-
ليكن يهوه متَّكلكبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
ما تعنيه الثقة بيهوه
١٨، ١٩ اية كلمات في الكتاب المقدس تشجِّعنا على الثقة بيهوه، ولكن اية افكار خاطئة لدى البعض في هذا المجال؟
١٨ تحثنا كلمة اللّٰه: «توكّل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه وهو يقوِّم سبلك». (امثال ٣:٥، ٦) كم تسرّنا وتشجعنا هذه الكلمات! فما من احد في كل الكون جدير بالثقة اكثر من ابينا السماوي يهوه. إلا ان قراءة هذه الكلمات في الامثال اسهل بكثير من تطبيقها.
١٩ كثيرون من الناس لديهم آراء خاطئة بشأن ما تعنيه الثقة بيهوه. فالبعض يعتقدون ان هذه الثقة هي مجرد شعور بالطمأنينة ينشأ تلقائيا في القلب. أما الآخرون فيعتقدون ان الثقة باللّٰه تعني التوقع ان يحميهم من كل المشقات، يحلّ كل مشاكلهم، ويذلل فورا كل الصعوبات اليومية التي يواجهونها بالطريقة التي تروق لهم. لكنَّ هذه الافكار لا اساس لها من الصحة. فالثقة ليست مجرد شعور او توقعات من نسج الخيال، بل تشمل اتِّخاذ الشخص الراشد قرارات واعية ناجمة عن التفكير مليًّا.
٢٠، ٢١ ماذا تشمل الثقة بيهوه؟ ايّ مثل يوضح ذلك؟
٢٠ لنلاحظ مرة اخرى ما تقوله الامثال ٣:٥. فهي تشير الى التباين بين الثقة بيهوه والاعتماد على فهمنا، مما يشير الى انه ليس بإمكاننا الاتكال على الاثنين معا. ولكن هل يعني ذلك انه لا يجب ان نستخدم قوى فهمنا؟ كلا. فيهوه، الذي اعطانا هذه القوى، يتوقع منا ان نستخدمها في خدمته. (روما ١٢:١) ولكن علامَ نعتمد؟ اذا لم تكن آراؤنا منسجمة مع آراء يهوه، فهل نقبل حكمته على انها اسمى بكثير من حكمتنا؟ (اشعياء ٥٥:٨، ٩) فالثقة بيهوه تعني السماح لتفكيره بأن يوجِّه تفكيرنا.
٢١ لنأخذ على سبيل المثال هذا الايضاح: ولد صغير جالس في المقعد الخلفي في السيارة ووالداه في الامام. فكيف يتصرف الولد الذي يثق بوالدَيه ويطيعهما عندما يتساءلان ايّ اتجاه هو الاتجاه الصحيح او عندما تنشأ مشكلة تتعلق بالطقس او حالة الطريق؟ هل يصرخ معطيا اباه ارشادات كيف يقود السيارة؟ او هل يشك في قرارات والدَيه او يعاندهما عندما يذكِّرانه بأن يجلس في مكانه ويضع حزام الامان؟ كلا. فهو يثق بأن والدَيه بإمكانهما معالجة الامور رغم انهما ناقصان. لكنَّ يهوه اب كامل. لذلك ألا ينبغي ان نثق به ثقة مطلقة، وخصوصا عندما نواجه ظروفا صعبة؟ — اشعياء ٣٠:٢١.
٢٢، ٢٣ (أ) لماذا ينبغي ان نثق بيهوه عندما نواجه المشاكل، وكيف يمكننا ذلك؟ (ب) ماذا ستناقش مقالتنا التالية؟
٢٢ لكنَّ الامثال ٣:٦ تقول انه ينبغي ان ‹نعرف يهوه في كل طرقنا›، وليس فقط عندما نواجه ظروفا صعبة. لذلك ينبغي ان تعكس القرارات التي نتَّخذها في حياتنا اليومية ثقتنا بيهوه. فعندما تنشأ المشاكل، لا ينبغي ان نيأس، نُصاب بالذعر، او نقاوم ارشاد يهوه بشأن الطريقة الفضلى لمعالجة الامور. بل يجب ان نعتبر المحن فرصا لتأييد سلطان يهوه، للبرهان ان الشيطان كاذب، ولتعلم الطاعة وصفات اخرى ترضي يهوه. — عبرانيين ٥:٧، ٨.
٢٣ ومهما كانت العوائق التي تعترض سبيلنا، فبإمكاننا ان نعرب عن ثقتنا بيهوه. وثقتنا هذه تظهر في صلواتنا ولجوئنا الى كلمة يهوه وهيئته طلبا للارشاد. ولكن كيف يمكننا ان نُظهِر عمليا ثقتنا بيهوه عندما نواجه المشاكل التي تنشأ اليوم؟ هذا ما ستناقشه مقالتنا التالية.
-
-
لنثق بيهوه ثقة تامة في وقت الضيقبرج المراقبة ٢٠٠٣ | ١ ايلول (سبتمبر)
-
-
لنثق بيهوه ثقة تامة في وقت الضيق
«اللّٰه لنا ملجأ وقوة. عونا في الضيقات وُجد شديدا». — مزمور ٤٦:١.
١، ٢ (أ) ايّ مثال يُظهِر ان الادّعاء اننا نثق باللّٰه ليس كافيا؟ (ب) لماذا لا يجب ان تقتصر ثقتنا بيهوه على مجرد الكلام؟
شتّان ما بين الادِّعاء اننا نثق باللّٰه وبين إظهار هذه الثقة بطريقة تصرفاتنا! مثلا، منذ فترة طويلة، تَظهر عبارة «باللّٰه نثق» على عملات الولايات المتحدة الورقية والمعدنية.a ففي سنة ١٩٥٦، اقرّ الكونڠرس قانونا ينص على جعل هذه العبارة شعار الولايات المتحدة القومي. لكنَّ المفارقة هي ان اشخاصا كثيرين، ليس في هذا البلد فقط بل حول العالم ايضا، يثقون بالمال والثروة اكثر مما يثقون باللّٰه. — لوقا ١٢:١٦-٢١.
٢ أما نحن المسيحيين الحقيقيين فلا يجب ان تقتصر ثقتنا بيهوه على مجرد الكلام. فكما ان «الايمان بلا اعمال ميت»، كذلك ايضا يكون ايّ ادِّعاء اننا نثق باللّٰه عديم الجدوى ما لم تدعمه اعمالنا. (يعقوب ٢:٢٦) في المقالة السابقة، تعلّمنا ان ثقتنا بيهوه تظهر عندما نصلّي اليه، نطلب التوجيه من كلمته، ونلجأ الى هيئته من اجل الارشاد. فلنناقش الآن كيف يمكننا تطبيق هذه النقاط الثلاث في وقت الضيق.
عندما نخسر وظيفتنا او يكون دخلنا ضئيلا
٣ اية ضغوط اقتصادية يعانيها خدام يهوه في هذه ‹الازمنة الحرجة›، وكيف نعرف ان اللّٰه مستعد لمساعدتنا؟
٣ في هذه ‹الازمنة الحرجة›، نواجه نحن المسيحيين الضغوط الاقتصادية نفسها التي يواجهها الآخرون. (٢ تيموثاوس ٣:١) فقد نخسر وظيفتنا فجأة او قد نضطر الى العمل ساعات طويلة لقاء اجر زهيد. في ظروف كهذه، قد نستصعب ‹إعالة خاصتنا›. (١ تيموثاوس ٥:٨) فهل اللّٰه العليّ مستعد لمساعدتنا في اوقات كهذه؟ نعم دون شك. وطبعا، لا يحمينا يهوه من كل مشقات الحياة في نظام الاشياء هذا. ولكن اذا وثقنا به، تنطبق علينا كلمات المزمور ٤٦:١: «اللّٰه لنا ملجأ وقوة. عونا في الضيقات وُجد شديدا». ولكن كيف نُظهِر اننا نثق بيهوه ثقة تامة عندما نكون في ضائقة مالية؟
٤ اي امر يمكننا ان نطلبه في صلواتنا عندما نقع في مشاكل مالية، وكيف يستجيب يهوه صلوات كهذه؟
٤ احدى الطرائق لإظهار ثقتنا بيهوه هي اللجوء اليه في الصلاة. ولكن اي امر يمكننا ان نطلبه في صلواتنا؟ عندما نقع في مشاكل مالية نكون في امسّ الحاجة الى الحكمة العملية. اذًا، فلنصلِّ الى يهوه طلبا لهذه الحكمة! تؤكد لنا كلمة يهوه: «إنْ كان احد منكم تنقصه حكمة، فليداوم على الطلب من اللّٰه، لأنه يعطي الجميع بكرم ولا يعيِّر؛ فسيُعطى له». (يعقوب ١:٥) نعم، لنطلب من يهوه الحكمة — القدرة على وضع المعرفة والفهم والتمييز موضع العمل — لكي نتَّخذ قرارات سليمة ونقوم باختيارات صائبة. وأبونا السماوي المحبّ يؤكد لنا انه يستجيب صلوات كهذه. فهو على اتمّ الاستعداد ليقوِّم سبل الذي يتوكلون عليه بكل قلبهم. — مزمور ٦٥:٢؛ امثال ٣:٥، ٦.
٥، ٦ (أ) لماذا يمكننا اللجوء الى كلمة اللّٰه من اجل المساعدة على التأقلم مع الضغوط الاقتصادية؟ (ب) ماذا يمكن ان نفعل للتقليل من الهموم عندما نخسر وظيفتنا؟
٥ الطريقة الثانية لإظهار الثقة بيهوه هي اللجوء الى كلمته من اجل الارشاد. فمذكِّراته الحكيمة الموجودة في الكتاب المقدس «ثابتة جدا»، اي جديرة بالثقة. (مزمور ٩٣:٥) ورغم ان هذا الكتاب الموحى به أُكمل منذ اكثر من ٩٠٠,١ سنة، فهو يحتوي نصائح يُعتمد عليها وبصيرة نافذة يمكن ان تساعدنا على التأقلم بشكل افضل مع الضغوط الاقتصادية. فلنأخذ بعض الامثلة عن النصائح الحكيمة التي يحتويها الكتاب المقدس.
٦ كتب الملك سليمان الحكيم منذ وقت طويل: «نوم المشتغل حلو إنْ اكل قليلا او كثيرا ووفر الغني لا يريحه حتى ينام». (جامعة ٥:١٢) ان إصلاح ممتلكاتنا المادية وتنظيفها وصيانتها وحمايتها امور تتطلب الوقت والمال. لذلك عندما نخسر وظيفتنا، ينبغي ان نعيد تقييم نمط حياتنا ونحاول التمييز بين الضروريات والكماليات. وللتقليل من الهموم، من الحكمة ان نقوم ببعض التغييرات. مثلا، هل يمكننا تبسيط حياتنا، ربما بالانتقال الى بيت اصغر او التخلص من اية ممتلكات مادية غير ضرورية؟ — متى ٦:٢٢.
٧، ٨ (أ) كيف اظهر يسوع انه يعرف ان البشر الناقصين يقلقون بطبيعتهم كثيرا بشأن الامور المادية؟ (انظر الحاشية.) (ب) اية نصيحة حكيمة قدَّمها يسوع لئلا نحمل همّا بلا لزوم؟
٧ اعطى يسوع في الموعظة على الجبل هذه النصيحة: «لا تحملوا بعد همَّ نفوسكم بشأن ما تأكلون او ما تشربون، ولا اجسادكم بشأن ما تلبسون».b (متى ٦:٢٥) لقد عرف ان البشر الناقصين يقلقون بطبيعتهم بشأن تأمين ضروريات الحياة. ولكن كيف يمكننا ‹ألّا نحمل بعد همّ› هذه الامور؟ قال يسوع: ‹داوموا اولا على طلب الملكوت›. اذًا، مهما واجهنا من مشاكل، فيجب ان نستمر في إعطاء الاولوية في حياتنا لعبادة يهوه. عندئذ ‹يزيد› لنا ابونا السماوي كل ضروريات حياتنا اليومية. فبطريقة ما، سيزوِّدنا بما نحتاج اليه. — متى ٦:٣٣.
٨ وقدَّم يسوع هذه النصيحة ايضا: «لا تحملوا همّ الغد، فالغد له همومه». (متى ٦:٣٤) فليس من الحكمة ان نحمل بلا لزوم همّ الامور التي قد يجلبها الغد. ذكر احد علماء الكتاب المقدس: «نادرا ما تكون المخاوف التي تساورنا مطابقة للواقع». وما يساعدنا الّا نحمل همّا بلا لزوم هو الاصغاء بتواضع لنصيحة الكتاب المقدس ان نركِّز على اولوياتنا ونعيش كل يوم بيومه. — ١ بطرس ٥:٦، ٧.
٩ عندما نواجه ضائقة مالية، اية مساعدة نجدها في مطبوعات «العبد الامين الفطين»؟
٩ عندما نواجه ضائقة مالية، يمكننا ايضا ان نُظهِر ثقتنا بيهوه باللجوء الى مطبوعات «العبد الامين الفطين» طلبا للمساعدة. (متى ٢٤:٤٥) فقد نُشرت في اعداد من مجلة استيقظ! مقالات تحتوي على نصائح واقتراحات مساعدة لتذليل الصعوبات الاقتصادية. مثلا، اوردت مقالة «خارج العمل — ما هي الحلول؟» في عدد ٨ آب (اغسطس) ١٩٩١ ثمانية ارشادات عملية ساعدت كثيرين على البقاء مستقرين ماليا وعاطفيا عندما كانوا عاطلين عن العمل فترة من الوقت.c إضافة الى هذه الارشادات، يجب بالطبع امتلاك نظرة لائقة الى قيمة المال الحقيقية. وهذا ما ناقشته مقالة صدرت في العدد نفسه بعنوان: «امر حيوي اكثر من المال». — جامعة ٧:١٢.
عندما تبتلينا المشاكل الصحية
١٠ كيف يُظهِر مثال الملك داود انه من العملي ان نثق بيهوه عندما نُصاب بمرض خطير؟
١٠ هل من العملي ان نثق بيهوه عندما نُصاب بمرض خطير؟ نعم دون شك! فيهوه يتعاطف مع المرضى بين شعبه. كما انه مستعد لمساعدتهم. لنأخذ على سبيل المثال الملك داود. فلربما كان مريضا جدا عندما كتب عن تعاملات اللّٰه مع الشخص المستقيم حين يكون مريضا. قال: «الرب يعضده وهو على فراش الضعف. مهَّدتَ مضجعه كله في مرضه». (مزمور ٤١:١، ٣، ٧، ٨) فقد بقيت ثقة الملك داود باللّٰه قوية، وتعافى اخيرا. ولكن كيف يمكننا ان نعرب عن الثقة باللّٰه عندما نعاني مشاكل صحية؟
١١ ماذا يمكن ان نطلب من ابينا السماوي عندما يُلِمّ بنا المرض؟
١١ ان احدى الطرائق لإظهار ثقتنا بيهوه عندما يُلِمّ بنا المرض هي التضرع اليه في الصلاة ليساعدنا على الاحتمال. وبإمكاننا ان نطلب منه مساعدتنا على استخدام «الحكمة العملية» لكي ننال افضل علاج ممكن حسب ظروفنا. (امثال ٣:٢١، عج) كما يمكننا ان نطلب منه ان يساعدنا على ممارسة الصبر والاحتمال لكي نتعايش مع مرضنا. والاهم هو ان نطلب من يهوه ان يدعمنا ويعطينا القوة للبقاء امناء له وألّا يسمح بأن نخسر اتِّزاننا مهما حدث. (فيلبي ٤:١٣) فالمحافظة على استقامتنا امام اللّٰه اهم من حياتنا الحاضرة. فإذا حافظنا على استقامتنا، يمنحنا المكافئ العظيم حياة ابدية في كمال وصحة جيدة. — عبرانيين ١١:٦.
١٢ ايّ مبدأين في الاسفار المقدسة يساعداننا على اتِّخاذ قرارات حكيمة تتعلق بالمعالجة الطبية؟
١٢ وثقتنا بيهوه تدفعنا ايضا ان نلجأ الى كلمته، الكتاب المقدس، طلبا للارشاد العملي. فالمبادئ الموجودة في الاسفار المقدسة تساعدنا على اتِّخاذ قرارات حكيمة متعلقة بالمعالجة الطبية. مثلا، اذ نعرف ان الكتاب المقدس يدين «ممارسة الارواحية»، نتجنب اي تشخيص او علاج يشمل الارواحية. (غلاطية ٥:١٩-٢١؛ تثنية ١٨:١٠-١٢) والمبدأ التالي هو مثال آخر لحكمة الكتاب المقدس الجديرة بالثقة: «الغبي يصدِّق كل كلمة والذكي ينتبه الى خطواته». (امثال ١٤:١٥) لذلك عند التفكير في معالجة طبية، من الحكمة ان نطلب معلومات موثوقا بها بدلا من ‹ان نصدِّق كل كلمة›. و «رزانة» كهذه تساعدنا على التفكير مليًّا في الخيارات الموضوعة امامنا واتِّخاذ قرارنا بعد الاطّلاع على كل جوانب الموضوع. — تيطس ٢:١٢.
١٣، ١٤ (أ) اية مقالات تثقيفية حول المسائل الصحية نُشرت في مجلتَي برج المراقبة و استيقظ!؟ (انظر الاطار في الصفحة ١٧.) (ب) اية نصائح حول التأقلم مع الامراض المزمنة قُدِّمت في عدد ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠١ من مجلة استيقظ!؟
١٣ بإمكاننا ايضا الاعراب عن ثقتنا بيهوه بالبحث في مطبوعات العبد الامين. فقد نشرت مجلتَا برج المراقبة و استيقظ! مقالات تثقيفية حول الكثير من الامراض والمشاكل الصحية.d كما نشرت هاتان المجلتان من حين الى آخر مقالات يكتبها اشخاص تمكنوا من التأقلم مع مختلف الاضطرابات، الامراض، والاعاقات. وبعض المقالات قدَّمت اقتراحات من الاسفار المقدسة ونصائح عملية حول كيفية التعايش مع المشاكل الصحية المزمنة.
١٤ مثلا، كانت المقالات الافتتاحية في عدد ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠١ من مجلة استيقظ! تحمل العنوان: «تعزية للمرضى». وقد زوَّدت هذه المقالات مبادئ مساعِدة من الكتاب المقدس ومعلومات مستمدة مباشرة من مقابلات أُجريت مع اشخاص تعايشوا طوال سنوات مع امراض موهِنة. وقدَّمت مقالة «العيش بنجاح مع علتكم — كيف؟» النصائح التالية: اقرأوا قدر ما تستطيعون عن مرضكم؛ (امثال ٢٤:٥) ضعوا اهدافا منطقية، من بينها مساعدة الآخرين، ولكن أدركوا انكم قد لا تتمكنون من تحقيق الاهداف نفسها التي يستطيع الآخرون تحقيقها؛ (اعمال ٢٠:٣٥؛ غلاطية ٦:٤) تجنبوا العزلة الاجتماعية؛ (امثال ١٨:١) اجعلوا زيارة الآخرين لكم اختبارا سارا؛ (امثال ١٧:٢٢) والاهم من ذلك، حافظوا على علاقة حميمة بيهوه والجماعة المسيحية. (ناحوم ١:٧؛ روما ١:١١، ١٢) أفلسنا شاكرين على الارشاد الجدير بالثقة الذي يزوِّدنا اياه يهوه بواسطة هيئته؟
عندما نحاول التغلب على احد الضعفات الجسدية
١٥ كيف تمكن الرسول بولس من الانتصار في حربه ضد ضعفات الجسد الناقص، ومِمَّ يمكننا ان نتأكد نحن ايضا؟
١٥ كتب الرسول بولس: ‹لا يسكن في جسدي شيء صالح›. (روما ٧:١٨) فقد عرف من اختباره الخاص ان محاربة رغبات وضعفات الجسد الناقص امر صعب. لكنه في الوقت نفسه امتلك الثقة ان بإمكانه الانتصار. (١ كورنثوس ٩:٢٦، ٢٧) كيف؟ اذا وثق بيهوه ثقة تامة. لذلك تمكن بولس من القول: «يا لي من انسان بائس! من ينجيني من الجسد الذي يكابد هذا الموت؟ الشكر للّٰه بيسوع المسيح ربنا!». (روما ٧:٢٤، ٢٥) وماذا عنا؟ نحن ايضا نصارع الضعفات الجسدية. وإذ نقاوم هذه الضعفات، من السهل ان نفقد الثقة ظنًّا منا ان الانتصار عليها غير ممكن. لكنَّ يهوه سيساعدنا اذا لم نتكل على قوَّتنا الخاصة بل اتَّكلنا عليه، كما فعل بولس.
١٦ ايّ امر يجب ان نطلبه في صلاتنا اذا كنا نحاول التغلب على احد الضعفات الجسدية، وماذا ينبغي ان نفعل اذا عانينا نكسة؟
١٦ اذا كنا نحاول التغلب على احد الضعفات الجسدية، يمكننا إظهار ثقتنا بيهوه من خلال التوسل اليه في الصلاة. فيلزم ان نطلب، بل ان نرجو، من يهوه ان يزوِّدنا بروحه القدس. (لوقا ١١:٩-١٣) ويمكننا بالتحديد ان نصلي من اجل ضبط النفس، ثمرة من ثمر روح اللّٰه. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وماذا نفعل اذا عانينا نكسة؟ لا ينبغي ان نستسلم ابدا. فلا نكلَّ البتة من الصلاة بتواضع الى الهنا الرحيم، طالبين منه المغفرة والمساعدة. ويهوه لن يرفض، او يخذل، قلبا ‹منكسرا ومنسحقا› من وخز الضمير. (مزمور ٥١:١٧) فهو سيساعدنا على مقاومة التجارب اذا تضرعنا اليه من قلب مخلص ونادم. — فيلبي ٤:٦، ٧.
١٧ (أ) لماذا من المفيد التأمل كيف يشعر يهوه حيال الضعف الذي نحاربه؟ (ب) اية آيات يمكننا حفظها اذا كنا نجاهد لضبط حدة طبعنا؟ لضبط لساننا؟ لمقاومة الميل الى التسلية غير السليمة؟
١٧ يمكننا ايضا إظهار ثقتنا بيهوه بالبحث في كلمته من اجل المساعدة. مثلا، باستخدام فهرس كلمات الكتاب المقدس او فهرس مطبوعات برج المراقبة يمكننا ان نبحث عن جواب للسؤال: ‹كيف يشعر يهوه حيال الضعفات التي احاربها؟›. فالتأمل في هذه المسألة يقوّي رغبتنا في إرضائه. وهكذا نمتلك المشاعر نفسها التي يمتلكها، مبغضين ما يبغضه. (مزمور ٩٧:١٠) وقد وجد البعض انه من المساعد حفظ آيات من الكتاب المقدس تتعلق بالضعف الذي يحاربونه. فهل نجاهد لضبط حدة طبعنا؟ في هذه الحالة، يمكننا ان نحفظ آيات مثل الامثال ١٤:١٧ وأفسس ٤:٣١. وهل نستصعب ضبط لساننا؟ يمكننا ان نحفظ آيات مثل الامثال ١٢:١٨ وأفسس ٤:٢٩. وهل لدينا ميل الى التسلية غير السليمة؟ يمكننا ان نحفظ آيات مثل افسس ٥:٣ وكولوسي ٣:٥.
١٨ لماذا لا ينبغي ان ندع الإحراج يعيقنا عن طلب مساعدة الشيوخ للتغلب على ضعفنا؟
١٨ والطريقة الاخرى لإظهار اتِّكالنا على يهوه هي طلب المساعدة من الشيوخ المعينين من الروح. (اعمال ٢٠:٢٨) ‹فالعطايا في رجال› هؤلاء هم احد التدابير التي زوَّدها يهوه بواسطة المسيح لحماية خرافه والاعتناء بها. (افسس ٤:٧، ٨، ١١-١٤) صحيح اننا قد نستصعب طلب مساعدة الشيوخ لمقاومة ضعف لدينا لأننا نحسّ بالإحراج ونخشى ان نصغر في عيونهم، ولكن لا شك ان هؤلاء الرجال الناضجين روحيا سيحترمون جرأتنا على طلب المساعدة. علاوة على ذلك، يحاول الشيوخ ان يعكسوا صفات يهوه في التعامل مع الرعية. وقد تكون نصائحهم وإرشاداتهم العملية والمعزية من كلمة اللّٰه هي ما نحتاج اليه لتقوية عزمنا لنتغلب على ضعفنا. — يعقوب ٥:١٤-١٦.
١٩ (أ) كيف يحاول الشيطان استخدام الحياة العديمة الجدوى في نظام الاشياء هذا؟ (ب) ماذا تشمل الثقة، وعلامَ ينبغي ان نعقد العزم؟
١٩ ولا ننسَ ابدا ان الشيطان يعرف ان له زمانا قليلا. (كشف ١٢:١٢) فهو يريد ان يستخدم الحياة العديمة الجدوى في هذا العالم ليثبِّطنا ويجعلنا نستسلم. فلنثق ثقة كاملة بما تقوله روما ٨:٣٥-٣٩: «مَن سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أضيق ام شدة ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف؟ . . . ولكننا في هذه جميعها نخرج منتصرين تماما بالذي احبنا. لأني مقتنع انه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا حكومات ولا اشياء حاضرة ولا اشياء آتية ولا قوات ولا علو ولا عمق ولا ايّ خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة اللّٰه لنا في المسيح يسوع ربنا». ما اقوى هذه الكلمات التي تدل على الثقة بيهوه! لكنَّ هذه الثقة ليست مجرد شعور، بل تشمل اتِّخاذ قرارات في حياتنا اليومية بعد الاطلاع على كل جوانب الموضوع. فلنعقد العزم اذًا ان نثق بيهوه ثقة تامة في وقت الضيق.
[الحواشي]
a في رسالة الى دار سك العملة في الولايات المتحدة بتاريخ ٢٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ١٨٦١، كتب وزير المالية سالمُن پ. تشايس: «ما من امة تستطيع ان تكون قوية إلا بقوة اللّٰه، او آمنة إلا بحمايته. لذلك يجب ان تحمل عملتنا القومية دلالة على ثقة شعبنا باللّٰه». نتيجة لذلك، ظهر الشعار «باللّٰه نثق» للمرة الاولى سنة ١٨٦٤ على القطع النقدية المعدنية المعدَّة للتداول.
b قيل ان الهمّ الموصوف هنا هو ‹الخوف المقترن بالقلق الذي يحيِّر الفكر او يشتِّته، مما يسلب المرء متعته في الحياة›. تنقل بعض الترجمات هذه العبارة الى «لا تهتموا» او «لا يهمكم». ولكنَّ نقلها على هذا النحو قد يوحي انه لا ينبغي ان نبدأ الآن بحمل الهمّ. لكنَّ احد المراجع يقول: «الفعل اليوناني هو بصيغة الامر المضارع، مما يدل على امر بالتوقف عن فعل شيء ما».
c النقاط الثمانية هي: ١- لا ترتعبوا؛ ٢- فكروا بطريقة ايجابية؛ ٣- افتحوا ذهنكم لأنواع جديدة من العمل؛ ٤- عيشوا ضمن مواردكم — لا ضمن تلك التي لشخص آخر؛ ٥- كونوا حذرين بشأن بطاقات الائتمان؛ ٦- أبقوا العائلة متحدة؛ ٧- حافظوا على احترامكم للذات؛ ٨- ضعوا ميزانية.
d لا توصي هاتان المجلتان المؤسستان على الكتاب المقدس بأية معالجة طبية او تروِّجانها، اذ ان الخيار في هذه المسألة متروك للفرد. فهذه المقالات التي تتحدث عن امراض او اضطرابات محدَّدة تُنشَر بهدف إعلام القراء بكل التفاصيل المعروفة حتى الآن عن الموضوع.
-