-
هل يجب ان يتعلم الاولاد عن اللّٰه؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (اغسطس)
-
-
هل يجب ان يتعلم الاولاد عن اللّٰه؟
تكثر اليوم الآراء حول تعليم الاولاد عن اللّٰه، حتى ان البعض وصل بهم الامر الى القول انه لا يحق للوالدين ذلك. فمن وجهة نظرهم، ليس في مصلحة الاولاد ان يتربوا في بيت متدين.
فما رأيك انت؟ ايٌّ من العبارات التالية تجدها اقرب الى المنطق؟
● لا يجب ان يُسمح للوالدين بتعليم اولادهم عن اللّٰه.
● على الوالدين ان يؤجلوا مناقشة المسائل الدينية مع اولادهم حتى يكبروا.
● ينبغي للوالدين ان يلقنوا اولادهم منذ الطفولة ما يؤمنون به. ولكن متى نضج الاولاد، يلزم ان يشجعوهم على التأمل في هذا الموضوع ليتخذوا قرارهم هم بأنفسهم.
● يجب ان يتبنى الاولاد معتقدات والديهم دون اي نقاش.
● ان رجال الدين، لا الوالدين، هم المخولون ليعلموا الاولاد عن اللّٰه.
هل يؤذي الدين الاولاد؟
ما من والد محب يرغب في إلحاق الاذية بولده. ولكن هل تُثبت الوقائع ادعاءات الذين لا يريدون تعليم الاولاد عن اللّٰه؟ مضت عقود والباحثون يدرسون بتعمق تأثير معتقدات الوالدين الدينية في الاولاد. وماذا كانت النتيجة؟
لقد اكتشفوا ان الدين لا يؤذي الاولاد، بل بالحري يمكنه ان يؤثر ايجابا في نموهم. ففي عام ٢٠٠٨، ذكر تقرير نُشر في مجلة ابحاث في العلوم الاجتماعية (بالانكليزية):a «يتبيَّن ان الدين يعزز علاقة الاولاد بالوالدين، الامهات والآباء على السواء». وقال التقرير ايضا: «يبدو ان الدين والروحيات يشكلان جزءا هاما من حياة اولاد كثيرين ويبنيان العلاقات العائلية». لاحِظ مدى التشابه بين ما توصل اليه هؤلاء الباحثون وعبارة يسوع المسيح التالية: «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية». — متى ٥:٣.
وماذا عن الفكرة القائلة انه لا يجب تعليم الاولاد عن اللّٰه والدين قبل ان يكبروا؟ تتجاهل وجهة النظر هذه الواقع ان دماغ الولد هو اشبه بوعاء فارغ بانتظار مَن يملأه. وهنا يقف الوالدان امام خيارين: إما ان يملآ هذا «الوعاء» في البيت بالمعتقدات والمبادئ الادبية التي يرونها صائبة او يسمحا للافكار التي تنهال عليه خارج كنف البيت ان تملأ عقله وقلبه.
اين يكمن السر؟
لقد اثبت التاريخ ان الدين قادر على تأجيج نيران التعصب والبغض. فكيف يتفادى الوالدون هذه العاقبة الوخيمة؟ كيف يغرسون في اولادهم معتقدات تحثهم على محبة الآخرين؟
يكمن السر في الاجابة عن الاسئلة الثلاثة التالية: (١) ماذا يجب ان يتعلم الاولاد؟ (٢) مَن المسؤول عن تعليمهم؟ (٣) أية اساليب هي الفضلى لتعليمهم؟
[الحاشية]
a هذه الدراسة مؤسسة على معلومات جُمعت من اكثر من ٠٠٠,٢١ ولد يعيشون في الولايات المتحدة، اضافة الى والديهم وأساتذتهم.
-
-
ماذا يجب ان يتعلموا؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (اغسطس)
-
-
ماذا يجب ان يتعلموا؟
«كل الاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه ونافعة للتعليم، والتوبيخ، والتقويم، والتأديب في البر». — ٢ تيموثاوس ٣:١٦.
من الضروري ان يتعلم الاولاد الحق عن اللّٰه. ومن اين يستقون هذه المعرفة؟ من الكتاب الذي يلقى اعتبار معظم الناس في العالم: الكتاب المقدس.
فهو بمثابة رسالة من اللّٰه يكشف فيها شخصيته ويمنح الارشاد الادبي لكل اولاده، صغارا وكبارا. لاحِظ بعض التعاليم الواردة في صفحاته، والدروس المستخلَصة منها التي تفيد حتى الاولاد الصغار.
ماذا يريد اللّٰه ان نتعلم عنه؟
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «اسمك يهوه، وحدك العلي على كل الارض». — مزمور ٨٣:١٨.
الدرس: ليس اللّٰه قوة مجرّدة، بل شخصية حقيقية له اسم شخصي مميَّز.
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «يهوه يفحص جميع القلوب، ويميز كل ميل الافكار. إن طلبته يوجد منك». — ١ اخبار الايام ٢٨:٩.
الدرس: يهتم يهوه اللّٰه بنا كلنا، ولا يستثني الاولاد الصغار. (مزمور ١٠:١٤؛ ١٤٦:٩) وهو يريد ان نتعلم عنه.
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «لا تضايقوا . . . يتيما. إن ضايقته وصرخ إلي، فإني اسمع صراخه». — خروج ٢٢:٢٢-٢٤.
الدرس: يصغي يهوه الى صلوات الجميع، حتى الاولاد الصغار. ويمكننا ان نتحدث اليه بانتظام ونعبّر له عن اعماق افكارنا ومكنونات قلبنا.
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «عادوا وامتحنوا اللّٰه، وأحزنوا قدوس اسرائيل». — مزمور ٧٨:٤١.
الدرس: تؤثر اقوالنا وأعمالنا في مشاعر يهوه، لذا علينا ان نفكر وألّا نتسرع في الكلام او التصرف.
كيف يجب ان نعامل الذين هم من خلفيات اخرى؟
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «اللّٰه ليس محابيا، بل في كل امة، مَن يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده». — اعمال ١٠:٣٤، ٣٥.
الدرس: بما ان اللّٰه يقبل الناس من كل الخلفيات، يجب ألّا نتحامل على الآخرين لمجرد ان لونهم يختلف عن لوننا او قسمات وجههم تختلف عن قسمات وجهنا.
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «[كونوا] مستعدين دائما للدفاع امام كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم، ولكن افعلوا ذلك بوداعة واحترام عميق». — ١ بطرس ٣:١٥.
الدرس: عند مناقشة المسائل الدينية، علينا ان نعبّر عن وجهة نظرنا باقتناع انما دون اتخاذ موقف عدائي. كما يُفترض بنا ان نحترم مَن لديهم معتقدات دينية مغايرة لمعتقداتنا.
كيف ينبغي ان نعامل اعضاء عائلتنا؟
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «ايها الاولاد، أطيعوا والديكم في كل شيء، فهذا مرضيّ جدا في الرب». — كولوسي ٣:٢٠.
الدرس: الاولاد المطيعون هم الذين لا يكتفون بإظهار المحبة لوالديهم، بل يرغبون ايضا في ارضاء اللّٰه.
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد سبب للتشكي من آخر. كما سامحكم يهوه، هكذا افعلوا انتم ايضا». — كولوسي ٣:١٣.
الدرس: احيانا يسبب لنا الآخرون، بمن فيهم اعضاء عائلتنا، خيبة امل. ولكن اذا اردنا ان يغفر اللّٰه لنا، فعلينا ان نتعلم مسامحة الغير. — متى ٦:١٤، ١٥.
لمَ الاتصاف بالصدق واللطف؟
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: ‹اطرحوا عنكم الباطل، تكلموا بالحق كل مع قريبه›. — افسس ٤:٢٥.
الدرس: عندما نتكلم بالصدق، نقتدي باللّٰه ونفرّح قلبه. ولكن اذا اعتدنا الكذب، نصبح كعدوّه ابليس الذي هو «ابو الكذب». — يوحنا ٨:٤٤؛ تيطس ١:٢.
◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس: «عامِلوا الآخرين مثلما تريدون ان يعاملوكم». — متى ٧:١٢، الترجمة العربية الجديدة.
الدرس: علينا ان نحترم مشاعر وآراء افراد عائلتنا ومجتمعنا ونراعي حاجاتهم. فحين ‹نتعاطف› مع الآخرين، من المرجح ان يعاملونا بلطف. — ١ بطرس ٣:٨؛ لوقا ٦:٣٨.
كما تدل هذه الامثلة، تساعد الدروس الواردة في الكتاب المقدس الاولاد على اظهار التقدير والاحترام للراشدين والتعاطف معهم. ولكن على مَن تُلقى مسؤولية تعليم هذه الدروس للاولاد؟
-
-
مَن المسؤول عن تعليمهم؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (اغسطس)
-
-
مَن المسؤول عن تعليمهم؟
«ليس تلميذ اسمى من معلمه، بل كل من يتلقى تعليما كاملا يصير مثل معلمه». — لوقا ٦:٤٠.
يشعر بعض الوالدين انهم غير مؤهلين ليعلِّموا اولادهم عن اللّٰه. فقد يظنون انهم لم يحصّلوا ما يكفي من العلم او المعرفة الدينية ليكونوا معلمين مهرة. لذا يفضلون ان يتولى احد الاقرباء او رجال الدين هذه المهمة الحيوية عنهم.
ولكن مَن هو المخول حقا لتعليم الاولاد الحقائق الدينية والمبادئ الادبية؟ تأمل رأي الكتاب المقدس في هذا الموضوع، وقارنه بما وجده الباحثون.
دور الاب
ما يعلّمه الكتاب المقدس: «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره».— افسس ٦:٤، الترجمة البروتستانتية.
ما وجده الباحثون: كيف يستفيد الآباء اذا عملوا على تنمية قناعات دينية راسخة؟ اوردت مقالة انتماء الآباء الديني وسلوك الاولاد في الطفولة (بالانكليزية)، الصادرة عام ٢٠٠٩، ما يلي: «ان انتماء الرجال الى مجتمع ديني قد يساعدهم ان يصبحوا آباء افضل. فالدين يمنح الافراد الدعم الاجتماعي، يضع لهم الضوابط، ويزودهم بمجموعة من التعاليم والارشادات حول كيفية العيش».
والكتاب المقدس يشدد على اهمية دور الاب في تربية الاولاد وتدريبهم. (امثال ٤:١؛ كولوسي ٣:٢١؛ عبرانيين ١٢:٩) ولكن هل هذه المشورة لا تزال سديدة في ايامنا؟ عام ٢٠٠٩، اصدرت جامعة فلوريدا مقالا يناقش تأثير الآباء في اولادهم. فقد رأى الباحثون ان الاولاد الذين يلعب آباؤهم دورا فعالا في تنشئتهم، يُرجَّح اكثر ان يتعاطفوا مع الآخرين ويمتلكوا احساسا قويا بقيمتهم الذاتية؛ فلا يسيء الفتيان التصرف عموما، وتكون الفتيات في حالة نفسية افضل. اذًا، لا شك ان مشورة الكتاب المقدس لا تزال سارية المفعول.
اهمية دور الام
ما يعلّمه الكتاب المقدس: «لا تتخلَّ عن شريعة امك». — امثال ١:٨.
ما وجده الباحثون: عام ٢٠٠٦، ذكر دليل علم نفس الاطفال (بالانكليزية): «ان الوقت الذي تقضيه الامهات في التواصل مع الاولاد يفوق الوقت الذي يقضيه الآباء معهم بمعدل ٦٥ الى ٨٠ في المئة، وهذه النسبة تنطبق على بلدان عديدة». وإذ تقضي الام هذا المقدار من الوقت مع الولد، يكون لكلامها وتصرفاتها ومواقفها تأثير عميق في نموه.
حين يتعاون الاب والام معا على تعليم اولادهما الحق عن اللّٰه، يعطيانهم هديتين قيّمتين على الاقل. اولا، يتيحان لهم فرصة تنمية علاقة بأبيهم السماوي، علاقة تفيدهم مدى حياتهم. ثانيا، يعلمانهم بالمثال كيف يتعاون الزوج والزوجة لبلوغ اهداف مهمة. (كولوسي ٣:١٨-٢٠) وفي حين قد ينال الاب والام الدعم من الغير، فهما المسؤولان الرئيسيان عن تعليم اولادهما عن اللّٰه والدور الذي اعطاه لكل فرد في العائلة.
ولكن كيف يجب ان يعلّم الوالدون اولادهم؟ اية اساليب هي الفضلى؟
-
-
اية اساليب هي الفضلى لتعليمهم؟برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (اغسطس)
-
-
اية اساليب هي الفضلى لتعليمهم؟
«لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك، ولقنها بنيك، وتحدث بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تضطجع وحين تقوم». — تثنية ٦:٦، ٧.
يشعر الوالدون احيانا ان مسؤولية تدريب اولادهم تثقل كاهلهم. وفيما يسعون الى طلب المشورة، قد يزدادون تشويشا بسبب الكم الهائل من الارشادات التي تنهال عليهم. فغالبا ما يبادر الاقرباء والاصدقاء الى اسدائهم النصح. كما تزودهم الكتب والمجلات ومواقع الانترنت بمخزون لا ينضب من المعلومات المتضاربة احيانا.
لكن الكتاب المقدس لا يمنحهم مشورة سديدة بشأن ماذا ينبغي ان يعلّموا اولادهم فحسب، بل ايضا ارشادا عمليا حول كيفية فعل ذلك. وكما تذكر الآية المقتبسة آنفا، عليهم ان يخلقوا الفرص كل يوم كي يتحدثوا الى اولادهم عن اللّٰه. وفي ما يلي سنتناول مجرد اربعة اقتراحات مؤسسة على الكتاب المقدس ساعدت آلاف الوالدين على تعليم اولادهم عن اللّٰه.
١- استخلاص دروس من الخليقة. كتب الرسول بولس: «ان صفاته [اللّٰه] غير المنظورة، اي قدرته السرمدية وألوهته، تُرى بوضوح منذ خلق العالم، لأنها تدرَك بالمصنوعات». (روما ١:٢٠) يلعب الوالدون دورا كبيرا في مساعدة اولادهم على النظر الى اللّٰه كشخص حقيقي من خلال لفت انتباههم الى اعماله الخلقية، وتعليمهم تمييز صفاته التي تكشفها هذه المصنوعات.
وقد استخدم يسوع هذا الاسلوب حين علّم تلاميذه. على سبيل المثال، قال لهم: «تأملوا طيور السماء، لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن، وأبوكم السماوي يقوتها. أفلستم انتم اثمن منها؟». (متى ٦:٢٦) هنا، سلّط الضوء على صفتين من صفات يهوه هما المحبة والرأفة. وليس ذلك فحسب، بل ايضا ساعد تلاميذه ان يفكروا في الطريقة التي بها اعرب اللّٰه عن هاتين الصفتين تجاه ابنائه.
هذا وقد اشار الملك سليمان الى الحكمة الغريزية التي وضعها اللّٰه في النملة، واستخدم هذا المخلوق الصغير ليعطي درسا قيما. كتب يقول: «اذهب الى النملة ايها الكسلان، وانظر طرقها وكن حكيما. فمع انها من غير قائد ولا عريف ولا حاكم، تهيئ في الصيف طعامها، وتجمع في الحصاد مؤونتها». (امثال ٦:٦-٨) فيا لها من طريقة فعالة لتعليمنا اهمية ان نضع امامنا اهدافا ذات مغزى ونبذل كل وسعنا لتحقيقها!
ويمكن ان يقتدي الوالدون بالاسلوب الفعال الذي اتبعه يسوع وسليمان اذا: (١) سألوا اولادهم اية نباتات وحيوانات تثير اهتمامهم. (٢) تعلموا كعائلة المزيد عن هذه النباتات والحيوانات. (٣) واستخلصوا منها دروسا عن اللّٰه.
٢- الاعراب عن الموقف نفسه الذي اتخذه يسوع تجاه مَن علمهم. من بين كل الذين عاشوا على الارض، كانت لدى يسوع معلومات لا تُضاهى من حيث الاهمية يستطيع نقلها الى الآخرين. رغم ذلك، قضى الكثير من الوقت في طرح الاسئلة. فقد صب اهتمامه على معرفة افكار ومشاعر الذين علمهم. (متى ١٧:٢٤، ٢٥؛ مرقس ٨:٢٧-٢٩) على نحو مماثل، هنالك العديد من الدروس القيِّمة التي يمكن ان يعلمها الوالدون لأولادهم. وكي يكونوا فعالين، يلزم ان يتمثلوا بيسوع ويشجعوهم على الافصاح بحرية عن مشاعرهم.
ولكن ماذا لو اساء الاولاد التصرف او كانوا بطيئين في تعلم درس مهم؟ تأمل كيف تعامل يسوع مع تلاميذه في مثل هذه الحالة. فأحيانا، كان يقع بينهم جدال حام وكانوا بطيئين في تعلم مدى اهمية التواضع. إلا ان يسوع بقي صبورا وتحدث مرارا وتكرارا عن الحاجة الى التحلي بالتواضع. (مرقس ٩:٣٣، ٣٤؛ لوقا ٩:٤٦-٤٨؛ ٢٢:٢٤، ٢٥) والوالدون الذي يحذون حذوه يؤدبون اولادهم بصبر. وإذا لزم الامر، يكررون لهم الدرس نفسه حتى يدركوا اهميته تماما.a
٣- التعليم بالمثال. يحسن بالوالدين الاصغاء الى المشورة التي اسداها الرسول بولس الى المسيحيين في روما. فقد كتب اليهم يقول: «أفتعلّم غيرك ولا تعلّم نفسك؟ أتكرز: ‹لا تسرق›، وتسرق؟». — روما ٢:٢١.
وهذه النصيحة في محلها هنا، لأن افعال الوالدين تؤثر في الاولاد اكثر من اقوالهم. فالاولاد عموما يعملون بمشورة الوالدين الذين يطبقون ما يعلّمونه.
٤- تعليم الاولاد منذ الطفولية. حظي تيموثاوس، رفيق الرسول بولس في رحلاته الارسالية، بصيت رائع في مجتمعه. (اعمال ١٦:١، ٢) وأحد الاسباب هو انه تعلّم ‹الكتابات المقدسة منذ الطفولية›. فأمه وجدَّته لم تقرآ عليه الاسفار المقدسة فحسب، بل ايضا ساعدتاه على التأمل في الحقائق التي تضمنتها هذه الكتابات. — ٢ تيموثاوس ١:٥؛ ٣:١٤، ١٥.
نيل المساعدة
ينتج شهود يهوه عددا من المطبوعات المصممة بشكل خاص ليتمكن الوالدون من تعليم اولادهم الحق عن اللّٰه. وقد كُتب بعضها للاولاد الصغار، وبعضها الآخر لمساعدة الوالدين وأولادهم المراهقين على ابقاء خطوط الاتصال مفتوحة بينهم.b
طبعا، قبل ان يعلِّم الوالدون اولادهم عن اللّٰه، يلزم ان يعرفوا الاجوبة عن بعض الاسئلة الصعبة التي قد يطرحونها. فكيف تجيب مثلا عن الاسئلة التالية: لماذا سمح اللّٰه بالالم؟ ما هو قصد اللّٰه للارض؟ وأين هم الموتى؟ يسر شهود يهوه ان يمدوا لك يد العون لتعرف الاجوبة عن هذه الاسئلة وغيرها، بحيث تتمكن انت وعائلتك من الاقتراب الى اللّٰه. — يعقوب ٤:٨.
[الحاشيتان]
a الكلمة العبرانية الاصلية المترجمة الى «لقِّن» في تثنية ٦:٧ تحمل معنى تكرار فكرة معينة مرات كثيرة.
b لتعليم الاولاد الصغار، يستطيع الوالدون ان يستخدموا كتاب استمع الى المعلّم الكبير الذي يلقي الضوء على تعاليم يسوع المسيح، او كتابي لقصص الكتاب المقدس الذي يلقن بلغة بسيطة دروسا اساسية من الكتاب المقدس. ولتعليم الاحداث، يمكنهم ان يستخدموا كتاب اسئلة يطرحها الاحداث — اجوبة تنجح، بجزئيه الاول والثاني.
-