مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • لا تستسلموا!‏
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • لا تستسلموا!‏

      ‏«لا (‏نستسلم)‏ في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكلّ.‏» —‏ غلاطية ٦:‏٩‏.‏

      ١،‏ ٢ (‏أ)‏ بأية طرائق يصطاد الاسد؟‏ (‏ب)‏ مَن هم الذين يهتم ابليس خصوصا بافتراسهم؟‏

      يصطاد الاسد بطرائق مختلفة.‏ فهو يكمن احيانا لفريسته عند جبّ ماء او على طول طرقات يكثر فيها المارَّة.‏ ولكن احيانا،‏ كما يوضح كتاب صور في البرية،‏ «ينتهز [الاسد] الفرصة —‏ مثلا،‏ مصادفة مُهر حمار الوحش المخطَّط نائما.‏»‏

      ٢ يوضح الرسول بطرس ان ‹ابليس خصمنا كأسد زائر يجول ملتمسا مَن يبتلعه هو.‏› (‏١ بطرس ٥:‏٨‏)‏ والشيطان،‏ اذ يعلم ان زمانه الباقي قليل،‏ يضغط على البشر اكثر من ايّ وقت مضى ليمنعهم من خدمة يهوه.‏ لكنَّ هذا ‹الاسد الزائر› مهتم خصوصا بافتراس خدام يهوه.‏ (‏رؤيا ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ وأساليب صيده مماثلة لأساليب نظيره في مملكة الحيوان.‏ وكيف ذلك؟‏

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ اية اساليب يستخدمها الشيطان في افتراس خدام يهوه؟‏ (‏ب)‏ لأنَّ هذه هي «ازمنة حرجة صعبة المعالجة،‏» ايّ سؤالَين ينشأان؟‏

      ٣ يجرِّب الشيطان احيانا كمينا —‏ الاضطهاد او المقاومة الهادفة الى كسر استقامتنا لنتوقف عن خدمة يهوه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ لكنَّ ابليس في احيان اخرى،‏ كالاسد،‏ ينتهز الفرصة.‏ فهو ينتظر حتى نتثبط او نُعيِي،‏ ثم يحاول ان يستغل حالتنا الكئيبة لحمْلِنا على الاستسلام.‏ فلا يجب ان نصير فريسة سهلة!‏

      ٤ ولكننا نحيا في اصعب حقبة في كل التاريخ البشري.‏ وفي هذه ‹الازمنة الحرجة الصعبة المعالجة› قد يشعر كثيرون منا بالتثبط او الكآ‌بة من حين الى آخر.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكيف نتجنب ان نصير مُعيِين جدا بحيث نصبح فريسة سهلة لابليس؟‏ نعم،‏ كيف نصغي الى مشورة الرسول بولس الموحى بها:‏ «لا (‏نستسلم)‏ في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكلّ»؟‏ —‏ غلاطية ٦:‏٩‏.‏

      عندما يخيِّبنا الآخرون

      ٥ ماذا اعيا داود،‏ ولكن ايّ امر لم يفعله؟‏

      ٥ في ازمنة الكتاب المقدس ربما شعر حتى خدام يهوه الاكثر امانة بالكآ‌بة.‏ كتب المرنم الملهم داود:‏ «تعبت في تنهّدي.‏ أُعوِّم في كل ليلة سريري بدموعي أُذوِّب فراشي.‏ ساخت من الغم عينِي.‏» فلماذا شعر داود هكذا؟‏ اوضح قائلا:‏ «(‏بسبب)‏ كل مضايِقيَّ.‏» ان اعمال الآخرين المؤذية آلمت داود في الصميم بحيث فاضت دموعه بغزارة.‏ لكنَّ داود لم يبتعد عن يهوه بسبب ما فعله به الرفقاء البشر.‏ —‏ مزمور ٦:‏٦-‏٩‏.‏

      ٦ (‏أ)‏ كيف يمكن ان تؤثر فينا كلمات او تصرفات الآخرين؟‏ (‏ب)‏ كيف يجعل البعض انفسهم فريسة سهلة لإبليس؟‏

      ٦ وعلى نحو مماثل،‏ يمكن ان تُعيِينا كلمات او تصرفات الآخرين وتؤلمنا كثيرا في الصميم.‏ تقول الامثال ١٢:‏١٨‏:‏ «يوجد من يهذر مثل طعن السيف.‏» وعندما يكون الهاذر احد الاخوة او الاخوات المسيحيين،‏ يكون ‹جرح الطعنة› عميقا.‏ وقد يكون من شأن البشر ان يغتاظوا،‏ مضمرين ربما الاستياء.‏ ويصح ذلك خصوصا اذا كنا نشعر بأننا عوملنا بفظاظة او بظلم.‏ وقد يصعب علينا ان نتكلم الى مَن اغاظنا؛‏ حتى اننا قد نتعمَّد تجنبه او تجنبها.‏ والبعض،‏ اذ اكتأبوا من الاستياء،‏ استسلموا وكفّوا عن المجيء الى الاجتماعات المسيحية.‏ وهكذا،‏ للأسف،‏ ‹أعطَوا ابليس مكانا› ليخدعهم كفريسة سهلة.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٧‏.‏

      ٧ (‏أ)‏ كيف نتجنب ترويج خطة ابليس عندما يخيِّبنا او يؤذينا الآخرون؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نتخلص من الاستياء؟‏

      ٧ وكيف نتجنب ترويج خطة ابليس عندما يخيِّبنا او يؤذينا الآخرون؟‏ يجب ان نحاول ألا نضمر الاستياء.‏ وبدلا من ذلك،‏ بادِروا الى صنع السلام او تسوية المسائل بأسرع ما يمكن.‏ (‏افسس ٤:‏٢٦‏)‏ تحثنا كولوسي ٣:‏١٣‏:‏ «مسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد على احد شكوى.‏» ويليق بنا ان نسامح خصوصا عندما يقرّ مَن اغاظنا بالخطإ ويتأسف بصدق.‏ (‏قارنوا مزمور ٣٢:‏٣-‏٥ وأمثال ٢٨:‏١٣‏.‏)‏ ولكن من المساعد ان نبقي نصب اعيننا ان المسامحة لا تعني التغاضي او التقليل من شأن الذنوب التي يرتكبها الآخرون.‏ والمسامحة تشمل التخلص من الاستياء.‏ فالاستياء عبء ثقيل.‏ ويمكن ان يسيطر على افكارنا ويسلبنا السعادة.‏ ويمكن ايضا ان يؤثِّر في صحتنا.‏ وبالتباين،‏ تعمل المسامحة لخيرنا عندما تكون في محلها.‏ فكداود،‏ لا نستسلمْ ابدا ونبتعد عن يهوه بسبب ما قاله او فعله بنا بشر آخرون!‏

      عندما نقصِّر

      ٨ (‏أ)‏ لماذا يشعر البعض احيانا بالذنب اكثر من المعتاد؟‏ (‏ب)‏ ما الخطر في ان يغمرنا الذنب الى حد الاستسلام؟‏

      ٨ «في اشياء كثيرة نعثر جميعنا،‏» تقول يعقوب ٣:‏٢‏.‏ وعندما نعثر،‏ من الطبيعي جدا ان نشعر بالذنب.‏ (‏مزمور ٣٨:‏٣-‏٨‏)‏ وقد تقوى مشاعر الذنب اكثر من المعتاد اذا كنا نحارب ضعفا في الجسد ونعاني نكسات متكررة.‏a اوضحت امرأة مسيحية واجهت مثل هذا الصراع:‏ «لم اشأ ان ابقى على قيد الحياة وأنا لا اعلم ما اذا كنت قد ارتكبت الخطية التي لا تُغتفَر او لا.‏ وشعرت بأنه لا حاجة ايضا الى ان اجهد نفسي في خدمة يهوه لأنه،‏ على اية حال،‏ فات الاوان على الارجح بالنسبة اليّ.‏» عندما يغمرنا الذنب الى حد الاستسلام،‏ نعطي ابليس فرصة —‏ وقد يستغلها بسرعة!‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏٥-‏٧،‏ ١١‏)‏ وقد يكون كل ما يلزم نظرة اكثر اتِّزانا الى الذنب.‏

      ٩ لماذا يجب ان نثق برحمة اللّٰه؟‏

      ٩ عندما نخطئ من الملائم ان نشعر بالذنب الى حد ما.‏ إلّا ان مشاعر الذنب تدوم احيانا لأن المسيحي يشعر بأنه لا يمكن ان يستحق ابدا رحمة اللّٰه.‏ لكنَّ الكتاب المقدس يطمئننا:‏ «إن اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل اثم.‏» (‏١ يوحنا ١:‏٩‏)‏ فهل هنالك سبب وجيه لنعتقد ان اللّٰه لن يفعل ذلك في حالتنا؟‏ تذكَّروا ان يهوه يقول في كلمته انه «غفور.‏» (‏مزمور ٨٦:‏٥؛‏ ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ وبما انه منزَّه عن الكذب،‏ فسيفعل كما تعِد كلمته،‏ شرط ان نأتي اليه بقلب تائب.‏ —‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

      ١٠ اية طمأنة مبهجة نشرها عدد سابق من برج المراقبة في ما يتعلق بمحاربة ضعف في الجسد؟‏

      ١٠ وماذا يجب ان تفعلوا اذا كنتم تحاربون ضعفا وتعانون نكسة؟‏ لا تستسلموا!‏ فالنكسة لا تلغي بالضرورة ما قد احرزتموه من تقدُّم.‏ وعدد ١٥ شباط ١٩٥٤،‏ بالانكليزية،‏ من هذه المجلة طمأننا بهذه الكلمات المبهجة:‏ «[قد] نجد اننا نتعثَّر ونقع مرارا وتكرارا بسبب عادة سيئة تأصلت في نمط حياتنا السابق بشكل اعمق مما كنا ندرك.‏ .‏ .‏ .‏ فلا تيأسوا.‏ ولا تستنتجوا انكم ارتكبتم الخطية التي لا تُغتفر.‏ فالشيطان يريد ان تفكروا بهذه الطريقة تماما.‏ وواقع انكم تشعرون بالاسى والاغتياظ على نفسكم هو بحد ذاته دليل على انكم لم تبتعدوا اكثر مما ينبغي.‏ فلا تُعيُوا ابدا من الالتفات بتواضع وبصدق الى اللّٰه،‏ طالبين ان يسامحكم ويطهركم ويساعدكم.‏ والجأوا اليه كما يلجأ الولد الى ابيه عندما يقع في مشكلة مهما تكرر ذلك بسبب الضعف نفسه،‏ ويهوه سيساعدكم برأفة بسبب لطفه غير المستحَق،‏ وإذا كنتم مخلصين فسيجعلكم تحرزون ضميرا طاهرا.‏»‏

      عندما نشعر بأن ما نقوم به غير كافٍ

      ١١ (‏أ)‏ كيف يجب ان نشعر حيال الاشتراك في عمل الكرازة بالملكوت؟‏ (‏ب)‏ اية مشاعر بشأن الاشتراك في الخدمة يكافحها بعض المسيحيين؟‏

      ١١ يلعب عمل الكرازة بالملكوت دورا مهما في حياة المسيحي،‏ والاشتراك فيه مفرح.‏ (‏مزمور ٤٠:‏٨‏)‏ لكنَّ بعض المسيحيين يشعرون بأنهم مذنبون كثيرا لأنهم غير قادرين على فعل المزيد في الخدمة.‏ ومثل هذا الذنب يمكن تدريجيا ان يدمِّر ايضا فرحنا ويجعلنا نستسلم،‏ متخيِّلين ان يهوه يشعر بأننا لا نقوم ابدا بما يكفي.‏ تأملوا في المشاعر التي يكافحها البعض.‏

      ‏“«هل تعرفون كم ان الفقر مبدِّد للوقت؟‏»‏ كتبت اخت مسيحية تربِّي وزوجها ثلاثة اولاد.‏ ‏«يجب ان اقتصد حيثما امكن.‏ وهذا يعني قضاء الوقت في البحث في متاجر السلع المستعملة،‏ رفوف التصفيات،‏ او حتى في خياطة الثياب.‏ وأقضي ايضا ساعة او اثنتين كل اسبوع وأنا اعمل في القسائم [‏قسائم الحسم من ثمن المواد الغذائية‏] ‏—‏ اقتطعها،‏ اضعها في ملف،‏ وأقايض بها.‏ وأحيانا اشعر بأنني مذنبة جدا لفعلي هذه الامور،‏ معتقدةً انه كان يجب ان اقضي هذا الوقت في خدمة الحقل.‏»‏

      ‏“‏‏«ظننت انه لا بد انني لا احب يهوه كفاية،‏»‏ اوضحت اخت لها اربعة اولاد وزوج غير مؤمن.‏ ‏«ولذلك جاهدت في خدمتي ليهوه.‏ بذلت اقصى جهدي،‏ ولكنني لم اشعر قط بأن ذلك كافٍ.‏ فلم يكن لديَّ ايّ شعور بالقيمة الذاتية،‏ ولذلك لم استطِع ان اتخيَّل كيف يمكن ان يقبل يهوه خدمتي له.‏»‏

      ‏“‏وقالت امرأة مسيحية اضطرت ان تترك الخدمة كامل الوقت:‏ ‏«لم احتمل الفكرة انني كنت انكث التزامي ان اخدم يهوه كامل الوقت.‏ لا يمكنكم ان تتخيلوا خيبة املي!‏ ابكي الآن عندما اتذكر ذلك.‏»‏

      ١٢ لماذا يشعر بعض المسيحيين بأنهم مذنبون جدا حيال عدم تمكُّنهم من انجاز المزيد في الخدمة؟‏

      ١٢ من الطبيعي جدا ان يرغب المرء في خدمة يهوه على اكمل وجه ممكن.‏ (‏مزمور ٨٦:‏١٢‏)‏ ولكن لماذا يشعر البعض بأنهم مذنبون جدا لأنهم لا يستطيعون فعل المزيد؟‏ بالنسبة الى البعض،‏ يبدو ان الامر مرتبط بشعور عام بعدم القيمة ناتج ربما من اختبارات غير سارة في الحياة.‏ وفي حالات اخرى،‏ قد ينتج ذنب في غير محله من نظرة غير واقعية الى ما يتوقعه يهوه منا.‏ اعترفت امرأة مسيحية:‏ «كنت اشعر بأنه إن لم تعمل حتى تنهك نفسك،‏ فلا بد انك لا تفعل ما فيه الكفاية.‏» ونتيجة لذلك رسمَت لنفسها مقاييس رفيعة اكثر مما ينبغي —‏ ثم شعرت بذنب اعظم عندما عجزت عن بلوغها.‏

      ١٣ ماذا يتوقع يهوه منا؟‏

      ١٣ وماذا يتوقع يهوه منا؟‏ بعبارة بسيطة،‏ يتوقع يهوه منا ان نخدمه من كل النفس،‏ منجزين ما تسمح به ظروفنا.‏ (‏كولوسي ٣:‏٢٣‏)‏ ولكن قد يكون هنالك فرق كبير بين ما تودّون فعله وما يمكنكم في الواقع ان تفعلوه.‏ فقد تكبِّلنا عوامل كالسنّ،‏ الصحة،‏ القدرة الجسدية على الاحتمال،‏ او المسؤوليات العائلية.‏ ولكن عندما نفعل كل ما في وسعنا،‏ يمكن ان نكون على يقين من ان خدمتنا ليهوه هي من كل النفس —‏ ليس اكثر ولا اقل ممَّن تسمح له صحته وظروفه بأن يكون في الخدمة كامل الوقت.‏ —‏ متى ١٣:‏١٨-‏٢٣‏.‏

      ١٤ ماذا يمكنكم ان تفعلوا اذا كنتم بحاجة الى المساعدة في معرفة ما يمكن ان تتوقعوه في الواقع من نفسكم؟‏

      ١٤ اذًا كيف يمكنكم ان تعرفوا ما يمكن ان تتوقعوه في الواقع من نفسكم؟‏ قد ترغبون في مناقشة المسألة مع صديق مسيحي ناضج تثقون به،‏ ربما شيخ او اخت ذات خبرة،‏ يعرف قدراتكم،‏ حدودكم،‏ ومسؤولياتكم العائلية.‏ (‏امثال ١٥:‏٢٢‏)‏ وتذكَّروا انه في نظر اللّٰه،‏ لا تُقاس قيمتكم كشخص بمقدار ما تفعلونه في خدمة الحقل.‏ ان كل خدام يهوه اعزاء عنده.‏ (‏حجي ٢:‏٧؛‏ ملاخي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ وما تنجزونه في العمل الكرازي قد يكون اكثر او اقل مما ينجزه الآخرون،‏ ولكن ما دام ذلك يمثِّل اقصى ما في وسعكم،‏ فيهوه راضٍ ولا يلزم ان تشعروا بالذنب.‏ —‏ غلاطية ٦:‏٤‏.‏

      عندما يُطلَب منا الكثير

      ١٥ من اية نواحٍ يُطلَب الكثير من شيوخ الجماعات؟‏

      ١٥ قال يسوع:‏ «كل مَن أُعطي كثيرا يُطلَب منه كثير.‏» (‏لوقا ١٢:‏٤٨‏)‏ ولا شك انه ‹يُطلَب الكثير› ممَّن يخدمون كشيوخ في الجماعة.‏ وهم كبولس يبذلون انفسهم في سبيل الجماعة.‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏١٥‏)‏ فيجب ان يحضِّروا الخطابات،‏ يقوموا بالزيارات الرعائية،‏ يعالجوا القضايا القضائية —‏ كل ذلك دون اهمال عائلاتهم.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ وبعض الشيوخ مشغولون ايضا بالمساعدة على بناء قاعات الملكوت،‏ الخدمة في لجان الاتصال بالمستشفيات،‏ والتطوع في المحافل.‏ فكيف يتجنب هؤلاء الرجال العاملون بجد والمتفانون ان يصيروا مُعيِين رازحين تحت ثقل مسؤوليات كهذه؟‏

      ١٦ (‏أ)‏ اي حلّ عملي قدَّمه يثرون لموسى؟‏ (‏ب)‏ اية صفة ستمكِّن الشيخ من الاشتراك في المسؤوليات المناسبة مع الآخرين؟‏

      ١٦ عندما كان موسى،‏ رجل محتشم ومتواضع،‏ يُج‍هِ‍د نفسه في الاعتناء بمشاكل الآخرين،‏ ق‍دَّم له حموه،‏ يثرون،‏ حلا عمليا:‏ اشترِك في شيء من المسؤولية مع رجال اكفاء آخرين.‏ (‏خروج ١٨:‏١٧-‏٢٦؛‏ عدد ١٢:‏٣‏)‏ تقول الامثال ١١:‏٢‏:‏ «مع المتواضعين حكمة.‏» وأن تكونوا متواضعين يعني ان تدركوا حدودكم وتقبلوها.‏ والمتواضع لا يمتنع عن ان يفوِّض الى الآخرين،‏ ولا يخشى ان يفقد السيطرة بطريقة او بأخرى باشتراكه في المسؤوليات المناسبة مع رجال اكفاء آخرين.‏b (‏عدد ١١:‏١٦،‏ ١٧،‏ ٢٦-‏٢٩‏)‏ ولكنه يتوق الى مساعدتهم على التقدم.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف يمكن ان يخفف اعضاء الجماعة من حمل الشيوخ؟‏ (‏ب)‏ اية تضحيات تقوم بها زوجات الشيوخ،‏ وكيف نظهر لهن اننا لا نعتبر هذه التضحيات امرا مسلَّما به؟‏

      ١٧ يمكن لاعضاء الجماعة ان يفعلوا الكثير للتخفيف من حمل الشيوخ.‏ فعندما يتفهَّم الآخرون ان الشيوخ لديهم عائلاتهم للاعتناء بها،‏ لا يطلبون مقدارا غير معقول من وقت الشيوخ وانتباههم.‏ ولا يعتبرونه امرا مسلَّما به ان تضحّي زوجات الشيوخ طوعا اذ يشتركن بلا انانية في وقت ازواجهن مع الجماعة.‏ اوضحت أم لثلاثة اولاد يخدم زوجها كشيخ:‏ «ان ما لا اتذمر منه ابدا هو الحمل الزائد الذي احمله طوعا في البيت لكي يتمكن زوجي من الخدمة كشيخ.‏ اعرف ان بركة يهوه سخية على عائلتنا بسبب خدمته،‏ وأنا لا انزعج مما يبذله من وقت وطاقة.‏ ولكن،‏ في الواقع،‏ كثيرا ما يلزم ان اعمل في كنس الاوراق في الفناء وتأديب اولادنا اكثر مما لو كان زوجي غير مشغول.‏» وللأسف،‏ وجدت هذه الاخت ان البعض،‏ بدلا من تقدير حملها الزائد،‏ قدَّموا ملاحظات غير حساسة مثل،‏ «لماذا لست فاتحة؟‏» (‏امثال ١٢:‏١٨‏)‏ فكم هو افضل ان نمدح الآخرين على ما يفعلونه بدلا من ان ننتقد عليهم ما لا يستطيعون فعله!‏ —‏ امثال ١٦:‏٢٤؛‏ ٢٥:‏١١‏.‏

      لأنَّ المنتهى لم يأتِ بعد

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لماذا ليس هذا الوقت وقت التوقف عن الركض في السباق لنيل الحياة الابدية؟‏ (‏ب)‏ اية نصيحة في حينها اعطاها الرسول بولس للمسيحيين في اورشليم؟‏

      ١٨ عندما يعرف العدَّاء انه اشرف على نهاية سباق طويل،‏ لا يستسلم.‏ ربما كان جسمه في اقصى درجات احتماله —‏ منهكا،‏ مرتفع الحرارة،‏ ويعوزه الماء —‏ ولكن لأنه قريب من النهاية،‏ ليس الوقت وقت التوقف عن الركض.‏ وبشكل مماثل،‏ نحن كمسيحيين في سباق لنيل جائزة الحياة،‏ ونحن قريبون جدا من خط النهاية.‏ فليس الوقت الآن وقت التوقف عن الركض!‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ٩:‏٢٤؛‏ فيلبي ٢:‏١٦؛‏ ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      ١٩ واجه المسيحيون في القرن الاول حالة مماثلة.‏ فنحو السنة ٦١ ب‌م كتب الرسول بولس الى المسيحيين في اورشليم.‏ كان الوقت ينفد —‏ «الجيل» الشرير،‏ نظام الاشياء اليهودي المرتد،‏ كان على وشك ان «يمضي.‏» والمسيحيون في اورشليم خصوصا كان يجب ان يكونوا متيقظين وأمناء؛‏ فكان يجب ان يهربوا من المدينة عندما يرونها محاطة بجيوش.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٠-‏٢٤،‏ ٣٢‏)‏ ولذلك كانت نصيحة بولس الموحى بها في حينها:‏ «لا تكلّوا وتخوروا في نفوسكم.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏٣‏)‏ استخدم الرسول بولس هنا فعلَين حيويَّين:‏ «تكلّوا» (‏كامنو‏)‏ و«تخوروا» (‏ إكليوماي‏)‏.‏ وبحسب احد علماء الكتاب المقدس،‏ «استعمل أرسطو [هاتين الكلمتين اليونانيتين] للعدَّائين الذين يتراخون وينهارون بعد اجتيازهم خط النهاية.‏ والقرّاء [قرّاء رسالة بولس] كانوا لا يزالون في السباق.‏ فلا يجب ان يستسلموا قبل الاوان.‏ ولا يجب ان يسمحوا بأن تخور قواهم وينهاروا من التعب.‏ ومن جديد تُوجَّه الدعوة الى المثابرة في وجه المشقة.‏»‏

      ٢٠ لماذا نصيحة بولس هي في حينها لنا اليوم؟‏

      ٢٠ وكم هي في حينها نصيحة بولس لنا اليوم!‏ ففي وجه الضغوط المتزايدة قد تكون هنالك اوقات نشعر فيها كعدَّاء منهك رجلاه على وشك الانهيار.‏ ولكن لأننا قريبون جدا من خط النهاية لا يجب ان نستسلم!‏ (‏٢ أخبار الايام ٢٩:‏١١‏،‏ ع‌ج‏)‏ فهذا تماما ما يريد خصمنا،‏ ‹الاسد الزائر،‏› ان نفعله.‏ ولسعادتنا،‏ صنع يهوه تدابير تعطي «المُعيِي قدرة.‏» (‏اشعياء ٤٠:‏٢٩‏)‏ أما ما هي هذه التدابير وكيف يمكننا ان نستفيد منها فهذا ما سنناقشه في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a مثلا،‏ قد يجاهد البعض لضبط احدى السمات الشخصية المتأصلة عميقا،‏ كالطبع الحاد،‏ او للتغلب على مشكلة تتعلق بالعادة السرية.‏ —‏ انظروا استيقظ!‏،‏ ٢٢ ايار ١٩٨٨،‏ الصفحات ١٩-‏٢١،‏ بالانكليزية؛‏ ٨ تشرين الثاني ١٩٨١،‏ الصفحات ١٦-‏٢٠،‏ بالانكليزية؛‏ وأسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ الصفحات ١٩٨-‏٢١١،‏ اصدار جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      b انظروا المقالة «ايها الشيوخ —‏ فَوِّضوا!‏» في عدد ١٥ تشرين الاول ١٩٩٢ من برج المراقبة،‏ الصفحات ٢٠-‏٢٣‏.‏

  • يهوه يعطي المعيي قدرة
    برج المراقبة ١٩٩٥ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • يهوه يعطي المعيي قدرة

      ‏«منتظرو (‏يهوه)‏ .‏ .‏ .‏ يجددون قوة.‏ يرفعون اجنحة (‏كالعقبان)‏.‏» —‏ اشعياء ٤٠:‏٣١‏.‏

      ١،‏ ٢ ماذا يعطي يهوه اولئك المتوكلين عليه،‏ وماذا سنتأمل فيه الآن؟‏

      العقبان هي بين اقوى طيور السماء.‏ ويمكنها ان تحوِّم مسافات كبيرة حتى دون ان تصْفق بأجنحتها.‏ و «ملك الطيور،‏» العقاب الذهبي،‏ بجناحيه اللذين قد تبلغ بسطتهما اكثر من سبع اقدام (‏٢ م)‏،‏ هو «احد اكثر العقبان اثارة للاعجاب على الاطلاق؛‏ وإذ يعتلي فوق التلال والسهول،‏ يحلِّق ساعات فوق سلسلة جبال ثم يرتفع في حركة لولبية حتى يبدو وكأنه بقعة غامقة في السماء.‏» —‏ دائرة معارف جمعية أُودُبُن لطيور اميركا الشمالية.‏

      ٢ كتب اشعياء،‏ مفكِّرا في قدرات العقاب على الطيران:‏ «[يهوه] يعطي المُعيِي قدرة ولعديم القوة يُكثِّر شدة.‏ الغلمان يُعيُون ويتعبون والفتيان يتعثَّرون تعثُّرا.‏ وأما منتظرو الرب فيجددون قوة.‏ يرفعون اجنحة (‏كالعقبان)‏.‏ يركضون ولا يتعبون يمشون ولا يُعيُون.‏» (‏اشعياء ٤٠:‏٢٩-‏٣١‏)‏ كم هو معزٍّ ان نعرف ان يهوه يعطي المتوكلين عليه القدرة على الاستمرار،‏ وكأنه يزوِّدهم بجناحي العقاب المحلِّق اللذين يبدو انهما لا يكلان!‏ تأملوا الآن في بعض التدابير التي صنعها ليعطي المُعيِي قدرة.‏

      قوة الصلاة

      ٣،‏ ٤ (‏أ)‏ علامَ حث يسوع تلاميذه؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان نتوقع ان يفعل يهوه استجابةً لصلواتنا؟‏

      ٣ حث يسوع تلاميذه ان «يُصلَّى كل حين ولا يُمَلّ.‏» (‏لوقا ١٨:‏١‏)‏ وهل سكْب قلبنا امام يهوه يمكن ان يساعدنا حقا على تجديد القوة وتجنب الاستسلام عندما تبدو ضغوط الحياة ساحقة؟‏ نعم،‏ ولكن هنالك امور يجب ان نبقيها نصب اعيننا.‏

      ٤ يجب ان نكون واقعيين في ما نتوقع ان يفعله يهوه استجابةً لصلواتنا.‏ ذكرت امرأة مسيحية كانت قد غرقت في كآ‌بة عميقة:‏ «كما هي الحال مع الامراض الاخرى،‏ لا يصنع يهوه العجائب في هذا الزمن.‏ ولكنه يساعدنا على مواجهة الامر والشفاء الى الحد الذي نستطيعه في هذا النظام.‏» ثم اضافت موضحةً لماذا كانت صلواتها عاملا مهما:‏ «كنت على اتصال ٢٤ ساعة في اليوم بروح يهوه القدوس.‏» وهكذا لا يحمينا يهوه من ضغوط الحياة التي يمكن ان تجعلنا مكتئبين،‏ ولكنه «يعطي الروح القدس للذين يسألونه.‏» (‏لوقا ١١:‏١٣؛‏ مزمور ٨٨:‏١-‏٣‏)‏ وهذا الروح يمكِّننا من مواجهة ايّ محنة او ضغط يمكن ان نصادفه.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏)‏ وإذا لزم الامر،‏ يمنحنا «القدرة فوق ما هو عادي» لنحتمل الى ان يزيل ملكوت اللّٰه كل المشاكل المجهِدة في العالم الجديد القريب جدا.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ٥ (‏أ)‏ لكي تكون صلواتنا فعَّالة،‏ ايّ امرين هما حيويان؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نصلّي اذا كنا نحارب ضعفا في الجسد؟‏ (‏ج)‏ ماذا ستبرهن ليهوه صلواتُنا الملحَّة والمحدَّدة؟‏

      ٥ ولكن لكي تكون صلواتنا فعَّالة،‏ يجب ان نواظب ويجب ان نتكلم بالتحديد.‏ (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ على سبيل المثال،‏ اذا شعرتم بالاعياء احيانا لأنكم تحاربون ضعفا في الجسد،‏ فعند مستهَلّ كل يوم اطلبوا من يهوه ان يساعدكم على تجنب الاستسلام لهذا الضعف المحدَّد خلال اليوم.‏ وصلّوا بشكل مماثل في اثناء النهار،‏ وقبل ان تخلدوا الى النوم كل ليلة.‏ وإذا اختبرتم نكسة،‏ فالتمسوا غفران يهوه،‏ ولكن كلِّموه ايضا عما ادَّى الى النكسة وما يمكن ان تفعلوه لتجنب هذه الظروف في المستقبل.‏ ومثل هذه الصلوات الملحَّة والمحدَّدة ستبرهن ‹لسامع الصلاة› صدق رغبتكم في كسب المعركة.‏ —‏ مزمور ٦٥:‏٢؛‏ لوقا ١١:‏٥-‏١٣‏.‏

      ٦ لماذا يمكن ان نتوقع بالصواب ان يسمع يهوه صلواتنا حتى عندما نشعر بأننا لسنا اهلا لنصلّي؟‏

      ٦ ولكن قد يشعر احيانا اولئك الذين صاروا مُعيِين بأنهم ليسوا اهلا ليصلّوا.‏ ذكرت امرأة مسيحية كانت قد شعرت على هذا النحو:‏ «هذا التفكير خطر جدا لأنه يعني اننا اخذنا على عاتقنا ان ندين انفسنا،‏ ولكنَّ هذا ليس شأننا.‏» وفي الواقع،‏ «اللّٰه هو الديَّان.‏» (‏مزمور ٥٠:‏٦‏)‏ ويؤكد لنا الكتاب المقدس انه «إن لامتنا قلوبنا فاللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء.‏» (‏١ يوحنا ٣:‏٢٠‏)‏ وكم هو معزٍّ ان نعرف انه عندما نعتبر انفسنا غير اهل لنصلّي،‏ قد لا يشعر يهوه بهذه الطريقة نحونا!‏ فهو «يعلم كل شيء» عنا،‏ بما في ذلك ظروفنا الحياتية التي ربما جعلتنا نشعر بأننا غير اهل الى هذا الحد.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ ورحمته وعمق فهمه يدفعانه الى سماع الصلوات النابعة من ‹قلب منكسر ومنسحق.‏› (‏مزمور ٥١:‏١٧‏)‏ وكيف يأبى ان يصغي الى صرخات استغاثتنا في حين انه يدين «مَن يسدّ اذنيه عن صراخ المسكين»؟‏ —‏ امثال ٢١:‏١٣‏.‏

      دفء معشر الإخوة

      ٧ (‏أ)‏ ما هو التدبير الآخر الذي صنعه يهوه لمساعدتنا على تجديد القوة؟‏ (‏ب)‏ معرفة ايّ امر عن معشر اخوتنا يمكن ان تقوِّينا؟‏

      ٧ والتدبير الآخر الذي صنعه يهوه لمساعدتنا على تجديد القوة هو معشر اخوتنا المسيحيين.‏ ويا له من امتياز ثمين ان نكون جزءا من عائلة عالمية من الاخوة والاخوات!‏ (‏١ بطرس ٢:‏١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعندما نكتئب بسبب ضغوط الحياة،‏ يمكن ان يساعدنا دفء معشر اخوتنا على تجديد القوة.‏ وكيف ذلك؟‏ ان المعرفة اننا لسنا وحدنا في مواجهة التحديات المجهِدة يمكن ان تكون بحد ذاتها امرا مقوِّيا.‏ ولا شك ان هنالك بين اخوتنا وأخواتنا بعض الذين واجهوا ضغوطا او محنا مماثلة واختبروا مشاعر اشبه بتلك التي نختبرها نحن.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٩‏)‏ ومن المطمئن ان نعرف ان ما نعانيه ليس غير شائع وأن مشاعرنا ليست غير عادية.‏

      ٨ (‏أ)‏ ايّ مثالَين يظهران كيف يمكن ان نجد في معشر اخوتنا المعونة والتعزية اللازمتين جدا؟‏ (‏ب)‏ بأية طريقة ساعدكم او عزاكم شخصيا ‹رفيق حقيقي›؟‏

      ٨ وفي دفء معشر الاخوة نجد ‹رفقاء حقيقيين› يمكن ان يزوِّدونا بالمعونة والتعزية اللازمتين جدا عندما نكون في شدة.‏ (‏امثال ١٧:‏١٧‏،‏ ع‌ج‏)‏ وكل ما يلزم في اغلب الاحيان هو بعض الكلمات اللطيفة او التصرفات اللبقة.‏ تتذكر امرأة مسيحية كافحت مشاعر عدم القيمة:‏ «كان هنالك اصدقاء يتكلمون معي عن الامور الايجابية فيَّ لمساعدتي على التغلب على افكاري السلبية.‏» (‏امثال ١٥:‏٢٣‏)‏ ووجدَت احدى الاخوات انه كان صعبا عليها في البداية ان ترنم ترانيم الملكوت في اجتماعات الجماعة بعد موت ابنتها الصغيرة،‏ وخصوصا الترانيم التي تذكر القيامة.‏ «ذات مرة،‏» تتذكر،‏ «رأتني اخت كانت جالسة في الجانب الآخر وأنا ابكي.‏ فأتت اليَّ،‏ طوَّقتني بذراعها،‏ ورنَّمت معي بقية الترنيمة.‏ فشعرت بأنني افيض حبا للاخوة والأخوات وبأنني سعيدة جدا لأننا اتينا الى الاجتماعات،‏ وأدركت ان مساعدتنا هي هنا في قاعة الملكوت.‏»‏

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف يمكن ان نساهم في دفء معشر اخوتنا؟‏ (‏ب)‏ مَن بشكل خصوصي يحتاجون الى المعاشرة السليمة؟‏ (‏ج)‏ ماذا يمكننا ان نفعل لمساعدة الذين يحتاجون الى التشجيع؟‏

      ٩ طبعا،‏ لدى كلٍّ منا مسؤولية المساهمة في دفء معشر الاخوة المسيحيين.‏ لذلك يجب ان ‹تتَّسع› قلوبنا لتشمل كل اخوتنا وأخواتنا.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٣‏)‏ وكم هو محزن ان يشعر الذين صاروا مُعيِين بأن محبة معشر الاخوة قد بردت نحوهم!‏ ومع ذلك يخبر بعض المسيحيين انهم يشعرون بالوحدة والاهمال.‏ ناشدت اخت يقاوم زوجها الحق قائلة:‏ «مَن لا يتوق ويحتاج الى الصداقات البنَّاءة،‏ التشجيع،‏ والمعاشرة الحبية؟‏ من فضلكم ذكِّروا اخوتنا وأخواتنا بأننا بحاجة اليهم!‏» نعم،‏ ان الذين تجعلهم ظروفهم الحياتية مكتئبين —‏ الذين لديهم رفقاء زواج غير مؤمنين،‏ الوالدون المتوحِّدون،‏ الذين لديهم مشاكل صحية مزمنة،‏ الاكبر سنًّا،‏ وغيرهم —‏ يحتاجون بشكل خصوصي الى المعاشرة السليمة.‏ وهل يلزم تذكير البعض منا بذلك؟‏

      ١٠ وماذا يمكننا ان نفعل لنساعد؟‏ لنتَّسع في التعبير عن محبتنا.‏ وعندما نصنع ضيافة،‏ لا ننسَ المحتاجين الى التشجيع.‏ (‏لوقا ١٤:‏١٢-‏١٤؛‏ عبرانيين ١٣:‏٢‏)‏ وبدلا من ان نفترض ان ظروفهم تمنعهم من تلبية الدعوة،‏ لِمَ لا ندعوهم على اية حال؟‏ ثم دعوهم يقررون.‏ وحتى إن لم يكن في وسعهم ان يلبّوا الدعوة،‏ فسيتشجعون دون شك بالمعرفة ان الآخرين يفكِّرون فيهم.‏ وقد يكون هذا ما يلزمهم تماما لتجديد القوة.‏

      ١١ بأية طرائق قد يحتاج المكتئبون الى المساعدة؟‏

      ١١ وقد يكون المكتئبون بحاجة الى المساعدة بطرائق اخرى.‏ فالأم المتوحِّدة،‏ على سبيل المثال،‏ قد تحتاج ان يهتم اخ ناضج بابنها اليتيم.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ والاخ،‏ او الاخت،‏ الذي يعاني مشكلة صحية خطيرة قد يلزمه شيء من المساعدة في التسوُّق او الاعمال المنزلية.‏ والمسنّ قد يتوق الى شيء من الرفقة او يحتاج الى مساعدة للخروج في خدمة الحقل.‏ وعندما تكون هنالك حاجة مستمرة الى مثل هذه المساعدة،‏ يشكِّل ذلك في الحقيقة ‹اختبارا لإخلاص محبتنا.‏› (‏٢ كورنثوس ٨:‏٨‏)‏ وبدلا من الابتعاد عن المحتاجين بسبب الوقت والجهد اللازمين،‏ دعونا نجتاز امتحان المحبة المسيحية بكوننا حساسين ومتجاوبين مع حاجات الآخرين.‏

      قوة كلمة اللّٰه

      ١٢ كيف تساعدنا كلمة اللّٰه على تجديد القوة؟‏

      ١٢ ان الشخص الذي يتوقف عن تناول الطعام،‏ سرعان ما يفقد طاقته او قوته.‏ وهكذا فإن الطريقة الاخرى التي بها يعطينا يهوه القوة لنستمر هي اهتمامه بأن نتغذى بشكل جيد روحيا.‏ (‏اشعياء ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وأيّ طعام روحي زوَّده؟‏ قبل كل شيء،‏ كلمته،‏ الكتاب المقدس.‏ (‏متى ٤:‏٤‏؛‏ قارنوا عبرانيين ٤:‏١٢‏.‏)‏ وكيف يمكن ان تساعدنا على تجديد القوة؟‏ عندما تبدأ الضغوط والمشاكل التي نواجهها باستنزاف طاقتنا،‏ يمكن ان نستمد الطاقة من القراءة عن مشاعر الرجال والنساء الامناء في ازمنة الكتاب المقدس وعن كفاحاتهم التي هي من واقع الحياة.‏ فمع انهم كانوا امثلة بارزة للاستقامة،‏ فقد كانوا بشرا «(‏بمشاعر)‏ مثلنا.‏» (‏يعقوب ٥:‏١٧؛‏ اعمال ١٤:‏١٥‏)‏ وقد واجهوا محنا وضغوطا مماثلة لتلك التي نواجهها نحن.‏ تأملوا في بعض الامثلة.‏

      ١٣ اية امثلة من الاسفار المقدسة تظهر ان الرجال والنساء الامناء في ازمنة الكتاب المقدس كانت لديهم مشاعر واختبارات كتلك التي لنا؟‏

      ١٣ حزن الاب الجليل ابراهيم بعمق على موت زوجته مع انه كان يؤمن بالقيامة.‏ (‏تكوين ٢٣:‏٢‏؛‏ قارنوا عبرانيين ١١:‏٨-‏١٠،‏ ١٧-‏١٩‏.‏)‏ وشعر داود التائب بأن خطاياه جرَّدته من اهليته لخدمة يهوه.‏ (‏مزمور ٥١:‏١١‏)‏ وموسى كانت لديه مشاعر عدم الكفاءة.‏ (‏خروج ٤:‏١٠‏)‏ وصار أَبَفرودتس مكتئبا عندما انتشر الخبر ان مرضا خطيرا يحدّ نشاطه في «عمل (‏الرب.‏)‏» (‏فيلبي ٢:‏٢٥-‏٣٠‏)‏ وكان على بولس ان يحارب ضد الجسد الساقط.‏ (‏رومية ٧:‏٢١-‏٢٥‏)‏ وأفودية وسنتيخي،‏ اختان ممسوحتان في الجماعة في فيلبي،‏ كانتا كما يبدو تجدان صعوبة في الانسجام معا.‏ (‏فيلبي ١:‏١؛‏ ٤:‏٢،‏ ٣‏)‏ فكم هو مشجِّع ان نعرف ان هؤلاء الامناء كانت لديهم مشاعر واختبارات كتلك التي لنا،‏ لكنهم لم يستسلموا!‏ ولا تخلَّى يهوه عنهم.‏

      ١٤ (‏أ)‏ اية اداة يستخدمها يهوه لمساعدتنا على استمداد الطاقة من كلمته؟‏ (‏ب)‏ لماذا تحمل مجلتا برج المراقبة واستيقظ!‏ في طياتهما مقالات حول مسائل اجتماعية،‏ عائلية،‏ وعاطفية؟‏

      ١٤ ولمساعدتنا على استمداد الطاقة من كلمته،‏ يستخدم يهوه صف العبد الامين الحكيم لتزويدنا بفيض مستمر من «الطعام في حينه.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ ولطالما استخدم العبد الامين مجلتَي برج المراقبة واستيقظ!‏ للمدافعة عن حق الكتاب المقدس والمناداة بملكوت اللّٰه باعتباره الرجاء الوحيد للانسان.‏ وخصوصا في العقود القليلة الماضية حملت هاتان المجلتان في طياتهما مقالات في حينها مؤسسة على الاسفار المقدسة حول التحديات الاجتماعية،‏ العائلية،‏ والعاطفية التي يصادفها حتى البعض من شعب اللّٰه.‏ ولأيّ قصد تُنشَر مثل هذه المعلومات؟‏ بالتأكيد لمساعدة الذين يختبرون هذه التحديات على استمداد الطاقة والتشجيع من كلمة اللّٰه.‏ ولكنَّ مثل هذه المقالات ايضا تساعدنا جميعا ان نفهم بشكل اوضح ما يعانيه بعض اخوتنا وأخواتنا.‏ وهكذا نكون مجهَّزين بشكل افضل للاصغاء الى كلمات بولس:‏ «تكلموا بمؤاساة الى النفوس الكئيبة،‏ اسندوا الضعفاء،‏ كونوا طويلي الاناة نحو الجميع.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏.‏

      الشيوخ الذين هم ‹مخبأ من الريح›‏

      ١٥ بماذا تنبأ اشعياء عن الذين يخدمون كشيوخ،‏ وأية مسؤولية يلقيها ذلك على عاتقهم؟‏

      ١٥ زوَّد يهوه شيئا آخر لمساعدتنا عندما نصير مُعيِين —‏ شيوخ الجماعة.‏ وعن هؤلاء كتب النبي اشعياء:‏ «(‏كل واحد لا بد ان يكون)‏ كمخبإ من الريح وستارة من السيل كسواقي ماء في مكان يابس كظل صخرة عظيمة في ارض مُعيِية.‏» (‏اشعياء ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ اذًا،‏ لدى الشيوخ مسؤولية بلوغ ما انبأ به يهوه عنهم.‏ ‹(‏لا بد ان يكونوا)‏› مصادر تعزية وانتعاش للآخرين ويكونوا مستعدين ان ‹يحملوا بعضهم اثقال [او،‏ «الاشياء المرهقة»؛‏ حرفيا،‏ «الاشياء الثقيلة»] بعض.‏» (‏غلاطية ٦:‏٢‏،‏ حاشية ع‌ج‏)‏ وكيف يمكنهم ان يفعلوا ذلك؟‏

      ١٦ ماذا يمكن ان يفعل الشيوخ لمساعدة الشخص الذي يشعر بأنه غير اهل لأن يصلّي؟‏

      ١٦ كما ذُكر سابقا،‏ قد يشعر المُعيِي بأنه غير اهل لأن يصلّي.‏ فماذا يمكن ان يفعل الشيوخ؟‏ يمكنهم ان يصلّوا مع الشخص ومن اجله.‏ (‏يعقوب ٥:‏١٤‏)‏ فمجرد الطلب من يهوه،‏ على مَسْمع من المُعيِي،‏ ان يساعد هذا الشخص ان يفهم كم هو محبوب من يهوه ومن الآخرين،‏ يكون دون شك امرا معزِّيا.‏ والاستماع الى صلاة الشيخ الحارة النابعة من القلب يمكن ان يساعد على تقوية ثقة الشخص المكتئب.‏ ويمكن مساعدته على التفكير انه اذا كان الشيوخ واثقين بأن يهوه سيستجيب الصلوات من اجله،‏ فحينئذٍ بإمكانه ان يشترك في هذه الثقة.‏

      ١٧ لماذا يجب ان يكون الشيوخ مستمعين متعاطفين؟‏

      ١٧ تقول يعقوب ١:‏١٩‏:‏ «ليكن كل انسان مسرعا في الاستماع مبطئا في التكلم.‏» ولمساعدة المُعيِين على تجديد القوة،‏ يجب ان يكون الشيوخ ايضا مستمعين متعاطفين.‏ ففي بعض الحالات قد يصارع اعضاء الجماعة مشاكل او ضغوطا لا يمكن حلّها في نظام الاشياء هذا.‏ وعندئذٍ قد يكون ما يحتاجون اليه ليس حلًّا معيَّنا «يصلح» مشكلتهم،‏ بل فقط ان يتكلموا الى مستمع جيد —‏ شخص لا يقول لهم كيف يُفترَض ان يشعروا بل يسمع دون ان يدين.‏ —‏ لوقا ٦:‏٣٧؛‏ رومية ١٤:‏١٣‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ كيف يساعد الاسراع في الاستماع الشيخ على تجنب جعل حِمل الشخص المُعيِي اثقل ايضا؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينتج عندما يُظهِر الشيوخ ‹الحس الواحد›؟‏

      ١٨ فيا ايها الشيوخ،‏ ان كونكم مسرعين في الاستماع يساعدكم على تجنب جعل حِمل الشخص المُعيِي اثقل ايضا دون ان تدروا.‏ على سبيل المثال،‏ اذا فوَّت اخ او اخت بعض الاجتماعات او تباطأ في خدمة الحقل فهل هو بحاجة حقا الى مشورة ليفعل المزيد في الخدمة او ليكون قانونيا اكثر في الاجتماعات؟‏ ربما.‏ ولكن هل انتم على عِلم بالوضع كله؟‏ هل هنالك مشاكل صحية متزايدة؟‏ هل تغيَّرت مؤخرا المسؤوليات العائلية؟‏ هل هنالك ظروف او ضغوط اخرى تجعل الشخص كئيبا؟‏ وتذكَّروا ان الشخص ربما كان يشعر بذنب كبير بسبب عدم تمكنه من فعل المزيد.‏

      ١٩ اذًا،‏ كيف يمكنكم ان تساعدوا الاخ او الاخت؟‏ قبل ان تتوصَّلوا الى الاستنتاجات وتقدِّموا النصيحة،‏ أَصغوا!‏ (‏امثال ١٨:‏١٣‏)‏ وبأسئلة مميِّزة ‹استقوا› مشاعر الشخص القلبية.‏ (‏امثال ٢٠:‏٥‏)‏ لا تتجاهلوا هذه المشاعر —‏ أَقرّوا بها.‏ فالمُعيِي قد يكون محتاجا الى مَن يطمئنه ان يهوه يهتم بنا ويفهم ان ظروفنا قد تكبِّلنا احيانا.‏ (‏١ بطرس ٥:‏٧‏)‏ وعندما يُظهِر الشيوخ مثل هذا ‹الحس الواحد،‏› ‹سيجد› المُعيُون ‹انتعاشا لنفوسهم.‏› (‏١ بطرس ٣:‏٨؛‏ متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏،‏ ع‌ج‏)‏ وعندما يجدون انتعاشا كهذا،‏ لن يحتاجوا الى مَن يوصيهم بفعل المزيد؛‏ فقلوبهم ستدفعهم الى فعل كل ما يستطيعون بشكل معقول ان يفعلوه في خدمة يهوه.‏ —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ٨:‏١٢؛‏ ٩:‏٧‏.‏

      ٢٠ مع اقتراب نهاية هذا الجيل الشرير الوشيكة،‏ علامَ يجب ان نصمِّم؟‏

      ٢٠ حقا،‏ اننا نحيا في اقسى زمن في كل التاريخ البشري.‏ وضغوط العيش في عالم الشيطان تزداد كلما اوغلنا اكثر في وقت النهاية.‏ تذكَّروا ان ابليس،‏ كأسد يصطاد،‏ ينتظر ان نُعيِي ونستسلم لكي يستغلنا كطريدة سهلة.‏ وكم نحن شاكرون ان يهوه يعطي المُعيِي قدرة!‏ فلنستفِد كاملا من التدابير التي صنعها لنا لمنحنا القدرة على الاستمرار،‏ وكأنه يزوِّدنا بالجناحَين الجبارَين لعقاب محلِّق.‏ وإذ تكون نهاية هذا الجيل الشرير قريبة جدا،‏ ليس الوقت الآن وقت التوقف عن الركض في سباقنا لنيل الجائزة —‏ الحياة الابدية.‏ —‏ عبرانيين ١٢:‏١‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة