مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يجب ان يتعلم الاولاد عن اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • هل يجب ان يتعلم الاولاد عن اللّٰه؟‏

      تكثر اليوم الآراء حول تعليم الاولاد عن اللّٰه،‏ حتى ان البعض وصل بهم الامر الى القول انه لا يحق للوالدين ذلك.‏ فمن وجهة نظرهم،‏ ليس في مصلحة الاولاد ان يتربوا في بيت متدين.‏

      فما رأيك انت؟‏ ايٌّ من العبارات التالية تجدها اقرب الى المنطق؟‏

      ● لا يجب ان يُسمح للوالدين بتعليم اولادهم عن اللّٰه.‏

      ● على الوالدين ان يؤجلوا مناقشة المسائل الدينية مع اولادهم حتى يكبروا.‏

      ● ينبغي للوالدين ان يلقنوا اولادهم منذ الطفولة ما يؤمنون به.‏ ولكن متى نضج الاولاد،‏ يلزم ان يشجعوهم على التأمل في هذا الموضوع ليتخذوا قرارهم هم بأنفسهم.‏

      ● يجب ان يتبنى الاولاد معتقدات والديهم دون اي نقاش.‏

      ● ان رجال الدين،‏ لا الوالدين،‏ هم المخولون ليعلموا الاولاد عن اللّٰه.‏

      هل يؤذي الدين الاولاد؟‏

      ما من والد محب يرغب في إلحاق الاذية بولده.‏ ولكن هل تُثبت الوقائع ادعاءات الذين لا يريدون تعليم الاولاد عن اللّٰه؟‏ مضت عقود والباحثون يدرسون بتعمق تأثير معتقدات الوالدين الدينية في الاولاد.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏

      لقد اكتشفوا ان الدين لا يؤذي الاولاد،‏ بل بالحري يمكنه ان يؤثر ايجابا في نموهم.‏ ففي عام ٢٠٠٨،‏ ذكر تقرير نُشر في مجلة ابحاث في العلوم الاجتماعية (‏بالانكليزية)‏:‏a «يتبيَّن ان الدين يعزز علاقة الاولاد بالوالدين،‏ الامهات والآباء على السواء».‏ وقال التقرير ايضا:‏ «يبدو ان الدين والروحيات يشكلان جزءا هاما من حياة اولاد كثيرين ويبنيان العلاقات العائلية».‏ لاحِظ مدى التشابه بين ما توصل اليه هؤلاء الباحثون وعبارة يسوع المسيح التالية:‏ «سعداء هم الذين يدركون حاجتهم الروحية».‏ —‏ متى ٥:‏٣‏.‏

      وماذا عن الفكرة القائلة انه لا يجب تعليم الاولاد عن اللّٰه والدين قبل ان يكبروا؟‏ تتجاهل وجهة النظر هذه الواقع ان دماغ الولد هو اشبه بوعاء فارغ بانتظار مَن يملأه.‏ وهنا يقف الوالدان امام خيارين:‏ إما ان يملآ هذا «الوعاء» في البيت بالمعتقدات والمبادئ الادبية التي يرونها صائبة او يسمحا للافكار التي تنهال عليه خارج كنف البيت ان تملأ عقله وقلبه.‏

      اين يكمن السر؟‏

      لقد اثبت التاريخ ان الدين قادر على تأجيج نيران التعصب والبغض.‏ فكيف يتفادى الوالدون هذه العاقبة الوخيمة؟‏ كيف يغرسون في اولادهم معتقدات تحثهم على محبة الآخرين؟‏

      يكمن السر في الاجابة عن الاسئلة الثلاثة التالية:‏ (‏١)‏ ماذا يجب ان يتعلم الاولاد؟‏ (‏٢)‏ مَن المسؤول عن تعليمهم؟‏ (‏٣)‏ أية اساليب هي الفضلى لتعليمهم؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a هذه الدراسة مؤسسة على معلومات جُمعت من اكثر من ٠٠٠‏,٢١ ولد يعيشون في الولايات المتحدة،‏ اضافة الى والديهم وأساتذتهم.‏

  • ماذا يجب ان يتعلموا؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • ماذا يجب ان يتعلموا؟‏

      ‏«كل الاسفار المقدسة موحى بها من اللّٰه ونافعة للتعليم،‏ والتوبيخ،‏ والتقويم،‏ والتأديب في البر».‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٦‏.‏

      من الضروري ان يتعلم الاولاد الحق عن اللّٰه.‏ ومن اين يستقون هذه المعرفة؟‏ من الكتاب الذي يلقى اعتبار معظم الناس في العالم:‏ الكتاب المقدس.‏

      فهو بمثابة رسالة من اللّٰه يكشف فيها شخصيته ويمنح الارشاد الادبي لكل اولاده،‏ صغارا وكبارا.‏ لاحِظ بعض التعاليم الواردة في صفحاته،‏ والدروس المستخلَصة منها التي تفيد حتى الاولاد الصغار.‏

      ماذا يريد اللّٰه ان نتعلم عنه؟‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «اسمك يهوه،‏ وحدك العلي على كل الارض».‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

      الدرس:‏ ليس اللّٰه قوة مجرّدة،‏ بل شخصية حقيقية له اسم شخصي مميَّز.‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «يهوه يفحص جميع القلوب،‏ ويميز كل ميل الافكار.‏ إن طلبته يوجد منك»‏‏.‏ ‏—‏ ١ اخبار الايام ٢٨:‏٩‏.‏

      الدرس:‏ يهتم يهوه اللّٰه بنا كلنا،‏ ولا يستثني الاولاد الصغار.‏ (‏مزمور ١٠:‏١٤؛‏ ١٤٦:‏٩‏)‏ وهو يريد ان نتعلم عنه.‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «لا تضايقوا .‏ .‏ .‏ يتيما.‏ إن ضايقته وصرخ إلي،‏ فإني اسمع صراخه».‏ —‏ خروج ٢٢:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

      الدرس:‏ يصغي يهوه الى صلوات الجميع،‏ حتى الاولاد الصغار.‏ ويمكننا ان نتحدث اليه بانتظام ونعبّر له عن اعماق افكارنا ومكنونات قلبنا.‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «عادوا وامتحنوا اللّٰه،‏ وأحزنوا قدوس اسرائيل».‏ —‏ مزمور ٧٨:‏٤١‏.‏

      الدرس:‏ تؤثر اقوالنا وأعمالنا في مشاعر يهوه،‏ لذا علينا ان نفكر وألّا نتسرع في الكلام او التصرف.‏

      كيف يجب ان نعامل الذين هم من خلفيات اخرى؟‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «اللّٰه ليس محابيا،‏ بل في كل امة،‏ مَن يخافه ويعمل البر يكون مقبولا عنده».‏ —‏ اعمال ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      الدرس:‏ بما ان اللّٰه يقبل الناس من كل الخلفيات،‏ يجب ألّا نتحامل على الآخرين لمجرد ان لونهم يختلف عن لوننا او قسمات وجههم تختلف عن قسمات وجهنا.‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «‏‏[‏كونوا‏] مستعدين دائما للدفاع امام كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم،‏ ولكن افعلوا ذلك بوداعة واحترام عميق».‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏١٥‏.‏

      الدرس:‏ عند مناقشة المسائل الدينية،‏ علينا ان نعبّر عن وجهة نظرنا باقتناع انما دون اتخاذ موقف عدائي.‏ كما يُفترض بنا ان نحترم مَن لديهم معتقدات دينية مغايرة لمعتقداتنا.‏

      كيف ينبغي ان نعامل اعضاء عائلتنا؟‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «ايها الاولاد،‏ أطيعوا والديكم في كل شيء،‏ فهذا مرضيّ جدا في الرب».‏ —‏ كولوسي ٣:‏٢٠‏.‏

      الدرس:‏ الاولاد المطيعون هم الذين لا يكتفون بإظهار المحبة لوالديهم،‏ بل يرغبون ايضا في ارضاء اللّٰه.‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إن كان لأحد سبب للتشكي من آخر.‏ كما سامحكم يهوه،‏ هكذا افعلوا انتم ايضا».‏ —‏ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏

      الدرس:‏ احيانا يسبب لنا الآخرون،‏ بمن فيهم اعضاء عائلتنا،‏ خيبة امل.‏ ولكن اذا اردنا ان يغفر اللّٰه لنا،‏ فعلينا ان نتعلم مسامحة الغير.‏ —‏ متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      لمَ الاتصاف بالصدق واللطف؟‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ ‹اطرحوا عنكم الباطل،‏ تكلموا بالحق كل مع قريبه›.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٥‏.‏

      الدرس:‏ عندما نتكلم بالصدق،‏ نقتدي باللّٰه ونفرّح قلبه.‏ ولكن اذا اعتدنا الكذب،‏ نصبح كعدوّه ابليس الذي هو «ابو الكذب».‏ —‏ يوحنا ٨:‏٤٤؛‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

      ◼ ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ «عامِلوا الآخرين مثلما تريدون ان يعاملوكم».‏ —‏ متى ٧:‏١٢‏،‏ الترجمة العربية الجديدة.‏

      الدرس:‏ علينا ان نحترم مشاعر وآراء افراد عائلتنا ومجتمعنا ونراعي حاجاتهم.‏ فحين ‹نتعاطف› مع الآخرين،‏ من المرجح ان يعاملونا بلطف.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٨؛‏ لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

      كما تدل هذه الامثلة،‏ تساعد الدروس الواردة في الكتاب المقدس الاولاد على اظهار التقدير والاحترام للراشدين والتعاطف معهم.‏ ولكن على مَن تُلقى مسؤولية تعليم هذه الدروس للاولاد؟‏

  • مَن المسؤول عن تعليمهم؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • مَن المسؤول عن تعليمهم؟‏

      ‏«ليس تلميذ اسمى من معلمه،‏ بل كل من يتلقى تعليما كاملا يصير مثل معلمه».‏ —‏ لوقا ٦:‏٤٠‏.‏

      يشعر بعض الوالدين انهم غير مؤهلين ليعلِّموا اولادهم عن اللّٰه.‏ فقد يظنون انهم لم يحصّلوا ما يكفي من العلم او المعرفة الدينية ليكونوا معلمين مهرة.‏ لذا يفضلون ان يتولى احد الاقرباء او رجال الدين هذه المهمة الحيوية عنهم.‏

      ولكن مَن هو المخول حقا لتعليم الاولاد الحقائق الدينية والمبادئ الادبية؟‏ تأمل رأي الكتاب المقدس في هذا الموضوع،‏ وقارنه بما وجده الباحثون.‏

      دور الاب

      ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ ‏«ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاره».‏—‏ افسس ٦:‏٤‏،‏ الترجمة البروتستانتية.‏

      ما وجده الباحثون:‏ كيف يستفيد الآباء اذا عملوا على تنمية قناعات دينية راسخة؟‏ اوردت مقالة انتماء الآباء الديني وسلوك الاولاد في الطفولة (‏بالانكليزية)‏،‏ الصادرة عام ٢٠٠٩،‏ ما يلي:‏ «ان انتماء الرجال الى مجتمع ديني قد يساعدهم ان يصبحوا آباء افضل.‏ فالدين يمنح الافراد الدعم الاجتماعي،‏ يضع لهم الضوابط،‏ ويزودهم بمجموعة من التعاليم والارشادات حول كيفية العيش».‏

      والكتاب المقدس يشدد على اهمية دور الاب في تربية الاولاد وتدريبهم.‏ (‏امثال ٤:‏١؛‏ كولوسي ٣:‏٢١؛‏ عبرانيين ١٢:‏٩‏)‏ ولكن هل هذه المشورة لا تزال سديدة في ايامنا؟‏ عام ٢٠٠٩،‏ اصدرت جامعة فلوريدا مقالا يناقش تأثير الآباء في اولادهم.‏ فقد رأى الباحثون ان الاولاد الذين يلعب آباؤهم دورا فعالا في تنشئتهم،‏ يُرجَّح اكثر ان يتعاطفوا مع الآخرين ويمتلكوا احساسا قويا بقيمتهم الذاتية؛‏ فلا يسيء الفتيان التصرف عموما،‏ وتكون الفتيات في حالة نفسية افضل.‏ اذًا،‏ لا شك ان مشورة الكتاب المقدس لا تزال سارية المفعول.‏

      اهمية دور الام

      ما يعلّمه الكتاب المقدس:‏ ‏«لا تتخلَّ عن شريعة امك».‏ —‏ امثال ١:‏٨‏.‏

      ما وجده الباحثون:‏ عام ٢٠٠٦،‏ ذكر دليل علم نفس الاطفال (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الوقت الذي تقضيه الامهات في التواصل مع الاولاد يفوق الوقت الذي يقضيه الآباء معهم بمعدل ٦٥ الى ٨٠ في المئة،‏ وهذه النسبة تنطبق على بلدان عديدة».‏ وإذ تقضي الام هذا المقدار من الوقت مع الولد،‏ يكون لكلامها وتصرفاتها ومواقفها تأثير عميق في نموه.‏

      حين يتعاون الاب والام معا على تعليم اولادهما الحق عن اللّٰه،‏ يعطيانهم هديتين قيّمتين على الاقل.‏ اولا،‏ يتيحان لهم فرصة تنمية علاقة بأبيهم السماوي،‏ علاقة تفيدهم مدى حياتهم.‏ ثانيا،‏ يعلمانهم بالمثال كيف يتعاون الزوج والزوجة لبلوغ اهداف مهمة.‏ (‏كولوسي ٣:‏١٨-‏٢٠‏)‏ وفي حين قد ينال الاب والام الدعم من الغير،‏ فهما المسؤولان الرئيسيان عن تعليم اولادهما عن اللّٰه والدور الذي اعطاه لكل فرد في العائلة.‏

      ولكن كيف يجب ان يعلّم الوالدون اولادهم؟‏ اية اساليب هي الفضلى؟‏

  • اية اساليب هي الفضلى لتعليمهم؟‏
    برج المراقبة ٢٠١١ | ١ آب (‏اغسطس)‏
    • اية اساليب هي الفضلى لتعليمهم؟‏

      ‏«لتكن هذه الكلمات التي انا اوصيك بها اليوم على قلبك،‏ ولقنها بنيك،‏ وتحدث بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تضطجع وحين تقوم».‏ —‏ تثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏

      يشعر الوالدون احيانا ان مسؤولية تدريب اولادهم تثقل كاهلهم.‏ وفيما يسعون الى طلب المشورة،‏ قد يزدادون تشويشا بسبب الكم الهائل من الارشادات التي تنهال عليهم.‏ فغالبا ما يبادر الاقرباء والاصدقاء الى اسدائهم النصح.‏ كما تزودهم الكتب والمجلات ومواقع الانترنت بمخزون لا ينضب من المعلومات المتضاربة احيانا.‏

      لكن الكتاب المقدس لا يمنحهم مشورة سديدة بشأن ماذا ينبغي ان يعلّموا اولادهم فحسب،‏ بل ايضا ارشادا عمليا حول كيفية فعل ذلك.‏ وكما تذكر الآية المقتبسة آنفا،‏ عليهم ان يخلقوا الفرص كل يوم كي يتحدثوا الى اولادهم عن اللّٰه.‏ وفي ما يلي سنتناول مجرد اربعة اقتراحات مؤسسة على الكتاب المقدس ساعدت آلاف الوالدين على تعليم اولادهم عن اللّٰه.‏

      ١-‏ استخلاص دروس من الخليقة.‏ كتب الرسول بولس:‏ «ان صفاته [اللّٰه] غير المنظورة،‏ اي قدرته السرمدية وألوهته،‏ تُرى بوضوح منذ خلق العالم،‏ لأنها تدرَك بالمصنوعات».‏ (‏روما ١:‏٢٠‏)‏ يلعب الوالدون دورا كبيرا في مساعدة اولادهم على النظر الى اللّٰه كشخص حقيقي من خلال لفت انتباههم الى اعماله الخلقية،‏ وتعليمهم تمييز صفاته التي تكشفها هذه المصنوعات.‏

      وقد استخدم يسوع هذا الاسلوب حين علّم تلاميذه.‏ على سبيل المثال،‏ قال لهم:‏ «تأملوا طيور السماء،‏ لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن،‏ وأبوكم السماوي يقوتها.‏ أفلستم انتم اثمن منها؟‏».‏ (‏متى ٦:‏٢٦‏)‏ هنا،‏ سلّط الضوء على صفتين من صفات يهوه هما المحبة والرأفة.‏ وليس ذلك فحسب،‏ بل ايضا ساعد تلاميذه ان يفكروا في الطريقة التي بها اعرب اللّٰه عن هاتين الصفتين تجاه ابنائه.‏

      هذا وقد اشار الملك سليمان الى الحكمة الغريزية التي وضعها اللّٰه في النملة،‏ واستخدم هذا المخلوق الصغير ليعطي درسا قيما.‏ كتب يقول:‏ «اذهب الى النملة ايها الكسلان،‏ وانظر طرقها وكن حكيما.‏ فمع انها من غير قائد ولا عريف ولا حاكم،‏ تهيئ في الصيف طعامها،‏ وتجمع في الحصاد مؤونتها».‏ (‏امثال ٦:‏٦-‏٨‏)‏ فيا لها من طريقة فعالة لتعليمنا اهمية ان نضع امامنا اهدافا ذات مغزى ونبذل كل وسعنا لتحقيقها!‏

      ويمكن ان يقتدي الوالدون بالاسلوب الفعال الذي اتبعه يسوع وسليمان اذا:‏ (‏١)‏ سألوا اولادهم اية نباتات وحيوانات تثير اهتمامهم.‏ (‏٢)‏ تعلموا كعائلة المزيد عن هذه النباتات والحيوانات.‏ (‏٣)‏ واستخلصوا منها دروسا عن اللّٰه.‏

      ٢-‏ الاعراب عن الموقف نفسه الذي اتخذه يسوع تجاه مَن علمهم.‏ من بين كل الذين عاشوا على الارض،‏ كانت لدى يسوع معلومات لا تُضاهى من حيث الاهمية يستطيع نقلها الى الآخرين.‏ رغم ذلك،‏ قضى الكثير من الوقت في طرح الاسئلة.‏ فقد صب اهتمامه على معرفة افكار ومشاعر الذين علمهم.‏ (‏متى ١٧:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ مرقس ٨:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ على نحو مماثل،‏ هنالك العديد من الدروس القيِّمة التي يمكن ان يعلمها الوالدون لأولادهم.‏ وكي يكونوا فعالين،‏ يلزم ان يتمثلوا بيسوع ويشجعوهم على الافصاح بحرية عن مشاعرهم.‏

      ولكن ماذا لو اساء الاولاد التصرف او كانوا بطيئين في تعلم درس مهم؟‏ تأمل كيف تعامل يسوع مع تلاميذه في مثل هذه الحالة.‏ فأحيانا،‏ كان يقع بينهم جدال حام وكانوا بطيئين في تعلم مدى اهمية التواضع.‏ إلا ان يسوع بقي صبورا وتحدث مرارا وتكرارا عن الحاجة الى التحلي بالتواضع.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ لوقا ٩:‏٤٦-‏٤٨؛‏ ٢٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ والوالدون الذي يحذون حذوه يؤدبون اولادهم بصبر.‏ وإذا لزم الامر،‏ يكررون لهم الدرس نفسه حتى يدركوا اهميته تماما.‏a

      ٣-‏ التعليم بالمثال.‏ يحسن بالوالدين الاصغاء الى المشورة التي اسداها الرسول بولس الى المسيحيين في روما.‏ فقد كتب اليهم يقول:‏ «أفتعلّم غيرك ولا تعلّم نفسك؟‏ أتكرز:‏ ‹لا تسرق›،‏ وتسرق؟‏».‏ —‏ روما ٢:‏٢١‏.‏

      وهذه النصيحة في محلها هنا،‏ لأن افعال الوالدين تؤثر في الاولاد اكثر من اقوالهم.‏ فالاولاد عموما يعملون بمشورة الوالدين الذين يطبقون ما يعلّمونه.‏

      ٤-‏ تعليم الاولاد منذ الطفولية.‏ حظي تيموثاوس،‏ رفيق الرسول بولس في رحلاته الارسالية،‏ بصيت رائع في مجتمعه.‏ (‏اعمال ١٦:‏١،‏ ٢‏)‏ وأحد الاسباب هو انه تعلّم ‹الكتابات المقدسة منذ الطفولية›.‏ فأمه وجدَّته لم تقرآ عليه الاسفار المقدسة فحسب،‏ بل ايضا ساعدتاه على التأمل في الحقائق التي تضمنتها هذه الكتابات.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٥؛‏ ٣:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

      نيل المساعدة

      ينتج شهود يهوه عددا من المطبوعات المصممة بشكل خاص ليتمكن الوالدون من تعليم اولادهم الحق عن اللّٰه.‏ وقد كُتب بعضها للاولاد الصغار،‏ وبعضها الآخر لمساعدة الوالدين وأولادهم المراهقين على ابقاء خطوط الاتصال مفتوحة بينهم.‏b

      طبعا،‏ قبل ان يعلِّم الوالدون اولادهم عن اللّٰه،‏ يلزم ان يعرفوا الاجوبة عن بعض الاسئلة الصعبة التي قد يطرحونها.‏ فكيف تجيب مثلا عن الاسئلة التالية:‏ لماذا سمح اللّٰه بالالم؟‏ ما هو قصد اللّٰه للارض؟‏ وأين هم الموتى؟‏ يسر شهود يهوه ان يمدوا لك يد العون لتعرف الاجوبة عن هذه الاسئلة وغيرها،‏ بحيث تتمكن انت وعائلتك من الاقتراب الى اللّٰه.‏ —‏ يعقوب ٤:‏٨‏.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a الكلمة العبرانية الاصلية المترجمة الى «لقِّن» في تثنية ٦:‏٧ تحمل معنى تكرار فكرة معينة مرات كثيرة.‏

      b لتعليم الاولاد الصغار،‏ يستطيع الوالدون ان يستخدموا كتاب استمع الى المعلّم الكبير الذي يلقي الضوء على تعاليم يسوع المسيح،‏ او كتابي لقصص الكتاب المقدس الذي يلقن بلغة بسيطة دروسا اساسية من الكتاب المقدس.‏ ولتعليم الاحداث،‏ يمكنهم ان يستخدموا كتاب اسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ بجزئيه الاول والثاني.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة