مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • عائلة يهوه تتمتع بوحدة ثمينة
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • عائلة يهوه تتمتع بوحدة ثمينة

      ‏«هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا [‏‏«بوحدة،‏» ع‌ج‏]‏‏.‏»‏ —‏ مزمور ١٣٣:‏١‏.‏

      ١ ما هي حالة عائلات كثيرة اليوم؟‏

      العائلة هي اليوم في ازمة.‏ فرُبُط الزواج على وشك ان تنحلّ في عائلات كثيرة.‏ ويصير الطلاق شائعا اكثر فأكثر،‏ ويعاني كثيرون من اولاد المطلقين كآ‌بة شديدة.‏ وملايين العائلات تعيسة ومقسَّمة.‏ ولكن هنالك عائلة واحدة تعرف الفرح الحقيقي والوحدة الاصيلة.‏ انها عائلة يهوه اللّٰه الكونية.‏ ففيها تتمِّم ربوات من الملائكة غير المنظورين المهمات المعيَّنة لهم انسجاما مع المشيئة الالهية.‏ (‏مزمور ١٠٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولكن هل هنالك عائلة على الارض تتمتع بوحدة كهذه؟‏

      ٢،‏ ٣ (‏أ)‏ مَن هم الآن جزء من عائلة اللّٰه الكونية،‏ وبمَ يمكن ان نشبِّه كل شهود يهوه اليوم؟‏ (‏ب)‏ ايّ سؤالَين سنناقشهما؟‏

      ٢ كتب الرسول بولس:‏ «أحني ركبتيَّ لدى الآب الذي تكون كل عائلة في السماء وعلى الارض مدينة له باسمها.‏» (‏افسس ٣:‏١٤،‏ ١٥‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكل سلالة عائلية على الارض تدين باسمها للّٰه لأنه الخالق.‏ ومع انه ليست هنالك عائلات بشرية في السماء،‏ يقترن اللّٰه مجازيا بهيئته السماوية كزوج،‏ وستكون ليسوع عروس روحية متحدة به في السموات.‏ (‏اشعياء ٥٤:‏٥؛‏ لوقا ٢٠:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٠؛‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢‏)‏ والممسوحون الامناء على الارض هم الآن جزء من عائلة اللّٰه الكونية،‏ و ‹خراف يسوع الاخر› ذوو الآمال الارضية هم اعضاء مقبلون فيها.‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رومية ٨:‏١٤-‏١٧‏؛‏ برج المراقبة،‏ ١٥ كانون الثاني ١٩٩٦،‏ الصفحة ٣١‏)‏ ولكن يمكن تشبيه كل شهود يهوه اليوم بعائلة عالمية موحَّدة.‏

      ٣ فهل انتم جزء من عائلة خدام اللّٰه الاممية الرائعة؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فأنتم تتمتعون بإحدى اعظم البركات التي يمكن التمتع بها.‏ والملايين يشهدون ان عائلة يهوه العالمية —‏ هيئته المنظورة —‏ هي واحة سلام ووحدة في صحراء العالم التي يسودها الخصام والشقاقات.‏ فكيف يمكن وصف وحدة عائلة يهوه العالمية؟‏ وأية عوامل تعزِّز هذه الوحدة؟‏

      ما احسنها وما اجملها!‏

      ٤ كيف تعبِّرون بكلماتكم الخاصة عمّا يقوله المزمور ١٣٣ عن الوحدة الاخوية؟‏

      ٤ قدَّر المرنم الملهم داود الوحدة الاخوية كثيرا.‏ حتى انه أُوحي اليه ان يرنِّم عنها!‏ تخيَّلوه وهو حامل قيثارته ويرنِّم:‏ «هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا [«بوحدة،‏» ع‌ج‏].‏ مثل الدهن الطيب على الرأس النازل على اللحية لحية هارون النازل الى طرف ثيابه.‏ مثل ندى حرمون النازل على جبل صهيون.‏ لأنه هناك امر الرب بالبركة حياة الى الابد.‏» —‏ مزمور ١٣٣:‏١-‏٣‏.‏

      ٥ اية مقارنة يمكن صنعها بين الاسرائيليين وخدام اللّٰه العصريين على اساس المزمور ١٣٣:‏١،‏ ٢‏؟‏

      ٥ انطبقت هذه الكلمات على الوحدة الاخوية التي تمتع بها شعب اللّٰه القديم،‏ الاسرائيليون.‏ فعندما كانوا يذهبون الى اورشليم من اجل اعيادهم السنوية الثلاثة،‏ كانوا يسكنون معا بوحدة.‏ ومع انهم كانوا يأتون من مختلف الاسباط،‏ كانوا عائلة واحدة.‏ ووجودهم معا كان له اثر مفيد فيهم،‏ كدهن المسح المنعش بشذاه العطر.‏ فعندما سُكب هذا الدهن على رأس هارون،‏ سال على لحيته ونزل الى طرف ثوبه.‏ وبالنسبة الى الاسرائيليين،‏ كان لوجودهم معا تأثير جيد امتدّ الى الشعب المجتمع بأسره.‏ فكان يُزال سوء الفهم،‏ وتُعزَّز الوحدة.‏ واليوم هنالك وحدة مماثلة في عائلة يهوه العالمية.‏ وللمعاشرة القانونية اثر روحي مفيد في اعضائها.‏ وأيّ سوء فهم او مشكلة يزول عندما تُطبَّق مشورة كلمة اللّٰه.‏ (‏متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١٨:‏١٥-‏١٧‏)‏ ويقدِّر شعب يهوه كثيرا التشجيع المتبادَل الناتج عن وحدتهم الاخوية.‏

      ٦،‏ ٧ كيف كانت وحدة اسرائيل تشبه ندى جبل حرمون،‏ وأين يمكن ان نجد بركة اللّٰه اليوم؟‏

      ٦ وكيف كان سكن اسرائيل معا بوحدة يشبه ايضا ندى جبل حرمون؟‏ بما ان قمة هذا الجبل ترتفع اكثر من ٨٠٠‏,٢ متر (‏٠٠٠‏,٩ قدم)‏ فوق سطح البحر،‏ فهي تبقى مكلَّلة بالثلوج طوال السنة تقريبا.‏ وقمة حرمون المغطاة بالثلوج تسبب تكثُّف ابخرة الليل منتجة بالتالي ندى وافرا يقي النباتات خلال فصل الجفاف الطويل.‏ وتيارات الهواء الباردة من سلسلة جبال حرمون يمكن ان تحمل ابخرة كهذه الى مناطق جنوبية بعيدة كمنطقة اورشليم،‏ حيث تتكاثف لتشكِّل الندى.‏ لذلك تحدّث المرنم الملهم بالصواب عن «ندى حرمون النازل على جبل صهيون.‏» فيا له من مذكِّر جيد بالتأثير المنعش الذي يعزِّز وحدة عائلة عبَّاد يهوه!‏

      ٧ قبل تأسيس الجماعة المسيحية،‏ كانت صهيون،‏ او اورشليم،‏ مركز العبادة الحقة.‏ لذلك هناك أمر اللّٰه ان تحلّ البركة.‏ وبما ان مصدر كل البركات كان يجري تمثيله وكأنه يقيم في المقدس في اورشليم،‏ فالبركات كانت ستنبثق من هناك.‏ ولأن العبادة الحقة لم تعد تعتمد على ايّ موقع معيَّن،‏ لذلك يمكن ان نجد البركة،‏ المحبة،‏ والوحدة التي يتمتع بها خدام اللّٰه في كل انحاء الارض اليوم.‏ (‏يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ فما هي بعض العوامل التي تعزِّز هذه الوحدة؟‏

      عوامل تعزِّز الوحدة

      ٨ ماذا نتعلَّم عن الوحدة في يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏؟‏

      ٨ تتأسس وحدة عبَّاد يهوه على اطاعة كلمة اللّٰه المفهومة بشكل صحيح،‏ بما فيها تعاليم يسوع المسيح.‏ وبإرسال يهوه ابنَه الى العالم ليشهد للحق ويموت ميتة فدائية،‏ فُتحَت الطريق لتتشكَّل الجماعة المسيحية المتَّحدة.‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١٨:‏٣٧‏)‏ وقد اتضح انه ستكون هنالك وحدة حقيقية بين اعضائها عندما صلّى يسوع:‏ «لست اسأل من اجل هؤلاء فقط بل ايضا من اجل الذين ي‍ؤمنون بي بكلامهم.‏ ليكون الجميع واحدا كما انك انت ايها الآب فيَّ وأنا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ وقد احرز أتباع يسوع وحدة مماثلة للوحدة التي بين اللّٰه وابنه.‏ ذلك لأنهم اطاعوا كلمة اللّٰه وتعاليم يسوع.‏ والموقف نفسه هو عامل رئيسي في وحدة عائلة يهوه العالمية اليوم.‏

      ٩ ايّ دور يلعبه الروح القدس في وحدة شعب يهوه؟‏

      ٩ والعامل الآخر الذي يوحِّد شعب يهوه هو انه لدينا روح اللّٰه القدوس،‏ او قوته الفعَّالة.‏ فهو يمكِّننا من فهم الحق المعلَن لكلمة يهوه وبالتالي من خدمته بوحدة.‏ (‏يوحنا ١٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ويساعدنا الروح على تجنب اعمال الجسد التي تسبِّب الشقاقات كالنزاع،‏ الغيرة،‏ انفجارات الغضب،‏ والخصومات.‏ وبدلا من ذلك،‏ يمكِّننا روح اللّٰه من تطوير الثمر الموحِّد للمحبة،‏ الفرح،‏ السلام،‏ طول الاناة،‏ اللطف،‏ الصلاح،‏ الايمان،‏ الوداعة،‏ وضبط النفس.‏ —‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٠ (‏أ)‏ ايّ تناظر هنالك بين المحبة الموجودة في عائلة بشرية موحَّدة والمحبة الظاهرة بين المتعبدين ليهوه؟‏ (‏ب)‏ كيف عبَّر احد اعضاء الهيئة الحاكمة عن مشاعره حيال الاجتماع مع اخوته الروحيين؟‏

      ١٠ يحبّ اعضاء العائلة الموحَّدة واحدهم الآخر ويسعدهم ان يكونوا معا.‏ وبشكل مماثل،‏ فإن الذين هم في عائلة عبَّاد يهوه الموحَّدة يحبونه،‏ يحبون ابنه،‏ والرفقاء المؤمنين.‏ (‏مرقس ١٢:‏٣٠؛‏ يوحنا ٢١:‏١٥-‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٢١‏)‏ وكما تتمتع العائلة الجسدية المُحِبة بتناول الوجبات معا،‏ يبتهج المتعبدون للّٰه بحضور الاجتماعات والمحافل المسيحية للاستفادة من المعاشرة الجيدة والطعام الروحي الممتاز.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧؛‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ عبَّر احد اعضاء الهيئة الحاكمة لشهود يهوه ذات مرة:‏ «بالنسبة الي،‏ الاجتماع مع الاخوة هو احدى متع الحياة الكبرى ومصدر تشجيع.‏ احب،‏ إن امكن،‏ ان اكون بين اوائل الآتين الى قاعة الملكوت وأواخر المغادرين.‏ اشعر بفرح داخلي عندما اتحدث الى شعب اللّٰه.‏ وعندما اكون بينهم اشعر بأنني في منزلي مع عائلتي.‏» فهل تشعرون هكذا؟‏ —‏ مزمور ٢٧:‏٤‏.‏

      ١١ بأيّ عمل يفرح شهود يهوه خصوصا،‏ وماذا ينتج من جعل خدمة اللّٰه محور حياتنا؟‏

      ١١ تفرح العائلة الموحَّدة بالقيام بالامور معا.‏ وبشكل مماثل،‏ يفرح افراد عائلة عبَّاد يهوه بالقيام بوحدة بعملهم للكرازة بالملكوت والتلمذة.‏ (‏متى ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ والمساهمة القانونية فيه تقرِّبنا اكثر الى شهود آخرين ليهوه.‏ وجعل خدمة اللّٰه محور حياتنا ودعم كل نشاطات شعبه يعزِّزان ايضا الروح العائلية بيننا.‏

      التنظيم الثيوقراطي ضروري

      ١٢ ما هي ميزات العائلة السعيدة والموحَّدة،‏ وأيّ ترتيب عزَّز الوحدة في الجماعات المسيحية في القرن الاول؟‏

      ١٢ ان العائلة التي تُمارَس فيها قيادة قوية انما حبية والتي تتميَّز بالتنظيم هي على الارجح موحَّدة وسعيدة.‏ (‏افسس ٥:‏٢٢،‏ ٣٣؛‏ ٦:‏١‏)‏ ويهوه اله تنظيم سلمي،‏ وجميع مَن في عائلته يعتبرونه «العلي.‏» (‏دانيال ٧:‏١٨،‏ ٢٢،‏ ٢٥،‏ ٢٧؛‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٣٣‏)‏ وهم يعترفون ايضا بأنه جعل ابنه،‏ يسوع المسيح،‏ وارثا لكل شيء وفوَّض اليه كل سلطان في السماء وعلى الارض.‏ (‏متى ٢٨:‏١٨؛‏ عبرانيين ١:‏١،‏ ٢‏)‏ ولأن المسيح هو رأس الجماعة المسيحية فهي هيئة منظمة وموحَّدة.‏ (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ وللاشراف على نشاطات الجماعات في القرن الاول،‏ كانت هنالك هيئة حاكمة مؤلفة من الرسل و «مشايخ» آخرين ناضجين روحيا.‏ وقد عيَّنت كلٌّ من الجماعات نظارا،‏ او شيوخا،‏ وخداما مساعدين.‏ (‏اعمال ١٥:‏٦؛‏ فيلبي ١:‏١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإطاعة الذين يأخذون القيادة عزَّزت الوحدة.‏ —‏ عبرانيين ١٣:‏١٧‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٣ كيف يجذب يهوه الناس،‏ وماذا ينتج من ذلك؟‏

      ١٣ ولكن هل يوحي كل هذا التنظيم ان وحدة عبَّاد يهوه يمكن ان تُنسَب الى قيادة قوية لا تهتم بالشعور الشخصي؟‏ طبعا لا!‏ فلا شيء غير حبي عند اللّٰه او هيئته.‏ ويهوه يجذب الناس بإظهار المحبة،‏ وكل سنة يصير مئات الآلاف طوعا وبفرح جزءا من هيئة يهوه بالمعمودية رمزا الى انتذارهم القلبي للّٰه.‏ وموقفهم هو كموقف يشوع الذي حثَّ الرفقاء الاسرائيليين:‏ «اختاروا لأنفسكم اليوم مَن تعبدون .‏ .‏ .‏ أما انا وبيتي فنعبد الرب.‏» —‏ يشوع ٢٤:‏١٥‏.‏

      ١٤ لماذا يمكننا القول ان هيئة يهوه ثيوقراطية؟‏

      ١٤ كجزء من عائلة يهوه،‏ لسنا فرحين فحسب بل ايضا في مأمن.‏ ذلك لأن هيئته ثيوقراطية.‏ وملكوت اللّٰه هو ثيوقراطية (‏من اليونانية ثيوس،‏ اللّٰه،‏ وكراتوس،‏ حكم)‏.‏ انه حكم اللّٰه،‏ حكمٌ هو مَن نظَّمه وأسَّسه.‏ و ‹امة [يهوه] المقدسة› الممسوحة تذعن لحكمه وهكذا تكون هي ايضا ثيوقراطية.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ ولأن الثيوقراط العظيم،‏ يهوه،‏ هو قاضينا،‏ شارعنا،‏ وملكنا،‏ لدينا كل سبب لنشعر بالامن.‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٢‏)‏ ولكن ماذا اذا نشأ خلاف ما وهدَّد فرحنا،‏ امننا،‏ ووحدتنا؟‏

      الهيئة الحاكمة تتخذ اجراءات

      ١٥،‏ ١٦ ايّ خلاف نشأ في القرن الاول،‏ ولماذا؟‏

      ١٥ للمحافظة على وحدة العائلة،‏ قد يلزم احيانا تسوية خلاف ما.‏ تصوّروا انه لزم حلّ مشكلة روحية للمحافظة على وحدة عائلة عبَّاد اللّٰه في القرن الاول بعد الميلاد.‏ فماذا كان ينبغي فعله؟‏ اتَّخذت الهيئة الحاكمة الاجراء،‏ مقرِّرةً في المسائل الروحية.‏ ولدينا سجل في الاسفار المقدسة لاجراء كهذا.‏

      ١٦ نحو سنة ٤٩ ب‌م،‏ اجتمعت الهيئة الحاكمة في اورشليم لحلّ مشكلة خطيرة وللمحافظة بذلك على وحدة «بيت اللّٰه.‏» (‏افسس ٢:‏١٩‏)‏ فقبل نحو ١٣ سنة،‏ كرز الرسول بطرس لكرنيليوس،‏ وصار الامميون الاولون مؤمنين معتمدين.‏ (‏اعمال،‏ الاصحاح ١٠‏)‏ وخلال رحلة بولس الارسالية الاولى،‏ اعتنق كثيرون من الامميين المسيحية.‏ (‏اعمال ١٣:‏١–‏١٤:‏٢٨‏)‏ وفي الواقع،‏ تأسست جماعة من المسيحيين الامميين في انطاكية،‏ سورية.‏ فشعر بعض المسيحيين اليهود بأن الامميين المهتدين ينبغي ان يختتنوا ويحفظوا الناموس الموسوي،‏ لكنَّ آخرين خالفوهم في الرأي.‏ (‏اعمال ١٥:‏١-‏٥‏)‏ وهذا الخلاف كان يمكن ان يؤدي الى شقاق تام،‏ وحتى الى تشكيل جماعات يهودية وأممية منفصلة.‏ لذلك اتَّخذت الهيئة الحاكمة اجراء فوريا للمحافظة على الوحدة المسيحية.‏

      ١٧ ايّ اجراء ثيوقراطي متناسق يوصف في الاعمال الاصحاح ١٥‏؟‏

      ١٧ بحسب الاعمال ١٥:‏٦-‏٢٢‏،‏ «اجتمع الرسل والمشايخ لينظروا في هذا الامر.‏» وكان آخرون ايضا حاضرين،‏ بمن فيهم وفد من انطاكية.‏ فأوضح بطرس اولا انه ‹بفمه سمع الامم الانجيل وآمنوا.‏› ثم سمع «الجمهور» فيما كان برنابا وبولس يحدِّثان «بجميع ما صنع اللّٰه من الآيات والعجائب في الامم بواسطتهم.‏» واقترح يعقوب بعد ذلك كيفية حلّ المسألة.‏ وبعد ان اتَّخذت الهيئة الحاكمة قرارا،‏ يجري اخبارنا:‏ «رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة ان يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما الى انطاكية مع بولس وبرنابا.‏» و ‹الرجلان اللذان اختيرا› —‏ يهوذا وسيلا —‏ حملا رسالة تشجيع الى الرفقاء المؤمنين.‏

      ١٨ ايّ قرار اتَّخذته الهيئة الحاكمة في ما يتعلق بالناموس الموسوي،‏ وكيف اثَّر ذلك في المسيحيين اليهود والامميين؟‏

      ١٨ استُهلَّت الرسالة التي تعلن قرار الهيئة الحاكمة بالكلمات:‏ «الرسل والمشايخ والاخوة يهدون سلاما الى الاخوة الذين من الامم في انطاكية وسورية وكيليكية.‏» حضر آخرون هذا الاجتماع التاريخي،‏ لكنَّ الهيئة الحاكمة كانت تتألف كما يبدو من «الرسل والمشايخ.‏» وقد وجَّههم روح اللّٰه،‏ لأن الرسالة تذكر:‏ «قد رأى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلا اكثر غير هذه الاشياء الواجبة ان تمتنعوا عمّا ذُبح للأصنام وعن الدم والمخنوق والزنا.‏» (‏اعمال ١٥:‏٢٣-‏٢٩‏)‏ فلم يُطلَب من المسيحيين ان يختتنوا ويحفظوا الناموس الموسوي.‏ وقد ساعد هذا القرار المسيحيين اليهود والامميين على العمل والتكلم بوحدة.‏ ففرحت الجماعات،‏ واستمرت الوحدة الثمينة،‏ تماما كما تستمر في عائلة اللّٰه حول الارض اليوم تحت التوجيه الروحي للهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏ —‏ اعمال ١٥:‏٣٠-‏٣٥‏.‏

      اخدموا بوحدة ثيوقراطية

      ١٩ لماذا تزدهر الوحدة في عائلة عبَّاد يهوه؟‏

      ١٩ تزدهر الوحدة عندما يتعاون اعضاء العائلة واحدهم مع الآخر.‏ ويصح الامر عينه في عائلة عبَّاد يهوه.‏ فلأن الشيوخ والآخرين في الجماعة في القرن الاول كانوا ثيوقراطيين،‏ كانوا يخدمون اللّٰه بتعاون تام مع الهيئة الحاكمة ويقبلون قراراتها.‏ وبمساعدة الهيئة الحاكمة،‏ كان الشيوخ ‹يكرزون بالكلمة› وأعضاء الجماعات يقولون عموما «قولا واحدا.‏» (‏٢ تيموثاوس ٤:‏١،‏ ٢؛‏ ١ كورنثوس ١:‏١٠‏)‏ وهكذا كانت حقائق الاسفار المقدسة نفسها تُقدَّم في الخدمة وفي الاجتماعات المسيحية،‏ سواء كان في اورشليم،‏ انطاكية،‏ روما،‏ كورنثوس،‏ او ايّ مكان آخر.‏ واليوم،‏ توجد وحدة ثيوقراطية كهذه.‏

      ٢٠ ماذا يجب ان نفعل لنحافظ على وحدتنا المسيحية؟‏

      ٢٠ للمحافظة على وحدتنا،‏ ينبغي ان يعمل كل مَن هو بيننا من عائلة يهوه العالمية على الاعراب عن المحبة الثيوقراطية.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏١٦‏)‏ ويلزم ان نذعن لمشيئة اللّٰه ونظهر احتراما عميقا ‹للعبد الامين› والهيئة الحاكمة.‏ طبعا،‏ ان طاعتنا هي كانتذارنا للّٰه،‏ طوعية ومفرحة.‏ (‏١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ وكم هو ملائم ان يربط المرنم الملهم الفرح بالطاعة!‏ فقد رنَّم:‏ «هللويا.‏ طوبى للرجل المتقي الرب المسرور جدا بوصاياه.‏» —‏ مزمور ١١٢:‏١‏.‏

      ٢١ كيف يمكن ان نثبت اننا ثيوقراطيون؟‏

      ٢١ ان يسوع،‏ رأس الجماعة،‏ ثيوقراطي كاملا ويفعل دائما مشيئة ابيه.‏ (‏يوحنا ٥:‏٣٠‏)‏ لذلك فلنتبعه كمثال لنا بفعلنا مشيئة يهوه بطريقة ثيوقراطية وباتحاد،‏ متعاونين كاملا مع هيئته.‏ حينئذ،‏ بفرح وشكر نابعين من صميم قلبنا،‏ يمكننا ان نردِّد صدى ترنيمة صاحب المزمور:‏ «هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا [«بوحدة،‏» ع‌ج‏].‏»‏

  • حافظوا على الوحدة في هذه الايام الاخيرة
    برج المراقبة ١٩٩٦ | ١٥ تموز (‏يوليو)‏
    • حافظوا على الوحدة في هذه الايام الاخيرة

      ‏‹عيشوا كما يحقّ للانجيل .‏ .‏ .‏ ثابتين في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لإيمان الانجيل.‏› —‏ فيلبي ١:‏٢٧‏.‏

      ١ ايّ تباين هنالك بين شهود يهوه والعالم؟‏

      هذه هي «الايام الاخيرة.‏» ولا شك ان هنالك «ازمنة صعبة.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ وفي «وقت النهاية» هذا،‏ وما يرافقه من اضطراب في المجتمع البشري،‏ يبرز شهود يهوه في تباين صارخ بسبب سلامهم ووحدتهم.‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ ولكن تُوجَّه الى كل فرد ينتمي الى عائلة عبَّاد يهوه العالمية دعوة الى العمل بجدّ للحفاظ على هذه الوحدة.‏

      ٢ ماذا قال بولس عن الحفاظ على الوحدة،‏ وأيّ سؤال سنتأمل فيه؟‏

      ٢ حضّ الرسول بولس الرفقاء المسيحيين على الحفاظ على الوحدة.‏ كتب:‏ «عيشوا كما يحقّ لإنجيل المسيح حتى اذا جئت ورأيتكم او كنت غائبا اسمع اموركم انكم تثبتون في روح واحد مجاهدين معا بنفس واحدة لإيمان الانجيل.‏ غير مُخوَّفين بشيء من المقاومين الامر الذي هو لهم بيِّنة للهلاك وأما لكم فللخلاص وذلك من اللّٰه.‏» (‏فيلبي ١:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ تظهر كلمات بولس بوضوح انه يجب ان نعمل معا كمسيحيين.‏ اذًا،‏ ماذا سيساعدنا على الحفاظ على وحدتنا المسيحية في هذه الازمنة الصعبة؟‏

      اذعنوا للمشيئة الالهية

      ٣ متى وكيف صار اوّل الامميين غير المختونين أتباعا للمسيح؟‏

      ٣ ان الاذعان للمشيئة الالهية في كل الاوقات هو احدى الطرائق للحفاظ على وحدتنا.‏ وقد يقتضي ذلك تعديلا في تفكيرنا.‏ تأملوا في تلاميذ يسوع المسيح اليهود الاولين.‏ فعندما كرز الرسول بطرس اولا للامم غير المختونين سنة ٣٦ ب‌م،‏ منح اللّٰه الروح القدس لأولئك الامميين فاعتمدوا.‏ (‏اعمال،‏ الاصحاح ١٠‏)‏ وحتى ذلك الحين كان فقط اليهود،‏ المهتدون الى اليهودية،‏ والسامريون قد صاروا أتباعا ليسوع المسيح.‏ —‏ اعمال ٨:‏٤-‏٨،‏ ٢٦-‏٣٨‏.‏

      ٤ ماذا قال بطرس بعد ان اوضح ما حدث في ما يتعلق بكرنيليوس،‏ وأيّ امتحان شكَّله ذلك لتلاميذ يسوع اليهود؟‏

      ٤ عندما علم الرسل والاخوة الآخرون في اورشليم باهتداء كرنيليوس وأمميين آخرين،‏ اهتمّوا بسماع تقرير بطرس.‏ وبعد ان اوضح الرسول ما حدث في ما يتعلق بكرنيليوس والامميين المؤمنين الآخرين،‏ اختتم بالكلمات:‏ «فإن كان اللّٰه قد اعطى [اولئك الامميين المؤمنين] الموهبة [الروح القدس] كما لنا ايضا [اليهود] بالسوية مؤمنين بالرب يسوع المسيح فمَن انا.‏ أقادر ان امنع اللّٰه.‏» (‏اعمال ١١:‏١-‏١٧‏)‏ وقد شكَّل ذلك امتحانا لأتباع يسوع المسيح اليهود.‏ فهل كانوا سيذعنون لمشيئة اللّٰه ويقبلون الامميين المؤمنين بصفتهم رفقاءهم العبَّاد؟‏ ام كانت وحدة خدام يهوه الارضيين ستتعرَّض للخطر؟‏

      ٥ كيف تجاوب الرسل والاخوة الآخرون مع واقع ان اللّٰه اعطى الامم التوبة،‏ وماذا يمكن ان نتعلَّم من هذا الموقف؟‏

      ٥ تقول الرواية:‏ «فلما سمع [الرسل والاخوة الآخرون] ذلك سكتوا [«رضخوا،‏» ع‌ج‏] وكانوا يمجِّدون اللّٰه قائلين اذًا اعطى اللّٰه الامم ايضا التوبة للحياة.‏» (‏اعمال ١١:‏١٨‏)‏ وهذا الموقف حافظ على وحدة أتباع يسوع وعزَّزها.‏ وفي مجرد فترة قصيرة،‏ تقدَّم عمل الكرازة بين الامميين،‏ وحلَّت بركة يهوه على هذه النشاطات.‏ ونحن ينبغي ان نرضخ عندما يُطلب منا التعاون في ما يتعلق بتشكيل جماعة جديدة او عندما يُصنع تعديل ثيوقراطي تحت توجيه روح اللّٰه القدوس.‏ وتعاوننا من كل القلب سيرضي يهوه وسيساعدنا على الحفاظ على وحدتنا في هذه الايام الاخيرة.‏

      التصقوا بالحق

      ٦ كيف يؤثر الحق في وحدة عبَّاد يهوه؟‏

      ٦ كجزء من عائلة عبَّاد يهوه،‏ نحن نحافظ على الوحدة لأننا جميعا ‹متعلِّمون من اللّٰه› ونتمسك بثبات بحقه المعلَن.‏ (‏يوحنا ٦:‏٤٥؛‏ مزمور ٤٣:‏٣‏)‏ وبما ان تعاليمنا مؤسسة على كلمة اللّٰه،‏ فإننا نقول جميعا قولا واحدا.‏ ونحن نقبل بسرور الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ ومثل هذا التعليم الموحَّد يساعدنا على الحفاظ على وحدتنا العالمية.‏

      ٧ ماذا ينبغي ان نفعل اذا لاقينا افراديا صعوبة في فهم نقطة ما،‏ وماذا ينبغي ألّا نفعل؟‏

      ٧ وماذا اذا لاقينا افراديا صعوبة في فهم او قبول نقطة ما؟‏ ينبغي ان نصلّي طلبا للحكمة ونبحث في الاسفار المقدسة والمطبوعات المسيحية.‏ (‏امثال ٢:‏٤،‏ ٥؛‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏)‏ ويمكن ان تكون المناقشة مع احد الشيوخ امرا مساعدا.‏ وإذا بقيت النقطة غير مفهومة،‏ فمن الافضل ان تضعوا المسألة جانبا.‏ فربما يُنشَر المزيد من المعلومات عن الموضوع،‏ وعندئذ سيزيد فهمنا.‏ ولكن من الخطإ ان نحاول اقناع الآخرين في الجماعة بقبول رأينا الخاص المختلف.‏ فهذا سيزرع الخلافات،‏ ولن يعمل على المحافظة على الوحدة.‏ وكم هو افضل ان ‹نسلك بالحق› ونشجع الآخرين على ذلك!‏ —‏ ٣ يوحنا ٤‏.‏

      ٨ ايّ موقف من الحق هو لائق؟‏

      ٨ قال بولس في القرن الاول:‏ «ننظر الآن في مرآة في لغز لكن حينئذ وجها لوجه.‏ الآن اعرف بعض المعرفة لكن حينئذ سأعرف كما عُرِفت.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏١٢‏)‏ فمع ان المسيحيين الاولين لم يدركوا كل التفاصيل،‏ ظلّوا متَّحدين.‏ ونحن الآن لدينا فهم اوضح بكثير لقصد يهوه وكلمة حقه.‏ فلنكن شاكرين على الحق الذي نلناه بواسطة «العبد الامين.‏» ولنكن شاكرين ان يهوه قادنا بواسطة هيئته.‏ وفي حين انه لم يكن لدينا دائما المقدار نفسه من المعرفة،‏ فإننا لم نكن نعاني جوعا او عطشا روحيا.‏ وبدلا من ذلك،‏ ابقانا راعينا،‏ يهوه،‏ متَّحدين واعتنى بنا جيدا.‏ —‏ مزمور ٢٣:‏١-‏٣‏.‏

      استعملوا اللسان باستقامة!‏

      ٩ كيف يمكن استعمال اللسان لتعزيز الوحدة؟‏

      ٩ ان استعمال اللسان لتشجيع الآخرين هو طريقة مهمة لتعزيز الوحدة وروح الاخوَّة.‏ والرسالة التي حلَّت مسألة تتعلق بالختان،‏ كما ارسلتها الهيئة الحاكمة في القرن الاول،‏ كانت مصدر تشجيع.‏ فبعد قراءتها،‏ امتلأ التلاميذ الامميون في انطاكية ‹فرحا لسبب التعزية [«التشجيع،‏» ع‌ج‏].‏› ويهوذا وسيلا،‏ اللذان أُرسلا من اورشليم ومعهما الرسالة،‏ «وعظا [«شجَّعا،‏» ع‌ج‏] الاخوة بكلام كثير وشدَّداهم.‏» ولا شك ان وجود بولس وبرنابا شجَّع ايضا الرفقاء المؤمنين في انطاكية وشدَّدهم.‏ (‏اعمال ١٥:‏١-‏٣،‏ ٢٣-‏٣٢‏)‏ ويمكننا ان نفعل الامر عينه عندما نجتمع في الاجتماعات المسيحية و ‹نشجع واحدنا الآخر› من خلال حضورنا وتعليقاتنا البنَّاءة.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٠ للحفاظ على الوحدة،‏ ماذا قد يلزم فعله اذا كان هنالك شتم؟‏

      ١٠ لكنَّ الاستعمال الخاطئ للسان يمكن ان يهدِّد وحدتنا.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «اللسان .‏ .‏ .‏ هو عضو صغير ويفتخر متعظما.‏ هوذا نار قليلة ايّ وقود تحرق.‏» (‏يعقوب ٣:‏٥‏)‏ يبغض يهوه الذين يسبِّبون الخصومة.‏ (‏امثال ٦:‏١٦-‏١٩‏)‏ وأحاديث كهذه يمكن ان تسبِّب الشقاقات.‏ وماذا اذا كان هنالك شتم،‏ اي تكويم الذمّ على شخص ما او توجيه كلام مهين اليه او اليها؟‏ سيحاول الشيوخ ان يساعدوا الخاطئ.‏ لكنَّ الشتَّام غير التائب ينبغي ان يُفصل ليجري الحفاظ على سلام الجماعة،‏ نظامها،‏ ووحدتها.‏ وعلى اية حال كتب بولس:‏ «ان كان احد مدعو اخا .‏ .‏ .‏ شتَّاما .‏ .‏ .‏ لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا.‏» —‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١‏.‏

      ١١ لماذا التواضع مهم اذا قلنا شيئا سبَّب توترا بيننا وبين رفيق مؤمن؟‏

      ١١ يساعدنا إلجام اللسان على الحفاظ على الوحدة.‏ (‏يعقوب ٣:‏١٠-‏١٨‏)‏ ولكن لنفترض اننا قلنا شيئا سبَّب توترا بيننا وبين رفيق مسيحي.‏ أليس من الملائم ان نأخذ المبادرة في الاصطلاح مع اخينا،‏ معتذرين اذا كان ذلك ضروريا؟‏ (‏متى ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ صحيح ان هذا يتطلب التواضع،‏ او الاتضاع العقلي،‏ لكنَّ بطرس كتب:‏ «تسربلوا بالتواضع [«الاتضاع العقلي،‏» ع‌ج‏] لأن اللّٰه يقاوم المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة.‏» (‏١ بطرس ٥:‏٥‏)‏ وسيدفعنا التواضع الى ان ‹نجدّ في اثر السلام› مع اخوتنا،‏ معترفين بأخطائنا ومقدِّمين الاعتذار الملائم.‏ وهذا يساعد على الحفاظ على وحدة عائلة يهوه.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٠،‏ ١١‏.‏

      ١٢ كيف يمكن ان نستعمل اللسان لتعزيز وحدة شعب يهوه والحفاظ عليها؟‏

      ١٢ ويمكننا ان نعزِّز الروح العائلية بين افراد هيئة يهوه اذا استعملنا لساننا باستقامة.‏ ولأن بولس فعل ذلك،‏ تمكَّن من ان يذكِّر اهل تسالونيكي:‏ «تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده ونشجِّعكم [«نعزِّيكم،‏» ع‌ج‏] ونشهدكم لكي تسلكوا كما يحقّ للّٰه.‏» (‏١ تسالونيكي ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ ولأن بولس رسم مثالا حسنا من هذا القبيل،‏ تمكَّن من حثّ الرفقاء المسيحيين على ‹تعزية النفوس المكتئبة.‏› (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ فكِّروا في مقدار الخير الذي يمكن ان ننتجه باستعمال اللسان لتعزية الآخرين،‏ تشجيعهم،‏ وبنائهم.‏ نعم،‏ «الكلمة في وقتها ما احسنها.‏» (‏امثال ١٥:‏٢٣‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ يساعد حديث كهذا على تعزيز وحدة شعب يهوه والحفاظ عليها.‏

      كونوا غفورين!‏

      ١٣ لماذا ينبغي ان نكون غفورين؟‏

      ١٣ ان الغفران لمذنب قدَّم اعتذارا هو امر ضروري للحفاظ على الوحدة المسيحية.‏ وإلى ايّ حد ينبغي ان نغفر؟‏ قال يسوع لبطرس:‏ «لا .‏ .‏ .‏ الى سبع مرات،‏ بل الى سبع وسبعين مرة.‏» (‏متى ١٨:‏٢٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وإن لم نكن غفورين،‏ فنحن نعمل ضد مصالحنا.‏ وكيف ذلك؟‏ ان العداء وإضمار الضغينة سيسلباننا سلام العقل.‏ وإذا صرنا معروفين بالقساوة وعدم الغفران،‏ فقد نكدِّر انفسنا.‏ (‏امثال ١١:‏١٧‏)‏ وإضمار الضغينة يُغضب اللّٰه ويمكن ان يؤدي الى خطية خطيرة.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٨‏)‏ تذكَّروا انه قُطع رأس يوحنا المعمدان في خطة رسمتها هيروديا الشريرة،‏ التي كانت ‹تضمر الضغينة› له.‏ —‏ مرقس ٦:‏١٩-‏٢٨‏،‏ ع‌ج‏.‏

      ١٤ (‏أ)‏ ماذا تعلِّمنا متى ٦:‏١٤،‏ ١٥ عن الغفران؟‏ (‏ب)‏ هل يجب ان ننتظر دائما الاعتذار قبل ان نغفر لأحد؟‏

      ١٤ تشمل صلاة يسوع النموذجية هذه الكلمات:‏ «اغفر لنا خطايانا لأننا نحن ايضا نغفر لكل مَن يذنب الينا.‏» (‏لوقا ١١:‏٤‏)‏ وإن لم نكن غفورين،‏ فهنالك خطر ان لا يغفر لنا يهوه اللّٰه،‏ يوما ما،‏ خطايانا في ما بعد،‏ لأن يسوع قال:‏ «إن غفرتم للناس زلَّاتهم يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي.‏ وإن لم تغفروا للناس زلَّاتهم لا يغفر لكم ابوكم ايضا زلَّاتكم.‏» (‏متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فإذا اردنا حقا ان نشارك في الحفاظ على الوحدة في عائلة عبَّاد يهوه،‏ فسنكون غفورين،‏ ربما بمجرد تناسي اساءة قد يكون سببها عدم تفكير،‏ اساءة تخلو من اية نية شريرة.‏ قال بولس:‏ «محتملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد على احد شكوى.‏ كما غفر لكم المسيح هكذا انتم ايضا.‏» (‏كولوسي ٣:‏١٣‏)‏ وعندما نكون غفورين نساعد على الحفاظ على الوحدة الثمينة في هيئة يهوه.‏

      الوحدة والقرارات الشخصية

      ١٥ ماذا يساعد شعب يهوه على الحفاظ على الوحدة عند اتِّخاذ قرارات شخصية؟‏

      ١٥ خلقنا اللّٰه عوامل ادبية حرة ومنحنا امتياز ومسؤولية اتِّخاذ قرارات شخصية.‏ (‏تثنية ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ غلاطية ٦:‏٥‏)‏ ومع ذلك،‏ نستطيع الحفاظ على وحدتنا لأننا نطيع شرائع الكتاب المقدس ومبادئه.‏ ونحن نأخذها بعين الاعتبار عند اتِّخاذ قرارات شخصية.‏ (‏اعمال ٥:‏٢٩؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏)‏ لنفترض انه نشأت مسألة تتعلق بالحياد.‏ يمكننا ان نتَّخذ قرارا شخصيا مؤسسا على معلومات بتذكّرنا اننا ‹لسنا جزءا من العالم› وأننا ‹طبعنا سيوفنا سككا.‏› (‏يوحنا ١٧:‏١٦‏،‏ ع‌ج‏؛‏ اشعياء ٢:‏٢-‏٤‏)‏ وبشكل مماثل،‏ عندما يلزم ان نتَّخذ قرارا شخصيا يتعلق بعلاقتنا بالدولة،‏ نتأمل في ما يقوله الكتاب المقدس عن اعطاء «ما للّٰه للّٰه،‏» فيما نخضع «للسلاطين الفائقة» في المسائل الدنيوية.‏ (‏لوقا ٢٠:‏٢٥؛‏ رومية ١٣:‏١-‏٧؛‏ تيطس ٣:‏١،‏ ٢‏)‏ نعم،‏ ان اخذ شرائع الكتاب المقدس ومبادئه بعين الاعتبار عند اتِّخاذ قرارات شخصية يساعد على الحفاظ على وحدتنا المسيحية.‏

      ١٦ كيف يمكننا ان نساعد على الحفاظ على الوحدة عند اتِّخاذ قرارات ليست صائبة ولا خاطئة بحسب الاسفار المقدسة؟‏ أَوضحوا.‏

      ١٦ ويمكننا ان نساعد على الحفاظ على الوحدة المسيحية حتى عند اتِّخاذ قرار شخصي كليا وهو ليس صائبا ولا خاطئا بحسب الاسفار المقدسة.‏ وكيف ذلك؟‏ بإظهار اهتمام حبي بالآخرين الذين قد يتأثرون بقرارنا.‏ ولإيضاح ذلك:‏ نشأت مسألة تتعلق باللحم المذبوح للأصنام في الجماعة في كورنثوس القديمة.‏ طبعا،‏ لم يكن المسيحي ليشترك في شعائر صنمية.‏ ولكن لم يكن من الخطإ ان يأكل بقايا هذا اللحم المستنزَف دمه بشكل لائق الذي يُباع في سوق عامة.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩؛‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢٥‏)‏ إلّا ان ضمائر بعض المسيحيين كانت تنزعج من اكل هذا اللحم.‏ لذلك حثَّ بولس المسيحيين الآخرين على تجنب اعثارهم.‏ كتب في الواقع:‏ «ان كان طعام يعثر اخي فلن آكل لحما الى الابد لئلا اعثر اخي.‏» (‏١ كورنثوس ٨:‏١٣‏)‏ اذًا،‏ حتى لو كان الامر لا يشمل شريعة او مبدأ في الكتاب المقدس،‏ فكم هو حبي ان نأخذ الآخرين بعين الاعتبار عند اتِّخاذ قرارات شخصية يمكن ان تؤثر في وحدة عائلة اللّٰه!‏

      ١٧ ماذا يستحسن ان نفعل عندما يلزم ان نتَّخذ قرارات شخصية؟‏

      ١٧ وإذا كنا غير متأكدين من المسلك الذي يجب اتِّباعه،‏ فمن الحكمة ان نتخذ قرارا نحافظ فيه على ضمير طاهر،‏ وينبغي ان يحترم الآخرون قرارنا.‏ (‏رومية ١٤:‏١٠-‏١٢‏)‏ طبعا،‏ عندما يلزم ان نتَّخذ قرارا شخصيا،‏ ينبغي ان نطلب توجيه يهوه في الصلاة.‏ وكالمرنم الملهم،‏ يمكننا ان نصلّي بثقة:‏ «أمِل اليَّ اذنك.‏ .‏ .‏ .‏ لأن صخرتي ومعقلي أنت.‏ من اجل اسمك تهديني وتقودني.‏» —‏ مزمور ٣١:‏٢،‏ ٣‏.‏

      حافظوا دائما على الوحدة المسيحية

      ١٨ كيف اوضح بولس وحدة الجماعة المسيحية؟‏

      ١٨ في ١ كورنثوس الاصحاح ١٢‏،‏ استخدم بولس الجسد البشري ليوضح وحدة الجماعة المسيحية.‏ فشدَّد على اعتماد كل عضو على الآخر وأهمية كل واحد.‏ «لكن لو كان جميعها عضوا واحدا اين الجسد،‏» سأل بولس.‏ «فالآن اعضاء كثيرة ولكن جسد واحد.‏ لا تقدر العين ان تقول لليد لا حاجة لي اليكِ.‏ او الرأس ايضا للرجلين لا حاجة لي اليكما.‏» (‏١ كورنثوس ١٢:‏١٩-‏٢١‏)‏ وبشكل مماثل،‏ لا يقوم كل منا في عائلة عبَّاد يهوه بالعمل نفسه.‏ ومع ذلك،‏ نحن متَّحدون،‏ ونحتاج واحدنا الى الآخر.‏

      ١٩ كيف يمكن ان نستفيد من تدابير اللّٰه الروحية،‏ وماذا قال احد الاخوة المسنِّين من هذا القبيل؟‏

      ١٩ وكما يحتاج الجسد الى الطعام،‏ العناية،‏ والتوجيه،‏ نحتاج الى التدابير الروحية التي يمنحنا اياها اللّٰه من خلال كلمته،‏ روحه،‏ وهيئته.‏ وللاستفادة من هذه التدابير،‏ يجب ان نكون جزءا من عائلة يهوه الارضية.‏ كتب احد الاخوة بعد سنوات عديدة في خدمة اللّٰه:‏ «انا شاكر جدا انني عشت بحسب معرفة مقاصد يهوه من تلك الايام الباكرة قبيل سنة ١٩١٤ عندما لم تكن كل الامور واضحة الى هذا الحد .‏ .‏ .‏ وحتى هذا اليوم الذي يشعّ فيه الحق كالشمس في الظهيرة.‏ فأهمّ امر لديّ هو البقاء قريبا من هيئة يهوه المنظورة.‏ وقد علَّمني اختباري الباكر كم هو غير سليم ان نعتمد على التفكير البشري.‏ وما ان اتخذت قراري الراسخ حول هذه المسألة حتى صمَّمت على البقاء الى جانب الهيئة الامينة.‏ فهل من طريقة اخرى لينال المرء رضى يهوه وبركته؟‏»‏

      ٢٠ ايّ امر ينبغي ان نصمِّم على فعله في ما يتعلق بوحدتنا كشعب ليهوه؟‏

      ٢٠ دعا يهوه شعبه من الظلمة العالمية والشقاقات.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وجلبنا الى وحدة مباركة به وبرفقائنا المؤمنين.‏ وهذه الوحدة ستوجد في نظام الاشياء الجديد القريب الآن على الابواب.‏ لذلك،‏ في هذه الايام الاخيرة الصعبة،‏ لنستمر في ‹لبس المحبة› وفعل كل ما في وسعنا لتعزيز وحدتنا الثمينة والحفاظ عليها.‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٤‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة