الهدايا،‏ يمكن لهؤلاء الوالدين ان يقدموا الهدايا على مدار السنة.‏ وفي اوقات كهذه يصعب تحديد مَن يشعر بالاثارة اكثر —‏ الحدث المفاجَأ ام والده المسرور.‏ ويعرف الولد من اين اتت الهدية.‏ وعلاوة على ذلك،‏ يُشجَّع الوالدون الشهود على تقديم وقتهم بشكل متكرر كهدية.‏ فعندما تشعر الفتاة الصغيرة بالحزن او الوحدة،‏ كيف يمكن ان تُقارَن غرفة ملآنة دمى بلحظات قليلة تقضيها بين ذراعي امها فيما تصغي الى الماما وهي تخبرها قصصا عن الوقت الذي فيه كانت صغيرة؟‏ وهل يتعلم الصبي الصغير كيف يصير رجلا بواسطة معدات لعبة البايسبول ام بواسطة محادثات طويلة ومبهجة مع ابيه فيما يتنزهان معا مرارا؟‏

      ويمكن لهذا التقارب المعزَّز ان ينقذ الحياة.‏ فقد وجد الباحثون في شؤون الاطفال انه فيما تنفتح فجوة الجيل الشهيرة امام الحدث،‏ يصير تأثره بنظرائه اقوى.‏ وسوء تصرف الاحداث والموقف المتدهور من الراشدين يلازم واحدهما الآخر.‏ «لكنَّ الذين يحافظون على وجهات نظر ايجابية حيال آبائهم والراشدين عموما لم يشاركوا النظراء الآخرين في التصرفات السيئة.‏»‏

      لقد انتُقد على شهود يهوه عدم اشتراكهم في فرحة العيد مع عائلاتهم.‏ وقد يَظهر ان اولاد شهود يهوه محرومون من هذه الفرحة الخصوصية.‏ لكنَّ هؤلاء الوالدين والاولاد المخلصين لديهم اسباب وجيهة من الكتاب المقدس حتى يمتنعوا.‏ (‏انظروا من فضلكم الصفحات ١١-‏١٤.‏)‏ ويطوِّر هؤلاء الاحداث قوة ادبية متينة ترفع ثقل ضغط النظير الذي يسحق ارادة غيرهم من الاحداث.‏ فالآداب يمحوها مدُّ بحر الإثم.‏ والجنس الفاسد ادبيا،‏ المخدِّرات،‏ العنف،‏ الكحول،‏ الطقوس الدينية،‏ المتحرشون بالأولاد —‏ اخطار كثيرة جدا تهدد الاحداث السريعي التأثر.‏

      فكيف يمكن للوالد ان يحمي الحدث من هذه الاخطار المتواصلة؟‏ ينال الاولاد الشهود من الطفولية تدريبا ثابتا في الاعتماد على شرائع الكتاب المقدس الادبية المتينة.‏ ويساعدهم والدوهم المحبون على فهم نظرة اللّٰه ليس فقط الى الأعياد بل الى كل اوجه الحياة.‏ وتنبع طاعتهم لالههم من محبتهم واحترامهم له،‏ حتى لو عنى ذلك ان يكونوا مختلفين.‏ تخيَّلوا كم يعدُّهم ذلك حتما لشباب ناجح راشد!‏ فإذا كان بإمكان ولد صغير ان يجلس في صفٍّ ممتلئ نظراء يفعلون ما يبدو مسلِّيا ويتخذ موقفا الى جانب ما يعتقد انه صائب،‏ فكم يكون قادرا بشكل افضل على الصمود امام الاغراء اللاحق للأمور الاخرى التي تبدو مسلِّية —‏ المخدِّرات،‏ الجنس قبل الزواج،‏ وغيرها من المغريات المؤذية!‏ وقد يطوِّر اولاد شهود يهوه طبيعة ادبية قد يكون اولاد آخرون كثيرون محرومين منها.‏

      ‏«ان كثيرين من الاولاد الذين درستُ حالتهم لا يملكون الايمان،‏» كما يلاحظ الدكتور روبرت كولْس،‏ باحث من جامعة هارڤرد.‏ «لقد فقدوا كل شيء إلا الانشغال التام بأنفسهم،‏ وكل يوم تعزِّز ذلك طريقة تربيتهم.‏»‏

      يصف طبيب اطفال عائلةً مختلفة:‏ «يريدون اولادا يهتمون بالآخرين ويعطون قليلا من انفسهم.‏ .‏ .‏ .‏ يعيشون حياة ابسط .‏ .‏ .‏ ،‏ لكنهم يملكون شيئا آخر.‏ ولأني لا اجد تعبيرا افضل،‏ ادعو ذلك قناعة.‏»‏

      وتذكر دلورِس كِرِن ان تقدير خدمة الآخرين هو امرٌ اساسي من اجل السعادة.‏ «بالنسبة الى بعض العائلات في امتنا [الولايات المتحدة] —‏ وأنا اقول معظمها —‏ النجاح والسعي وراء العيشة الرغْد هو الهدف الرئيسي.‏» لكنَّ «العائلات التي تعتبر ان اعضاءها يستطيعون اظهار الاهتمام بالآخرين وأنهم سيظهرون هذا الاهتمام تصير هي تلك العائلات السليمة التي تقدِّر خدمة الآخرين.‏ .‏ .‏ .‏ واذ يكبر اولاد هذه العائلات،‏ يميلون الى ان يصيروا اشخاصا مسؤولين يُظهرون الى حد بعيد الاهتمام نتيجةً لاختباراتهم العائلية.‏» وتلاحظ كِرِن بين الوالدين الناجحين «عودةً الى اهمية محاولة ايجاد الفرح في الناس وفي العطاء،‏ لا في الشراء،‏ الأخذ،‏ والاستهلاك.‏»‏

      وبعبارة اخرى ذكرها خبير آخر بالعطاء،‏ «مغبوط هو العطاء اكثر من الأخذ.‏» (‏اعمال ٢٠:‏٣٥‏)‏ وعائلات الشهود هي برهان حي على صحة قول المسيح يسوع هذا.‏ فحياتهم مركَّزة مثله على الخدمة المسيحية.‏ وقد يشعر البعض بأن الاحداث الشهود يُستغَلّون ويُجبَرون على مرافقة والديهم من باب الى باب.‏ إلّا انهم،‏ على العكس من ذلك،‏ يتعلمون بالمثال الابوي كيف يظهرون المحبة لرفيقهم الانسان بتقديم البشارة عن ملكوت اللّٰه بحرية لجيرانهم.‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      ‏‹ألا يقيِّد ذلك الاولاد؟‏›‏

      ولكن ألا تقيِّد التربيةُ الدينية الصارمة الولدَ الصغير؟‏ أليس من الافضل ترك كل واحد يتخذ القرارات الدينية عند بلوغه سن الرشد؟‏ قد تكون تلك القاعدة رقم ٣ من الـ‍ ١٢ قاعدة لتربية الاولاد الجانحين:‏ «لا تمنحوه ابدا تدريبا روحيا.‏ انتظروا حتى يبلغ الـ‍ ٢١ وعندئذ دعوه ‹يقرر لنفسه.‏›»‏

      لكنَّ الحس الادبي الاساسي لدى الولد،‏ استنادا الى الدكتور كولْس،‏ يبدأ بالتفتُّح في سن مبكِّرة،‏ حتى في الثالثة من العمر.‏ «في داخل الولد هنالك حس ادبي يتطور.‏ ويتَّفق انني أَعتقد انه معطى من اللّٰه،‏ ان هنالك رغبة شديدة في نظام ادبي.‏» وهذا الوقت حاسم لغرس القيَم الادبية الحقيقية.‏ مثلا،‏ انه الوقت لتعليمهم بالمثال قيمة الصدق بالمقارنة مع الكذب.‏ ويشدد الكتاب المقدس على اهمية التدريب خلال سني الحداثة:‏ «ربِّ الولد في طريقه فمتى شاخ لا يحيد عنه.‏» —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

      وتلاحظ كِرِن:‏ «لا يمكن التوقُّع من الاولاد اليوم ان يكونوا فاضلين دون مساعدة.‏ .‏ .‏ .‏ ويشير الاشخاص الذين اجابوا عن اسئلة استطلاعي الى ان العائلة تكون سليمة اكثر كلما كان الشعور بالصواب والخطإ ناميا اكثر.‏»‏

      ولاحظ مشرف اجتماعي اجاب عن اسئلة استطلاع كِرِن:‏ «هنالك نواة من القوة لا مفر منها يمنحها الايمان الديني للعائلات.‏» وبالنسبة الى العائلة ذات النواة الدينية المشتركة،‏ تقول كِرِن:‏ «يلعب الايمان باللّٰه دورا اساسيا في الحياة اليومية للعائلة.‏ فالنواة الدينية تقوِّي نظام الدعم لدى العائلة.‏ ويشعر الوالدون بمسؤولية نقل ايمانهم الكبيرة،‏ ولكنهم يفعلون ذلك بطرائق ايجابية وذات مغزى.‏»‏

      ساعدوا اولادكم على الشعور بالمحبة نحو اللّٰه

      أَروا الاولاد عطايا اللّٰه التي تجلب لهم فرحهم هذا.‏ تمدَّدوا على العشب وافحصوا معهم الزهرة الصغيرة المصمَّمة تصميما معقَّدا جدا.‏ راقبوا الدعسوقة وهي تخرج من دغل الاعشاب هذا لتصعد الى رأس عشبة،‏ ترفع غمدَي جناحيها الاحمرَين الزاهيَين المنقَّطين بنقط سوداء،‏ وتطير مبتعدة.‏ دعوهم يشعرون بالروعة الباهرة عندما تحطُّ فجأة فراشة على اليد وترفع وتُنزل اجنحتها الصفراء الزاهية من اجل راحة قليلة وتتنعم بأشعة الشمس الدافئة.‏ استديروا واستلقوا على ظهركم لتروا الغيوم البيضاء الخفيفة فيما تسبح في الجو،‏ وراقبوها فيما تتغير اشكالها من سفن الى احصنة الى قصور في السماء.‏ وفي اثناء ذلك كله،‏ الفتوا نظر اولادكم الى ان اللّٰه خالقنا هو الذي يجلب لنا عطايا مفرحة كهذه.‏

      وهنالك عطايا كثيرة اخرى،‏ كالهر الصغير الذي تجعلنا حركاته المرحة وهو يلعب بورقة شجرة نستغرق في الضحك،‏ او الجرو الجعد الذي «يهاجمنا،‏» فيحرك رأسه من جانب الى آخر ويهرُّ بشراسة فيما يشدُّ كُمَّ قميصنا،‏ أما ذنبه فيهتز دون توقف في اثناء ذلك كله تعبيرا عن الأُلفة.‏ او اللعب بين امواج المحيط المتكسرة،‏ التنزُّه سيرا على الاقدام في الجبال،‏ او التحديق ليلا برهبة في السماء التي تعج بالنجوم المتلألئة والمتألِّقة فوقنا عاليا.‏ ومعرفتنا ان هذه العطايا وعطايا اخرى لا تُعدُّ هي من الذي اعطانا الحياة،‏ وتمكُّننا من شكره على هذه العطايا،‏ والشعور بأننا شاكرون لأننا نعرفه —‏ كل هذه الامور تجلب لنا الفرح وتعكس محبة عميقة ومفعمة بالتقدير له.‏

      وأخيرا،‏ هنالك في المحيط العائلي الكثير من المعانقات والقُبَل من الاب والام التي تساعد الاولاد على الشعور بوهج الامان الدافئ وعرفان الجميل كل يوم.‏ ساعدوهم على المحافظة على ايمانهم بيهوه،‏ رافضين الاكذوبة الاكبر من اكذوبة سانتا كلوز في لباسه الاحمر،‏ وهي ان كل هذه العطايا الجميلة من اللّٰه حدثت هكذا،‏ تطوَّرت هكذا —‏ كذب يجري تعليمه بدون دليل علمي،‏ غير مدعوم بطريقة المنهج العلمي،‏ ولا يساعد على استمراره إلا جزميَّة تُكَرَّر مرارا وتكرارا لغمر عقول الاحداث.‏a

      اشتركوا مع اولادكم في الصلوات المتكررة الى اعظم المعطين —‏ عند تناول الطعام،‏ عند قراءة كلمته،‏ في نهاية اليوم.‏ ربُّوا ولدا شاكرا،‏ وهذا الاحساس بالتقدير سيحلِّي كل اختبار يحصل معه في الحياة.‏ وسينمو ليصير هو نفسه معطيا سعيدا تمثُّلا بالاله الحقيقي وبوالدَيه الذين يحبهم.‏ وعندئذ،‏ ستأتي السعادة،‏ لا مع الايام المحدَّدة مسبقا في الروزنامة،‏ بل مع لحظات الفرح العفوية،‏ الفرح التام بالعيش.‏ «طوبى للشعب الذي (‏يهوه)‏ الهه.‏» —‏ مزمور ١٤٤:‏١٥‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a انظروا كتاب الحياة —‏ كيف وصلت الى هنا؟‏ بالتطوُّر ام بالخلق؟‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك،‏ بالانكليزية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      احدى افضل الهدايا التي يمكنكم تقديمها الى اولادكم هي الوقت

  • ‏«لسنا محرومين!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • ‏«لسنا محرومين!‏»‏

      ذكر معلمو المدارس وغيرهم تعليقات تقول ان اولاد شهود يهوه محرومون لأنه لا يُسمح لهم بأن يشاركوا في بهجة الاحتفالات المدرسية بعيد الميلاد،‏ الفصح،‏ وعشية عيد جميع القديسين Halloween.‏ وما يلي عيِّنة صغيرة من تعليقات اولاد من شهود يهوه عبَّروا في رسائل عن سبب رفضهم هم انفسهم الاشتراك في الاحتفال بهذه الأعياد.‏

      ‏«رغم انني كنت اشرح لرفقائي في المدرسة لماذا لا احتفل بهذه الامور،‏ استمروا يشعرون بأنني محرومة.‏ لكني لم اكن محرومة!‏ فكان عليهم دائما ان ينتظروا حتى يحتفلوا بعيد الميلاد او بعيد آخر ليحصلوا على الهدايا،‏ في حين كانت تُهدى اليَّ اشياء وكنتُ اذهب الى الحفلات على مدار السنة.‏ وأعرف انه ليست عائلتي وحدها هي التي تحبني بل الجماعة ويهوه ايضا،‏ وهذا عندي اعز من اي عيد.‏» —‏ بكي،‏ ١٣ سنة.‏

      ‏«اعرف ان كل الأعياد لها خلفيات رديئة.‏ فيسوع لم يولد يوم عيد الميلاد.‏ وعائلتي ليست مضطرة الى فعل ايّ شيء لتزوِّد بديلا لأعياد كهذه.‏ فعائلتي متوافرة دائما لمساعدتي كلما احتجت اليها.‏ وهذا اثمن بالنسبة اليَّ من اية هدية يمكن ان تقدِّمها لي.‏» —‏ جوش،‏ ١٥ سنة.‏

      ‏«عيد الميلاد.‏ لست محرومة لأنه على اية حال ليس عيدا مسيحيا حقا.‏ وأفضِّل ان اعرف ان والديَّ قدَّما لي الهدية وليس شخصية غامضة،‏ سانتا [بابا نويل].‏ الفصح.‏ القضية صعبة حقا مع الفصح لأن الناس سيقولون انه لأجل ‹يسوع والقيامة› او انه فقط ‹ذهاب للتفتيش عن البيض.‏› ولكن ما هو المشترَك بين البيض ويسوع على اية حال؟‏ فحتى الاسم إيستر [الكلمة الانكليزية التي تقابل الفصح] يأتي من إلاهة قديمة.‏ عشية عيد جميع القديسين.‏ ان الفكرة الاساسية لعشية عيد جميع القديسين لا تروقني ابدا.‏ اشباح وساحرات،‏ يا للاشمئزاز!‏»‏ —‏ كايتي،‏ ١٠ سنوات.‏

      ‏«كحدث،‏ لم اشعر قط بالمرارة لأني افوِّت الاحتفالات بالاعياد العالمية.‏ ولم يقل لي والداي انه ‹لا يمكنكَ فعل هذا او ذاك لأنك واحد من شهود يهوه،‏› لكني جُعلتُ على اطِّلاع على وجهات نظر الكتاب المقدس ويهوه من هذه الأعياد.‏ وبالنسبة الى الهدايا،‏ ففي بيتنا تقديم الهدايا يجري طوال السنة.‏» —‏ راين،‏ ١٧ سنة.‏

      ‏«في كل عيد يُحتفل بشيء باطل ويركَّز على امور باطلة.‏ ومعظم الاولاد الذين اعرفهم يحتفلون بالأعياد من اجل الحلوى او الهدايا.‏ وهنالك شيء املكه هو افضل من الأعياد:‏ هيئة شهود يهوه الرائعة.‏ ولدى كلمة يهوه اللّٰه رسالة مفرحة تدوم الى الأبد بدلا من ان تدوم يوما واحدا،‏ كالعيد.‏» —‏ بْروك،‏ ١٤ سنة.‏

      ‏«ان اسباب عدم افتقادي الأعياد هي:‏ ١-‏ يقول الكتاب المقدس انها رديئة.‏ ٢-‏ لا يهمني امرها.‏ ٣-‏ امي وأبي يقدِّمان لي الهدايا.‏» —‏ براندي،‏ ٦ سنوات.‏

      ‏«انا لا اشعر بأني محرومة.‏ فالامر لا يهمني.‏ وأنا احصل على الهدايا،‏ ونحن نلعب ألعابا ونقيم حفلات.‏ وأحصل على الكثير من الاشياء دون ان اضطر الى الاحتفال بالاعياد.‏ اريد ان ابقى شاهدة مهما كنت افعل ولا شيء يمكنه ان يردَّني.‏» —‏ بْريان،‏ ٩ سنوات.‏

      ‏«سأدخل الصف الخامس [الابتدائي] ولا يحزنني الاعتراف اني واحد من شهود يهوه.‏ في احدى المرات قال لي صبي انه لا بد اني اشعر بالحزن لأني لا احصل على اية هدية في عيد الميلاد،‏ لكني قلت اني احصل على الهدايا طوال السنة.‏ عندئذ قال لي اني محظوظ.‏ وأعتقد انه لا يجب ان يوجد شاهد ليهوه يشعر بالأسف لأنه شاهد ليهوه.‏» —‏ جف،‏ ١٠ سنوات.‏

      ‏«لقد جعلْنا اختي وأنا ذكرى زواج والدَينا عيد العائلة الخاص.‏ وفرحي الاكبر كان في التحضير المسبق للهدايا والبطاقات والاشياء ومساعدة والديَّ على ترتيب الامور ليفاجئ واحدهما الآخر،‏ وهذا الفرح كان اكبر من حصولي على الهدايا من ايّ شخص.‏ فالعطاء افضل من الأخذ.‏» —‏ رايتشل،‏ ١٦ سنة.‏

      ‏«عندما كنت اصغر سنا،‏ كان بعض الأعياد صعبا عليَّ.‏ لكني ادركت لاحقا انه يمكن ان تولِّد الأعياد الجشع،‏ الخلافات،‏ والحزن.‏ وعندما تكون هنالك اوقات محدَّدة للعطاء،‏ لا يُفاجَأ المرء ابدا بالهدية.‏ وأنا افضِّل الحصول على هدايا خصوصية في ايّ وقت من السنة.‏ والاحتفال او عدم الاحتفال هو مجرد جزء صغير من قرار اكبر بكثير:‏ نذر او عدم نذر نفسك لخدمة يهوه.‏ وعندما افكر في الامر بهذه الطريقة،‏ يكون الخيار الصحيح واضحا.‏» —‏ بن،‏ ١٣ سنة.‏

  • ‏«لسنا محرومين!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • ‏«حوالي عيد الميلاد،‏ يمكن ان يوقع الوجود في المدرسة الكآ‌بة في النفس ويمكن ان يجعلك تشعر بأنك منبوذ.‏ ثم ادركت ان الاحتفال بعيد الميلاد لا يمكنه حل مشاكلك،‏ لا يمكنه ان يقرِّب اعضاء عائلتك واحدهم الى الآخر،‏ ولا يمكنه ان يجعلك سعيدا!‏ فقط العيش وفق مقاييس الكتاب المقدس يمكنه فعل ذلك.‏» —‏ جو،‏ ١٥ سنة.‏

      ‏«بدلا من عيد الميلاد او ايّ عيد آخر،‏ عندنا يوم اللُّعَب الكبير.‏ فنحن نحصل على هبة من المال لإنفاقه على ايّ شيء نرغب فيه.‏ وفي احدى السنوات أَلقيتُ خطابا امام صفي عن ديني.‏ وبدلا من اتِّباع طريق العالم،‏ رسمت طريقي الخاص بأن احضر الاجتماعات،‏ انطلق في خدمة الحقل،‏ وأجعل الصلاة جزءا من حياتي.‏ وسأعتمد في هذا المحفل المقبل.‏» —‏ جورج،‏ ١١ سنة.‏

      ‏«احب ان احصل على الهدايا،‏ وأنا اتلقَّاها طوال السنة.‏ ولا يفوتني الكثير عندما يتعلَّق الامر بالحفلات.‏ وأنا اجعل يهوه سعيدا عندما أتخذ موقفا الى جانب الحق.‏ ومن المضحك ان ارى بعض رفقاء صفي غير المسيحيين،‏ الذين هم هندوس،‏ يهود،‏ وهلم جرا،‏ يحتفلون بعيد الميلاد ويحصلون على الهدايا ومع ذلك لا يعرفون ما هو القصد من العيد.‏» —‏ جوليا،‏ ١٢ سنة.‏

      ‏«عندما كنت افوِّت الأعياد في المدرسة لم اكن اندم.‏ فالاولاد يفعلون امورا غريبة كثيرة،‏ كالتنكُّر في عشية عيد جميع القديسين.‏ وأنا لا افتقد ذلك ابدا.‏ وأنا اخبرهم كيف يشتري لي والداي اشياء طوال السنة.‏ ويخبرونني عن كنيستهم وكم هي مملة،‏ وأخبرهم عن الاجتماعات التي نعقدها في المنتزه،‏ فيغارون احيانا.‏ لكني لا اغار منهم.‏ وكخلاصة،‏ اقول اصنعوا فقط اصدقاء يحترمون معتقداتكم ولا تدعوا ابدا تلميذا او معلِّما يجبركم على فعل ايّ شيء يخالف ارادة يهوه.‏» —‏ جاستن،‏ ١٢ سنة.‏

      ‏«هل اشعر بأني محرومة؟‏ كلا،‏ لأنه لدينا حفلات اخرى،‏ وعندما يحتفل الناس بعيد الميلاد،‏ يفكِّر الاولاد بشكل رئيسي في سانتا كلوز،‏ او وقت الفصح يفكِّرون في ارنب الفصح،‏ لكني اعرف انهما من اديان وثنية.‏ أحب خدمة الحقل لأن ذلك يساعدني على التركيز على الحق.‏» —‏ شارون،‏ ٨ سنوات.‏

      ‏«يمكنني ان اقول بصدق اني لم اشعر قط بالانزعاج لأني واحدة من شهود يهوه.‏ فعائلتي وأنا نتسلَّى كثيرا.‏ وعندما تُقام حفلات في المدرسة تأخذني امي لتناول الغداء في الخارج.‏ ويجلب والداي اطايب الى المدرسة بدون ايّ سبب خصوصي فيعلم جميع الاولاد عندئذ اننا نتسلَّى.‏ وعلاقتي بوالديَّ حميمة جدا وعندما يسألني الاولاد لماذا لا احتفل بالأعياد اقول لهم انني احتفل كل يوم.‏ فكيف يمكن لأيّ شاهد ان يشعر بأنه منبوذ؟‏» —‏ ميڠن،‏ ١٣ سنة.‏

  • ‏«لسنا محرومين!‏»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • ‏«لست مضطرا الى انتظار يوم خصوصي لأحصل على الهدايا.‏ فالماما والبابا يجلبون لي الكثير من اللعب كل الوقت.‏ وعشية عيد جميع القديسين هي عبادة لأرواح الموتى.‏ وهذا ليس صائبا.‏ فالاله الوحيد الذي يجب ان نعبده هو يهوه.‏» —‏ نيكولاس،‏ ٦ سنوات.‏

  • وقائع وراء عيد الميلاد،‏ الفصح،‏ وعشية عيد جميع القديسين
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • وقائع وراء عيد الميلاد،‏ الفصح،‏ وعشية عيد جميع القديسين

      يُظهر الكتاب المقدس ان عمر يسوع كان ٣٣ سنة ونصفا عندما عُلِّق في وقت باكر من ربيع السنة ٣٣ب‌م،‏ في وقت الفصح اليهودي.‏ ويعني ذلك،‏ بالعدِّ الى الوراء،‏ انه وُلد في وقت باكر من الخريف.‏

      وكان احتفال روما الوثنية بعيد زحل (‏عيد الاله ساتُرن)‏،‏ يوم ولادة الشمس التي لا تُقهر،‏ يجري بعد ثلاثة اشهر تقريبا.‏ فكيف دُفع الاحتفال بميلاد يسوع الى الامام الى ٢٥ كانون الاول،‏ لجعله يتزامن بتجديف مع الاحتفال الوثني بيوم ولادة الشمس؟‏

      كان النهار الذي يقصر يوما بعد يوم خلال شهر كانون الاول يثير ذعرا خرافيا بين عبَّاد الشمس،‏ الذين خشوا ان يكون الههم يحتضر.‏ فكانوا يشعلون الشموع ويوقدون النيران في الهواء الطلق للمساعدة على تجديد نشاط الاله المريض.‏ وبدا ان ذلك ينجح.‏ فبعد الانقلاب الشتوي في ٢١ كانون الاول،‏ كان يَظهر ان اله الشمس يستعيد قوته فيما يطول النهار اكثر فأكثر.‏

      ‏«كان كانون الاول الشهر الرئيسي للاحتفال الوثني،‏ وكان ٢٥ كانون الاول قمة عربدات الشتاء،‏» كما توضح صحيفة عيد الميلاد الكنسية المصوَّرة.‏ «ويعتقد البعض ان اسقف روما اختار ٢٥ كانون الاول كتاريخ ولادة المسيح لكي ‹يقدِّس› الاحتفالات الوثنية.‏ وما نتج كان مزيجا غريبا من الاعياد الوثنية والمسيحية يدعوه العالم اليوم عيد الميلاد.‏» وتعترف المقالة:‏ «الكلمة ‹Christmas [عيد ميلاد المسيح]› لا تظهر في الكتاب المقدس،‏ ولا تعطي الاسفار المقدسة ايّ تفويض للاحتفال بولادة يسوع.‏»‏

      فلا عجب ان يتذمَّر اللاهوتي ترتليان:‏ «نحن الغرباء عن السبوت،‏ والأهِلَّة والأعياد،‏ الذين كنا قبلا مقبولين من اللّٰه،‏ نمارس الآن تكرارا عيد زحل [وأعيادا وثنية اخرى]،‏ نحمل الهدايا من مكان الى آخر،‏ .‏ .‏ .‏ ونقيم الالعاب الرياضية والمآ‌دب بصخب.‏»‏

      وواصل البابا ڠريڠوريوس الاول هذا الاتجاه المنجِّس.‏ فاستنادا الى مجلة التاريخ الطبيعي،‏ «بدلا من ان يحاول محو عادات الناس ومعتقداتهم،‏ كانت تعليمات البابا،‏ استغلّوها.‏ فإذا كان فريق من الناس يعبد شجرة،‏ فبدلا من قطعها،‏ كرِّسوها للمسيح واسمحوا لهم بأن يواصلوا عبادتهم.‏»‏

      لا خلطة للحق والباطل

      فهل حظيَت سياسة المسايرة هذه بالموافقة الالهية؟‏ لاحظوا تحذير اللّٰه لشعبه المتهيِّئ لدخول ارض كنعان الوثنية:‏ «فاحترز .‏ .‏ .‏ من ان تسأل عن آلهتهم قائلا كيف عبد هؤلاء الامم آلهتهم فأنا ايضا افعل هكذا.‏ لا تعمل هكذا للرب الهك لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجس لدى الرب مما يكرهه.‏» (‏تثنية ١٢:‏٣٠،‏ ٣١‏)‏ ويتكرر التحذير نفسه في الاسفار اليونانية المسيحية:‏ «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين.‏ لأنه اية خلطة للبر والاثم.‏ وأية شركة للنور مع الظلمة.‏ وأيّ اتفاق للمسيح مع بليعال [الشيطان،‏ حاشية ع‌ج‏].‏ وأيّ نصيب للمؤمن مع غير المؤمن.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      فما هو الامر المهين جدا الذي يجده اللّٰه في تلك الآلهة الباطلة وفي عبادتها؟‏ كان ساتُرن الهَ الشمس الروماني المكرَّم في عيد زحل.‏ فهل كان يستحق ذلك؟‏ ان سيمون شاما،‏ پروفسور في التاريخ في جامعة هارڤرد،‏ يدعوه «الذي يقيم حفلة انغماس مفرط في الاكل،‏ الشرب وأنواع اخرى من الفحش.‏» وتدعو مجلة ليرْز العيد «اشهَر حفلة انغماس مفرط في الخمر في العالم القديم.‏»‏

      وامتدت عبادة اله الشمس مِثرا في انحاء آسيا.‏ واستنادا الى عالِم الانسان ڠابريال سيبْروك،‏ كان «الها محاربا يرشق اعداءه بسهام تفني الحياة وبأمراض عضال في ساحة القتال.‏»‏

      وكانت عبادة الشمس بين الازتكيين دموية خصوصا.‏ فمجلة التاريخ الطبيعي توضح انه «اذا لم تُقدَّم الضحايا ذبائح لآلهة الشمس،‏ فكل حياة —‏ بما فيها حياة الآلهة —‏ تهلك.‏»‏

      وعند مراجعة اصول هذا الاحتفال (‏انظروا الاطار في الاسفل)‏،‏ ربما لا يدهشكم ان تعرفوا ان السحرة وعبدة الشيطان لا يزالون يوقِّرون يوم ٢٥ كانون الاول.‏ تقتبس سان فرانسيسكو كرونيكل،‏ عدد ٢١ كانون الاول ١٩٩١،‏ من ساحرة وكاتبة وثنية ذات شعبية قولها:‏ «انه احد اعيادنا الاكثر اجهادا.‏ فنحن نسهر الليل كله.‏» وذكرت عضوة في فريق ميثاق الإلاهة:‏ «نحن نمثِّل شعيرة.‏ .‏ .‏ .‏ فأعضاء من رجال ديننا يؤدون تمثيلية دينية عن ولادة الولد الشمسي.‏»‏

      فهل سيقبل اللّٰه او ابنه اكراما كهذا يعكس عبادة الآلهة الباطلة؟‏

  • وقائع وراء عيد الميلاد،‏ الفصح،‏ وعشية عيد جميع القديسين
    استيقظ!‏ ١٩٩٣ | تشرين الثاني (‏نوفمبر)‏ ٢٢
    • ‏[الاطار في الصفحة ١٢]‏

      رموز عيد الميلاد

      شجرة الميلاد «لها علاقة زهيدة بالاحتفال المسيحي وعلاقة كبيرة بالبقاء العنيد طوال آلاف السنين لطقوس نور الشتاء الوثنية والولادة من جديد.‏» (‏ذا بوسطن هيرالد‏)‏ «كانت الاشجار ذات الزِّيَن المعلَّقة عليها جزءا من الاعياد الوثنية لقرون.‏» —‏ صحيفة عيد الميلاد الكنسية المصوَّرة.‏

      شجرة البهْشيَّة كانت شائعة عند السلتيين «لإبقاء عفاريت البيت حسني السلوك في وقت الانقلاب الشتوي.‏ .‏ .‏ .‏ ويمكنها ان تردَّ الشر،‏ تساعد في العِرافة بالاحلام،‏ تحمي البيت من البرق.‏» —‏ مجلة كولومبيا البريطانية الجميلة.‏

      نبات الهَدال «اتى من الدرويديين في انكلترا الذين استعملوه في العبادة الغريبة المتصلة بالقوى الابليسية والسحرية.‏» —‏ صحيفة عيد الميلاد الكنسية المصوَّرة.‏

      في ٢٥ كانون الاول «كان أتباع عقيدة مِثرا يحتفلون بولادة مِثرا .‏ .‏ .‏ وليس هنالك ايّ مرجع من الكتاب المقدس يجعل ٢٥ كانون الاول يومَ ميلاد المسيح.‏» —‏ اسحق عظيموف.‏

      تقديم الهدايا كان وجها من اوجه عيد زحل.‏ «كان يُتوقع منكم في هذا العيد ان تقدموا هدية لكل اصدقائكم.‏» —‏ ايطاليا القديمة والدين العصري.‏

      النجم «على رأس الشجرة كان يُعبد في الشرق كرمز الى النقاوة،‏ الصلاح والسلام قبل ٠٠٠‏,٥ سنة من ميلاد المسيح.‏» —‏ بشير الكنيسة المتحدة.‏

      الشمع «لا يأتي من .‏ .‏ .‏ المقدس المسيحي.‏ لقد اخذناه من مذبح ابكر بكثير،‏ سنديانة الدرويد.‏» —‏ بشير الكنيسة المتحدة.‏

      سانتا (‏بابا نويل)‏ سُرق «من الاساطير الالمانية القديمة:‏ كان ثُور رجلا كبير السن،‏ مرحا وودودا،‏ ممتلئ الجسم وله لحية طويلة بيضاء.‏ وكان يقود مركبة وقيل انه يعيش في ارض الشمال .‏ .‏ .‏ وكانت النار عنصره،‏ ولونه احمر.‏ وكان الموقد في كل بيت مكرَّسا له،‏ وقيل انه يدخل البيت بالنزول من المدخنة.‏» —‏ بشير الكنيسة المتحدة.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة