مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تجاوبوا بعدم انانية مع محبة اللّٰه
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • تجاوبوا بعدم انانية مع محبة اللّٰه

      ‏«فليحمدوا الرب على (‏لطفه الحبي)‏ وعجائبه لبني آدم.‏» —‏ مزمور ١٠٧:‏٨‏.‏

      ١ كيف يشدد الرسول يوحنا على صفة المحبة في رسالته الاولى؟‏

      ‏«اللّٰه محبة.‏» ما اكثر امتلاء هذه الكلمات بالمعنى!‏ ولا عجب ان يشعر الرسول يوحنا بضرورة تكرارها في رسالته الاولى.‏ (‏١ يوحنا ٤:‏٨،‏ ١٦‏)‏ فيهوه اللّٰه ليس فقط محبة ولكنه ايضا مجسَّد او مجسَّم المحبة.‏

      ٢ بأية طرائق اعرب اللّٰه عن المحبة في خلق الرجل والمرأة وإعالتهما؟‏

      ٢ فكِّروا في المحبة التي اعرب عنها اللّٰه بطريقة خلقه ايانا.‏ وكلمات التقدير التي لداود ملائمة جدا.‏ فكمرنّم ملهم،‏ قال:‏ «احمدك من اجل اني قد امتزت عجبا.‏» (‏مزمور ١٣٩:‏١٤‏)‏ ولكي نتمكن من ان نحيا بصحة وسعادة،‏ جعل اللّٰه مباهج لا نهاية لها ممكنة لنا بواسطة حواسنا الخمس —‏ البصر،‏ السمع،‏ الذوق،‏ الشم،‏ واللمس.‏ فيا للجمال الذي نراه في الخليقة حولنا!‏ وما ابدع النباتات والحيوانات الكثيرة والمتنوعة،‏ هذا اذا لم نقل شيئا عن جمال الاشكال والهيئات البشرية!‏ واللّٰه وضع ايضا في متناولنا عددا كبيرا من الثمار،‏ الخُضَر،‏ والاطعمة الاخرى المبهجة جدا.‏ (‏مزمور ١٠٤:‏١٣-‏١٦‏)‏ فلسبب وجيه ذكَّر الرسول بولس سكان لسترة القديمة بأن اللّٰه «يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا وازمنة مثمرة ويملأ قلوبنا طعاما وسرورا.‏» —‏ اعمال ١٤:‏١٧‏.‏

      ٣ اية مقدرات بديعة منحنا اياها اللّٰه؟‏

      ٣ فكِّروا ايضا في كل البركات المتعلقة بالحياة العائلية السعيدة.‏ وأكثر من ذلك،‏ تأمَّلوا في كل المسرّات التي من الممكن ان نتمتع بها بسبب مقدراتنا العقلية والعاطفية:‏ الخيال،‏ التفكير،‏ الذاكرة،‏ الضمير،‏ وخصوصا القدرة على العبادة —‏ التي تجعلنا كلها اسمى بكثير من الحيوانات؛‏ ولا يجب ان نغفل عن المسرّات التي يمكن ان تمنحنا اياها الموسيقى.‏ فهذه وعطايا اخرى كثيرة هي اظهارات لمحبة اللّٰه لنا.‏

      ٤ اية اظهارات لمحبة اللّٰه يختبرها البشر منذ تعدّي ابويهم الاولين؟‏

      ٤ لا شك ان آدم وحواء تمتعا بمباهج متنوعة في حالة كمالهما في جنة عدن.‏ (‏تكوين ٢:‏٧-‏٩،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ ولكن عندما فشلا في التجاوب بعدم انانية مع كل الادلة على المحبة الالهية التي كانا يتمتعان بها،‏ هل رفض اللّٰه الجنس البشري؟‏ كلا على الاطلاق!‏ لقد صنع في الحال تدبيرا ليقوِّم كل الاخطاء الناتجة عن تعدّي ابوينا الاولين.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥‏)‏ وعبَّر يهوه ايضا عن المحبة اذ احتمل بصبر ذرية آدم الناقصة.‏ (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ ولِكَم من الوقت؟‏ لنحو ٠٠٠‏,٦ سنة حتى الآن!‏ وعلى نحو خصوصي يعرب اللّٰه عن المحبة في التعامل مع خدامه.‏ وصحيحة هي الكلمات:‏ «الرب الرب اله رحيم ورؤوف بطيء الغضب وكثير الاحسان والوفاء.‏ حافظ الاحسان الى ألوف.‏ غافر الاثم والمعصية والخطية.‏» —‏ خروج ٣٤:‏٦،‏ ٧‏.‏

      ٥ كيف اظهر يهوه الصبر الحبي في التعامل مع امة اسرائيل؟‏

      ٥ نعم،‏ عظيم حقا هو الصبر الذي اظهره يهوه اللّٰه في تعاملاته مع الاسرائيليين من الوقت الذي فيه جعَلهم امة عند سفح جبل سيناء الى ان حمله عنادهم على رفضهم تماما.‏ وكما نقرأ في ٢ أخبار الايام ٣٦:‏١٥،‏ ١٦‏:‏ «ارسل الرب اله آبائهم اليهم عن يد رسله مبكرا ومرسلا لانه شفق على شعبه وعلى مسكنه.‏ فكانوا يهزأون برسل اللّٰه ورذلوا كلامه وتهاونوا بأنبيائه حتى ثار غضب الرب على شعبه حتى لم يكن شفاء.‏» ولكن كان هنالك اولئك الذين تجاوبوا فعلا بعدم انانية مع محبة يهوه اللّٰه.‏ ولكي نرى كيف فعلوا ذلك دعونا الآن نمتحن حياة بعض هؤلاء الافراد.‏ وهذا سيضع الاساس للاظهار كيف يمكن ان نتجاوب نحن انفسنا مع محبة يهوه بطرائق عملية جدا.‏

      كيف تجاوب موسى بعدم انانية

      ٦ بأية طرائق كان موسى مثالا بارزا،‏ وفي اية مراكز اختبر محبة اللّٰه؟‏

      ٦ كان موسى مثالا بارزا للشخص الذي يتجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه.‏ ويا للفرص التي كانت موضوعة امام موسى بصفته ابن ابنة فرعون بالتبني!‏ ولكنه اختار «ان يُذَل مع شعب اللّٰه على ان يكون له تمتع وقتي بالخطية حاسبا عار المسيح غنى اعظم من خزائن مصر.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وذات مرة اراد موسى ان يحرر اخوته،‏ الاسرائيليين،‏ من العبودية المصرية.‏ إلا انهم لم يقدِّروا جهوده ولم يكن وقت اللّٰه قد حان لتحريرهم.‏ (‏اعمال ٧:‏٢٣-‏٢٩‏)‏ ولكن،‏ بعد عقود،‏ بسبب ايمان موسى ورغبته غير الانانية في مساعدة اخوته،‏ منحه يهوه سلطة ليصنع عجائب كثيرة وليخدم الاسرائيليين طوال ٤٠ سنة كنبي،‏ قاض،‏ معطي شريعة،‏ ووسيط له.‏ في هذه المراكز اختبر موسى حالات كثيرة لمحبة يهوه له ولرفقائه الاسرائيليين.‏

      ٧ كيف تجاوب موسى مع تعابير محبة اللّٰه؟‏

      ٧ وكيف تجاوب موسى مع محبة اللّٰه ولطفه غير المستحق؟‏ هل ‹قبِل لطف يهوه غير المستحق باطلا›؟‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١‏)‏ كلا على الاطلاق!‏ لقد تجاوب موسى بعدم انانية مع تعابير محبة يهوه نحوه بكونه موجَّها من اللّٰه كليا.‏ فنظر الى يهوه في كل الاوقات وكانت له علاقة حميمة بصانعه.‏ وكم اشاد اللّٰه بذكر موسى عندما وبخ هرون ومريم على نقدهما اخاهما!‏ نعم،‏ تكلم يهوه «فما الى فم» مع موسى وجعله يعاين «شِبهَ الرب.‏» (‏عدد ١٢:‏٦-‏٨‏)‏ وعلى الرغم من امتيازاته الكثيرة،‏ بقي موسى الرجلَ الاكثر حِلْما وتماما «هكذا» اتَّبع وصايا يهوه.‏ —‏ خروج ٤٠:‏١٦؛‏ عدد ١٢:‏٣‏.‏

      ٨ كيف اظهر موسى انه موجَّه من اللّٰه حقا؟‏

      ٨ اظهر موسى ايضا انه موجَّه من اللّٰه بعدم انانية بالاهتمام الذي اظهره باسم يهوه،‏ صيته،‏ وعبادته النقية.‏ وهكذا،‏ في مناسبتين التمس موسى بنجاح من يهوه ان يوسِّع الرحمة على اسرائيل لان اسم اللّٰه كان ذا علاقة.‏ (‏خروج ٣٢:‏١١-‏١٤؛‏ عدد ١٤:‏١٣-‏١٩‏)‏ وعندما انهمك الاسرائيليون في عبادة العجل الصنمية،‏ اعرب موسى عن غيرة للعبادة النقية اذ صرخ:‏ «مَن للرب فإليّ.‏» وبعد ذلك،‏ قتل موسى ومَن معه ٠٠٠‏,٣ من عبدة الاصنام.‏ ثم احتمل طوال ٤٠ سنة شعبا متشكيا ومتمردا.‏ ولا شك هنالك بالتأكيد في ان موسى تجاوب بعدم انانية مع تعابير محبة اللّٰه،‏ راسما مثالا حسنا لنا اليوم.‏ —‏ خروج ٣٢:‏٢٦-‏٢٨؛‏ تثنية ٣٤:‏٧،‏ ١٠-‏١٢‏.‏

      تجاوب داود الحسن

      ٩ (‏أ)‏ كيف تجاوب داود مع محبة يهوه اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ كداود،‏ كيف يمكننا ان نكرم يهوه بالاشياء الثمينة؟‏

      ٩ والشخصية البارزة الاخرى للكتاب المقدس التي رسمت مثالا حسنا للتجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه كانت المرنم الملهم داود،‏ الملك الثاني لاسرائيل.‏ لقد دفعته غيرته لاسم يهوه الى محاربة الفلسطيني المعيِّر جليات الجبار،‏ الذي منح اللّٰه داودَ الانتصار عليه.‏ (‏١ صموئيل ١٧:‏٤٥-‏٥١‏)‏ وهذه الغيرة نفسها حملت داود على جلب تابوت العهد الى اورشليم.‏ (‏٢ صموئيل ٦:‏١٢-‏١٩‏)‏ أوَلم تكن رغبة داود في بناء هيكل ليهوه تعبيرا آخر عن غيرته وتقديره لمحبة اللّٰه وصلاحه؟‏ طبعا كانت كذلك.‏ وكونه محروما من هذا الامتياز لم يمنع داود من الإعداد للمشروع وإكرام يهوه بالتبرع شخصيا بالذهب،‏ الفضة،‏ والحجارة الكريمة الثمينة جدا.‏ (‏٢ صموئيل ٧:‏١-‏١٣؛‏ ١ أخبار الايام ٢٩:‏٢-‏٥‏)‏ والتجاوب غير الاناني المماثل مع محبة اللّٰه يجب ان يدفعنا الى ‹إكرام يهوه بأشيائنا الثمينة› باستعمال مواردنا المادية لدعم مصالح الملكوت.‏ —‏ امثال ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج،‏ ١٠‏؛‏ متى ٦:‏٣٣‏.‏

      ١٠ من ايّ ناحية يكون مسلك داود جديرا بالتمثل به؟‏

      ١٠ وعلى الرغم من ان داود اقترف اخطاء خطيرة،‏ فطوال حياته اثبت انه ‹رجل حسب قلب يهوه.‏› (‏١ صموئيل ١٣:‏١٤؛‏ اعمال ١٣:‏٢٢‏)‏ ومزاميره ملآنة بتعابير التقدير لمحبة اللّٰه.‏ تقول دائرة معارف الكتاب المقدس القانونية الاممية ان داود «امتلأ بالشكر اكثر من ايّ شخص آخَر مذكور في الاسفار المقدسة.‏» وصاحب المزمور آساف قال ان اللّٰه «اختار داود عبده وأخذه من حظائر الغنم.‏ .‏ .‏ .‏ اتى به ليرعى يعقوب شعبه واسرائيل ميراثه.‏ فرعاهم حسب كمال قلبه.‏» (‏مزمور ٧٨:‏٧٠-‏٧٢‏)‏ حقا،‏ كان مسلك داود مسلكا لنتمثل به.‏

      يسوع المسيح،‏ مثالنا الكامل

      ١١ و ١٢ كيف اظهر يسوع انه موجَّه من اللّٰه حقا؟‏

      ١١ طبعا،‏ يسوع المسيح هو احسن مثال في الاسفار المقدسة للانسان الذي تجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه.‏ وماذا دفع ذلك يسوع الى فعله؟‏ اولا،‏ اندفع الى تقديم التعبُّد المطلق ليهوه.‏ ولا شك ان يسوع كان موجَّها من اللّٰه تماما.‏ والتقدير لمحبة وصلاح ابيه السماوي دفعه الى ان يكون انسانا روحيا حقا.‏ فكانت له علاقة وثيقة حميمة باللّٰه.‏ وكان يسوع رجل صلاة وأحبَّ التكلم الى ابيه السماوي.‏ فمرة بعد اخرى نقرأ ان المسيح كان يصلّي.‏ وفي احدى المناسبات قضى الليل كله في الصلاة.‏ (‏لوقا ٣:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ ٦:‏١٢؛‏ ١١:‏١؛‏ يوحنا ١٧:‏١-‏٢٦‏)‏ وتجاوبا مع محبة اللّٰه،‏ عمل يسوع وفق الحقيقة انه «ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم اللّٰه.‏» وفي الواقع،‏ كان فعل مشيئة ابيه طعاما له.‏ (‏متى ٤:‏٤؛‏ يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ أفلا يجب ان نتجاوب على نحو مماثل مع محبة اللّٰه،‏ مقدِّمين له التعبُّد المطلق؟‏

      ١٢ اذ تجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه،‏ كان يسوع المسيح يوجِّه الانتباه دائما الى الهه وأبيه.‏ فعندما خاطب احد الاشخاص يسوع بصفته «المعلم الصالح،‏» اعترض وقال:‏ «ليس احد صالحا إلا واحد وهو اللّٰه.‏» (‏لوقا ١٨:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ وشدَّد يسوع على نحو متكرر انه لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئا.‏ ولم يخسر قط ايّ فرصة لتعظيم اسم ابيه،‏ وعلى نحو ملائم الى ابعد حد ابتدأ صلاته النموذجية بالطلب:‏ «ليتقدس اسمك.‏» وصلَّى:‏ «ايها الآب مجِّد اسمك.‏» وقبل موته بوقت قصير،‏ قال المسيح لأبيه:‏ «انا مجدتك على الارض.‏ العمل الذي اعطيتني لأعمل قد اكملته.‏» (‏متى ٦:‏٩؛‏ يوحنا ١٢:‏٢٨؛‏ ١٧:‏٤‏)‏ فبالتأكيد،‏ تجاوبا مع محبة اللّٰه،‏ يجب ان نطلب تمجيد يهوه،‏ مصلّين من اجل تقديس اسمه القدوس.‏

      ١٣ كيف حثت محبة اللّٰه يسوعَ على العمل؟‏

      ١٣ والآن،‏ لاحظوا من فضلكم طريقة ثانية دفع بها التجاوب غير الاناني مع محبة اللّٰه يسوع.‏ فقد جعله يحبّ البر ويبغض الشر،‏ كما هو منبأ مسبقا في المزمور ٤٥:‏٧‏.‏ (‏عبرانيين ١:‏٩‏)‏ وكان ‹قدوسا بلا شر ولا دنس منفصلا عن الخطاة.‏› (‏عبرانيين ٧:‏٢٦‏)‏ وتحدّى يسوع مقاوميه الخبثاء ان يبكِّتوه على خطية،‏ ولكنهم لم يتمكَّنوا من ذلك.‏ (‏يوحنا ٨:‏٤٦‏)‏ وفي مناسبتين،‏ جعله بغضه للشر يطهِّر الهيكل من الدينيين الجشعين.‏ (‏متى ٢١:‏١٢،‏ ١٣؛‏ يوحنا ٢:‏١٣-‏١٧‏)‏ وما اشد قساوة تشهير يسوع للقادة الدينيين المرائين،‏ قائلا لهم ايضا انهم من ابليس!‏ —‏ متى ٦:‏٢،‏ ٥،‏ ١٦؛‏ ١٥:‏٧-‏٩؛‏ ٢٣:‏١٣-‏٣٢؛‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏.‏

      ١٤ تجاوبا مع محبة يهوه،‏ كيف تعامل يسوع مع تلاميذه؟‏

      ١٤ وثمة طريقة اخرى ايضا دفعت بها محبة يهوه يسوع يمكن ان تُرى في تعاملاته مع رسله والتلاميذ الآخرين.‏ فكم كان محبا،‏ صبورا،‏ وطويل الاناة معهم!‏ ولا بد انهم أتعبوه جدا بمنافستهم،‏ متجادلين حتى الى ليلة تسليمه في مَن يكون الاكبر.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ ومع ذلك،‏ كان يسوع يُظهر دائما انه وديع ومتواضع القلب.‏ (‏متى ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ صحيح ان يهوذا سلَّم يسوع،‏ بطرس انكره ثلاث مرات،‏ والرسل الآخرين هربوا عندما اتى رعاع ليقبضوا عليه.‏ ولكنه لم يصر قاسيا او مستاء.‏ وكيف نعرف ذلك؟‏ حسنا،‏ عند انضمامه من جديد الى الرسل بعد قيامته،‏ لم يمنحهم يسوع توبيخا لاذعا على الاستسلام للخوف.‏ وبالاحرى،‏ عزّاهم وقوّاهم من اجل خدمة اضافية للملكوت.‏ —‏ يوحنا ٢٠:‏١٩-‏٢٣‏.‏

      ١٥ كيف خدم يسوع بعدم انانية حاجات الناس الجسدية؟‏

      ١٥ لنتأمل بعدُ في طريقة اخرى تجاوب بها يسوع المسيح بعدم انانية مع محبة اللّٰه.‏ لقد فعل ذلك بتقديم نفسه ذبيحة لاجل الآخرين،‏ وذلك حتى الموت المخزي والموجع على خشبة الآلام.‏ (‏فيلبي ٢:‏٥-‏٨‏)‏ وخدم يسوع حاجات الناس الجسدية بإطعام الجموع عجائبيا والقيام بالكثير من اعمال الشفاء.‏ (‏متى ١٤:‏١٤-‏٢٢؛‏ ١٥:‏٣٢-‏٣٩‏)‏ وكان دائما يضع مصالح الآخرين قبل مصالحه الخاصة.‏ لهذا السبب استطاع القول:‏ «للثعالب اوجرة ولطيور السماء اوكار.‏ وأما ابن الانسان فليس له اين يسند رأسه.‏» (‏متى ٨:‏٢٠‏)‏ كان يسوع حساسا لعمل روح اللّٰه اذ كان يتدفق منه في القيام بأعمال الشفاء العجائبية.‏ ولكنه لم يحاول قط ان يستفيد ماديا من استعمال مثل هذه القوة الخارقة للطبيعة،‏ كما عندما مسَّت امرأة بنزف دم منذ ١٢ سنة ثوبه بايمان وشفيتْ.‏ (‏مرقس ٥:‏٢٥-‏٣٤‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ لم يستعمل يسوع قط القوى الخارقة للطبيعة من اجل مصلحته الخاصة.‏ —‏ قارنوا متى ٤:‏٢-‏٤‏.‏

      ١٦ بأية طرائق خدم المسيح حاجات الناس الروحية؟‏

      ١٦ ومع ان يسوع اعتنى بعدم انانية بحاجات الناس الجسدية اذ شفى امراضهم وأطعمهم عجائبيا،‏ فان القصد الرئيسي في خدمته الارضية كان الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه،‏ التعليم،‏ والتلمذة.‏ وعلى الرغم من كل اعمال الشفاء العجائبية التي قام بها،‏ لم يكن معروفا بالطبيب العظيم او صانع العجائب بل بالمعلم الصالح.‏ (‏متى ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ مرقس ١٠:‏١٧‏)‏ وأشار يسوع الى نفسه بأنه المعلم،‏ كما فعل تلاميذه وأيضا اعداؤه.‏ (‏متى ٢٢:‏١٦؛‏ ٢٦:‏١٨؛‏ مرقس ٩:‏٣٨‏)‏ ويا للحقائق التي علَّمها،‏ كما في موعظته على الجبل!‏ (‏متى ٥:‏١-‏٧:‏٢٩‏)‏ كم كانت ايضاحاته ملائمة،‏ وأمثاله النبوية ونبواته الاخرى مدهشة!‏ فليس عجيبا ان الجنود الذين أُرسلوا ليقبضوا على يسوع في احدى المناسبات لم تطوِّع لهم انفسهم ان يمسكوه!‏ —‏ يوحنا ٧:‏٤٥،‏ ٤٦‏.‏

      ١٧ (‏أ)‏ كيف زوَّدنا يسوع بالنموذج الكامل للمحبة؟‏ (‏ب)‏ ماذا سيناقَش في المقالة التالية؟‏

      ١٧ لا شك ان يسوع المسيح رسم لنا مثالا كاملا للتجاوب بعدم انانية مع تبيانات محبة اللّٰه نحونا.‏ فيسوع منح اباه السماوي المقام الاول في حياته وعواطفه.‏ وقد أَحب البر حقا،‏ تعامل بمحبة مع رسله والتلاميذ الآخرين،‏ وقضى حياته يخدم حاجات الناس الروحية والمادية.‏ وأخيرا،‏ توَّج يسوع خدمته ببذل حياته فدية.‏ (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ ولكن ماذا عنّا؟‏ صحيح اننا ناقصون،‏ كموسى وداود.‏ ولكن،‏ كما تُظهر المقالة التالية،‏ هنالك طرائق عملية يمكننا بها الاقتداء بمثالنا في التجاوب بعدم انانية مع اظهارات محبة اللّٰه.‏

  • كيف يمكننا ان نتجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه؟‏
    برج المراقبة ١٩٩٠ | ١ كانون الاول (‏ديسمبر)‏
    • كيف يمكننا ان نتجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه؟‏

      ‏«إن كان اللّٰه قد احبنا هكذا ينبغي لنا ايضا ان يحب بعضنا بعضا.‏» —‏ ١ يوحنا ٤:‏١١‏.‏

      ١ و ٢ ماذا يلزمنا لنتجاوب بعدم انانية مع تبيانات محبة اللّٰه؟‏

      يهوه هو مجسَّم المحبة نفسُه.‏ حقا،‏ في المقالة السابقة،‏ رأينا ما اكثر اظهارات محبته فعلا.‏ ولاحظنا ايضا كيف تجاوب موسى،‏ داود،‏ ويسوع المسيح بعدم انانية مع تبيانات المحبة هذه.‏ أفلا يجب ان يرغب كل واحد من شهود يهوه في فعل الامر نفسه؟‏ بلى،‏ بالتأكيد!‏

      ٢ وماذا يلزم اذا كنا سنتجاوب بعدم انانية مع تعابير محبة اللّٰه؟‏ اولا،‏ يجب ان نمنحه المكان الاول في حياتنا،‏ اذ نحبه من كل قلبنا،‏ نفسنا،‏ فكرنا،‏ وقدرتنا.‏ (‏مرقس ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏ وهذا يعني ان نكون موجَّهين من اللّٰه،‏ اذ تكون لنا علاقة شخصية حميمة بيهوه.‏ فهل نرغب في التكلم الى ابينا السماوي في الصلاة؟‏ هل نصلِّي بلا انقطاع ونواظب على الصلاة؟‏ او هل نسرع في صلواتنا،‏ اذ نكون ايضا في بعض الاحيان مشغولين اكثر من ان نصلِّي؟‏ (‏رومية ١٢:‏١٢؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏١٧‏)‏ هل نوجِّه الانتباه الى يهوه،‏ ناسبين اليه والى هيئته الفضل في ما يمكن ان نكون قد انجزناه؟‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٧؛‏ ٤:‏٧‏)‏ حقا،‏ هل نشعر كصاحب المزمور؟‏ فقد قال عن اللّٰه:‏ «سبع مرات في النهار سبَّحتك.‏» —‏ مزمور ١١٩:‏١٦٤‏.‏

      ٣ عندما نجتمع معا اجتماعيا،‏ كيف يمكن ان نُظهر اننا نتجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه؟‏

      ٣ وما اذا كنا نتجاوب بعدم انانية مع محبة اللّٰه ام لا يمكن ان يَظهر جيدا عندما نجتمع من اجل قضاء وقت ممتع اجتماعيا.‏ فهل تدور محادثتنا آنذاك حول المسائل الدنيوية ام الامور الروحية؟‏ ليس انه يلزمنا القيام بدرس جدي للكتاب المقدس كلما اجتمعنا مع الرفقاء المسيحيين.‏ ولكن يمكننا بالتأكيد ان نجد بعض الامور الممتعة من النوع الروحي لكي نشملها في محادثتنا.‏ وماذا عن سرد اختبارات الحقل،‏ مناقشة آيتنا المفضلة في الكتاب المقدس،‏ الإخبار عن كيفية تعلُّمنا الحق،‏ او الاشارة الى الادلة على عناية اللّٰه الحبية وبركته؟‏

      ٤ كيف يجب ان ننظر الى الامور اذا خاب املنا في ما يختص بامتياز خدمة ما؟‏

      ٤ والحالة الاخرى التي يمكن ان تُظهر مدى تقديرنا لمحبة اللّٰه هي عندما يُغفَل عنا في ما يتعلق بامتياز خدمة ما في هيئة يهوه.‏ فكيف نتجاوب مع ذلك؟‏ اذا كنا مهتمين على نحو رئيسي بإكرام يهوه،‏ فسنوافق انه على الارجح سيكرِم اللّٰهَ جيدا على نحو مساو ايُّ شخص ينال امتياز الخدمة الخصوصي.‏ (‏قارنوا لوقا ٩:‏٤٨‏.‏)‏ ولكن اذا كنا مهتمين على نحو غير ملائم بفائدتنا او اسمنا،‏ فسنتألم من انه يُغفَل عنا،‏ كما يمكن ان نفكر.‏ فيجب ان نتذكر ان يهوه يحبنا ويمكن ان يعرف ايضا انه لا يمكننا في الوقت الحاضر ان نحمل ثقل مسؤولية ثيوقراطية معيَّنة.‏ وربما كان يباركنا بسخاء بطرائق اخرى،‏ ومثل هذه الاظهارات لمحبته يجب ان تساعدنا لنحافظ على توازننا الروحي.‏ —‏ امثال ١٠:‏٢٢‏.‏

      محبة البر،‏ بغض الاثم

      ٥ يجب ان تكون لاظهارات محبة اللّٰه اي تأثير في سلوكنا؟‏

      ٥ يجب ان تدفعنا اظهارات محبة اللّٰه نحونا الى الاقتداء بالمسيح في محبة البر وبغض الاثم.‏ (‏عبرانيين ١:‏٩‏)‏ صحيح انه لا يمكننا ان نفعل ذلك كاملا،‏ كما فعل يسوع.‏ ولكن يمكننا ان نجعله هدفا لنا ان نكون قديسين،‏ مستقيمين،‏ وطائعين للشريعة قدر الامكان في حالة نقصنا.‏ ولكي نفعل ذلك،‏ لا يجب ان نطوِّر فقط محبة للامور البارة والصالحة بل ان ننمي ايضا بغضا،‏ نفورا،‏ كراهية لما هو شرير.‏ وكما عبَّر الرسول بولس عن ذلك:‏ ‹(‏امقتوا)‏ ما هو شرير،‏ التصقوا بما هو صالح.‏› (‏رومية ١٢:‏٩‏)‏ و ‹يمقت› كلمة قوية جدا،‏ اذ تعني «ان ينظر باشمئزاز شديد.‏» —‏ قاموس وبستر الجامعي الجديد.‏

      ٦ ماذا يساعدنا على الاحتراز من التجارب التي يضعها العالم،‏ جسدنا الخاطئ،‏ وابليس في طريقنا؟‏

      ٦ وماذا يساعدنا على الاحتراز من التجارب التي يجعلها العالم،‏ جسدنا الخاطئ،‏ وابليس في طريقنا؟‏ الولاء ليهوه اللّٰه.‏ فهو يناشدنا:‏ «يا ابني كن حكيما وفرح قلبي فأجيب من يعيرني كلمة.‏» (‏امثال ٢٧:‏١١‏)‏ نعم،‏ يدفعنا الولاء ليهوه الى اتخاذ المسلك الحكيم لبغض ما يبغضه.‏ وفضلا عن ذلك،‏ مهما بدا كسر احدى شرائع اللّٰه ممتعا او مثيرا فلا بد ان نستمر في القول لانفسنا ان فعل ذلك غير مفيد.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧،‏ ٨‏)‏ فالقلب البشري خادع،‏ غادر،‏ مضلِّل،‏ كما يجري تذكيرنا في ارميا ١٧:‏٩‏.‏ والقلب المسيحي يحبّ الامور الصالحة،‏ الجميلة،‏ والطاهرة.‏ ولكن احيانا تستميله الميول الخاطئة ليرغب ايضا في ما هو رديء.‏ وكقلوب الاسرائيليين الذين عبدوا يهوه ومع ذلك أبقوا ‹مرتفعاتهم› الصنمية،‏ هكذا يمكن ان يكون قلبنا انانيا وماكرا.‏ (‏١ ملوك ٢٢:‏٤٣؛‏ تثنية ١٢:‏٢‏)‏ ويمكن ان يحاول قلبنا الناقص ايجاد الاعذار ليضعنا في طريق التجربة.‏ ويمكن ان يحاول التقليل من خطورة ارتكاب الخطإ الذي نجرَّب به.‏ او يمكن ان يحاول قلبنا اقناعنا بأن كل عقاب سيكون وقتيا فقط.‏

      ٧ لماذا لا بد ان نحترز من التوق الى ما هو رديء؟‏

      ٧ وبدافع التقدير لمحبة اللّٰه،‏ لا بد ان نحترز من التوق الى ما هو رديء،‏ كالميل الى الفساد الادبي الجنسي،‏ سواء كنا عزابا او متزوجين.‏ فمرة بعد اخرى،‏ ادّى ما ابتدأ مغازلة غير مؤذية حسب الظاهر الى ان يتورط مسيحيان الى حد بعيد احدهما مع الآخر عاطفيا بحيث مارسا الخطية وانفصلا.‏ وحتى الشيوخ،‏ الذين يجب ان يكونوا امثلة بلا لوم للرعية،‏ فشلوا في هذه الامور!‏ —‏ قارنوا ١ ملوك ١٥:‏٤،‏ ٥‏.‏

      ٨ اي مثال تحذيري يعطينا اياه الرسول بولس،‏ وكيف يمكن ايضاح مثل هذه المشكلة؟‏

      ٨ تأملوا في الرسول بولس،‏ الذي بورك برؤى وقوى خارقة للطبيعة وبعطية الوحي الالهي.‏ فلكي ينجح في محاربته الميول الخاطئة،‏ كان يلزم ان يلكم —‏ نعم،‏ يضرب بقسوة —‏ جسده.‏ فهل نجرؤ على الاكتفاء بفعل اقل من ذلك؟‏ (‏رومية ٧:‏١٥-‏٢٥؛‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٧‏)‏ يكون ذلك كما لو اننا في قارب تجذيف صغير على نهر جار بسرعة ونحن نُسحب نحو مساقطه.‏ فلكي نتجنب الكارثة،‏ لا بد ان نجذف باجتهاد نحو اعلى النهر ضد التيار القوي.‏ وربما لا يبدو اننا نحرز الكثير من التقدم،‏ ولكن ما دمنا نستمر في بذل الجهد بنشاط،‏ لا نمضي الى المساقط لهلاكنا.‏ وبالتأكيد،‏ فان اظهارات محبة يهوه اللّٰه نحونا يجب ان تجعلنا نبذل الجهد بنشاط لنكون اولياء له ببغض الاثم ومحبة البر.‏

      أعربوا عن المحبة الاخوية

      ٩ اية مشورة يعطيها الرسول يوحنا في ما يتعلق بمحبة اخواننا؟‏

      ٩ واظهارات محبة اللّٰه يجب ان تدفعنا ايضا الى ان نحبّ اخواننا كما يحبّ يسوع المسيح تلاميذه.‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ وعلى نحو ملائم جدا يعلن الرسول يوحنا:‏ «في هذا هي المحبة ليس اننا نحن احببنا اللّٰه بل انه هو احبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا.‏ ايها الاحباء إن كان اللّٰه قد احبنا هكذا ينبغي لنا ايضا ان يحب بعضنا بعضا.‏» (‏١ يوحنا ٤:‏١٠،‏ ١١‏)‏ وفي الواقع،‏ قال يسوع ان الطريقة التي بها يمكن اثبات هوية أتباعه الحقيقيين هي المحبة التي يملكونها في ما بينهم.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏

      ١٠ و ١١ ما هي بعض الطرائق التي بها يمكننا الاعراب عن المحبة الاخوية؟‏

      ١٠ نعرف ان المسيحيين يجب ان يُظهروا المحبة الاخوية.‏ ولكن ليس خطأ ان نذكِّر انفسنا بالطرائق المتنوعة التي بها يمكننا اظهار هذه المحبة الشبيهة بمحبة المسيح بعضنا لبعض.‏ فمثل هذه المحبة تساعدنا على تجاهل الاختلافات في ما يختص بالعرق،‏ القومية،‏ العلم،‏ الثقافة،‏ والمستوى الاقتصادي.‏ وفضلا عن ذلك،‏ تدفعنا المحبة الاخوية الى ان نجتمع معا في الاجتماعات.‏ واذا كنا نحبّ اخواننا حقا،‏ لا ندع الطقس العاصف او وعكة جسدية خفيفة يمنعنا من فرح معاشرتهم والاشتراك في التشجيع المتبادل.‏ (‏رومية ١:‏١١،‏ ١٢‏)‏ واكثر من ذلك،‏ تجعلنا المحبة الاخوية نستعد جيدا لاجتماعاتنا ونشترك بفعالية فيها لكي نتمكن من ان نحرض بعضنا بعضا على المحبة والاعمال الحسنة.‏ —‏ عبرانيين ١٠:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

      ١١ وماذا عن مساعدة اخواننا في خدمة الحقل؟‏ يلاحَظ ان الشيوخ والخدام المساعدين يشتركون غالبا في الخدمة من بيت الى بيت احدهم مع الآخر او وحدهم فيما يستطيعون،‏ بقليل من التخطيط،‏ ان يدْعوا ناشري الملكوت الذين يحتاجون الى المساعدة في الخدمة الى مرافقتهم.‏ ان اظهار المحبة بهذه الطريقة يجعل خدمة حقل الشيوخ والخدام المساعدين مكافِئة على نحو مضاعف.‏ وماذا عن اخذ ناشر جديد معكم الى درس بيتي للكتاب المقدس؟‏ —‏ رومية ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

      ١٢ كيف يجب ان نفهم ١ يوحنا ٣:‏١٦-‏١٨‏؟‏

      ١٢ تجعلنا المحبة ايضا نأتي لمساعدة اخواننا الذين يمكن ان يكونوا في حاجة مادية حقيقية.‏ كتب الرسول يوحنا:‏ «بهذا قد عرفنا المحبة ان ذاك وضع نفسه لاجلنا فنحن ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة.‏ وأما من كان له معيشة العالم ونظر اخاه محتاجا وأغلق احشاءه عنه فكيف تثبت محبة اللّٰه فيه.‏ يا اولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق.‏» (‏١ يوحنا ٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ ربما لا يُطلب منا الآن ان نضع نفوسنا من اجلهم،‏ ولكن تكون لدينا احيانا فرص للتعبير عن المحبة لهم بطرائق اخرى،‏ ليس فقط بالكلام او باللسان بل ايضا بالاعمال.‏ ليس هنالك خطأ في محبة اخواننا بالكلام،‏ ولكننا لا نريد ان نجعل محبتنا تقتصر على ذلك عندما يكونون في حاجة الى الامور المادية.‏ فعبارة يسوع انه «مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ» تنطبق ايضا على تزويد المساعدة المادية.‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ ما هي بعض الحقائق الاساسية التي تعلَّمناها بمساعدة هيئة يهوه المنظورة؟‏ (‏ب)‏ اية نقطة حيوية قدمها تشارلز تاز رصل؟‏

      ١٣ ولدينا فرصة اظهار المحبة لاخواننا الذين يأخذون القيادة في الجماعة او في ما يتعلق بهيئة يهوه المنظورة في كل العالم.‏ وهذا يشمل الكينونة اولياء ‹للعبد الامين الحكيم.‏› (‏متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏)‏ فلنواجه الواقع انه مهما كان مقدار ما قرأناه في الكتاب المقدس فنحن لم نكن لنتعلم الحق من انفسنا.‏ لم نكن لنكتشف الحق عن يهوه،‏ مقاصده وصفاته،‏ معنى وأهمية اسمه،‏ الملكوت،‏ فدية يسوع،‏ الفرق بين هيئة اللّٰه وهيئة الشيطان،‏ ولا سبب سماح اللّٰه بالشر.‏ وذلك تماما كما كتب الرئيس الاول لجمعية برج المراقبة،‏ تشارلز تاز رصل،‏ في سنة ١٩١٤:‏ «ألسنا شعبا مبارَكا،‏ سعيدا؟‏ أليس الهنا امينا؟‏ اذا كان احد يعرف شيئا افضل فليقبله.‏ اذا وجد احد منكم يوما ما شيئا افضل،‏ نرجو ان تخبرونا.‏ نحن لا نعرف شيئا افضل ولا جيدا كنصف ما وجدناه في كلمة اللّٰه.‏ .‏ .‏ .‏ ما من لسان او قلم يستطيع ان يخبر عن السلام،‏ الفرح،‏ والبركة التي تُدخلها المعرفة الواضحة عن الاله الحقيقي الى قلبنا وحياتنا.‏ والقصة عن حكمة اللّٰه،‏ عدله،‏ قدرته،‏ ومحبته تشبع كاملا رغبات عقلنا وقلبنا على السواء.‏ ونحن لا نطلب شيئا اضافيا.‏ ليس هنالك ما يجب ان نرغب فيه اكثر من فهم هذه القصة الرائعة على نحو اوضح امام ذهننا.‏» (‏برج المراقبة،‏ ١٥ كانون الاول ١٩١٤،‏ الصفحتان ٣٧٧ و ٣٧٨،‏ بالانكليزية.‏)‏ فما اصح هذه الكلمات المدوَّنة جيدا!‏

      خادمين الذين هم من خارج

      ١٤ كيف يجب ان تدفعنا تعابير محبة اللّٰه الى العمل نحو اولئك الذين هم من خارج؟‏

      ١٤ يجب ان تدفعنا تعابير محبة اللّٰه التي نتمتع بها الى اظهار محبة القريب لاولئك الذين هم خارج الجماعة.‏ فكيف يمكن ان نفعل ذلك؟‏ قد تدل الظروف انه يمكننا مساعدة قريبنا بطريقة مادية.‏ ولكنّ الشيء الاهم بكثير هو انه يمكننا اظهار محبة القريب بتقديم بشارة ملكوت اللّٰه للآخرين ومساعدة محبي البر على الصيرورة تلاميذ ليسوع المسيح.‏ فهل نشترك قانونيا في هذه الخدمة العلنية،‏ ام نهملها؟‏ هل صارت مجرد روتين او شكل رمزي للخدمة؟‏ او هل تدفعنا حقا محبة القريب؟‏ هل نُظهر التعاطف؟‏ هل نتصف بالصبر،‏ منتظرين تجاوب الناس؟‏ هل نشجع اصحاب البيوت على التعبير عن انفسهم؟‏ نعم،‏ عوضا عن القيام بكل المحادثة،‏ لنسمح لمحبة القريب بأن تدفعنا الى الاصغاء واجراء مناقشات مكافِئة في الكتاب المقدس مع الناس الذين نلتقيهم في خدمتنا.‏

      ١٥ (‏أ)‏ لماذا «الشهادة غير الرسمية» تعبير افضل من «الشهادة العرضية»؟‏ (‏ب)‏ لماذا يجب ان نستفيد من فرص الشهادة بطريقة غير رسمية؟‏

      ١٥ وهل نحن متيقظون كما يجب لنستفيد من فرص الشهادة بطريقة غير رسمية؟‏ يجب الاشارة الى ان هذه ليست مجرد شهادة عرضية تقترح نشاطا لا يجري التخطيط له او يكون قليل الاهمية.‏ فالشهادة غير الرسمية مهمة جدا،‏ والمحبة للرفقاء البشر تدفعنا الى انتهاز الفرص للاشتراك فيها.‏ وكم تكون مثل هذه الشهادة في اغلب الاحيان مثمرة!‏ مثلا،‏ في اثناء حضور محفل كوري لشهود يهوه في ايطاليا الشمالية،‏ ذهب اخ الى مرأب ليستبدل مصباح السيارة الامامي.‏ وفيما هو منتظر،‏ شهد للذين حوله وقدَّم لهم اوراق دعوة داعيا اياهم الى الخطاب العام المؤسس على الكتاب المقدس يوم الاحد.‏ وفي احد المحافل الاممية في روما بعد سنة،‏ رحب به بحرارة اخ لم يكن يعرفه.‏ فمَن كان هذا الاخ؟‏ لقد كان احد اولئك الرجال الذين كان قد قدَّم لهم ورقة دعوة في المرأب السنة الماضية!‏ فالرجل كان قد ذهب ليسمع الخطاب العام وأعطى اسمه من اجل درس في الكتاب المقدس.‏ والآن،‏ هو وزوجته كلاهما شاهدان منتذران ليهوه.‏ فلا شك ان الشهادة غير الرسمية يمكن ان تكون مكافِئة جدا.‏

      استمروا في التجاوب مع محبة اللّٰه

      ١٦ اية اسئلة نفعل حسنا اذ نطرحها على انفسنا؟‏

      ١٦ ان يهوه سخي حقا في اظهار المحبة لمخلوقاته.‏ وكما لاحظنا،‏ تعطينا الاسفار المقدسة امثلة حسنة لاولئك الذين تجاوبوا بعدم انانية مع اظهارات محبة اللّٰه.‏ وعلى نحو ملائم جدا،‏ هتف المرنم الملهم قائلا:‏ «فليحمدوا الرب على (‏لطفه الحبي)‏ وعجائبه لبني آدم.‏» (‏مزمور ١٠٧:‏٨،‏ ١٥،‏ ٢١،‏ ٣١‏)‏ فهل نجرؤ ان نقبل لطف اللّٰه غير المستحق باطلا؟‏ حاشا!‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١‏)‏ فليسأل كل منا نفسه افراديا:‏ ‹هل اقدِّر حقا تعابير محبة اللّٰه التي اتمتع بها وأرجو بثقة ان اتمتع بها اكثر في المستقبل؟‏ هل تدفعني الى ان احب يهوه من كل قلبي،‏ نفسي،‏ فكري،‏ وقدرتي؟‏ هل انا حقا موجَّه من اللّٰه؟‏ هل احب البر وأكره الاثم؟‏ هل اظهر المحبة الاخوية؟‏ والى ايّ حد احاول ان اسير بدقة على خطى يسوع في ما يتعلق بخدمتي؟‏›‏

      ١٧ ماذا ينتج اذا تجاوبنا بعدم انانية مع اظهارات محبة يهوه اللّٰه؟‏

      ١٧ حقا،‏ هنالك طرائق كثيرة لاظهار شكرنا المخلص على كل اظهارات محبة اللّٰه التي نختبرها.‏ وبالاستفادة كاملا من فرص الاعراب عن مثل هذا التقدير نفرِّح قلب ابينا السماوي،‏ نكون بركة للآخرين،‏ وننال الفرح،‏ السلام،‏ والاكتفاء نحن انفسنا.‏ فلنستمر في التجاوب بعدم انانية مع اظهارات محبة اللّٰه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة