-
التأديب الذي يمكن ان يعطي ثمرا للسلامبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
التأديب الذي يمكن ان يعطي ثمرا للسلام
«كل تأديب في الحاضر لا يُرى انه للفرح بل للحزن. وأما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.» — عبرانيين ١٢:١١.
١ و ٢ (أ) بحسب عبرانيين ١٢:٩-١١ ماذا يزود اللّٰه بمحبة؟ (ب) ما هو احد امثلة التأديب، وماذا يمكن ان ينتج من ذلك؟
فكروا في ايام طفولتكم. هل يمكنكم ان تتذكروا والديكم يؤدبونكم؟ معظمنا يمكنهم ذلك. والرسول بولس استعمل ذلك كمثل عند التعليق على التأديب من اللّٰه، كما نقرأ في عبرانيين ١٢:٩-١١.
٢ ان تأديب اللّٰه الابوي، الذي يمكن ان يؤثر في حياتنا الروحية، يمكن ان يتخذ اشكالا عديدة. احدها هو ترتيبه ان يطرد من الجماعة المسيحية الشخص الذي لا يعود يرغب في ان يعيش بحسب مقاييس اللّٰه او الذي يرفض ان يفعل ذلك. والشخص الذي على هذا النحو يعاقَب ويؤدَّب بشدة قد يتوب ويرجع. وفي المضيِّ قُدُما يجري تأديب جماعة الاولياء ايضا لأنهم يتعلمون اهمية العمل بموجب مقاييس اللّٰه السامية. — ١ تيموثاوس ١:٢٠.
٣ كيف يتجاوب البعض مع فكرة الفصل؟
٣ ‹ولكن،› قد يسأل احدهم، ‹أليس قاسيا ان نطرد ومن ثم نرفض ان نتكلم مع الشخص المطرود؟› ان نظرة كهذه ظهرت في قضية محكمة حديثة تشمل امرأة ربّاها والدان كانا من شهود يهوه. ووالداها جرى فصلهما. وهي لم تُفصل لكنها طوعا تركت المعاشرة بكتابة رسالة انسحاب من الجماعة. وبناء على ذلك، أُعلمت الجماعة بأنها لم تعد واحدة من شهود يهوه. فانتقلت ولكنها بعد سنوات رجعت ووجدت ان الشهود المحليين لا يتكلمون معها. ولذلك اخذت القضية الى المحكمة. فماذا كانت النتيجة، وكيف يجب ان يؤثر ذلك فيكم؟ لكي نفهم القضية كما يجب، دعونا نرى ما يقوله الكتاب المقدس عن موضوع الفصل ذي العلاقة.
لماذا هذا الموقف الحازم؟
٤ ماذا يحدث احيانا مع البعض في الجماعة؟ (غلاطية ٦:١، يهوذا ٢٣)
٤ ان اغلبية المسيحيين الحقيقيين يؤيدون بولاء اللّٰه وشرائعه البارة. (١ تسالونيكي ١:٢-٧، عبرانيين ٦:١٠) ولكن، احيانا، ينحرف الشخص عن طريق الحق. مثلا، على الرغم من المساعدة من الشيوخ المسيحيين قد ينتهك شرائع اللّٰه دون توبة. او قد يرفض الايمان اذ يعلِّم عقيدة باطلة او يترك معاشرة الجماعة. وحينئذ ماذا يجب فعله؟ ان امورا كهذه حدثت حتى عندما كان الرسل احياء، ولذلك دعونا نرى ما كتبوه عن ذلك.
٥ و ٦ (أ) لدينا اية مشورة حكيمة في ما يتعلق باولئك الذين يرتكبون خطايا خطيرة ولا يتوبون؟ (متى ١٨:١٧) (ب) اية اسئلة نواجهها؟
٥ عندما صار رجل في كورنثوس فاسدا ادبيا دون توبة قال بولس للجماعة: «ان كان احد مدعو اخا زانيا او طماعا او عابد وثن او شتاما او سكيرا او خاطفا ان لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.» (١ كورنثوس ٥:١١-١٣) والامر نفسه كان ليحدث مع المرتدّين، مثل هيمينايس: «الرجل المبتدع بعد الانذار مرة ومرتين أعرض عنه عالما ان مثل هذا قد انحرف وهو يخطئ.» (تيطس ٣:١٠، ١١؛ ١ تيموثاوس ١:١٩، ٢٠) ان تجنبا كهذا مناسب ايضا تجاه ايّ شخص يرفض الجماعة: «منا خرجوا لكنهم لم يكونوا منا لانهم لو كانوا منا لبقوا معنا لكن ليُظهَروا انهم ليسوا جميعهم منا.» — ١ يوحنا ٢:١٨، ١٩.
٦ نأمل أن يتوب شخص كهذا ليكون ممكنا قبوله ثانية. (اعمال ٣:١٩) ولكن في هذه الاثناء هل يمكن ان تكون للمسيحيين مرافقة محدودة معه، أو أنّ التجنب التام ضروري؟ واذا كان الامر كذلك، لماذا؟
القطع كاملا؟
٧ كيف يختلف سلوكنا بالنسبة الى صفين من الخطاة؟
٧ لا يعتزل المسيحيون عن العالم. فلدينا اتصالات عادية بالجيران، زملاء العمل، رفقاء المدرسة وغيرهم، ونشهد لهم حتى ولو كان البعض ‹زناة او طماعين او خاطفين او عبدة اوثان.› وكتب بولس اننا لا نستطيع ان نتجنبهم كاملا، ‹وإلاّ فيلزمنا ان نخرج من العالم.› ومع ذلك اوصى بأن يكون الامر مختلفا مع ‹الاخ› الذي يعيش على هذا النحو: ‹إن كان احد مدعو اخا [عاد الى طرق كهذه] أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.› — ١ كورنثوس ٥:٩-١١، مرقس ٢:١٣-١٧.
٨ اية نصيحة زودها الرسول يوحنا عن الاجتناب؟
٨ وفي كتابات الرسول يوحنا نجد مشورة مماثلة تشدد كيف يجب على المسيحيين ان يتجنبوا كاملا مثل هؤلاء: «كل من تعدى ولم يثبت في تعليم المسيح فليس له اللّٰه . . . ان كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. لأن مَن يسلم [باليونانية، خايرو] عليه يشترك في اعماله الشريرة.»a — ٢ يوحنا ٩-١١.
٩، ١٠ (أ) ماذا حدث لكاسري الشريعة غير التائبين في اسرائيل، ولماذا؟ (ب) كيف يجب ان نشعر تجاه الترتيب اليوم للتعامل مع الاشخاص المطرودين لاجل خطية دون توبة؟ (٢ بطرس ٢:٢٠-٢٢)
٩ ولماذا موقف ثابت كهذا مناسب اليوم ايضا؟ حسنا، فكروا في القَطع الصارم المأمور به في شريعة اللّٰه لاسرائيل. ففي مختلف القضايا الخطيرة كان المتعدّون عمدا يُقتلون. (لاويين ٢٠:١٠، عدد ١٥:٣٠، ٣١) وعندما يحدث ذلك كان الآخرون، وحتى الاقرباء، لا يستطيعون ان يتكلموا في ما بعد مع كاسر الشريعة الميت. (لاويين ١٩:١-٤، تثنية ١٣:١-٥؛ ١٧:١-٧) ومع ان الاسرائيليين الاولياء آنذاك كانوا بشرا عاديين بمشاعر مثلنا فقد عرفوا ان اللّٰه عادل ومحب وأن شريعته تحمي نظافتهم الادبية والروحية. ولذلك استطاعوا ان يقبلوا ان ترتيبه لقَطع فاعلي الشر هو من حيث الاساس شيء صالح وصائب. — ايوب ٣٤:١٠-١٢.
١٠ ويمكننا ان نكون على يقين من ان ترتيب اللّٰه أن يرفض المسيحيون مرافقة شخص قد طُرد لاجل خطية دون توبة انما هو حماية حكيمة لنا. «نقّوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجينا جديدا كما انتم فطير.» (١ كورنثوس ٥:٧) وأيضا بتجنب الاشخاص الذين يتركون المعاشرة عمدا تجري حماية المسيحيين من الآراء الانتقادية او العديمة التقدير او حتى الارتدادية المحتملة. — عبرانيين ١٢:١٥، ١٦.
-
-
التأديب الذي يمكن ان يعطي ثمرا للسلامبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
d رغم ان افرادا مختلفين قد اقاموا الدعوى، لم تُصدر اية محكمة حكما ضد شهود يهوه بسبب ممارسة الاجتناب المؤسسة على الكتاب المقدس.
-
-
التأديب الذي يمكن ان يعطي ثمرا للسلامبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
قرار المحكمة
١٦-١٨ اي قرار جرى التوصل اليه في قضية المحكمة المذكورة سابقا، وأيّ رأي اضافي قدَّمته المحكمة؟
١٦ قد تريدون ان تعرفوا نتيجة قضية المحكمة التي تشمل امرأة كانت منزعجة بسبب عدم تكلم معارفها السابقين معها بعد ان اختارت ان ترفض الايمان اذ تركت معاشرة الجماعة.
١٧ قبل ذهاب القضية للمحاكمة اصدرت محكمة المقاطعة الفدرالية حكما مستعجلا ضدها. وهذا الحكم تأسس على الفكرة القائلة ان المحاكم لا تنهمك في القضايا التأديبية الكنسية. فاستأنفت. وحكم محكمة الاستئناف الفدراليةc المتَّخَذ بالاجماع تأسس على اساسات اعمق لحقوق التعديل (لدستور الولايات المتحدة) الاول: «لان ممارسة الاجتناب هي جزء من ايمان شهود يهوه نجد ان تدبير ‹الممارسة الحرة› لدستور الولايات المتحدة . . . يمنع [يمنعها] من الفوز. والمدعى عليهم لديهم امتياز يحميه الدستور لينهمكوا في ممارسة الاجتناب. وبناء على ذلك، نُقرّ» الحكم السابق لمحكمة المقاطعة.
١٨ وتابع رأي المحكمة يقول: «الاجتناب هو ممارسة ينهمك فيها شهود يهوه بموجب تفسيرهم لنص الكتب الدينية، ونحن لسنا احرارا لاعادة تفسير هذا النص . . . والمدعى عليهم لهم الحق في الممارسة الحرة لمعتقداتهم الدينية . . . والمحاكم عموما لا تمتحن عن كثب العلاقة بين الاعضاء [او الاعضاء السابقين] في الكنيسة. والكنائس تُمنح مجالا كبيرا عندما تفرض التأديب على الاعضاء او الاعضاء السابقين. ونحن نوافق على رأي القاضي جاكسون [في المحكمة العليا للولايات المتحدة سابقا] في أنّ ‹النشاطات الدينية التي تتعلق فقط بأعضاء الايمان هي حرة وينبغي ان تكون كذلك — حرة بشكل مطلق تقريبا كأي شيء يمكن ان يكون هكذا.› . . . واعضاء الكنيسة الذين قررت [هي] ان تهجرهم استنتجوا انهم لا يريدون في ما بعد ان يعاشروها. ونحن نعتقد انهم احرار ليقوموا بهذا الاختيار.»
١٩، ٢٠ لماذا الشخص الذي يُقطع عن الجماعة ليس في وضع يمكِّنه من نيل التعويض عن الاضرار المالية في المحكمة؟
١٩ اعترفت محكمة الاستئناف بأنه حتى ولو شعرت المرأة بالضيق لأن معارفها السابقين اختاروا عدم التكلم معها فان «السماح لها بنيل التعويض عن الجروح المعنوية او العاطفية يقيِّد بشكل غير دستوري ممارسة شهود يهوه الحرة للدين . . . والضمانة الدستورية للممارسة الحرة للدين تتطلب ان يحتمل المجتمع نوع الاذية الجاري معاناتها [من قِبَلها] كثمن يستحق الدفع لحماية الحق في الفارق الديني الذي يتمتع به جميع المواطنين.» نال هذا القرار، من بعض النواحي، اهمية اكبر ايضا منذ اتخاذه. وكيف ذلك؟ طلبت المرأة في ما بعد من اعلى محكمة في البلد ان تسمع القضية وربما تنقض القرار ضدها. ولكنّ المحكمة العليا للولايات المتحدة، في تشرين الثاني ١٩٨٧، رفضت ذلك.
٢٠ وهكذا حددت هذه القضية ان الشخص المفصول او الذي ترك المعاشرة لا يمكنه نيل التعويض عن الاضرار من شهود يهوه في محكمة قضائية من اجل الاجتناب.d وبما ان الجماعة كانت تتجاوب مع الوصايا الكاملة التي يمكن ان نقرأها جميعا في كلمة اللّٰه ونطبقها فان الشخص يشعر بالخسارة التي تأتي من اعماله او اعمالها.
التأديب — كثيرون يستفيدون
٢١ لماذا الاتزان لازم في النظر الى الفصل؟
٢١ ان بعض الذين هم من خارج، عند سماعهم عن الفصل، يميلون الى التعاطف مع الخاطئ الذي لا يستطيع ان يتحدث في ما بعد مع اعضاء الجماعة المسيحية. ولكن أليس تعاطف كهذا في غير محله؟ تأملوا في الفائدة المحتملة التي قد يحصل عليها الخاطئ وغيره.
٢٢، ٢٣ أوضحوا اهمية وقيمة اطاعة اللّٰه في نظرتنا الى الاشخاص المفصولين.
٢٢ مثلا، لاحظنا في الصفحة ٣ تعليق لينيت على اختيارها ‹ان تمتنع كاملا عن كل معاشرة› لأختها المفصولة مرغريت. فهي مع اقربائها المسيحيين ‹آمنوا بأن طريقة يهوه هي الافضل.› وهي كذلك!
٢٣ وفي ما بعد قالت اخت لينيت لها: ‹لو نظرتِ الى الفصل باستخفاف اعرف انني ما كنت لاتخذ الخطوات نحو الرجوع بسرعة كما فعلت. فقَطعي كليا عن الاحبّاء وعن الاتصال اللصيق بالجماعة خلق رغبة قوية في التوبة. وأدركتُ تماما كم كان مسلكي خاطئا وكم كان خطيرا ان اتحوَّل عن يهوه.›
٢٤ كيف اثَّر تجاوب احدى الاخوات مع الفصل فيها وفي الآخرين؟
٢٤ وفي قضية اخرى فُصل والدا لوري. ومع ذلك تقول: ‹لم تتوقف قط معاشرتي لهما بل ازدادت. ومع مرور الوقت صرتُ خاملة اكثر فاكثر. ووصلتُ الى حد عدم حضور الاجتماعات ايضا.› وبعدئذ قرأَتْ مقالة في «برج المراقبة،» عدد ١، ١٥ كانون الثاني ١٩٨٢، شددت على المشورة في ١ كورنثوس ٥:١١-١٣ و٢ يوحنا ٩-١١. «كان ذلك كما لو انني استُنرت في الداخل،» تكتب. ‹فعرفتُ انه كان عليَّ ان اصنع بعض التغييرات. وأفهم الآن على نحو افضل معنى متى ١٠:٣٤-٣٦. وقراري لم يكن استيعابه سهلا على عائلتي لأن ابني، وعمره خمس سنوات، هو الصبي الوحيد، وهم يحبونه كثيرا.› فيُرجى ان تؤثر خسارة معاشرة كهذه في قلبَي الوالدَين كما اثَّرت في قلب مرغريت. ومع ذلك فإن التأديب ذا العلاقة ساعد لوري: ‹انني اخرج ثانية في خدمة الحقل. وزواجي وعائلتي هما اقوى بسبب تغيّري، وكذلك انا.›
٢٥ اية نظرة الى تأديب اللّٰه كانت لشخص جرت اعادته؟
٢٥ او تأملوا في مشاعر شخص فُصل وعاد في ما بعد. كتبت ساندي: ‹اريد ان اشكركم على المقالات المساعدة والتعليمية جدا [المذكورة آنفا] عن التوبيخ والفصل. انا سعيدة بأن يهوه يحبّ شعبه الى حد يكفي ليهتم بحفظ جماعته نظيفة. وما قد يبدو قاسيا للذين هم من خارج انما هو ضروري وهو ايضا شيء حبي حقا لنفعله. وأنا شاكرة لان ابانا السماوي هو اله محب وغفور.›
٢٦ اي ثمر للبر يمكن ان ينتج من قبول التأديب؟ (مزمور ٩٤:١٠، ١٢)
٢٦ ولذلك فان الهنا الذي يتطلَّب طرد الخاطئ غير التائب من الجماعة يُظهر ايضا بمحبة ان الخاطئ يمكن ان يُعاد الى الجماعة اذا تاب ورجع. (والشخص الذي ترك المعاشرة يمكنه على نحو مماثل ان يطلب الصيرورة جزءا من الجماعة من جديد.) ومن ثم يمكن ان يعزّيه المسيحيون الذين يؤكّدون محبتهم له. (٢ كورنثوس ٢:٥-١١؛ ٧:٨-١٣) حقا، كما كتب بولس: «كل تأديب في الحاضر لا يُرى انه للفرح بل للحزن. وأما اخيرا فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام.» — عبرانيين ١٢:١١.
-
-
التأديب الذي يمكن ان يعطي ثمرا للسلامبرج المراقبة ١٩٨٨ | ١٥ ايار (مايو)
-
-
الحرمان — ايّ تأثير؟
كتب المؤرخ الانكليزي ادوارد جيبون عن لياقة وتأثير الفصل الاقرب الى زمن الرسل:
«انه الحق الذي لا شك فيه لكل مجتمع ان يمنع من شركته وفوائده اولئك الذين بين اعضائه يرفضون او ينتهكون تلك الفرائض المؤسسة بالاجماع. . . . ونتائج الحرمان كانت ذات طبيعة زمنية [ارضية] وروحية ايضا. والمسيحي الذي يُنطق بذلك عليه كان يُحرم ايّ نصيب في تقدمات المؤمنين. وروابط الصداقة الدينية والخصوصية على السواء كانت تنحل.»
-