مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ع٨٨ ٨/‏٧ ص ١٠-‏١٣
  • حكمة تتجاوز سنها

لا تتوفر فيديوات للجزء الذي اخترته.‏‏

عذرًا، حصل خطأ عند تشغيل الفيديو.‏

  • حكمة تتجاوز سنها
  • استيقظ!‏ ١٩٨٨
  • العناوين الفرعية
  • مواد مشابهة
  • مسألة المعالجة
  • المحاكمة
  • القرار
  • الاستقامة حتى النهاية
  • عبرة للمستشفيات والاطباء
  • حدثات لهنَّ «قدرة فوق ما هو عادي»‏
    استيقظ!‏ ١٩٩٤
  • هل تسامحون؟‏
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩٤
  • الانشغال بالعمل مع هيئة يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ٢٠١٠
  • اسلكوا كمتعلمين من يهوه
    برج المراقبة تعلن ملكوت يهوه —‏ ١٩٩١
المزيد
استيقظ!‏ ١٩٨٨
ع٨٨ ٨/‏٧ ص ١٠-‏١٣

حكمة تتجاوز سنها

كان منتصف الليل.‏ وليزا البالغة اثنتي عشرة سنة،‏ والتي كانت مريضة بشكل حاد وضعيفة،‏ ارتاعت عندما دخلت ممرضة غرفتها في المستشفى لنقل دم اليها.‏

توسلت ليزا:‏ «كيف يمكن ان تجبريني على ذلك؟‏ وحتى ابي وأمي ليسا هنا!‏» ومع ذلك نقلته الممرضة اليها.‏

مسألة المعالجة

ان ليزا التلميذة الذكية،‏ الكثيرة الحركة،‏ التي تحرز دائما درجة «أ،‏» كانت تتمتع بالحياة مع ابويها وأخيها البالغ من العمر خمس سنوات في وينِّيبيغ،‏ كندا.‏ وفي ربيع ١٩٨٥ أُعطيت مضادا حيويا من اجل حالة التهاب اللوزتين وعانت ردّ فعل شديدا.‏ وضعفت صحتها،‏ وبعد ذلك بوقت قصير جرى التشخيص انها تعاني لوكيميا نخاعية حادة،‏ حالة مميتة عادة.‏

ووصف لها اطباء وينِّيبيغ المعالجة الكيميائية المكثَّفة ونقل دم متكررا.‏ والمعالجة الكيميائية هي معالجة بمواد كيميائية سامة.‏ والنظرية هي ان هذه السموم تقتل المرض.‏ ولكنّ ليزا وأبويها ارادوا معالجة بديلة.‏ واعترضوا على نقل الدم لاسباب تتعلق بالاسفار المقدسة.‏ (‏اعمال ١٥:‏٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ووجدوا ايضا ان الالم المبرح والآثار الجانبية المُنهِكة للمعالجة الكيميائية المكثَّفة انما هي مُنَفِّرة.‏

وأخيرا قام ابوا ليزا بأخذها الى مستشفى تورونتو للاولاد المرضى،‏ راجيَين ان يجدا اطباء متعاونين.‏ ولكن بدلا من التعاون جرى نقل الدم هذا في منتصف الليل.‏ وفي الصباح التالي،‏ ٢٥ تشرين الاول،‏ جرى طلب امر محكمة يعطي المستشفى سلطة استعمال القوة في فرض هذه المعالجة.‏ وعبَّر القاضي دايفيد ر.‏ ماين عن تحفّظات.‏ وعيَّن سارة موت-‏تريل محاميةً لليزا.‏ وأُرجئت الدعوى الى الاثنين ٢٨ تشرين الاول ١٩٨٥.‏

المحاكمة

دامت المحاكمة خمسة ايام وعُقدت في غرفة في المستشفى.‏ وكل يوم كان يجري نقل ليزا،‏ بناء على طلبها،‏ الى الغرفة وهي على سرير المستشفى.‏ ومع انها كانت مريضة جدا،‏ فقد صممت ان تشترك في القرارات التي تشمل ايمانها.‏

بدأت الجلسة باقتراح الطبيب للمعالجة.‏ وفي قراره المكتوب شرح القاضي ماين:‏ «ان المعالجة كما وصفها الاطباء الذين شهدوا امام هذه المحكمة هي مكثَّفة وعدوانية على السواء وقد تستمر لفترة كبيرة من الوقت.‏ ويُتوقع ان يكون نقل الدم المتكرر لازما للحفاظ على المريضة.‏» ولوحظ ايضا ان الآثار الجانبية للمعالجة الكيميائية كثيرة وشديدة.‏

وزادت حدة القصة المثيرة كثيرا في اليوم الرابع.‏ فقد جرى إسناد ليزا لكي تستطيع ان تخاطب القاضي مباشرة.‏ وكل واحد في غرفة المحكمة،‏ بمن فيهم ليزا،‏ كان يعرف انها تواجه الموت سواء جرى نقل الدم اليها او لا.‏ فليس هنالك علاج لللوكيميا التي كانت تعانيها.‏

ومحامية ليزا استجوبتها باهتمام وحساسية.‏ وكانت هنالك عيون قليلة جافة فيما كانت ليزا تناقش بشجاعة موتها الوشيك،‏ ايمانها بيهوه،‏ وتصميمها على البقاء طائعة لشريعته المتعلقة بقداسة الدم.‏ وقالت انها ستقاوم بشدة وجسديا اية محاولة لنقل دم اليها.‏ فمسّ تصريحها البسيط والجريء قلب كل واحد.‏

‏«الآن أخبرتِنا انك تؤمنين باللّٰه،‏» قالت محاميتها.‏ «هل يمكنك ان تخبرينا ان كان حقيقيا بالنسبة اليك؟‏»‏

‏«حسنا،‏ انه كصديق،‏» اجابت ليزا.‏ «وأحيانا عندما اكون وحيدة استطيع ان اكلمه .‏ .‏ .‏ كصديق؛‏ واذا كنت خائفة ووحيدة في البيت اطلب منه العون وأتكلم اليه تماما وكأنه في الغرفة الى جانبي.‏»‏

‏«ليزا،‏ اذا قال لك احد،‏ ما هي اهم الاشياء في حياتك،‏ فماذا تقولين؟‏»‏

‏«طاعتي ليهوه اللّٰه وعائلتي،‏» اجابت ليزا.‏

وسألت محاميتها:‏ «ليزا،‏ هل هنالك ايّ فرق لديك اذا عرفت ان محكمة تأمرك بأن تقبلي نقل الدم؟‏»‏

‏«لا،‏ لأني سأستمر في البقاء امينة لالهي والاصغاء الى وصاياه لان اللّٰه اسمى بكثير من اية محكمة او ايّ انسان.‏»‏

وشرحت ليزا مشاعرها تجاه نقل الدم الذي كانوا قد اجبروها عليه،‏ قائلة:‏ «جعلني ذلك اشعر وكأنني كلب يُستخدم لتجربة،‏ لانني لم استطع ان اتحكَّم في شيء.‏ ولمجرد انني قاصرة يشعر الناس بأنه يمكنهم فعل ايّ شيء لي،‏ ولكنني اشعر بأن لي حقا في ان اعرف ما سيحدث لي وسبب قيامهم بهذه المعالجات وسبب قيامهم بها دون موافقة والديّ.‏»‏

‏«هل نمت في تلك الليلة؟‏» سألت محاميتها.‏

‏«لا،‏ لم انم.‏»‏

‏«ماذا كانت همومك؟‏»‏

‏«حسنا،‏ كانت همومي ماذا سيفكر يهوه فيّ لانني اعرف انه اذا اتخذت مسلكا ضد رغباته لا احظى بوعده بالحياة الابدية،‏ وتقززت نفسي جدا من انني كنت أُدخل دم امرئ آخر فيّ،‏ لان هنالك دائما امكانية الاصابة بالآيدس او التهاب الكبد او عدوى اخرى،‏ وكل ما فعلته في تلك الليلة هو مجرد التحديق الى ذلك الدم والنظر اليه.‏»‏

‏«ليزا،‏ هل يمكنك ان تفكري في مقارنة لتشرحي للقاضي ماذا يشبه نقل دم ضد مشيئتك؟‏»‏

‏«حسنا،‏ ان التشبيه الذي يمكنني ان افكر فيه هو الاغتصاب لان .‏ .‏ .‏ الاغتصاب هو فعل شيء بدون مشيئتك،‏ وذلك هو تماما هكذا.‏»‏

القرار

كان اليوم الخامس ذرويا.‏ ومن البداية كان القاضي ماين منصفا ومتزنا.‏ فهل ينعكس لطفه على قراره؟‏ استنتج:‏ «يجب ان تُعاد الطفلة ليزا دوروثي ك.‏ الى رعاية وعناية واشراف ابويها.‏»‏

شرح القاضي ماين اسباب قراره بكثير من التفصيل.‏ ومن بين امور اخرى قال:‏ «ان موقف ليزا هو الآن،‏ وقد كان من اليوم الذي شاهدتْ فيه شريطا وثائقيا عن هذا المرض،‏ انها لا تريد ايّ نصيب من المعالجة الكيميائية ونقل الدم.‏ وهي تأخذ هذا الموقف ليس لان ذلك يخالف معتقداتها الدينية وحسب،‏ وانا مقتنع بأنه يخالفها،‏ بل ايضا لانها لا تريد ان تختبر الوجع والالم المبرِّح اللذين يرافقان عملية المعالجة.‏ .‏ .‏ .‏ وانا ارفض ان اصنع ايّ قرار يجعل هذه الطفلة تختبر تلك المحنة.‏ وأجد ان الاقتراح ان تكابد هذه المعالجة مرفوض كليا.‏»‏

وفي ما يتعلق بنقل الدم الذي فُرض على ليزا في منتصف الليل خفيةً قال القاضي ماين:‏ «أجد ان [ليزا] قد جرت معاملتها بعدم مساواة على اساس دينها وعمرها بموجب المادة الفرعية ١٥ (‏١)‏ [من الميثاق الكندي للحقوق والحريات].‏ وفي هذه الظروف،‏ بنقل دم اليها،‏ جرى انتهاك حقها في امن شخصها بموجب المادة ٧.‏ وكنتيجة،‏ حتى ولو امكن القول انها ولد يحتاج الى الحماية،‏ يجب ردّ الالتماس بشكل نهائي بموجب المادة الفرعية ٢٤ (‏١)‏ من الميثاق.‏»‏

وأخيرا أكَّد القاضي ماين ثانية اعجابه الشخصي بليزا،‏ معلّقا:‏ «ليزا شخص جميل،‏ ذكي جدا،‏ فصيح،‏ لطيف،‏ حساس،‏ والاهم هو انها شخص شجاع.‏ لها حكمة ونضج يتجاوزان سنها وأعتقد انه من المأمون القول ان لها كل الصفات الايجابية التي يريدها ايّ والد في ولد.‏ لها معتقد ديني جرى التفكير فيه جيدا،‏ ثابت وواضح.‏ وفي رأيي،‏ لا مشورة من ايّ مصدر كان،‏ ولا ضغط من والديها او ايّ امرئ آخر،‏ بما في ذلك امر من هذه المحكمة،‏ يهزّها او يغيّر معتقداتها الدينية.‏

‏«وأعتقد انه يجب منح ليزا ك.‏ الفرصة لمحاربة هذا المرض بكرامة وسلام عقل.‏ ولا يمكن انجاز ذلك إلا بقبول التدبير الذي عرضته هي ووالداها.‏»‏

الاستقامة حتى النهاية

غادرت ليزا وعائلتها المستشفى في ذلك اليوم.‏ وحاربت ليزا فعلا ذلك المرض بكرامة وسلام عقل.‏ وفي ١٧ تشرين الثاني ١٩٨٥ ماتت بسلام في البيت بين الاذرع المُحبة لامها وأبيها.‏

وفي اثناء المحاكمة وصفت ليزا محادثة مع امها في الوقت الذي جرى فيه تشخيص مرضها باللوكيميا لاول مرة،‏ موضحة:‏ «ناقشت مع امي كل الاحتمالات التي تواجهني،‏ وقرأنا الكتاب المقدس معا،‏ وقرأنا كتبا اخرى من ديننا معا،‏ وقلت لها،‏ .‏ .‏ .‏ ‹اذا مُتُّ سأراك في النظام الجديد،‏ وسيكون لي رجاء مضمون برؤيتك والعيش الى الابد في فردوس على الارض.‏›»‏

عبرة للمستشفيات والاطباء

علَّق الكاتبان الكنديان في الطب الشرعي ل.‏ ا.‏ و ف.‏ ا.‏ روزوفسكي في «الدليل القانوني للتسهيلات الصحية الكندية»:‏ «المستشفيات والاطباء على السواء يستطيعون استخلاص عبرٍ من هذا القرار.‏ وبصورة خاصة يجب ان يتابعوا باعتناء المعالجة حسب الاعتراض المعروف للمرضى الاولاد او آبائهم.‏ ويجب الانتباه لتجنب المعالجة القسرية في المجالات المُصنَّفة ‹كمعاملة بعدم مساواة› في المادة ١٥ (‏١)‏ من الميثاق،‏ بما فيها السن،‏ الجنس،‏ الدين او الاصل العرقي.‏»‏

ولكن،‏ كيف يجب على الاطباء ان «يتابعوا باعتناء» ويتجنبوا مثل هذه المعاملة بعدم مساواة دينيا؟‏ يشير الكاتبان روزوفسكي الى حل متزن:‏ «ولكن يجب التذكُّر ان الواجب الاساسي للمرفق الصحي ليس ان يكون عدو المريض.‏ فالمهمة الحقيقية هي فعل ما هو لافضل مصالح المريض.‏ وفي هذه الدعوى وجدت المحكمة ان افضل المصالح تحبِّذ شكلا بديلا من العناية.‏»‏

من الواضح انه حيث يكون المريض واحدا من شهود يهوه فان افضل مصالحه يجري بلوغها حيث تتعاون العائلة والطبيب في تزويد بديل لنقل الدم.‏ والاطباء الذين اتَّبعوا هذا المسلك لم يضحّوا بالعناية الطبية الجيدة.‏ وكما ذكر المتخصصون في طب الاولاد في مستشفى الدكتور اندرسون في تكساس:‏

‏«المداواة بنقل الدم غير ضرورية بقدر ما تُستعمل في اغلب الاحيان.‏ وفي هذه السلسلة من المرضى بالسرطان والامراض ذات العلاقة لم تتضرر العناية الطبية الجيدة نتيجة الامتناع عن نقل الدم.‏»‏

ان المعاني الضمنية لقضية ليزا بعيدة الاثر.‏ فتمثلا بالمحكمة الكندية،‏ رفض قاض من كاليفورنيا فرض معالجة على فتاة في الـ‍ ١٤ من العمر.‏ واضافة الى ذلك،‏ في ١١ شباط ١٩٨٦،‏ نشرت جمعية الصحة في كولومبيا البريطانية ايعازا الى جميع مديري المستشفيات مؤسسا بشكل مباشر على قضية ليزا يقول:‏ «تشكِّل هذه القضية سابقة جديدة.‏»‏

في وسط التشويش القانوني والطبي اضاء هذا القرار منارة.‏ فهو منصف وصائب.‏ وسيخبرنا المستقبل كم من الاطباء،‏ المستشفيات،‏ والقضاة سيتبعون القيادة الانسانية والحساسة التي قدمها لنا القاضي دايفيد ر.‏ ماين وليزا.‏

‏[النبذة في الصفحة ١٢]‏

كانت هنالك عيون قليلة جافة فيما كانت ليزا تناقش بشجاعة موتها الوشيك

‏[النبذة في الصفحة ١٣]‏

‏«تشكِّل هذه القضية سابقة جديدة.‏» —‏ جمعية الصحة في كولومبيا البريطانية

‏[الصورة في الصفحة ١١]‏

ليزا،‏ البالغة ١٢ سنة من العمر،‏ حافظت على استقامتها تحت وطأة عداوة ومقاومة شديدتين

    المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
    الخروج
    الدخول
    • العربية
    • مشاركة
    • التفضيلات
    • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
    • شروط الاستخدام
    • سياسة الخصوصية
    • إعدادات الخصوصية
    • JW.ORG
    • الدخول
    مشاركة