مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • وكانوا يسمُّون ذلك تسلية
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • وكانوا يسمُّون ذلك تسلية

      كان الجو في المدرَّج مشحونا بالاثارة.‏ فقد احتشد عشرات الآلاف لمشاهدة احد اكثر العروض حماسة في روما القديمة.‏ وكانت الرايات والورود والمُوَشَّيات الملوَّنة تزيِّن الحلبة بشكل جميل،‏ ومن النوافير يتدفق ماء معطَّر،‏ فيعبق الهواء بروائح ذكية خفيفة.‏ وكان الاثرياء يرتدون ابهى ملابسهم،‏ وثرثرة الجمع تقطعها قهقهات عالية.‏ لكنَّ جو الحشد المرِح هذا كان سيتباين مع مشهد الرعب الذي سيمرُّ لاحقا.‏

      فبعد قليل علا صوت نفخ الابواق الرومانية (‏تيوبا‏)‏ المشؤوم ايذانا لاثنين من المجالِدين بالدخول للمبارزة.‏ وثار جنون الجمع حين بدأ المتباريان يجرِّحان واحدهما الآخر بضربات سيفهما بوحشية شديدة.‏ ولم يكن وقْع السيفين يُسمع جيدا بسبب هتافات المشاهدين التي تصمّ الآذان.‏ وفجأة،‏ وبحركة سريعة،‏ نجح احد المتحاربَين في طرح خصمه ارضا.‏ فصار الآن مصير المصارع الذي على الارض بيد المتفرِّجين.‏ فإذا لوَّحوا بمناديلهم،‏ بقي حيا.‏ وبإشارة واحدة من أباهمهم،‏ امر الحشد —‏ بمن فيه النساء والفتيات —‏ بتوجيه الضربة القاضية.‏ وبعد لحظات جُرَّت الجثة الهامدة الى خارج ارض الحلبة،‏ وقُلب التراب الملطَّخ بالدم بواسطة المجارف،‏ ونُثر رمل جديد،‏ وتهيأ الجمع لمتابعة بقية حمّام الدم.‏

      بالنسبة الى كثيرين من العائشين في روما القديمة،‏ كان ذلك تسلية.‏ «وحتى اكثر معلّمي الاخلاق صرامة لم يثيروا ايّ اعتراض على هذا الابتهاج بسفك الدم،‏» كما يقول كتاب روما:‏ السنوات الالف الاولى (‏بالانكليزية)‏.‏ وكانت لعبة المجالدة شكلا واحدا فقط من اشكال التسلية المنحطة التي كانت روما تقدِّمها.‏ فقد كانت تُقدَّم ايضا معارك بحرية واقعية لتسلية جمهور متعطش الى الدم.‏ حتى تنفيذ الاعدام كان يُجرى علنا،‏ وفيه كان المجرم المحكوم عليه يُربَط الى خشبة وتلتهمه وحوش برية مجوَّعة.‏

      أما الذين لم يُرضِ اذواقهم سفك الدماء فقد قدَّمت لهم روما تشكيلة من المسرحيات.‏ وفي المهازل المسماة «المَيْم» —‏ وهي تمثيليات مستقاة من الحياة اليومية —‏ «كان الزنى والعلاقات الغرامية المحورَين الرئيسيين،‏» كما كتب لوتڤيخ فريدْلانْدر في كتاب الحياة والآداب الرومانية في ظل الامبراطورية الباكرة (‏بالانكليزية)‏.‏ «وكانت اللغة المستعملة مليئة بالاساليب المبتذلة في التعبير،‏ والكلام الفكاهي بذيئا،‏ مع الكثير من الحركات الوجهية السيئة،‏ الايماءات الفاحشة،‏ وقبل كل شيء،‏ الرقصات الفاضحة على انغام الناي الافرنجية.‏» وبحسب دائرة المعارف البريطانية الجديدة (‏بالانكليزية)‏،‏ «هنالك دليل على ان اعمال زنى كانت تمثَّل فعلا على مسرح ‹المَيْم› في زمن الامبراطورية الرومانية.‏» لقد كان هنالك سبب وجيه ليقول فريدْلانْدر ان «المَيْم» هو «اكثر المهازل فحشا بشكل صريح لِما يتضمنه من فساد ادبي وقذارة،‏» وأضاف:‏ «كانت المشاهد الاكثر فسقا تلاقي اكبر استحسان.‏»‏a

      وماذا عن اليوم؟‏ هل تغيَّر ذوق الانسان في التسلية؟‏ تأملوا في الادلّة المناقَشة في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a في بعض الاحيان كان يُنفَّذ حكم إعدام على المسرح لإضفاء الواقعية على الانتاج المسرحي.‏ يذكر كتاب حضارة روما (‏بالانكليزية)‏:‏ «كان من الشائع ان يحلّ مجرم محكوم عليه بالموت محلّ الممثل عند الحدث المأساوي الاخير.‏»‏

  • ماذا حلَّ بالتسلية؟‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • ماذا حلَّ بالتسلية؟‏

      كيف امكن الرومان القدماء،‏ الذين يُفترض انهم كانوا في أوج تحضُّرهم،‏ ان يعتبروا ألم رفقائهم البشر وسيلة للتسلية؟‏ ان «التفسير الوحيد لذلك هو التوق الى حوافز جديدة وأقوى للاثارة،‏» كما يكتب ڠيرْهارت أُولْهورن في كتاب صراع المسيحية والوثنية (‏بالانكليزية)‏.‏ «فبعد ان صار الناس مشبَعين بكل انواع المتع الممكنة،‏ اخذوا يسعون وراء .‏ .‏ .‏ اثارة لم يعودوا يجدونها في اماكن اخرى.‏»‏

      واليوم ايضا يُعرب اناس كثيرون عن «توق الى حوافز جديدة وأقوى للاثارة.‏» صحيح انهم لا يجتمعون لمشاهدة المجازر الواقعية او الفسق،‏ لكنَّ التسلية التي يختارونها تكشف عن تهوُّس مماثل بالعنف والجنس.‏ تأملوا في بعض الامثلة.‏

      الافلام.‏ في السنوات الاخيرة اظهر صانعو الافلام «تفضيلا لما يُعتبر غير صائب،‏» كما يؤكد الناقد السينمائي مايكل مَدْڤَد.‏ ويضيف:‏ «يبدو ان الفكرة المتَّبعة في صناعة الافلام هي ان تصوير الوحشية والاختلال العقلي يستحق اهتماما خصوصيا واحتراما جدّيا اكثر من اية محاولات لنقل صفات النُّبل او الصلاح.‏»‏

      وتُجبر منافسة التلفزيون صانعي الافلام على بذل كل جهد مستطاع تقريبا لجذب الناس الى دُور السينما.‏ يقول رئيس احد استديوات الافلام:‏ «نحن بحاجة الى افلام قوية،‏ افلام ذات وقْع شديد،‏ افلام تتفوق على البرامج التي يشاهدها الناس على التلفزيون.‏» ويضيف:‏ «لا يعني ذلك ان هدفنا هو عرض مشاهد الدم والاحشاء واللغة [البذيئة]،‏ ولكن هذا ما يلزم اليوم لإطلاق فيلم.‏» نعم،‏ كثيرون لم يعد يصدمهم حتى اعنف مشاهد العنف السينمائية.‏ يقول المخرج السينمائي آلن ج.‏ پاكولا:‏ «صارت لدى الناس مناعة ضد مشاهد العنف.‏ فعدد القتلى ازداد اربعة اضعاف،‏ وقوة الانفجارات تضاعفت كثيرا،‏ والناس لا يصدمهم ذلك.‏ لقد صارت عندهم شراهة الى الاحساس بالاثارة الوحشية.‏»‏

      التلفزيون.‏ صارت المشاهد الجنسية الفاضحة على التلفزيون امرا شائعا في انحاء كثيرة من العالم،‏ بما فيها أوروپا والبرازيل واليابان.‏ ومُشاهِد التلفزيون العادي في اميركا يرى بالمَشاهد او بالكلام نحو ٠٠٠‏,١٤ اشارة جنسية في سنة واحدة.‏ ويذكر فريق ابحاث انه «لا يوجد دليل على ان ازدياد المواضيع الجنسية وصراحتها سيتوقفان.‏» ويضيفون:‏ «ان المواضيع التي كانت تُعتبر محرَّمة كسفاح القربى والسادية-‏الماسوشية والبهيمية صارت وسيلة تدرُّ ارباحا كثيرة خلال عرضها في الفترة المسائية.‏»‏

      ووفقا لكتاب التفرُّج على اميركا (‏بالانكليزية)‏،‏ هنالك سبب لفورة التساهل في التلفزيون.‏ يذكر:‏ «الجنس مربح.‏ .‏ .‏ .‏ فحين اكتشفت شبكات التلفزة وشركات الانتاج ان عدد المشاهدين الذين يرضيهم ذلك اكبر من الذين تجرح احساسهم،‏ زادت احتمال الربح من برامجها بالسماح بخرق محرَّمات اكثر فأكثر بطريقة اكثر صراحة من قبل.‏»‏

      ألعاب الڤيديو.‏ لقد مهَّد عصر ألعاب الڤيديو البريئة نسبيا مثل پاك-‏مان ودونكي كونڠ الطريق لعصر جديد من الالعاب السادية المخيفة.‏ وتصف الپروفسورة مارشا كيندر هذه الالعاب بأنها «اسوأ من التلفزيون او السينما.‏» فهي تترك «الانطباع ان الوسيلة الوحيدة للتحكم في الامور هي العنف.‏»‏

      وبسبب القلق العام من هذه المسألة،‏ تستعمل شركة اميركية بارزة نظاما تصنيفيا لألعاب الڤيديو التي تنتجها.‏ واللعبة التي تحمل عبارة «17-MA» —‏ التي تشير الى ان هذه اللعبة «الناضجة mature» غير ملائمة لمَن هم دون الـ‍ ١٧ —‏ يمكن ان تتضمن عنفا شديدا،‏ مواضيع جنسية،‏ وكلمات بذيئة.‏ ولكن يخشى البعض ان يكون تصنيف لعبة ما بأنها «ناضجة» حافزا على زيادة جاذبيتها.‏ يقول شاب يحب ألعاب الڤيديو:‏ «لو كنت في الـ‍ ١٥ من العمر ورأيت لعبة عليها ملصق مكتوب عليه 17-MA،‏ لَسعيت الى الحصول عليها بأيّ ثمن.‏»‏

      الموسيقى.‏ تؤكد مجلة تقوم بفحص محتويات الاغاني الرائجة انه في نهاية سنة ١٩٩٥،‏ كانت ١٠ ألبومات فقط من الألبومات الـ‍ ٤٠ التي احتلت المرتبة الاولى خالية من الكلام البذيء او من الاشارات الى المخدِّرات او العنف او الجنس.‏ وتخبر صحيفة سانت لويس پوست ديسپاتش (‏بالانكليزية)‏ ان «الاغاني التي في متناول مَن هم دون سنِّ المراهقة تصدم المرء جدا،‏ وكثير منها يعبِّر عن رفض صريح لكل القيم،‏» مضيفة ان «[الاغاني] التي تجذب بعض المراهقين مشحونة بالغضب واليأس وتولّد الشعور بأن العالَم والمستمع الى هذه الاغاني محكوم عليهما بالهلاك.‏»‏

      وثمة انواع من موسيقى الروك والراپ (‏مثل death metal و grunge” rock“ و gangsta” rap“)‏ تتلذَّذ بالعنف كما يبدو.‏ ووفقا لتقرير في صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل (‏بالانكليزية)‏،‏ «كثيرون من ذوي الاطّلاع في مجال التسلية يتوقعون ان تحتل قريبا الفرق الاكثر اخافة المراكز العالية للشهرة.‏» وصارت الاغاني التي تمجِّد الغضب والموت شائعة اليوم في أوروپا وأوستراليا واليابان.‏ صحيح ان بعض الفرق تحاول تبنّي رسالة ألطف،‏ لكنَّ هذه الصحيفة تذكر ان «البراهين تشير الى ان الاغاني البريئة لا تجد سوقا كبيرة لها.‏»‏

      اجهزة الكمپيوتر.‏ لهذه الآلات القيِّمة الكثير من الاستعمالات الجيدة.‏ لكنَّ البعض يستعملها ايضا لنشر مواد فاسقة.‏ مثلا،‏ تخبر مجلة ماكلينز (‏بالانكليزية)‏ ان هذه المواد تشمل «صوَرا ونصوصا عن كل شيء،‏ من الاشياء الغريبة المثيرة جنسيا الى البغاء الى مضاجعة الاولاد —‏ مواد تصدم راشدين كثيرين،‏ فضلا عن اولادهم.‏»‏

      المطبوعات.‏ تفيض كتب شعبية كثيرة بالجنس والعنف.‏ وثمة هوس حديث في الولايات المتحدة وكندا أُطلق عليه اسم «القصص الروائية الصادمة» —‏ قصص رعب مخيفة موجَّهة الى احداث يبلغ عمر فئة منهم ثماني سنوات فقط.‏ وتؤكد ديانا وست في مجلة نيويورك تيتشر (‏بالانكليزية)‏ ان هذه الكتب «تجرِّد الصغار جدا في السن من الاحاسيس،‏ مما يعيق النشاط الفكري حتى قبل ان يبدأ.‏»‏

      وتتناول مجلات هزلية مصوَّرة كثيرة تصدر في هونڠ كونڠ والولايات المتحدة واليابان «مواضيع عن حروب طاحنة وحشية،‏ اكل لحوم البشر،‏ قطع الرؤوس،‏ الشيطانية،‏ الاغتصاب،‏ والبذاءة،‏» كما تخبر دراسة اعدَّها «التضامن القومي حول عنف التلفزيون.‏» ويقول الدكتور توماس رادِكي،‏ مدير الابحاث فيه،‏ ان «العنف الشديد والجنس المخزي في هذه المجلات يصدم المرء،‏» مضيفا ان «ذلك يُظهر كم سمحنا لأنفسنا بأن نصير مجرَّدين من الاحاسيس.‏»‏

      ضرورة توخي الحذر

      من الواضح ان هنالك افتتانا بالجنس والعنف في عالم اليوم،‏ وينعكس ذلك في مجال التسلية.‏ والوضع مماثل لِما وصفه الرسول المسيحي بولس:‏ «الذين اذ هم قد فقدوا الحس اسلموا نفوسهم للدعارة ليعملوا كل نجاسة في الطمع.‏» (‏افسس ٤:‏١٩‏)‏ لذلك لدى كثيرين اليوم سبب وجيه للبحث عن شيء افضل.‏ فهل انتم كذلك؟‏ في هذه الحال سيسرُّكم ان تعرفوا انه يمكنكم ان تجدوا تسلية سليمة،‏ كما ستُظهر المقالة التالية.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٥]‏

      التلفزيون قد يكون خطرا

      كان اول ظهور علني لجهاز التلفزيون في الولايات المتحدة في المعرض الدولي الذي أُقيم في نيويورك سنة ١٩٣٩.‏ وعبَّر صحافي كان حاضرا هناك عن شكوكه بشأن مستقبل هذا الاختراع الجديد.‏ كتب:‏ «المشكلة مع التلفزيون هي انه يجب ان يجلس الناس ويُبقوا اعينهم ملتصقة بالشاشة؛‏ والعائلة الاميركية العادية ليس لديها الوقت لذلك.‏»‏

      وكم كان مخطئا!‏ لأنه يقال ان الاميركي العادي،‏ بحلول وقت تخرُّجه من المدرسة،‏ يكون قد قضى وقتا امام التلفزيون اكثر منه امام المعلّم بـ‍ ٥٠ في المئة.‏ وتؤكد الدكتورة مادلين ليڤاين في كتابها مشاهدة العنف (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الاولاد الذين يكثرون مشاهدة التلفزيون هم،‏ بالمقارنة مع الاولاد الذين يشاهدونه اقل،‏ اكثر عداءً،‏ اكثر تشاؤما،‏ اثقل وزنا،‏ اقل ابداعا،‏ اقل تعاطفا،‏ وأقل كفاءة.‏»‏

      وما هي نصيحتها؟‏ «يلزم ان يتعلم الاولاد ان التلفزيون،‏ شأنه شأن اية اداة كهربائية اخرى في البيت،‏ له دور محدد.‏ فنحن لا نترك مجفف الشعر دائرا حين يجفّ شعرنا،‏ ولا نترك جهاز تحميص الخبز دائرا حين يقفز الخبز.‏ فنحن ندرك الاستعمالات المحددة لهذه الادوات الكهربائية ونعرف متى نطفئها.‏ ويلزم ان يعرف اولادنا ذلك ايضا عن التلفزيون.‏»‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٧]‏

      التسلية حول العالم

      طلبت استيقظ!‏ من مراسليها في مختلف انحاء العالم ان يصفوا المنحى الذي تتخذه التسلية حيث هم.‏ وإليكم بعض تعليقاتهم.‏

      المانيا:‏ «للاسف،‏ كثيرون من الوالدين يكونون منهكين جدا بحيث لا يستطيعون تنظيم برامج التسلية لأولادهم،‏ لذلك غالبا ما يعتمد الاحداث واحدهم على الآخر لقضاء وقت طيب.‏ ويعزل البعض انفسهم مع ألعاب الكمپيوتر.‏ ويذهب آخرون الى حفلات رقص تدوم طوال الليل،‏ وفيها يكثر تعاطي المخدِّرات.‏»‏

      البرازيل:‏ «صار للبرامج التلفزيونية تأثير مفسِد اكثر فأكثر.‏ وكثيرون من الوالدين يعملون خارج البيت،‏ فيُترك الاولاد غالبا ليتسلوا بالتلفزيون.‏ والاسطوانات المتراصة CD-ROM ذات المواضيع المتعلقة بالغيب وألعاب الڤيديو التي تصوِّر العنف الوحشي صارت شائعة ايضا.‏»‏

      الجمهورية التشيكية:‏ «منذ سقوط الشيوعية،‏ تغمر البلاد انواع من التسلية لم يُرَ لها مثيل هنا من قبل،‏ بما فيها البرامج التلفزيونية من الغرب ومحلات الفن الاباحي.‏ ويتردد الاحداث الى نوادي الرقص الليلية،‏ نوادي البليارد،‏ والحانات.‏ وغالبا ما يكون للاعلانات المثيرة وضغط النظير تأثير كبير فيهم.‏»‏

      جنوب افريقيا:‏ «تزدهر هنا حفلات الرقص طوال الليل،‏ وغالبا ما تكون المخدِّرات متوفرة فيها بسهولة.‏»‏

      السويد:‏ «الحانات والنوادي الليلية مزدهرة في السويد،‏ وغالبا ما يتقاطر المجرمون وتجار المخدِّرات على اماكن كهذه.‏ والتسلية التلفزيونية والڤيديوية مليئة بالعنف والارواحية والفساد الادبي.‏»‏

      نيجيريا:‏ «تنتشر في انحاء افريقيا الغربية صالات عروض الڤيديو غير المضبوطة.‏ ويأتي الى هذه الاماكن المبتكرة اناس من كل الاعمار،‏ بمن فيهم الاولاد.‏ وتُعرض فيها دائما افلام الرعب والخلاعة.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ من الشائع ان تُبرِز الافلام المنتَجة محليا التي تُبَثّ عبر التلفزيون موضوع الارواحية.‏»‏

      اليابان:‏ «المجلات الهزلية المصوَّرة هي احدى الوسائل المفضلة لقضاء الوقت لدى الاحداث والراشدين،‏ لكنها غالبا ما تكون حافلة بالعنف والفساد الادبي واللغة البذيئة.‏ والمقامرة شائعة ايضا.‏ والامر المقلق الآخر هو ان بعض الشابات يتصلن بنوادي هاتف معروفة بشكل واسع تؤمِّن للرجال خدمات فاسدة ادبيا.‏ ويتصل بعضهن لمجرد التسلية،‏ في حين ان اخريات يصلن الى حد المواعدة مقابل اجر،‏ مما يؤدي في بعض الحالات الى البغاء.‏»‏

  • يمكنكم ان تجدوا تسلية سليمة
    استيقظ!‏ ١٩٩٧ | ايار (‏مايو)‏ ٢٢
    • يمكنكم ان تجدوا تسلية سليمة

      لا يدين الكتاب المقدس مباهج التسلية،‏ ولا يعتبر التمتع بالاستجمام مضيعة للوقت.‏ على العكس،‏ تقول الجامعة ٣:‏٤ انه «للضحك وقت» و «للرقص وقت.‏»‏a وكان شعب اللّٰه في اسرائيل القديمة يتمتع بأنواع مختلفة من التسلية،‏ بما فيها الموسيقى والرقص والالعاب.‏ ويسوع نفسه حضر عرسا كبيرا وأتى في مناسبة اخرى الى «ضيافة كبيرة.‏» (‏لوقا ٥:‏٢٩؛‏ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ لذلك ليس الكتاب المقدس ضد قضاء وقت ممتع.‏

      ولكن بما ان الكثير من انواع التسلية اليوم يمجِّد السلوك الذي لا يرضي اللّٰه،‏ ينشأ السؤال:‏ ماذا يمكنكم فعله لتتأكدوا ان المقاييس التي ترسمونها لاختيار التسلية تبقى سليمة؟‏

      كونوا انتقائيين

      عند انتقاء نوع التسلية،‏ يحسن بالمسيحيين ان يدعوا مبادئ الكتاب المقدس توجِّههم.‏ مثلا،‏ كتب المرنم الملهم داود:‏ «الرب يمتحن الصدِّيق.‏ أما الشرير ومحب الظلم [«العنف،‏» ع‌ج‏] فتبغضه نفسه.‏» (‏مزمور ١١:‏٥‏)‏ وكتب بولس الى الكولوسيين:‏ «أميتوا اعضاءكم التي على الارض الزنا النجاسة الهوى الشهوة الردية الطمع .‏ .‏ .‏ [و]اطرحوا عنكم انتم ايضا الكل الغضب السخط الخبث التجديف الكلام القبيح.‏» —‏ كولوسي ٣:‏٥،‏ ٨‏.‏

      والكثير من التسلية المتوفرة اليوم ينتهك بشكل واضح هذه المشورة الملهمة.‏ ولكن قد يعترض البعض قائلا:‏ ‹انا لا افعل ابدا ما اراه على الشاشة.‏› وقد يكون هذا صحيحا.‏ ولكن حتى اذا لم تكن تسليتكم دليلا على ما ستكونون عليه،‏ فقد تكشف شيئا عمّا انتم عليه الآن.‏ فيمكن مثلا ان تُظهر انكم من ‹محبّي العنف› او ان افكاركم تشغلها مواضيع ‹الزنا والهوى والطمع والكلام القبيح› او انكم بالمقابل من الذين ‹يبغضون الشر› فعلا.‏ —‏ مزمور ٩٧:‏١٠‏.‏

      كتب بولس الى الفيلبيين:‏ «كل ما هو حق كل ما هو جليل كل ما هو عادل [«بار،‏» ع‌ج‏] كل ما هو طاهر كل ما هو مسر كل ما صيته حسن إن كانت فضيلة وإن كان مدح ففي هذه افتكروا.‏» —‏ فيلبي ٤:‏٨‏.‏

      ولكن هل تعني هذه الآية ان كل فيلم او كتاب او برنامج تلفزيوني ذي حبكة تتناول موضوعا غير بار،‏ ربما جريمة،‏ يُعتبر سيئا بشكل آلي؟‏ او هل كل البرامج الكوميدية مرفوضة لأنها لا توحي بما هو «جليل»؟‏ كلا،‏ لأن القرينة تُظهر ان بولس لم يكن يناقش موضوع التسلية بل افكار القلب التي ينبغي ان تركّز على ما يرضي يهوه.‏ (‏مزمور ١٩:‏١٤‏)‏ لكنَّ ما قاله بولس يمكن ان يساعدنا حين ننتقي تسليتنا.‏ فطبقا للمبدإ في فيلبي ٤:‏٨‏،‏ يمكن ان نسأل انفسنا:‏ ‹هل التسلية التي انتقيها تجعلني اتأمل في امور غير طاهرة؟‏› اذا كان الامر كذلك،‏ فعندئذ يلزمنا القيام بالتعديلات.‏

      وعند تقييم التسلية،‏ يجب على المسيحيين ان يجعلوا ‹حلمهم [‹تعقُّلهم،‏› ع‌ج‏] معروفا عند جميع الناس.‏› (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ وهنالك بالتأكيد تسلية متطرفة لا تليق طبعا بالمسيحيين الحقيقيين.‏ وعلاوة على ذلك،‏ ينبغي ان يزن كل فرد الامور بعناية ويتخذ قرارات تُبقي ضميره طاهرا امام اللّٰه والناس.‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١-‏٣٣؛‏ ١ بطرس ٣:‏٢١‏)‏ وليس لائقا ان ندين الآخرين بأمور ثانوية او نفرض قوانين اعتباطية تُملي على الآخرين ما ينبغي فعله.‏b —‏ رومية ١٤:‏٤؛‏ ١ كورنثوس ٤:‏٦‏.‏

      دور الوالدين

      يلعب الوالدون دورا حيويا في مسألة التسلية.‏ كتب بولس:‏ «إن كان احد لا يعتني بخاصته ولا سيما اهل بيته فقد انكر الايمان وهو شر من غير المؤمن.‏» (‏١ تيموثاوس ٥:‏٨‏)‏ فعلى الوالدين التزام الاعتناء بأعضاء عائلتهم،‏ ليس من الناحية المادية فحسب بل ايضا من الناحيتين الروحية والعاطفية.‏ ويشمل ذلك صنع برامج للاستجمام السليم.‏ —‏ امثال ٢٤:‏٢٧‏.‏

      في بعض الاحيان يُهمَل هذا الجانب من الحياة العائلية.‏ يقول مرسل في نيجيريا:‏ «للأسف،‏ يعتبر بعض الوالدين الاستجمام مضيعة للوقت.‏ وبسبب ذلك تُرك بعض الاولاد دون ارشاد،‏ ووجدوا النوع الخاطئ من الاصدقاء والنوع الخاطئ من التسلية.‏» فيا ايها الوالدون،‏ لا تدعوا هذا يحدث!‏ تأكدوا ان اولادكم يحصلون على الاستجمام السليم الذي ينعشهم فعلا.‏

      لكنَّ توخي الحذر لازم.‏ فينبغي ألّا يصير المسيحيون ككثيرين اليوم «محبين للّذّات دون محبة للّٰه.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٤‏)‏ نعم،‏ يجب ان تبقى التسلية ضمن حدودها.‏ ويجب ان تنعش المرء،‏ لا ان تسيطر على حياته.‏ لذلك لا يحتاج الاولاد والراشدون الى النوع المناسب من التسلية فحسب بل الى الكمية المناسبة ايضا.‏ —‏ افسس ٥:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

      تمتعوا بنشاطات اخرى

      ان الكثير من التسلية الشائعة يعلّم الناس الخمول بدلا من القيام بنشاط فاعل.‏ خذوا على سبيل المثال التلفزيون.‏ يلاحظ كتاب ما يجب فعله بعد ان تطفئوا التلفزيون (‏بالانكليزية)‏:‏ «[التلفزيون] بطبيعته يعلّمنا الخمول:‏ فتصير التسلية،‏ وحتى التعلّم،‏ شيئا نتلقاه دون بذل ايّ جهد،‏ وليس بواسطة ابداعنا الفاعل.‏» طبعا،‏ هنالك مكان حتى للتسلية التي لا تتطلب جهدا.‏ ولكن اذا كانت تستهلك الكثير جدا من وقت الفراغ لدى المرء،‏ فستحرمه من التمتع بفرص مثيرة.‏

      ويصف المؤلف جيري مانْدر،‏ الذي يقول انه «عضو في جيل ما قبل شيوع التلفزيون،‏» فترات الضجر في طفولته التي كان يمرّ بها من حين الى آخر بالقول:‏ «كان القلق يتبعه.‏ وكان الامر مزعجا جدا،‏ مزعجا الى حد انني كنت اقرر في النهاية ان اتصرف —‏ ان افعل شيئا.‏ فكنت اتصل بصديق،‏ وأخرج من البيت.‏ كنت اشترك في لعبة كرة.‏ كنت اقرأ.‏ كنت افعل شيئا.‏ وإذ ارجع بالذاكرة الى الوراء،‏ ارى ان وقت الضجر،‏ حين ‹لا يكون هنالك شيء لفعله،‏› كان البئر التي ينفجر منها العمل الابداعي.‏» واليوم،‏ كما يلاحظ مانْدر،‏ يستعمل الاولاد التلفزيون كعلاج سريع للضجر.‏ ويضيف:‏ «يزيل التلفزيون القلق والابداع الذي يمكن ان يحفزه الضجر.‏»‏

      وهكذا اكتشف كثيرون ان النشاطات التي تتطلب المشاركة لا الخمول تسرّهم اكثر مما تصوَّروا.‏ فقد وجد البعض ان القراءة بصوت عالٍ مع الآخرين هي مصدر متعة.‏ ويمارس آخرون هوايات،‏ كالعزف على آلة موسيقية او الرسم.‏ ويمكن ايضا تنظيم تجمّعات مفيدة.‏c (‏لوقا ١٤:‏١٢-‏١٤‏)‏ والاستجمام في احضان الطبيعة مفيد ايضا.‏ يخبر احد مراسلي استيقظ!‏ في السويد:‏ «تذهب بعض العائلات للتخييم او صيد السمك،‏ تقوم بجولات في الغابات،‏ برحلات في الزوارق،‏ بنُزَه في الجبال،‏ وما الى ذلك.‏ فيبتهج الصغار بها.‏»‏

      لا ينبغي ان يدهشنا وجود العوامل المفسِدة في التسلية.‏ فقد كتب الرسول بولس ان الناس من الامم ‹يسلكون ببطل ذهنهم.‏› (‏افسس ٤:‏١٧‏)‏ لذلك من المتوقع ان لا يكون الكثير مما يعتبرونه مسلّيا سوى ارضاء ‹لأعمال الجسد.‏› (‏غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ ولكن يمكن للمسيحيين ان يدرِّبوا انفسهم على اتخاذ قرارات سليمة في ما يتعلق بنوعية وكمية تسليتهم.‏ ويمكنهم ايضا ان يخططوا للاستجمام كعائلة،‏ حتى انه يمكنهم اختبار نشاطات جديدة تنعشهم وتكوِّن لديهم ذكريات عزيزة للسنين المقبلة.‏ نعم،‏ يمكنكم ان تجدوا تسلية سليمة!‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة