مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • الانواع المهدَّدة بالانقراض —‏ أبعاد المشكلة
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • الانواع المهدَّدة بالانقراض —‏ أبعاد المشكلة

      صارت طيور الدودو رمزا الى الانقراض.‏ فآ‌خِر هذه الطيور العاجزة عن الطيران مات نحو سنة ١٦٨٠ في جزيرة موريشيوس.‏ والكثير من الانواع المعرَّضة للخطر في الوقت الحاضر يعيش في الجزر ايضا.‏ فـ‍ ٨٥ نوعا من انواع الطيور الـ‍ ٩٤ التي انقرضت في السنوات الـ‍ ٤٠٠ الماضية كانت تعيش في الجزر.‏

      والحيوانات التي تعيش في القارات الواسعة هي ايضا عرضة لخطر الانقراض.‏ تأملوا في الببور التي كانت تجوب انحاء روسيا.‏ فلا يوجد اليوم سوى النُّوَيع الآموري في سيبيريا،‏ وقد انخفض عدده وصار يتراوح بين ١٨٠ و ٢٠٠ فقط.‏ وتذكر التقارير ان عدد ببور جنوبي الصين يبلغ ٣٠ الى ٨٠ فقط.‏ وهذه الحيوانات تواجه خطر الانقراض في الهند الصينية «خلال عشر سنوات،‏» كما تخبر ذا تايمز اللندنية (‏بالانكليزية)‏.‏ وفي الهند ايضا،‏ موطن نحو ثلثَي الببور في العالم،‏ تقدِّر السلطات ان هذه المخلوقات المهيبة قد تنقرض بعد عقد.‏

      وعدد الكركدَّنات والفهود ينخفض ايضا.‏ وفي الصين تتنقل دببة الپندة العملاقة ضمن مجموعات تتألف من عشرة فقط.‏ ويوشك الخَزّ ان ينقرض في وَيلز،‏ والسناجيب الحمراء «قد تختفي من البَر الرئيسي لانكلترا ووَيلز في السنوات العشر الى الـ‍ ٢٠ المقبلة،‏» كما تؤكد ذا تايمز.‏ وإذا عبرنا المحيط الاطلسي الى الولايات المتحدة،‏ نجد ان الخفافيش هي اكثر الثدييات البرية عرضة لخطر الانقراض.‏

      وليست الحال افضل في محيطات العالم.‏ يصف اطلس الانواع المهدَّدة بالانقراض (‏بالانكليزية)‏ السلاحفَ البحرية بأنها «على الارجح اكثر فئة مهدَّدة بالانقراض» بين المخلوقات البحرية.‏ وقد يبدو ان البرمائيات افضل حالا؛‏ ولكن،‏ وفقا لمجلة العالِم الجديد (‏بالانكليزية)‏،‏ صار ٨٩ نوعا من البرمائيات «في خطر الانقراض» في السنوات الـ‍ ٢٥ الماضية.‏ ونحو ١١ في المئة من انواع الطيور في العالم يواجه خطر الانقراض ايضا.‏a

      ولكن ماذا عن المخلوقات الصغرى،‏ كالفراش؟‏ لا يختلف الوضع هنا.‏ فأكثر من ربع انواع الفراش الـ‍ ٤٠٠ في اوروپا في خطر —‏ و ١٩ منها مهدَّد بالانقراض الوشيك.‏ وفي بريطانيا انضمت سنة ١٩٩٣ الفراشة التي تدعى طاووسية السلحفاة الكبيرة الى طير الدودو على لائحة الانواع المنقرضة.‏

      اهتمام متزايد

      كم نوعا من المخلوقات ينقرض كل سنة؟‏ يتوقف الجواب على الخبير الذي تسألونه.‏ ومع ان العلماء غير متفقين،‏ فجميعهم يعترفون ان انواعا كثيرة هي في خطر الانقراض.‏ يذكر عالِم البيئة ستيوارت پِم:‏ «ان الجدال القائم حول سرعة فقدان [الانواع] يرتبط من حيث الاساس بمستقبلنا.‏» ويضيف:‏ «لقد زدنا خلال القرون الماضية سرعة انقراض الانواع اكثر بكثير من السرعة الطبيعية.‏ ولذلك مستقبلنا اسوأ.‏»‏

      يشبه كوكبنا الارضي البيت.‏ وبعض الاشخاص الذين يهتمون بالانواع المهدَّدة بالانقراض يدرسون «الايكولوجيا،‏» كلمة تعني «علم البيئة» صيغت في الجزء الاخير من القرن الـ‍ ١٩ وهي مشتقَّة من الكلمة اليونانية أُيكوس،‏ اي «بيت.‏» ويركز هذا الاختصاص على العلاقات بين الكائنات الحية ومحيطها.‏ وقد شهد القرن الـ‍ ١٩ اهتماما متعاظما بالحفاظ على البيئة،‏ ولا شك انه ازداد نتيجة ورود تقارير عن انقراض بعض الانواع.‏ وأدى ذلك في الولايات المتحدة الى انشاء حدائق وطنية ومناطق محميّة يُمنع فيها الصيد.‏ وفي الوقت الحاضر،‏ هنالك حول العالم ما يُقدَّر بـ‍ ٠٠٠‏,٨ منطقة معترَف بها دوليا لحماية الحياة البرية.‏ وهي تشكِّل —‏ بالاضافة الى ٠٠٠‏,٤٠ موقع آخر للمساعدة على المحافظة على الموطن الطبيعي للكائنات —‏ نحو ١٠ في المئة من مساحة اليابسة في العالم.‏

      كثيرون ممَّن يهتمون بالمسألة يتبنون اليوم قضايا تتعلق بالبيئة،‏ وذلك من خلال حركات تعلن اخطار الانقراض او تُطلع الناس على مدى اعتماد الكائنات الحية بعضها على بعض.‏ ومنذ مؤتمر قمة الارض الذي عُقد في ريو دي جانيرو سنة ١٩٩٢،‏ صار تفكير الحكومات يتميَّز عموما بوعي اكبر للمسائل البيئية.‏

      ان مشكلة الانواع المهدَّدة بالانقراض عالمية النطاق،‏ وهي تتزايد.‏ ولكن لماذا؟‏ وهل تنجح حاليا المحاولات الهادفة الى الحؤول دون انقراض الانواع؟‏ ماذا عن المستقبل؟‏ وكيف يشملكم الامر؟‏ ستقدِّم المقالات التالية الاجوبة.‏

  • لماذا الانواع في خطر
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • لماذا الانواع في خطر

      تنقرض الانواع لاسباب مختلفة.‏ وسنتأمل هنا في ثلاثة اسباب رئيسية.‏ والبشر مسؤولون بطريقة غير مباشرة عن اثنين منها،‏ وبطريقة مباشرة عن الثالث.‏

      تدمير الموطن الطبيعي

      يساهم تدمير الموطن الطبيعي الى حد كبير في تقليص وجود الانواع.‏ ويدعوه اطلس الانواع المهدَّدة بالانقراض «الخطر الادهى،‏» ويقول ايضا ان «الحؤول دون حدوثه هو من اصعب الامور.‏» فالنمو السكاني السريع حول العالم يجبر البشر على وضع ايديهم على المزيد من الاراضي التي كانت موطنا للحياة البرية.‏ والغابات المطيرة في العالم خير مثال لذلك.‏

      ‏‹في غضون ٤٠ سنة لن تبقى هنالك غابات مطيرة.‏› هذا التقدير المريع يلفت الانتباه الى ما يعتبره كثيرون خسارة مؤسفة للموارد القيِّمة.‏ وفي الواقع،‏ يأتي نحو ربع الادوية المعروفة في العالم الغربي من نباتات الغابات المطيرة المدارية.‏ ومع ان الغابات المطيرة لا تغطِّي سوى ما يقدَّر بـ‍ ٧ في المئة من مساحة اليابسة على الارض،‏ فهي موطن اربعة اخماس النباتات الارضية حول العالم.‏

      وعمليات قطع الاشجار وتغيير اساليب الزراعة تسلب الغابات المطيرة في افريقيا الغربية إرثها الغني من الاشجار.‏ حتى ان ازالة الاشجار في شبه القارة الهندية غيَّرت الطقس،‏ فقلّلت تساقط الامطار في بعض المناطق وسبَّبت في المقابل فيضانات في اماكن اخرى.‏

      وعندما يقطع الانسان الاشجار ليخلي الارض من اجل زراعتها،‏ تموت النباتات والحيوانات والطيور والزواحف والحشرات بعضها في إثر بعض.‏ ويقدِّر الپروفسور ادوارد ويلسون من جامعة هارڤرد ان ١ في المئة من الغابات يُفقد كل سنة،‏ ويهدِّد ذلك آلاف الانواع بالانقراض اخيرا.‏ ويُخشى ان تختفي انواع كثيرة حتى قبل ان يُطلق عليها اسم علمي.‏

      والوضع مماثل في موطن طبيعي آخر في خطر،‏ وهو الاراضي الرطبة في العالم.‏ فأصحاب المشاريع المعمارية يجففون هذه المناطق لكي يبنوا بيوتا،‏ او يحوِّلها المزارعون الى ارض صالحة للزراعة.‏ وفي السنوات الـ‍ ١٠٠ الماضية احتلت الزراعة ٩٠ في المئة من المروج الطبيعية الجافة في اوروپا.‏ وكان تحويل المراعي في بريطانيا خلال السنوات الـ‍ ٢٠ الماضية الى حقول زراعية سببا في انخفاض عدد طيور السُّمَّان المطربة ٦٤ في المئة.‏

      وفي حين ان مجلة تايم (‏بالانكليزية)‏ تدعو جزيرة مدغشقر «فُلكَ نوح الجيولوجي،‏» فالتنوُّع الوافر للحياة البرية فيها معرَّض للخطر.‏ وعندما يزداد عدد السكان وترتفع الديون الخارجية،‏ يزداد الضغط على سكان الجزيرة لتحويل الغابات الى حقول رز.‏ وبما ان ثلاثة ارباع موطن ليمور الخيزران الذهبي اختفى في السنوات الـ‍ ٢٠ الماضية،‏ فلم يبقَ سوى ٤٠٠ من هذه الحيوانات.‏

      ولا شك ان التغيير الجذري في استعمال الارض يُضعف الحياة البرية المحلية.‏ والپولينيزيون الذين وصلوا الى هاواي قبل ٦٠٠‏,١ سنة هم مثال آخر لذلك.‏ فبسبب نشاطهم انقرض ٣٥ نوعا من الطيور.‏

      والمستوطنون الاولون الذين اتوا الى اوستراليا ونيوزيلندا استوردوا هررة داجنة،‏ فصار بعضها بريّا.‏ ووفقا لمجلة العالِم الجديد،‏ تفترس هذه الهررة الوحشية ٦٤ نوعا من الثدييات الاوسترالية المحلية.‏ وهي تهاجم مع الثعالب الحمراء الاوروپية المستورَدة ما تبقى من الانواع المهدَّدة بالانقراض.‏

      الاعتداء المباشر

      ليس الصيد ظاهرة جديدة.‏ فسجلّ الكتاب المقدس في التكوين يتحدث عن نمرود المتمرد،‏ صيّاد عاش منذ اكثر من ٠٠٠‏,٤ سنة.‏ ومع انه لا يقال انه افنى نوعا حيوانيا معينا،‏ ولكنه كان جبار صيد مخيفا.‏ —‏ تكوين ١٠:‏٩‏.‏

      وعلى مرِّ القرون اباد الصيادون الاسود من اليونان وبلاد ما بين النهرين،‏ أفراس النهر من النُّوبة،‏ الفيَلة من افريقيا الشمالية،‏ الدببة والقنادس من بريطانيا،‏ والثيران البرية من اوروپا الشرقية.‏ ذكرت مجلة راديو تايمز (‏بالانكليزية)‏،‏ دليل برامج هيئة الاذاعة البريطانية BBC،‏ انه «خلال سبعينات وثمانينات القرن التاسع عشر،‏ قتل الصيادون ربع مليون فيل في افريقيا الشرقية وحدها.‏» وأضافت:‏ «طوال نصف قرن ضجَّت افريقيا بالطلقات النارية المتتالية من بنادق اصحاب الشهرة والمال والمركز الذين اطلقوا النار على الفيَلة،‏ الكركدَّنات،‏ الزرافى،‏ السِّباع وكل ما تقع عليه اعينهم.‏ .‏ .‏ .‏ والسلوك الذي يبدو اليوم صادما الى حد بعيد كان مقبولا جدا آنذاك.‏»‏

      لنعد الى وضع الببر المهيب.‏ لقد اظهرت الاحصاءات الرسمية في الثمانينات ان الجهود التي بُذلت للحفاظ عليه لاقت نجاحا.‏ «لكنَّ الحقيقة لم تكن كذلك،‏» كما يذكر كتاب دائرة المعارف البريطانية لسنة ١٩٩٥ (‏بالانكليزية)‏.‏ «فقد كشفت الارقام الادق ان الاحصاءات السابقة ضخَّمها المسؤولون الذين كانوا متواطئين مع الصيادين غير الشرعيين او الذين كانوا يريدون ترك انطباع حسن لدى رؤسائهم.‏ .‏ .‏ .‏ وقد ازدهرت المتاجرة السرية بأعضاء الببور عندما اخذت الاسعار ترتفع اكثر فأكثر مع انخفاض العرض.‏» وهكذا،‏ في سنة ١٩٩٥،‏ قُدِّر ان قيمة الببر السيبيري تتراوح بين ٤٠٠‏,٩ و ٠٠٠‏,٢٤ دولار اميركي —‏ ليس ثمنا لجلده الثمين فقط بل ايضا لعظامه،‏ عينيه،‏ شاربيه،‏ اسنانه،‏ اعضائه الداخلية،‏ وأعضائه الجنسية،‏ وكلها ذات قيمة كبيرة في الطب الشرقي التقليدي.‏

      يبلغ اليوم حجم المتاجرة بعاج الفيَلة،‏ قرن الكركدَّن،‏ جلود الببور،‏ وأعضاء حيوانية اخرى بلايين عديدة من الدولارات في السوق السوداء،‏ وهي بذلك تحلّ في المرتبة الثانية بعد تهريب المخدِّرات،‏ كما تذكر تايم.‏ ولا يقتصر ذلك على الثدييات الكبيرة.‏ ففي سنة ١٩٩٤ استهلك الطب الصيني التقليدي عددا هائلا من احصنة البحر بلغ ٢٠ مليونا،‏ وهذا ما جعل الكميات المصطادة في بعض مناطق جنوب شرقي آسيا تنخفض بنسبةٍ ذُكر انها بلغت ٦٠ في المئة خلال سنتين.‏

      ليس صعبا تحديد هوية المذنب عندما يتواصل صيد احد الانواع حتى ينقرض.‏ ولكن ماذا عن الذين يجمعونها؟‏ ان نوعا ذهبيا من ببغاوات المَقْو،‏ وهو مهدَّد بالانقراض،‏ يُكسِب كما يقال تاجر السوق السوداء في البرازيل مبلغ ٥٠٠ دولار.‏ ولكنه يحصل على مبلغ اكبر منه بأكثر من ثلاث مرات ونصف عندما يبيعه الى الخارج.‏

      ان الحروب ومخلّفاتها،‏ حشود اللاجئين المتزايدة،‏ بالاضافة الى ارتفاع معدل الولادات،‏ تفاقم التلوُّث،‏ وحتى السياحة تشكِّل خطرا على الانواع المهدَّدة بالانقراض.‏ والمتفرِّجون الذين يركبون الزوارق الآلية يجرحون الدلافين التي يتقاطرون لرؤيتها،‏ وتحت الماء يمكن للصوت الصادر من السفن ان يشوِّش جهاز الدلافين الحسّاس الذي يساعدها على تحديد موقع الاشياء في طريقها بواسطة الصدى.‏

      بعد هذا الوصف المؤسف للاضرار التي يسبِّبها الانسان،‏ قد تتساءلون:‏ ‹ماذا يفعل انصار البيئة لحماية الانواع المهدَّدة بالانقراض،‏ وإلى ايّ حد يلاقون نجاحا؟‏›‏

  • الحفاظ على البيئة مقابل الانقراض
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • الحفاظ على البيئة مقابل الانقراض

      لا تزال المعركة بين الحفاظ على البيئة والانقراض محتدمة.‏ ويضغط العديد من منظمات الرفق بالحيوان على الحكومات لتتبنى قوانين بيئية اكثر صرامة لحماية الانواع المهدَّدة بالانقراض.‏

      مثلا،‏ اجتمعت مؤخرا مجموعات مختلفة بمسؤولين صينيين وحصلت منهم على وعد بالتعاون في ما يتعلق بالجهود المبذولة لإيقاف نصب الاشراك للدببة السوداء الآسيوية.‏ فقد كانت هذه الحيوانات تؤخذ من اجل مراراتها وكذلك من اجل سائل الصفراء فيها المستعملَين في الطب الشرقي التقليدي.‏

      مساعدة دولية

      ان حماية نوع معين في بلد ما في حين يتواصل صيده الى حد الانقراض في مكان آخر لا تؤدي الى نجاح المساعي الهادفة الى المحافظة عليه.‏ لذلك أُبرمت اتفاقات دولية تَبيَّن انها جاءت في الوقت المناسب —‏ وهنالك الكثير منها.‏ فقد صارت اتفاقية التنوُّع البيولوجي،‏ معاهدة ريو،‏ سارية المفعول في نهاية سنة ١٩٩٣،‏ وتبعها بعد وقت قصير اتفاق للحفاظ على الخفافيش في اوروپا.‏ وجعلت اللجنة الدولية لصيد الحيتان المحيطَ الجنوبي مكانا يُمنع فيه صيد الحيتان بعد المحيط الهندي،‏ وذلك في محاولة لحماية الحيتان الكبيرة والحيتان البَلينية الصغيرة.‏ لكنَّ اكثر الاتفاقات نفاذا على الارجح هو اتفاقية المتاجرة الدولية بالانواع المهدَّدة بالانقراض.‏ —‏ انظروا الاطار.‏

      لا يزال لدى الانسان الكثير ليتعلمه عن علاقة المخلوقات واحدها بالآخر.‏ فصيادو الاسماك في افريقيا الشرقية الذين وضعوا في بحيرة ڤيكتوريا اسماك الفَرْخ النِّيلي لزيادة الثروة السمكية احدثوا ما دعاه العالِم بالحيوان كولِن تَدج «اكبر كارثة بيئية في هذا القرن.‏» فقد انقرض نحو ٢٠٠ من انواع السمك الاصلية الـ‍ ٣٠٠ في البحيرة.‏ ومع ان البراهين الحديثة تحمِّل تحاتّ التربة تبعة الاخلال بتوازن الانواع،‏ فقد انشأت حكومات الدول الثلاث التي تحدّ البحيرة منظمة لتحديد انواع السمك التي يمكن وضعها في البحيرة دون تعريض الاسماك الاصلية فيها لخطر الانقراض.‏

      التدخُّل البشري

      ان احد المجالات الذي يسجِّل نجاحا هو برنامج استيلاد الحيوانات في الأَسْر المطبَّق في حدائق حيوانات كثيرة.‏ «اذا ألقت كل حدائق الحيوانات في العالم بثقلها وراء الاستيلاد في الأَسْر،‏ وإذا ألقى الناس بثقلهم وراء حدائق الحيوانات،‏ فبإمكانهم معا ان ينقذوا كل انواع الحيوانات الفقارية التي يُحتمل ان تحتاج الى استيلاد في الأَسْر في المستقبل القريب.‏» —‏ الحيوانات الاخيرة في حديقة الحيوانات (‏بالانكليزية)‏.‏

      ان حديقة الحيوانات في الجزيرة البريطانية الصغيرة جيرزي تنتج عن طريق الاستيلاد حيوانات نادرة بهدف اعادتها لاحقا الى البرية.‏ ففي سنة ١٩٧٥ لم يكن هنالك سوى ١٠٠ من ببغاء سانت لوسيا في موطنها الكاريبي.‏ فأُرسلت سبعة من هذه الطيور الى جيرزي.‏ وبحلول سنة ١٩٨٩ كانت حديقة الحيوانات هذه قد انتجت عن طريق الاستيلاد ١٤ طائرا اضافيا وأعادت بعضها الى سانت لوسيا.‏ وتذكر التقارير اليوم ان اكثر من ٣٠٠ ببغاء يزيِّن ارجاء تلك الجزيرة.‏

      وفي اماكن اخرى اتُّخذت اجراءات مماثلة اثبتت فعّاليتها.‏ فقد اخبرت الجغرافية القومية (‏بالانكليزية)‏ ان الـ‍ ١٧ ذئبا امغر التي كانت باقية في اميركا الشمالية استُولِدت بنجاح في الأَسْر حتى ان اكثر من ٦٠ ذئبا منها أُعيد الآن الى البرية.‏

      ناجحة اكثر من اللازم؟‏

      اذا كانت هنالك حيوانات في خطر فهذا لا يعني دائما انها مهدَّدة بالانقراض.‏ فوفقا لكتاب الانواع المهدَّدة بالانقراض —‏ الفيَلة (‏بالانكليزية)‏،‏ انخفض عدد الفيَلة الافريقية من ٠٠٠‏,٣٠٠‏,١ الى ٠٠٠‏,٦٠٩ بين سنتَي ١٩٧٩ و ١٩٨٩ —‏ بعضها قُتل من اجل العاج.‏ ثم تعاظم الضغط من الناس على الحكومات لتحريم تجارة العاج.‏ ولكن ارتفعت الاصوات المعارِضة للحظر على العاج.‏ ولماذا؟‏

      كانت اساليب الحفاظ على الفيَلة في زمبابوي وجنوب افريقيا ناجحة جدا حتى ان الحدائق الوطنية ومحميات الحياة البرية فيهما صارت تأوي فيَلة اكثر من اللازم.‏ وأخبرت العالِم الجديد انه يلزم ان تتخلَّص زمبابوي من ٠٠٠‏,٥ فيل من حديقة هوانْڠي الوطنية.‏ فأوصت جماعات انصار البيئة بنقلها الى مكان آخر.‏ ومسؤولو الحديقة يعرضون للبيع عدد الفيَلة الفائض ويقترحون على الوكالات الغربية التي تعارض قتْل الفيَلة الاضعف ان «يستبدلوا إسداء النصائح بالدعم المالي لنقلها الى مكان آخر.‏»‏

      نتائج غير مؤكدة

      لكنَّ النجاح غير مضمون دائما.‏ فكثيرون قلقون بشأن ما ستعانيه الانواع المعادة الى البرية.‏ فالببر السيبيري يعيش في حالة جيدة في الأَسْر،‏ ولكنه بحاجة في البرية الى نحو ٢٦٠ كيلومترا مربعا (‏١٠٠ ميل مربع)‏ من الغابات الخالية من الصيادين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ «اذا اعدتم ببرا تربَّى في حديقة حيوانات الى موطنه الطبيعي،‏» كما تذكر ذي إنديپندنت اون صنداي (‏بالانكليزية)‏،‏ «فمن المؤكد تقريبا انه سيموت جوعا.‏» نتيجة مأساوية بالفعل!‏

      في الحقيقة،‏ لا يحيط بكل نوع حيواني او نباتي فريق متخصص من اجل مساعدته.‏ وليست المشكلة فقط في عدد الاشخاص.‏ فمهما كان انصار البيئة متفانين،‏ فأيّ امل لديهم بالنجاح عندما يواجههم الفساد والجشع واللامبالاة من جهة المسؤولين الحكوميين،‏ بالاضافة الى الحرب وحتى خطر الموت؟‏ فما هو الحلّ لمشكلة الانواع المهدَّدة بالانقراض؟‏ وكيف يشملكم الامر؟‏

  • الانواع المهدَّدة بالانقراض —‏ كيف يشملكم الامر
    استيقظ!‏ ١٩٩٦ | آب (‏اغسطس)‏ ٨
    • الانواع المهدَّدة بالانقراض —‏ كيف يشملكم الامر

      الببور،‏ السلاحف،‏ الكركدَّنات،‏ الفراش —‏ يبدو ان قائمة الانواع المهدَّدة بالانقراض لا تنتهي!‏ ولا شك انكم توافقون على ان الانسان يحمل الجزء الاكبر من المسؤولية.‏ ولكن ما علاقتكم بالامر؟‏

      بالنظر الى الحالة السيئة التي يمرّ بها الاقتصاد العالمي،‏ هل يُعقل ان يُتوقَّع من الناس القلقين بشأن تأمين عيشة كريمة لأنفسهم ان يدعموا برامج الحفاظ على البيئة،‏ مهما كانت اهدافها نبيلة؟‏ تعلّق تايم على ذلك قائلة:‏ «ليس من السهل طبعا ان يركّز المرء اهتماماته على الحفاظ على البيئة في معظم انحاء افريقيا السوداء،‏ حيث يواجه ملايين الاشخاص الاضطرابات السياسية،‏ الحروب القبلية،‏ المجاعات والاوبئة.‏» ويصحّ الامر عينه في اماكن اخرى.‏

      يلزم صنع تغييرات جذرية لحلّ مشكلة الانواع المهدَّدة بالانقراض.‏ وحسب اطلس الانواع المهدَّدة بالانقراض،‏ هذه التغييرات «بالغة جدا الى حد ان الحكومات فقط قادرة على صنعها.‏» ثم يوصي قائلا:‏ «ان مسؤولية كل فرد،‏ في البلدان التي تُنتخب فيها الحكومات،‏ هي التأكد انه لا يَنتخب سوى السياسيين المهتمين بالبيئة بحلول سنة ٢٠٠٠.‏»‏

      وهل هذا الامل واقعي؟‏ اذا استندنا الى شهادة التاريخ،‏ فسنستنتج ان ‹الانسان تسلط على الانسان لضرر نفسه› —‏ ولضرر الحياة البرية ايضا.‏ (‏جامعة ٨:‏٩‏)‏ وفي الواقع،‏ يعتقد كثيرون من انصار البيئة ان النباتات والحيوانات على الارض هي مؤشِّر للوضع البيئي.‏ فعندما تكون مهدَّدة بالانقراض،‏ نكون نحن البشر كذلك ايضا.‏ لكنَّ هذه ليست المرة الاولى في التاريخ البشري التي تُهدَّد فيها كل حياة على الارض بالانقراض.‏

      يسجِّل اقدم كتاب تاريخ هذه الكلمات:‏ «ها انا آتٍ بطوفان الماء على الارض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء.‏ كل ما في الارض يموت.‏» (‏تكوين ٦:‏١٧‏)‏ ولكن لم يمت كل بشر ولا كل كائن حي آخر،‏ لأن اللّٰه هيأ وسيلة للنجاة.‏

      فلك للنجاة

      يعتقد العلماء ان افضل حلّ لمشكلة الانواع المهدَّدة بالانقراض اليوم انما هو بحفظ موطنها الطبيعي.‏ ومن المثير للاهتمام ان العالِم الجديد تحدثت عن ذلك ولفتت النظر الى استعمال انصار البيئة «تشبيه فلك نوح.‏» فقد كان فلك نوح الوسيلة التي نجا بواسطتها البشر والحيوانات من الطوفان في ايام نوح.‏

      زوَّد اللّٰه نوحًا بتصميم الفلك،‏ فكان على شكل صندوق خشبي ضخم بحيث يطفو على وجه مياه الطوفان.‏ وهذا الفلك حفظ حياة نوح وزوجته وأبنائهما الثلاثة مع زوجاتهم،‏ بالاضافة الى عيِّنات من مختلف انواع الحيوانات البرية والداجنة على السواء —‏ نعم،‏ «من كل جسد فيه روح حياة.‏» (‏تكوين ٧:‏١٥‏)‏ وتنوُّع اشكال الحياة الموجودة اليوم يثبت ان ذلك الفلك خدم قصده جيدا.‏

      ولكن لاحظوا ان النجاة لم تكن تعتمد فقط على الجهود البشرية.‏ فكان على نوح وعائلته ان يطيعوا اللّٰه الذي كانت له القدرة على حفظهم احياء.‏ وكان اللّٰه هو الذي وضع حدًّا للتنازع والعنف والجشع،‏ الامور التي وسمت عالم ما قبل الطوفان.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

      الحيوانات في العالَم الجديد

      وعد يهوه اللّٰه بأن اطاعة شرائعه يمكن ان تحوِّل البشر الذين يماثلون ضواري متوحشة ومفترسة الى اشخاص يشبهون حيوانات وديعة ورقيقة.‏ (‏اشعياء ١١:‏٦-‏٩؛‏ ٦٥:‏٢٥‏)‏ وحتى في هذا الوقت،‏ هنالك ادلّة كثيرة على ذلك.‏ احضروا الاجتماعات في قاعة الملكوت لشهود يهوه القريبة منكم وتأكدوا انتم بأنفسكم.‏ فإذا كان يهوه قادرا على تحقيق تغييرات جذرية كهذه بين البشر،‏ أفلا يمكنه ايضا ان يجعل الحيوانات تعيش معا بسلام وأمن،‏ ولو عنى ذلك تغيير طباعها الحالية؟‏ فهو يعد قائلا:‏ «اقطع لهم عهدا في ذلك اليوم مع حيوان البرية وطيور السماء ودبابات الارض .‏ .‏ .‏ وأجعلهم يضطجعون آمنين.‏» —‏ هوشع ٢:‏١٨‏.‏

      وكتب الرسول بطرس عن «يوم الدين وهلاك الناس الفجار» في المستقبل.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٧‏)‏ واللّٰه،‏ بتدخُّله المدروس،‏ لن يهلك الّا الناس الفجار.‏ ‹وسيهلك اللّٰه الذين يهلكون الارض.‏› —‏ رؤيا ١١:‏١٨‏.‏

      تخيَّلوا فرح العيش في عالم لن تعود فيه المخلوقات مهدَّدة بالخطر.‏ وما اكثر مجالات التعلّم من الحياة البرية التي ستحيط بنا آنذاك!‏ نعم،‏ ستجول الببور والاسود والفيَلة في الارض دون ان يزعجها احد.‏ وستزدهر الحياة البحرية،‏ وكذلك الزواحف والحشرات والطيور على انواعها،‏ بما فيها المَقْو —‏ كلها في توازن ملائم.‏ وبِرَدِّ الجنس البشري الطائع الى الكمال البشري في ظل الملكوت المسيَّاني،‏ سيسود نظام بيئي كامل.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة