مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • تطوُّر بنية الهيئة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٥

      تطوُّر بنية الهيئة

      خضع سير عمل هيئة شهود يهوه لتغييرات مهمة منذ بدأ تشارلز تاز رصل وعشراؤه اولا بدرس الكتاب المقدس معا في السنة ١٨٧٠.‏ وعندما كان تلاميذ الكتاب المقدس الاولون قليلي العدد،‏ كان لديهم القليل جدا مما يعتبره الذين هم من خارج يميِّز الهيئة.‏ ولكن اليوم،‏ اذ يلاحظ الناس جماعات شهود يهوه،‏ محافلهم،‏ وكرازتهم بالبشارة في اكثر من ٢٠٠ بلد،‏ يتعجبون من كيفية سير عمل الهيئة بنعومة.‏ فكيف تطوَّرت؟‏

      كان تلاميذ الكتاب المقدس مهتمين بشدة بأن يفهموا ليس فقط عقيدة الكتاب المقدس بل ايضا الطريقة التي بها يجب ان تُنجَز خدمة اللّٰه،‏ كما تدل على ذلك الاسفار المقدسة.‏ وأدركوا ان الكتاب المقدس لا يزوِّد اساسا لفكرة رجال دين ذوي ألقاب،‏ وعامة شعب يكرزون هم لهم.‏ وكان الاخ رصل مصمِّما ألَّا يكون بينهم صف رجال دين.‏a وعبر اعمدة برج المراقبة،‏ جرى تذكير القرَّاء تكرارا بأن يسوع اخبر أتباعه:‏ «معلِّمكم واحد المسيح،‏» ولكن «انتم جميعا اخوة.‏» —‏ متى ٢٣:‏​٨،‏ ١٠‏.‏

      المعشر الباكر لتلاميذ الكتاب المقدس

      سرعان ما رأى قرَّاء برج المراقبة والمطبوعات المتعلقة بها انه بغية ارضاء اللّٰه كان عليهم ان يقطعوا الروابط بأية كنيسة تكون غير امينة للّٰه بوضع تعاليم الناس وتقاليدهم قبل كلمته المكتوبة.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏​١٤-‏١٨‏)‏ ولكن بعد الانسحاب من كنائس العالم المسيحي،‏ الى اين ذهبوا؟‏

      في مقالة بعنوان «الكنيسة،‏»‏b بيَّن الاخ رصل ان الكنيسة الحقيقية،‏ الجماعة المسيحية،‏ ليست هيئة من اعضاء يؤيدون تعليما من صنع الناس ويجعلون اسماءهم تُكتب في سجل كنيسة.‏ وعوضا عن ذلك،‏ اوضح انها تتألف من اشخاص «يكرِّسون» (‏او،‏ ينذرون)‏ وقتهم،‏ مواهبهم،‏ وحياتهم للّٰه،‏ ولديهم امامهم رجاء الاشتراك في الملكوت السماوي مع المسيح.‏ هؤلاء،‏ كما قال،‏ هم مسيحيون يتحدون في رُبُط المحبة المسيحية والاهتمام المشترك،‏ يتجاوبون مع توجيه روح اللّٰه،‏ ويذعنون لرئاسة المسيح.‏ والاخ رصل لم يكن مهتما بتأسيس ترتيب آخر،‏ وكان يقاوم بشدة المساهمة بأية طريقة في الطائفية الموجودة بين المدَّعين المسيحية.‏

      وفي الوقت نفسه،‏ قدَّر كاملا حاجة خدام الرب الى الاجتماع معا،‏ انسجاما مع المشورة في العبرانيين ١٠:‏​٢٣-‏٢٥‏.‏ وسافر شخصيا ليزور ويبني قرَّاء برج المراقبة وليجمعهم مع آخرين في منطقتهم ممَّن لهم التفكير نفسه.‏ وفي وقت باكر من السنة ١٨٨١ طلب من اولئك الذين يعقدون اجتماعات قانونية ان يُشعِروا مكتب برج المراقبة بمكان انعقادها.‏ ورأى قيمة ابقائهم على اتصال احدهم بالآخر.‏

      لكنَّ الاخ رصل شدَّد انهم لا يحاولون تأسيس «هيئة ارضية.‏» وعوضا عن ذلك،‏ كما قال،‏ «نحن نلتصق فقط بتلك الهيئة السماوية —‏ ‹مكتوبين في السموات.‏› (‏عبرانيين ١٢:‏٢٣؛‏ لوقا ١٠:‏٢٠‏.‏)‏» وبسبب تاريخ العالم المسيحي الدنيء،‏ كانت الاشارة الى «هيئة كنسية» عادةً تذكِّر المرء بالطائفية،‏ هيمنة رجال الدين،‏ والعضوية على اساس الالتصاق بتعليم وضعه مجمع ديني.‏ ولذلك،‏ عند الاشارة الى انفسهم،‏ شعر الاخ رصل بأن الاصطلاح «معشر» هو افضل.‏

      وكان يدرك جيدا ان رسل المسيح قد شكَّلوا الجماعات وعيَّنوا الشيوخ في كل منها.‏ لكنه اعتقد ان المسيح كان حاضرا ثانية،‏ ولو كان بشكل غير منظور،‏ وأنه يوجِّه شخصيا الحصاد الاخير لاولئك الذين سيكونون وارثين معه.‏ ونظرا الى الظروف،‏ شعر الاخ رصل في بادئ الامر بأنه خلال وقت الحصاد ليست هنالك حاجة الى ترتيب الشيوخ الذي كان موجودا في الجماعات المسيحية للقرن الاول.‏

      إلا ان الاخ رصل،‏ اذ نما عدد تلاميذ الكتاب المقدس،‏ ادرك ان الرب يدير الامور بطريقة تختلف عما كان يتوقعه هو نفسه.‏ فكان يلزم تعديل في وجهة النظر.‏ ولكن على ايّ اساس؟‏

      سدّ الحاجات الباكرة للمعشر النامي

      خُصِّصت برج المراقبة عدد ١٥ تشرين الثاني ١٨٩٥ (‏بالانكليزية)‏ بكاملها تقريبا لموضوع «بلياقة وبحسب ترتيب.‏» وباخلاص،‏ اعترف الاخ رصل هناك:‏ «كان لدى الرسل الكثير ليقولوه للكنيسة الباكرة في ما يتعلق بالترتيب في محافل القديسين؛‏ وكما يظهر كنا الى حد ما مهملين لهذه المشورة الحكيمة،‏ شاعرين بأنها ذات اهمية ثانوية نوعا ما،‏ لان الكنيسة قريبة جدا من نهاية مسلكها والحصاد هو وقت فرز.‏» فماذا دفعهم الى اتخاذ نظرة جديدة الى هذه المشورة؟‏

      ادرجت تلك المقالة اربعة ظروف:‏ (‏١)‏ اتَّضح ان التطوُّر الروحي للافراد يختلف من واحد الى آخر.‏ فكانت هنالك تجارب،‏ محن،‏ مصاعب،‏ ومخاطر لم يكن الجميع مستعدين بالتساوي لمواجهتها.‏ وهكذا،‏ كانت هنالك حاجة الى نظار حكماء وفُطُن،‏ رجال خبرة ومقدرة،‏ يهتمون عميقا بالاعتناء بالخير الروحي للجميع ولديهم الكفاءة لارشادهم في الحق.‏ (‏٢)‏ تبيَّن ان الرعية بحاجة الى الحماية من ‹الذئاب بثياب الحملان.‏› (‏متى ٧:‏١٥‏)‏ وكان يلزم تحصينهم بمساعدتهم على احراز معرفة شاملة للحق.‏ (‏٣)‏ اظهر الاختبار انه اذا لم يكن هنالك ايّ ترتيب لتعيين شيوخ يصونون الرعية فسيستولي البعض على هذا المركز ويعتبرون الرعية خاصتهم.‏ (‏٤)‏ بدون ترتيب منظَّم قد يجد الافراد الاولياء للحق خدماتهم غير مرغوب فيها بسبب نفوذ اشخاص قليلين يخالفونهم في الرأي.‏

      على ضوء ذلك قالت برج المراقبة:‏ «لا نتردد في ان نوصي الكنائسc في كل مكان،‏ سواء كانت اعدادها كبيرة او صغيرة،‏ بالمشورة الرسولية ان يختاروا في كل فرقة شيوخا من بينهم لكي ‹يُطعموا› الرعية و ‹يُشرفوا› عليها.‏» (‏اعمال ١٤:‏​٢١-‏٢٣؛‏ ٢٠:‏​١٧،‏ ٢٨‏)‏ واتَّبعت الجماعات المحلية هذه المشورة السليمة من الاسفار المقدسة.‏ فصارت هذه خطوة مهمة في تأسيس بنية الجماعة انسجاما مع ما كان موجودا في ايام الرسل.‏

      ومن ناحية اخرى،‏ انسجاما مع الطريقة التي فهموا بها الامور آنذاك،‏ كان اختيار الشيوخ،‏ والشمامسة لمساعدتهم،‏ يجري عن طريق تصويت الجماعة.‏ وكل سنة،‏ او اكثر اذا لزم الامر،‏ كان يجري التأمل في مؤهلات اولئك الذين يمكن ان يخدموا،‏ ويجري التصويت.‏ وكان ذلك من حيث الاساس اجراء ديموقراطيا،‏ انما تضبطه قيود مصمَّمة لتعمل كوقاية.‏ فجرى حث الجميع في الجماعة ان يراجعوا بعناية المؤهلات من الاسفار المقدسة ويعبِّروا بالتصويت،‏ لا عن رأيهم الخاص،‏ بل عما اعتقدوا انه مشيئة الرب.‏ وبما ان اولئك «المكرَّسين كاملا» وحدهم كان لهم الحق في التصويت،‏ اعتُبِر تصويتهم الجماعي،‏ عندما يكون موجَّها من كلمة الرب وروحه،‏ تعبيرا عن مشيئة الرب في المسألة.‏ وعلى الرغم من ان الاخ رصل ربما لم يكن مدركا ذلك كاملا،‏ قد تكون توصيته بهذا الترتيب متأثرة الى حد ما ليس فقط بتصميمه على تجنُّب ايّ تشابه مع صف رجال دين مرفَّع بل ايضا بخلفيته كمراهق في الكنيسة الجماعية.‏

      وعندما ناقش مجلد الفجر الالفي بعنوان الخليقة الجديدة (‏الصادر في السنة ١٩٠٤)‏ ثانية بالتفصيل دور الشيوخ والطريقة التي بها يجب اختيارهم،‏ وُجِّه انتباه خصوصي الى الاعمال ١٤:‏٢٣‏.‏ والفهرسان اللذان جمعهما جيمس سترونڠ وروبرت يونڠ أُشير اليهما كمرجعين للفكرة ان العبارة «عيَّنا لهم شيوخا» (‏م‌ج‏)‏ يجب ترجمتها «انتخبا لهم شيوخا برفع الايدي.‏»‏d حتى ان بعض ترجمات الكتاب المقدس تقول ان الشيوخ ‹عُيِّنوا بالتصويت.‏› (‏الترجمة الحرفية للكتاب المقدس لواضعه يونڠ؛‏ الكتاب المقدس المؤكد لواضعه رذرهام)‏ ولكن مَن كان يجب ان يقوم بذلك التصويت؟‏

      وتبنّي الفكرة ان التصويت يجب ان تقوم به الجماعة ككل لم يعطِ دائما النتائج المرجوَّة.‏ فالمصوِّتون وجب ان يكونوا اشخاصا «مكرَّسين كاملا،‏» وبعض الذين انتُخِبوا بلغوا حقا مؤهلات الاسفار المقدسة وخدموا بتواضع اخوتهم.‏ لكنَّ التصويت غالبا ما كان يعكس التفضيل الشخصي عوضا عن كلمة اللّٰه وروحه.‏ وهكذا،‏ في هالي،‏ المانيا،‏ عندما لم يحصل بعض الاشخاص الذين اعتقدوا انهم يجب ان يكونوا شيوخا على المراكز التي ارادوها،‏ سبَّبوا خلافا خطيرا.‏ وفي بارمن،‏ المانيا،‏ كان بين المرشحين في السنة ١٩٢٧ رجال قاوموا عمل الجمعية،‏ وكان هنالك صياح ليس بقليل خلال رفع الايدي وقت الانتخاب.‏ لذلك كان من الضروري التعديل الى اقتراع سري.‏

      وقديما في السنة ١٩١٦،‏ قبل سنين من هذه الاحداث،‏ كتب الاخ رصل باهتمام عميق:‏ «تسود حالة مروِّعة في بعض الصفوف عندما يجري الانتخاب.‏ فخدام الكنيسة يحاولون ان يكونوا حكاما،‏ دكتاتوريين —‏ حتى انهم احيانا يتولَّون مركز عريف الاجتماع بالهدف الظاهر للتأكد انهم وأصدقاءهم الاحماء سيُنتخبون كشيوخ وشمامسة.‏ .‏ .‏ .‏ ويحاول البعض بهدوء استغلال الصف باجراء الانتخاب في وقت مؤاتٍ على نحو خصوصي لهم ولأصدقائهم.‏ ويسعى آخرون الى ملء الاجتماع بأصدقائهم،‏ مدخلين غرباء معروفين اقل،‏ لا يفكِّرون في الحضور قانونيا في الصف،‏ لكنهم يأتون فقط بمقتضى الصداقة للتصويت لاحد اصدقائهم.‏»‏

      فهل كان يلزمهم ان يتعلَّموا كيفية معالجة الانتخابات وفق الاساليب الديموقراطية بنعومة اكثر،‏ ام انه كان هنالك شيء من كلمة اللّٰه لم يفهموه بعد؟‏

      التنظيم للكرازة بالبشارة

      في مرحلة باكرة جدا ادرك الاخ رصل ان احدى المسؤوليات الاهم الملقاة على عاتق كل فرد من افراد الجماعة المسيحية هي عمل التبشير.‏ (‏١ بطرس ٢:‏٩‏)‏ وأوضحت برج المراقبة انه ليس فقط على يسوع وحده بل على جميع أتباعه الممسوحين بالروح انطبقت الكلمات النبوية لاشعياء ٦١:‏١‏،‏ وهي:‏ «(‏يهوه)‏ مسحني لأبشِّر،‏» او كما تنقل ترجمة الملك جيمس اقتباس يسوع لهذا المقطع،‏ «مسحني لأكرز بالانجيل.‏» —‏ لوقا ٤:‏١٨‏.‏

      قديما في السنة ١٨٨١،‏ نشرت برج المراقبة المقالة «مطلوب ٠٠٠‏,١ كارز.‏» وكان ذلك مناشدة لكل عضو في الجماعة ان يستعمل ما استطاع من الوقت (‏نصف ساعة،‏ ساعة،‏ او اثنتين،‏ او ثلاثا)‏ للاشتراك في نشر حق الكتاب المقدس.‏ والرجال والنساء الذين لم تكن لديهم عائلات تعتمد عليهم والذين كان بامكانهم اعطاء النصف او اكثر من وقتهم لعمل الرب على وجه الحصر جرى تشجيعهم ان يشرعوا في العمل كمبشرين موزعين جائلين للمطبوعات.‏ وكان العدد يختلف كثيرا من سنة الى سنة،‏ ولكن بحلول السنة ١٨٨٥ كان هنالك نحو ٣٠٠ يشتركون في هذا العمل كموزعين جائلين للمطبوعات.‏ واشترك آخرون ايضا انما على نطاق محدود اكثر.‏ وأُعطيت الاقتراحات للموزعين الجائلين للمطبوعات حول كيفية الشروع في عملهم.‏ لكنَّ الحقل كان واسعا،‏ وفي البداية على الاقل،‏ كانوا يختارون مقاطعتهم الخاصة وينتقلون من منطقة الى اخرى وفي اغلب الاحيان كما كان يبدو انه الافضل لهم.‏ ثم عندما يلتقون في المحافل كانوا يصنعون التعديلات اللازمة لتنسيق جهودهم.‏

      وفي السنة نفسها التي بدأت فيها خدمة الموزعين الجائلين للمطبوعات،‏ طبع الاخ رصل عددا من الكراريس للتوزيع المجاني.‏ وكان البارز بينها طعام للمسيحيين المفكرين،‏ الذي وُزِّع منه ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ في الاشهر الاربعة الاولى.‏ والعمل المشمول بترتيب الطبع والتوزيع هذا كان السبب لتشكيل جمعية برج مراقبة زيون للكراريس للاعتناء بالتفاصيل اللازمة.‏ وللحيلولة دون تعطيل العمل في حال موته،‏ ولتسهيل معالجة الهبات التي كانت ستُستخدم في العمل،‏ سجَّل الاخ رصل الجمعية شرعيا،‏ وصارت مسجَّلة رسميا في ١٥ كانون الاول ١٨٨٤.‏ فأوجد ذلك الوكالة الشرعية اللازمة.‏

      واذ نشأت الحاجة،‏ أُسِّست مكاتب فروع لجمعية برج المراقبة في بلدان اخرى.‏ فكان الاول في لندن،‏ انكلترا،‏ في ٢٣ نيسان ١٩٠٠.‏ والآخر في أَلْبِرفِلت،‏ المانيا،‏ في السنة ١٩٠٢.‏ وبعد سنتين،‏ في الجانب الآخر من الارض،‏ نُظِّم فرع في مَلبورن،‏ اوستراليا.‏ وفي وقت هذه الكتابة،‏ كان هنالك ٩٩ فرعا حول العالم.‏

      وعلى الرغم من ان الترتيبات التنظيمية اللازمة لتزويد كميات من مطبوعات الكتاب المقدس كانت قيد التطوُّر،‏ ففي البداية تُرِك للجماعات ان تعدّ اية ترتيبات محلية للتوزيع العام لتلك المواد.‏ وفي رسالة بتاريخ ١٦ آذار ١٩٠٠ ذكر الاخ رصل كيف كان ينظر الى المسألة.‏ وتلك الرسالة،‏ الموجهة الى «ألكساندر م.‏ ڠراهام،‏ والكنيسة في بوسطن،‏ ماساتشوستس،‏» قالت:‏ «كما تعلمون جميعا،‏ ان نيتي الواضحة هي ان اترك لكل فرقة من شعب الرب ادارة شؤونهم الخاصة،‏ بحسب تمييزهم الخاص،‏ مقدِّما الاقتراحات،‏ ليس بقصد التدخل،‏ بل على سبيل النصح فقط.‏» وشمل ذلك ليس فقط اجتماعاتهم بل ايضا الطريقة التي بها يواصلون خدمتهم للحقل.‏ وهكذا،‏ بعد تقديم المشورة العملية للاخوة،‏ اختتم بالتعليق:‏ «هذا مجرد اقتراح.‏»‏

      تطلَّبت بعض النشاطات توجيها اكثر تحديدا من قبل الجمعية.‏ ففي ما يتعلق بعرض «رواية الخلق المصوَّرة،‏» تُرِك لكل جماعة ان تقرِّر ما اذا كانت مستعدة وقادرة ان تستأجر مسرحا او تسهيلا آخر للعرض المحلي.‏ ولكن كان من الضروري ان تُنقل التجهيزات من مدينة الى مدينة،‏ وكان يجب اعداد البرامج؛‏ ولذلك زوَّدت الجمعية من هذه النواحي توجيها مركزيا.‏ وجرى تشجيع كل جماعة على حيازة لجنة للرواية للاعتناء بالترتيبات المحلية.‏ لكنَّ المشرف الذي ترسله الجمعية كان يمنح الانتباه الدقيق للتفاصيل بغية التيقن ان كل شيء يسير بنعومة.‏

      واذ انقضت السنتان ١٩١٤ ثم ١٩١٥،‏ كان اولئك المسيحيون الممسوحون بالروح ينتظرون بشوق شديد اتمام رجائهم السماوي.‏ وفي الوقت نفسه جرى تشجيعهم على البقاء مشغولين بخدمة الرب.‏ ورغم انهم اعتبروا وقتهم الباقي في الجسد قصيرا جدا،‏ صار واضحا انه لمواصلة الكرازة بالبشارة بترتيب كان يلزم توجيه اكثر مما عندما كانوا يُعَدّون بمئات قليلة.‏ وبعد ان صار ج.‏ ف.‏ رذرفورد الرئيسَ الثاني لجمعية برج المراقبة بوقت قصير،‏ اتخذ هذا التوجيه اوجها جديدة.‏ وعدد ١ آذار ١٩١٧ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة اعلن انه،‏ من ذلك الحين فصاعدا،‏ سيعيِّن مكتب الجمعية كل المقاطعة التي سيخدمها الموزعون الجائلون للمطبوعات والعمال الرعويونe في الجماعات.‏ وحيثما اشترك عمال محليون وموزعون جائلون للمطبوعات على السواء في خدمة حقل كهذه في مدينة او منطقة،‏ كانت المقاطعة تقسَّم في ما بينهم بواسطة لجنة اقليمية معيَّنة محليا.‏ وقد ساهم هذا الترتيب في توزيع بارز حقا لـ‍ السر المنتهي في غضون اشهر قليلة في ١٩١٧-‏١٩١٨.‏ وكان ذلك قيِّما ايضا في تحقيق توزيع سريع لـ‍ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠ نسخة من تشهير قوي للعالم المسيحي في نشرة ابرزت الموضوع «سقوط بابل.‏»‏

      وبعد ذلك بوقت قصير جرى اعتقال اعضاء هيئة مديري الجمعية،‏ وفي ٢١ حزيران ١٩١٨ حُكم عليهم بالسجن ٢٠ سنة.‏ فبلغت الكرازة بالبشارة مرحلة جمود فعلي.‏ فهل كان ذلك الوقتَ الذي سيتحدون فيه اخيرا مع الرب في المجد السماوي؟‏

      بعد اشهر قليلة انتهت الحرب.‏ وفي السنة التالية أُطلق سراح رسميي الجمعية.‏ وكانوا لا يزالون في الجسد.‏ ولم يحصل ما توقعوه،‏ لكنهم استنتجوا انه لا بد ان يكون للّٰه عمل بعدُ ليقوموا به هنا على الارض.‏

      لقد اجتازوا قبل وقت قليل امتحانات قاسية لايمانهم.‏ ولكن في السنة ١٩١٩ شدَّدتهم برج المراقبة بدروس مثيرة من الاسفار المقدسة حول المحور «مباركون هم الشجعان.‏» وهذه تبعتها المقالة «فرص للخدمة.‏» لكنَّ الاخوة لم يتصوروا التطوُّرات التنظيمية الواسعة التي كانت ستحدث خلال العقود التالية.‏

      المثال اللائق للرعية

      قدَّر الاخ رذرفورد ان المثال اللائق للرعية امر حيوي بغية استمرار العمل في التقدم بترتيب وبطريقة موحَّدة مهما كان الوقت قصيرا.‏ فقد وصف يسوع أتباعه كخراف،‏ والخراف تتبع راعيها.‏ طبعا،‏ يسوع نفسه هو الراعي الصالح،‏ لكنه يستخدم ايضا شيوخا كرعاة معاونين لشعبه.‏ (‏١ بطرس ٥:‏​١-‏٣‏)‏ وهؤلاء الشيوخ يجب ان يكونوا رجالا يشتركون هم انفسهم في العمل الذي عيَّنه يسوع ويشجعون الآخرين على ذلك.‏ ويجب ان يملكوا بشكل اصيل روح التبشير.‏ ولكن،‏ عند توزيع السر المنتهي،‏ تقاعس بعض الشيوخ؛‏ حتى ان البعض كانوا صرحاء تماما في تثبيط الآخرين عن الاشتراك.‏

      اتُّخذت خطوة بالغة الاهمية نحو تصحيح هذا الوضع في السنة ١٩١٩ عندما بدأت مجلة العصر الذهبي بالصدور.‏ وهذه كانت ستصير اداة فعَّالة لاعلان ملكوت اللّٰه بصفته الحل الدائم الوحيد لمشاكل الجنس البشري.‏ فكل جماعة ترغب في الاشتراك في هذا النشاط دُعيت ان تطلب من الجمعية ان تسجِّلها بصفتها «هيئة خدمة.‏» ثم عيَّنت الجمعية مديرا،‏ او مدير خدمة كما صار معروفا،‏ غير خاضع للانتخاب السنوي.‏f وبصفته الممثل المحلي للجمعية،‏ كان سينظِّم العمل،‏ يعيِّن المقاطعة،‏ ويشجع الجماعة على الاشتراك في خدمة الحقل.‏ وهكذا،‏ الى جانب الشيوخ والشمامسة المنتخَبين ديموقراطيا،‏ ابتدأ يعمل نوع آخر من الترتيب التنظيمي،‏ نوع يعترف بسلطة التعيين من خارج الجماعة المحلية ويشدِّد اكثر على الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏g

      خلال السنوات التي تلت،‏ أُعطي عمل المناداة بالملكوت زخما هائلا،‏ كما لو انه بقوة لا تقاوَم.‏ فالحوادث في السنة ١٩١٤ وما بعدها اوضحت ان النبوة العظمى التي يصف فيها الرب يسوع المسيح اختتام النظام القديم كانت تختبر الاتمام.‏ وعلى ضوء ذلك،‏ في السنة ١٩٢٠،‏ بيَّنت برج المراقبة ان هذا،‏ كما أُنبئ في متى ٢٤:‏١٤‏،‏ هو الوقت للمناداة بالبشارة عن «نهاية نظام الاشياء القديم وتأسيس ملكوت المسيَّا.‏»‏h (‏متى ٢٤:‏​٣-‏١٤‏)‏ وبعد حضور محفل تلاميذ الكتاب المقدس في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ غادر المندوبون والشعار يرنّ في آذانهم:‏ «أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ الملك وملكوته.‏» ودور المسيحيين الحقيقيين صار اوضح ونال تشديدا اكثر ايضا في السنة ١٩٣١،‏ عند تبنّي الاسم شهود يهوه.‏

      صار واضحا ان يهوه عيَّن لخدامه عملا يمكنهم جميعا ان يشتركوا فيه.‏ وكان هنالك تجاوب حماسي.‏ فكثيرون صنعوا تعديلات رئيسية في حياتهم لتخصيص وقتهم الكامل لهذا العمل.‏ وحتى بين اولئك الذين خصَّصوا مجرد جزء من الوقت،‏ صرف عدد كبير اياما كاملة في خدمة الحقل في نهايات الاسابيع.‏ واذ تجاوبوا مع التشجيع الوارد في برج المراقبة و Informant (‏المخبر‏)‏ في السنتين ١٩٣٨ و ١٩٣٩،‏ سعى كثيرون من شهود يهوه آنذاك بضمير حي الى تخصيص ٦٠ ساعة شهريا لخدمة الحقل.‏

      وبين اولئك الشهود الغيارى كان هنالك كثيرون من خدام يهوه المتواضعين المخلصين الذين كانوا شيوخا في الجماعات.‏ ولكن في بعض الاماكن،‏ خلال عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ وأوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانت هنالك ايضا مقاومة كبيرة لفكرة اشتراك كل فرد في خدمة الحقل.‏ وكثيرا ما كان الشيوخ المنتخَبون ديموقراطيا صرحاء تماما في معارضة ما تقوله برج المراقبة عن مسؤولية الكرازة للناس خارج الجماعة.‏ ورفْض الاصغاء الى ما يقوله روح اللّٰه،‏ بواسطة الاسفار المقدسة،‏ للجماعة في هذه المسألة اعاق تدفق روح اللّٰه في تلك الفرق.‏ —‏ رؤيا ٢:‏​٥،‏ ٧‏.‏

      اتُّخذت الاجراءات في السنة ١٩٣٢ لتصحيح هذا الوضع.‏ ولم تكن نقطة الاهتمام الرئيسي ما اذا كان بعض الشيوخ البارزين يمكن ان يستاءوا او ما اذا كان بعض المقترنين بالجماعات يمكن ان ينسحبوا.‏ لكنَّ رغبة الاخوة كانت ارضاء يهوه وفعل مشيئته.‏ ولهذه الغاية،‏ ابرز العددان ١٥ آب و ١ ايلول (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة في تلك السنة الموضوع «هيئة يهوه.‏»‏

      اظهرت هذه المقالات بالتحديد ان جميع الذين هم حقا جزء من هيئة يهوه سيقومون بالعمل الذي تقول كلمته انه يجب القيام به خلال فترة الوقت هذه.‏ وأيَّدت المقالات النظرة ان الكينونة شيخا مسيحيا ليست منصبا يمكن ان يُنتخَب المرء له ولكنها حالة يجري بلوغها بالنمو الروحي.‏ وشُدِّد خصوصا على صلاة يسوع ان يكون «جميع» أتباعه «واحدا» —‏ في اتحاد مع اللّٰه والمسيح،‏ وبالتالي متحدين واحدهم بالآخر في فعل مشيئة اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٧:‏٢١‏)‏ وبأية نتيجة؟‏ اجابت المقالة الثانية ان «كل فرد من البقية يجب ان يكون شاهدا لاسم يهوه اللّٰه وملكوته.‏» ولم يكن الاشراف ليُعهَد فيه الى ايٍّ من الذين يفشلون او يرفضون ان يفعلوا ما يمكنهم فعله بشكل معقول للاشتراك في الشهادة العلنية.‏

      وعند اختتام درس هذه المقالات،‏ دُعيت الجماعات الى اصدار قرار يشير الى موافقتها.‏ وهكذا أُلغي الانتخاب الجماعي السنوي للرجال ليكونوا شيوخا وشمامسة.‏ وفي بلفاست،‏ ايرلندا الشمالية،‏ كما في اماكن اخرى،‏ ترك بعض «الشيوخ المنتخَبين» السابقين معاشرة الجماعة؛‏ والافراد الآخرون الذين شاركوهم في نظرتهم مضوا معهم.‏ فنتج عن ذلك نقص في عدد المقترنين بالجماعة ولكن تقوية لكامل الهيئة.‏ وأولئك الذين بقوا كانوا اناسا على استعداد لتحمل مسؤولية الشهادة المسيحية.‏ وعوضا عن انتخاب الشيوخ،‏ اختارت الجماعات —‏ اذ كانت لا تزال تستخدم الاساليب الديموقراطية —‏ لجنة خدمةi مؤلَّفة من رجال ناضجين روحيا يشتركون بنشاط في الشهادة العلنية.‏ وأعضاء الجماعة انتخبوا ايضا عريفا للاشراف على اجتماعاتهم اضافة الى كاتب وأمين صندوق.‏ وكان جميع هؤلاء رجالا من الشهود النشاطى ليهوه.‏

      واذ عُهِد الآن في الاشراف على الجماعة الى رجال يهتمون لا بالمركز الشخصي بل بالقيام بعمل اللّٰه —‏ الشهادة لاسمه وملكوته —‏ ويرسمون مثالا جيدا باشتراكهم فيه،‏ تَقدَّم العمل بنعومة اكثر.‏ ومع انهم لم يعرفوا ذلك آنذاك،‏ كان هنالك الكثير لفعله،‏ شهادة اوسع مما جرى تقديمه سابقا،‏ تجميع لم يتوقعوه.‏ (‏اشعياء ٥٥:‏٥‏)‏ ومن الواضح ان يهوه كان يعدّهم لذلك.‏

      ابتدأ قليلون من ذوي الرجاء بالحياة الابدية على الارض يعاشرونهم.‏j لكنَّ الكتاب المقدس سبق وأنبأ بتجميع جمع كثير بقصد حفظهم عبر الضيقة العظيمة القادمة.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩-‏١٤‏)‏ وفي السنة ١٩٣٥ جرى ايضاح هوية هذا الجمع الكثير.‏ والتغييرات في اختيار النظار خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ جهَّزت الهيئة على نحو افضل للاعتناء بعمل تجميعهم،‏ تعليمهم،‏ وتدريبهم.‏

      بالنسبة الى معظم شهود يهوه،‏ كان العمل الموسَّع هذا تطوُّرا مثيرا.‏ واتخذت خدمتهم للحقل معنى جديدا.‏ لكنَّ البعض لم يكونوا تواقين الى الكرازة.‏ فامتنعوا عن الاشتراك فيها،‏ وحاولوا تبرير خمولهم بالمحاجّة انه لن يجري تجميع جمع كثير إلا بعد هرمجدون.‏ لكنَّ الغالبية رأوا فرصة جديدة للاعراب عن ولائهم ليهوه ومحبتهم لرفيقهم الانسان.‏

      وكيف تلاءم الذين هم من الجمع الكثير مع بنية الهيئة؟‏ لقد أُظهر لهم الدور الذي عيَّنته كلمة اللّٰه لـ‍ «القطيع الصغير» من الممسوحين بالروح،‏ فعملوا بسرور وفق هذا الترتيب.‏ (‏لوقا ١٢:‏​٣٢-‏٤٤‏)‏ وتعلَّموا ايضا انه،‏ كالمسيحيين الممسوحين بالروح،‏ لديهم مسؤولية الاشتراك في البشارة مع الآخرين.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١٧‏)‏ وبما انهم ارادوا ان يكونوا رعايا ارضيين لملكوت اللّٰه،‏ يجب ان يأتي هذا الملكوت اولا في حياتهم،‏ ويجب ان يكونوا غيورين في اخبار الآخرين عنه.‏ ولكي ينطبق عليهم وصف الكتاب المقدس لأولئك الذين سيُحفظون عبر الضيقة العظيمة الى نظام اللّٰه الجديد،‏ يجب ان يكونوا اشخاصا «يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لالهنا الجالس على العرش وللخروف.‏» (‏رؤيا ٧:‏​١٠،‏ ١٤‏)‏ وفي السنة ١٩٣٧،‏ اذ ابتدأت اعدادهم تنمو وصارت غيرتهم للرب ظاهرة،‏ دُعوا ايضا الى المساعدة على حمل ثقل المسؤولية في الاشراف على الجماعة.‏

      ولكن،‏ جرى تذكيرهم بأن الهيئة هي ليهوه،‏ لا لأيّ انسان.‏ ولم يكن ليوجد انقسام بين بقية الممسوحين بالروح والذين هم من الجمع الكثير من الخراف الاخر.‏ فكان يجب ان يعملوا معا كاخوة وأخوات في خدمة يهوه.‏ وكما قال يسوع،‏ «لي خراف اخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي ان آتي بتلك ايضا فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد.‏» (‏يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وواقع هذا الامر صار يتضح.‏

      حدثت تطوُّرات مذهلة في الهيئة في فترة من الوقت قصيرة نسبيا.‏ ولكن هل كان هنالك شيء اكثر يلزم القيام به لكي تُدار شؤون الجماعات بانسجام تام مع طرائق يهوه كما هي مبيَّنة في كلمته الموحى بها؟‏

      هيئة ثيوقراطية

      ‏«الثيوقراطية» تعني «حكم اللّٰه.‏» فهل كان ذلك نوع الحكم الذي ساد الجماعات؟‏ أليس انهم لم يعبدوا يهوه فقط بل تطلعوا ايضا اليه من اجل توجيه شؤونهم الجماعية؟‏ وهل عملوا كاملا وفق ما قاله عن هذه الامور في كلمته الموحى بها؟‏ ان مقالة «الهيئة» المؤلَّفة من جزءين التي ظهرت في برج المراقبة ١ و ١٥ حزيران ١٩٣٨ (‏بالانكليزية)‏،‏ ذكرت بالتحديد:‏ «ان هيئة يهوه ليست ديموقراطية على الاطلاق.‏ فيهوه هو الاسمى،‏ وحكومته او هيئته هي ثيوقراطية كاملا.‏» غير انه في الجماعات المحلية لشهود يهوه في ذلك الوقت كانت الاجراءات الديموقراطية لا تزال تُستخدم في اختيار معظم الافراد الموكول اليهم الاشراف على الاجتماعات وخدمة الحقل.‏ فالتغييرات الاضافية كانت ملائمة.‏

      ولكن ألم تُشِر الاعمال ١٤:‏٢٣ الى ان الشيوخ في الجماعات يجب تعيينهم في المنصب ‹بمدّ اليد› كما في التصويت؟‏ ان اولى مقالتي برج المراقبة هاتين بعنوان «الهيئة» اعترفت بأن هذه الآية أُسيء فهمها في الماضي.‏ فلم تكن التعيينات تجري بين مسيحيي القرن الاول ‹بمدّ اليد› من جهة جميع اعضاء الجماعة.‏ ولكن أُظهر ان الرسل والممنوحين السلطة منهم هم الذين ‹مدّوا ايديهم.‏› وكان ذلك يجري ليس بالاشتراك في تصويت الجماعة بل بوضع ايديهم على الافراد الاكفاء.‏ وكان ذلك رمزا الى التثبيت،‏ الموافقة،‏ او التعيين.‏k والجماعات المسيحية الاولى كانت احيانا توصي برجال اكفاء،‏ لكنَّ الاختيار الاخير او الموافقة كان يجري بواسطة الذين كُلِّفوا مباشرة من قِبَل المسيح،‏ او بواسطة الممنوحين السلطة من قِبَل الرسل.‏ (‏اعمال ٦:‏​١-‏٦‏)‏ ولفتت برج المراقبة الانتباه الى واقع انه فقط في رسالتين الى ناظرَين مسؤولَين (‏تيموثاوس وتيطس)‏ اعطى الرسول بولس،‏ تحت توجيه الروح القدس،‏ ارشادات لتعيين النظار.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏​١-‏١٣؛‏ ٥:‏٢٢؛‏ تيطس ١:‏٥‏)‏ ولم تتضمن اية من الرسائل الموحى بها الموجَّهة الى الجماعات مثل هذه الارشادات.‏

      اذًا كيف كانت ستُجرَى التعيينات آنذاك للخدمة في الجماعات؟‏ ان تحليل برج المراقبة للتنظيم الثيوقراطي اظهر من الاسفار المقدسة ان يهوه عيَّن يسوع المسيح ‹رأسا .‏ .‏ .‏ للجماعة›؛‏ أنه عندما رجع المسيح بصفته السيد،‏ عهد الى ‹عبده الامين الحكيم› في مسؤولية الاشراف «على جميع امواله»؛‏ أن العبد الامين الحكيم هذا مؤلَّف من كل الافراد الموجودين على الارض الذين مُسِحوا بالروح القدس ليكونوا وارثين مع المسيح والذين يخدمون باتحاد تحت توجيهه؛‏ وأن المسيح يستخدم صف العبد هذا بصفته وكالته في تزويد الاشراف اللازم على الجماعات.‏ (‏كولوسي ١:‏١٨‏،‏ ع‌ج‏؛‏ متى ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧؛‏ ٢٨:‏١٨‏)‏ فمن واجب صف العبد ان يطبق بروح الصلاة الارشادات المذكورة بوضوح في كلمة اللّٰه الموحى بها،‏ مستخدما اياها ليقرِّر مَن هم اكفاء لمراكز الخدمة.‏

      وبما ان الوكالة المنظورة التي كان المسيح سيستخدمها هي العبد الامين الحكيم (‏ووقائع التاريخ العصري التي جرى التأمل فيها سابقا تُظهر ان هذا «العبد» يستخدم جمعية برج المراقبة كأداة شرعية)‏،‏ اوضحت برج المراقبة ان الاجراء الثيوقراطي يقتضي ان تُجرى تعيينات الخدمة بواسطة هذه الوكالة.‏ وكما اعترفت الجماعات في القرن الاول بالهيئة الحاكمة في اورشليم،‏ كذلك اليوم لن تزدهر الجماعات روحيا دون اشراف مركزي.‏ —‏ اعمال ١٥:‏​٢-‏٣٠؛‏ ١٦:‏​٤،‏ ٥‏.‏

      ولكن للنظر الى الامور في علاقتها الصحيحة،‏ لُفِتَ الانتباه الى انه عندما تشير برج المراقبة الى «الجمعية،‏» يعني ذلك،‏ لا مجرد الاداة الشرعية،‏ بل هيئة المسيحيين الممسوحين التي شكَّلت واستخدمت هذا الكيان الشرعي.‏ وهكذا عنى التعبير العبدَ الامين الحكيم مع هيئته الحاكمة.‏

      وحتى قبل نشر مقالتَي برج المراقبة بعنوان «الهيئة» في السنة ١٩٣٨،‏ عندما نمت الجماعات في لندن،‏ نيويورك،‏ شيكاڠو،‏ ولوس انجلوس الى حد انه صار مستحسنا تقسيمها الى فرق اصغر،‏ طلبت الى الجمعية ان تعيِّن جميع خدامها.‏ وعدد ١٥ حزيران ١٩٣٨ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة دعا الآن كل الجماعات الاخرى ان تتخذ اجراء مماثلا.‏ ولهذه الغاية جرى اقتراح القرار التالي:‏

      ‏«نحن،‏ فرقة شعب اللّٰه المأخوذ على اسمه،‏ والموجودين الآن في .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏ .‏،‏ نعترف بأن حكومة اللّٰه هي ثيوقراطية محض وأن المسيح يسوع هو في الهيكل وهو مسؤول ويضبط كاملا هيئة يهوه المنظورة،‏ وكذلك غير المنظورة،‏ وأن ‏‹الجمعية›‏ هي الممثل المنظور للرب على الارض،‏ ولذلك نطلب الى ‹الجمعية› ان تنظِّم هذه الفرقة للخدمة وتعيِّن مختلف الخدام فيها،‏ لكي نعمل جميعا معا في سلام،‏ برّ،‏ انسجام ووحدة تامة.‏ ونرفق بهذه الوثيقة قائمة بأسماء الاشخاص في هذه الفرقة الذين يبدون لنا اكثر نضجا والذين يبدون بالتالي الأنسب لملء المراكز الخصوصية المعيَّنة للخدمة.‏»‏l

      وافقت تقريبا كل جماعات شهود يهوه بسرعة على ذلك.‏ وأولئك القليلون الذين امتنعوا سرعان ما توقفوا كليا عن الاشتراك في المناداة بالملكوت وبالتالي لم يعودوا شهودا ليهوه.‏

      فوائد التوجيه الثيوقراطي

      من الواضح انه لو كان ممكنا ان تقرَّر التعاليم،‏ مقاييس السلوك،‏ واجراءات التنظيم او الشهادة محليا،‏ لفقدت الهيئة سريعا هويتها ووحدتها.‏ وكان يمكن ان ينقسم الاخوة بسهولة نتيجة الاختلافات الاجتماعية،‏ الثقافية،‏ والقومية.‏ ومن ناحية اخرى،‏ كان التوجيه الثيوقراطي سيضمن وصول الفوائد الناجمة عن التقدم الروحي الى كل الجماعات حول العالم دون عائق.‏ وهكذا كانت ستوجد الوحدة الحقيقية التي صلَّى يسوع ان تسود بين أتباعه الحقيقيين،‏ وسيُنجز كاملا عمل التبشير الذي اوصى به.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏​٢٠-‏٢٢‏.‏

      ولكنَّ البعض ادَّعوا انه بتأييد هذا التغيير التنظيمي كان ج.‏ ف.‏ رذرفورد يسعى الى كسب سيطرة اعظم على الشهود وأنه استخدم هذه الوسيلة لتوطيد سلطته.‏ فهل كانت الحال كذلك؟‏ لا شك في ان الاخ رذرفورد كان رجلا ذا قناعات قوية.‏ وقد تكلَّم جهارا بقوة ودون مسايرة دفاعا عما آمن بأنه الحق.‏ وكان يمكن ان يكون فظًّا تماما في معالجة الحالات عندما يرى ان الناس مهتمون بنفسهم اكثر مما بعمل الرب.‏ لكنَّ الاخ رذرفورد كان متواضعا بشكل اصيل امام اللّٰه.‏ وكما كتب لاحقا كارل كلاين،‏ الذي صار عضوا في الهيئة الحاكمة في السنة ١٩٧٤:‏ «ان صلوات الاخ رذرفورد في العبادة الصباحية .‏ .‏ .‏ حبَّبته اليَّ.‏ ورغم انه كان يتمتع بصوت قوي،‏ كان يبدو عند مخاطبته اللّٰه كصبي صغير يتحدث الى ابيه.‏ فيا للعلاقة البديعة بيهوه التي كشَفها ذلك!‏» كان الاخ رذرفورد مقتنعا تماما في ما يتعلق بهوية هيئة يهوه المنظورة،‏ وسعى الى التيقن انه ما من انسان او فريق من الناس يمكن ان يعيق الاخوة محليا عن نيل الفائدة الكاملة من الطعام الروحي والتوجيه الذي كان يهوه يزوِّده لخدامه.‏

      ومع ان الاخ رذرفورد خدم طوال ٢٥ سنة كرئيس لجمعية برج المراقبة وخصَّص كل طاقته لترويج عمل الهيئة،‏ إلا انه لم يكن قائدا لشهود يهوه،‏ ولم يُرِدْ ان يكون كذلك.‏ وفي محفل في سانت لويس،‏ ميسوري،‏ في السنة ١٩٤١،‏ قبيل موته،‏ تكلم عن مسألة القيادة،‏ قائلا:‏ «اريد ان يعرف ايّ من الغرباء هنا ما هو رأيكم في ان يكون رجل قائدا لكم،‏ حتى لا ينسوا.‏ فكلما نشأ شيء وابتدأ ينمو يقولون ان هنالك رجلا قائدا له أتباع كثيرون.‏ فاذا كان هنالك ايّ شخص من هذا الحضور يعتقد انني انا،‏ هذا الرجل الواقف هنا،‏ هو قائد شهود يهوه،‏ فليقل نعم.‏» كان التجاوب صمتا مؤثِّرا خرقته فقط «لا» تأكيدية من افراد عديدين من الحضور.‏ وتابع الخطيب:‏ «واذا كنتم انتم الموجودين هنا تعتقدون انني مجرد واحد من خدام الرب،‏ وأننا نعمل معا كتفا الى كتف في وحدة،‏ خادمين اللّٰه وخادمين المسيح،‏ فقولوا نعم.‏» وبصوت مدوٍّ واحد اجاب الحضور بـ‍ «نعم!‏» حاسمة.‏ وفي الشهر التالي تجاوب الحضور في انكلترا بالطريقة نفسها تماما.‏

      في بعض المناطق جرى الشعور سريعا بفوائد التنظيم الثيوقراطي.‏ وفي اماكن اخرى استغرق الامر مدة اطول؛‏ والذين لم يبرهنوا انهم خدام ناضجون متواضعون عُزلوا في حينه،‏ وآخرون عُيِّنوا.‏

      ومع ذلك،‏ اذ ترسَّخت الاجراءات الثيوقراطية بشكل اكمل،‏ ابتهج شهود يهوه باختبار ما أُنبئ به مسبقا في اشعياء ٦٠:‏١٧‏.‏ يقول يهوه هنا،‏ مستخدما تعابير مجازية لتصوير الاحوال المتحسنة التي كانت ستوجد بين خدام اللّٰه:‏ «عوضا عن النحاس آتي بالذهب وعوضا عن الحديد آتي بالفضة وعوضا عن الخشب بالنحاس وعوضا عن الحجارة بالحديد وأجعل وكلاءك سلاما وولاتك برا.‏» لا يصف ذلك ما كان البشر سيفعلونه بل بالاحرى ما كان اللّٰه نفسه سيفعله والفوائد التي كان خدامه سينالونها اذ يذعنون لها.‏ فيجب ان يسود السلام في وسطهم.‏ ويجب ان تكون محبة البر القوة التي تدفعهم الى الخدمة.‏

      من البرازيل كتبت مود يولي،‏ زوجة ناظر الفرع،‏ الى الاخ رذرفورد:‏ «ان المقالة ‹الهيئة› في عددي ١ و ١٥ حزيران [١٩٣٨،‏ بالانكليزية] من برج المراقبة تدفعني الى التعبير بكلمات قليلة لك،‏ انت الذي يستخدم يهوه خدمته الامينة،‏ عن شكري ليهوه على الترتيب البديع الذي اعدَّه لهيئته المنظورة،‏ كما ورد في هذين العددين من برج المراقبة.‏ .‏ .‏ .‏ يا لها من راحة ان نرى نهاية ‹الحكم الذاتي›،‏ بما في ذلك ‹حقوق المرأة› والاجراءات الاخرى غير المؤسسة على الاسفار المقدسة التي اخضعت بعض الاشخاص للآراء المحلية والحكم الفردي،‏ بدلا من [يهوه اللّٰه ويسوع المسيح]،‏ الامر الذي جلب التعيير على اسم يهوه.‏ صحيح انه فقط ‹منذ عهد قريب اشارت الجمعية الى الجميع في الهيئة بصفتهم «خداما»›،‏ لكنني الاحظ انه قبل ذلك الوقت بسنين عديدة اعترفتَ في مراسلاتك لاخوتك بأنك ‹اخوكم وخادمكم،‏ بنعمته›.‏»‏

      وفي ما يتعلق بهذا التعديل التنظيمي ذكر تقرير الفرع في الجزر البريطانية:‏ «كان التأثير الجيد لذلك مدهشا تماما.‏ فالوصف الشعري والنبوي لذلك في اشعياء الاصحاح الستين مفعم بالجمال ولكن دون مبالغة.‏ وكل مَن هو في الحق كان يتكلم عنه.‏ وكان الموضوع الرئيسي للمحادثة.‏ فسادَ شعور عام بالانتعاش —‏ استعداد للمضيّ قُدُما في معركة هادفة.‏ واذ ازداد التوتر العالمي،‏ كثر الفرح بالحكم الثيوقراطي.‏»‏

      النظار الجائلون يقوّون الجماعات

      تقوَّت الروابط التنظيمية الى حد ابعد نتيجة لخدمة النظار الجائلين.‏ ففي القرن الاول انهمك الرسول بولس بشكل بارز في مثل هذا النشاط.‏ وأحيانا كان رجال مثل برنابا،‏ تيموثاوس،‏ وتيطس يشتركون ايضا.‏ (‏اعمال ١٥:‏٣٦؛‏ فيلبي ٢:‏​١٩،‏ ٢٠؛‏ تيطس ١:‏​٤،‏ ٥‏)‏ وكانوا جميعا مبشِّرين غيورين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانوا يشجعون الجماعات بمحاضراتهم.‏ وعندما كانت تنشأ القضايا التي يمكن ان تؤثر في وحدة الجماعات،‏ كانت تُحال الى الهيئة الحاكمة المركزية.‏ ثم ان الذين أُوكلت اليهم المسؤولية «اذ كانوا يجتازون في المدن كانوا يسلِّمونهم القضايا التي حكم بها الرسل والمشايخ الذين في اورشليم ليحفظوها.‏» والنتيجة؟‏ «كانت (‏الجماعات)‏ تتشدد في الايمان وتزداد في العدد كل يوم.‏» —‏ اعمال ١٥:‏​١–‏١٦:‏٥؛‏ ٢ كورنثوس ١١:‏٢٨‏.‏

      في سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ زار الاخ رصل فرق تلاميذ الكتاب المقدس —‏ المؤلَّفة من شخصين وثلاثة اشخاص وكذلك الفرق الاكبر —‏ لبنائها روحيا.‏ واشترك في ذلك اخوة آخرون قليلون في ثمانينات الـ‍ ١٨٠٠.‏ ثم في السنة ١٨٩٤ صُنعت الترتيبات لكي ترسل الجمعية خطباء حسني الكفاءة يسافرون قانونيا اكثر لمساعدة تلاميذ الكتاب المقدس على النمو في المعرفة والتقدير للحق ولضمِّهم معا على نحو اوثق.‏

      واذا كان ممكنا،‏ يقضي الخطيب يوما او ربما عدة ايام مع الفريق،‏ مقدِّما محاضرة عامة او اثنتين،‏ ثم يزور الفرق الاصغر والافراد لمناقشة بعض الامور الاعمق في كلمة اللّٰه.‏ وبُذل جهد لزيارة كل فريق في الولايات المتحدة وكندا مرتين في السنة،‏ رغم ان ذلك لم يكن عادةً من قبل الاخ نفسه.‏ وفي اختيار الخطباء الجائلين هؤلاء جرى التشديد على الوداعة،‏ التواضع،‏ والفهم الواضح للحق وكذلك الالتصاق الولي به والقدرة على تعليمه بوضوح.‏ وخدمتهم لم تكن على الاطلاق مأجورة.‏ والاخوة المحليون كانوا يزوِّدونهم بالطعام والمأوى فقط،‏ والى الحد الضروري،‏ كانت الجمعية تساعدهم بنفقات السفر.‏ وصاروا يُعرَفون بالخطباء الجائلين.‏

      وكثيرون من هؤلاء الممثلين الجائلين للجمعية كانوا محبوبين الى اولئك الذين خدموهم.‏ أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان،‏ كندي،‏ يجري تذكّره كأخ كانت كلمة اللّٰه بالنسبة اليه «كنار محرقة.‏» (‏ارميا ٢٠:‏٩‏)‏ فما كان عليه إلا ان يتحدث عنها،‏ وقد فعل ذلك،‏ مخاطبا الحضور ليس فقط في كندا بل ايضا في انحاء عديدة من الولايات المتحدة وفي بلدان اخرى.‏ وويليام هرسي،‏ خطيب جائل آخر،‏ يجري تذكّره باعزاز بسبب الانتباه الخصوصي الذي منحه للاحداث.‏ وصلواته ايضا تركت انطباعا دائما لأنها عكست عمقا من الروحيات مسّ قلوب الصغار والكبار على السواء.‏

      والسفر لم يكن سهلا على الخطباء الجائلين في الايام الباكرة.‏ فلكي يخدم الفريقَ قرب شلالات كلاماث،‏ اوريغون،‏ مثلا،‏ سافر ادوارد برِنسِن اولا بالقطار،‏ ثم الليل كله بعربة خيل مقفلة،‏ وأخيرا بعربة خيل مكشوفة غير مريحة في الجبال الى المزرعة حيث كانوا يجتمعون.‏ وباكرا في الصباح،‏ في اليوم الذي تلا اجتماعهم،‏ زوَّده احد الاخوة بحصان ليجتاز به نحو ٦٠ ميلا (‏١٠٠ كلم)‏ الى اقرب محطة للسكك الحديدية ليتمكن من السفر الى تعيينه التالي.‏ لقد كانت حياة شاقة،‏ لكنَّ نتائج جيدة أُحرزت من جهود الخطباء الجائلين.‏ فتقوَّى شعب يهوه،‏ اتحدوا في فهمهم لكلمة اللّٰه،‏ وتقاربوا على نحو اوثق رغم انهم مشتَّتون بشكل واسع جغرافيا.‏

      في السنة ١٩٢٦ ابتدأ الاخ رذرفورد ينجز ترتيبات غيَّرت عمل الخطباء الجائلين من مجرد عمل خطباء جائلين الى ذاك الذي لمشرفين جائلين ومروِّجين لخدمة الحقل بواسطة الجماعات.‏ وللتشديد على مسؤولياتهم الجديدة،‏ دُعُوا في السنة ١٩٢٨ مديري خدمة المناطق.‏ وقد عملوا مباشرة مع الاخوة المحليين،‏ مانحين اياهم الارشاد الشخصي في خدمة الحقل.‏ وفي ذلك الوقت كان ممكنا لهم الوصول الى كل جماعة في الولايات المتحدة وفي بعض البلدان الاخرى مرة كل سنة تقريبا،‏ فيما بقوا ايضا على اتصال بالافراد والفرق الصغيرة التي لم تكن قد نُظِّمت بعدُ للخدمة.‏

      وخلال السنوات التي تلت خضع عمل النظار الجائلين لتعديلات مختلفة.‏a وصار مكثَّفا الى حد كبير في السنة ١٩٣٨ عندما عُيِّن جميع الخدام في الجماعات ثيوقراطيا.‏ والزيارات للجماعات في فترات منتظمة خلال السنوات القليلة التالية قدَّمت الفرصة لتزويد التدريب الشخصي لكل من الخدام المعيَّنين وزادت المساعدة لكل فرد في خدمة الحقل.‏ وفي السنة ١٩٤٢،‏ قبل ارسال النظار الجائلين ثانية الى الجماعات،‏ مُنِحوا شيئا من التدريس المكثَّف؛‏ ونتيجة لذلك جرى انجاز عملهم بانتظام اكبر.‏ وكانت زياراتهم مختصرة (‏من يوم الى ثلاثة ايام،‏ وفقا لحجم الجماعة)‏.‏ وخلال هذا الوقت كانوا يفحصون سجلات الجماعة،‏ يجتمعون مع جميع الخدام لتقديم اية مشورة لازمة،‏ يلقون خطابا او اكثر على الجماعة،‏ ويأخذون القيادة في خدمة الحقل.‏ وفي السنة ١٩٤٦ جرى تطويل الزيارات الى اسبوع واحد لكل جماعة.‏

      وترتيب الزيارات للجماعات هذا أُلحقت به في السنة ١٩٣٨ خدمة خادم المنطقة في دور جديد.‏ فكان يغطِّي منطقة اوسع،‏ صارفا دوريا اسبوعا مع كلٍّ من الاخوة الذين يجولون في اقليم (‏دائرة)‏ لزيارة الجماعات.‏ وخلال زيارته كان يخدم في برنامج المحفل الذي تحضره الجماعات كلها في ذلك الاقليم.‏b وهذا الترتيب كان حافزا عظيما للاخوة وزوَّد فرصة قانونية لمعمودية التلاميذ الجدد.‏

      ‏«شخص يحبّ الخدمة»‏

      بين اولئك الذين اشتركوا في هذه الخدمة ابتداء من السنة ١٩٣٦ كان جون بوث،‏ الذي صار في السنة ١٩٧٤ عضوا في الهيئة الحاكمة.‏ وعند مقابلته كمشرف جائل محتمَل،‏ قيل له:‏ «ليس الخطباء الفصحاء ما يلزم،‏ بل شخص يحبّ الخدمة وسيأخذ القيادة فيها ويتحدث عن الخدمة في الاجتماعات.‏» لقد امتلك الاخ بوث هذه المحبة لخدمة يهوه،‏ كما تدل عليه خدمته الغيورة كفاتح منذ السنة ١٩٢٨،‏ وحرَّك في الآخرين الغيرة للتبشير بالمثال وكلمات التشجيع على حد سواء.‏

      كانت الجماعة الاولى التي زارها،‏ في آذار ١٩٣٦،‏ في ايستون،‏ پنسلڤانيا.‏ كتب لاحقا:‏ «كنت اصِل عادةً الى المكان في الوقت المحدَّد من اجل خدمة الحقل في الصباح،‏ اعقد اجتماعا مع خدام الفرقة في المساء الباكر واجتماعا آخر بعد ذلك مع كامل الفرقة.‏ وكنت اقضي عادةً مجرد يومين مع الفرقة ويوما واحدا فقط مع الفريق الاصغر،‏ وأحيانا كنت ازور ستا من امثال هذه الفرق الاصغر اسبوعيا.‏ فكنت على الدوام في حالة تنقّل.‏»‏

      وبعد سنتين،‏ في السنة ١٩٣٨،‏ جرى تعيينه،‏ كخادم منطقة،‏ للاعتناء بمحفل اقليمي (‏يُعرَف الآن بمحفل دائري)‏ كل اسبوع.‏ وهذه ساعدت على تقوية الاخوة في وقت اشتد فيه الاضطهاد في بعض المناطق.‏ واذ تذكَّر تلك الايام ومسؤولياته المتنوعة،‏ قال الاخ بوث:‏ «في الاسبوع نفسه [الذي كنت فيه شاهدا في دعوى قضائية تشمل نحو ٦٠ شاهدا في إنديانا پولِس،‏ إنديانا] كنت المدَّعى عليه في قضية اخرى في جولييت،‏ ايلينُوي،‏ ومحاميا عن اخ في قضية اخرى ايضا في ماديسون،‏ إنديانا،‏ واضافة الى ذلك،‏ كنت مسؤولا عن محفل اقليمي كل نهاية اسبوع.‏»‏

      بعد سنتين من احياء هذه المحافل الاقليمية في السنة ١٩٤٦ (‏الآن محافل دائرية)‏،‏ صار كاري باربر بين اولئك الذين عُيِّنوا كخدام كور.‏ وكان قد خدم كعضو في عائلة البتل في بروكلين،‏ نيويورك،‏ لمدة ٢٥ سنة.‏ وقد غطَّت كورته الاولى الجزء الغربي بكامله من الولايات المتحدة.‏ وفي البداية كان السفر بين المحافل نحو ٠٠٠‏,١ ميل ‏(‏٦٠٠‏,١ كلم)‏ كل اسبوع.‏ واذ ازداد عدد الجماعات وحجمها،‏ تقلَّصت تلك المسافات،‏ وصارت تُعقد غالبا محافل دائرية عديدة في منطقة مدينة واحدة وضواحيها.‏ وبعد ٢٩ سنة من الخبرة كناظر جائل،‏ دُعي الاخ باربر الى العودة الى المركز الرئيسي العالمي في السنة ١٩٧٧ كعضو في الهيئة الحاكمة.‏

      خلال اوقات الحرب والاضطهاد الشديد كثيرا ما كان النظار الجائلون يجازفون بحريتهم وحياتهم للاعتناء بخير اخوتهم الروحي.‏ وخلال زمن الاحتلال النازي لبلجيكا استمر اندريه وُزْنيك في زيارة الجماعات وساعد على تزويدها بالمطبوعات.‏ وكثيرا ما لاحقه الڠستاپو انما دون ان يفلحوا البتة في القبض عليه.‏

      وفي روديسيا (‏المعروفة الآن بزمبابوي)‏ في اواخر سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ عاش الناس في خوف،‏ وخفَّت حركة السفر خلال فترة من الحرب الداخلية.‏ لكنَّ النظار الجائلين لشهود يهوه،‏ بصفتهم رعاة ونظارا محبين،‏ اثبتوا انهم «كمخبإٍ من الريح» لاخوتهم.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏٢‏)‏ وكان البعض يسيرون اياما عبر الادغال،‏ سالكين الجبال صعودا ونزولا،‏ مجتازين انهارا محفوفة بالمخاطر،‏ نائمين ليلا في العراء —‏ كل ذلك بغية الوصول الى الجماعات والناشرين المنعزلين لتشجيعهم على البقاء ثابتين في الايمان.‏ وكان بين هؤلاء اشعيا ماكوراي،‏ الذي نجا بصعوبة عندما ازَّت الرصاصات فوق رأسه خلال معركة بين جنود حكوميين و «مقاتلي الحرية.‏»‏

      خدم نظار جائلون آخرون سنوات عديدة الهيئة على اساس اممي.‏ فرؤساء جمعية برج المراقبة سافروا مرارا الى بلدان اخرى لمنح الانتباه للحاجات التنظيمية وإلقاء الخطابات في المحافل.‏ ومثل هذه الزيارات فعلت الشيء الكثير لابقاء شهود يهوه في كل مكان مدركين جيدا اخوَّتهم الاممية.‏ وقد انهمك الاخ نور بشكل خصوصي في هذا النشاط على اساس قانوني،‏ زائرا كل فرع وبيت ارسالي.‏ واذ نمت الهيئة،‏ قُسِم العالم الى عشرة اقاليم اممية،‏ وابتداء من ١ كانون الثاني ١٩٥٦،‏ شرع اخوة اكفاء،‏ تحت توجيه الرئيس،‏ في المساعدة في هذه الخدمة بحيث يمكن منحها انتباها قانونيا.‏ وهذه الزيارات الاقليمية،‏ التي تتواصل الآن تحت توجيه لجنة الخدمة في الهيئة الحاكمة،‏ تستمر في المساهمة في الوحدة العالمية النطاق وتقدُّم كامل الهيئة.‏

      وثمة تطوُّرات مهمة اخرى ايضا ساهمت في بنية الهيئة الحالية.‏

      تراصف ثيوقراطي اضافي

      في منتصف الحرب العالمية الثانية مات جوزيف ف.‏ رذرفورد،‏ في ٨ كانون الثاني ١٩٤٢،‏ وصار ناثان ه‍.‏ نور الرئيس الثالث لجمعية برج المراقبة.‏ وكانت الهيئة تحت ضغط شديد بسبب الحظر الذي فُرض على نشاطها في بلدان عديدة،‏ عنف الرعاع تحت ستار الوطنية،‏ واعتقال الشهود في اثناء توزيعهم مطبوعات الكتاب المقدس في خدمتهم العلنية.‏ فهل كان تغيُّر الادارة سيؤدي الى تباطؤ العمل في مثل هذا الوقت الحرج؟‏ تطلَّع الاخوة المعتنون بالمسائل الادارية الى يهوه طلبا لتوجيهه وبركته.‏ وانسجاما مع رغبتهم في الارشاد الالهي اعادوا فحص بنية الهيئة نفسها ليروا ما اذا كانت هنالك مجالات يمكن فيها التكيُّف بشكل ادقّ وفق طرائق يهوه.‏

      ثم،‏ في السنة ١٩٤٤،‏ عُقد محفل خدمة في پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ في ما يختص بالاجتماع السنوي لجمعية برج المراقبة.‏ وفي ٣٠ ايلول،‏ قبل ذلك الاجتماع السنوي،‏ أُلقيت سلسلة خطابات بالغة الاهمية حول ما تقوله الاسفار المقدسة عن هيئة خدام يهوه.‏c فجرى تركيز الانتباه على الهيئة الحاكمة.‏ وفي تلك المناسبة جرى التشديد على ان المبدأ الثيوقراطي يجب ان ينطبق على جميع الوكالات التي يستخدمها صف العبد الامين الحكيم.‏ وأُوضح ان المؤسسة الشرعية لم تكن تشمل جميع شعب اللّٰه «المكرَّس» كأعضاء.‏ وانما كانت تمثِّلهم فقط،‏ عاملةً كوكالة شرعية لاجلهم.‏ ولكن،‏ نظرا الى ان الجمعية هي وكيل النشر المستخدَم لتزويد شهود يهوه بالمطبوعات التي تحتوي على الانارة الروحية،‏ صارت الهيئة الحاكمة منطقيا وبحكم الضرورة مقترنة على نحو وثيق بالرسميين والمديرين في هذه الجمعية الشرعية.‏ فهل جرى تطبيق المبادئ الثيوقراطية كاملا في شؤونها؟‏

      عرض ميثاق الجمعية ترتيبا للمساهمين حيث كان كل مجموع تبرع من ١٠ دولارات اميركية يخوِّل المتبرع صوتا في ما يتعلق باختيار اعضاء مجلس المديرين والرسميين في الجمعية.‏ وربما بدا ان مثل هذه التبرعات تعطي الدليل على الاهتمام الاصيل بعمل الهيئة.‏ لكنَّ هذا الترتيب قدَّم المشاكل.‏ اوضح الاخ نور،‏ رئيس الجمعية:‏ «من تدابير ميثاق الجمعية يبدو ان الكينونة جزءا من الهيئة الحاكمة كانت تتوقف على التبرعات للجمعية الشرعية.‏ غير انه بحسب مشيئة اللّٰه لا يمكن ان يكون هذا الامر كذلك بين شعبه المختار الحقيقي.‏»‏

      صحيح ان تشارلز تاز رصل،‏ الشخص الرئيسي في الهيئة الحاكمة للسنين الـ‍ ٣٢ الاولى للجمعية،‏ كان المتبرع الاكبر للجمعية ماليا،‏ جسديا،‏ وعقليا.‏ لكنَّ التبرع المالي لم يكن ما قرَّر كيف يستخدمه الرب.‏ ان انتذاره الكامل،‏ غيرته التي لم تعرف الكلل،‏ موقفه غير المساير الى جانب ملكوت اللّٰه،‏ وولاءه وأمانته غير المنثلمة هي ما كانت تميِّزه في نظر اللّٰه بصفته ملائما للخدمة.‏ وفي ما يتعلق بالهيئة الثيوقراطية تنطبق القاعدة:‏ «وضع اللّٰه الاعضاء كل واحد منها في الجسد كما اراد.‏» (‏١ كورنثوس ١٢:‏١٨‏)‏ «ولكن،‏» اوضح الاخ نور،‏ «بما ان ميثاق الجمعية زوَّد ان توزَّع اسهم الاقتراع على المتبرعين بالاموال لعمل الجمعية،‏ ادَّى ذلك الى حجب او انتهاك هذا المبدإ الثيوقراطي في ما يتعلق بالهيئة الحاكمة؛‏ وأدَّى ايضا الى تعريضها للخطر او خلق العراقيل امامها.‏»‏

      وهكذا،‏ في اجتماع العمل لجميع المساهمين المقترعين في الجمعية في ٢ تشرين الاول ١٩٤٤،‏ جرى التصويت بالاجماع ان يُعدَّل ميثاق الجمعية ويكيَّف ليصير منسجما اكثر مع المبادئ الثيوقراطية.‏ فالعضوية لن تكون الآن غير محدودة العدد بل ستكون بين ٣٠٠ و ٥٠٠،‏ وسيكونون جميعهم رجالا يختارهم مجلس المديرين،‏ لا على اساس التبرعات المالية،‏ بل لأنهم شهود ناضجون،‏ نشاطى،‏ امناء ليهوه يخدمون كامل الوقت في عمل الهيئة او لأنهم خدام نشاطى في جماعات شهود يهوه.‏ وهؤلاء الاعضاء كانوا سينتخبون مجلس المديرين،‏ ومجلس المديرين كان سيختار بعد ذلك رسمييه.‏ وهذه الترتيبات الجديدة صارت نافذة المفعول في السنة التالية،‏ في ١ تشرين الاول ١٩٤٥.‏ وكم تبرهن ان ذلك حماية في عصر تلاعبت فيه تكرارا العناصر المعادية بالشؤون التجارية للسيطرة على المؤسسات ثم اعادة بنائها لتلائم غاياتهم الخاصة!‏

      ان بركة يهوه على هذه الخطى التقدُّمية الواسعة في التكيُّف وفق المبادئ الثيوقراطية كانت ظاهرة.‏ وعلى الرغم من الضغط الشديد الذي اتى على الهيئة خلال الحرب العالمية الثانية،‏ استمر عدد المنادين بالملكوت في النمو.‏ وبلا تراخٍ،‏ استمروا بنشاط في الشهادة عن ملكوت اللّٰه.‏ ومن السنة ١٩٣٩ الى السنة ١٩٤٦،‏ كانت هنالك زيادة مذهلة من ١٥٧ في المئة في صفوف شهود يهوه،‏ وقد وصلوا بالبشارة الى ستة بلدان اضافية.‏ وخلال السنين الـ‍ ٢٥ التالية ازداد عدد الشهود النشاطى نحو ٨٠٠ في المئة اخرى،‏ وكانوا يقدِّمون تقريرا قانونيا عن النشاط في ٨٦ بلدا اضافيا.‏

      تدريب متخصص للنظار

      اعتبر بعض المراقبين من الخارج انه عندما تكبر الهيئة،‏ لا بد ان تصير مقاييسها اقل صرامة.‏ ولكن،‏ على الضد من ذلك،‏ سبق وأنبأ الكتاب المقدس بأن البر والسلام سيسودان بين خدام يهوه.‏ (‏اشعياء ٦٠:‏١٧‏)‏ وكان ذلك سيتطلب تعليما دقيقا ومستمرا في كلمة اللّٰه للنظار المسؤولين،‏ فهما واضحا لمقاييسه القضائية،‏ وتطبيقا ثابتا لهذه المقاييس.‏ ومثل هذا التعليم جرى تزويده.‏ فالدرس الشامل لمطالب اللّٰه البارة زُوِّد بشكل تدريجي في برج المراقبة،‏ وهذه المواد درستها بشكل نظامي كل جماعة لشهود يهوه حول العالم.‏ ولكن،‏ بالاضافة الى ذلك،‏ مُنِح نظار الرعية الكثير من الارشاد الاضافي.‏

      والنظار الرئيسيون لفروع الجمعية جُمعوا معا من اجل تدريب خصوصي في وقت المحافل الاممية.‏ ومن السنة ١٩٦١ حتى السنة ١٩٦٥،‏ أُديرت من اجلهم في نيويورك مقرَّرات دراسية مصمَّمة بشكل خصوصي،‏ طولها ثمانية الى عشرة اشهر.‏ ومن السنة ١٩٧٧ الى السنة ١٩٨٠ كانت هنالك من اجلهم سلسلة اخرى من المقرَّرات الخصوصية لخمسة اسابيع.‏ وشمل تدريبهم درسا لجميع اسفار الكتاب المقدس عددًا فعددًا اضافة الى التأمل في التفاصيل التنظيمية والطرائق لتعزيز الكرازة بالبشارة.‏ ولا توجد هنالك انقسامات قومية بين شهود يهوه.‏ وبصرف النظر عن المكان الذي يعيشون فيه،‏ يلتصقون بمقاييس الكتاب المقدس السامية نفسها ويؤمنون ويعلِّمون بالامور نفسها.‏

      ونظار الدوائر والكور مُنحوا ايضا انتباها خصوصيا.‏ وكثيرون منهم حضروا مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس او احدى مدارسها الفرعية.‏ ودوريا،‏ يجتمعون ايضا في مكاتب فروع الجمعية،‏ او يجتمعون في اماكن ملائمة اخرى،‏ من اجل حلقات دراسية لبضعة ايام او اسبوع.‏

      وفي السنة ١٩٥٩ جرى العمل بتدبير بارز آخر.‏ وكان هذا مدرسة خدمة الملكوت التي يحضرها نظار الدوائر والكور وكذلك نظار الجماعات.‏ وقد بدأت كمقرَّر دراسي لشهر كامل.‏ وبعد استخدامها لسنة في الولايات المتحدة،‏ تُرجِمت مواد المقرَّر بلغات اخرى واستُخدمت تدريجيا حول الكرة الارضية.‏ وبما انه لم يكن ممكنا لجميع النظار ان يرتِّبوا ليكونوا بعيدين عن عملهم الدنيوي لشهر كامل،‏ جرى استخدام مقرَّر معدَّل لمدة اسبوعين ابتداء من السنة ١٩٦٦.‏

      لم تكن هذه المدرسة معهدا لاهوتيا يدرَّب فيه الرجال استعدادا لرسمهم.‏ فالذين حضروا كانوا خداما معيَّنين من قبل.‏ وكثيرون منهم كانوا نظارا ورعاة للرعية طوال عقود.‏ وكان مقرَّرهم الدراسي فرصة ليناقشوا بالتفصيل الارشادات من كلمة اللّٰه في ما يتعلق بعملهم.‏ وقد جرى التشديد الى حد كبير على اهمية خدمة الحقل وكيفية القيام بها بفعَّالية.‏ وبسبب المقاييس الادبية المتغيِّرة في العالم،‏ خُصِّص ايضا وقت ليس بقليل لمناقشة تأييد المقاييس الادبية في الكتاب المقدس.‏ وهذا المقرَّر تبعته مؤخرا حلقات دراسية كل سنتين او ثلاث سنوات،‏ وكذلك اجتماعات مساعدة يديرها النظار الجائلون مع الشيوخ المحليين عدة مرات كل سنة.‏ وهذه تتيح الفرصة لمنح انتباه خصوصي للحاجات الحالية.‏ وهي اجراء وقائي من ايّ انحراف عن مقاييس الكتاب المقدس،‏ وتساهم في معالجة متناسقة للحالات في كل الجماعات.‏

      يصغي شهود يهوه الى النصح الوارد في ١ كورنثوس ١:‏١٠‏:‏ «اطلب اليكم ايها الاخوة باسم ربنا يسوع المسيح ان تقولوا جميعكم قولا واحدا ولا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد.‏» وهذا ليس انسجاما قسريا؛‏ فهو ينجم عن التعليم في طرق اللّٰه كما هو مسجل في الكتاب المقدس.‏ وشهود يهوه يبتهجون بطرق اللّٰه وقصده.‏ واذا لم يعد ايٌّ منهم يجد المسرة في العيش بموجب مقاييس الكتاب المقدس،‏ فهو حرّ ان يترك الهيئة.‏ أما اذا ابتدأ احد يكرز بمعتقدات اخرى او يتجاهل آداب الكتاب المقدس فان النظار يتخذون الاجراء لحماية الرعية.‏ والهيئة تطبق مشورة الكتاب المقدس:‏ «لاحظوا الذين يصنعون الشقاقات والعثرات خلافا للتعليم الذي تعلمتموه وأَعرضوا عنهم.‏» —‏ رومية ١٦:‏١٧؛‏ ١ كورنثوس ٥:‏​٩-‏١٣‏.‏

      سبق وأنبأ الكتاب المقدس بأن اللّٰه سيعمل على ايجاد مثل هذا الجو بين خدامه،‏ جو يسود فيه البر ويُنتج ثمرا سلميا.‏ (‏اشعياء ٣٢:‏​١،‏ ٢،‏ ١٧،‏ ١٨‏)‏ وهذه الاحوال تروق بشدة الناس الذين يحبون ما هو صواب.‏

      وكم شخصا من محبي البر هؤلاء سيُجمعون قبل نهاية النظام القديم؟‏ شهود يهوه لا يعرفون.‏ لكنَّ يهوه يعرف ما يتطلَّبه عمله،‏ وفي وقته الخاص وبطريقته الخاصة يتأكد ان تكون هيئته مجهَّزة للاعتناء به.‏

      الإعداد للنمو السريع

      عند القيام بالبحث تحت اشراف الهيئة الحاكمة في اعداد العمل المرجعي Aid to Bible Understanding (‏مساعد على فهم الكتاب المقدس‏)‏،‏ وُجِّه الانتباه مرة اخرى الى الطريقة التي نُظِّمت بها الجماعة المسيحية للقرن الاول.‏ فجرى القيام بدرس دقيق لتعابير الكتاب المقدس مثل «شيخ،‏» «ناظر،‏» و «خادم.‏» فهل يمكن للهيئة العصرية لشهود يهوه ان تتكيَّف بشكل اكمل وفق النموذج المحفوظ في الاسفار المقدسة كدليل؟‏

      كان خدام يهوه مصمِّمين على الاستمرار في الاذعان للتوجيه الالهي.‏ وفي سلسلة من المحافل التي عُقدت في السنة ١٩٧١ لُفت الانتباه الى الترتيبات التي سادت الجماعة المسيحية الاولى.‏ وجرت الاشارة الى ان التعبير پرسبيتيروس (‏شيخ)‏ كما هو مستعمل في الكتاب المقدس لم يكن مقتصرا على الاشخاص الاكبر سنا،‏ ولا طُبِّق على جميع الناضجين روحيا في الجماعات.‏ لقد استُعمِل خصوصا بمعنى رسمي في ما يتعلق بنظار الجماعات.‏ (‏اعمال ١١:‏٣٠؛‏ ١ تيموثاوس ٥:‏١٧؛‏ ١ بطرس ٥:‏​١-‏٣‏)‏ وقد نال هؤلاء مراكزهم بالتعيين،‏ انسجاما مع المطالب التي صارت جزءا من الاسفار الموحى بها.‏ (‏اعمال ١٤:‏٢٣؛‏ ١ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٧؛‏ تيطس ١:‏​٥-‏٩‏)‏ وحيثما توافر عدد كافٍ من الرجال الاكفاء،‏ كان هنالك اكثر من شيخ واحد في الجماعة.‏ (‏اعمال ٢٠:‏١٧؛‏ فيلبي ١:‏١‏)‏ وهؤلاء ألَّفوا «هيئة الشيوخ،‏» الذين كانت لجميعهم المرتبة الرسمية نفسها،‏ ولا احد منهم كان العضو الابرز او الاقوى في الجماعة.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١٤‏،‏ ع‌ج‏)‏ وجرى الايضاح انه،‏ لمساعدة الشيوخ،‏ كان هنالك ايضا ‹خدام مساعدون› معيَّنون،‏ وفقا للمطالب التي عرضها الرسول بولس.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٣:‏​٨-‏١٠،‏ ١٢،‏ ١٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

      وسرعان ما وُضعت الترتيبات موضع العمل لجعل الهيئة على انسجام اوثق مع نموذج الكتاب المقدس هذا.‏ وجرت هذه ابتداء من الهيئة الحاكمة نفسها.‏ فوُسِّعت عضويتها الى ما فوق السبعة الذين،‏ بصفتهم اعضاء مجلس المديرين لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا،‏ كانوا يخدمون كهيئة حاكمة لشهود يهوه.‏ ولم يحدَّد عدد ثابت لاعضاء الهيئة الحاكمة.‏ ففي السنة ١٩٧١ كان هنالك ١١؛‏ ولعدة سنين كان هنالك ١٨؛‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ كان هنالك ١٢.‏ وجميعهم رجال ممسوحون من اللّٰه كوارثين مع يسوع المسيح.‏ والـ‍ ١٢ الذين يخدمون كأعضاء في الهيئة الحاكمة في السنة ١٩٩٢ كان لديهم في ما بينهم آنذاك سجل يزيد على ٧٢٨ سنة من الخدمة كامل الوقت كخدام ليهوه اللّٰه.‏

      وتَقَرَّر في ٦ ايلول ١٩٧١ ان مركز العريف في اجتماعات الهيئة الحاكمة يجب تناوبه سنويا بحسب الترتيب الابجدي لاسم عائلة اعضائها.‏ وصار ذلك فعلا ساري المفعول في ١ تشرين الاول.‏ وأعضاء الهيئة الحاكمة ايضا،‏ على اساس اسبوعي،‏ تناوبوا الاشراف على العبادة الصباحية ودرس برج المراقبة لاعضاء هيئة مستخدَمي المركز الرئيسي.‏d وهذا الترتيب صار ساري المفعول في ١٣ ايلول ١٩٧١ عندما قاد فردريك و.‏ فرانز برنامج العبادة الصباحية في المركز الرئيسي للجمعية في بروكلين،‏ نيويورك.‏

      وخلال السنة التالية،‏ جرى الاعداد للتعديلات في الاشراف على الجماعات.‏ فلن يكون هنالك في ما بعد مجرد خادم جماعة واحد يعاونه عدد معيَّن من الخدام الآخرين.‏ فالرجال الاكفاء بحسب الاسفار المقدسة كانوا سيعيَّنون ليخدموا كشيوخ.‏ والآخرون،‏ الذين يبلغون مطالب الكتاب المقدس،‏ كانوا سيعيَّنون ليكونوا خداما مساعدين.‏ وهذا فتح الطريق لعدد اكبر كي يشتركوا في مسؤوليات الجماعة ويحرزوا بالتالي خبرة قيِّمة.‏ ولا احد من شهود يهوه كانت لديه اية فكرة آنذاك بأن عدد الجماعات سيزيد ١٥٦ في المئة خلال الـ‍ ٢١ سنة التالية،‏ بالغا ما مجموعه ٥٥٨‏,٦٩ في السنة ١٩٩٢.‏ لكنَّ رأس الجماعة،‏ الرب يسوع المسيح،‏ كان بشكل واضح يعدّ لما سيأتي.‏

      وفي اوائل سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ مُنح تفكير دقيق لاعادة تنظيم الهيئة الحاكمة الى حد ابعد.‏ فمنذ تأسيس جمعية برج المراقبة في السنة ١٨٨٤،‏ كان يُعنَى بنشر المطبوعات،‏ الاشراف على عمل التبشير العالمي النطاق،‏ والترتيبات للمدارس والمحافل تحت توجيه مكتب رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ ولكن بعد التحليل الدقيق ومناقشة التفاصيل خلال فترة من عدة اشهر،‏ جرى تبنّي ترتيب جديد بالاجماع في ٤ كانون الاول ١٩٧٥.‏ فتشكَّلت ست لجان في الهيئة الحاكمة.‏

      لجنة العريف (‏المؤلَّفة من العريف الحالي للهيئة الحاكمة،‏ العريف السابق،‏ والعريف التالي)‏ تتسلَّم التقارير عن الحالات الطارئة الرئيسية،‏ الكوارث،‏ وحملات الاضطهاد،‏ وتتأكد من معالجتها بسرعة مع الهيئة الحاكمة.‏ لجنة الكتابة تشرف على وضع الطعام الروحي بشكل مكتوب،‏ مسموع،‏ ومرئي لشهود يهوه وللتوزيع على العموم،‏ وتشرف على عمل الترجمة بمئات اللغات.‏ ومسؤولية لجنة التعليم هي الاشراف على المدارس والمحافل الدائرية،‏ وكذلك المحافل الكورية والاممية،‏ لشعب يهوه،‏ فضلا عن ارشاد عائلة البتل وتحضير موجز المواد التي ستُستعمل لمثل هذه المقاصد.‏ وتشرف لجنة الخدمة على كل مجالات عمل التبشير،‏ بما في ذلك نشاط الجماعات والنظار الجائلين.‏ أما الطبع،‏ النشر،‏ وشحن المطبوعات اضافة الى سير عمل المصانع ومعالجة الشؤون القانونية وشؤون العمل فتشرف عليها كلها لجنة النشر.‏ و لجنة المستخدَمين تشرف على ترتيبات المساعدة الشخصية والروحية لاعضاء عائلات البتل وهي مسؤولة عن دعوة الاعضاء الجدد الى الخدمة في عائلات البتل حول العالم.‏

      وتُعيَّن لجان مساعِدة اضافية للاشراف على المصانع،‏ بيوت ايل،‏ والمزارع المقترنة بالمركز الرئيسي العالمي.‏ وفي هذه اللجان تقوم الهيئة الحاكمة باستخدام وافر لقدرات اعضاء من ‹الجمع الكثير.‏› —‏ رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٥‏.‏

      أُجريت ايضا تعديلات في الاشراف على فروع الجمعية.‏ فمنذ ١ شباط ١٩٧٦ تشرف على كل فرع لجنة من ثلاثة اعضاء او اكثر،‏ اذ يتوقف ذلك على حاجات وحجم الفرع.‏ وهؤلاء يعملون تحت توجيه الهيئة الحاكمة في الاعتناء بعمل الملكوت في منطقتهم.‏

      وفي السنة ١٩٩٢ زُوِّدت مساعدة اضافية للهيئة الحاكمة عندما عُيِّن عدد من المعاونين،‏ من بين الجمع الكثير بصورة رئيسية،‏ للاشتراك في اجتماعات وعمل لجان الكتابة،‏ التعليم،‏ الخدمة،‏ النشر،‏ والمستخدَمين.‏e

      لقد اثبت توزيع المسؤولية هذا انه نافع جدا.‏ ومع التعديلات التي أُجريت سابقا في الجماعات،‏ ساعد ذلك على ازالة اية عقبة من الطريق قد تُحوِّل الافراد عن التقدير ان المسيح هو رأس الجماعة.‏ وثبت انه من المفيد الى ابعد حد ان يتشاور عدد من الاخوة في مسائل تؤثر في عمل الملكوت.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ مكَّنت اعادة التنظيم هذه من تزويد الاشراف اللازم في المجالات العديدة حيث توجد حاجة ملحة في عصر يشهد نمو الهيئة بنسب سريعة حقا.‏ ومنذ زمن بعيد سبق وأنبأ يهوه بواسطة النبي اشعياء:‏ «الصغير يصير ألفا والحقير امة قوية.‏ انا (‏يهوه)‏ في وقته اسرع به.‏» (‏اشعياء ٦٠:‏٢٢‏)‏ وهو لم يسرع به فحسب بل زوَّد ايضا التوجيه اللازم لتتمكن هيئته المنظورة من الاعتناء بذلك.‏

      ان الاهتمام المباشر لشهود يهوه هو بالعمل الذي اعطاهم اياه يهوه للقيام به خلال هذه الايام الاخيرة للعالم القديم،‏ وهم منظَّمون جيدا لانجازه.‏ ويرى شهود يهوه الدليل الجلي على ان هذه الهيئة ليست لبشر بل للّٰه وأن ابن اللّٰه نفسه،‏ يسوع المسيح،‏ يوجِّهها.‏ وكملك حاكم،‏ سيحمي يسوع رعاياه الامناء عبر الضيق العظيم القادم ويتأكد انهم منظَّمون بشكل فعَّال لانجاز مشيئة اللّٰه خلال العصر الالفي المقبل.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a في السنة ١٨٩٤ رتَّب الاخ رصل ان ترسل جمعية برج مراقبة زيون للكراريس اخوة اكفاء كخطباء.‏ وقد أُعطيت لهم شهادات موقَّعة لاستخدامها في تعريف الفرق المحلية بأنفسهم.‏ وهذه الشهادات لم تمنح السلطة للكرازة او تدلّ ان ما يقوله حاملها يجب قبوله دون فحص لائق على ضوء كلمة اللّٰه.‏ ولكن بما ان بعض الاشخاص اساءوا تفسير القصد منها،‏ استردّ الاخ رصل الشهادات في غضون سنة.‏ وسعى بحذر الى تجنُّب ايّ شيء يمكن ان يفسّره الملاحظون بأنه حتى مظهر صف رجال دين.‏

      b برج مراقبة زيون،‏ تشرين الاول-‏تشرين الثاني ١٨٨١،‏ ص ٨،‏ ٩ (‏بالانكليزية)‏.‏

      c احيانا كانت تجري الاشارة الى الفرق المحلية بصفتها «كنائس،‏» انسجاما مع اللغة المستعملة في ترجمة الملك جيمس.‏ وكانت تُدعى ايضا اكليزياس،‏ بحسب الاصطلاح المستعمل في النص اليوناني للكتاب المقدس.‏ والتعبير «صفوف» استُخدم كذلك لانها كانت في الواقع هيئات من التلاميذ يجتمعون قانونيا للدرس.‏ وفي ما بعد عندما دُعوا فِرقا،‏ كان ذلك انعكاسا لادراكهم انهم في حرب روحية.‏ (‏انظروا المزمور ٦٨:‏١١‏،‏ م‌ج،‏ الحاشية.‏)‏ وبعد نشر ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية في السنة ١٩٥٠،‏ ابتدأ استعمال تعبير الكتاب المقدس العصري «جماعة» قانونيا في معظم البلدان.‏

      d ان المعنى الحرفي للكلمة المستعملة في نص الكتاب المقدس اليوناني (‏خِيروتونِيو‏)‏ هو «ان يمدّ،‏ يبسط،‏ او يرفع اليد،‏» وبشكل موسَّع يمكن ان تعني ايضا «ان ينتخب او يختار لمنصب برفع الايدي.‏» —‏ المعجم اليوناني والانكليزي للعهد الجديد،‏ لواضعه جون پاركهرست،‏ ١٨٤٥،‏ ص ٦٧٣.‏

      e من اجل التفاصيل،‏ انظروا الفصل ٢٥،‏ «الكرازة جهرا ومن بيت الى بيت.‏»‏

      f بواسطة مدير الخدمة،‏ كانت تقارير خدمة الحقل لاولئك المقترنين بالجماعة،‏ او الصف،‏ سترسَل الى الجمعية اسبوعيا،‏ ابتداء من السنة ١٩١٩.‏

      g كما هو مذكور في ملف طريقة التنظيم،‏ كان على كل جماعة ان تنتخب مديرا مساعدا وحافظا للمخزون.‏ وهذان،‏ الى جانب المدير المعيَّن من الجمعية،‏ كانوا يشكلون لجنة الخدمة المحلية.‏

      h برج المراقبة،‏ ١ تموز ١٩٢٠،‏ ص ١٩٥-‏٢٠٠ (‏بالانكليزية)‏.‏

      i شملت لجنة الخدمة في ذلك الوقت ليس اكثر من عشرة اعضاء.‏ وكان احدهم مدير الخدمة،‏ الذي لم يكن يُنتَخب محليا بل كانت تعيِّنه الجمعية.‏ وكان الآخرون يعملون معه لترتيب ومواصلة عمل الشهادة.‏

      j لعدد من السنين،‏ من السنة ١٩٣٢ فصاعدا،‏ جرت الاشارة الى هؤلاء باليونادابيين.‏

      k عندما يُعرَّف الفعل اليوناني خِيروتونِيو بأنه يعني فقط ‹ينتخب بمدّ اليد،‏› لا يأخذ ذلك في الاعتبار المعنى اللاحق للكلمة.‏ وهكذا فان المعجم اليوناني‏-‏الانكليزي،‏ بواسطة ليدِل و سكوت،‏ الذي اعدَّه للنشر جونز وماكينزي وأُعيد طبعه في السنة ١٩٦٨،‏ يعرِّف الكلمة بأنها تعني «‏يمدّ اليد،‏ بقصد اعطاء المرء صوته في الاجتماع .‏ .‏ .‏ ٢-‏ مع مفعول به،‏ ينتخب،‏ على نحو دقيق برفع الايدي .‏ .‏ .‏ ب-‏ لاحقا،‏ بشكل عام،‏ يعيِّن،‏ .‏ .‏ .‏ يعيِّن في منصب في الكنيسة،‏ [‏پرسبيتيروس‏] اعمال الرسل ١٤:‏٢٣.‏» وهذا الاستعمال الاخير كان شائعا في ايام الرسل؛‏ واستُعمل الاصطلاح بهذا المعنى من قبل يوسيفوس المؤرخ اليهودي للقرن الاول في العاديات اليهودية،‏ المجلد ٦،‏ الفصل ٤،‏ الفقرة ٢،‏ والفصل ١٣،‏ الفقرة ٩.‏ والتركيب النحوي نفسه للاعمال ١٤:‏٢٣ في اليونانية الاصلية يُظهر ان بولس وبرنابا هما الشخصان اللذان فعلا ما هو موصوف هنا.‏

      l في وقت لاحق من السنة نفسها،‏ ١٩٣٨،‏ اعطت ارشادات الهيئة،‏ التي صدرت كنشرة من اربع صفحات،‏ تفاصيل اضافية.‏ فأوضحت ان الجماعة المحلية يجب ان تعيِّن لجنة لتعمل بالنيابة عنها.‏ ويجب على هذه اللجنة ان تفكِّر في الاخوة على ضوء المؤهلات المبيَّنة في الاسفار المقدسة وتقدِّم التوصيات للجمعية.‏ وعندما يزور الجماعات ممثِّلون جائلون للجمعية،‏ كانوا يراجعون مؤهلات الاخوة المحليين وأمانتهم في الاعتناء بتعييناتهم.‏ وكانت الجمعية تأخذ ايضا توصياتهم بعين الاعتبار عند اجرائها التعيينات.‏

      a من السنة ١٨٩٤ الى السنة ١٩٢٧ كان الخطباء الجائلون الذين ترسلهم الجمعية معروفين اولا بممثِّلي جمعية البرج للكراريس،‏ ثم بالخطباء الجائلين.‏ ومن السنة ١٩٢٨ الى السنة ١٩٣٦،‏ بتشديد متزايد على خدمة الحقل،‏ دُعُوا مديري خدمة المناطق.‏ وابتداء من تموز ١٩٣٦،‏ للتشديد على علاقتهم اللائقة بالاخوة المحليين،‏ صاروا معروفين بـ‍ خدام المناطق.‏ ومن السنة ١٩٣٨ الى السنة ١٩٤١ جرى تعيين خدام اقاليم للعمل مع عدد محدود من الجماعات على اساس دوري،‏ عائدين بالتالي الى الفرق نفسها في فترات منتظمة.‏ وبعد انقطاع لنحو سنة،‏ جرى احياء هذه الخدمة في السنة ١٩٤٢ بخدام للاخوة.‏ وفي السنة ١٩٤٨ جرى تبنِّي الاصطلاح خادم دائرة؛‏ والآن ناظر دائرة.‏

      ومن السنة ١٩٣٨ حتى السنة ١٩٤١ قام خدام المناطق،‏ في دور جديد،‏ بخدمة المحافل المحلية قانونيا،‏ حيث كان الشهود من منطقة (‏اقليم)‏ محدودة يجتمعون من اجل برنامج خصوصي.‏ وعندما جرى احياء هذا العمل في السنة ١٩٤٦،‏ صار هؤلاء النظار الجائلون معروفين بخدام كور؛‏ والآن،‏ نظار كور.‏

      b صار هذا الترتيب نافذ المفعول في ١ تشرين الاول ١٩٣٨.‏ وكانت هنالك صعوبة متزايدة في الترتيب للمحافل خلال سنوات الحرب،‏ ولذلك عُلِّقت المحافل الاقليمية في اواخر السنة ١٩٤١.‏ ولكن مرة اخرى،‏ في السنة ١٩٤٦،‏ جرى تجديد الترتيب،‏ والمناسبات التي كان يجتمع فيها عدد من الجماعات معا من اجل الارشاد الخصوصي دُعيت محافل دائرية.‏

      c توجد مواد هذه الخطابات في عددي ١٥ تشرين الاول و ١ تشرين الثاني ١٩٤٤ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة.‏

      d في وقت لاحق،‏ اختاروا اعضاء آخرين من عائلة البتل للاشتراك في الاعتناء بهذه التعيينات.‏

      e برج المراقبة،‏ ١٥ نيسان ١٩٩٢،‏ ص ٧-‏١٧،‏ ٣١‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٠٤]‏

      لا مكان لصف رجال دين بينهم

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٠٥]‏

      لم يحاولوا تأسيس «هيئة ارضية»‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٠٦]‏

      كيف كان يجري اختيار الشيوخ؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢١٢]‏

      مدير تعيِّنه الجمعية

      ‏[النبذة في الصفحة ٢١٣]‏

      بعض الشيوخ لم يريدوا ان يكرزوا خارج الجماعة

      ‏[النبذة في الصفحة ٢١٤]‏

      نقص في عدد المقترنين بالجماعة ولكن تقوية للهيئة

      ‏[النبذة في الصفحة ٢١٨]‏

      كيف كانت ستُجرَى التعيينات؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٢٠]‏

      هل كان رذرفورد يحاول ان يكسب سيطرة اعظم؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٢٢]‏

      البقاء على اتصال بالفرق المؤلَّفة من شخصين وثلاثة اشخاص وكذلك الفرق الاكبر

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٢٣]‏

      مسؤوليات جديدة للنظار الجائلين

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٣٤]‏

      هيئة حاكمة موسَّعة مع تناوب مركز العريف

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٣٥]‏

      الاشراف اللازم خلال عصر النمو السريع

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٠٧]‏

      لماذا التغيير؟‏

      عندما سُئل عن تغيير رأيه في اختيار الشيوخ في مختلف فرق شعب الرب اجاب ت.‏ ت.‏ رصل:‏

      «اولا ابادر الى التأكيد لكم انني لم ادَّعِ قط العصمة من الخطإ.‏ .‏ .‏ .‏ ونحن لا ننكر النمو في المعرفة،‏ وأننا نرى الآن في ضوء مختلف قليلا مشيئة الرب في ما يختص بالشيوخ او القادة في مختلف فرق شعبه الصغيرة.‏ وغلطتنا في الرأي كانت في توقع الكثير جدا من الاخوة الاعزاء الذين،‏ اذ اتوا باكرا الى الحق،‏ صاروا القادة الطبيعيين لهذه الفرق الصغيرة.‏ وكانت النظرة المثالية اليهم التي اتخذناها باعزاز هي ان معرفة الحق ستؤثر فيهم تأثيرا يتسم بالتواضع الشديد،‏ جاعلة اياهم يقدِّرون عدم اهميتهم،‏ وأن كل ما يعرفونه ويتمكنون من عرضه للآخرين كان بوصفهم ناطقين بلسان اللّٰه ولأنه يستخدمهم.‏ وكانت آمالنا المثالية ان يصير هؤلاء امثلة للرعية بكل معنى الكلمة؛‏ وأنه في حال جلبت عناية الرب الى الفرقة الصغيرة واحدا او اكثر من الاخوة ذوي الكفاءة المساوية،‏ او الاكثر كفاءة،‏ لعرض الحق،‏ ان تقودهم روح المحبة الى اعتبار احدهم الآخر،‏ وبالتالي مساعدة وحثّ احدهم الآخر على الاشتراك في خدمة الكنيسة،‏ جسد المسيح.‏

      «واذ كنا نفكِّر هكذا،‏ استنتجنا ان النصيب الاكبر من النعمة والحق الذي حان وقته الآن والذي يقدِّره شعب الرب المكرَّس كان سيجعله غير ضروري ان يتَّبعوا المسلك الذي رسمه الرسل في الكنيسة الباكرة.‏ وغلطنا كان في الفشل في الادراك ان الترتيبات التي ذكرها الرسل تحت الاشراف الالهي هي اسمى من ايّ شيء يمكن ان يستنبطه الآخرون،‏ وأن الكنيسة ككل ستحتاج الى حيازة القوانين التي اسسها الرسل،‏ الى الوقت الذي فيه،‏ بتغيُّرنا في القيامة،‏ سنتمَّم ونكمَّل ونكون مباشرة مع السيد.‏

      «وغلطنا اتضح لنا تدريجيا،‏ اذ رأينا بين اخوتنا الاعزاء روح التنافس الى حد ما،‏ ومن جهة الكثيرين رغبة في تولِّي قيادة الاجتماعات كمنصب عوضا عن خدمة،‏ وفي استثناء واعاقة الاخوة الآخرين عن النمو كقادة،‏ الاخوة ذوي المقدرة المساوية طبيعيا والمعرفة المساوية للحق والكفاءة في استخدام سيف الروح بمهارة.‏» —‏ «برج مراقبة زيون،‏» ١٥ آذار ١٩٠٦،‏ ص ٩٠ (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢٠٨ و ٢٠٩]‏

      التسهيلات التي استخدمتها الجمعية قبل قرن في منطقة پيتسبورڠ

      بيت الكتاب المقدس،‏ الظاهر هنا،‏ خدم بصفته المركز الرئيسي طوال ١٩ سنة،‏ من السنة ١٨٩٠ الى السنة ١٩٠٩ f

      الاخ رصل كان يقوم بدرسه هنا

      اعضاء عائلة بيت الكتاب المقدس الذين خدموا هنا في السنة ١٩٠٢

      شمل المبنى هذا القسم لتنضيد الحروف المطبعية والاخراج الفني (‏اعلى اليمين)‏،‏ قسم الشحن (‏اسفل اليمين)‏،‏ مخزن المطبوعات،‏ مساكن للمستخدَمين،‏ ومكانا للعبادة (‏قاعة اجتماع)‏ يتسع لنحو ٣٠٠

      ‏[الحاشية]‏

      f في السنة ١٨٧٩ كان المركز الرئيسي في ١٠١ الجادة الخامسة،‏ پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا.‏ ونُقلت المكاتب الى ٤٤ شارع فيديرال،‏ ألليڠيني (‏الجهة الشمالية من پيتسبورڠ)‏،‏ في السنة ١٨٨٤؛‏ ولاحقا في السنة نفسها،‏ الى ٤٠ شارع فيديرال.‏ (‏في السنة ١٨٨٧،‏ سُمِّي هذا ١٥١ شارع روبنسون.‏)‏ وعندما لزمت فسحة اضافية،‏ في السنة ١٨٨٩،‏ بنى الاخ رصل بيت الكتاب المقدس،‏ الظاهر الى اليسار،‏ في ٥٦-‏٦٠ شارع آرْك،‏ ألليڠيني.‏ (‏أُعيد ترقيم هذا لاحقا ٦١٠-‏٦١٤ شارع آرْك.‏)‏ ولفترة قصيرة في السنة ١٩١٨-‏١٩١٩،‏ كان مكتبهم الرئيسي مرة اخرى في پيتسبورڠ،‏ في الطابق الثالث في ١١٩ شارع فيديرال.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢١١]‏

      عمل مَن هو؟‏

      نحو نهاية خدمته الارضية،‏ كتب تشارلز تاز رصل:‏ «كثيرا ما ينسى شعب اللّٰه ان الرب نفسه هو على رأس عمله.‏ وكثيرا ما تكون الفكرة،‏ سنقوم بعمل ونجعل اللّٰه يعمل معنا في عملنا.‏ دعونا نرى وجهة النظر الصائبة من المسألة،‏ ونفهم ان اللّٰه قصد عملا عظيما وهو ينجزه؛‏ وأن العمل سينجح،‏ بصرف النظر كليا عنا وعن جهودنا؛‏ وأنه امتياز عظيم ممنوح لشعب اللّٰه ان يعملوا مع صانعهم في انجاز مقاصده،‏ تصاميمه،‏ ترتيباته،‏ بطريقته.‏ واذ ننظر الى الامور من وجهة النظر هذه،‏ يجب ان تكون صلاتنا ومراقبتنا بهدف معرفة وفعل مشيئة الرب،‏ مكتفين بأيّ دور يُعطَى لنا لاتمامه،‏ لأن الهنا هو الذي يقودنا.‏ وهذا هو البرنامج الذي سعت الى اتِّباعه جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏» —‏ «برج المراقبة،‏» ١ ايار ١٩١٥ (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢١٥]‏

      اسئلة V.‎D.‎M.‎

      ان الاحرف .‏V.D.M تمثِّل الكلمات اللاتينية “،‏ Verbi Dei Minister” او خادم الكلمة الالهية.‏

      في السنة ١٩١٦ اعدَّت الجمعية قائمة بأسئلة حول مسائل من الاسفار المقدسة.‏ وطُلب من اولئك الذين كانوا سيمثِّلون الجمعية كخطباء ان يجيبوا عن كلٍّ من الاسئلة كتابيا.‏ وهذا مكَّن الجمعية من معرفة افكار،‏ آراء،‏ وفهم هؤلاء الاخوة في ما يختص بحقائق الكتاب المقدس الاساسية.‏ وكانت هيئة فاحصة في مكاتب الجمعية تفحص بدقة الاجوبة المكتوبة.‏ والذين يُعتَرف بهم كخطباء اكفاء كان يجب ان ينالوا علامة ٨٥ في المئة او اكثر.‏

      وفي ما بعد سأل كثيرون من الشيوخ،‏ الشمامسة،‏ وتلاميذ الكتاب المقدس الآخرين عما اذا كان بامكانهم الحصول على قائمة الاسئلة.‏ وفي حينه،‏ ذُكر انه من المفيد ان تختار الصفوف كممثِّلين لها الاشخاص الذين تأهلوا فقط بصفتهم V.‎D.‎M.‏

      وعندما كانت الجمعية تمنح درجة خادم الكلمة الالهية،‏ لم يكن ذلك يعني ان الفرد قد عُيِّن.‏ فكان ذلك يدلّ ان الهيئة الفاحصة في مكاتب الجمعية قد راجعت التطوُّر العقائدي للشخص،‏ والى حد معقول سمعته،‏ واستنتجت انه اهل لأن يُدعى خادم الكلمة الالهية.‏

      اسئلة الـ‍ V.‎D.‎M هي كما يلي:‏

      (‏١)‏ ماذا كان عمل اللّٰه الخلقي الاول؟‏

      (‏٢)‏ ما هو معنى الكلمة «لوغوس،‏» كما تقترن بابن اللّٰه؟‏ وإلى ماذا تشير الكلمتان الآب والابن؟‏

      (‏٣)‏ متى وكيف دخلت الخطية الى العالم؟‏

      (‏٤)‏ ما هو العقاب الالهي للخطاة على الخطية؟‏ ومَن هم الخطاة؟‏

      (‏٥)‏ لماذا كان ضروريا ان يصير «لوغوس» جسدا؟‏ وهل «تجسَّد»؟‏

      (‏٦)‏ من اية طبيعة كان الانسان المسيح يسوع من الطفولية الى الموت؟‏

      (‏٧)‏ من اية طبيعة هو يسوع منذ القيامة؛‏ وما هي علاقته الرسمية بيهوه؟‏

      (‏٨)‏ ما هو عمل يسوع خلال عصر الانجيل هذا —‏ خلال الفترة الممتدة من يوم الخمسين حتى الوقت الحاضر؟‏

      (‏٩)‏ ماذا فعل يهوه اللّٰه حتى الآن لعالم الجنس البشري؟‏ وماذا فعل يسوع؟‏

      (‏١٠)‏ ما هو القصد الالهي في ما يتعلق بالكنيسة عند اتمامه؟‏

      (‏١١)‏ ما هو القصد الالهي في ما يتعلق بعالم الجنس البشري؟‏

      (‏١٢)‏ ماذا سيكون مصير الذين لا سبيل الى تقويمهم اخيرا؟‏

      (‏١٣)‏ ماذا ستكون المكافأة او البركات التي ستأتي الى عالم الجنس البشري بسبب الطاعة لملكوت المسيَّا؟‏

      (‏١٤)‏ بأية خطوات يمكن للخاطئ ان يأتي الى علاقة حيوية بالمسيح وبالآب السماوي؟‏

      (‏١٥)‏ بعد ان يولَد المسيحي من الروح القدس،‏ ما هو مسلكه،‏ حسب الارشاد في كلمة اللّٰه؟‏

      (‏١٦)‏ هل تحوَّلتَ عن الخطية لتخدم الاله الحي؟‏

      (‏١٧)‏ هل كرَّستَ كاملا حياتك وكل قواك ومواهبك للرب ولخدمته؟‏

      (‏١٨)‏ هل رمزتَ الى هذا التكريس بالتغطيس في الماء؟‏

      (‏١٩)‏ هل تبنَّيتَ نذر جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم في ما يختص بقداسة الحياة؟‏

      (‏٢٠)‏ هل قرأتَ بشكل شامل ودقيق المجلدات الستة من دروس في الاسفار المقدسة؟‏

      (‏٢١)‏ هل استمددتَ الكثير من الاستنارة والفائدة منها؟‏

      (‏٢٢)‏ هل تعتقد انك تملك معرفة جوهرية ودائمة من الكتاب المقدس ستجعلك اكثر فعَّالية كخادم للرب طيلة ما تبقَّى من حياتك؟‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢١٦ و ٢١٧]‏

      المباني التي استُخدمت خلال الايام الباكرة في بروكلين

      ‏«بيت ايل»‏

      ١٢٢-‏١٢٤ كولومبيا هايتس

      حجرة الطعام في «بيت ايل»‏

      المسكن

      المكاتب،‏ مخزن المطبوعات،‏ قسم البريد،‏ معدات تنضيد الحروف،‏ وقاعة اجتماع ذات ٨٠٠ مقعد كانت تقع هنا،‏ في ١٧ شارع هيكس (‏استُخدم من السنة ١٩٠٩ الى السنة ١٩١٨)‏

      قاعة الاجتماع

      المصانع الباكرة

      اعضاء عائلة البتل الذين كانوا يعملون في مصنع جادة ميرتل في السنة ١٩٢٠ (‏الى اليمين)‏

      ٣٥ جادة ميرتل (‏١٩٢٠-‏١٩٢٢)‏

      ١٨ شارع كونكورد (‏١٩٢٢-‏١٩٢٧)‏

      ١١٧ شارع آدمز (‏١٩٢٧-‏ )‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢٢٤ و ٢٢٥]‏

      النظار الجائلون البعض من آلاف الذين خدموا

      كندا،‏ ١٩٠٥-‏١٩٣٣

      انكلترا،‏ ١٩٢٠-‏١٩٣٢

      فنلندا،‏ ١٩٢١-‏١٩٢٦،‏ ١٩٤٧-‏١٩٧٠

      الولايات المتحدة،‏ ١٩٠٧-‏١٩١٥

      السفر ما بين الجماعات —‏

      ڠرينلندا

      ڤنزويلا

      ليسوتو

      المكسيك

      پيرو

      سيراليون

      اماكن نوم متنقلة في ناميبيا

      الاشتراك مع الشهود المحليين في خدمة الحقل في اليابان

      الاجتماع مع الشيوخ المحليين في المانيا

      تزويد المشورة العملية للفاتحين في هاوايي

      ارشاد جماعة في فرنسا

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٢٨]‏

      المؤسسات الشرعية الباكرة

      جمعية برج مراقبة زيون للكراريس.‏ تشكَّلت اولا في السنة ١٨٨١ ثم تأسَّست شرعيا في ولاية پنسلڤانيا في ١٥ كانون الاول ١٨٨٤.‏ وفي السنة ١٨٩٦ تغيَّر اسمها الى جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ ومنذ السنة ١٩٥٥ صارت معروفة باسم جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا.‏

      جمعية منبر الشعوب.‏ تشكَّلت في السنة ١٩٠٩ مع نقل الجمعية لمكاتبها الرئيسية الى بروكلين،‏ نيويورك.‏ وفي السنة ١٩٣٩ تغيَّر الاسم الى جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس.‏ ومنذ السنة ١٩٥٦ صارت معروفة باسم جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك.‏

      جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم.‏ تأسَّست في لندن،‏ انكلترا،‏ في ٣٠ حزيران ١٩١٤.‏

      لكي يبلغوا المطالب الشرعية شكَّل شهود يهوه مؤسسات اخرى في مجتمعات وبلدان عديدة.‏ لكنَّ شهود يهوه ليسوا منقسمين الى هيئات قومية او محلية.‏ انهم اخوَّة متحدة عالمية النطاق.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٢٣٤]‏

      ‏‹كالمجتمع المسيحي الباكر›‏

      قالت المطبوعة الدينية «التفسير» في تموز ١٩٥٦:‏ «في هيئتهم وعمل شهادتهم،‏ يقاربون [شهود يهوه] كفريق المجتمع المسيحي الباكر.‏ .‏ .‏ .‏ والقليل من الفرق الاخرى يستخدمون بشكل واسع الاسفار المقدسة في رسائلهم،‏ الشفهية والخطية على السواء،‏ كما يفعلون هم.‏»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢١٠]‏

      لتزويد اشراف أدقّ،‏ أُسِّست مكاتب فروع.‏ كان الاول في لندن،‏ انكلترا،‏ في هذا المبنى

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٢١]‏

      ج.‏ ف.‏ رذرفورد في السنة ١٩٤١.‏ عرف الشهود انه لم يكن قائدهم

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٢٦]‏

      جون بوث،‏ ناظر جائل في الولايات المتحدة الاميركية من السنة ١٩٣٦ الى السنة ١٩٤١

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٢٧]‏

      كاري باربر الذي شملت كورته جزءا كبيرا من الولايات المتحدة

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٢٩]‏

      كان الاخ نور يزور قانونيا كل فرع وبيت ارسالي

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٣٠]‏

      النظار الرئيسيون لفروع الجمعية جُمعوا معا من اجل تدريب خصوصي (‏نيويورك،‏ ١٩٥٨)‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٣١]‏

      زوَّدت مدرسة خدمة الملكوت الارشاد القيِّم للنظار حول الكرة الارضية

      مدرسة خدمة الملكوت في مخيم للاجئين في تايلند،‏ السنة ١٩٧٨؛‏ في الفيليپين،‏ السنة ١٩٦٦ (‏اعلى اليسار)‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٣٣]‏

      ارشادات الهيئة كانت تصدر تدريجيا (‏اولا بالانكليزية،‏ ثم بلغات اخرى)‏ لتنسيق نشاط الشهود وإعلام الجميع بالتدابير المصنوعة لمساعدتهم في خدمتهم

  • الاجتماعات للعبادة،‏ الارشاد،‏ والتشجيع
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٦

      الاجتماعات للعبادة،‏ الارشاد،‏ والتشجيع

      ان اجتماعات الجماعة هي جزء مهم من نشاط شهود يهوه.‏ وحتى عندما تجعله الظروف صعبا جدا،‏ فإنهم يجتهدون لحضور اجتماعاتهم قانونيا،‏ انسجاما مع نصح الكتاب المقدس:‏ «لنلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة بل واعظين بعضنا بعضا وبالاكثر على قدر ما ترون اليوم يقرب.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وحيثما امكن تعقد كل جماعة الاجتماعات ثلاث مرات في الاسبوع،‏ لما مجموعه ٤ ساعات و ٤٥ دقيقة.‏ لكنَّ طبيعة الاجتماعات،‏ وكذلك تكرُّرها،‏ كانت تختلف بحسب الحاجة في حينه.‏

      في القرن الاول،‏ كانت اظهارات مواهب الروح العجائبية وجها بارزا للاجتماعات المسيحية.‏ ولماذا؟‏ لأنه بواسطة هذه المواهب شهد اللّٰه لواقع انه لم يعد يستخدم النظام الديني اليهودي بل ان روحه الآن صار على الجماعة المسيحية المشكَّلة حديثا.‏ (‏اعمال ٢:‏​١-‏٢١؛‏ عبرانيين ٢:‏​٢-‏٤‏)‏ وفي اجتماعات المسيحيين الاولين كانت تقدَّم الصلوات،‏ ترنَّم التسابيح للّٰه،‏ ويشدَّد على التنبؤ (‏اي نقل اعلانات المشيئة والقصد الالهيين)‏ ومنح الارشاد الذي يبني اولئك الذين يسمعونه.‏ وقد عاش اولئك المسيحيون في وقت حدثت فيه تطوُّرات بديعة في ما يتعلق بقصد اللّٰه.‏ فكان يلزمهم ان يفهموها ويعرفوا كيفية العمل وفقها.‏ لكنَّ الطريقة التي بها عالج بعضهم المسائل في اجتماعاتهم لم تكن متزنة،‏ وكما يُظهر الكتاب المقدس،‏ كانت تلزم المشورة لكي تُنجَز الامور بالطريقة الانفع.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏​١-‏٤٠‏.‏

      فهل كانت الاوجه التي ميَّزت اجتماعات اولئك المسيحيين الاولين جليَّة ايضا عندما كان تلاميذ الكتاب المقدس يجتمعون معا في سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ وما بعدها؟‏

      سدّ الحاجات الروحية لتلاميذ الكتاب المقدس الاولين

      شكَّل تشارلز تاز رصل وفريق صغير من العشراء في ألليڠيني،‏ پنسلڤانيا،‏ وحولَها صفا لدرس الكتاب المقدس في السنة ١٨٧٠.‏ ونتيجة لاجتماعاتهم نموا تدريجيا في المحبة للّٰه ولكلمته وعرفوا بصورة تقدُّمية ما يعلِّمه الكتاب المقدس نفسه.‏ فلم يكن هنالك تكلُّم عجائبي بألسنة في هذه الاجتماعات.‏ ولماذا؟‏ ان مواهب عجائبية كهذه قد انجزت القصد منها في القرن الاول،‏ وكما سبق وأنبأ الكتاب المقدس،‏ توقفت.‏ «والخطوة التالية للتقدُّم،‏» اوضح الاخ رصل،‏ «كانت الاعراب عن ثمر الروح،‏ كما يبيِّن القديس بولس بمنتهى الوضوح.‏» (‏١ كورنثوس ١٣:‏​٤-‏١٠‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ كما في القرن الاول ايضا،‏ كان هنالك عمل تبشيري ملحّ للقيام به،‏ ولهذا السبب كانوا في حاجة الى التشجيع.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وقبل مرور وقت طويل،‏ كانوا يعقدون اجتماعين قانونيين كل اسبوع.‏

      ادرك الاخ رصل انه من المهم ان يكون خدام يهوه شعبا موحَّدا،‏ مهما كانوا مشتَّتين حول الكرة الارضية.‏ وهكذا في السنة ١٨٧٩،‏ بُعَيد الابتداء بنشر برج المراقبة،‏ دُعي قرَّاؤها الى تقديم طلب كي يزورهم الاخ رصل او احد عشرائه.‏ وكان التعهد المذكور بوضوح «لا رسم يُفرَض ولا مال يؤخَذ.‏» وبعد تسلُّم عدد من الطلبات،‏ شرع الاخ رصل في رحلة لمدة شهر اخذته بعيدا حتى لِن،‏ ماساتشوستس،‏ مع اجتماعات من اربع الى ست ساعات يوميا عند كل توقف.‏ وكان الموضوع البارز «الامور المتعلقة بملكوت اللّٰه.‏»‏

      وباكرا في السنة ١٨٨١،‏ حثَّ الاخ رصل قرَّاء برج المراقبة الذين لم تكن لديهم بعدُ اجتماعات قانونية في منطقتهم:‏ «اسِّسوا واحدا في بيتكم الخاص مع عائلتكم الخاصة،‏ او حتى مع القليلين الذين قد يكونون مهتمين.‏ اقرأوا،‏ ادرسوا،‏ سبِّحوا واعبدوا معا،‏ وحيثما اجتمع اثنان او ثلاثة باسمه،‏ يكون الرب في وسطكم —‏ معلِّمكم.‏ هكذا كانت طبيعة بعض اجتماعات الكنيسة في ايام الرسل.‏ (‏انظروا فليمون ٢‏)‏.‏»‏

      تطوَّر برنامج الاجتماعات تدريجيا.‏ فقُدِّمت الاقتراحات،‏ ولكن تُرِك لكل فريق محلي ان يقرّر ما هو افضل لظروفه.‏ فكان يمكن من وقت الى آخر ان يلقي خطيب محاضرة،‏ لكنَّ التشديد الاعظم وُضع على الاجتماعات التي فيها كان يمكن لكل فرد ان يشترك بحرية.‏ وبعض صفوف تلاميذ الكتاب المقدس لم تكن في بادئ الامر تستخدم كثيرا مطبوعات الجمعية في اجتماعاتها،‏ لكنَّ الخدام الجائلين،‏ الخطباء الجائلين،‏ ساعدوهم على رؤية قيمة فعل ذلك.‏

      بعد نشر بعض مجلدات الفجر الألفي،‏ شُرِع في استعمالها كأساس للدرس.‏ وفي السنة ١٨٩٥ صارت فرق الدرس تُعرَف بحلقات الفجر لدرس الكتاب المقدس.‏a والبعض في النَّروج اشاروا اليها في وقت لاحق بأنها «اجتماعات قراءة ومحادثة،‏» مضيفين:‏ «مقتطفات من كتب الاخ رصل كانت تُقرأ بصوت عالٍ،‏ وعندما تكون لدى الاشخاص تعليقات او اسئلة،‏ كانوا يرفعون ايديهم.‏» وقد اوصى الاخ رصل بأن يستعمل المشتركون في مثل هذه الدروس مجموعة متنوعة من ترجمات الاسفار المقدسة،‏ الشواهد الهامشية في الكتاب المقدس،‏ وفهارس الكتاب المقدس.‏ وكانت الدروس في احيان كثيرة تُعقد بفرق ذات حجم متوسط،‏ في بيت خاص،‏ في امسية ملائمة للفريق.‏ وهذه الاجتماعات صارت سابقة لدرس الكتاب الجماعي للوقت الحاضر.‏

      ادرك الاخ رصل انه يلزم اكثر من مجرد درس للمسائل العقائدية.‏ فيجب ان تكون هنالك ايضا تعابير التعبُّد لكي تندفع قلوب الناس بالتقدير لمحبة اللّٰه وبالرغبة في اكرامه وخدمته.‏ فجرى حث الصفوف على ترتيب اجتماع خصوصي لهذا القصد مرة في الاسبوع.‏ وهذه الاجتماعات كان يُشار اليها احيانا بِـ‍ «اجتماعات الاكواخ» لانعقادها في بيوت خاصة.‏ وشمل البرنامج صلوات،‏ ترانيم تسبيح،‏ واختبارات شخصية كان يرويها الحضور.‏b وهذه كانت احيانا اختبارات تشجيعية؛‏ وكانت تشمل ايضا المحن،‏ المصاعب،‏ والمشاكل التي جرت مواجهتها مؤخرا.‏ وفي بعض الاماكن قصَّرت هذه الاجتماعات كثيرا عن هدفها بسبب التشديد المفرط على الذات.‏ وبلطف جرى ذكر اقتراحات للتحسين في برج المراقبة.‏

      واذ تذكَّرت تلك الاجتماعات،‏ قالت اديث بْرِنيسِن،‏ زوجة احد الخطباء الجائلين الاولين في الولايات المتحدة:‏ «كانت امسية للتأمل في عناية يهوه الحبية وللمعاشرة الحميمة لاخوتنا وأخواتنا.‏ اذ كنا نصغي الى بعض اختباراتهم صرنا نعرفهم بشكل افضل.‏ ومراقبة امانتهم،‏ رؤية كيفية تغلبهم على مصاعبهم،‏ كثيرا ما ساعدتنا على حل بعض مشاكلنا.‏» ولكن،‏ في حينه،‏ صار ظاهرا ان الاجتماعات المصمَّمة لإعداد كل شخص للاشتراك في عمل التبشير هي اكثر نفعا.‏

      والطريقة التي بها عولج اجتماع الاحد في بعض الاماكن كانت موضع اهتمام الاخوة.‏ فقد حاول بعض الصفوف مناقشة الكتاب المقدس عددا فعددا.‏ ولكن احيانا لم تكن الاختلافات في الرأي في ما يتعلق بالمعنى بنَّاءة على الاطلاق.‏ ولتحسين الوضع،‏ طوَّر بعض الاشخاص في الجماعة في لوس انجلوس،‏ كاليفورنيا،‏ مجملا لدرس الكتاب المقدس بحسب المواضيع،‏ مع اسئلة ومراجع ليفحصها كل الصف قبل المجيء الى الاجتماع.‏ وفي السنة ١٩٠٢ جعلت الجمعية في المتناول كتابا مقدسا يحتوي على «مساعِدات على الدرس البيريّ للكتاب المقدس،‏» بما فيها فهرس مواضيع.‏c ولتبسيط الامور اكثر،‏ ابتداء من عدد ١ آذار ١٩٠٥ (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة،‏ نُشِر مجمل لمناقشة الجماعة،‏ مع اسئلة واشارات الى الكتاب المقدس ومطبوعات الجمعية من اجل البحث.‏ واستمرت هذه حتى السنة ١٩١٤،‏ الوقت الذي فيه نُشرت اسئلة دراسية حول مجلدات دروس في الاسفار المقدسة للاستعمال كأساس للدروس البيريَّة.‏

      كانت المواد نفسها متوافرة لجميع الصفوف،‏ ولكنَّ عدد الاجتماعات الاسبوعية تراوح بين واحد وأربعة او اكثر،‏ حسبما يُرتَّب محليا.‏ وفي كولومبو،‏ سيلان (‏الآن سْري لانكا)‏،‏ ابتداء من السنة ١٩١٤،‏ كانت الاجتماعات تُعقَد فعليا سبعة ايام في الاسبوع.‏

      جرى تشجيع تلاميذ الكتاب المقدس على تعلّم القيام بالبحث،‏ على ‹امتحان كل شيء،‏› على التعبير عن الافكار بكلماتهم الخاصة.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏)‏ وقد شجَّع الاخ رصل على مناقشة كاملة وحرَّة لمواد الدرس.‏ وكذلك حذَّر:‏ «لا تنسوا ابدا ان الكتاب المقدس هو مقياسنا وأنه مهما كانت المساعِدات المعطاة لنا من اللّٰه فهي ‹مساعِدات› وليست بدائل للكتاب المقدس.‏»‏

      الاحتفال بذكرى موت الرب

      ابتداء من نحو السنة ١٨٧٦ كان تلاميذ الكتاب المقدس يعدّون الترتيبات كل سنة للاحتفال بذكرى موت الرب.‏d في بادئ الامر كان يجتمع الفريق الذي في پيتسبورڠ،‏ پنسلڤانيا،‏ والجوار في بيت احد الرفقاء.‏ وبحلول السنة ١٨٨٣ كان عدد الحضور قد ازداد الى نحو مئة هناك،‏ وكانت تُستعمل قاعة مستأجَرة.‏ ولاستيعاب الحضور الكبير المتوقَّع في پيتسبورغ في السنة ١٩٠٥،‏ قرَّر الاخوة الحصول على حق استخدام قاعة كارنيجي الرحبة.‏

      ادرك تلاميذ الكتاب المقدس ان ذلك يجب ان يكون احتفالا سنويا،‏ لا شيئا يجري كل اسبوع.‏ والتاريخ الذي كانوا يقومون فيه بالاحتفال كان يطابق ١٤ نيسان قمري في الروزنامة اليهودية،‏ وقت موت يسوع.‏ وعلى مر السنين حدثت بعض التحسينات في طريقة حساب التاريخ.‏e لكنَّ الامر المهم الرئيسي كان مغزى الحدث نفسه.‏

      وعلى الرغم من ان تلاميذ الكتاب المقدس كانوا يجتمعون من اجل الاحتفال بالذكرى هذا في فرق من حجوم متنوعة في اماكن عديدة،‏ فقد جرى الترحيب بكل مَن يمكنه الانضمام الى الاخوة في پيتسبورڠ.‏ ومن السنة ١٨٨٦ الى السنة ١٨٩٣،‏ دُعي قرَّاء برج المراقبة خصوصا الى المجيء الى پيتسبورڠ،‏ ان امكن،‏ فجاءوا من مختلف انحاء الولايات المتحدة ومن كندا.‏ وهذا لم يمكّنهم فقط من الاحتفال بالذكرى معا بل ساعدهم ايضا على تعزيز ربط الوحدة الروحية.‏ ولكن،‏ اذ نما عدد الصفوف،‏ في الولايات المتحدة وأنحاء اخرى من العالم على السواء،‏ لم يعد عمليا ان يحاولوا الاجتماع في موقع واحد،‏ وأدركوا ان الكثير من الخير يجري انجازه باجتماع المرء مع الرفقاء المؤمنين في منطقة بيته.‏

      وكما بيَّنت برج المراقبة،‏ كان هنالك كثيرون ممَّن ادَّعوا انهم مؤمنون بالفدية،‏ ولا احد من هؤلاء جرى ردّه عن الاحتفال السنوي بالذكرى.‏ لكنَّ المناسبة كانت لها اهمية خصوصية بالنسبة الى الذين ينتمون حقا الى «القطيع الصغير» للمسيح.‏ هؤلاء هم الذين سيشتركون في الملكوت السماوي.‏ وفي الليلة التي سبقت موت يسوع،‏ عندما اسَّس الذكرى،‏ قال المسيح للافراد الذين قُدِّم لهم مثل هذا الرجاء:‏ «اصنعوا هذا لذكري.‏» —‏ لوقا ١٢:‏٣٢؛‏ ٢٢:‏​١٩،‏ ٢٠،‏ ٢٨-‏٣٠‏.‏

      وابتداء من ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ خصوصا،‏ ابتدأ الاعضاء المحتمَلون ‹للجمع الكثير› من الخراف الاخر يظهرون.‏ (‏رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وآنذاك كان يشار الى هؤلاء باليونادابيين.‏ وللمرة الاولى،‏ في عددها الصادر في ١٥ شباط ١٩٣٨ (‏بالانكليزية)‏،‏ دعتهم برج المراقبة بصورة خصوصية الى حضور الذكرى،‏ قائلة:‏ «بعد الساعة السادسة مساء،‏ في ١٥ نيسان،‏ لتجتمع كل فرقة من الممسوحين وتحتفل بالذكرى،‏ وليكن رفقاؤهم اليونادابيون حاضرين ايضا.‏» فحضروا فعلا،‏ لا كمتناولين،‏ بل كمشاهدين.‏ وابتدأ حضورهم يفوق عدد الموجودين وقت ذكرى موت المسيح.‏ وفي السنة ١٩٣٨ كان مجموع عدد الحضور ٤٢٠‏,٧٣،‏ فيما بلغ عدد الذين تناولوا من الخبز والخمر الرمزيين ٢٢٥‏,٣٩.‏ وفي السنوات التي تلت،‏ ابتدأ اولئك الحاضرون كمشاهدين يشملون ايضا اعدادا كبيرة من الاشخاص المهتمين حديثا والآخرين الذين لم يصيروا بعدُ شهودا نشاطى ليهوه.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٩٩٢،‏ عندما بلغت ذروة عدد الذين اشتركوا في خدمة الحقل ٧٨٧‏,٤٧٢‏,٤،‏ كان الحضور في الذكرى ١٧١‏,٤٣١‏,١١،‏ وكان عدد المتناولين من الرمزين مجرد ٦٨٣‏,٨.‏ وفي بعض البلدان بلغ عدد الحضور خمسة او ستة اضعاف عدد الشهود النشاطى.‏

      بسبب احترامهم العميق لمغزى موت المسيح،‏ يحتفل شهود يهوه بالذكرى حتى عندما تواجههم ظروف صعبة جدا.‏ فخلال سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ عندما صار الخروج في المساء غير ممكن بسبب حظر التجول في اثناء الحرب في روديسيا (‏المعروفة الآن بزمبابوي)‏،‏ كان الاخوة في بعض المناطق يجتمعون جميعهم في بيت احد شهود يهوه خلال النهار ثم يحتفلون بالذكرى في المساء.‏ وطبعا،‏ لم يكن بامكانهم العودة الى بيوتهم بعد الاجتماع،‏ ولذلك كانوا يبيتون هناك.‏ وكانت ساعات المساء المتبقية تُستعمل لانشاد ترانيم الملكوت وسرد الاختبارات،‏ الامر الذي كان مصدرا للانتعاش الاضافي.‏

      وفي معسكرات الاعتقال خلال الحرب العالمية الثانية جرى الاحتفال بالذكرى،‏ مع ان ذلك كان يمكن ان يؤدي الى عقاب شديد اذا اكتشفه الحرّاس.‏ وعندما عُزل في السجن في الصين الشيوعية من السنة ١٩٥٨ الى السنة ١٩٦٣ بسبب ايمانه المسيحي،‏ احتفل هارولد كينڠ بالذكرى بأفضل طريقة ممكنة لديه في الظروف الراهنة.‏ قال في ما بعد:‏ «من نافذة سجني كنت اراقب القمر يصير بدرا قرب بداية الربيع.‏ وكنت احسب بدقة قدر استطاعتي تاريخ الاحتفال.‏» وكان يهيئ بسرعة الرمزين اللازمين،‏ صانعا قليلا من الخمر من الزبيب الاسود ومستعملا الأرزّ غير المختمر مكان الخبز.‏ وقال ايضا:‏ «كنت ارنّم وأصلّي وأقدّم خطابا محضَّرا يتعلق بالمناسبة،‏ تماما كما يجري في اية جماعة لشعب يهوه.‏ ولذلك كنت اشعر كل سنة بأنني متحد باخوتي حول العالم كله في هذه المناسبة الاهم.‏»‏

      حيث يوجد مكان للاحداث

      في السنوات الباكرة لم تكن مطبوعات واجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس معدَّة خصوصا للاحداث.‏ كان يمكنهم ان يحضروا الاجتماعات،‏ وبعضهم قام بذلك فعلا وأصغى بحماس.‏ ولكن لم يكن هنالك جهد خصوصي لشملهم بما يجري.‏ ولِمَ لا؟‏

      فهم الاخوة آنذاك ان وقتا قصيرا جدا فقط بقي قبل ان يتحد جميع اعضاء عروس المسيح به في المجد السماوي.‏ اوضحت برج المراقبة في السنة ١٨٨٣:‏ «نحن الذين نتدرَّب لاجل الدعوة العليا لا يمكننا ان نحيد عن العمل الخصوصي لهذا العصر —‏ عمل تهيئة ‹العروس،‏ امرأة الخروف.‏› والعروس يجب ان تهيئ نفسها؛‏ وفي اللحظة الحاضرة،‏ حين توضع اللمسات الاخيرة للزينة استعدادا للعرس،‏ تُطلَب خدمة كل عضو في هذا العمل الحالي الكلي الاهمية.‏»‏

      والآباء جرى حثهم بقوة على تحمّل مسؤوليتهم المعطاة من اللّٰه للاعتناء بالارشاد الروحي لاولادهم.‏ ومدارس الاحد المنفصلة للاحداث لم يُشجَّع عليها.‏ وكان واضحا ان استخدام العالم المسيحي لمدارس الاحد قد احدث الكثير من الاذى.‏ فالآباء الذين ارسلوا اولادهم الى مثل هذه المدارس غالبا ما كانوا يعتبرون ان هذا الترتيب يحرّرهم من مسؤولية منح الارشاد الديني لاولادهم.‏ والاولاد،‏ بدورهم،‏ اذ لم يتطلعوا الى والديهم كمصدر رئيسي للارشاد عن اللّٰه،‏ لم يندفعوا الى اكرام آبائهم واطاعتهم كما يجب ان يفعلوا.‏

      ومن ناحية ثانية،‏ من السنة ١٨٩٢ الى السنة ١٩٢٧،‏ خصَّصت برج المراقبة فسحة للتعليق على الآية الظاهرة في «دروس مدرسة الاحد الاممية،‏» التي كانت رائجة آنذاك في كنائس پروتستانتية كثيرة.‏ ولسنين عديدة كان يختار هذه الآيات ف.‏ ن.‏ پالوبي،‏ رجل دين من الكنيسة المستقلة،‏ ومعاونوه.‏ وقد ناقشت برج المراقبة هذه الآيات انطلاقا من فهم تلاميذ الكتاب المقدس المتقدِّم للاسفار المقدسة،‏ دون التقيد بتعاليم العالم المسيحي.‏ وكان يُرجى بهذه الطريقة ان تجد برج المراقبة طريقها الى بعض الكنائس،‏ وبالتالي ان يُعرَض الحق،‏ وأن يقبله بعض اعضاء الكنائس.‏ وطبعا،‏ كان الفَرق واضحا،‏ وقد اغضب ذلك رجال الدين الپروتستانت.‏

      اتت السنة ١٩١٨،‏ والبقية،‏ او الباقون من الممسوحين،‏ كانوا لا يزالون على المسرح الارضي.‏ وعدد الاولاد في اجتماعاتهم كان قد ازداد كثيرا ايضا.‏ وكثيرا ما كان يُسمح للصغار بأن يلعبوا فيما كان آباؤهم يدرسون.‏ لكنَّ الاحداث ايضا كان يلزمهم ان يتعلَّموا ‹طلب البر وطلب التواضع› اذا كانوا ‹سيُسترون في يوم سخط الرب.‏› (‏صفنيا ٢:‏٣‏)‏ ولذلك في السنة ١٩١٨ شجعت الجمعية الجماعات ان ترتب لصف احداث من عمر ٨ الى ١٥ سنة.‏ وفي بعض الاماكن كانت هنالك ايضا صفوف ابتدائية للذين هم اصغر من ان يحضروا صف الاحداث.‏ وفي الوقت نفسه جرى التشديد مرة اخرى على المسؤولية الابوية تجاه الاولاد.‏

      وهذا ادَّى الى تطوُّرات اخرى.‏ فقد نشرت العصر الذهبي،‏ في السنة ١٩٢٠،‏ مقالة خاصة بعنوان «درس الكتاب المقدس للاحداث،‏» مع اسئلة مرفقة باشارات الى آيات من الاسفار المقدسة يمكن ان توجد فيها الاجوبة.‏ وفي تلك السنة نفسها نُشِر The Golden Age ABC (‏مبادئ العصر الذهبي‏)‏؛‏ وهو كراس مصوَّر ليستعمله الآباء في تعليم حقائق الكتاب المقدس الاساسية والصفات المسيحية لصغارهم.‏ والكتاب بعنوان The Way to Paradise (‏الطريق الى الفردوس‏)‏،‏ بقلم و.‏ إ.‏ ڤان آمبورڠ،‏ تبع في السنة ١٩٢٤.‏ وقد كُيِّف ليلائم «تلاميذ الكتاب المقدس في المرحلة المتوسطة.‏» واستُعمل لمدة من الوقت في الاجتماعات المخصَّصة للاصغر سنا.‏ واضافة الى ذلك،‏ في اميركا،‏ كانت لدى «الشهود الاحداث» ترتيباتهم الخاصة لخدمة الحقل.‏ وفي سويسرا شكَّل فريق من الاحداث جمعية دُعيت «احداث يهوه» لاولئك الذين بين الـ‍ ١٣ والـ‍ ٢٥ من العمر.‏ وكان لهم مكتب امين سر خاص بهم في برْن،‏ ومجلة خصوصية،‏ احداث يهوه،‏ كانت تُحرَّر وتُطبع على مطابع الجمعية هناك.‏ وكانت لهؤلاء الاحداث اجتماعاتهم الخاصة حتى انهم قدَّموا مسرحيات من الكتاب المقدس،‏ كما فعلوا في الفولكسْهاوس في زوريخ امام حضور من ٥٠٠‏,١.‏

      وما كان يجري،‏ من ناحية ثانية،‏ كان هيئة تتطوَّر ضمن هيئة خدام يهوه.‏ وهذا لم يكن ليساهم في الوحدة،‏ فأُوقِف في السنة ١٩٣٦.‏ وفي نيسان ١٩٣٨،‏ خلال زيارة لأوستراليا،‏ وجد ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ رئيس الجمعية،‏ ان صفا للاولاد كان يُعقد منفصلا عن المحفل للراشدين.‏ فرتَّب حالا ان يؤتَى بجميع الاولاد الى المحفل الرئيسي،‏ الامر الذي كان لفائدتهم الى حد كبير.‏

      وفي تلك السنة نفسها راجعت برج المراقبة كامل مسألة الصفوف المنفصلة للاحداث في الجماعة.‏ وشدَّد هذا الدرس مرة اخرى على واقع ان الآباء مسؤولون عن ارشاد اولادهم.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏؛‏ قارنوا تثنية ٤:‏​٩،‏ ١٠؛‏ ارميا ٣٥:‏​٦-‏١٠‏.‏)‏ وأظهر ايضا ان الكتاب المقدس لا يزوِّد سابقة لعزل الاحداث بواسطة صفوف الاحداث.‏ وانما يجب ان يكونوا حاضرين مع آبائهم لسماع كلمة اللّٰه.‏ (‏تثنية ٣١:‏​١٢،‏ ١٣؛‏ يشوع ٨:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وعندما يلزم ايضاح اضافي لمواد الدرس،‏ كان يمكن للآباء تقديمه في البيت.‏ وفضلا عن ذلك،‏ بيَّنت المقالات ان الترتيبات لمثل هذه الصفوف المنفصلة كانت في الواقع تقلِّل من الكرازة بالبشارة من بيت الى بيت.‏ كيف؟‏ لأن المعلِّمين كانوا لا يشتركون في خدمة الحقل من اجل التحضير لهذه الصفوف وادارتها.‏ ولذلك جرى ايقاف جميع صفوف الاحداث المنفصلة.‏

      وحتى الوقت الحاضر،‏ تبقى العادة بين شهود يهوه ان تحضر العائلة بكاملها اجتماعات الجماعة معا.‏ والاولاد تجري مساعدتهم من قبل آبائهم على الاستعداد ليتمكنوا من الاشتراك بطرائق ملائمة.‏ واضافة الى ذلك،‏ زُوِّدت مجموعة بديعة من المطبوعات ليستعملها الآباء في منح الصغار الارشاد في البيت.‏ وبين هذه كتاب الاولاد،‏ في السنة ١٩٤١؛‏ Listening to the Great Teacher (‏الاستماع الى المعلم الكبير‏)‏،‏ في السنة ١٩٧١؛‏ حداثتكم —‏ نائلين افضل ما فيها،‏ في السنة ١٩٧٦؛‏ كتابي لقصص الكتاب المقدس،‏ في السنة ١٩٧٨؛‏ واسئلة يطرحها الاحداث —‏ اجوبة تنجح،‏ في السنة ١٩٨٩.‏

      تجهيز الجميع ليكونوا مبشرين نشاطى

      منذ صدرت الاعداد الاولى من برج المراقبة جرى تذكير قرَّائها قانونيا بامتياز ومسؤولية جميع المسيحيين الحقيقيين ان ينادوا بالبشارة عن قصد اللّٰه.‏ وقد ساعدتهم اجتماعات الجماعة على تهيئة قلوبهم وعقولهم لهذا النشاط ببناء محبتهم ليهوه ومعرفتهم لقصده.‏ ولكن،‏ خصوصا،‏ عقب المحفل في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ وُضِع مزيد من التشديد الى حد كبير على ما يجري انجازه في خدمة الحقل وكيفية الاشتراك فيه بفعَّالية.‏

      ان Bulletin (‏النشرة‏)‏،‏f رسالة دورية تحتوي على معلومات تتعلق مباشرة بخدمة الحقل،‏ احتوت على شهادة مختصرة كانت تُدعى آنذاك موعظة يجب ان تُستظهر وتُستعمل عند الشهادة للناس.‏ وخلال الجزء الاكبر من السنة ١٩٢٣،‏ في الاول من كل شهر،‏ وكحافز الى الجهود الموحَّدة لاعلان الملكوت،‏ خُصِّص نصف اجتماع الصلاة،‏ التسبيح والشهادة ليوم الاربعاء ليلا لاختبارات تتعلق بخدمة الحقل.‏

      وعلى الاقل بحلول السنة ١٩٢٦،‏ كانت الاجتماعات الشهرية،‏ حيث تجري مناقشة خدمة الحقل،‏ تُدعى اجتماعات الفعلة.‏ وأولئك الذين يشتركون فعلا في مثل هذه الخدمة كانوا عادةً الاشخاص الذين يحضرون.‏ وفي هذه الاجتماعات،‏ كانت تناقَش الطرائق المستعملة للشهادة للآخرين،‏ وتوضَع الخطط للنشاط المقبل.‏ وبحلول السنة ١٩٢٨ كانت الجمعية تحثّ الجماعات على عقد مثل هذه الاجتماعات اسبوعيا.‏ وفي خلال اربع سنوات اخرى كانت الجماعات تشرع في استبدال اجتماع الشهادة بما صار يُدعى اجتماع الخدمة،‏ وقد شجعت الجمعية كل فرد على الحضور.‏ ولأكثر من ٦٠ سنة تعقد الجماعات هذا الاجتماع الاسبوعي.‏ وبواسطة المحاضرات،‏ المناقشات التي تشمل اشتراك الحضور،‏ التمثيليات،‏ والمقابلات،‏ تُزوَّد مساعدة خصوصية في ما يتعلق بكل اوجه الخدمة المسيحية.‏

      ونوع الاجتماع هذا لم ينشأ بالتأكيد في القرن الـ‍ ٢٠.‏ فقد اعطى يسوع نفسه ارشادات مفصَّلة لتلاميذه قبل ارسالهم ليكرزوا.‏ (‏متى ١٠:‏​٥–‏١١:‏١؛‏ لوقا ١٠:‏​١-‏١٦‏)‏ وفي ما بعد،‏ بنوا احدهم الآخر بالاجتماع لسرد الاختبارات التي حصلوا عليها في اثناء الانهماك في الخدمة.‏ —‏ اعمال ٤:‏​٢١-‏٣١؛‏ ١٥:‏٣‏.‏

      أما بالنسبة الى التدريب على الخطابة العامة،‏ ففي السنوات الباكرة لم يجرِ القيام بذلك في اجتماعات الجماعة القانونية.‏ ولكن على الاقل بحلول السنة ١٩١٦ اقتُرِح ان اولئك الذين يشعرون بأن لديهم بعض الامكانية كخطباء عامين يمكنهم ان يعقدوا هم انفسهم صفوفا،‏ وربما بحضور شيخ كحَكَم ليستمع اليهم ويقدِّم المشورة للتحسين في محتوى خطاباتهم وإلقائها.‏ وهذه الاجتماعات،‏ التي كان يحضرها الذكور فقط في الجماعة،‏ صارت تُعرف في ما بعد بمدارس الانبياء.‏ ولدى مراجعة حوادث تلك الايام،‏ تذكَّر ڠرانت سوتر:‏ «النقد البنَّاء الذي نلته في المدرسة لم يكن شيئا بالمقارنة مع ذاك الذي تلقيته من ابي شخصيا بعدما حضر احدى الجلسات ليسمعني احاول إلقاء خطاب.‏» ولمساعدة اولئك الذين يحاولون احراز التقدُّم،‏ جمع الاخوة وطبعوا على انفراد كتابا دراسيا من الارشادات المتعلقة بالخطابة،‏ مع مجمل لمحاضرات متنوعة.‏ ولكن،‏ في حينه،‏ جرى ايقاف مدارس الانبياء هذه.‏ ولسدّ الحاجة الخصوصية التي كانت موجودة آنذاك،‏ تركَّز الانتباه الكامل على تجهيز كل عضو في الجماعة للاشتراك كاملا في التبشير من بيت الى بيت.‏

      وهل كان ممكنا تجهيز كل عضو في هذه الهيئة الاممية النامية ليس فقط لاعطاء شهادة مختصرة وتقديم مطبوعات الكتاب المقدس بل ايضا للتكلم بفعَّالية والصيرورة معلِّما لكلمة اللّٰه؟‏ كان ذلك الهدف من مدرسة خصوصية تأسَّست في كل جماعة لشهود يهوه،‏ ابتداء من السنة ١٩٤٣.‏ وقبل ذلك كانت تعمل في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه منذ شباط ١٩٤٢.‏ وكل اسبوع كان الارشاد يُقدَّم،‏ والتلاميذ يلقون الخطابات ويُنصَحون بشأنها.‏ وفي بادئ الامر،‏ كان الذكور فقط يقدِّمون الخطابات في المدرسة،‏ بالرغم من ان الجماعة بكاملها كانت تشجَّع على الحضور،‏ تحضير الدروس،‏ والاشتراك في المراجعات.‏ وفي السنة ١٩٥٩ مُنِحت الاخوات ايضا امتياز الانخراط،‏ للتدرُّب على مناقشة مواضيع الكتاب المقدس في تمثيلية لشخصين يتحدثان معا.‏

      وفي ما يتعلق بتأثير هذه المدرسة اخبر فرع جمعية برج المراقبة في جنوب افريقيا:‏ «نجح هذا الترتيب البديع جدا في خلال فترة قصيرة في مساعدة اخوة كثيرين،‏ كانوا قد تصوَّروا انهم لن يكونوا ابدا خطباء عامين،‏ على الصيرورة مقتدرين كثيرا على المنبر وفعَّالين اكثر في الحقل.‏ وفي كل انحاء جنوب افريقيا رحَّب الاخوة بتدبير يهوه الجديد هذا ووضعوه موضع العمل بحماسة.‏ وجرى القيام بذلك على الرغم من العوائق الكبيرة للغة والنقص في الثقافة من قبل البعض.‏»‏

      وتستمر مدرسة الخدمة الثيوقراطية في ان تكون اجتماعا مهما في جماعات شهود يهوه.‏ وجميع القادرين على ذلك تقريبا ينخرطون.‏ والشهود الجدد والذين لديهم الكثير من الخبرة،‏ صغارا وكبارا،‏ يشتركون.‏ انه برنامج تعليمي مستمر.‏

      العموم مدعوون ليروا ويسمعوا

      ان شهود يهوه ليسوا جمعية سرية بأي معنى من المعاني.‏ فمعتقداتهم المؤسسة على الكتاب المقدس موضَّحة كاملا في مطبوعاتهم المتوافرة لكل امرئ.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ يبذلون جهدا خصوصيا لدعوة العموم الى حضور الاجتماعات ليروا ويسمعوا لانفسهم ما يجري.‏

      اعطى يسوع المسيح الارشاد الشخصي لتلاميذه،‏ لكنه تكلم ايضا علانية —‏ على موازاة شاطئ البحر،‏ في منحدر،‏ في المجامع،‏ في منطقة الهيكل في اورشليم —‏ حيث تستطيع الجموع ان تسمع.‏ (‏متى ٥:‏​١،‏ ٢؛‏ ١٣:‏​١-‏٩؛‏ يوحنا ١٨:‏٢٠‏)‏ وتمثلا بذلك،‏ شرع تلاميذ الكتاب المقدس قديما في سبعينات الـ‍ ١٨٠٠ في ترتيب اجتماعات يمكن فيها للاصدقاء والجيران والآخرين الذين قد يكونون مهتمين ان يسمعوا محاضرة عن قصد اللّٰه للجنس البشري.‏

      وبُذِل جهد خصوصي لالقاء هذه المحاضرات في اماكن تكون مناسبة للعموم.‏ وعُرِف ذلك كامتداد لعمل الصف.‏ ففي السنة ١٩١١ جرى تشجيع الجماعات التي لديها عدد كافٍ من الخطباء الموهوبين ان ترتب لذهاب بعض هؤلاء الى البلدات والقرى المجاورة للاعداد لاجتماعات في القاعات العامة.‏ وحيثما امكن،‏ رتبوا لسلسلة من ست محاضرات.‏ وعقب المحاضرة الاخيرة كان الخطيب يسأل عن عدد الذين يشعرون بين الحضور بالاهتمام الكافي بدرس الكتاب المقدس ليجتمعوا معا قانونيا.‏ وقد رُتِّب في السنة الاولى لأكثر من ٠٠٠‏,٣ محاضرة كهذه.‏

      ابتداء من السنة ١٩١٤ عُرضت «رواية الخلق المصوَّرة» ايضا على العموم.‏ ولم يطلب الاخوة ثمنا للدخول.‏ ومنذ ذلك الحين استخدموا افلاما سينمائية اخرى وعروضا للصور المنزلقة.‏ وابتداء من عشرينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ مكَّن الاستعمال الواسع للراديو من قبل جمعية برج المراقبة الناس من سماع محاضرات الكتاب المقدس في بيوتهم الخاصة.‏ ثم في ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠ سُجِّلت المحاضرات التي ألقاها ج.‏ ف.‏ رذرفورد وجرى الاستماع اليها في آلاف التجمعات العامة.‏

      وبحلول السنة ١٩٤٥ كان هنالك عدد كبير من الخطباء العامين الذين تدربوا في مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ وفي كانون الثاني من تلك السنة انطلقت حملة حسنة التنسيق للاجتماعات العامة.‏ وزوَّدت الجمعية مواد مجملة لسلسلة من ثماني محاضرات في حينها.‏ واستُخدمت اوراق الدعوة،‏ وأحيانا اللافتات،‏ للاعلان.‏ وبالاضافة الى استعمال اماكن الاجتماعات القانونية للجماعات،‏ بذل الاخوة جهودا خصوصية للترتيب لهذه الاجتماعات العامة في المقاطعات التي لا توجد فيها اية جماعة.‏ وكان يمكن للجميع في الجماعات ان يشتركوا —‏ بالاعلان عن الاجتماعات،‏ بحضورها شخصيا،‏ وكذلك بالترحيب بالقادمين الجدد والاجابة عن اسئلتهم.‏ وخلال السنة الاولى من هذا النشاط الخصوصي،‏ جرى اعداد ٦٤٦‏,١٨ اجتماعا عاما في الولايات المتحدة،‏ بحضور مجموعه ٣٥٢‏,٩١٧.‏ وفي السنة التالية ارتفع عدد الاجتماعات العامة الى ٧٠٣‏,٢٨ في الحقل الاميركي.‏ وفي كندا،‏ حيث جرى الترتيب لِـ‍ ٥٥٢‏,٢ اجتماعا مماثلا في السنة ١٩٤٥،‏ كان هنالك ٦٤٥‏,٤ في السنة التالية.‏

      والاجتماعات العامة،‏ في اغلبية جماعات شهود يهوه،‏ هي الآن جزء من البرنامج القانوني للاجتماعات الاسبوعية.‏ وهي في شكل محاضرة يُشجَّع فيها كل فرد على فتح الآيات الرئيسية للاسفار المقدسة فيما تُقرأ وتناقَش.‏ وهذه الاجتماعات هي مصدر غني للارشاد الروحي للجماعة وللقادمين الجدد على السواء.‏

      والناس الذين يحضرون اجتماعات شهود يهوه للمرة الاولى غالبا ما يندهشون ويُسَرّون.‏ فقد ذهب سياسي بارز في زمبابوي الى قاعة ملكوت ليرى ما يجري هناك.‏ وكان رجلا بمزاج عنيف،‏ وذهب عمدا دون ان يحلق ذقنه وبشعر غير مسرَّح.‏ فتوقع ان يطرده الشهود.‏ وعوضا عن ذلك،‏ اظهروا اهتماما اصيلا به وشجعوه ان يحصل على درس بيتي في الكتاب المقدس.‏ وهو الآن شاهد مسيحي متواضع ومسالم.‏

      هنالك ملايين الاشخاص الذين،‏ اذ حضروا اجتماعات شهود يهوه،‏ اندفعوا الى القول:‏ «ان اللّٰه بالحقيقة فيكم.‏» —‏ ١ كورنثوس ١٤:‏٢٥‏.‏

      اماكن مناسبة للاجتماع فيها

      في ايام رسل يسوع المسيح كثيرا ما عقد المسيحيون اجتماعاتهم في البيوت الخاصة.‏ وفي بعض الاماكن تمكَّنوا من التكلم في المجامع اليهودية.‏ وفي افسس ألقى الرسول بولس محاضرات طوال سنتين في قاعة استماع مدرسة.‏ (‏اعمال ١٩:‏​٨-‏١٠؛‏ ١ كورنثوس ١٦:‏١٩؛‏ فليمون ١،‏ ٢‏)‏ وبشكل مماثل،‏ في الجزء الاخير من القرن الـ‍ ١٩،‏ اجتمع تلاميذ الكتاب المقدس في البيوت الخاصة،‏ تكلموا احيانا في مُصَلَّيات كنسية،‏ واستخدموا قاعات اخرى امكن استئجارها.‏ وفي حالات قليلة اشتروا لاحقا ابنية كانت تستخدمها سابقا فرق دينية اخرى واستعملوها على اساس قانوني.‏ وهذه كانت الحالة مع مسكن بروكلين ومسكن لندن.‏

      لكنهم لم يحتاجوا ولم يريدوا ابنية مزخرفة لاجتماعاتهم.‏ فكانت جماعات قليلة تشتري ابنية مناسبة وتجدّدها؛‏ وكانت اخرى تشيِّد قاعات جديدة.‏ وبعد السنة ١٩٣٥ صار الاسم قاعة الملكوت يُستعمل تدريجيا للاشارة الى هذه الاماكن للاجتماعات الجماعية.‏ وهذه تكون عادةً جذابة في منظرها ولكن دون مظاهر الفخفخة.‏ وقد تختلف هندسة البناء من مكان الى آخر،‏ لكنَّ القصد من المبنى انما هو عملي.‏

      برنامج موحَّد للارشاد

      خلال الجزء الاخير من القرن الـ‍ ١٩ والجزء الباكر من القرن الـ‍ ٢٠،‏ اختلف النمو والنشاط الروحيان الى حد كبير من جماعة الى اخرى.‏ فقد اشتركوا في بعض المعتقدات الاساسية التي فرزتهم من العالم المسيحي.‏ ولكن،‏ فيما قدَّر بعض الاخوة عميقا الوسيلة التي بها كان يهوه يُطعم شعبه،‏ تأثَّر آخرون بسهولة بآ‌راء الافراد الذين كانت لديهم آراء شخصية قوية في الامور.‏

      قبل موته صلَّى يسوع ان يكون أتباعه ‹جميعهم واحدا› —‏ في وحدة مع اللّٰه والمسيح وواحدهم مع الآخر.‏ (‏يوحنا ١٧:‏​٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولم يكن ذلك ليصير اتحادا قسريا.‏ فكان سينجم عن برنامج تعليمي موحَّد يجد تجاوبا في قلوب متقبلة.‏ وكما أُنبئ منذ عهد بعيد:‏ «كل بنيك تلاميذ الرب وسلام بنيك [يكون] كثيرا.‏» (‏اشعياء ٥٤:‏١٣‏)‏ وبغية التمتع بهذا السلام كاملا،‏ كان الجميع يحتاجون الى الفرصة للاستفادة من الارشاد المتدرج الذي يزوِّده يهوه عبر قناته المنظورة للاتصال.‏

      لسنين عديدة استعمل تلاميذ الكتاب المقدس مختلف مجلدات دروس في الاسفار المقدسة،‏ بالاضافة الى الكتاب المقدس،‏ كأساس للبحث.‏ وما احتوت عليه كان فعلا ‹الطعام الروحي في حينه.‏› (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ لكنَّ الفحص المستمر للاسفار المقدسة تحت توجيه روح اللّٰه بيَّن انه كان هنالك المزيد لتعلُّمه وأن الكثير من التطهير الروحي كان لا يزال لازما لخدام يهوه.‏ (‏ملاخي ٣:‏​١-‏٣؛‏ اشعياء ٦:‏​١-‏٨‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ بعد تأسيس الملكوت في السنة ١٩١٤،‏ كانت نبوات عديدة تتم في تعاقب سريع،‏ وأشارت هذه الى العمل الملحّ الذي يجب ان ينهمك فيه جميع المسيحيين الحقيقيين.‏ وهذه المعلومات في حينها من الاسفار المقدسة كانت تزوَّد قانونيا عبر اعمدة برج المراقبة.‏

      واذ ادركوا انه لم يكن كل فرد في الجماعات يستفيد من هذه المقالات،‏ اوصى بعض ممثلي الجمعية الجائلين مكتب المركز الرئيسي بأن تدرس كل الجماعات برج المراقبة في اجتماعات اسبوعية قانونية.‏ فنُقِلت هذه التوصية الى الجماعات وصارت «الاسئلة البيريَّة» المستخدَمة في درس مقالات برج المراقبة الرئيسية وجها قانونيا للمجلة،‏ ابتداء من عدد ١٥ ايار ١٩٢٢ (‏بالانكليزية)‏.‏ وكان لمعظم الجماعات مثل هذا الدرس مرة او اكثر كل اسبوع،‏ لكنَّ مقدار ما يدرسونه فعلا في المجلة كان متفاوتا.‏ ففي بعض الاماكن،‏ اذ كان لدى المدير الكثير ليقوله،‏ كان هذا الدرس يدوم ساعتين او اكثر.‏

      ولكن،‏ خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ حلَّ التنظيم الثيوقراطي محل الاجراءات الديموقراطية.‏ وهذا اثَّر كثيرا في كيفية النظر الى درس برج المراقبة.‏g فجرى توجيه اهتمام اعظم الى فهم ما يوجد في مواد الدرس الذي تزوِّده الجمعية.‏ وأولئك الذين استعملوا الاجتماعات كفرص لعرض الآراء الشخصية والذين قاوموا مسؤولية الاشتراك في خدمة الحقل انسحبوا تدريجيا.‏ وبالعون الصبور تعلَّم الاخوة كيف يحصرون الدرس في ساعة واحدة.‏ ونتيجة لذلك،‏ كان هنالك اشتراك اكبر؛‏ وصارت الاجتماعات حيوية اكثر.‏ وسادت الجماعات ايضا روح من الوحدة الاصيلة،‏ مؤسَّسة على برنامج طعام روحي موحَّد كانت فيه كلمة اللّٰه المقياس للحق.‏

      وفي السنة ١٩٣٨ كانت برج المراقبة تصدر بِـ‍ ٢٠ لغة تقريبا.‏ وكان كل شيء يَظهر اولا بالانكليزية.‏ وعادةً لم تكن تتوافر بلغات اخرى لعدة اشهر،‏ او ربما لسنة ايضا،‏ بسبب الوقت اللازم لترجمتها وطبعها.‏ ولكن،‏ مع تغيُّر اساليب الطباعة،‏ أُنجز خلال ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ اصدار متزامن لـ‍ برج المراقبة بلغات عديدة.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت الجماعات التي تفهم اية من اللغات الـ‍ ٦٦ قادرة على درس المواد نفسها في الوقت نفسه.‏ وهكذا صارت الغالبية العظمى من شهود يهوه حول العالم تتناول الطعام الروحي نفسه اسبوعا فأسبوعا.‏ ففي كل اميركا الشمالية والجنوبية،‏ في معظم اوروپا،‏ في عدد من البلدان في المشرق،‏ في اماكن عديدة في افريقيا،‏ وفي عدد كبير من الجزر حول الكرة الارضية،‏ يتمتع شعب يهوه بترتيب متزامن للطعام الروحي.‏ ومعا يكونون ‹متحدين في فكر واحد ورأي واحد.‏› —‏ ١ كورنثوس ١:‏١٠‏.‏

      وأرقام الحضور في اجتماعاتهم الجماعية تشير الى ان شهود يهوه يتخذون اجتماعاتهم بجدية.‏ ففي ايطاليا،‏ حيث كان هنالك نحو ٠٠٠‏,١٧٢ شاهد نشيط في السنة ١٩٨٩،‏ كان عدد الحضور الاسبوعي في اجتماعات قاعات الملكوت ٤٥٨‏,٢٢٠.‏ وعلى سبيل التباين،‏ تقول وكالة صحافة كاثوليكية ان ٨٠ في المئة من الايطاليين يقولون انهم كاثوليك لكنَّ نحو ٣٠ في المئة فقط يحضرون الخدمات الكنسية بدرجات متفاوتة من القانونية.‏ ولدى النظر بشكل نسبي،‏ تكون الصورة مماثلة في البرازيل.‏ وفي الدنمارك،‏ في السنة ١٩٨٩،‏ ادَّعت الكنيسة القومية ان ٧‏,٨٩ في المئة من عدد السكان هم اعضاء،‏ لكنَّ ٢ في المئة فقط كانوا يحضرون الكنيسة مرة في الاسبوع!‏ أما بين شهود يهوه في الدنمارك فقد بلغ عدد الحضور الاسبوعي آنذاك ٧‏,٩٤ في المئة.‏ وفي المانيا اشار استفتاء من قبل معهد ألِنسباخ لأبحاث الرأي عام ١٩٨٩ ان ٥ في المئة من اللوثريين و ٢٥ في المئة من الكاثوليك في الجمهورية الاتحادية يحضرون الكنيسة قانونيا.‏ أما في قاعات شهود يهوه فتجاوز عدد الحضور الاسبوعي عدد الشهود.‏

      وكثيرا ما يبذل الحاضرون جهدا كبيرا للحضور.‏ ففي ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانت امرأة في كينيا عمرها ٧٠ سنة تسير قانونيا ستة اميال (‏١٠ كلم)‏ وتعبر نهرا لتصل الى الاجتماعات كل اسبوع.‏ ولحضور الاجتماعات بلغتها الخاصة كانت شاهدة كورية في الولايات المتحدة تسافر قانونيا ثلاث ساعات كل اتجاه،‏ اذ تركب الباص،‏ القطار،‏ المركب،‏ ثم تمشي.‏ وفي سورينام،‏ كانت عائلة بدخل ضئيل تصرف اجرة يوم كامل كل اسبوع لقاء السفر في الباص للوصول الى الاجتماعات.‏ وفي الارجنتين،‏ كانت عائلة تسافر قانونيا ٣٠ ميلا (‏٥٠ كلم)‏ وتنفق ربع مدخول العائلة لحضور اجتماعات لدرس الكتاب المقدس.‏ وحيث يمنع المرض كاملا البعض من حضور اجتماعات الجماعة كثيرا ما تُصنع الترتيبات لوصلهم بالهاتف او ليسمعوا شريطا مسجَّلا للبرنامج.‏

      يتخذ شهود يهوه بجدية مشورة الكتاب المقدس ان لا يتركوا اجتماعهم معا من اجل البناء الروحي.‏ (‏عبرانيين ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وهم يحضرون ليس فقط الاجتماعات في جماعاتهم المحلية.‏ فالحضور في المحافل هو ايضا وجه بارز من برنامج مناسباتهم السنوية.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a في وقت لاحق دُعيت هذه الاجتماعات الحلقات البيريَّة لدرس الكتاب المقدس،‏ تمثُّلا بأهل بيريَّة للقرن الاول الذين مُدحوا على ‹فحص الكتب.‏› —‏ اعمال ١٧:‏١١‏.‏

      b بسبب مضمونها دُعيت هذه الاجتماعات ايضا اجتماعات صلاة،‏ تسبيح،‏ واختبارات.‏ ونظرا الى اهمية الصلاة،‏ جرت التوصية بعد مدة ان يكون الاجتماع مرة كل ثلاثة اشهر مجرد صلاة عامة،‏ بما في ذلك الترانيم وانما بدون اختبارات.‏

      c في السنة ١٩٠٧ نُقِّحت المساعِدات على الدرس البيريّ،‏ وُسِّعت كثيرا،‏ وجُعلت احدث.‏ وزيدت نحو ٣٠٠ صفحة اضافية من المواد المساعِدة في طبعة السنة ١٩٠٨.‏

      d كان يشار الى ذلك احيانا بصفته الفصح المرموز اليه،‏ اي الاحتفال بذكرى موت يسوع المسيح،‏ الذي رمز اليه حمل الفصح ودُعي بالتالي ‹المسيح فصحنا،‏› في ١ كورنثوس ٥:‏٧‏.‏ وانسجاما مع ١ كورنثوس ١١:‏٢٠‏،‏ دُعي ايضا عشاء الرب.‏ وكان يسمَّى احيانا «العشاء السنوي،‏» مما يلفت الانتباه الى واقع انه احتفال سنوي بالذكرى.‏

      e قارنوا اعداد برج المراقبة آذار ١٨٩١،‏ الصفحتين ٣٣ و ٣٤؛‏ ١٥ آذار ١٩٠٧،‏ الصفحة ٨٨؛‏ ١ شباط ١٩٣٥،‏ الصفحة ٤٦؛‏ و ١ شباط ١٩٤٨،‏ الصفحات ٤١-‏٤٣،‏ بالانكليزية.‏

      f وحتى قبل السنة ١٩٠٠ أُرسلت كراسة بعنوان Suggestive Hints to Colporteurs (‏نصائح مذكِّرة لموزعي المطبوعات الجائلين‏)‏ الى اولئك المنخرطين في هذه الخدمة الخصوصية.‏ وابتداء من السنة ١٩١٩ صدرت النشرة لتزويد الحافز الى خدمة الحقل،‏ اولا في توزيع العصر الذهبي ولاحقا في ما يتعلق بكل الاشكال المختلفة للنشاط التبشيري.‏

      g تغيَّر الاسم Zion’s Watch Tower and Herald of Christ’s Presence (‏برج مراقبة زيون وبشير حضور المسيح‏)‏ في ١ كانون الثاني ١٩٠٩ الى The Watch Tower and Herald of Christ’s Presence (‏برج المراقبة وبشير حضور المسيح‏)‏‏.‏ وفي ١٥ تشرين الاول ١٩٣١ صار الاسم يُكتَب The Watchtower and Herald of Christ’s Presence‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٣٧]‏

      الاجتماعات التي تطلَّبت الاشتراك الشخصي

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٣٩]‏

      لا مجرد فلسفة عقلية بل تعابير تدفع القلب

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٤٧]‏

      يجري تشجيع الجميع في العائلة على حضور الاجتماعات معا

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٥٢]‏

      توحيد برنامج التغذية الروحية

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٥٣]‏

      يتخذ الشهود اجتماعاتهم بجدية

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٢٣٨]‏

      الجماعات الاولى

      بحلول السنة ١٩١٦ كان هنالك نحو ٢٠٠‏,١ فريق من تلاميذ الكتاب المقدس حول العالم

      دوربان،‏ جنوب افريقيا،‏ ١٩١٥ (‏اعلى اليمين)‏؛‏ ڠِييانا البريطانية (‏ڠَيانا)‏،‏ ١٩١٥ (‏وسط اليمين)‏؛‏ تْرونْهَيْم،‏ النَّروج،‏ ١٩١٥ (‏ادنى اليمين)‏؛‏ هاملتون،‏ اونتاريو،‏ كندا،‏ ١٩١٢ (‏في الاسفل)‏؛‏ سيلان (‏سْري لانكا)‏،‏ ١٩١٥ (‏ادنى اليسار)‏؛‏ الهند،‏ ١٩١٥ (‏اعلى اليسار)‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢٤٠ و ٢٤١]‏

      تسبيح يهوه في الترنيم

      ؤكما استعمل الاسرائيليون القدماء ويسوع نفسه الترانيم في العبادة،‏ كذلك يفعل شهود يهوه في الازمنة العصرية.‏ (‏نحميا ١٢:‏٤٦؛‏ مرقس ١٤:‏٢٦‏)‏ وكما يعبِّر مثل هذا الترنيم عن التسبيح ليهوه والتقدير لأعماله،‏ يساعد على غرس حقائق الكتاب المقدس في العقل والقلب كليهما.‏

      واستعمل شهود يهوه مجموعات عديدة من الترانيم على مر السنين.‏ وقد عُدِّلت الكلمات وفقا للفهم التقدُّمي لكلمة اللّٰه.‏

      ١٨٧٩:‏ «ترانيم العروس»‏

      ‏(‏١٤٤ ترنيمة تعبِّر عن رغبات وآمال عروس المسيح)‏

      ١٨٩٠:‏ «قصائد وترانيم الفجر الالفي»‏

      ‏(‏١٥١ قصيدة و ٣٣٣ ترنيمة،‏ نُشرت بدون موسيقى.‏ وكان معظمها من اعمال كتَّاب مشهورين)‏

      ١٨٩٦:‏ خُصِّص عدد ١ شباط من «برج المراقبة» لـ‍ «ترانيم الصباح السارَّة لصهيون»‏

      ‏(‏كلمات لـ‍ ١١ ترنيمة،‏ مع موسيقى؛‏ أشعار كتبها تلاميذ للكتاب المقدس)‏

      ١٩٠٠:‏ «ترانيم صهيون السارَّة»‏

      ‏(‏٨٢ ترنيمة،‏ كتب العديد منها احد تلاميذ الكتاب المقدس؛‏ لتكميل المجموعة الابكر)‏

      ١٩٠٥:‏ «ترانيم الفجر الالفي»‏

      ‏(‏الترانيم الـ‍ ٣٣٣ التي نُشرت في السنة ١٨٩٠،‏ ولكن مع موسيقى)‏

      ١٩٢٥:‏ «ترانيم الملكوت»‏

      ‏(‏٨٠ ترنيمة،‏ مع موسيقى،‏ وخصوصا للاولاد)‏

      ١٩٢٨:‏ «ترانيم تسبيح ليهوه»‏

      ‏(‏٣٣٧ ترنيمة،‏ مزيج من ترانيم جديدة كتبها تلاميذ الكتاب المقدس وترانيم أقدم.‏ وفي الأشعار،‏ بُذل جهد خصوصي للتحرُّر من مشاعر الدين الباطل ومن عبادة المخلوق)‏

      ١٩٤٤:‏ «كتاب ترانيم خدمة الملكوت»‏

      ‏(‏٦٢ ترنيمة.‏ مكيَّفة وفقا لحاجات خدمة الملكوت في ذلك الحين.‏ لم تُذكَر اسماء المؤلِّفين او الملحِّنين)‏

      ١٩٥٠:‏ «ترانيم لتسبيح يهوه»‏

      ‏(‏٩١ ترنيمة.‏ كتاب الترانيم هذا كانت له محاور أحدث وكان خاليا من اللغة القديمة.‏ وقد تُرجم بـ‍ ١٨ لغة)‏

      ١٩٦٦:‏ «مرنِّمين بمصاحبة الموسيقى في قلوبكم»‏

      ‏(‏١١٩ ترنيمة تغطي كل وجه من الحياة والعبادة المسيحيتين.‏ والموسيقى التي عُرف انها نشأت من مصادر دنيوية او دينية باطلة حُذفت.‏ وصُنعت تسجيلات اوركسترية لكامل الكتاب وصارت تُستعمل بشكل واسع للمصاحبة في الاجتماعات الجماعية.‏ وسُجِّلت ايضا بعض المختارات المرنَّمة.‏ وابتداء من السنة ١٩٨٠،‏ أُنتجت تسجيلات لتعديلات اوركسترية لِـ‍ «ألحان الملكوت» لكي يتمكن الافراد في البيت من التمتع بالموسيقى البنَّاءة)‏

      ١٩٨٤:‏ «رنِّموا تسابيحَ ليهوه»‏

      ‏(‏٢٢٥ ترنيمة ملكوت،‏ بكلمات وألحان ألَّفها كاملا خدام منتذرون ليهوه من كل انحاء الارض.‏ وأُنتجت اسطوانات فونوڠرافية وكسيتات سمعية لمصاحبة الترنيم)‏

      في اجتماعات اكواخهم الباكرة،‏ شمل تلاميذ الكتاب المقدس ترانيم تسبيح.‏ وسرعان ما صار الترنيم ايضا وجها بارزا لمحافلهم.‏ ورنَّم البعض واحدة من الترانيم قبل الفطور،‏ في ما يتعلق بعبادتهم الصباحية،‏ كما جرى لسنين عديدة في بيت الكتاب المقدس.‏ ورغم الاستغناء عن الترنيم في الجماعات المحلية الى حد بعيد نحو السنة ١٩٣٨،‏ جرى احياء ذلك ثانية في السنة ١٩٤٤ ويستمر في ان يكون وجها مهما للاجتماعات الجماعية وبرامج محافل شهود يهوه.‏

      ‏[الصورة]‏

      كارل كلاين يقود اوركسترا محفل في السنة ١٩٤٧

      ‏[الرسم البياني في الصفحة ٢٤٣]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      ذكرى موت المسيح

      الشهود النشاطى

      الحضور

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١١

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٩

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٧

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٥

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٤

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٣

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢

      ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١

      ١٩٣٥ ١٩٤٥ ١٩٥٥ ١٩٦٥ ١٩٧٥ ١٩٨٥ ١٩٩٢

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٤٢]‏

      رغم عزله في سجن صيني،‏ استمر هارولد كينڠ في الاحتفال بالذكرى

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٤٥]‏

      صف الكتاب المقدس للاحداث في المانيا،‏ في اوائل ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠

      ‏[الصور في الصفحة ٢٤٥]‏

      في سويسرا،‏ في اواسط ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ نشر الاحداث الشهود هذه المجلة (‏في الاسفل)‏ وقدَّموا مسرحيات من الكتاب المقدس (‏كما هو ظاهر في الاسفل في الوسط)‏ امام اعداد كبيرة من الحضور

      ‏[الصور في الصفحة ٢٤٦]‏

      ‏«النشرة» (‏١٩١٩-‏١٩٣٥)‏،‏ «المرشد» (‏١٩٣٥-‏١٩٣٦)‏،‏ «المخبر» (‏١٩٣٦-‏١٩٥٦)‏،‏ والآن «خدمتنا للملكوت» بِـ‍ ١٠٠ لغة —‏ كلها زوَّدت الارشادات القانونية لخدمة الحقل الموحَّدة التي يقوم بها شهود يهوه

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٤٨]‏

      التمثيليات في اجتماعات الخدمة تساعد الشهود على تحسين خدمتهم الشخصية للحقل (‏السويد)‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٤٩]‏

      شاهد حدث في كينيا يكتسب خبرة بتقديم خطاب لأبيه في مدرسة الخدمة الثيوقراطية

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٥٠]‏

      في السنة ١٩٩٢ كانت مواد درس الكتاب المقدس لجماعات شهود يهوه تصدر في آن واحد بـ‍ ٦٦ لغة،‏ والمزيد لا يزال يُضاف

  • المحافل برهان علی اخوَّتنا
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٧

      المحافل برهان على اخوَّتنا

      صارت المحافل وجها قانونيا لهيئة شهود يهوه العصرية.‏ لكنَّ التجمعات القومية والاممية لعبَّاد يهوه كانت تحدث قبل القرن الـ‍ ٢٠ بزمن طويل.‏

      تطلَّب يهوه من جميع الذكور في اسرائيل القديمة ان يجتمعوا في اورشليم من اجل ثلاثة اعياد موسمية كل سنة.‏ وبعض الرجال كانوا يجلبون معهم عائلتهم بكاملها.‏ وفي الواقع،‏ تطلَّب الناموس الموسوي ان يكون كل عضو في العائلة —‏ الرجال،‏ النساء،‏ والصغار —‏ حاضرا في مناسبات معيَّنة.‏ (‏خروج ٢٣:‏​١٤-‏١٧؛‏ تثنية ٣١:‏​١٠-‏١٣؛‏ لوقا ٢:‏​٤١-‏٤٣‏)‏ في بادئ الامر،‏ كان الحاضرون اشخاصا يعيشون داخل حدود اسرائيل.‏ وفي وقت لاحق،‏ عندما صار اليهود مشتَّتين بشكل واسع،‏ كان الذين يحضرون يأتون من امم عديدة.‏ (‏اعمال ٢:‏​١،‏ ٥-‏١١‏)‏ وكانوا يندفعون الى المجيء ليس فقط لأن اسرائيل وابرهيم كانا جدَّيهم بل لأنهم كانوا يعترفون بأن يهوه هو ابوهم السماوي العظيم.‏ (‏اشعياء ٦٣:‏١٦‏)‏ وكانت هذه الاعياد مناسبات سعيدة.‏ وساعدت ايضا جميع الحاضرين ان يحفظوا عقولهم مركَّزة على كلمة اللّٰه وأن لا ينهمكوا في شؤون الحياة اليومية بحيث ينسون الامور الروحية الاكثر اهمية.‏

      وعلى نحو مماثل،‏ تركِّز محافل شهود يهوه في الازمنة العصرية على المصالح الروحية.‏ وتعطي هذه المحافل المراقبين المخلصين الدليلَ الذي لا يُنكر على ان الشهود متحدون بربط قوية للاخوَّة المسيحية.‏

      المحافل الباكرة لتلاميذ الكتاب المقدس

      تطوَّرت تدريجيا الترتيبات لتجمعات تلاميذ الكتاب المقدس من مختلف المدن والبلدان.‏ وبخلاف الفرق الكنسية التقليدية،‏ سرعان ما تعرَّف تلاميذ الكتاب المقدس،‏ بواسطة محافلهم،‏ بالرفقاء المؤمنين في اماكن اخرى.‏ وفي بادئ الامر،‏ كانت هذه المحافل تُعقد في ألليڠيني،‏ پنسلڤانيا،‏ بمناسبة الاحتفال السنوي بذكرى موت الرب.‏ وفي السنة ١٨٩١ جرى الاشعار خصوصا بأنه سيكون هنالك «محفل لدرس الكتاب المقدس وللاحتفال بعشاء الرب التذكاري.‏» وفي السنة التالية،‏ حملت برج المراقبة عنوانا بارزا يعلن ‏«محفل المؤمنين،‏ في ألليڠيني،‏ پنسلڤانيا،‏ .‏ .‏ .‏ من ٧ الى ١٤ نيسان،‏ ضمنا،‏ ١٨٩٢.‏»‏

      لم يكن الناس عموما يُدعون الى تلك المحافل الباكرة.‏ ولكن في السنة ١٨٩٢ حضر نحو ٤٠٠ شخص كانوا قد قدَّموا الدليل على الايمان بالفدية والاهتمام المخلص بعمل الرب.‏ وشمل البرنامج خمسة ايام من الدرس المكثَّف للكتاب المقدس ويومين آخرين من المشورة المساعِدة لموزعي المطبوعات الجائلين.‏

      قال شخص حضر للمرة الاولى احد هذه التجمعات:‏ «لقد حضرت محافل عديدة،‏ لكنني لم احضر من قبل قط محفلا كهذا،‏ حيث مشيئة اللّٰه وقصده هما الموضوع الوحيد والمتواصل من وقت النهوض حتى الهجوع؛‏ في البيت،‏ في الشارع،‏ في الاجتماع،‏ على الغداء وفي كل مكان.‏» وفي ما يتعلق بالروح التي اظهرها المندوبون،‏ كتب شخص من ويسكونْسِن،‏ الولايات المتحدة الاميركية:‏ «تأثَّرتُ كثيرا بروح المحبة واللطف الاخوي الظاهرة في كل المناسبات.‏»‏

      حدث تغيير في الترتيبات للمحفل السنوي في السنة ١٨٩٣.‏ فللاستفادة من الاجرة الملائمة للسفر بالقطار بمناسبة المعرض الكولومبي في ذلك الصيف،‏ تجمَّع تلاميذ الكتاب المقدس في شيكاڠو،‏ ايلينُوي،‏ من ٢٠ الى ٢٤ آب.‏ وكان ذلك اول محفل لهم خارج منطقة پيتسبورڠ.‏ ولكن،‏ بهدف افضل استعمال ممكن للوقت والمال في عمل الرب،‏ لم تُعقد محافل عمومية اضافية لبضع سنين.‏

      ثم،‏ ابتداء من السنة ١٨٩٨،‏ ابتدأ تلاميذ الكتاب المقدس في مختلف الاماكن يأخذون المبادرة محليا للترتيب لمحافل يحضرها الناس في منطقة محدودة.‏ ففي السنة ١٩٠٠ كانت هنالك ٣ محافل عمومية نظَّمتها الجمعية؛‏ ولكن كان هنالك ايضا ١٣ محفلا محليا في الولايات المتحدة وكندا،‏ وكان معظمها ليوم واحد فقط وكانت تُعقد في الغالب بمناسبة زيارة احد الخطباء الجائلين.‏ واستمر العدد في الازدياد.‏ وبحلول السنة ١٩٠٩،‏ كان هنالك على الاقل ٤٥ محفلا محليا في اميركا الشمالية،‏ اضافة الى المحافل التي خدمها الاخ رصل في جولات خصوصية اخذته الى مختلف انحاء القارة.‏ وصُمِّم جزء رئيسي من البرنامج في محافل اليوم الواحد بصورة خصوصية لاثارة اهتمام الناس.‏ وتراوح عدد الحضور بين مئة على الارجح وعدة آلاف.‏

      ومن ناحية اخرى،‏ شدَّدت المحافل العمومية،‏ التي حضرها بشكل رئيسي تلاميذ الكتاب المقدس،‏ على الارشاد لاولئك الراسخين جيدا في طريق الحق.‏ ومن اجل هذه المحافل كانت قطارات خصوصية ملآنة من المندوبين تأتي من مدن رئيسية.‏ وكان عدد الحضور يبلغ احيانا ٠٠٠‏,٤،‏ شاملا ايضا مندوبين قليلين من اوروپا.‏ لقد كانت هذه اوقاتا للانتعاش الروحي الاصيل ادَّت الى غيرة ومحبة متزايدتين من جهة شعب يهوه.‏ قال احد الاخوة في نهاية احد هذه المحافل في السنة ١٩٠٣:‏ «لا آخذ الف دولار بدلا من الخير الذي نلته من هذا المحفل؛‏ —‏ مع انني مجرد رجل فقير.‏»‏

      والاخوة الخطباء الجائلون الذين يمكن ان يكونوا في المنطقة كانوا يلقون الخطابات في المحافل.‏ وكان الاخ رصل ايضا يحاول ان يحضر ويخدم في البرنامج في المحافل المحلية وكذلك في المحافل الاكبر في الولايات المتحدة وغالبا في كندا.‏ واشتمل ذلك على الكثير من السفر.‏ ومعظمه جرى في رحلات نهايات الاسابيع.‏ ولكن،‏ في السنة ١٩٠٩،‏ استأجر اخ في شيكاڠو عدة عربات في القطار لنقل المندوبين الذين يسافرون مع الاخ رصل من محفل الى آخر في جولة.‏ وفي السنتين ١٩١١ و ١٩١٣ استأجر الاخ نفسه قطارات بكاملها لاخذ مئات المندوبين في جولات محافل دامت شهرا او اكثر وغطَّت غربي الولايات المتحدة وكندا.‏

      والسفر في قطار محفل كهذا كان اختبارا لا يُنسى.‏ ففي السنة ١٩١٣،‏ ركبت مَليندا كيفِر قطارا في شيكاڠو،‏ ايلينُوي.‏ وبعد سنين قالت:‏ «لم يلزم وقت طويل لندرك اننا عائلة كبيرة واحدة .‏ .‏ .‏ وكان القطار بيتنا طوال شهر.‏» وفيما كان القطار ينطلق من المحطة،‏ انشد الذين اتوا ليودِّعوهم «ليكن اللّٰه معكم حتى نلتقي ثانية،‏» وهم يلوِّحون بقبعاتهم ومناديلهم كل الوقت حتى غاب القطار عن انظارهم.‏ وتضيف الاخت كيفِر:‏ «وعند كل توقف في الرحلة كانت هنالك محافل تُعقد —‏ ومعظمها لثلاثة ايام،‏ وبقينا يوما واحدا مع كل محفل.‏ وخلال هذه التوقفات ألقى الاخ رصل خطابين،‏ احدهما للرفقاء بعد الظهر،‏ والآخر للعامة في المساء حول الموضوع ‹ما وراء المدفن.‏›»‏

      وفي بلدان اخرى ايضا كان عدد المحافل يزداد.‏ وكانت في الغالب صغيرة تماما.‏ فكان نحو ١٥ حاضرين في المحفل الاول في النَّروج،‏ في السنة ١٩٠٥؛‏ لكنها كانت البداية.‏ فبعد ست سنين،‏ عندما زار الاخ رصل النَّروج،‏ بُذل جهد خصوصي لدعوة العامة،‏ وقُدِّر عدد الحضور في تلك المناسبة بِـ‍ ٢٠٠‏,١.‏ وخلال السنة ١٩٠٩،‏ عندما حضر المحافل في أسكتلندا،‏ خاطب نحو ٠٠٠‏,٢ في ڠلاسكو اضافة الى ٥٠٠‏,٢ في أدنبره حول الموضوع المثير للاهتمام «اللص في الفردوس،‏ الانسان الغني في الهاوية،‏ ولعازر في حضن ابرهيم.‏»‏

      وعند اختتام المحافل الباكرة كان الاخوة يقيمون ما دعوه وليمة محبيَّة،‏ عاكسين شعورهم بالاخوَّة المسيحية.‏ وماذا شملت «الوليمة المحبيَّة» هذه؟‏ على سبيل المثال،‏ كان الخطباء يصطفون ومعهم صحون من الخبز المقطَّع الى مكعبات،‏ ثم كان الحضور يسيرون في صفوف،‏ يتناولون من الخبز،‏ يصافحون،‏ ويرنِّمون «ليتبارك الرباط الذي يوحِّد قلوبنا في المحبة المسيحية.‏» وكثيرا ما كانت دموع الفرح تسيل على خدودهم وهم يرنِّمون.‏ وفي وقت لاحق،‏ اذ ازدادت اعدادهم،‏ توقفوا عن المصافحة وتناول الخبز لكنهم كانوا يختتمون بترنيمة وصلاة،‏ وفي الغالب،‏ بتصفيق مطوَّل للتعبير عن تقديرهم.‏

      الابتداء بحملة عالمية النطاق للمناداة بالملكوت

      جرى المحفل الرئيسي الاول بعد الحرب العالمية الاولى في سيدر پوينت،‏ اوهايو (‏على بحيرة إري،‏ ٦٠ ميلا [٩٦ كلم] غربي كليڤلَنْد)‏،‏ من ١ الى ٨ ايلول ١٩١٩.‏ وعقب موت الاخ رصل ارتدّ بعض الذين كانوا مقترنين بالهيئة بشكل بارز.‏ وخضع الاخوة لامتحان قاسٍ.‏ وفي وقت باكر من السنة ١٩١٩،‏ أُطلق سراح رئيس الجمعية وعشرائه من سجنهم الجائر.‏ فكان هنالك ترقُّب شديد.‏ وعلى الرغم من ان عدد الحضور في اليوم الاول كان منخفضا نوعا ما،‏ وصل المزيد من المندوبين في قطارات خصوصية لاحقا في ذلك اليوم.‏ وحينئذ فاضت الفنادق التي كانت قد عرضت ايواء المندوبين.‏ وتطوع للمساعدة ر.‏ ج.‏ مارتن و أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان (‏وكلاهما كانا في الفريق الذي أُطلق مؤخرا من السجن)‏.‏ فعملا في تعيين الغرف الى ما بعد منتصف الليل،‏ وقضى الاخ رذرفورد وكثيرون غيره وقتا طيبا وهم يخدمون كعمال فنادق،‏ حاملين الحقائب ومرافقين الاصدقاء الى غرفهم.‏ فكانت هنالك روح حماس معدية بينهم جميعا.‏

      كان من المنتظر حضور نحو ٥٠٠‏,٢.‏ ولكن،‏ من كل ناحية،‏ فاق المحفل ما كان متوقَّعا.‏ فبحلول اليوم الثاني،‏ كانت قاعة الاستماع مكتظة فاستُعملت قاعات اضافية.‏ وعندما لم يكن ذلك كافيا،‏ كانت الجلسات تنتقل الى الهواء الطلق الى مكان سارّ كثير الشجر.‏ ونحو ٠٠٠‏,٦ من تلاميذ الكتاب المقدس من الولايات المتحدة وكندا كانوا حاضرين.‏

      ومن اجل الخطاب الرئيسي يوم الاحد اتى ايضا ٠٠٠‏,١ على الاقل من العامة،‏ مما رفع عدد الحضور الى ٠٠٠‏,٧ على اقل تقدير،‏ الذين خاطبهم الخطيب في الهواء الطلق دون الاستعانة بأيّ ميكروفون او جهاز لتكبير الصوت.‏ وفي تلك المحاضرة،‏ «الرجاء للبشرية المتضايقة،‏» اوضح ج.‏ ف.‏ رذرفورد ان ملكوت اللّٰه المسيَّاني هو الحل لمشاكل الجنس البشري،‏ وأظهر ايضا ان عصبة الامم (‏التي كانت قد وُلدت آنذاك وكان قد أيَّدها رجال الدين)‏ لم تكن على الاطلاق تعبيرا سياسيا لملكوت اللّٰه.‏ وصحيفة رِدْجيستر (‏صحيفة محلية)‏ لسَنْدَسكي نشرت تقريرا شاملا عن تلك المحاضرة العامة،‏ وملخَّصا لنشاط تلاميذ الكتاب المقدس.‏ فأُرسلت نسخ من تلك الصحيفة الى الصحف في كل انحاء الولايات المتحدة وكندا.‏ ولكن كان هنالك معنى اكثر بكثير للدعاية التي انبثقت من هذا المحفل.‏

      كانت الذروة الحقيقية لكامل المحفل «خطاب للعمال المساعدين» للاخ رذرفورد،‏ الذي نُشر لاحقا تحت العنوان «اعلان الملكوت.‏» وكان هذا موجَّها الى تلاميذ الكتاب المقدس انفسهم.‏ وخلال هذا الخطاب اتضح معنى الحرفين GA اللذين ظهرا في برنامج المحفل وفي مختلف الاماكن في موقع المحفل.‏ فقد أُعلن عن اصدار مقبل لمجلة جديدة،‏ العصر الذهبي،‏ للاستعمال في توجيه انتباه الناس الى الملكوت المسيَّاني.‏ وبعد تلخيص العمل الذي يجب القيام به قال الاخ رذرفورد للحضور:‏ «ان باب الفرصة ينفتح امامكم.‏ فادخلوا منه بسرعة.‏ تذكَّروا وأنتم تنطلقون في هذا العمل انكم لا تعملون كوكيل لمجلة فحسب،‏ بل انتم سفير لملك الملوك ورب الارباب،‏ تعلنون للناس بهذا الاسلوب المبجَّل قدوم العصر الذهبي،‏ الملكوت المجيد لربنا وسيدنا،‏ الذي رجاه وصلَّى من اجله المسيحيون الحقيقيون قرونا عديدة.‏» (‏انظروا الرؤيا ٣:‏٨‏.‏)‏ وعندما سأل الخطيب كم شخصا يرغبون في الاشتراك في العمل،‏ كانت رؤية التجاوب الحماسي مثيرة.‏ فكرجل واحد،‏ وقف الحضور البالغ عددهم ٠٠٠‏,٦.‏ وبحلول السنة التالية،‏ كان اكثر من ٠٠٠‏,١٠ يشتركون في خدمة الحقل.‏ فكان للمحفل بكامله تأثير موحِّد ومنشِّط في الحاضرين.‏

      وبعد ثلاث سنوات،‏ في السنة ١٩٢٢،‏ عُقد محفل آخر جدير بالذكر في سيدر پوينت.‏ كان برنامجا لتسعة ايام،‏ من ٥ الى ١٣ ايلول.‏ واضافة الى المندوبين من الولايات المتحدة وكندا،‏ اتى البعض من اوروپا.‏ وعُقدت الاجتماعات بعشر لغات.‏ وكان المعدل اليومي للحضور نحو ٠٠٠‏,١٠؛‏ وبالنسبة الى الخطاب «ملايين من الاحياء الآن لن يموتوا ابدا،‏» فإن كثيرين من العامة كانوا بين الحاضرين حتى ان عدد الحضور تضاعف تقريبا.‏

      لم يجتمع تلاميذ الكتاب المقدس في هذا المحفل بفكرة انهم يخططون لعمل هنا على الارض يمتدّ الى عقود في المستقبل.‏ وفي الواقع،‏ قالوا ان ذلك يمكن ان يكون محفلهم العمومي الاخير قبل «انقاذ الكنيسة .‏ .‏ .‏ الى الجانب السماوي من ملكوت اللّٰه،‏ وفي الحقيقة الى الحضور الفعلي والذاتي لربنا والهنا.‏» ولكن مهما كان الوقت قصيرا،‏ كان فعل مشيئة اللّٰه اهتمامهم الرئيسي.‏ واذ كان يفكِّر في ذلك ألقى الاخ رذرفورد،‏ يوم الجمعة في ٨ ايلول،‏ المحاضرة التي لا تُنسى «الملكوت.‏»‏

      وقبل ذلك عُلِّقت لافتات كبيرة في مختلف انحاء المكان تحتوي على الاحرف ADV‏.‏ وخلال المحاضرة اتضح معنى هذه الاحرف عندما حثَّ الخطيب:‏ «كونوا شهودا امناء وحقيقيين للرب.‏ امضوا قُدُما في القتال الى ان يخرب كل اثر لبابل.‏ أَعلنوا الرسالة في كل مكان.‏ فيجب ان يعرف العالم ان يهوه هو اللّٰه وأن يسوع المسيح هو ملك الملوك ورب الارباب.‏ هذا هو يوم الايام قاطبة.‏ هوذا الملك يحكم!‏ وأنتم وكلاء اعلانه.‏ لذلك أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ أَعلنوا،‏ الملك وملكوته.‏» وفي تلك اللحظة انبسطت لافتة كبيرة طولها ٣٦ قدما (‏١١ م)‏ امام الحضور.‏ وعليها كان الشعار المثير «أَعلنوا الملك والملكوت.‏» (‏«أَعلنوا،‏» بالانكليزية،‏ تمثلها ADV‏)‏ لقد كانت لحظة مؤثرة.‏ فصفَّق الحضور بحماس.‏ والاخ المسنّ پْفَانِبِكر في فرقة المحفل الموسيقية،‏ لوَّح بكمانه فوق رأسه وقال بصوت عالٍ بلكنته الالمانية الثقيلة:‏ «نعم!‏ وسنقوم بالعمل.‏» وقد قاموا به.‏

      بعد اربعة ايام،‏ فيما كان المحفل لا يزال منعقدا،‏ اشترك الاخ رذرفورد شخصيا مع المجتمعين الآخرين وهم ينهمكون في عمل المناداة بالملكوت من بيت الى بيت في منطقة ضمن مدى ٤٥ ميلا (‏٧٢ كلم)‏ من موقع المحفل.‏ ولم ينتهِ الامر بذلك.‏ فقد مُنح عمل المناداة بالملكوت زخما هائلا كان سيبلغ مختلف ارجاء الكرة الارضية.‏ وفي تلك السنة اشترك اكثر من ٠٠٠‏,١٧ عامل غيور في ٥٨ بلدا في اعطاء الشهادة.‏ وبعد عقود قال جورج ڠانڠَس،‏ الذي كان في ذلك المحفل وصار لاحقا عضوا في الهيئة الحاكمة،‏ في ما يتعلق بذلك البرنامج في سيدر پوينت:‏ «كان شيئا مكتوبا في عقلي وقلبي بشكل لا يُمحى،‏ شيئا لن يُنسى ابدا ما دمت حيا.‏»‏

      معالم في النمو الروحي

      جميع المحافل كانت اوقاتا للانتعاش والارشاد في كلمة اللّٰه.‏ لكنَّ بعضها جرى تذكُّره لعقود كمعالم روحية.‏

      سبعة منها جرت،‏ سنة بعد اخرى،‏ من السنة ١٩٢٢ حتى السنة ١٩٢٨،‏ في الولايات المتحدة،‏ كندا،‏ وبريطانيا.‏ وأحد الاسباب لاهمية هذه المحافل كان القرارات القوية التي جرى تبنّيها،‏ وهذه السبعة كلها مدرجة في الاطار في الصفحة السابقة.‏ وعلى الرغم من ان الشهود كانوا قليلين نسبيا في العدد،‏ وزَّعوا ما مقداره ٤٥ مليون نسخة من احد القرارات،‏ و ٥٠ مليونا من عدة قرارات اخرى،‏ بلغات عديدة حول العالم.‏ وقد أُذيع بعضها عبر شبكات اذاعية دولية.‏ وهكذا أُعطيت شهادة فوق العادة.‏

      وأيضا عُقد محفل تاريخي آخر في كولومبوس،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٣١.‏ ويوم الاحد في ٢٦ تموز،‏ بعد سماع المناقشة من الاسفار المقدسة،‏ تبنَّى تلاميذ الكتاب المقدس اسما جديدا —‏ شهود يهوه.‏ وكم كان ذلك ملائما!‏ فها هو اسم يوجِّه الانتباه الرئيسي الى الخالق نفسه ويحدِّد بوضوح مسؤولية اولئك الذين يعبدونه.‏ (‏اشعياء ٤٣:‏​١٠-‏١٢‏،‏ ع‌ج‏)‏ وتبنِّي هذا الاسم بثَّ في الاخوة غيرة اعظم من ايّ وقت مضى كمنادين باسم اللّٰه وملكوته.‏ وكما عبَّرت عن ذلك رسالة كتبها في تلك السنة شاهد دنماركي:‏ «يا له من اسم رائع،‏ شهود يهوه،‏ نعم،‏ لنكن جميعنا هكذا فعلا.‏»‏

      وفي السنة ١٩٣٥ عُقد محفل آخر جدير بالذكر،‏ في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏ وفي اليوم الثاني من ذلك المحفل،‏ الجمعة في ٣١ ايار،‏ ناقش الاخ رذرفورد الجمع الكثير،‏ المشار اليه في الرؤيا ٧:‏​٩-‏١٧‏.‏ ولاكثر من نصف قرن كان تلاميذ الكتاب المقدس قد حاولوا عبثا تحديد هوية هذا الفريق بشكل صحيح.‏ والآن،‏ في وقت يهوه المعيَّن،‏ على ضوء الاحداث الجارية وقتئذ،‏ جرت الاشارة الى ان هؤلاء هم اشخاص لديهم رجاء الحياة الى الابد هنا على الارض.‏ وهذا الفهم اعطى عمل التبشير معنى جديدا وأوضح من الاسفار المقدسة تغييرا رئيسيا كان آنذاك يبتدئ بالحدوث في بنية الهيئة العصرية لشهود يهوه.‏

      والمحفل في سانت لويس،‏ ميسوري،‏ في السنة ١٩٤١،‏ يذكره كثيرون ممَّن حضروا الخطاب الافتتاحي بعنوان «الاستقامة،‏» الذي ركَّز فيه الاخ رذرفورد الانتباه على القضية العظمى التي تواجه كل الخليقة الذكية.‏ ومنذ إلقاء الخطاب «حاكم للناس،‏» في السنة ١٩٢٨،‏ مُنحت القضايا التي اثارها تمرد الشيطان انتباها متكررا.‏ أما الآن فقد جرت الاشارة الى ان «القضية الرئيسية التي اثارها تحدي الشيطان العدائي كانت ولا تزال السيادة الكونية.‏»‏ والتقدير لهذه القضية ولاهمية المحافظة على الاستقامة امام يهوه بصفته المتسلط الكوني كان عاملا محرِّكا قويا في حياة خدام يهوه.‏

      وفي غمرة الحرب العالمية الثانية،‏ في السنة ١٩٤٢،‏ عندما كان البعض يتساءلون عما اذا كان العمل الكرازي ربما على وشك الانتهاء،‏ كان الخطاب العام للمحفل،‏ الذي ألقاه ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ رئيس جمعية برج المراقبة المعيَّن حديثا،‏ بعنوان «السلام —‏ هل يمكن ان يدوم؟‏» والتفسير في تلك المحاضرة ‹للوحش القرمزي› الرمزي لسفر الرؤيا الاصحاح ١٧ كشف لعيون شهود يهوه عن فترة تعقب الحرب العالمية الثانية تكون هنالك فيها فرصة لتوجيه عدد اكبر من الناس ايضا الى ملكوت اللّٰه.‏ فمنح ذلك زخما لحملة عالمية النطاق بلغت على مر السنين اكثر من ٢٣٥ بلدا ولم تنتهِ بعد.‏

      وجرى بلوغ مَعْلَم آخر خلال محفل في يانكي ستاديوم في نيويورك بتاريخ ٢ آب ١٩٥٠.‏ ففي تلك المناسبة كان الحضور المندهش والمسرور جدا اول مَن تسلَّموا ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية.‏ وباقي ترجمة العالم الجديد صدر على دفعات خلال السنوات العشر التالية.‏ وهذه الترجمة باللغة العصرية للاسفار المقدسة ردَّت اسم اللّٰه الشخصي الى مكانه الصحيح في كلمته.‏ وأمانتها لما هو موجود في لغات الكتاب المقدس الاصلية جعلتها رصيدا كبيرا لشهود يهوه في درسهم الشخصي للاسفار المقدسة وكذلك في عملهم التبشيري.‏

      وفي اليوم قبل الاخير من ذلك المحفل،‏ خاطب ف.‏ و.‏ فرانز،‏ نائب رئيس جمعية برج المراقبة آنذاك،‏ الحضور حول «الانظمة الجديدة للاشياء.‏» ولسنوات عديدة كان شهود يهوه قد اعتقدوا انه حتى قبل هرمجدون سيقوم بعض خدام يهوه لما قبل المسيحية من الاموات ليكونوا امراء العالم الجديد،‏ اتماما للمزمور ٤٥:‏١٦‏،‏ ع‌ج.‏ اذًا،‏ يمكنكم ان تتصوروا التأثير في الحضور الكبير عندما سأل الخطيب:‏ «هل يُسعِد هذا المحفل الاممي ان يعرف انه هنا،‏ في هذه الليلة،‏ في وسطنا،‏ يوجد عدد من امراء الارض الجديدة المرتقبين؟‏» فكان هنالك تصفيق هائل وطويل ترافقه صيحات الفرح.‏ ثم اظهر الخطيب ان استعمال الكتاب المقدس للتعبير المترجم «امير» اضافةً الى سجل امانة كثيرين من ‹الخراف الاخر› في الازمنة العصرية يفسح المجال للاعتقاد ان بعض الاحياء الآن يمكن ان يختارهم يسوع المسيح للخدمة الاميرية.‏ لكنه اوضح ايضا انه لن يكون هنالك منح ألقاب لاولئك الذين توكل اليهم مثل هذه الخدمة.‏ واذ اختتم محاضرته،‏ حثَّ قائلا:‏ «فلنتقدم،‏ اذًا،‏ بثبات،‏ جميعنا معا،‏ كمجتمع عالم جديد!‏»‏

      أُلقيت محاضرات عديدة اخرى بالغة الاهمية في محافل شهود يهوه:‏ ففي السنة ١٩٥٣ كان الخطاب «مجتمع العالم الجديد يهاجَم من اقصى الشمال» ايضاحا مثيرا لمغزى هجوم جوج الماجوجي كما هو موصوف في حزقيال الاصحاحين ٣٨ و ٣٩‏.‏ وفي تلك السنة عينها اثارت المحاضرة «ملء البيت مجدا» اولئك الذين سمعوها اذ رأوا امام اعينهم الدليل الملموس على اتمام وعد يهوه،‏ في حجي ٢:‏٧‏،‏ ان يجلب الاشياء الثمينة،‏ المشتهى،‏ من كل الامم الى بيت يهوه.‏

      أما المحفل الابرز للازمنة العصرية فقد عُقد في نيويورك في السنة ١٩٥٨،‏ حين ملأ اكثر من ربع مليون شخص اكبر تسهيلين متوافرين ليسمعوا المحاضرة «ملكوت اللّٰه يسود —‏ هل منتهى العالم قريب؟‏» وقد حضر مندوبون من ١٢٣ بلدا،‏ وتقاريرهم التي قُدِّمت للموجودين في المحفل ساعدت على تقوية ربط الاخوَّة الاممية.‏ وللمساهمة في النمو الروحي للحاضرين ولاستعمالها في تعليم الآخرين،‏ صدرت مطبوعات بـ‍ ٥٤ لغة خلال ذلك المحفل فوق العادة.‏

      وفي السنة ١٩٦٢،‏ صحَّحت سلسلة الخطابات حول المحور «الخضوع للسلاطين الفائقة» الفهم الذي كان للشهود في ما يتعلق ب‍رومية ١٣:‏​١-‏٧ .‏ وفي السنة ١٩٦٤،‏ زاد «الانتقال من الموت الى الحياة» و «من القبور الى قيامة» تقديرهم لرحمة يهوه العظيمة كما ظهرت في تدبير القيامة.‏ والكثير الكثير ايضا من النقاط البارزة لمثل هذه المحافل يمكن الاشارة اليه.‏

      كل سنة هنالك عشرات الآلاف،‏ نعم،‏ مئات الآلاف،‏ من الجدد بين الحضور في المحافل.‏ وعلى الرغم من ان المعلومات المقدَّمة ليست دائما جديدة بالنسبة الى الهيئة ككل،‏ إلا انها غالبا ما تتيح للحاضرين الجدد فهم المشيئة الالهية الذي يثيرهم حقا.‏ فيمكن ان يروا ويندفعوا الى انتهاز فرص الخدمة التي تغيِّر كامل مسلك حياتهم.‏

      وفي محافل عديدة جرى تركيز الانتباه على معنى اسفار معيَّنة للكتاب المقدس.‏ مثلا،‏ في السنة ١٩٥٨ ومرة ثانية في السنة ١٩٧٧،‏ صدرت كتب مجلَّدة خُصِّصت لمناقشة النبوات التي سجَّلها النبي دانيال في ما يتعلق بقصد اللّٰه ان تكون هنالك حكومة عالمية واحدة برئاسة المسيح كملك.‏ وفي السنة ١٩٧١ مُنح سفر حزقيال الانتباه،‏ بتشديده على الاعلان الالهي،‏ «فتعلم الامم اني انا (‏يهوه)‏.‏» (‏حزقيال ٣٦:‏٢٣‏)‏ وفي السنة ١٩٧٢ مُنحت النبوات التي سجَّلها زكريا وحجي الدرس المفصَّل.‏ وفي السنوات ١٩٦٣،‏ ١٩٦٩،‏ و ١٩٨٨،‏ كانت هنالك مناقشات شاملة لنبوات سفر الرؤيا المثيرة،‏ التي تنبئ بشكل حيوي بسقوط بابل العظيمة ومجيء سموات جديدة وأرض جديدة مجيدة للّٰه.‏

      والمحافل ابرزت محاور متنوعة —‏ نمو الثيوقراطية،‏ العبادة الطاهرة،‏ العبَّاد المتحدون،‏ الخدام الشجعان،‏ ثمر الروح،‏ التلمذة،‏ بشارة لجميع الامم،‏ الاسم الالهي،‏ السلطان الالهي،‏ الخدمة المقدسة،‏ الايمان الظافر،‏ ولاء الملكوت،‏ المحافظون على الاستقامة،‏ الثقة بيهوه،‏ التعبد التقوي،‏ حَمَلة النور،‏ وأكثر بكثير.‏ وقد ساهم كل منها في النمو الروحي للهيئة وأولئك المقترنين بها.‏

      حافز الى عمل التبشير

      ان المحافل الكورية الكبيرة،‏ وكذلك المحافل الدائرية الاصغر،‏ هي مصدر تشجيع عظيم في ما يتعلق بالكرازة بالبشارة.‏ فالمحاضرات والتمثيليات تزوِّد الارشاد العملي.‏ والاختبارات التي يجري التمتع بها في خدمة الحقل وكذلك تلك التي يسردها الاشخاص الذين جرت مساعدتهم مؤخرا على تعلُّم حق الكتاب المقدس هي دائما في البرنامج.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ كانت خدمة الحقل الفعلية المدرجة في البرنامج في اثناء المحافل لسنين عديدة نافعة جدا.‏ فقد اعطت شهادة رائعة في مدينة المحفل وكانت مصدر تشجيع عظيم للشهود انفسهم.‏

      وخدمة الحقل صارت جزءا من نشاط المحفل المبرمَج في وينِّيپيڠ،‏ مانيتوبا،‏ كندا،‏ في كانون الثاني ١٩٢٢.‏ وكانت ايضا وجها بارزا خلال المحفل العام الذي عُقد في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في وقت لاحق من تلك السنة.‏ وبعد ذلك صارت ممارسة قانونية ان يخصَّص يوم،‏ او جزء من يوم او اجزاء من عدة ايام،‏ ليشترك المندوبون معا في النشاط الكرازي في مدينة المحفل وحولها.‏ وفي المناطق الواسعة للمدن وضواحيها اعطى ذلك الناس الذين نادرا ما يمكن للشهود الاتصال بهم فرصة لسماع البشارة عن قصد اللّٰه ان يمنح الحياة الابدية لمحبي البر.‏

      وفي الدنمارك رُتِّب اول يوم من ايام الخدمة هذه في محفل في السنة ١٩٢٥،‏ حين اجتمع ٤٠٠ الى ٥٠٠ في نوريڤول.‏ وبالنسبة الى كثيرين من الـ‍ ٢٧٥ الذين اشتركوا في خدمة الحقل في ذلك المحفل كان ذلك المرة الاولى.‏ وكان البعض خائفين.‏ ولكن بعد ان ذاقوها صاروا مبشرين حماسيين في مقاطعاتهم المحلية ايضا.‏ وعقب ذلك المحفل وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية عُقد العديد من محافل الخدمة ليوم واحد في الدنمارك،‏ ودُعي الاخوة من البلدات المجاورة.‏ وكانت الغيرة المتزايدة ظاهرة اذ اشتركوا باتحاد في الخدمة ثم اجتمعوا لسماع الخطابات.‏ وعُقدت محافل خدمة مماثلة —‏ انما لمدة يومين —‏ في بريطانيا والولايات المتحدة.‏

      وفي المحافل الاكبر غالبا ما تعاظم نشاط المندوبين في الحقل.‏ وابتداء من السنة ١٩٣٦ كان الخطاب العام للمحفل يُعلَن بمسيرات منَظَّمة لشهود يلبسون لافتات ويوزعون اوراق الدعوة.‏ (‏أُشير الى هذه اللافتات في بادئ الامر بـ‍ «لافتات الشطائر» لأنها تُلبَس على الصدر والظهر.‏)‏ وأحيانا كان ألف شاهد او اكثر يساهمون في مسيرات كهذه في محفل معيَّن.‏ وكان آخرون يشتركون في الذهاب القانوني من بيت الى بيت،‏ داعين الجميع الى المجيء وسماع البرنامج.‏ وكان من المشجع جدا للشهود الافراد ان يعملوا مع الآخرين ويروا مئات،‏ وحتى آلافا،‏ من الشهود الآخرين يشتركون معهم في الخدمة.‏ وفي الوقت نفسه صارت العامة ضمن منطقة كبيرة تعرف ان شهود يهوه هم في البلدة؛‏ فتسنَّت للناس الفرصة ليسمعوا شخصيا ما يعلِّمه الشهود ويلاحظوا سلوكهم بشكل مباشر.‏

      والخطابات المقدَّمة في المحافل كثيرا ما كان يستمع اليها عدد اكبر بكثير من الحضور المنظورين.‏ فعندما ألقى الاخ رذرفورد في محفل في تورونتو،‏ كندا،‏ في السنة ١٩٢٧،‏ المحاضرة «حرية للشعوب،‏» بُثَّت عبر سلسلة يسجِّلها التاريخ من ٥٣ محطة اذاعية لعدد كبير من المستمعين للراديو على نطاق دولي.‏ وفي السنة التالية،‏ من ديترويت،‏ ميشيڠان (‏الولايات المتحدة الاميركية)‏،‏ أُذيع الخطاب «حاكم لاجل الشعب» عبر ضعف عدد المحطات،‏ وبثَّته اذاعة الموجة القصيرة للمستمعين بعيدا في اوستراليا،‏ نيوزيلندا،‏ وجنوب افريقيا.‏

      وفي السنة ١٩٣١ رفضت شبكات اذاعية كبرى ان تتعاون مع الخطط لاذاعة محاضرة محفل من الاخ رذرفورد؛‏ ولذلك اسَّست جمعية برج المراقبة،‏ بالعمل مع الشركة الاميركية للهاتف والتلڠراف،‏ شبكتها الخاصة من ١٦٣ محطة،‏ بما فيها اوسع شبكة سلكية على الاطلاق على الهواء لاذاعة الرسالة «الملكوت،‏ رجاء العالم.‏» وبالاضافة الى ذلك،‏ اذاع البرنامجَ اكثر من ٣٠٠ محطة اخرى في انحاء عديدة من العالم باستخدام اسطوانات فونوڠرافية.‏

      وخلال المحفل في واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ في السنة ١٩٣٥،‏ تكلم الاخ رذرفورد حول الموضوع «الحكومة،‏» لافتا الانتباه بقوة الى واقع ان ملكوت يهوه برئاسة المسيح سيحل عما قريب محل جميع الحكومات البشرية.‏ وقد استمع الى الخطاب اكثر من ٠٠٠‏,٢٠ في قاعة الاستماع في واشنطن.‏ وأُذيع الخطاب ايضا عبر الراديو وخطوط الهاتف حول الكرة الارضية،‏ بالغا اميركا الوسطى والجنوبية،‏ اوروپا،‏ جنوب افريقيا،‏ جزر الپاسيفيك،‏ وبلدان المشرق.‏ وأولئك الذين سمعوا الخطاب بهذه الطريقة ربما بلغ عددهم الملايين.‏ وقد نقضت صحيفتان رئيسيتان في واشنطن اتفاقيتيهما لنشر المحاضرة.‏ إلا ان الاخوة وزَّعوا سيارات مزوَّدة بمكبِّرات الصوت على ٣ نقاط في المدينة و ٤٠ مكانا آخر حول واشنطن،‏ ومن هذه أُعيدت اذاعة الخطاب الى مستمعين اضافيين قُدِّر عددهم بـ‍ ٠٠٠‏,١٢٠.‏

      ثم في السنة ١٩٣٨،‏ من قاعة ألبرت الملكية،‏ في لندن،‏ انكلترا،‏ جرى بثّ المحاضرة الصريحة «واجهوا الوقائع» لنحو ٥٠ مدينة محفل حول الكرة الارضية،‏ بحضور بلغ مجموعه نحو ٠٠٠‏,٢٠٠.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ سمع هذا الخطاب عدد كبير من المستمعين للراديو.‏

      وهكذا،‏ على الرغم من ان شهود يهوه كانوا قليلين نسبيا في العدد،‏ لعبت محافلهم دورا مهما في المناداة العلنية برسالة الملكوت.‏

      محافل ما بعد الحرب في اوروپا

      بالنسبة الى الذين حضروا،‏ تبرز محافل معيَّنة اكثر من كل المحافل الاخرى.‏ وقد صحَّ ذلك في المحافل في اوروپا مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية.‏

      وأحد هذه المحافل كان في امستردام،‏ النَّذَرلند،‏ في ٥ آب ١٩٤٥ بعد اطلاق الشهود من معسكرات الاعتقال الالمانية بأقل من اربعة اشهر.‏ وكان متوقَّعا مجيء نحو ٥٠٠‏,٢ مندوب؛‏ ٠٠٠‏,٢ من هؤلاء في حاجة الى تسهيلات للمنامة.‏ ولسدّ الحاجة الى اماكن للنوم فرش شهود محليون قشّا على ارض بيوتهم.‏ ومن كل الجهات اتى المندوبون بكل وسيلة ممكنة —‏ بالمركب،‏ في الشاحنات،‏ على الدراجات،‏ والبعض بالركوب المجاني.‏

      في ذلك المحفل ضحكوا وبكوا،‏ رنَّموا،‏ وشكروا يهوه على صلاحه.‏ وكما قال احد الذين حضروا:‏ «كان فرحهم الفرح الذي لا يوصَف لهيئة ثيوقراطية تحرَّرت الآن من اغلالها!‏» فقبل الحرب كان هنالك اقل من ٥٠٠ شاهد في النَّذَرلند.‏ واعتُقل وسُجن ما مجموعه ٤٢٦؛‏ ومن هؤلاء مات ١١٧ كنتيجة مباشرة للاضطهاد.‏ ويا للفرح الذي كان عندما وجد البعض في المحفل احباءهم الذين ظنّوا انهم ماتوا!‏ وذرف الآخرون الدموع اذ كانوا يفتشون عبثا.‏ وفي تلك الامسية اصغى ٠٠٠‏,٤ بانتباه تام الى الخطاب العام الذي اوضح لماذا كان شهود يهوه اهدافا لمثل هذا الاضطهاد الشديد.‏ وعلى الرغم مما عانوه،‏ جرى تنظيمهم للمضي قُدُما بعملهم المعطى من اللّٰه.‏

      وفي السنة التالية،‏ ١٩٤٦،‏ رتَّب الاخوة في المانيا لمحفل في نورَمبورڠ.‏ فمُنحوا حق استخدام تْزِپْلينْڤيس،‏ ساحة العرض السابقة لهتلر.‏ وفي اليوم الثاني من المحفل ألقى أريك فروست،‏ الذي اختبر شخصيا وحشية الڠستاپو وقضى سنوات في احد معسكرات الاعتقال النازية،‏ الخطاب العام «المسيحيون في المحنة.‏» وقد انضمَّ الى الشهود الـ‍ ٠٠٠‏,٦ الحاضرين ٠٠٠‏,٣ من العامة من نورَمبورڠ من اجل المناسبة.‏

      واليوم الاخير من هذا المحفل كان يوما ستصدر فيه الاحكام في محاكمات جرائم الحرب هناك في نورَمبورڠ.‏ فأعلنت السلطات العسكرية حظر التجول في ذلك اليوم،‏ ولكن بعد مفاوضات مطوَّلة وافقوا انه نظرا الى الموقف الذي اتخذه شهود يهوه في وجه المقاومة النازية ليس من الملائم اعاقتهم عن انهاء محفلهم بسلام.‏ وهكذا،‏ في ذلك اليوم الاخير،‏ اجتمع الاخوة لسماع الخطاب المثير «شجعان رغم تآ‌مر العالم.‏»‏

      لقد رأوا يد يهوه في ما كان يحدث.‏ ففي الوقت نفسه الذي فيه كانت تجري معاقبة رجال يمثِّلون نظاما حاول ابادتهم،‏ كان شهود يهوه يجتمعون ليعبدوا يهوه في المكان الذي ادَّى فيه هتلر بعض عروضه الاكثر تباهيا للقوة النازية.‏ قال عريف المحفل:‏ «ان مجرد التمكن من اختبار هذا اليوم،‏ الذي هو مجرد عرض مسبق لانتصار شعب اللّٰه على اعدائهم في معركة هرمجدون،‏ يستأهل تسع سنين في معسكر الاعتقال.‏»‏

      محافل اخرى جديرة بالذكر

      اذ توسَّع نشاط شهود يهوه عُقدت محافل حول الارض.‏ وكانت لجميعها ميزات بارزة بالنسبة الى الذين حضروا.‏

      ففي كيتواي،‏ روديسيا الشمالية (‏الآن زامبيا)‏،‏ في قلب منطقة النحاس،‏ خُطِّط لعقد محفل خلال زيارة رئيس جمعية برج المراقبة في السنة ١٩٥٢.‏ كان الموقع منطقة واسعة في اطراف احد مخيمات التعدين،‏ في مكان يُعرف الآن باسم تشامبولي.‏ فمُهِّد رأس كَثيب نمل مهجور،‏ وبُنيت عليه سقيفة من قش لتخدم كمنبر.‏ وسقائف اخرى من قش للنوم،‏ بطبقتين،‏ امتدت ٢٠٠ ياردة (‏١٨٠ م)‏ من منطقة المقاعد الرئيسية بشكل اشعة.‏ فنام الرجال والفتيان في بعضها؛‏ والنساء والفتيات في الاخرى.‏ وكان بعض المندوبين قد سافروا مدة اسبوعين بالدراجة ليحضروا.‏ وسار آخرون طوال ايام ثم انهوا الرحلة ركوبا في باص بدائي.‏

      خلال فترات الاجتماع كان اولئك الحاضرون في غاية الانتباه،‏ بالرغم من ان الجلوس كان على مقاعد خيزرانية قاسية في العراء.‏ فقد اتوا للاستماع،‏ ولم يريدوا ان تفوتهم كلمة.‏ وترنيم ذلك الحضور البالغ ٠٠٠‏,٢٠ ادمع العيون —‏ لقد كان في منتهى الجمال.‏ لم تكن هنالك مصاحبة بالآلات الموسيقية،‏ ولكنَّ انسجام الاصوات كان رائعا.‏ وكانت الوحدة ظاهرة بين هؤلاء الشهود،‏ ليس في ترنيمهم فحسب،‏ بل في كل طريقة،‏ بالرغم من انهم كانوا من خلفيات وقبائل عديدة.‏

      ويمكنكم ان تتصوَّروا مشاعر شهود يهوه في الپرتغال عندما حصلوا،‏ بعد صراع استمر نحو ٥٠ سنة من اجل حرية العبادة،‏ على الاعتراف الشرعي في ١٨ كانون الاول ١٩٧٤.‏ وفي ذلك الوقت كان عددهم فقط نحو ٠٠٠‏,١٤.‏ وفي غضون ايام قليلة،‏ ملأ ٥٨٦‏,٧ منهم جناحا في مبنى للالعاب الرياضية في پورتو.‏ وفي اليوم التالي احتشد ٢٨٤‏,٣٩ آخرون في ملعب لكرة القدم في لِشبونة.‏ وكان الأخَوان نور وفرانز معهم من اجل تلك المناسبة السعيدة،‏ المناسبة التي لن ينساها كثيرون ابدا.‏

      تنظيم التجمعات الاممية

      لاكثر من نصف قرن،‏ عقد شهود يهوه محافل كبيرة متعددة المدن في آن واحد في بلدان عديدة.‏ وشعورهم بالاخوَّة الاممية عمُقَ في هذه المناسبات اذ تمكنوا جميعا من سماع المحاضرات الاساسية من مدينة رئيسية.‏

      ولكن ليس قبل السنة ١٩٤٦ كان ان ضمَّ محفل اممي كبير في مدينة واحدة مندوبين من انحاء عديدة من الارض.‏ كان ذلك في كليڤلَنْد،‏ اوهايو.‏ ومع ان السفر في عصر ما بعد الحرب كان لا يزال صعبا،‏ بلغ عدد الحضور ٠٠٠‏,٨٠،‏ بمن فيهم ٣٠٢ من المندوبين من ٣٢ بلدا خارج الولايات المتحدة.‏ وقد عُقدت فترات الاجتماع بـ‍ ٢٠ لغة.‏ وأُعطي كثير من الارشاد العملي بهدف توسيع عمل التبشير.‏ وأحد الاجزاء الرئيسية للمحفل كان خطاب الاخ نور عن مسائل اعادة البناء والتوسع.‏ صفَّق الحضور بحماسة لدى سماعهم عن الخطط لتوسيع تسهيلات الطبع والمكاتب لمركز الجمعية الرئيسي،‏ وكذلك تسهيلاتها الاذاعية،‏ لتأسيس مكاتب فروع في بلدان العالم الرئيسية،‏ ولتوسُّع العمل الارسالي.‏ وبعد المحفل مباشرة وُضعت التفاصيل لكي يقوم الأخَوان نور وهنشل برحلة حول العالم لتحقيق ما جرت مناقشته.‏

      وفي السنوات التي تلت عُقِدت محافل مهمة حقا في يانكي ستاديوم في مدينة نيويورك.‏ وفي المحفل الاول منها،‏ من ٣٠ تموز الى ٦ آب ١٩٥٠،‏ حضر مندوبون من ٦٧ بلدا.‏ وشمل البرنامج تقارير مختصرة من خدام الفروع،‏ المرسلين،‏ والمندوبين الآخرين.‏ وقدَّم هؤلاء للمحفل لمحات مثيرة عن العمل التبشيري الكثيف الجاري في جميع البلدان التي اتوا منها.‏ وفي اليوم الاخير ارتفع عدد الحضور الى ٧٠٧‏,١٢٣ في المحاضرة «هل يمكنكم ان تحيوا الى الابد بسعادة على الارض؟‏» وكان محور المحفل «نمو الثيوقراطية.‏» فوُجِّه الانتباه الى الزيادة الكبيرة في الأعداد.‏ ولكن،‏ كما بيَّن العريف ڠرانت سوتر مؤكِّدا،‏ لا يجري ذلك لتمجيد اية عقول متقدة الذكاء داخل الهيئة المنظورة.‏ وبالاحرى،‏ اعلن:‏ «القوة الجديدة للأعداد موقوفة لاكرام يهوه.‏ هكذا يجب ان تكون،‏ ولن نرضى بغير ذلك.‏»‏

      وفي السنة ١٩٥٣ عُقد محفل آخر في يانكي ستاديوم في نيويورك.‏ وهذه المرة بلغت ذروة عدد الحضور ٨٢٩‏,١٦٥.‏ وكما صحَّ في المحفل الاول هناك،‏ كان البرنامج حافلا بمناقشات لنبوات الكتاب المقدس المثيرة،‏ بالمشورة العملية في كيفية انجاز الكرازة بالبشارة،‏ وبتقارير من بلدان عديدة.‏ وعلى الرغم من ان فترات الاجتماع بدأت نحو الساعة ٣٠:‏٩ صباحا،‏ إلا انها لم تكن تُختتم عادةً حتى الساعة ٠٠:‏٩ او ٣٠:‏٩ مساء.‏ وقد زوَّد المحفل ثمانية ايام كاملة من الولائم الروحية المفرحة.‏

      وبالنسبة الى اكبر محافلهم،‏ في نيويورك في السنة ١٩٥٨،‏ كان من الضروري استعمال ليس فقط يانكي ستاديوم بل ايضا پولو غراوندز المجاور وكذلك الاماكن الاخرى خارج الملعبين لاستيعاب حشود المحفل.‏ وفي اليوم الاخير،‏ عندما شُغِل كل مقعد،‏ مُنح اذن خصوصي في استعمال حتى ساحة اللعب في يانكي ستاديوم،‏ وكم كان مشهدا مثيرا اذ تدفق الآلاف الى الساحة،‏ خلعوا احذيتهم،‏ وجلسوا على العشب!‏ وأظهر العدّ ان ٩٢٢‏,٢٥٣ حضروا لسماع الخطاب العام.‏ وجرت رؤية دليل اضافي على بركة يهوه على خدمة خدامه عندما رمز ١٣٦‏,٧ في هذا المحفل الى انتذارهم بمعمودية الماء —‏ اكثر من ضعف عدد الذين اعتمدوا في المناسبة التاريخية ليوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م،‏ كما ورد في الكتاب المقدس!‏ —‏ اعمال ٢:‏٤١‏.‏

      وكامل عمل هذه المحافل اعطى الدليل على ما هو اكثر بكثير من هيئة فعَّالة.‏ فكان اظهارا لروح اللّٰه وهو يعمل بين شعبه.‏ والمحبة الاخوية التي اساسها هو المحبة للّٰه كانت ظاهرة في كل مكان.‏ فلم يكن هنالك منظِّمون بمرتَّبات مرتفعة.‏ وكل دائرة جُهِّزت بمتطوعين غير مأجورين.‏ والاخوة والاخوات المسيحيون،‏ والفرق العائلية في الغالب،‏ اعتنوا بطاولات المرطبات.‏ وأعدّوا ايضا وجبات ساخنة،‏ وفي خيام ضخمة خارج الستاديوم خدموا المندوبين بمعدل سرعة وصل الى ألف في الدقيقة.‏ عشرات الآلاف —‏ وجميعهم مسرورون بالاشتراك في العمل —‏ خدموا كحجاب واهتموا بكل البناء الضروري،‏ الطبخ وتقديم الوجبات،‏ التنظيف،‏ وأكثر بكثير.‏

      والمزيد من المتطوعين خصَّصوا مئات الآلاف من الساعات لسدّ الحاجات السكنية للمندوبين.‏ وفي بعض السنين،‏ للاعتناء على الاقل ببعض المجتمعين،‏ جرى تنظيم مدن من المقطورات والخيام.‏ وفي السنة ١٩٥٣،‏ حصد الشهود ٤٠ اكرا (‏١٦ هكتارا)‏ من الحبوب،‏ مجانا،‏ لمُزارع في نيو جيرزي اجرهم ارضه من اجل مدينة مقطوراتهم.‏ والتسهيلات الصحية،‏ الاضاءة،‏ رشاشات الاستحمام،‏ غرف غسل الملابس،‏ الكافيتيريا،‏ ومخازن البقالة رُكِّبت جميعها للاعتناء بالسكان الذين تجاوز عددهم ٠٠٠‏,٤٥.‏ واذ انتقلوا اليها،‏ برزت مدينة الى الوجود بين عشية وضحاها.‏ وعشرات الآلاف الآخرون جرى انزالهم في فنادق وبيوت خاصة في نيويورك وحولها.‏ لقد كان مشروعا ضخما.‏ وببركة يهوه أُنجز بنجاح.‏

      المحافل في تقدُّم

      ان اعضاء الاخوَّة الاممية هذه مهتمون بشدة بالرفقاء الشهود في البلدان الاخرى.‏ ونتيجة لذلك ينتهزون الفرص لحضور المحافل خارج بلدانهم الخاصة.‏

      عندما انعقد المحفل الاول من سلسلة محافل العبادة الطاهرة في ومبلي ستاديوم في لندن،‏ انكلترا،‏ في السنة ١٩٥١،‏ حضر الشهود من ٤٠ بلدا.‏ وشدَّد البرنامج على الناحية العملية للعبادة الحقة وجعل المرء الخدمة مهنة حياته.‏ ومن انكلترا سافر شهود كثيرون الى القارة الاوروپية حيث كانت ستُعقد تسعة محافل اضافية خلال الشهرين التاليين.‏ وكان اكبرها في فرانكفورت آم مَيْن،‏ المانيا،‏ حيث حضر ٤٣٢‏,٤٧ من ٢٤ بلدا.‏ وجرى الاعراب عن المحبة الحارة للاخوة في ختام البرنامج عندما ابتدأت الفرقة الموسيقية تعزف وهتف الاخوة الالمان في ترنيمة وداعية عفوية مستودعين رفقاءهم الشهود اللّٰه،‏ الرفقاء الذين اتوا من الخارج للانضمام اليهم.‏ فجرى التلويح بالمناديل،‏ واحتشد المئات في ساحة اللعب تعبيرا عن التقدير الشخصي لهذا العيد الثيوقراطي العظيم.‏

      وفي السنة ١٩٥٥ رتَّب مزيد من الشهود لزيارة اخوتهم المسيحيين في الخارج وقت المحفل.‏ وبواسطة سفينتين مستأجرتين (‏تحمل كل منهما ٧٠٠ مسافر)‏ و ٤٢ طائرة مستأجرة ذهب مندوبون من الولايات المتحدة وكندا الى اوروپا.‏ والطبعة الاوروپية من صحيفة النجوم والاشرطة،‏ الصادرة في المانيا،‏ وصفت تدفق الشهود بأنه «على الارجح التحرك الجماعي الاضخم للاميركيين عبر اوروپا منذ غزو الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.‏» وأتى مندوبون آخرون من اميركا الوسطى والجنوبية،‏ آسيا،‏ افريقيا،‏ وأوستراليا.‏ وعلى الرغم من جهود رجال دين العالم المسيحي لمنع الشهود من عقد محفليهم في روما ونورَمبورڠ،‏ جرى عقد هذين المحفلين وستة اخرى في اوروپا خلال الصيف.‏ وتراوح عدد الحضور بين ٣٥١‏,٤ في روما و ٤٢٣‏,١٠٧ في نورَمبورڠ.‏ واجتمع فريق آخر من ٧٢٩‏,١٧ في ڤالتبوني في ما كان يُدعى آنذاك برلين الغربية،‏ التي كان يمكن ان يصل اليها بمجازفة اقل نوعا ما الاخوة من القطاع الشرقي في تلك الحقبة.‏ وكثيرون من هؤلاء كانوا في السجن بسبب ايمانهم او كان اعضاء من عائلاتهم في السجن آنذاك،‏ لكنهم كانوا مع ذلك ثابتين في الايمان.‏ فما كان أنسب محور المحفل —‏ «الملكوت الظافر»!‏

      وعلى الرغم من انه كان هنالك من قبلُ العديد من المحافل الاممية،‏ فان ما جرى في السنة ١٩٦٣ كان الاول من نوعه.‏ فقد كان محفلا حول العالم.‏ واذ ابتدأ في مِلْوُوكي،‏ ويسكونسن،‏ في الولايات المتحدة،‏ انتقل الى نيويورك؛‏ ثم الى اربع مدن رئيسية في اوروپا؛‏ عبر الشرق الاوسط؛‏ وصولا الى الهند،‏ بورما (‏الآن ميانمار)‏،‏ تايلند،‏ هونڠ كونڠ،‏ سنغافورة،‏ الفيليپين،‏ إندونيسيا،‏ اوستراليا،‏ تايوان،‏ اليابان،‏ نيوزيلندا،‏ فيجي،‏ جمهورية كوريا،‏ وهاوايي؛‏ وبعد ذلك رجوعا الى البر الرئيسي لاميركا الشمالية.‏ وفي المجموع،‏ حضر مندوبون من ١٦١ بلدا.‏ وتجاوز مجموع عدد الحضور ٠٠٠‏,٥٨٠.‏ وكان هنالك ٥٨٣ شخصا،‏ من نحو ٢٠ بلدا،‏ انتقلوا مع المحفل،‏ حاضرين في بلد بعد آخر،‏ كل الطريق حول الكرة الارضية.‏ وقد مكنتهم جولات خصوصية من رؤية اماكن ذات اهمية دينية،‏ واشتركوا ايضا مع اخوتهم وأخواتهم المحليين في الخدمة من بيت الى بيت.‏ وهؤلاء المسافرون اهتموا بنفقاتهم الخاصة.‏

      ومندوبو اميركا اللاتينية جرى تمثيلهم جيدا في معظم المحافل الاممية.‏ ولكن في ١٩٦٦-‏١٩٦٧،‏ اتى دورهم لاضافة المحافل.‏ وأولئك الذين حضروا لن ينسوا ابدا المسرحية التي احيت رواية الكتاب المقدس عن ارميا والتي ساعدت كل فرد على تقدير معناها ليومنا.‏a وتقوَّت ربط المحبة المسيحية اذ رأى الزائرون مباشرة الخلفية المتعلقة بالحملة الواسعة لتعليم الكتاب المقدس التي تجري في اميركا اللاتينية.‏ وتأثروا عميقا بالايمان القوي للرفقاء المؤمنين،‏ الذين كان كثيرون منهم قد تغلَّبوا على عقبات تبدو مستعصية —‏ المقاومة العائلية،‏ الفيضانات،‏ خسارة الممتلكات —‏ ليكونوا حاضرين.‏ وتشجعوا كثيرا باختبارات كذاك الذي لاخت فاتحة خصوصية ضعيفة الجسم من اورڠواي أُجريت معها مقابلة وكان معها على المنبر كثيرون من الـ‍ ٨٠ شخصا الذين كانت قد ساعدتهم على التقدُّم الى حد المعمودية المسيحية!‏ (‏في السنة ١٩٩٢ كانت قد ساعدت ١٠٥ اشخاص الى حد المعمودية.‏ وكانت لا تزال ضعيفة الجسم ولا تزال فاتحة خصوصية!‏)‏ وكم هو مبهج للقلب ايضا الالتقاء بمرسلين من صفوف جلعاد الاولى لا يزالون يعملون في تعييناتهم!‏ فكانت تلك المحافل حافزا ممتازا الى العمل الجاري في ذلك الجزء من العالم.‏ وفي العديد من تلك البلدان،‏ هنالك الآن من مسبحي يهوه ١٠،‏ ١٥،‏ او حتى ٢٠ ضعفا اكثر مما كان هنالك آنذاك.‏

      بعد بضع سنين،‏ في ١٩٧٠-‏١٩٧١،‏ صار ممكنا للشهود من الخارج ان يعاشروا اخوتهم في المحافل الاممية المنعقدة في افريقيا.‏ وأكبر تلك المحافل كان في لاغوس،‏ نَيجيريا،‏ حيث كان يجب بناء جميع التسهيلات من البداية.‏ ولحماية المندوبين من الشمس الحارة،‏ بُنيت مدينة من الخيزران —‏ اماكن الجلوس،‏ اماكن النوم،‏ كافيتيريا،‏ وأقسام اخرى.‏ وتطلَّب ذلك ٠٠٠‏,١٠٠ عمود من الخيزران و ٠٠٠‏,٣٦ من حُصُر القصب المحبوكة الكبيرة —‏ وقد اعدَّها جميعها الاخوة والاخوات.‏ وقُدِّم البرنامج بـ‍ ١٧ لغة في آن واحد.‏ وبلغ عدد الحضور ١٢٨‏,١٢١ واعتمد ٧٧٥‏,٣ شاهدا جديدا.‏ وجرى تمثيل فرق قَبَلية متعددة،‏ وكثيرون من اولئك الحاضرين كانوا اشخاصا يحاربون بعضهم بعضا.‏ أما الآن،‏ فما ابهج رؤيتهم متحدين بربط الاخوَّة المسيحية الاصيلة!‏

      وبعد المحفل سافر بعض المندوبين الاجانب بالباص الى ايڠبولَند لرؤية المنطقة الاكثر تضرُّرا بالحرب الاهلية الاخيرة.‏ وقد أُثيرت ضجة كبيرة في بلدة بعد اخرى اذ كان الشهود المحليون يسلِّمون على الزائرين ويعانقونهم.‏ فاندفع الناس الى الشوارع ليراقبوا.‏ ومثل هذا الاعراب عن المحبة والوحدة بين السود والبيض كان شيئا لم يروه من قبل قط.‏

      في بعض البلدان يجعل عدد شهود يهوه غير ممكن لهم ان يجتمعوا كلهم في مكان واحد.‏ ولكن،‏ في بعض الاحيان،‏ كانت عدة محافل كبيرة تُعقد في الوقت نفسه،‏ يتبعها المزيد،‏ اسبوعا بعد اسبوع.‏ وفي السنة ١٩٦٩ عزَّز الوحدة،‏ التي لُمست في المحافل المرتَّبة بهذه الطريقة،‏ واقع ان بعض الخطباء الرئيسيين تنقلوا ذهابا وإيابا بالطائرة بين المحافل،‏ خادمينها بالتالي جميعا.‏ وفي السنتين ١٩٨٣ و ١٩٨٨ لُمست وحدة مماثلة عندما وُصِل معا عدد من المحافل الكبيرة التي تستخدم اللغة نفسها،‏ وحتى امميا،‏ عن طريق الارسال الهاتفي للخطابات الرئيسية التي ألقاها اعضاء في الهيئة الحاكمة.‏ لكنَّ الاساس الحقيقي للوحدة بين شهود يهوه هو واقع انهم يعبدون جميعا يهوه بصفته الاله الحقيقي الوحيد،‏ يتخذون جميعا الكتاب المقدس دليلا لهم،‏ يستفيدون جميعا من برنامج الطعام الروحي نفسه،‏ يتطلعون جميعا الى يسوع المسيح كقائد لهم،‏ يسعون جميعا الى الاعراب عن ثمر روح اللّٰه في حياتهم،‏ يضعون جميعا ثقتهم في ملكوت اللّٰه،‏ ويشتركون جميعا في حمل بشارة هذا الملكوت الى الآخرين.‏

      منظمون من اجل تسبيح اممي ليهوه

      لقد ازداد شهود يهوه عددا حتى انهم تجاوزوا عدد سكان عشرات الامم الفردية.‏ ولكي تنجز محافلهم الخير الاعظم،‏ يلزم كثير من التخطيط الدقيق.‏ إلا ان كل ما يلزم عادةً هو طلبات موزَّعة تتعلق بالمكان الذي سيحضره الشهود من مختلف المناطق من اجل التأكد انه سيكون هنالك مجال كافٍ لكل شخص.‏ وعندما يخطَّط للمحافل الاممية،‏ غالبا ما يصير ضروريا ان تأخذ الهيئة الحاكمة بعين الاعتبار ليس فقط عدد الشهود من البلدان الاخرى الذين يودّون الذهاب ويكونون قادرين على ذلك بل ايضا حجم تسهيلات المحفل المتوافرة،‏ عدد الشهود المحليين الذين سيحضرون،‏ ومجموع المساكن المتوافرة للمندوبين؛‏ وبعدئذ يمكن تخصيص عدد اقصى لكل بلد.‏ وقد صحَّ ذلك في ما يتعلق بمحافل «التعبد التقوي» الثلاثة التي عُقدت في پولندا في السنة ١٩٨٩.‏

      وبالنسبة الى هذه المحافل جرى توقع نحو ٠٠٠‏,٩٠ شاهد ليهوه من پولندا،‏ بالاضافة الى آلاف الاشخاص المهتمين حديثا.‏ ودُعي كثيرون ايضا الى الحضور من بريطانيا،‏ كندا،‏ والولايات المتحدة الاميركية.‏ ورُحِّب بوفود كبيرة من ايطاليا،‏ فرنسا،‏ واليابان.‏ وأتى آخرون من إسكنديناڤيا واليونان.‏ وجرى تمثيل ٣٧ بلدا على الاقل.‏ وفي ما يتعلق بأجزاء معيَّنة من البرنامج كان من الضروري ترجمة الخطابات الپولندية او الانكليزية بـ‍ ١٦ لغة اخرى.‏ وكان مجموع عدد الحضور ٥١٨‏,١٦٦.‏

      كانت فرق كبيرة من الشهود في هذه المحافل قد اتت مما كان آنذاك الاتحاد السوڤياتي ومن تشيكوسلوڤاكيا؛‏ وحضرت ايضا فرق ضخمة نوعا ما من بلدان اوروپا الشرقية الاخرى.‏ ولم يكن ممكنا للفنادق ومهاجع المدارس ان تؤوي الجميع.‏ ففتح الشهود الپولنديون قلوبهم وبيوتهم بحسن ضيافة،‏ مشتركين معهم بسرور في ما يمتلكونه.‏ واحدى الجماعات المؤلَّفة من ١٤٦ زوَّدت المنامة لاكثر من ٢٠٠‏,١ مندوب.‏ وبالنسبة الى بعض الذين حضروا هذه المحافل،‏ كانت المرة الاولى التي يحضرون فيها تجمعا كبيرا يتجاوز الـ‍ ١٥ او الـ‍ ٢٠ من شعب يهوه.‏ ففاضت قلوبهم بالتقدير اذ نظروا الى عشرات الآلاف في المدرّجات،‏ اشتركوا معهم في الصلاة،‏ وضمّوا اصواتهم في ترانيم التسبيح ليهوه.‏ وعندما اختلطوا معا بين الفترات،‏ كانت هنالك معانقات دافئة،‏ بالرغم من ان اختلاف اللغة كثيرا ما حال دون تعبيرهم بالكلام عما كان في قلوبهم.‏

      واذ انتهى المحفل،‏ امتلأت قلوبهم بالشكر ليهوه،‏ الذي جعل كل ذلك ممكنا.‏ وفي وارسو،‏ بعد التعليقات الوداعية من العريف،‏ اندفع الحضور الى تصفيق لم يخفّ طوال عشر دقائق على الاقل.‏ وبعد الترنيمة والصلاة الختاميتين بدأ التصفيق من جديد،‏ وبقي الحضور في اماكنهم لوقت طويل.‏ فقد انتظروا سنين كثيرة هذه المناسبة،‏ ولم يريدوا ان تنتهي.‏

      وفي السنة التالية،‏ ١٩٩٠،‏ بعد مرور اقل من خمسة اشهر على رفع الحظر الذي دام ٤٠ سنة على شهود يهوه في ما كان آنذاك المانيا الشرقية،‏ انعقد محفل اممي مثير آخر،‏ وهذه المرة في برلين.‏ وبين الـ‍ ٥٣٢‏,٤٤ الحاضرين كان هنالك مندوبون من ٦٥ بلدا مختلفا.‏ من بعض البلدان اتى عدد قليل فقط؛‏ ومن پولندا،‏ نحو ٥٠٠‏,٤.‏ لم تستطع الكلمات ان تعبِّر عن المشاعر العميقة لاولئك الذين لم تكن لديهم من قبلُ قط الحرية لحضور محفل كهذا،‏ وعندما اشترك كامل الحضور في ترانيم التسبيح ليهوه،‏ لم يتمكنوا من حبس دموع فرحهم.‏

      وفي وقت لاحق من تلك السنة،‏ عندما عُقد محفل مماثل في سان پاولو،‏ البرازيل،‏ لزم مدرّجان كبيران لاستيعاب الحضور الاممي البالغ ٤٠٦‏,١٣٤.‏ وتبع ذلك محفل في الارجنتين،‏ حيث استُخدم ثانية مدرّجان في آن واحد لاستيعاب الحضور الاممي.‏ واذ بدأت السنة ١٩٩١ كانت تجري محافل اممية اضافية في الفيليپين،‏ تايوان،‏ وتايلند.‏ وكان حضور كبير من امم كثيرة موجودين ايضا في تلك السنة من اجل المحافل في اوروپا الشرقية —‏ في هنڠاريا،‏ تشيكوسلوڤاكيا،‏ وما هو الآن كرواتيا.‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ اعتبره المندوبون من ٢٨ بلدا امتيازا خصوصيا ان يكونوا بين الـ‍ ٢١٤‏,٤٦ في سانت پيترسبرڠ في اول محفل اممي حقيقي لشهود يهوه في روسيا.‏

      فرص للانتعاش الروحي القانوني

      ليست كل المحافل التي يعقدها شهود يهوه تجمعات اممية.‏ لكنَّ الهيئة الحاكمة ترتِّب لمحافل رئيسية مرة كل سنة،‏ ويجري التمتع بالبرنامج نفسه حول العالم بلغات عديدة.‏ وهذه المحافل قد تكون كبيرة تماما،‏ مزوِّدة الفرصة لمعاشرة شهود آخرين من اماكن عديدة،‏ او قد تكون اصغر حجما وتُعقد في مدن عديدة،‏ مسهِّلة على الجدد ان يحضروا وممكِّنة العامة في مئات المدن الاصغر من نيل نظرة جيدة عن كثب الى عيِّنة كبيرة من شهود يهوه.‏

      وبالاضافة الى ذلك،‏ مرة في السنة تجتمع كل دائرة (‏مؤلَّفة ربما من ٢٠ جماعة)‏ من اجل برنامج للمشورة والتشجيع الروحيين لمدة يومين.‏b وكذلك،‏ منذ ايلول ١٩٨٧،‏ يجري الترتيب ليوم محفل خصوصي،‏ برنامج بنّاء ليوم واحد،‏ لكل دائرة مرة في السنة.‏ وحيثما امكن،‏ يجري ارسال عضو من مستخدَمي المركز الرئيسي للجمعية او شخص من مكتب الفرع المحلي للاشتراك في البرنامج.‏ وهذه البرامج يقدِّرها شهود يهوه كثيرا.‏ وفي مناطق عديدة لا تكون مواقع المحافل بعيدة او صعبة البلوغ.‏ لكنَّ ذلك ليس دائما الحالة.‏ يتذكَّر ناظر جائل زوجين مسنّين سارا ٤٧ ميلا (‏٧٦ كلم)‏ مع حقائب ودُثُر لحضور محفل دائري في زمبابوي.‏

      وخدمة الحقل خلال المحفل لم تعد وجها في كل هذه المحافل،‏ لكنَّ ذلك ليس لأن الشهود يعتبرونها اقل اهمية على الاطلاق.‏ ففي معظم الحالات،‏ يزور الشهود المحليون الآن الناس الذين يسكنون قرب مواقع المحافل قانونيا —‏ وفي بعض الحالات،‏ كل عدة اسابيع.‏ ومندوبو المحافل يبقون متيقظين لفرص الشهادة غير الرسمية،‏ وسلوكهم المسيحي يعطي شهادة قوية بطريقة اخرى.‏

      الدليل على الاخوَّة الحقيقية

      والاخوَّة التي يجري الاعراب عنها بين الشهود في محافلهم سرعان ما تتَّضح للمراقبين.‏ فيمكنهم ان يروا انه لا توجد اية محاباة بينهم وأن المودة الاصيلة ظاهرة حتى بين اولئك الذين قد يلتقون للمرة الاولى.‏ ففي وقت انعقاد محفل المشيئة الالهية الاممي في نيويورك في السنة ١٩٥٨،‏ ذكرت انباء امستردام النيويوركية:‏ «في كل مكان كان الزنوج،‏ البيض والشرقيون،‏ من كل المستويات في الحياة وكل انحاء العالم،‏ يمتزجون بفرح وحرية.‏ .‏ .‏ .‏ والشهود العابدون من ١٢٠ بلدا عاشوا وعبدوا معا بسلام،‏ مظهرين للاميركيين كيف يمكن فعل ذلك بسهولة.‏ .‏ .‏ .‏ والمحفل مثال ساطع يظهر كيف يمكن للناس ان يعملوا ويحيوا معا.‏»‏

      ومنذ عهد اقرب،‏ عندما عقد شهود يهوه محافل متزامنة في دوربان وفي جوهانسبورڠ،‏ جنوب افريقيا،‏ في السنة ١٩٨٥،‏ شمل المندوبون جميع الفرق العرقية واللغوية الرئيسية في جنوب افريقيا،‏ فضلا عن ممثلين من ٢٣ بلدا آخر.‏ وسرعان ما اتَّضحت الرفقة الدافئة بين الـ‍ ٨٣٠‏,٧٧ الحاضرين.‏ «هذا جميل،‏» قالت شابة هندية.‏ «ان رؤية الملوَّنين،‏ الهنود،‏ البيض،‏ والسود يختلطون جميعهم معا غيَّرت كامل نظرتي الى الحياة.‏»‏

      وهذا الشعور بالاخوَّة يتجاوز الابتسامات،‏ المصافحات،‏ ودعوة احدهم الآخر «اخا» و «اختا.‏» مثلا،‏ عندما صُنعت الترتيبات لمحفل «البشارة الابدية» حول العالم في السنة ١٩٦٣،‏ أُعلم شهود يهوه بأنهم اذا ارادوا ان يساعدوا الآخرين ماليا على حضور احد المحافل،‏ يسعد الجمعية ان تتأكد ان الاموال تفيد الاخوة في كل انحاء الارض.‏ لم يكن هنالك استجداء،‏ ولم يؤخَذ شيء للنفقات الادارية.‏ والاموال ذهبت كلها للقصد المذكور.‏ وبهذه الطريقة جرت مساعدة ١٧٩‏,٨ على حضور المحفل.‏ ومُنحت المساعدة لمندوبين من كل بلد في اميركا الوسطى والجنوبية،‏ كما مُنحت لآلاف من افريقيا وكثيرين في الشرق الاوسط والشرق الاقصى.‏ ونسبة كبيرة من الذين جرت مساعدتهم كانوا اخوة وأخوات خصَّصوا سنين عديدة للخدمة كامل الوقت.‏

      ونحو نهاية السنة ١٩٧٨ خُطِّط لعقد محفل في أوكلَنْد،‏ نيوزيلندا.‏ فعلم الشهود في جزر كوك بذلك وكانوا تواقين الى الحضور.‏ لكنَّ الحالة الاقتصادية في الجزر كانت رديئة بحيث ان القيام بالرحلة سيكلِّف كل فرد ثروة صغيرة.‏ غير ان اخوة وأخوات روحيين محبين في نيوزيلندا تبرعوا بأجرة السفر ذهابا وإيابا لنحو ٦٠ من سكان الجزر هؤلاء.‏ وكم كانوا سعداء بأن يحضروا ليشتركوا في الوليمة الروحية مع اخوتهم من موريشيوس،‏ سامْوا،‏ نييووي،‏ والقوقاز!‏

      ونموذج الروح الموجودة بين شهود يهوه هو ما جرى عند اختتام محفل «العدل الالهي» الكوري في مونتريال،‏ كندا،‏ في السنة ١٩٨٨.‏ فطوال اربعة ايام تمتع المندوبون الاسپان،‏ الانكليز،‏ الايطاليون،‏ الپرتغاليون،‏ العرب،‏ الفرنسيون،‏ اليونان بالبرنامج نفسه وانما بلغاتهم.‏ ولكن،‏ عند نهاية الفترة الاخيرة انضم جميع الـ‍ ٠٠٠‏,٤٥ معا في الملعب الاولمپي في عرض مثير للاخوَّة ووحدة القصد.‏ فرنَّموا معا،‏ كل فريق بلغته الخاصة،‏ «قوموا نرنِّم:‏ ‹ساد يهوه ربّ العلاء؛‏ غنِّي يا ارض يا سماء.‏›»‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a سبعون ايضا من مثل هذه المسرحيات قُدِّمت في المحافل خلال السنوات الـ‍ ٢٥ التالية.‏

      b من السنة ١٩٤٧ الى السنة ١٩٨٧ كانت هذه تُعقد مرتين كل سنة.‏ وحتى السنة ١٩٧٢ كانت هذه محافل لثلاثة ايام؛‏ ثم جرى تأسيس برنامج لمدة يومين.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٥٥]‏

      ‏«تأثَّرتُ كثيرا بروح المحبة واللطف الاخوي»‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٥٦]‏

      قطارات المحافل —‏ في كل مكان!‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٧٤]‏

      منظِّمو محافل بلا مرتَّبات مرتفعة،‏ وانما متطوعون غير مأجورين

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٧٩]‏

      الوحدة بين السود والبيض

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٦٠]‏

      سبعة قرارات مهمة للمحافل

      في السنة ١٩٢٢،‏ طلب القرار بعنوان ‏«تحدٍّ لقادة العالم»‏ منهم ان يبرهنوا ان البشر لديهم الحكمة ليحكموا هذه الارض وإلا فليعترفوا بأن السلام،‏ الحياة،‏ الحرية،‏ والسعادة الابدية يمكن ان تأتي فقط من يهوه بواسطة يسوع المسيح.‏

      في السنة ١٩٢٣،‏ كان هنالك ‏«تحذير لكل المسيحيين»‏ بشأن الضرورة الملحة للهرب من الهيئات التي تدَّعي بخداع تمثيل اللّٰه والمسيح.‏

      في السنة ١٩٢٤،‏ ‏«الاكليريكيون متَّهَمون»‏ شهَّر العقائد والممارسات غير المؤسسة على الاسفار المقدسة لرجال دين العالم المسيحي.‏

      في السنة ١٩٢٥،‏ ‏«رسالة رجاء»‏ اظهر لماذا فشل اولئك الذين يدَّعون انهم انوار العالم المرشدة في سدّ حاجات الانسان العظمى وكيف ان ملكوت اللّٰه وحده يمكن ان يفعل ذلك.‏

      في السنة ١٩٢٦،‏ ‏«شهادة لحكام العالم»‏ اعلمهم بأن يهوه هو الاله الحقيقي الوحيد وأن يسوع المسيح يحكم الآن بصفته ملك الارض الشرعي.‏ وحثَّ الحكام على استعمال نفوذهم لتحويل اذهان الناس الى الاله الحقيقي كي لا تحل بهم الكارثة.‏

      في السنة ١٩٢٧،‏ ‏«قرار لشعوب العالم المسيحي»‏ شهَّر الاتحاد المالي-‏السياسي-‏الديني الذي يظلم الجنس البشري.‏ وحثَّ الناس على هجر العالم المسيحي ووضع ثقتهم في يهوه وملكوته بين يدي المسيح.‏

      في السنة ١٩٢٨،‏ ‏«اعلان ضد الشيطان ومع يهوه»‏ اوضح ان ملك يهوه الممسوح،‏ يسوع المسيح،‏ سيقيِّد عما قريب الشيطان ويدمِّر هيئته الشريرة،‏ وحثَّ جميع الذين يحبّون البر على اتخاذ موقفهم الى جانب يهوه.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢٧٢ و ٢٧٣]‏

      اوجه بارزة لبعض المحافل الكبيرة

      وصل مئات المندوبين المتحمسين بالسفينة،‏ الآلاف بالطائرة،‏ عشرات الآلاف بالسيارة والباص

      لزم تنظيم جيد وأعداد وافرة من العمال الطوعيين لايجاد وتعيين تسهيلات سكن كافية

      خلال هذه المحافل لثمانية ايام،‏ قُدِّمت وجبات ساخنة —‏ عشرات الآلاف منها —‏ قانونيا للمندوبين

      في السنة ١٩٥٣ استوعبت مدينة المقطورات والخيام اكثر من ٠٠٠‏,٤٥ مندوب

      في نيويورك،‏ في السنة ١٩٥٨،‏ اعتمد ١٣٦‏,٧ —‏ اكثر من اية مناسبة واحدة منذ يوم الخمسين سنة ٣٣ ب‌م

      عُرضت لافتات الترحيب من بلدان عديدة،‏ وعُقدت الفترات بـ‍ ٢١ لغة،‏ في نيويورك في السنة ١٩٥٣

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٥٦]‏

      مندوبون الى محفل جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم في وينِّيپيڠ،‏ مانيتوبا،‏ كندا،‏ في السنة ١٩١٧

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٥٨]‏

      ج.‏ ف.‏ رذرفورد يلقي خطابا في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩١٩.‏ وقد حثَّ الجميع على الاشتراك بغيرة في اعلان ملكوت اللّٰه،‏ باستعمال «العصر الذهبي»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٥٩]‏

      المحفل في سيدر پوينت في السنة ١٩٢٢.‏ لقد انطلق النداء:‏ «أَعلنوا الملك والملكوت»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦١]‏

      جورج ڠانڠَس كان في سيدر پوينت في السنة ١٩٢٢.‏ ولنحو ٧٠ سنة منذ ذلك الحين ينادي بغيرة بملكوت اللّٰه

      ‏[الصورة في الصفحتين ٢٦٢ و ٢٦٣]‏

      المندوبون الى محفل السنة ١٩٣١ في كولومبوس،‏ اوهايو،‏ الذين اعتنقوا بحماسة الاسم شهود يهوه

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦٥]‏

      ‏«ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية» يعلن عن اصدارها ن.‏ ه‍.‏ نور في السنة ١٩٥٠

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦٥]‏

      المحاضرات التي ألقاها ف.‏ و.‏ فرانز عن اتمام نبوة الكتاب المقدس كانت من الامور البارزة في المحفل (‏نيويورك،‏ ١٩٥٨)‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٦٤]‏

      لسنين عديدة كانت خدمة الحقل جزءا بارزا من كل محفل.‏

      لوس انجلوس،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ ١٩٣٩ (‏في الاسفل)‏؛‏ ستوكهولم،‏ السويد،‏ ١٩٦٣ (‏الصورة الصغيرة)‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٦٦]‏

      عندما ألقى ج.‏ ف.‏ رذرفورد خطابا من واشنطن،‏ دي.‏ سي.‏،‏ في السنة ١٩٣٥،‏ بُثَّت الرسالة عبر الراديو وخطوط الهاتف لست قارات

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٦٨]‏

      في نورَمبورڠ،‏ المانيا،‏ في السنة ١٩٤٦،‏ ألقى أريك فروست المحاضرة الحماسية «المسيحيون في المحنة»‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٦٩]‏

      محفل في الهواء الطلق في كيتواي،‏ روديسيا الشمالية،‏ خلال زيارة ن.‏ ه‍.‏ نور في السنة ١٩٥٢

      ‏[الصورتان في الصفحتين ٢٧٠ و ٢٧١]‏

      في السنة ١٩٥٨ سمع الحضور البالغ ٩٢٢‏,٢٥٣،‏ الذي ضاق عن استيعابه ملعبان كبيران في نيويورك،‏ الرسالة «ملكوت اللّٰه يسود —‏ هل منتهى العالم قريب؟‏»‏

      پولو ڠراوندز

      يانكي ستاديوم

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٧٥]‏

      ڠرانت سوتر،‏ عريف المحفل في يانكي ستاديوم في السنة ١٩٥٠

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٧٥]‏

      جون ڠرُو (‏جالس)‏ يناقش تنظيم المحفل مع جورج كاوتش في السنة ١٩٥٨

      ‏[الصور في الصفحة ٢٧٧]‏

      في السنة ١٩٦٣ عُقد محفل حول العالم،‏ بمندوبين من نحو ٢٠ بلدا يسافرون معه حول الكرة الارضية

      كيوتو،‏ اليابان (‏ادنى اليسار)‏،‏ كانت احدى مدن المحفل الـ‍ ٢٧.‏ مندوبون في جمهورية كوريا يتعارفون (‏الوسط)‏.‏ تحية ماوورية في نيوزيلندا (‏ادنى اليمين)‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٧٨]‏

      محفل عُقد بـ‍ ١٧ لغة في آن واحد،‏ في مدينة من الخيزران بُنيت للمناسبة (‏لاغوس،‏ نَيجيريا،‏ ١٩٧٠)‏

      ‏[الصور في الصفحة ٢٨١]‏

      ثلاثة محافل كبيرة عُقدت في پولندا في السنة ١٩٨٩،‏ بحضور مندوبين من ٣٧ بلدا

      ث.‏ جاراكز (‏الى اليمين)‏ خاطب المندوبين في پوزنان

      الآلاف اعتمدوا في كوجُوف

      الحضور صفقوا طويلا جدا في وارسو

      مندوبون مما كان آنذاك الاتحاد السوڤياتي (‏الاسفل)‏

      اجزاء من المحفل في كوجُوف تُرجمت بـ‍ ١٥ لغة

  • ‏‹طلب الملكوت اولا›‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٨

      ‏‹طلب الملكوت اولا›‏

      ان المحور الرئيسي للكتاب المقدس هو تقديس اسم يهوه بواسطة الملكوت.‏ وقد علَّم يسوع المسيح أتباعه ان يطلبوا الملكوت اولا،‏ واضعينه قبل الاهتمامات الاخرى في الحياة.‏ ولماذا؟‏

      اوضحت برج المراقبة تكرارا ان يهوه،‏ بسبب واقع كونه الخالق،‏ هو المتسلط الكوني.‏ وهو يستحق ان ينال الاعتبار الارفع من قبل خلائقه.‏ (‏رؤيا ٤:‏١١‏)‏ ولكن،‏ في وقت باكر جدا من التاريخ البشري،‏ جعل ابن روحي للّٰه نفسَه الشيطان ابليس اذ تحدى سلطان يهوه بتمرد.‏ (‏تكوين ٣:‏​١-‏٥‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ نسب الشيطان دوافع انانية الى جميع الذين يخدمون يهوه.‏ (‏ايوب ١:‏​٩-‏١١؛‏ ٢:‏​٤،‏ ٥؛‏ رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ وهكذا عَكِر سلام الكون.‏

      اوضحت مطبوعات برج المراقبة طوال عقود ان يهوه صنع تدبيرا لبتّ هذه القضايا بطريقة تمجد ليس فقط قدرته الكلية بل ايضا عظمة حكمته،‏ عدله،‏ ومحبته.‏ والجزء الرئيسي من هذا التدبير هو ملكوت اللّٰه المسيَّاني.‏ فبواسطة هذا الملكوت يُمنَح الجنس البشري فرصة كافية لتعلُّم سبل البر.‏ وبواسطته سيُهلَك الاشرار،‏ يبرَّأ سلطان يهوه،‏ ويُنجَز قصده ان يجعل الارض فردوسا يسكنه اناس يحبون اللّٰه حقا وبعضهم بعضا ويبارَكون بكمال الحياة.‏

      وبسبب اهميته نصح يسوع أتباعه:‏ ‹داوموا اذًا على طلب الملكوت اولا.‏› (‏متى ٦:‏​١٠،‏ ٣٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وشهود يهوه في الازمنة العصرية اعطوا الدليل الوافر على اجتهادهم في الاصغاء الى هذه المشورة.‏

      التخلي عن كل شيء لاجل الملكوت

      في تاريخ باكر،‏ تأمل تلاميذ الكتاب المقدس في ما يعنيه طلب الملكوت اولا.‏ فناقشوا مثل يسوع الذي شبَّه فيه الملكوت بلؤلؤة كثيرة الثمن حتى ان انسانا «باع كل ما كان له واشتراها.‏» (‏متى ١٣:‏​٤٥،‏ ٤٦‏)‏ وتأملوا في مغزى مشورة يسوع لرئيس شاب غني ان يبيع كل شيء،‏ يعطي الفقراء،‏ ويتبعه.‏ (‏مرقس ١٠:‏​١٧-‏٣٠‏)‏a وأدركوا انهم اذا ارادوا ان يبرهنوا عن اهليتهم للاشتراك في ملكوت اللّٰه يجب ان يجعلوا الملكوت اهتمامهم الاول،‏ مستخدمين بسرور حياتهم،‏ قدراتهم،‏ مواردهم،‏ في خدمته.‏ وكل شيء آخر في الحياة يجب ان ينال المرتبة الثانية.‏

      عمل تشارلز تاز رصل شخصيا بموجب هذه المشورة.‏ فباع مؤسسته التجارية المزدهرة للألبسة الرجالية،‏ قلَّل تدريجيا من المصالح التجارية الاخرى،‏ ثم استخدم كل ممتلكاته الارضية لمساعدة الناس بطريقة روحية.‏ (‏قارنوا متى ٦:‏​١٩-‏٢١‏.‏)‏ ولم يكن ذلك شيئا فعله لمجرد سنين قليلة.‏ فحتى موته استخدم كل موارده —‏ مقدرته العقلية،‏ صحته الجسدية،‏ ممتلكاته المادية —‏ لتعليم الآخرين الرسالة العظيمة لملكوت المسيَّا.‏ وفي جنازة رصل قال احد العشراء،‏ جوزيف ف.‏ رذرفورد:‏ «كان تشارلز تاز رصل وليا للّٰه،‏ وليا للمسيح يسوع،‏ وليا لقضية ملكوت المسيَّا.‏»‏

      في نيسان ١٨٨١ (‏حين كان عدة مئات من الاشخاص فقط يحضرون اجتماعات تلاميذ الكتاب المقدس)‏،‏ نشرت برج المراقبة مقالة بعنوان «مطلوب ٠٠٠‏,١ كارز.‏» وشمل ذلك دعوة للرجال والنساء الذين لم تكن لديهم عائلات تعتمد عليهم الى الشروع في العمل كمبشرين جائلين لتوزيع المطبوعات.‏ واذ استعملت لغة مثَل يسوع في متى ٢٠:‏​١-‏١٦‏،‏ سألت برج المراقبة:‏ «مَن يملك رغبة متقدة في الذهاب والعمل في الكرم،‏ ويصلّي ليفتح الرب الطريق»؟‏ وأولئك الذين كان بامكانهم ان يعطوا على الاقل نصف وقتهم كليا لعمل الرب جرى تشجيعهم على تقديم طلب.‏ ولمساعدتهم في نفقات السفر،‏ الطعام،‏ اللباس،‏ والمأوى،‏ زوَّدت جمعية برج مراقبة زيون للكراريس موزعي المطبوعات الجائلين الاولين بمطبوعات الكتاب المقدس للتوزيع،‏ ذكرت التبرع الزهيد الذي يمكن طلبه لقاء المطبوعات،‏ ودعت موزعي المطبوعات الجائلين الى الاحتفاظ بجزء من المال المتسلَّم بهذه الطريقة.‏ فمَن تجاوبوا مع هذه الترتيبات وشرعوا في الخدمة كموزعين جائلين للمطبوعات؟‏

      بحلول السنة ١٨٨٥ كان هنالك نحو ٣٠٠ موزع جائل للمطبوعات مقترن بالجمعية.‏ وفي السنة ١٩١٤ تجاوز العدد اخيرا الـ‍ ٠٠٠‏,١.‏ لم يكن ذلك عملا سهلا.‏ فبعد ان زار البيوت في اربع بلدات صغيرة ووجد ثلاثة او اربعة اشخاص فقط مهتمين الى حد ما،‏ كتب احد موزعي المطبوعات الجائلين:‏ «لا بد لي ان اقول انني شعرت بالوحدة نوعا ما وأنا اسافر مسافة بعيدة جدا،‏ اقابل اشخاصا كثيرين جدا،‏ وأجد اهتماما قليلا جدا معبَّرا عنه بقصد اللّٰه والكنيسة.‏ فساعدوني بصلواتكم حتى اتمكن من تقديم الحق بلياقة وبدون خوف ولا اكلّ في عمل الخير.‏»‏

      قدَّموا انفسهم طوعا

      كان موزعو المطبوعات الجائلون روَّادا حقيقيين.‏ فقد اخترقوا زوايا الارض المتعذر بلوغها الى حد بعيد في وقت كانت فيه وسائل النقل بدائية جدا والطرقات،‏ على العموم،‏ مجرد مسالك عربات.‏ وكانت الاخت ارلي،‏ في نيوزيلندا،‏ واحدة من الذين فعلوا ذلك.‏ واذ باشرت العمل قبل الحرب العالمية الاولى بكثير،‏ خصَّصت ٣٤ سنة لمثل هذه الخدمة كامل الوقت قبل موتها في السنة ١٩٤٣.‏ وقد غطَّت جزءا كبيرا من البلد على دراجة.‏ وحتى عندما اصبحت معاقة بسبب التهاب المفاصل ولا تستطيع الركوب،‏ كانت تستعمل الدراجة للاستناد اليها وحمل كتبها في كل انحاء المقاطعة التجارية لكنيسة المسيح.‏ وكان باستطاعتها ارتقاء السلالم،‏ ولكن كان يجب ان تنزلها بطريقة عكسية بسبب اعاقتها.‏ إلا انها،‏ طالما امتلكت شيئا من القوة،‏ كانت تستعمله في خدمة يهوه.‏

      وهؤلاء الناس لم يتبنَّوا هذا العمل بسبب شعورهم بالثقة بأنفسهم.‏ فكان البعض خجولين جدا بطبيعتهم،‏ لكنهم كانوا يحبون يهوه.‏ وقبل الشهادة في المقاطعة التجارية كانت اخت من هذا النوع تطلب من كلٍّ من تلاميذ الكتاب المقدس في منطقتها ان يصلّي لاجلها.‏ وعلى مر الوقت،‏ اذ اكتسبت خبرة،‏ صارت حماسية جدا في العمل.‏

      عندما تحدثت ماليندا كيفر الى الاخ رصل في السنة ١٩٠٧ عن رغبتها في الانخراط في الخدمة كامل الوقت،‏ قالت انها تشعر بالحاجة الى نيل مزيد من المعرفة اولا.‏ وفي الواقع،‏ كان في السنة السابقة انها اطَّلعت للمرة الاولى على مطبوعات تلاميذ الكتاب المقدس.‏ فكان جواب الاخ رصل:‏ «اذا اردتِ الانتظار حتى تعرفي كل شيء فلن تبتدئي ابدا،‏ لكنك ستتعلَّمين وأنت تقومين بذلك.‏» وبدون تردد،‏ سرعان ما ابتدأت في اوهايو،‏ في الولايات المتحدة.‏ وكثيرا ما كانت تتذكَّر المزمور ١١٠:‏٣‏،‏ الذي يقول:‏ «شعبك (‏يقدِّمون انفسهم طوعا)‏.‏» وطوال الـ‍ ٧٦ سنة التالية،‏ داومت على ذلك.‏b وقد بدأت الخدمة كامل الوقت عازبة.‏ ولمدة ١٥ سنة تمتعت بالخدمة وهي متزوجة.‏ ولكن بعد ان مات زوجها استمرت في المضي قُدُما بمساعدة يهوه.‏ واذ تطلعت الى الوراء عبر السنين قالت:‏ «كم انا شاكرة على انني قدَّمت نفسي طوعا كفاتحة عندما كنت شابة ووضعت دائما مصالح الملكوت اولا!‏»‏

      عندما كانت المحافل العامة تُعقَد في الايام الباكرة،‏ غالبا ما كانت تُصنَع الترتيبات لجلسات خصوصية مع موزعي المطبوعات الجائلين.‏ فأُجيبَ عن الاسئلة،‏ زُوِّد التدريب للجدد،‏ ومُنِح التشجيع.‏

      ومن السنة ١٩١٩ فصاعدا كان هنالك عدد اكبر من خدام يهوه يقدِّرون ملكوت اللّٰه على نحو رفيع حتى انهم هم ايضا بنوا حياتهم حقا حوله.‏ واستطاع بعضهم ان يضعوا جانبا المساعي الدنيوية ويقفوا انفسهم كاملا للخدمة.‏

      الاعتناء بالحاجات المادية

      وكيف كانوا يعتنون بحاجاتهم المادية؟‏ تذكَّرت آنا پيترسن (‏لاحقا رومر)‏،‏ مبشرة كامل الوقت في الدنمارك:‏ «نلنا المساعدة للنفقات اليومية من توزيع المطبوعات،‏ وحاجاتنا لم تكن كثيرة.‏ واذا كانت هنالك نفقات اكبر،‏ كانت هذه تغطَّى دائما بطريقة او بأخرى.‏ فكانت الاخوات يهبننا بعض الملابس،‏ الفساتين او الاردية،‏ وكان بامكاننا استعمالها وارتداؤها حالا،‏ ولذلك كنا حسنات اللباس.‏ وفي بعض الاشتية كنت اتخذ عملا مكتبيا لشهر او اثنين.‏ .‏ .‏ .‏ وبالشراء في موسم التنزيلات كان بامكاني ان اشتري ما يلزمني من الملابس لسنة كاملة.‏ سارت الامور حسنا.‏ ولم نكن قط في حاجة.‏» لم تكن الامور المادية اهتمامهم الرئيسي.‏ ومحبتهم ليهوه وطرقه كانت فيهم كنار محرقة،‏ وكان لا بد لهم ان يعبِّروا عنها.‏

      وبالنسبة الى المأوى كان بامكانهم ان يستأجروا غرفة متواضعة فيما كانوا يزورون الناس في المنطقة.‏ وكان بعضهم يستعملون مقطورة —‏ كل شيء فيها بسيط،‏ مجرد مكان للنوم والاكل.‏ وكان آخرون ينامون في خيام وهم ينتقلون من مكان الى آخر.‏ وفي بعض الاماكن رتب الاخوة لـ‍ «مخيمات فاتحين.‏» والشهود في المنطقة كان يمكن ان يزوِّدوا بيتا،‏ ويعيَّن شخص للاشراف عليه.‏ والفاتحون الذين يخدمون في تلك المنطقة كان بامكانهم استعمال التسهيلات،‏ وكانوا يشتركون في النفقات المشمولة.‏

      لم يسمح الفعلة كامل الوقت هؤلاء للنقص في المال بأن يمنع الناس المشبهين بالخراف من الحصول على مطبوعات الكتاب المقدس.‏ فغالبا ما كان الفاتحون يقايضون بنتاج كالبطاطا،‏ الزبدة،‏ البيض،‏ الفاكهة الطازجة والمعلَّبة،‏ الدجاج،‏ الصابون،‏ وأيّ شيء آخر تقريبا.‏ وهم لم يكونوا ليستغنوا؛‏ وانما كان ذلك وسيلة لمساعدة الناس المخلصين على نيل رسالة الملكوت،‏ حاصلين في الوقت نفسه على ضرورات الحياة المادية مما يمكِّن الفاتحين من مواصلة خدمتهم.‏ وكانوا يثقون بوعد يسوع انهم اذا ‹داوموا على طلب الملكوت وبر اللّٰه اولا،‏› فحينئذ يزوَّد الطعام والكساء الضروريان.‏ —‏ متى ٦:‏٣٣‏،‏ ع‌ج.‏

      الطوعية للخدمة حيثما كانت هنالك حاجة

      ان الرغبة المتقدة في القيام بالعمل الذي عيَّنه يسوع لتلاميذه قادت الفعلة كامل الوقت الى مقاطعات جديدة،‏ وحتى الى بلدان جديدة.‏ فعندما دُعي فرانك رايس الى مغادرة اوستراليا لافتتاح الكرازة بالبشارة في جاوا (‏الآن جزء من إندونيسيا)‏ في السنة ١٩٣١،‏ كانت له وراءه عشر سنين من الخبرة في الخدمة كامل الوقت.‏ أما الآن فكانت هنالك عادات جديدة وكذلك لغات جديدة لتعلُّمها.‏ كان بامكانه استعمال الانكليزية للشهادة للبعض في المتاجر والمكاتب،‏ ولكنه اراد ان يشهد للآخرين ايضا.‏ فدرس باجتهاد،‏ وفي غضون ثلاثة اشهر كان يعرف ما يكفي من الهولندية للابتداء بالذهاب من بيت الى بيت.‏ ثم درس المالَيالَمية.‏

      كان عمر فرانك ٢٦ سنة فقط عندما ذهب الى جاوا،‏ ومعظم السنوات الست التي قضاها هناك وفي سومطرة كان يعمل وحده.‏ (‏نحو نهاية السنة ١٩٣١،‏ اتى كْلِم دَيْشان وبيل هانتر من اوستراليا لمساعدته في العمل.‏ وكفريق،‏ قاما بجولة كرازية داخل البلد فيما عمل فرانك في عاصمة جاوا وحولها.‏ وفي ما بعد تسلَّم كْلِم وبيل ايضا تعيينات اخذتهما الى مناطق منفصلة.‏)‏ ولم تكن هنالك اية اجتماعات جماعية يمكن لفرانك ان يحضرها.‏ فكان يشعر احيانا بالوحدة،‏ واكثر من مرة قاوم افكار الاستسلام والعودة الى اوستراليا.‏ لكنه استمر في المضي قُدُما.‏ كيف؟‏ ان الطعام الروحي الذي تحتويه برج المراقبة ساعد على تقويته.‏ وفي السنة ١٩٣٧ انتقل الى تعيين في الهند الصينية،‏ حيث نجا بحياته بصعوبة خلال الاضطرابات العنيفة التي عقبت الحرب العالمية الثانية.‏ وهذه الروح الطوعية للخدمة كانت لا تزال حية في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠ عندما كتب ليعبِّر عن فرحه بواقع ان عائلته بكاملها تخدم يهوه وليقول انه وزوجته يستعدان من جديد للانتقال الى مكان في اوستراليا حيث توجد حاجة اعظم.‏

      ‏‹التوكل على يهوه بكل قلبهم›‏

      قرَّر كلود ڠودمان ان ‹يتوكل على يهوه بكل قلبه ولا يعتمد على فهمه،‏› ولذلك اختار الخدمة كمبشر مسيحي جائل لتوزيع المطبوعات،‏ عوضا عن فرصة عمل دنيوي.‏ (‏امثال ٣:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وبرفقة رونالد تيپين،‏ الذي ساعده على تعلُّم الحق،‏ خدم كموزع جائل للمطبوعات في انكلترا لاكثر من سنة.‏ ثم،‏ في السنة ١٩٢٩،‏ جعل الاثنان انفسهما متوافرين للذهاب الى الهند.‏c فيا للتحدي الذي قدَّمه ذلك!‏

      وفي السنين التي تلت،‏ سافرا ليس فقط سيرا على الاقدام وبواسطة قطار المسافرين والباص بل ايضا بواسطة قطار الشحن،‏ العربة التي يجرّها ثوران،‏ الجمل،‏ الزورق الصيني،‏ العربة بدولابين التي يجرّها رجل،‏ وحتى بالطائرة والقطار الخاص.‏ وأحيانا كانا يبسطان فراشيهما الملفوفين في غرف الانتظار التابعة للسكة الحديدية،‏ في حظيرة للماشية،‏ على عشب الغاب،‏ او على ارضية من روث البقر في كوخ،‏ ولكن كانت هنالك ايضا اوقات ناما فيها في فنادق فخمة وفي قصر راجا.‏ وكالرسول بولس تعلَّما سر القناعة سواء كانا في عوز او في بحبوحة.‏ (‏فيلبي ٤:‏​١٢،‏ ١٣‏)‏ وعادةً كان لديهما القليل جدا مما له قيمة مادية،‏ لكنهما لم يكونا قط محرومَين مما يحتاجان اليه حقا.‏ واختبرا شخصيا اتمام وعد يسوع انهما اذا طلبا الملكوت وبر اللّٰه اولا،‏ فان ضرورات الحياة المادية سيجري تزويدها.‏

      كانت هنالك نوبات خطيرة من حمَّى الضَّنْك،‏ الملاريا،‏ والتيفوئيد،‏ لكنَّ الرفقاء الشهود زوَّدوا العناية الحبية.‏ فكان يجب انجاز الخدمة وسط قذارة مدن مثل كَلْكُتّا،‏ وكان يجب القيام بالشهادة في مزارع الشاي في جبال سيلان (‏المعروفة الآن بـ‍ سْري لانكا)‏.‏ ولسدّ حاجات الناس الروحية،‏ قُدِّمت المطبوعات،‏ أُديرت التسجيلات باللغات المحلية،‏ وأُلقيت الخطابات.‏ واذ نما العمل،‏ تعلَّم كلود ايضا كيف يشغِّل مطبعة ويعتني بالعمل في مكاتب فروع الجمعية.‏

      وفي عامه الـ‍ ٨٧،‏ استطاع ان يعود بذاكرته الى حياة غنية بالاختبارات في خدمة يهوه في انكلترا،‏ الهند،‏ پاكستان،‏ سيلان،‏ بورما (‏الآن ميانمار)‏،‏ ملايو،‏ تايلند،‏ وأوستراليا.‏ وكرجل عازب وأيضا كزوج وأب،‏ أبقى الملكوت اولا في حياته.‏ وكان بعد اقل من سنتين من معموديته انه انخرط في الخدمة كامل الوقت،‏ واعتبر ذلك مهنته باقي حياته.‏

      قوة اللّٰه في الضعف تُكمَل

      كان بن بريكل مثالا آخر لاولئك الشهود الغيورين —‏ وكالناس الآخرين كانت له حاجاته وضعفاته.‏ لقد كان بارزا في الايمان.‏ ففي السنة ١٩٣٠ انخرط في العمل كموزع جائل للمطبوعات في نيوزيلندا،‏ حيث كان يشهد في مقاطعات لم تغطَّ ثانية طوال عقود.‏ وبعد سنتين،‏ في اوستراليا،‏ شرع في رحلة كرازية لخمسة اشهر عبر الريف الصحراوي الذي لم تقدَّم فيه الشهادة من قبل.‏ وكانت دراجته مثقلة بالدُّثُر،‏ الثياب،‏ الطعام،‏ والكتب المجلَّدة للتوزيع.‏ وعلى الرغم من ان رجالا آخرين هلكوا عند محاولتهم السفر عبر هذه المنطقة،‏ فقد شقّ طريقه،‏ واثقا بيهوه.‏ ثم خدم في ماليزيا،‏ حيث تطورت مشاكل خطيرة تتعلق بالقلب.‏ إلا انه لم يتخلَّ عن العمل.‏ فبعد فترة نقاهة استأنف نشاط الكرازة كامل الوقت في اوستراليا.‏ وبعد عشر سنين تقريبا،‏ اضطره مرض خطير الى دخول المستشفى،‏ وعند السماح له بالخروج اخبره الطبيب انه «غير مؤهل للعمل بنسبة ٨٥ في المئة.‏» وكان لا يستطيع حتى السير في الشارع للتسوق دون ان يستريح بين وقت وآخر.‏

      لكنَّ بن بريكل كان مصمِّما على الانطلاق من جديد،‏ وهكذا فعل،‏ متوقفا للاستراحة حسب الضرورة.‏ وسرعان ما كان يشهد ثانية في المناطق النائية الاوسترالية الوعرة.‏ وقد فعل ما في وسعه للاعتناء بصحته،‏ لكنَّ خدمته ليهوه كانت الشيء الرئيسي في حياته حتى موته بعد ٣٠ سنة في اواسط ستيناته.‏d وأدرك ان النقص الموجود نتيجة لضعفه يمكن التعويض عنه بقوة يهوه.‏ وفي محفل في مَلْبورن في السنة ١٩٦٩،‏ خدم في مكتب للفاتحين وعلى ثنية صدر سترته شارة تقول:‏ «اذا اردت ان تعرف عن الفتح فاسألني.‏» —‏ قارنوا ٢ كورنثوس ١٢:‏​٧-‏١٠‏.‏

      بلوغ قرى الادغال ومخيمات التعدين الجبلية

      دفعت الغيرة لخدمة يهوه ليس فقط الرجال بل ايضا النساء الى قبول العمل في الحقول غير المخدومة من قبل.‏ فْريدا جونسون كانت واحدة من الممسوحين،‏ صغيرة الجسم الى حدّ ما،‏ وفي خمسيناتها عندما عملت وحدها في اجزاء من اميركا الوسطى،‏ مغطية مناطق مثل الساحل الشمالي في الهُندوراس على صهوة جواد.‏ وقد تطلَّب الايمان ان تعمل وحدها في هذه المنطقة،‏ زائرة مزارع الموز المتفرقة،‏ البلدات لا سيبا،‏ تيلا،‏ وتروجيلو،‏ وحتى القرى الكاريبية المنعزلة الابعد.‏ وقد شهدت هناك في السنتين ١٩٣٠ و ١٩٣١،‏ ومرة اخرى في السنة ١٩٣٤،‏ وفي السنتين ١٩٤٠ و ١٩٤١،‏ موزِّعة آلاف المطبوعات المحتوية على حق الكتاب المقدس.‏

      خلال تلك السنين بدأت عاملة غيورة اخرى مهنتها في الخدمة كامل الوقت.‏ كانت هذه كاتي پالم،‏ المولودة في المانيا.‏ وما دفعها الى العمل هو حضور المحفل في كولومبس،‏ اوهايو،‏ في السنة ١٩٣١،‏ الذي اعتنق فيه تلاميذ الكتاب المقدس الاسم شهود يهوه.‏ وكان آنذاك انها قرَّرت ان تطلب الملكوت اولا،‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ بعمر ٨٩ سنة،‏ كانت لا تزال تفعل ذلك.‏

      بدأت خدمتها كفاتحة في مدينة نيويورك.‏ وفي ما بعد،‏ في داكوتا الجنوبية،‏ عملت معها رفيقة لأشهر قليلة لكنها بعد ذلك تابعت وحدها،‏ مسافرة على صهوة جواد.‏ وعند دعوتها الى الخدمة في كولومبيا،‏ اميركا الجنوبية،‏ قبلت في الحال،‏ واصلة الى هناك في اواخر السنة ١٩٣٤.‏ ومرة اخرى عملت معها رفيقة لفترة من الوقت لكنها بعدئذ كانت وحدها.‏ فلم يجعلها ذلك تشعر بوجوب الكفّ عن العمل.‏

      ثم دعاها زوجان الى الانضمام اليهما في تشيلي.‏ وهنا مقاطعة واسعة اخرى،‏ مقاطعة تمتد ٦٥٠‏,٢ ميلا (‏٢٦٥‏,٤ كلم)‏ في موازاة الساحل الغربي لقارة اميركا الجنوبية.‏ وبعد الكرازة في ابنية المكاتب في العاصمة،‏ ذهبت الى الشمال البعيد.‏ وفي كل مخيم تعدين،‏ كل مدينة شركة،‏ كبيرة او صغيرة،‏ كانت تشهد من باب الى باب.‏ والعمال عاليا في جبال الأنديز ادهشهم ان تزورهم امرأة متوحدة،‏ لكنها كانت مصمِّمة ألا تغفل عن احد في المنطقة المعيَّنة لها.‏ وفي وقت لاحق انتقلت الى الجنوب،‏ حيث كانت بعض الـ‍ استَنْسْياس (‏مزارع الخراف)‏ تغطي ما مقداره ربع مليون أكر (‏٠٠٠‏,١٠٠ هكتار)‏.‏ وكان الناس هناك ودّيين ومضيافين وكانوا يدعونها الى مائدتهم وقت الطعام.‏ وبهذه وغيرها من الطرائق اعتنى يهوه بها بحيث حصلت على ضرورات الحياة المادية.‏

      كانت الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه تملأ حياتها.‏e واذ التفتت الى سني خدمتها قالت:‏ «اشعر بأنني عشت حياة غنية جدا.‏ وكل سنة عندما احضر محفلا لشعب يهوه،‏ ينتابني شعور دافئ يمنح الاكتفاء اذ ارى اشخاصا كثيرين كنت اعقد معهم دروسا في الكتاب المقدس ينشرون البشارة ويساعدون الآخرين على المجيء الى ماء الحياة.‏» وقد نالت فرح رؤية عدد مسبِّحي يهوه في تشيلي ينمو من نحو ٥٠ الى اكثر من ٠٠٠‏,٤٤.‏

      ‏«هأنذا ارسلني»‏

      بعد سماع محاضرة مؤسسة على دعوة يهوه الى الخدمة كما هو مسجل في اشعياء ٦:‏٨ وتجاوب النبي الايجابي،‏ «هأنذا ارسلني،‏» اعتمد مارتن پويتسنڠر،‏ في المانيا.‏ وبعد سنتين،‏ في السنة ١٩٣٠،‏ دخل الخدمة كامل الوقت في باڤاريا.‏f وقبل مضي وقت طويل،‏ حظر الرسميون هناك الكرازة على الشهود،‏ أُغلِقت اماكن الاجتماعات،‏ وصودرت المطبوعات.‏ وكان الڠستاپو يهدِّد.‏ لكنَّ تلك التطورات في السنة ١٩٣٣ لم توقف خدمة الاخ پويتسنڠر.‏

      دُعي الى الخدمة في بلغاريا.‏ واستُخدمت بطاقات شهادة بالبلغارية لتقديم مطبوعات الكتاب المقدس.‏ لكنَّ كثيرين من الناس كانوا اميين.‏ فتلقَّى الاخ پويتسنڠر دروسا ليتعلَّم لغتهم،‏ التي تستعمل الابجدية السيريلية.‏ وعندما كانت المطبوعات تُترك لدى العائلة غالبا ما كان يلزم الصغار ان يقرأوها على والديهم.‏

      في معظم السنة الاولى كان الاخ پويتسنڠر وحده،‏ وكتب:‏ «وقت الذكرى ألقيت الخطاب وحدي،‏ صلَّيت وحدي،‏ واختتمت الاجتماع وحدي.‏» وخلال السنة ١٩٣٤،‏ رُحِّل الاجانب،‏ فذهب الى هنڠاريا.‏ وهنا كان يجب ان يتعلَّم لغة جديدة اخرى ليتمكن من الاخبار بالبشارة.‏ ومن هنڠاريا ذهب الى البلدين اللذين كانا آنذاك معروفين بـ‍ تشيكوسلوڤاكيا ويوڠوسلاڤيا.‏

      كثيرة هي الاختبارات السعيدة التي حصل عليها —‏ ايجاد محبي الحق في اثناء سيره في الريف والقرى،‏ والمطبوعات محمولة على ظهره؛‏ اختبار عناية يهوه اذ كان الناس المضيافون يقدِّمون الطعام وحتى مكانا للنوم ليلا؛‏ التحدث حتى ساعة متأخرة من الليل الى اولئك الذين كانوا يأتون الى مسكنه لسماع المزيد عن رسالة الملكوت المعزية.‏

      وكانت هنالك ايضا امتحانات قاسية للايمان.‏ فعند الخدمة خارج موطنه،‏ وبدون موارد مالية،‏ عانى مرضا خطيرا.‏ ولم يكن ايّ طبيب على استعداد لمعاينته.‏ لكنَّ يهوه هيَّأ الامر.‏ كيف؟‏ جرى الاتصال اخيرا بالمستشار الاعلى لمستشفى محلي.‏ وهذا الرجل،‏ صاحب ايمان راسخ بالكتاب المقدس،‏ اعتنى بالاخ پويتسنڠر كما لو كان ابنا،‏ فاعلا ذلك مجانا.‏ لقد تأثر الطبيب بروح التضحية بالذات لهذا الشاب،‏ التي كانت ظاهرة في العمل الذي يقوم به،‏ وقبل مجموعة من كتب الجمعية كهدية.‏

      وأتى امتحان قاسٍ آخر بعد اربعة اشهر من الزواج.‏ فقد قُبض على الاخ پويتسنڠر في كانون الاول ١٩٣٦ وسُجن اولا في معسكر للاعتقال ثم في آخر،‏ فيما احتُجزت زوجته في معسكر آخر ايضا.‏ ولم يرَ احدهما الآخر طوال تسع سنين.‏ لم يمنع يهوه مثل هذا الاضطهاد القاسي،‏ لكنه شدَّد مارتن،‏ زوجته ڠيرتْرُوت،‏ وآلافا آخرين ليحتملوا.‏

      بعد اطلاق سراحه وزوجته،‏ تمتع الاخ پويتسنڠر بسنين عديدة من الخدمة كناظر جائل في المانيا.‏ وحضر محافل مثيرة عُقدت في فترة ما بعد الحرب في ساحات العرض السابقة لهتلر في نورَمبورڠ.‏ أما الآن فكانت هذه الساحات ملآنة من جمع غفير من المؤيدين الاولياء لملكوت اللّٰه.‏ وحضر محافل لا تُنسى في يانكي ستاديوم في نيويورك.‏ وتمتع كاملا بتدريبه في مدرسة جلعاد برج المراقبة للكتاب المقدس.‏ وفي السنة ١٩٧٧ صار عضوا في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏ ونظرته،‏ الى ان انهى مسلكه الارضي في السنة ١٩٨٨،‏ يمكن التعبير عنها افضل ما يكون بالكلمات:‏ ‹هذا الشيء الواحد أفعله —‏ طلب الملكوت اولا.‏›‏

      تعلُّم ما يعنيه ذلك حقا

      من الواضح ان روح التضحية بالذات ليست شيئا جديدا بين شهود يهوه.‏ فعندما صدر المجلد الاول من الفجر الالفي قديما في السنة ١٨٨٦،‏ نوقشت بصراحة مسألة التكريس (‏او،‏ كما نقول اليوم،‏ الانتذار)‏.‏ فتبيَّن على اساس الاسفار المقدسة ان المسيحيين الحقيقيين «يكرسون» كل شيء للّٰه؛‏ ويشمل ذلك قدراتهم،‏ ممتلكاتهم المادية،‏ حياتهم عينها.‏ وهكذا يصير المسيحيون وكلاء على ما «كُرِّس» للّٰه،‏ وكوكلاء،‏ يجب ان يقدِّموا حسابا —‏ لا للناس بل للّٰه.‏

      بذل عدد متزايد من تلاميذ الكتاب المقدس انفسهم حقا في خدمة اللّٰه.‏ فاستخدموا الى الحد الاقصى قدراتهم،‏ ممتلكاتهم،‏ طاقتهم الحيوية،‏ في فعل مشيئته.‏ ومن ناحية اخرى،‏ كان هنالك اولئك الذين شعروا بأن الشيء الاهم هو تنمية ما سمَّوه الشخصية المسيحية ليتأهلوا للاشتراك في الملكوت مع المسيح.‏

      وعلى الرغم من ان مسؤولية الشهادة للآخرين عن ملكوت اللّٰه،‏ الملقاة على عاتق كل مسيحي حقيقي،‏ كثيرا ما بيَّنها الاخ رصل،‏ فقد نالت هذه تشديدا اعظم ايضا بعد الحرب العالمية الاولى.‏ والمقالة «الشخصية ام العهد —‏ ايهما؟‏» في برج المراقبة عدد ١ ايار ١٩٢٦ (‏بالانكليزية)‏ انما هي مثال بارز.‏ فقد عالجت بصراحة النتائج المؤذية لما سُمِّي تطور الشخصية ثم شدَّدت على اهمية اتمام المرء التزاماته تجاه اللّٰه من خلال الاعمال.‏

      وفي وقت ابكر كانت برج المراقبة عدد ١ تموز ١٩٢٠ (‏بالانكليزية)‏ قد فحصت نبوة يسوع العظمى عن ‹علامة حضوره ونهاية العالم.‏› (‏متى ٢٤:‏٣‏،‏ الملك جيمس‏)‏ وركَّزت الانتباه على العمل الكرازي الذي يجب القيام به اتماما لمتى ٢٤:‏١٤ وحدَّدت الرسالة التي يجب المناداة بها،‏ قائلة:‏ «البشارة هنا تتعلق بنهاية نظام الاشياء القديم وتأسيس ملكوت المسيَّا.‏» وأوضحت برج المراقبة انه على اساس المكان الذي فيه ذكر يسوع ذلك بالنسبة الى الاوجه الاخرى للعلامة يجب ان يُنجَز هذا العمل «بين زمن الحرب العالمية الكبرى [الحرب العالمية الاولى] وزمن ‹الضيق العظيم› الذي ذكره السيد في متى ٢٤:‏​٢١،‏ ٢٢‏.‏» وهذا العمل كان ملحًّا.‏ فمَن كان سيقوم به؟‏

      من الواضح ان هذه المسؤولية أُلقيت على اعضاء «الكنيسة،‏» الجماعة المسيحية الحقيقية.‏ ولكن في السنة ١٩٣٢،‏ ومن خلال عدد ١ آب (‏بالانكليزية)‏ من برج المراقبة،‏ نُصح هؤلاء ان يشجعوا «صف يهوناداب» على الاشتراك معهم في العمل انسجاما مع روح الرؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏ فتجاوب صف يهوناداب —‏ الذين رجاؤهم هو الحياة الابدية في الارض الفردوسية —‏ وكثيرون منهم فعلوا ذلك بغيرة.‏

      شُدِّد بقوة على الاهمية الحيوية لهذا العمل.‏ قالت برج المراقبة في السنة ١٩٢١:‏ «من الضروري الاشتراك في خدمة الرب تماما كما هو ضروري حضور اجتماع.‏» وبيَّنت في السنة ١٩٢٢:‏ «ينبغي لكل فرد ان يكون كارزا بالانجيل.‏» وذكرت في السنة ١٩٤٩:‏ «جعل يهوه الكرازة اهم عمل يمكن لأيٍّ منا ان يقوم به في هذا العالم.‏» واقتُبس اعلان الرسول بولس في ١ كورنثوس ٩:‏١٦ تكرارا:‏ «الضرورة موضوعة عليَّ.‏ فويل لي إن كنت لا ابشر.‏» وطُبِّقت هذه الآية على كل فرد من شهود يهوه.‏

      كم شخصا يقومون بالكرازة؟‏ الى ايّ حد؟‏ ولماذا؟‏

      هل كان ايّ شخص مجبرا على الانهماك في هذا العمل خلافا لارادته؟‏ «كلا،‏» اجابت برج المراقبة في عددها الصادر في ١ آب ١٩١٩ (‏بالانكليزية)‏،‏ «لا احد مجبر على فعل ايّ شيء.‏ انها بكاملها خدمة طوعية محض،‏ تُنجَز بدافع المحبة للرب ولقضية بره.‏ ويهوه لا يُلزِم ابدا ايّ شخص.‏» وفي ما يتعلق بالدافع وراء خدمة كهذه اضافت برج المراقبة عدد ١ ايلول ١٩٢٢ (‏بالانكليزية)‏:‏ «ان الشخص الذي يمتلئ قلبه من الشكر حقا ويقدِّر ما فعله اللّٰه لاجله يريد ان يفعل شيئا بالمقابل؛‏ وكلما ازداد تقديره للطف اللّٰه نحوه،‏ صارت محبته اعظم؛‏ وكلما عظمت محبته،‏ صارت الرغبة في خدمته اعظم.‏» لكنَّ المحبة للّٰه،‏ كما أُوضح،‏ تَظهر بحفظ وصاياه،‏ واحدى هذه الوصايا هي الكرازة بأخبار ملكوت اللّٰه السارة.‏ —‏ اشعياء ٦١:‏​١،‏ ٢؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٣‏.‏

      وأولئك الذين اخذوا على عاتقهم هذا النشاط لم تُغوِهم اية فكرة للطموح العالمي.‏ فقد قيل لهم بصراحة انهم عندما يذهبون من بيت الى بيت او يقدِّمون المطبوعات في زاوية شارع سيُعتبرون «جهالا،‏ ضعفاء،‏ ادنياء،‏» سيكونون «محتقَرين،‏ مضطهَدين،‏» وسيصنَّفون «ليس كذوي شأن من وجهة نظر عالمية.‏» لكنهم يعرفون ان يسوع وتلاميذه الاولين عوملوا بالطريقة نفسها.‏ —‏ يوحنا ١٥:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ١ كورنثوس ١:‏​١٨-‏٣١‏.‏

      وهل يعتقد شهود يهوه انهم بطريقة ما يكسبون خلاصهم بنشاط كرازتهم؟‏ كلا على الاطلاق!‏ فكتاب United in Worship of the Only True God (‏متحدين في عبادة الاله الحقيقي الوحيد‏)‏،‏ الذي يُستعمل منذ السنة ١٩٨٣ لمساعدة التلاميذ على التقدُّم الى النضج المسيحي،‏ يناقش هذه المسألة.‏ يذكر قائلا:‏ «ذبيحة يسوع فتحت لنا ايضا فرصة الحياة الابدية .‏ .‏ .‏ وليس ذلك مكافأة نكسبها.‏ فمهما فعلنا في خدمة يهوه لا يمكننا ابدا ان نبني استحقاقا كهذا بحيث يكون اللّٰه مدينا لنا بالحياة.‏ فالحياة الابدية انما هي ‹هبة اللّٰه .‏ .‏ .‏ بالمسيح يسوع ربنا.‏› (‏رومية ٦:‏٢٣؛‏ افسس ٢:‏​٨-‏١٠‏)‏ ومع ذلك اذا كنا نملك الايمان بهذه الهبة والتقدير للطريقة التي بها صارت ممكنة نجعل ذلك ظاهرا.‏ واذ ندرك كيف استخدم يهوه يسوع بشكل بديع في انجاز مشيئته،‏ وكم هو ضروري ان نتبع جميعا خطوات يسوع بدقة،‏ نجعل الخدمة المسيحية احد الامور الاهم في حياتنا.‏»‏

      هل يمكن القول ان جميع شهود يهوه هم منادون بملكوت اللّٰه؟‏ نعم!‏ فهذا ما يعنيه كون المرء واحدا من شهود يهوه.‏ وقبل اكثر من نصف قرن،‏ شعر البعض بأنه من غير الضروري ان يشتركوا في خدمة الحقل،‏ خارجين علانية من بيت الى بيت.‏ أما اليوم فلا احد من شهود يهوه يدَّعي انه معفى من خدمة كهذه بسبب المركز في الجماعة المحلية او في الهيئة العالمية النطاق.‏ فالرجال والنساء وكذلك الصغار والكبار يشتركون.‏ وهم يعتبرون ذلك امتيازا ثمينا،‏ خدمة مقدسة.‏ وعدد ليس بقليل يفعلون ذلك بالرغم من الاسقام الخطيرة.‏ أما العاجزون جسديا عن الذهاب من بيت الى بيت فانهم يجدون طرائق اخرى لبلوغ الناس واعطائهم شهادة شخصية.‏

      في الماضي كان هنالك احيانا ميل الى السماح للجدد بالاشتراك في خدمة الحقل بأسرع مما ينبغي.‏ أما في العقود الاخيرة فشُدِّد اكثر على مؤهلاتهم قبل دعوتهم.‏ وماذا يعني ذلك؟‏ لا يعني انه يجب ان يكونوا قادرين على توضيح كل شيء في الكتاب المقدس.‏ ولكن،‏ كما يوضح كتاب Organized to Accomplish Our Ministry (‏منظمين لاتمام خدمتنا‏)‏،‏ يجب ان يعرفوا ويؤمنوا بتعاليم الكتاب المقدس الاساسية.‏ ويجب ايضا ان يحيوا حياة طاهرة،‏ وفقا لمقاييس الكتاب المقدس.‏ ويجب ان يرغب كل فرد حقا في ان يكون شاهدا ليهوه.‏

      من غير المتوقع ان يقوم جميع شهود يهوه بنفس المقدار من الكرازة.‏ فظروف الافراد تختلف.‏ والسن،‏ الصحة،‏ المسؤوليات العائلية،‏ وعمق التقدير جميعها عوامل مساهمة.‏ هذا ما جرى ادراكه على الدوام.‏ وهذا ما شدَّدت عليه برج المراقبة في عددها الصادر في ١ كانون الاول ١٩٥٠ (‏بالانكليزية)‏ عند مناقشة «الارض الصالحة» في مثل يسوع عن الزارع،‏ في لوقا ٨:‏​٤-‏١٥‏.‏ و The Kingdom Ministry School Course (‏منهج مدرسة خدمة الملكوت‏)‏،‏ المعدّ للشيوخ في السنة ١٩٧٢،‏ حلَّل مطلب ‹محبة يهوه من كل النفس› وأوضح ان «المهم ليس مقدار ما يفعله المرء بالنسبة الى ما يفعله شخص آخر،‏ بل ان يفعل المرء ما يستطيعه.‏» (‏مرقس ١٤:‏​٦-‏٨‏)‏ ولكنه،‏ اذ شجَّع على تحليل الذات الرزين،‏ اظهر ايضا ان محبة كهذه تعني «ان كل وجه من وجود المرء مشمول بخدمة اللّٰه بمحبة؛‏ فما من عمل،‏ طاقة او رغبة في الحياة مستثناة.‏» فجميع قدراتنا،‏ نفسنا بكاملها،‏ يجب حشدها لفعل مشيئة اللّٰه.‏ وهذا الكتاب الدراسي شدَّد على ان «اللّٰه يتطلب،‏ لا مجرد الاشتراك،‏ بل الخدمة من كل النفس.‏» —‏ مرقس ١٢:‏٣٠‏.‏

      من المؤسف ان يميل البشر الناقصون الى اتخاذ اجراء متطرف،‏ مشدِّدين على شيء واحد ومهملين الآخر.‏ ولذلك،‏ قديما في السنة ١٩٠٦،‏ وجد الاخ رصل من الضروري ان ينبِّه الى ان التضحية بالذات لا تعني التضحية بالآخرين.‏ فهي لا تعني ان يقصِّر المرء عن صنع تدبير معقول لزوجته،‏ اولاده المعتمدين عليه،‏ او والدَيه المسنَّين لكي يتمكن من التفرغ للكرازة للآخرين.‏ ومن وقت الى آخر منذ ذلك الحين ظهرت مذكِّرات مماثلة في مطبوعات برج المراقبة.‏

      وتدريجيا،‏ بمساعدة كلمة اللّٰه،‏ سعت الهيئة بكاملها الى تحقيق الاتزان المسيحي —‏ الاعراب عن الغيرة في خدمة اللّٰه،‏ وفي الوقت نفسه منح الانتباه اللائق لجميع اوجه كون المرء مسيحيا حقيقيا.‏ وعلى الرغم من ان «تطوير الشخصية» بُني على فهم خاطئ،‏ فقد اظهرت برج المراقبة انه لا يجب التقليل من شأن ثمار الروح والسلوك المسيحي.‏ وفي السنة ١٩٤٢،‏ قالت برج المراقبة بالتحديد:‏ «استنتج البعض بعدم حكمة انهم اذا انهمكوا في عمل الشهادة من بيت الى بيت يمكنهم ان يتبعوا دون عقاب ايّ مسلك قد تتطلبه شهواتهم.‏ فيجب ان يتذكَّر المرء ان مجرد الانهماك في عمل الشهادة ليس كل ما يلزم.‏» —‏ ١ كورنثوس ٩:‏٢٧‏.‏

      وضع الاولويات في المقام الاول

      صار شهود يهوه يقدِّرون ان ‹طلب الملكوت وبر اللّٰه اولا› انما هو مسألة وضع الاولويات في المقام الاول.‏ ويشمل ذلك اعطاء المرء في حياته المكان اللائق للدرس الشخصي لكلمة اللّٰه والحضور القانوني لاجتماعات الجماعة وعدم السماح للمساعي الاخرى بأخذ الاولوية.‏ ويتضمن اتخاذ القرارات التي تعكس رغبة اصيلة في العمل وفق مطالب ملكوت اللّٰه،‏ كما هو مبيَّن في الكتاب المقدس.‏ وهذا يشمل استعمال مبادئ الكتاب المقدس كأساس للقرارات المتعلقة بالحياة العائلية،‏ التسلية،‏ الثقافة الدنيوية،‏ الاستخدام،‏ الممارسات التجارية،‏ والعلاقات بالرفقاء البشر.‏

      وطلب الملكوت اولا هو اكثر من مجرد الاشتراك بعض الشيء كل شهر في التحدث الى الآخرين عن قصد اللّٰه.‏ فهو يعني اعطاء المرء مصالح الملكوت المكان الاول في كامل حياته،‏ فيما يعتني بلياقة بسائر التزامات الاسفار المقدسة.‏

      وهنالك طرائق عديدة يروِّج بها شهود يهوه المخلصون مصالح الملكوت.‏

      امتياز خدمة البتل

      يخدم البعض كأعضاء في عائلة البتل العالمية النطاق.‏ وهذه هي هيئة من الخدام كامل الوقت تطوَّعوا لفعل ايّ شيء يُعيَّن لهم في إعداد ونشر مطبوعات الكتاب المقدس،‏ في الاعتناء بالاعمال المكتبية الضرورية،‏ وفي تزويد خدمات الدعم لمثل هذه الاعمال.‏ وليس ذلك عملا يكسبون فيه شهرة شخصية او ممتلكات مادية.‏ فرغبتهم هي اكرام يهوه،‏ وهم مكتفون بالتدابير المصنوعة لهم من ناحية الطعام،‏ المأوى،‏ والبَدَل المتواضع للنفقات الشخصية.‏ وبسبب طريقة حياة عائلة البتل،‏ فان السلطات الدنيوية في الولايات المتحدة،‏ مثلا،‏ تعتبرهم اعضاء في أَخويَّة دينية اخذوا على انفسهم نذر الفقر.‏ وأولئك الذين هم في البتل يجدون الفرح في التمكن من استعمال حياتهم كاملا في خدمة يهوه وفي القيام بعمل يفيد أعدادا كبيرة من اخوتهم المسيحيين والاشخاص المهتمين حديثا،‏ وأحيانا على نطاق اممي.‏ وكغيرهم من شهود يهوه،‏ يشتركون ايضا قانونيا في خدمة الحقل.‏

      كان موقع عائلة البتل الاولى (‏او،‏ عائلة بيت الكتاب المقدس،‏ كما كانت معروفة آنذاك)‏ في ألليڠيني،‏ پنسلڤانيا.‏ وفي السنة ١٨٩٦ كان عدد هيئة المستخدمين ١٢.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كان هنالك اكثر من ٩٠٠‏,١٢ عضو في عائلة البتل،‏ يخدمون في ٩٩ بلدا.‏ وفضلا عن ذلك،‏ عندما لا يتوافر سكن كافٍ في مباني الجمعية،‏ يقوم مئات المتطوعين الآخرين برحلات يومية الى بيوت ايل والمصانع للاشتراك في العمل.‏ وهم يحسبونه امتيازا ان يشتركوا في العمل الجاري.‏ وحسب الحاجة،‏ يعرض آلاف الشهود الآخرين ان يتخلَّوا عن العمل الدنيوي والنشاطات الاخرى لفترات متفاوتة من الوقت ليساعدوا في بناء التسهيلات التي تحتاج الجمعية الى استعمالها في ما يتعلق بالكرازة العالمية ببشارة ملكوت اللّٰه.‏

      وكثيرون من اعضاء عائلة البتل العالمية النطاق جعلوا ذلك عمل حياتهم.‏ وفردريك و.‏ فرانز،‏ الذي صار في السنة ١٩٧٧ الرئيس الرابع لجمعية برج المراقبة،‏ كان قد مضى عليه كعضو في عائلة البتل في نيويورك بحلول ذلك الوقت ٥٧ سنة،‏ واستمر في خدمة البتل ١٥ سنة اخرى حتى موته في السنة ١٩٩٢.‏ وهاينريتش دْڤينڠر بدأ خدمته في البتل في المانيا في السنة ١٩١١،‏ وخدم بتواضع من ذلك الحين فصاعدا حيثما عُيِّن؛‏ وفي السنة ١٩٨٣،‏ سنة موته،‏ كان لا يزال يتمتع بخدمته كعضو في عائلة البتل في تون،‏ سويسرا.‏ وجورج فيليپس،‏ من أسكتلندا،‏ قبل تعيينا في مكتب الفرع في جنوب افريقيا في السنة ١٩٢٤ (‏حين كان المكتب يشرف على نشاط الكرازة من كَيْپ تاون الى كينيا)‏ واستمر في الخدمة في جنوب افريقيا حتى موته سنة ١٩٨٢ (‏في الوقت الذي كانت فيه سبعة مكاتب فروع للجمعية ونحو ٠٠٠‏,١٦٠ شاهد يخدمون بنشاط في تلك المنطقة)‏.‏ والاخوات المسيحيات،‏ مثل كاثرين بوڠارد،‏ ڠريس ديسيكا،‏ إرْما فْرِنْد،‏ أليس برنر،‏ وماري هانِن،‏ وقفن حياتهن الفتية ايضا لخدمة البتل،‏ فاعلات ذلك حتى موتهن.‏ وكثيرون آخرون من اعضاء عائلة البتل خدموا كذلك طوال ١٠،‏ ٣٠،‏ ٥٠،‏ ٧٠ سنة واكثر.‏g

      النظار الجائلون المضحّون بالذات

      حول العالم،‏ هنالك نحو ٩٠٠‏,٣ ناظر دائرة وكورة يعتنون ايضا،‏ مع زوجاتهم،‏ بالتعيينات حيثما توجد حاجة اليهم،‏ وعادةً في موطنهم.‏ وكثيرون من هؤلاء تركوا وراءهم بيوتا وهم الآن ينتقلون كل اسبوع او كل عدة اسابيع لخدمة الجماعات المعيَّنة.‏ وهم لا ينالون ايّ راتب لكنهم شاكرون على الطعام والمأوى حيث يخدمون،‏ اضافة الى التدبير المتواضع للنفقات الشخصية.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ حيث كان ٤٩٩ ناظر دائرة وكورة يخدمون في السنة ١٩٩٢،‏ يبلغ معدَّل عمر هؤلاء الشيوخ الجائلين ٥٤ سنة،‏ وبعضهم يخدمون بهذه الصفة طوال ٣٠،‏ ٤٠ سنة،‏ او اكثر.‏ وفي عدد من البلدان يسافر هؤلاء النظار بالسيارة.‏ والمقاطعة في منطقة الپاسيفيك غالبا ما تتطلب استعمال طائرات وسفن تجارية.‏ وفي اماكن عديدة يصل نظار الدوائر الى الجماعات المنعزلة على صهوة جواد او سيرا على الاقدام.‏

      الفاتحون يسدّون حاجة مهمة

      لمباشرة الكرازة بالبشارة في الاماكن التي لا يوجد فيها شهود،‏ او لتزويد المساعدة التي قد تكون لازمة خصوصا في احدى المناطق،‏ قد ترتب الهيئة الحاكمة ان ترسل فاتحين خصوصيين.‏ وهؤلاء هم مبشرون كامل الوقت يخصصون على الاقل ١٤٠ ساعة شهريا لخدمة الحقل.‏ وهم يجعلون انفسهم متوافرين ليخدموا حيثما توجد حاجة اليهم في بلدهم او،‏ في بعض الحالات،‏ في بلدان مجاورة.‏ وبما ان متطلبات خدمتهم تترك لهم القليل او لا شيء من الوقت للعمل الدنيوي بغية تزويد الحاجات المادية،‏ فانهم يُمنحون بدل نفقات متواضعا للمسكن والضرورات الاخرى.‏ وفي السنة ١٩٩٢ كان هنالك اكثر من ٥٠٠‏,١٤ فاتح خصوصي في مختلف انحاء الارض.‏

      وعندما أُرسل الفاتحون الخصوصيون الاولون في السنة ١٩٣٧،‏ قادوا عمل تشغيل تسجيلات خطابات الكتاب المقدس لاصحاب البيوت على عتبات ابوابهم واستعمال التسجيلات كأساس لمناقشات الكتاب المقدس في الزيارات المكررة.‏ وجرى القيام بذلك في المدن الكبيرة حيث توجد جماعات من قبل.‏ وبعد سنين قليلة بدأ توجيه الفاتحين الخصوصيين بصورة خاصة الى المناطق حيث لا توجد جماعات او حيث تكون الجماعات في حاجة ماسة الى المساعدة.‏ ونتيجة لعملهم الفعَّال،‏ تشكَّلت مئات الجماعات الجديدة.‏

      وعوضا عن تغطية مقاطعة والانتقال الى اخرى،‏ كانوا يخدمون تكرارا في منطقة معيَّنة،‏ ملاحقين كل اهتمام وعاقدين دروسا في الكتاب المقدس.‏ وكانت الاجتماعات تُرتَّب من اجل الاشخاص المهتمين.‏ وهكذا في ليسوتو،‏ افريقيا الجنوبية،‏ دعا فاتح خصوصي،‏ في اسبوعه الاول في تعيين جديد،‏ كل مَن التقاه ان يأتي ويرى كيف يدير شهود يهوه مدرسة الخدمة الثيوقراطية.‏ وقام هو وعائلته بكامل البرنامج.‏ ثم دعا الجميع الى درس برج المراقبة.‏ وبعد اشباع حب الاستطلاع الاولي،‏ استمر ٣٠ في حضور درس برج المراقبة،‏ وبلغ معدَّل عدد الحضور في المدرسة ٢٠.‏ وفي البلدان التي قام فيها المرسلون المدرَّبون في جلعاد بالكثير لتقدُّم الكرازة بالبشارة،‏ كان يحدث نموّ اسرع احيانا عندما يتأهل شهود من ابناء البلد لخدمة الفتح الخصوصي،‏ لأن هؤلاء غالبا ما يعملون بفعَّالية اكثر بين الناس المحليين.‏

      واضافة الى هؤلاء الفعلة الغيورين،‏ هنالك مئات الآلاف غيرهم من شهود يهوه الذين يروِّجون ايضا بنشاط مصالح الملكوت.‏ وهؤلاء يشملون الصغار والكبار،‏ الذكور والاناث،‏ المتزوجين والعزاب.‏ ويخصص الفاتحون القانونيون ٩٠ ساعة كحدّ ادنى شهريا لخدمة الحقل؛‏ والفاتحون الاضافيون ٦٠ ساعة على الاقل.‏ وهم يقرِّرون اين يريدون ان يكرزوا.‏ ويعمل معظمهم مع جماعات مؤسسة؛‏ وينتقل البعض الى مناطق منعزلة.‏ وهم يعتنون بحاجاتهم الجسدية بالقيام بعمل دنيوي،‏ او قد يساعد اعضاء عائلتهم في اعالتهم.‏ وخلال السنة ١٩٩٢،‏ اشترك اكثر من ٥٠٠‏,٩١٤ في خدمة كهذه كفاتحين قانونيين او اضافيين خلال جزء من السنة على الاقل.‏

      مدارس بأهداف خصوصية

      لتهيئة المتطوعين لانواع معيَّنة من الخدمة،‏ يُزوَّد تعليم مدرسي خصوصي.‏ ومنذ السنة ١٩٤٣،‏ مثلا،‏ درَّبت مدرسة جلعاد آلاف الخدام ذوي الخبرة على العمل الارسالي،‏ وأُرسل المتخرجون الى كل انحاء الارض.‏ وفي السنة ١٩٨٧ باشرت مدرسة تدريب الخدام عملها للمساعدة على سدّ الحاجات الخصوصية،‏ بما فيها الاعتناء بالجماعات والمسؤوليات الاخرى.‏ والترتيب لعقد هذه المدرسة في اماكن مختلفة يقلِّل من سفر التلاميذ الى موقع مركزي ومن الحاجة الى تعلُّم لغة اخرى للاستفادة من التعليم المدرسي.‏ وجميع الذين يُدعَون الى حضور هذه المدرسة هم شيوخ او خدام مساعدون برهنوا انهم حقا يطلبون الملكوت اولا.‏ وكثيرون جعلوا انفسهم متوافرين للخدمة في بلدان اخرى.‏ فروحهم هي كتلك التي للنبي اشعياء،‏ الذي قال:‏ «هأنذا ارسلني.‏» —‏ اشعياء ٦:‏٨‏.‏

      ولتحسين فعَّالية اولئك الذين يخدمون كفاتحين قانونيين وخصوصيين باشرت مدرسة خدمة الفتح عملها ابتداء من السنة ١٩٧٧.‏ وحيثما امكن،‏ رُتِّبت المدرسة في كل دائرة حول العالم.‏ ودُعي جميع الفاتحين للاستفادة من هذا المنهج لمدة اسبوعين.‏ وتدريجيا،‏ منذ ذلك الحين،‏ يحصل الفاتحون الذين اتمّوا سنتهم الاولى في الخدمة على التدريب نفسه.‏ وحتى السنة ١٩٩٢،‏ تدرَّب اكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ فاتح في هذه المدرسة في الولايات المتحدة وحدها؛‏ واكثر من ٠٠٠‏,١٠ يتدرَّبون كل سنة.‏ وتدرَّب ٠٠٠‏,٥٥ آخرون في اليابان،‏ ٠٠٠‏,٣٨ في المكسيك،‏ ٠٠٠‏,٢٥ في البرازيل،‏ و ٠٠٠‏,٢٥ في ايطاليا.‏ وبالاضافة الى هذا المنهج،‏ يتمتع الفاتحون قانونيا باجتماع خصوصي مع ناظر الدائرة خلال زياراته نصف السنوية لكل جماعة وبجلسة تدريب خصوصية مع ناظر الدائرة وناظر الكورة وقت المحفل الدائري السنوي.‏ وهكذا فان اولئك الذين يؤلفون الجيش الكبير من المنادين بالملكوت الذين يخدمون كفاتحين ليسوا فعلة طوعيين فقط ولكنهم ايضا خدام مدرَّبون جيدا.‏

      الخدمة حيث الحاجة اعظم

      ان آلافا عديدة من شهود يهوه —‏ البعض منهم فاتحون،‏ والآخرون ليسوا كذلك —‏ جعلوا انفسهم متوافرين للخدمة ليس فقط في مجتمعهم الخاص بل ايضا في مناطق اخرى حيث توجد حاجة ماسة الى منادين بالبشارة.‏ وكل سنة يصرف الآلاف فترة اسابيع او اشهر،‏ حسبما يستطيعون شخصيا ان يرتبوا،‏ في مناطق غالبا ما تكون بعيدة تماما عن بيوتهم ليشهدوا للناس الذين لا يزورهم شهود يهوه قانونيا.‏ وآلاف آخرون تركوا مكان سكنهم وانتقلوا الى مكان آخر لتزويد مثل هذه المساعدة لفترة مطوَّلة.‏ وكثيرون من هؤلاء هم اشخاص متزوجون او عائلات لها اولاد.‏ وانتقالاتهم شملت في الغالب الذهاب مسافة قصيرة نسبيا،‏ لكنَّ البعض قاموا بمثل هذه الانتقالات تكرارا على مر السنين.‏ حتى ان كثيرين من هؤلاء الشهود الغيورين تبنَّوا الخدمة في بلدان اجنبية —‏ البعض لسنين قليلة،‏ وآخرون على اساس دائم.‏ وهم يقومون بأيّ عمل دنيوي مطلوب بغية الاعتناء بحاجاتهم،‏ ويقومون بالانتقالات على نفقتهم الخاصة.‏ فرغبتهم الوحيدة هي الاشتراك كاملا الى الحد الذي تسمح به ظروفهم في نشر رسالة الملكوت.‏

      وعندما لا يكون رأس العائلة شاهدا،‏ قد ينقل عائلته بسبب العمل.‏ لكنَّ اعضاء العائلة الشهود قد يعتبرون ذلك فرصة لنشر رسالة الملكوت.‏ وصح ذلك في شاهدين من الولايات المتحدة وجدا انفسهما في مخيم لعمّال البناء في الغابة في سورينام في اواخر سبعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ فكانا مرتين في الاسبوع ينهضان باكرا في الساعة ٠٠:‏٤ صباحا،‏ يستقلان باصا لشركة من اجل القيام برحلة غير مريحة لمدة ساعة الى قرية،‏ ويقضيان اليوم في الكرازة.‏ وقبل مضي وقت طويل كانا يديران ٣٠ درسا في الكتاب المقدس كل اسبوع مع اشخاص جياع للحق.‏ واليوم توجد جماعة في ذلك الجزء من الغابة المطيرة الذي لم يجرِ بلوغه من قبل.‏

      انتهاز كل فرصة ملائمة للشهادة

      طبعا،‏ لا ينتقل جميع شهود يهوه الى بلدان اخرى،‏ او حتى الى بلدات اخرى،‏ لمواصلة خدمتهم.‏ فربما لا تسمح لهم ظروفهم بالخدمة كفاتحين.‏ ومع ذلك،‏ يدركون جيدا نصح الكتاب المقدس بأن يبذلوا «كل اجتهاد» ويكونوا «مكثرين في عمل الرب.‏» (‏٢ بطرس ١:‏​٥-‏٨؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏)‏ وهم يُظهرون انهم يطلبون الملكوت اولا عندما يضعون مصالحه قبل العمل الدنيوي والتسلية.‏ وأولئك الذين تمتلئ قلوبهم تقديرا للملكوت يشتركون قانونيا في خدمة الحقل الى الحد الذي تسمح به ظروفهم،‏ وكثيرون منهم يغيِّرون ظروفهم ليتمكنوا من الاشتراك بشكل اكمل.‏ وينتبهون ايضا باستمرار لانتهاز الفرص الملائمة ليشهدوا للآخرين عن الملكوت.‏

      وعلى سبيل المثال،‏ كان جون فورڠالا،‏ الذي يملك محلا للخردوات في ڠواياكيل،‏ إكوادور،‏ يرتِّب عرضا جذابا لمطبوعات الكتاب المقدس في مخزنه.‏ وفيما يجمع مساعده سلع الطلبات،‏ كان جون يشهد للزبون.‏

      وفي نَيجيريا،‏ كان شاهد غيور يعيل عائلته بالعمل كمتعهد كهرباء مصمِّما ايضا على الاستفادة جيدا من تعاملاته لتقديم شهادة.‏ وبما انه رب العمل،‏ قرَّر برنامج العمل.‏ فكل صباح،‏ قبل الابتداء بعمل اليوم،‏ كان يجمع زوجته،‏ اولاده،‏ مستخدَميه،‏ ومتعلِّمي الصنعة لديه لمناقشة الآية اليومية من الكتاب المقدس،‏ مع اختبارات من الكتاب السنوي لشهود يهوه.‏ وعند بداية كل سنة كان يعطي زبائنه ايضا نسخة من روزنامة جمعية برج المراقبة مع مجلتين.‏ ونتيجة لذلك صار بعض مستخدَميه وبعض زبائنه يشتركون معه في عبادة يهوه.‏

      وهنالك كثيرون من شهود يهوه الذين يشتركون في هذه الروح نفسها.‏ وبصرف النظر عما يفعلونه،‏ فانهم يبحثون باستمرار عن الفرص ليخبروا الآخرين بالبشارة.‏

      جيش كبير من المبشرين كامل الوقت السعداء

      على مر السنين،‏ لم تخمد غيرة شهود يهوه للكرازة بالبشارة.‏ وعلى الرغم من ان كثيرين من اصحاب البيوت يقولون لهم بحزم انهم غير مهتمين،‏ هنالك اعداد كبيرة شاكرون على مساعدة الشهود لهم على فهم الكتاب المقدس.‏ وتصميم شهود يهوه هو الاستمرار في الكرازة حتى يعطي يهوه نفسه الدليل الواضح على ان هذا العمل قد كمل.‏

      وعوضا عن التراخي،‏ كثَّف المعشر العالمي النطاق لشهود يهوه في الواقع نشاط كرازته.‏ ففي السنة ١٩٨٢ اظهر التقرير العالمي السنوي ان ٦٦٢‏,٨٥٦‏,٣٨٤ ساعة خُصِّصت لخدمة الحقل.‏ وبعد عشر سنين (‏في السنة ١٩٩٢)‏ خُصِّصت ٤٣٤‏,٩١٠‏,٠٢٤‏,١ ساعة لهذا العمل.‏ فماذا يفسِّر هذه الزيادة الكبيرة في النشاط؟‏

      صحيح ان عدد شهود يهوه قد نما.‏ ولكن ليس بنسبة الزيادة في عدد الساعات.‏ وخلال تلك الفترة،‏ فيما ازداد عدد الشهود ٨٠ في المئة،‏ ارتفع عدد الفاتحين ٢٥٠ في المئة.‏ وكمعدَّل شهري كان ١ من كل ٧ شهود ليهوه حول العالم يخدم في فرع ما من عمل الكرازة كامل الوقت.‏

      ومَن كان الذين يشتركون في خدمة الفتح هذه؟‏ على سبيل المثال،‏ في جمهورية كوريا،‏ ان الكثير من الشهود هن ربات بيوت.‏ والمسؤوليات العائلية ربما لا تسمح لهن جميعا بالخدمة كفاتحات على اساس قانوني،‏ لكنَّ عددا كبيرا منهن يستخدمن عطل الشتاء المدرسية الطويلة كفرص لخدمة الفتح الاضافي.‏ ونتيجة لذلك،‏ خدم ٥٣ في المئة من مجموع الشهود في جمهورية كوريا في فرع ما من الخدمة كامل الوقت في كانون الثاني ١٩٩٠.‏

      في السنوات الباكرة كانت روح الفتح الغيورة من جهة الشهود الفيليپينيين هي ما مكَّنهم من بلوغ مئات الجزر الآهلة بالسكان في الفيليپين برسالة الملكوت.‏ ومنذ ذلك الحين تَظهر هذه الغيرة اكثر ايضا.‏ وفي السنة ١٩٩٢،‏ كمعدَّل شهري،‏ كان ٢٠٥‏,٢٢ ناشرين يشتركون في خدمة الحقل كفاتحين في الفيليپين.‏ وكان بينهم احداث كثيرون اختاروا ان ‹يذكروا خالقهم› ويستخدموا قوة شبابهم في خدمته.‏ (‏جامعة ١٢:‏١‏)‏ وبعد عقد من الخدمة كفاتح قال احد هؤلاء الاحداث:‏ «تعلَّمت ان اكون صبورا،‏ ان احيا حياة بسيطة،‏ ان اتكل على يهوه،‏ وأن اكون متواضعا.‏ صحيح انني اختبرت ايضا المشقات والتثبط،‏ لكنَّ هذه كلها لا شيء بالمقارنة مع البركات التي يجلبها الفتح.‏»‏

      خلال نيسان وايار ١٩٨٩،‏ ابرزت برج المراقبة تشهيرا لبابل العظيمة،‏ التي هي الدين الباطل في اشكاله العديدة في كل العالم.‏ وقد نُشرت المقالات في آن واحد بـ‍ ٣٩ لغة ومُنحت توزيعا كثيفا.‏ وفي اليابان حيث عدد الشهود الذين يخدمون كفاتحين كثيرا ما تجاوز الـ‍ ٤٠ في المئة،‏ انخرطت ذروة جديدة من ٠٥٥‏,٤١ فاتحا اضافيا للمساعدة في العمل خلال نيسان من تلك السنة.‏ وفي مقاطعة أوساكا،‏ مدينة تاكاتْسوكي،‏ جماعة أُوتسوكا،‏ خدم ٧٣ من الـ‍ ٧٧ ناشرا معتمدا في شكل ما من خدمة الفتح في ذلك الشهر.‏ وفي ٨ نيسان،‏ عندما جرى حث جميع الناشرين في اليابان على الاشتراك في توزيع هذه الرسالة الحيوية،‏ رتَّبت مئات الجماعات،‏ كجماعة أُشِيُودا،‏ في مدينة يوكوهاما،‏ للخدمة في الشوارع ومن بيت الى بيت طوال النهار،‏ من الساعة ٠٠:‏٧ صباحا حتى ٠٠:‏٨ مساء،‏ لبلوغ كل شخص ممكن في المنطقة.‏

      وكما يصح في كل مكان،‏ يعمل شهود يهوه في المكسيك للاعتناء بحاجاتهم المادية.‏ ومع ذلك،‏ كل شهر خلال السنة ١٩٩٢،‏ كمعدل،‏ فسح ٠٩٥‏,٥٠ من شهود يهوه هناك المجال ايضا في حياتهم لخدمة الفتح لمساعدة الناس الجياع للحق على التعلُّم عن ملكوت اللّٰه.‏ وفي بعض العائلات تعاون الجميع في البيت ليمكِّنوا كامل العائلة،‏ او على الاقل بعضهم،‏ من ان يخدموا كفاتحين.‏ وهم يتمتعون بخدمة مثمرة.‏ وخلال السنة ١٩٩٢،‏ ادار شهود يهوه في المكسيك قانونيا ٠١٧‏,٥٠٢ درسا بيتيا في الكتاب المقدس مع الافراد والعائلات.‏

      تقع على عاتق الشيوخ الذين يخدمون حاجات جماعات شهود يهوه مسؤوليات ثقيلة.‏ ومعظم الشيوخ في نَيجيريا هم رجال لديهم عائلات،‏ ويصح ذلك في الشيوخ في اماكن كثيرة اخرى ايضا.‏ ومع ذلك،‏ بالاضافة الى الاستعداد لادارة اجتماعات الجماعة او الاشتراك فيها،‏ وكذلك الرعاية اللازمة لرعية اللّٰه،‏ يخدم بعض هؤلاء الرجال ايضا كفاتحين.‏ وكيف يكون ذلك ممكنا؟‏ ان وضع برنامج دقيق للوقت والتعاون العائلي الجيد هما في الغالب عاملان مهمان.‏

      من الواضح ان شهود يهوه في كل العالم اصغوا الى نصح يسوع ان ‹يداوموا على طلب الملكوت اولا.‏› (‏متى ٦:‏٣٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ وما يفعلونه هو تعبير قلبي عن محبتهم ليهوه وتقديرهم لسلطانه.‏ وكالمرنم الملهم داود،‏ يقولون:‏ «ارفعك يا الهي الملك وأبارك اسمك الى الدهر والابد.‏» —‏ مزمور ١٤٥:‏١‏.‏

      ‏[الحواشي]‏

      a برج المراقبة،‏ ١٥ آب ١٩٠٦،‏ ص ٢٦٧-‏٢٧١ (‏بالانكليزية)‏.‏

      b انظروا برج المراقبة،‏ ١ شباط ١٩٦٧،‏ الصفحات ٩٢-‏٩٥ (‏بالانكليزية)‏.‏

      c انظروا برج المراقبة،‏ ١٥ كانون الاول ١٩٧٣،‏ الصفحات ٧٦٠-‏٧٦٥ (‏بالانكليزية)‏.‏

      d انظروا برج المراقبة،‏ ١ ايلول ١٩٧٢،‏ الصفحات ٥٣٣-‏٥٣٦ (‏بالانكليزية)‏.‏

      e برج المراقبة،‏ ١٥ كانون الاول ١٩٦٣،‏ ص ٧٦٤-‏٧٦٦ (‏بالانكليزية)‏.‏

      f انظروا برج المراقبة،‏ ١ كانون الاول ١٩٦٩،‏ الصفحات ٧٢٩-‏٧٣٢ (‏بالانكليزية)‏؛‏ ١٥ ايلول ١٩٨٨،‏ الصفحة ٣١.‏

      g انظروا برج المراقبة عدد ١٥ كانون الثاني ١٩٨٨،‏ «ناظرا الى الوراء الى ٩٣ سنة من العيش،‏» (‏١ ايار ١٩٨٧،‏ بالانكليزية)‏؛‏ وبالانكليزية:‏ ١ نيسان ١٩٦٤،‏ الصفحات ٢١٢-‏٢١٥؛‏ ١ كانون الاول ١٩٥٦،‏ الصفحات ٧١٢-‏٧١٩؛‏ ١٥ آب ١٩٧٠،‏ الصفحات ٥٠٧-‏٥١٠؛‏ ١ تشرين الاول ١٩٦٠،‏ الصفحات ٦٠١-‏٦٠٥؛‏ ١٥ حزيران ١٩٦٨،‏ الصفحات ٣٧٨-‏٣٨١؛‏ ١ نيسان ١٩٦٨،‏ الصفحات ٢١٧-‏٢٢١؛‏ ١ نيسان ١٩٥٩،‏ الصفحات ٢٢٠-‏٢٢٣.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٩٢]‏

      زيادة التشديد على مسؤولية الشهادة

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٩٣]‏

      يعتبرون الشهادة من بيت الى بيت امتيازا ثمينا

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٩٤]‏

      فهم ماهية الخدمة من كل النفس

      ‏[النبذة في الصفحة ٢٩٥]‏

      ما يعنيه حقا ‹طلب الملكوت اولا›‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٠١]‏

      الشهود الغيورون يضعون مصالح الملكوت قبل العمل الدنيوي والتسلية

      ‏[الاطار/‏الصورة في الصفحة ٢٨٩]‏

      ‏«اين التسعة؟‏»‏

      في ذكرى موت المسيح،‏ في السنة ١٩٢٨،‏ أُعطيت نشرة لكل الحضور بعنوان “Where Are the Nine?” (‏«اين التسعة؟‏»)‏ ومناقشتها للوقا ١٧:‏​١١-‏١٩‏،‏ ع‌ج،‏ اثَّرت عميقا في كلود ڠودمان ودفعته الى الانخراط في العمل كموزع جائل للمطبوعات،‏ او فاتح،‏ والى المثابرة على هذه الخدمة.‏

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٢٩٦ و ٢٩٧]‏

      خدمة البتل

      في السنة ١٩٩٢،‏ كان هنالك ٩٧٤‏,١٢ يشتركون في خدمة البتل في ٩٩ بلدا

      ‏[الصور]‏

      الدرس الشخصي ضروري لاعضاء عائلة البتل

      اسپانيا

      في كل بيوت ايل،‏ يبدأ اليوم بمناقشة لآية من الكتاب المقدس

      فنلندا

      كما يصح في شهود يهوه في كل مكان،‏ يشترك اعضاء عائلة البتل في خدمة الحقل

      سويسرا

      كل اثنين مساءً تدرس عائلة البتل «برج المراقبة» معا

      ايطاليا

      العمل متنوع،‏ ولكنه يُنجَز كله دعما للمناداة بملكوت اللّٰه

      فرنسا

      پاپوا غينيا الجديدة

      الولايات المتحدة

      المانيا

      الفيليپين

      المكسيك

      بريطانيا

      نَيجيريا

      النَّذَرلند

      البرازيل

      اليابان

      جنوب افريقيا

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٢٩٩]‏

      بعض الذين لديهم سجلات طويلة في خدمة البتل

      ف.‏ و.‏ فرانز —‏ الولايات المتحدة (‏١٩٢٠-‏١٩٩٢)‏

      هاينريتش دْڤينڠر —‏ المانيا (‏نحو ١٥ سنة من ١٩١١-‏١٩٣٣)‏،‏ هنڠاريا (‏١٩٣٣-‏١٩٣٥)‏،‏ تشيكوسلوڤاكيا (‏١٩٣٦-‏١٩٣٩)‏،‏ ثم سويسرا (‏١٩٣٩-‏١٩٨٣)‏

      جورج فيليپس —‏ جنوب افريقيا (‏١٩٢٤-‏١٩٦٦،‏ ١٩٧٦-‏١٩٨٢)‏

      الاختان في الجسد (‏كاثرين بوڠارد وڠريس ديسيكا)‏ اللتان خصَّصتا ما مجموعه ١٣٦ سنة لخدمة البتل —‏ الولايات المتحدة

      ‏[الرسم البياني في الصفحة ٣٠٢]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      الفاتحون في ازدياد!‏

      الفاتحون

      الناشرون

      الزيادة في المئة منذ السنة ١٩٨٢

      ٢٥٠٪‏

      ٢٠٠٪‏

      ١٥٠٪‏

      ١٠٠٪‏

      ٥٠٪‏

      ١٩٨٢ ١٩٨٤ ١٩٨٦ ١٩٨٨ ١٩٩٠ ١٩٩٢

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٨٤]‏

      سافرت الاخت ارلي عبر جزء كبير من نيوزيلندا على دراجة لتخبر برسالة الملكوت

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٨٥]‏

      طوال ٧٦ سنة —‏ كعازبة،‏ متزوجة،‏ ثم ارملة —‏ وقفت ماليندا كيفر نفسها للخدمة كامل الوقت

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٨٧]‏

      سيارات سكن بسيطة كانت تزوِّد المأوى لبعض الفاتحين الاولين وهم ينتقلون من مكان الى آخر

      كندا

      الهند

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٨٦]‏

      فرانك رايس (‏واقف الى اليمين)‏،‏ كْلِم دَيْشان (‏جالس امام فرانك،‏ وزوجة كْلِم،‏ جين،‏ بالقرب منهما)‏،‏ وفريق في جاوا يشمل شهودا رفقاء وأشخاصا مهتمين حديثا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٢٨٩]‏

      حياة كلود ڠودمان في الخدمة كامل الوقت قادته الى الخدمة في الهند وسبعة بلدان اخرى

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٨٨]‏

      عندما كانت صحة بن بريكل جيدة،‏ تمتع باستعمالها في خدمة يهوه؛‏ والمشاكل الصحية الخطيرة في السنوات اللاحقة لم تجعله يتخلَّى عن العمل

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٩٠]‏

      كاتي پالم شهدت في كل انواع المقاطعات،‏ من ابنية المكاتب في مدينة كبيرة الى ابعد مخيم تعدين ومزرعة خراف في تشيلي

      ‏[الصورة في الصفحة ٢٩١]‏

      تصميم مارتن وڠيرتْرُوت پويتسنڠر كليهما معبَّر عنه في الكلمات:‏ ‹هذا الشيء الواحد أفعله —‏ طلب الملكوت اولا›‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٠٠]‏

      مدرسة خدمة الفتح (‏كما تَظهر هنا في اليابان)‏ زوَّدت تدريبا خصوصيا لعشرات الآلاف من الفعلة الغيورين

  • النمو معا في المحبة
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ١٩

      النمو معا في المحبة

      عند الكتابة الى الرفقاء المسيحيين بيَّن رسل يسوع المسيح حاجة الافراد الى النمو ليس فقط في المعرفة الدقيقة بل ايضا في المحبة.‏ والاساس لذلك هو المحبة التي اظهرها اللّٰه نفسه ومحبة التضحية بالذات للمسيح،‏ الذي على خطاه حاولوا ان يسيروا.‏ (‏يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ افسس ٤:‏​١٥،‏ ١٦؛‏ ٥:‏​١،‏ ٢؛‏ فيلبي ١:‏٩؛‏ ١ يوحنا ٤:‏​٧-‏١٠‏)‏ فكانوا اخوَّة،‏ وعندما كانوا يساعدون احدهم الآخر،‏ كانت ربط المحبة تصير اقوى ايضا.‏

      عندما سبَّبت المجاعة مشقة اقتصادية للاخوة في اليهودية،‏ اعطى المسيحيون في سورية واليونان من ممتلكاتهم لاعانتهم.‏ (‏اعمال ١١:‏​٢٧-‏٣٠؛‏ رومية ١٥:‏٢٦‏)‏ وعندما اضطُهد البعض،‏ فان الالم الذي اختبروه شعر به بشدة المسيحيون الآخرون،‏ وهؤلاء سعوا الى تقديم المساعدة.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٢:‏٢٦؛‏ عبرانيين ١٣:‏٣‏.‏

      طبعا،‏ جميع البشر لديهم القدرة على المحبة،‏ وهنالك آخرون الى جانب المسيحيين ينهمكون في اعمال اللطف الانساني.‏ لكنَّ الناس في العالم الروماني اقرّوا بأن المحبة التي اظهرها المسيحيون كانت مختلفة.‏ وترتليان،‏ الذي كان ضليعا في القانون،‏ اقتبس تعليقات اشخاص من العالم الروماني،‏ قائلا:‏ «‹انظروا،‏› يقولون،‏ ‹كيف يحبون بعضهم بعضا .‏ .‏ .‏ وكيف انهم على استعداد ليموتوا احدهم عن الآخر.‏›» (‏الدفاع،‏ ٣٩،‏ ٧)‏ وجون هيرست،‏ في مؤلَّفه تاريخ الكنيسة المسيحية (‏المجلد ١،‏ الصفحة ١٤٦)‏،‏ يخبر ان الناس في قرطاجة والاسكندرية القديمتين،‏ خلال فترات الوبإ،‏ كانوا يُبعِدون عن مكان وجودهم المصابين وينزعون عن جثث الاموات ايّ شيء ربما كان ذا قيمة.‏ وعلى سبيل التباين،‏ كما يخبر،‏ كان المسيحيون في تلك الاماكن يعطون من ممتلكاتهم،‏ يعتنون بالمرضى،‏ ويدفنون الموتى.‏

      فهل ينهمك شهود يهوه في الازمنة العصرية في اعمال تُظهر مثل هذا الاهتمام بخير الآخرين؟‏ اذا كان الامر كذلك،‏ فهل ينجزها مجرد افراد قليلين متفرقين،‏ ام ان الهيئة ككل تشجِّع وتدعم مثل هذه الجهود؟‏

      المساعدة الحبية في الجماعات المحلية

      بين شهود يهوه يُعتبر الاعتناء باليتامى والارامل في الجماعة،‏ وكذلك بأيٍّ من الاشخاص الامناء الذين يختبرون محنة شديدة،‏ جزءا من عبادتهم.‏ (‏يعقوب ١:‏٢٧؛‏ ٢:‏​١٥-‏١٧؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٧،‏ ١٨‏)‏ والحكومات الدنيوية عموما تصنع التدابير للمستشفيات،‏ ايواء المسنين،‏ وترتيبات الانعاش للعاطلين عن العمل في المجتمع بصورة عامة،‏ وشهود يهوه يدعمون مثل هذه الترتيبات بدفع ضرائبهم بضمير حي.‏ ولكن،‏ اذ يدركون ان ملكوت اللّٰه فقط يمكن ان يحل مشاكل الجنس البشري بشكل دائم،‏ يقف شهود يهوه انفسهم ومواردهم بشكل رئيسي لتعليم الآخرين عن ذلك.‏ وهذه خدمة حيوية لا تزوِّدها اية حكومة بشرية.‏

      وفي اكثر من ٠٠٠‏,٦٩ جماعة لشهود يهوه حول العالم،‏ يُعتنى عادةً بالحاجات الخصوصية التي تنشأ بسبب التقدُّم في السن وعجز الافراد على اساس شخصي.‏ وكما هو ظاهر في ١ تيموثاوس ٥:‏​٤،‏ ٨‏،‏ تقع المسؤولية بشكل رئيسي على كل مسيحي للاعتناء بأهل بيته.‏ فالاولاد،‏ الحفدة،‏ او الاقرباء اللصيقون الآخرون يعربون عن المحبة المسيحية بتزويد المساعدة للمسنين والعجزة وفقا لحاجاتهم.‏ وجماعات شهود يهوه لا تضعف هذا الشعور بالمسؤولية بتولّي امر الالتزامات العائلية.‏ ولكن اذا لم يكن هنالك اقرباء لصيقون،‏ او اذا كان اولئك الذين تقع على عاتقهم المسؤولية لا يستطيعون حمل العبء وحدهم،‏ يساعد الآخرون في الجماعة بمحبة.‏ وحيث يكون ضروريا،‏ يمكن ان تصنع الجماعة ككل تدبيرا لمساعدة اخ او اخت محتاج له سجل طويل من الخدمة الامينة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٥:‏​٣-‏١٠‏.‏

      والانتباه الى هذه الحاجات لا يُترك للصدفة.‏ ففي جلسات مدرسة خدمة الملكوت،‏ التي يحضرها الشيوخ تكرارا منذ السنة ١٩٥٩،‏ مُنح التزامهم امام اللّٰه من هذه الناحية كرعاة للرعية اعتبارا خصوصيا بصورة متكررة.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏​١،‏ ١٦‏)‏ ليس انهم اغفلوا عن هذه الحاجة قبل ذلك الوقت.‏ ففي السنة ١٩١١،‏ مثلا،‏ زوَّدت جماعة اولدهام في لانكاشير،‏ انكلترا،‏ معونة مادية لاولئك الذين كانوا يواجهون بينهم مشاكل اقتصادية قاسية.‏ إلا انه منذ ذلك الحين،‏ نمت الهيئة العالمية النطاق،‏ ازداد عدد الذين يعانون مشاكل قاسية،‏ وصار شهود يهوه اكثر ادراكا لما يبيِّن الكتاب المقدس وجوب فعله في مثل هذه الحالات.‏ وخصوصا في السنين الاخيرة ناقشت كل الجماعات في اجتماعاتها مسؤوليات كل مسيحي تجاه ذوي الحاجات الخصوصية بينهم —‏ المسنين،‏ العجزة،‏ العائلات ذات الوالد المتوحد والذين هم في ضيقة اقتصادية.‏a

      والاهتمام الذي يُظهره الشهود الافراد نحو الآخرين يتجاوز الى حد بعيد القول،‏ «استدفئا واشبعا.‏» فهم يعربون عن اهتمام شخصي حبي.‏ (‏يعقوب ٢:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ تأملوا في امثلة قليلة.‏

      عندما اصيبت شابة سويدية،‏ وهي واحدة من شهود يهوه،‏ بالتهاب السحايا في اثناء زيارتها اليونان في السنة ١٩٨٦،‏ اختبرت هي ايضا ما تعنيه حيازة اخوة وأخوات مسيحيين في بلدان عديدة.‏ فقد أُعلم والدها في السويد.‏ وحالا اتصل بشيخ في الجماعة المحلية لشهود يهوه في السويد ومن خلاله بشاهد في اليونان.‏ والى ان تمكنت من العودة الى السويد بعد ثلاثة اسابيع،‏ لم يتأخر الرفقاء الجدد للشاهدة الشابة في اليونان قط عن خدمة حاجاتها.‏

      وعلى نحو مماثل،‏ عندما احتاج شاهد مسن،‏ ارمل في والاسْبرڠ،‏ اونتاريو،‏ كندا،‏ الى مساعدة،‏ اظهرت عائلة كان قد ساعدها روحيا تقديرها بجعله جزءا من العائلة.‏ وبعد سنين قليلة عندما انتقلوا الى خليج باري،‏ ذهب معهم.‏ وعاش معهم وهم اعتنوا به بمحبة طوال ١٩ سنة،‏ الى ان مات في السنة ١٩٩٠.‏

      وفي مدينة نيويورك اعتنى زوجان من الشهود برجل مسن كان يحضر الاجتماعات في قاعة ملكوتهم،‏ فاعلَين ذلك طوال نحو ١٥ سنة،‏ حتى موته في السنة ١٩٨٦.‏ وعندما اصيب بالسكتة الدماغية قاما عنه بالتسوق،‏ التنظيف،‏ الطبخ،‏ وغسل الثياب.‏ وعاملاه كما لو انه ابوهما.‏

      وثمة حاجات من نوع آخر ايضا تُعطى انتباها حبيا.‏ فقد باع زوجان من الشهود في الولايات المتحدة بيتهما وانتقلا الى مونتانا لمساعدة الجماعة هناك.‏ ولكن،‏ على مر الوقت،‏ تطورت مشاكل صحية خطيرة،‏ وصار الاخ عاطلا عن العمل،‏ واستُنفدت مواردهما المالية.‏ فكيف كانا سيتدبران الامر؟‏ صلَّى الاخ الى يهوه طلبا للمساعدة.‏ وما ان انتهى من الصلاة حتى قرع احد الرفقاء الشهود الباب.‏ فخرجا معا لتناول فنجان من القهوة.‏ وعندما عاد الاخ وجد اطعمة مكدَّسة على طاولة المطبخ.‏ ومع الاطعمة كان هنالك ظرف يحتوي على مال وملاحظة تقول:‏ «من اخوتكما وأخواتكما،‏ الذين يحبونكما كثيرا.‏» فقد ادركت الجماعة حاجتهما،‏ واشتركوا جميعا في سدّها.‏ واذ تأثرا هو وزوجته عميقا بمحبتهم لم يتمكنا من منع الدموع وشكرا يهوه،‏ الذي مثاله للمحبة يحفز خدامه.‏

      ان الاهتمام السخي الذي يظهره شهود يهوه لأولئك المعوزين بينهم صار معروفا على نحو واسع.‏ وأحيانا كان المحتالون يستغلون ذلك.‏ ولذلك كان على الشهود ان يتعلَّموا ان يكونوا حذرين،‏ فيما لا يخمدون رغبتهم في مساعدة المستحقين.‏

      عندما تترك الحرب الناس معدِمين

      في انحاء عديدة من الارض،‏ تُرك الناس معدِمين نتيجة الحرب.‏ وتسعى هيئات الغوث الى تزويد المساعدة،‏ لكنَّ هذه الانظمة غالبا ما تعمل ببطء.‏ وشهود يهوه لا يتبنَّون النظرة ان العمل الذي تقوم به مثل هذه الوكالات يعفيهم من المسؤولية تجاه اخوتهم المسيحيين في هذه المناطق.‏ فعندما يعرفون ان اخوتهم محتاجون،‏ لا ‹يغلقون احشاءهم› عن مثل هؤلاء بل يعملون ما في وسعهم بسرعة لجلب الراحة لهم.‏ —‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٧،‏ ١٨‏.‏

      وخلال الحرب العالمية الثانية،‏ حتى في البلدان التي اثقلها النقص في الاغذية،‏ كان الشهود في الريف الذين لا تزال لديهم مؤن غذائية يشتركون فيها مع الاخوة المتضايقين اكثر في المدن.‏ وفي النَّذَرلند جرى ذلك بمجازفة كبيرة بسبب القيود القاسية التي فرضها النازيون.‏ وفي مهمة اغاثة كهذه في احدى المناسبات كان ڠَريت بومِرْمان يقود فريقا من الاخوة على دراجات نقل محمَّلة طعاما مغطى بالقماش المشمع.‏ وفجأة صادفوا نقطة تفتيش في مدينة ألكْمار.‏ «لم يكن هنالك خيار سوى التوكل على يهوه كاملا،‏» قال ڠَريت.‏ ودون الابطاء كثيرا،‏ نادى الضابطَ بصوت عالٍ قائلا:‏ “Wo ist Amsterdam?” (‏اية طريق تؤدي الى امستردام؟‏)‏ فتنحَّى الضابط عن الطريق وأشار الى الامام وهو يصرخ “Geradeaus!” (‏الى الامام مستقيما!‏)‏ “Danke schön!” (‏شكرا لك!‏)‏ كان ردّ ڠَريت فيما اجتازت قافلة دراجات النقل بكاملها بأقصى سرعة وكان جمع مندهش يراقب.‏ وفي مناسبة اخرى نجح الشهود في جلب حمولة مركب كاملة من البطاطا الى اخوتهم في امستردام.‏

      وداخل معسكرات الاعتقال في اوروپا اظهر شهود يهوه هذه الروح.‏ ففيما كان مسجونا في معسكر قرب امرسفورت،‏ في النَّذَرلند،‏ نحل جسم فتى في الـ‍ ١٧ من العمر حتى صار هيكلا عظميا يمشي.‏ ولكنه في السنوات اللاحقة لم ينسَ قط انه بعد ارغامهم على التمرن تحت المطر المنهمر حتى منتصف الليل ثم حرمانهم الطعام تمكَّن شاهد من جزء آخر في المعسكر من الوصول اليه ووضع قطعة من الخبز في يده.‏ وفي معسكر اعتقال ماوتهاوزن في النمسا،‏ كثيرا ما كان شاهد،‏ يتطلب تعيينه ان يذهب من قسم الى آخر في المعسكر،‏ يجازف بحياته بأخذ الطعام الذي وفَّره الشهود من حصصهم الضئيلة الى الشهود الآخرين الذين كانوا محرومين اكثر.‏

      عقب الحرب لم يكن لدى شهود يهوه الذين خرجوا من السجون ومعسكرات الاعتقال الالمانية ايّ شيء سوى ثياب السجن التي كانوا يلبسونها.‏ وممتلكات كثيرين ممَّن لم يكونوا في السجن كانت قد دُمِّرت.‏ وكان هنالك نقص في الطعام،‏ اللباس،‏ والوقود في معظم انحاء اوروپا.‏ وشهود يهوه في هذه البلدان سرعان ما نظَّموا الاجتماعات الجماعية وشرعوا يساعدون الآخرين روحيا بإخبارهم بشارة ملكوت اللّٰه.‏ لكنهم انفسهم كانوا في حاجة الى المساعدة بطرائق اخرى.‏ فكثيرون منهم كانوا ضعفاء جدا من جرّاء الجوع حتى انه كثيرا ما اغمي عليهم خلال الاجتماعات.‏

      هنا كانت حالة لم يواجهها الشهود من قبل على نطاق واسع كهذا.‏ ولكن في الشهر نفسه الذي انتهت فيه الحرب رسميا في منطقة الپاسيفيك،‏ عقد شهود يهوه محفلا خصوصيا في كليڤلَنْد،‏ اوهايو،‏ ناقشوا فيه ما يلزم فعله لاغاثة اخوتهم المسيحيين في البلدان التي مزَّقتها الحرب وكيفية الشروع في ذلك.‏ والمحاضرة المبهجة «عطيته التي لا يعبَّر عنها،‏» التي ألقاها ف.‏ و.‏ فرانز،‏ قدَّمت مشورة من الاسفار المقدسة سدّت كاملا حاجات الحالة.‏b

      وفي غضون اسابيع قليلة،‏ حالما جرى السماح بأيّ سفر في المنطقة،‏ كان ن.‏ ه‍.‏ نور،‏ رئيس جمعية برج المراقبة،‏ و م.‏ ج.‏ هنشل في طريقهما الى اوروپا لرؤية الاحوال بشكل مباشر.‏ وحتى قبل ان يغادرا في تلك الرحلة كانت ترتيبات الاغاثة قيد العمل.‏

      والشحنات الباكرة انطلقت من سويسرا والسويد.‏ وتبعها المزيد من كندا،‏ الولايات المتحدة،‏ وبلدان اخرى.‏ وعلى الرغم من ان عدد الشهود في البلدان التي كانت قادرة على تزويد مثل هذه المساعدة بلغ آنذاك نحو ٠٠٠‏,٨٥ فقط،‏ شرعوا في ارسال الملابس والطعام الى الرفقاء الشهود في المانيا،‏ انكلترا،‏ ايطاليا،‏ بلجيكا،‏ بلغاريا،‏ پولندا،‏ تشيكوسلوڤاكيا،‏ الدنمارك،‏ رومانيا،‏ الصين،‏ فرنسا،‏ فنلندا،‏ الفيليپين،‏ النَّذَرلند،‏ النَّروج،‏ النمسا،‏ هنڠاريا،‏ واليونان.‏ ولم يكن ذلك مسعى لمرة واحدة.‏ فقد استمرت شحنات الاعانة لسنتين ونصف السنة.‏ وبين كانون الثاني ١٩٤٦ وآب ١٩٤٨ شحنوا ٢٤٧‏,٠٥٦‏,١ پاوندا (‏١١٤‏,٤٧٩ كلڠ)‏ من الملابس،‏ ١١٠‏,١٢٤ ازواج من الاحذية،‏ و ٨٧٣‏,٧١٨ پاوندا (‏٠٨١‏,٣٢٦ كلڠ)‏ من الطعام كهبات للرفقاء الشهود.‏ ولم يُسحب شيء من الاموال من اجل النفقات الادارية.‏ فقد اجرى الفرز والرزم متطوعون غير مأجورين.‏ والاموال المتبرَّع بها استُخدمت كلها لمساعدة الذين أُعدَّت لهم.‏

      طبعا،‏ ان الحاجة الى اعانة اللاجئين والآخرين ممَّن تُركوا معوزين بسبب الحرب لم تنتهِ آنذاك في اربعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ فقد حدثت مئات الحروب منذ السنة ١٩٤٥.‏ واستمر شهود يهوه في اظهار الاهتمام الحبي نفسه.‏ وجرى ذلك خلال وبعد حرب بيافرا في نَيجيريا،‏ من السنة ١٩٦٧ الى السنة ١٩٧٠.‏ وزُوِّدت معونة مماثلة في موزَمبيق خلال ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠.‏

      وفي لَيبيريا ايضا كانت هنالك مجاعة نتيجة الحرب التي ابتدأت في السنة ١٩٨٩.‏ واذ كان الناس يهربون احتشد مئات اللاجئين في مجمَّع برج المراقبة في مونروڤيا.‏ فجرى الاشتراك في ما توفَّر من الطعام هناك،‏ وكذلك الماء من البئر،‏ مع الشهود والجيران غير الشهود على السواء.‏ وبعدئذ،‏ حالما سمحت الظروف،‏ وصل مزيد من مؤن الاغاثة من الشهود في سيراليون وساحل العاج في افريقيا الغربية،‏ النَّذَرلند وايطاليا في اوروپا،‏ والولايات المتحدة.‏

      ومرة اخرى،‏ في السنة ١٩٩٠،‏ بعد ان تركت الحرب في لبنان اجزاء من بيروت تبدو كما لو ان زلزالا ضربها،‏ نظَّم الشيوخ بين شهود يهوه لجنة اغاثة للحالات الطارئة لمنح المساعدة اللازمة للاخوة.‏ ولم يضطروا الى طلب متطوعين؛‏ فكل يوم كان كثيرون يعرضون مساعدتهم.‏

      وخلال فترة من الاضطراب السياسي والاقتصادي الكبير في اوروپا،‏ ارسل شهود يهوه في تشيكوسلوڤاكيا،‏ النمسا،‏ هنڠاريا،‏ ويوڠوسلاڤيا اكثر من ٧٠ طنا من المواد اللازمة الى اخوتهم المسيحيين في رومانيا في السنة ١٩٩٠.‏

      تبع ذلك مزيد من بعثات الاغاثة الى اوروپا الشرقية.‏ فقد طلبت الهيئة الحاكمة من مكتب فرع جمعية برج المراقبة في الدنمارك ان ينظِّموا اعانة للشهود المحتاجين في أوكرانيا.‏ فأُشعرت الجماعات وكانت توّاقة الى العطاء.‏ وفي ١٨ كانون الاول ١٩٩١،‏ وصلت الى لْڤيڤ خمس شاحنات وعربتان مقفلتان يقودها شهود متطوعون محمَّلة ٢٢ طنا من المؤن —‏ تعبير عن الاهتمام الحبي باخوتهم المسيحيين.‏ واذ استمرت الى السنة ١٩٩٢،‏ وصلت شحنات ايضا من الشهود في النمسا —‏ اكثر من ١٠٠ طن من الطعام واللباس.‏ والمزيد من المؤن أُرسل من الشهود في النَّذَرلند —‏ اولا ٢٦ طنا من الطعام،‏ وبعد ذلك قافلة من ١١ شاحنة تحتوي على الملابس،‏ ثم مزيد من الطعام لتلبية الحاجة المستمرة.‏ وكان المتسلِّمون شاكرين للّٰه وتطلعوا اليه طلبا للحكمة في استعمال ما جرى تزويده.‏ واتحدوا في الصلاة قبل تفريغ الشاحنات ومرة اخرى عند انجاز المهمة.‏ وشحنات اعانة كبيرة اخرى ارسلها الشهود في ايطاليا،‏ فنلندا،‏ السويد،‏ وسويسرا.‏ وفي اثناء سير ذلك كله،‏ ادَّت الاحوال المضطربة بين الجمهوريات التي كانت تؤلِّف سابقا يوڠوسلاڤيا الى نشوء الحاجة هناك.‏ فشُحنت ايضا مؤن الطعام،‏ اللباس،‏ والادوية الى تلك المنطقة.‏ وفي غضون ذلك،‏ فتح الشهود في المدن هناك بيوتهم للاعتناء بأولئك الذين دُمِّرت منازلهم.‏

      احيانا يكون اولئك الذين هم في مسيس الحاجة الى المساعدة موجودين في اماكن نائية،‏ وتكون حالتهم غير معروفة بشكل واسع.‏ وقد صح ذلك في ٣٥ عائلة من شهود يهوه في ڠواتيمالا.‏ فقد غزت قراهم عصابات متحاربة.‏ وعندما تمكنوا اخيرا من العودة في السنة ١٩٨٩،‏ احتاجوا الى المساعدة لاعادة البناء.‏ ولتكميل المساعدة التي وفَّرتها الحكومة لاعادة اللاجئين،‏ شكَّل مكتب فرع جمعية برج المراقبة لجنة طوارئ لتقديم العون لعائلات الشهود هؤلاء،‏ وتطوع نحو ٥٠٠ شاهد آخر من ٥٠ جماعة للمساعدة في اعادة البناء.‏

      وهنالك حالات اخرى تؤدي بالناس ايضا الى حاجة ماسة جدا دون خطإ من جهتهم.‏ فالزلازل،‏ الاعاصير،‏ والفيضانات انما هي حوادث متكررة.‏ وكمعدل،‏ يقال ان العالم يصاب بأكثر من ٢٥ كارثة رئيسية كل سنة.‏

      عندما تضرب القوى الطبيعية بعنف

      عندما تنشأ حالات طارئة رئيسية تؤثر في شهود يهوه بسبب الكوارث،‏ تُتَّخذ اجراءات فورية لتزويد المساعدة اللازمة.‏ والشيوخ المحليون تعلَّموا انه عند مواجهة حالات كهذه يجب ان يبذلوا جهدا حثيثا للاتصال بكل فرد في الجماعة.‏ ومكتب فرع جمعية برج المراقبة الذي يشرف على عمل الملكوت في تلك المنطقة يتحقق فورا من الوضع ثم يرسل تقريرا الى المركز الرئيسي العالمي.‏ وحيث تلزم مساعدة اكثر مما يمكن تزويده محليا،‏ تُصنع ترتيبات منسَّقة بدقة،‏ حتى على نطاق اممي احيانا.‏ والهدف ليس محاولة رفع مستوى معيشة اولئك المتضررين بل مساعدتهم على حيازة ضرورات الحياة التي اعتادوها.‏

      ان مجرد تقرير عن الكارثة على التلفزيون يكفي لدفع شهود كثيرين الى الاتصال هاتفيا بالشيوخ المسؤولين في المنطقة لعرض خدماتهم او لتزويد المال او المواد.‏ وقد يرسل آخرون اموالا الى مكتب الفرع او المركز الرئيسي العالمي بغية استعمالها لاغراض الاغاثة.‏ فهم يعرفون ان المساعدة لازمة،‏ ويريدون ان يساهموا.‏ وحيث توجد حاجة اعظم،‏ قد تُعلِم جمعية برج المراقبة الاخوة في منطقة محدودة ليتمكنوا من المساعدة قدر المستطاع.‏ وتُشكَّل لجنة اغاثة لتنسيق معالجة الامور في منطقة الكارثة.‏

      وهكذا عندما دمَّر زلزال قوي معظم ماناڠْوا،‏ نيكاراڠْوا،‏ في كانون الاول ١٩٧٢،‏ اجتمع نظار جماعات شهود يهوه في تلك المنطقة في غضون ساعات لتنسيق مساعيهم.‏ وجرى تفحص فوري لحالة كل شاهد في المدينة.‏ وفي ذلك اليوم نفسه ابتدأت مؤن الاغاثة تصل من الجماعات المجاورة؛‏ ثم اتت بسرعة من كوستاريكا،‏ هُندوراس،‏ والسلڤادور.‏ وأُقيمت اربع عشرة نقطة لتوزيع الاعانة في ضواحي ماناڠْوا.‏ والمال والمؤن من الشهود في انحاء عديدة من العالم نُقلت الى نيكاراڠْوا عن طريق المركز الرئيسي الاممي لجمعية برج المراقبة.‏ ووُزع الطعام والامدادات الاخرى (‏بما فيها الشموع،‏ الثقاب،‏ والصابون)‏ بحسب حجم كل اسرة،‏ اذ كانت كل عائلة تُعطى مؤونة سبعة ايام.‏ وفي ذروة العمليات أُطعم نحو ٠٠٠‏,٥ شخص —‏ الشهود،‏ عائلاتهم،‏ والاقرباء الذين يمكثون هم عندهم.‏ واستمرت عمليات الاغاثة عشرة اشهر.‏ ولدى رؤية ما كان يجري،‏ وفَّرت وكالات الحكومة والصليب الاحمر الطعام،‏ الخيام،‏ والامدادات الاخرى ايضا.‏

      وفي السنة ١٩٨٦ اجبرت الانفجارات البركانية ٠٠٠‏,١٠ شخص على اخلاء جزيرة إيزو-‏اوشيما،‏ قرب ساحل اليابان،‏ والسفن التي كانت تنقل اللاجئين التقاها شهود يهوه الذين كانوا يفتشون باجتهاد ليجدوا اخوتهم الروحيين.‏ قال احد اللاجئين:‏ «عندما غادرنا اوشيما،‏ لم نكن نحن انفسنا نعرف الى اين نتجه.‏» فقد حدث كل شيء بسرعة كبيرة.‏ «ولكن فيما كنا ننزل من السفينة رأينا لافتة تقول،‏ ‏‹شهود يهوه.‏› .‏ .‏ .‏ فاغرورقت عينا زوجتي اذ غمرها شعور بالارتياح لوجود اخوتنا هناك لملاقاتنا على الرصيف.‏» وبعد ملاحظة كيفية الاعتناء بالشهود اللاجئين،‏ ليس فقط عند وصولهم بل بعد ذلك ايضا،‏ قال حتى الناس الذين نبذونهم سابقا:‏ «قد احسنتم اذ التصقتم بهذا الدين.‏»‏

      يبذل الشهود كل جهد لادخال المساعدة الى المناطق المنكوبة بالسرعة الممكنة.‏ ففي السنة ١٩٧٠،‏ عندما ضرب الپيرو احد اكثر الزلازل تدميرا في تاريخ البلد،‏ أُرسلت على الفور اموال الاغاثة للحالات الطارئة من المركز الرئيسي العالمي في نيويورك،‏ تبعها ١٥ طنا من الملابس.‏ ولكن حتى قبل وصول تلك الشحنة ساق الشهود قافلة من العربات تحمل مؤن الاغاثة الى المنطقة التي دُمِّرت فيها المدن والقرى،‏ فاعلين ذلك في غضون ساعات بعد فتح الطرقات.‏ وعلى التوالي في الايام والاسابيع التي تلت زوَّدوا المساعدة اللازمة،‏ ماديا وروحيا على السواء،‏ لمختلف الفرق في جبال الأنديز.‏ وفي السنة ١٩٨٠،‏ عندما هزَّ اجزاء من ايطاليا زلزال عنيف مساء ٢٣ تشرين الثاني،‏ وصلت اول حمولة شاحنة من المؤن المرسلة من الشهود الى المنطقة المنكوبة في اليوم التالي عينه.‏ فأنشأوا فورا مطبخهم،‏ الذي منه كان يجري يوميا توزيع الطعام الذي تطهوه الاخوات.‏ وعلَّق احد مراقبي جهود الاغاثة في احدى الجزر الكاريبية:‏ «لقد عمل الشهود بسرعة اكثر من الحكومة.‏» ربما يصح ذلك احيانا،‏ ولكنَّ شهود يهوه يقدِّرون بالتأكيد مساعدة الرسميين الذين يسهِّلون مساعيهم لبلوغ مثل هذه المناطق المنكوبة بسرعة.‏

      خلال فترة من المجاعة في آنڠولا في السنة ١٩٩٠،‏ عُلِم ان الشهود هناك كانوا في حاجة ماسة الى الطعام واللباس.‏ لكنَّ الوصول اليهم كان يمكن ان يشكِّل مشكلة بسبب الحظر على شهود يهوه في ذلك البلد لسنين عديدة.‏ ومع ذلك فان اخوتهم المسيحيين في جنوب افريقيا حمَّلوا شاحنة ٢٥ طنا من مؤن الاغاثة.‏ وفي الطريق زاروا قنصلية آنڠولا فمُنحوا اذنا في عبور الحدود.‏ وبغية الوصول الى الاخوة كان يجب ان يجتازوا ٣٠ حاجزا عسكريا،‏ وحيث نُسف جسر،‏ كان يجب ان يعبروا نهرا في طور الفيضان على جسر وقتي اقيم مكانه.‏ وعلى الرغم من ذلك كله،‏ سُلِّمت كامل الشحنة بأمان.‏

      في اوقات الكارثة يُنجَز اكثر من مجرد شحن مؤن الاغاثة الى المنطقة.‏ فعندما دمَّرت الانفجارات والنيران منطقة في احدى ضواحي مدينة مكسيكو في السنة ١٩٨٤،‏ وصل الشهود بسرعة لتزويد المساعدة.‏ لكنَّ شهودا كثيرين في المنطقة لم تكن معرفة مكانهم ممكنة،‏ ولذلك رتَّب الشيوخ بحثا منظَّما لتحديد مكان كل فرد.‏ فالبعض تشتتوا في اماكن اخرى.‏ ومع ذلك،‏ واصل الشهود بحثهم حتى وجدوا اماكنهم جميعا.‏ فمُنحت المساعدة حسبما كان لازما.‏ وفي حالة اخت فقدت زوجها وابنا لها،‏ شمل ذلك الاهتمام بترتيبات الدفن ثم تزويد الدعم الكامل،‏ ماديا وروحيا،‏ للاخت وأولادها الباقين.‏

      غالبا ما يلزم اكثر بكثير من الامدادات الطبية،‏ وجبات قليلة من الطعام،‏ وبعض الملابس.‏ ففي السنة ١٩٨٩ دمَّرت عاصفة بيوت ١١٧ شاهدا في ڠوادلوپ وألحقت اضرارا جسيمة ببيوت ٣٠٠ آخرين.‏ وسرعان ما اتى شهود يهوه في المارتينيك لمساعدتهم؛‏ ثم شحن الشهود في فرنسا اكثر من ١٠٠ طن من مواد البناء كتقدمة لمساعدتهم.‏ وفي جزيرة سانت كروا،‏ عندما قالت شاهدة كانت قد خسرت بيتها لزملاء العمل ان الرفقاء الشهود آتون من پورتو ريكو للمساعدة،‏ قالوا:‏ «لن يفعلوا لك شيئا.‏ فأنت زنجية،‏ ولست اسپانية مثلهم.‏» وكم فوجئ زملاء العمل هؤلاء عندما صار لديها سريعا بيت جديد تماما!‏ وعقب زلزال في كوستاريكا في السنة ١٩٩١،‏ عمل الشهود المحليون والمتطوعون الامميون معا لمساعدة الرفقاء الشهود في منطقة الكارثة.‏ ودون ان يتوقعوا شيئا بالمقابل،‏ اعادوا بناء ٣١ بيتا و ٥ قاعات ملكوت ورمَّموا اخرى.‏ قال مراقبون:‏ ‹الفرق الاخرى تتكلم عن المحبة؛‏ أما انتم فتظهرونها.‏›‏

      والفعَّالية التي بها بذل شهود يهوه جهود الاغاثة كثيرا ما اذهلت المشاهدين.‏ ففي كاليفورنيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في السنة ١٩٨٦ انهار سدّ على نهر يوبا وأجبرت السيول عشرات الآلاف من الناس على مغادرة منازلهم.‏ فاتصل الشيوخ المسيحيون في المنطقة بالمركز الرئيسي في نيويورك،‏ وتشكَّلت لجنة اغاثة.‏ وحالما بدأت المياه بالانخفاض،‏ كان مئات المتطوعين على استعداد للعمل.‏ وقبل ان تتمكن وكالات الاغاثة الدنيوية من مباشرة العمل،‏ كانت بيوت الشهود ترمَّم.‏ فلماذا تمكنوا من التحرك بمثل هذه السرعة؟‏

      كان احد العوامل الرئيسية استعداد الشهود للتطوع حالا دون اجر فضلا عن تبرُّعهم بالمواد اللازمة.‏ وكان العامل الآخر خبرتهم في التنظيم والعمل معا،‏ اذ يفعلون ذلك قانونيا لادارة محافلهم وبناء قاعات ملكوت جديدة.‏ ولكن هنالك عامل حيوي آخر وهو انهم يولون الكثير من التفكير لما يعنيه الكتاب المقدس عندما يقول،‏ «لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة.‏» —‏ ١ بطرس ٤:‏٨‏.‏

      والتبرعات التي تُقدَّم لسدّ مثل هذه الحاجات كثيرا ما تأتي من افراد لديهم هم انفسهم القليل جدا.‏ وكما تقول رسائلهم المرفقة في كثير من الاحيان:‏ ‹الهبة صغيرة،‏ لكنَّ قلبنا بكامله متسع لاخواتنا واخوتنا.‏› ‹ليتني كنت استطيع ان ارسل اكثر،‏ لكنَّ ما سمح لي يهوه بحيازته اودّ الاشتراك فيه.‏› وكمسيحيي القرن الاول في مكدونية،‏ يلتمسون بحرارة امتياز الاشتراك في تزويد ضرورات الحياة للمعوزين.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏​١-‏٤‏)‏ وعندما تُرك اكثر من ٠٠٠‏,٢٠٠ كوري دون مسكن نتيجة الفيضان في السنة ١٩٨٤،‏ تجاوب شهود يهوه في جمهورية كوريا بسخاء حتى ان مكتب الفرع اضطر ان يعلن انه لم تعد هنالك حاجة الى مزيد من المساعدة.‏

      يمكن للمراقبين ان يروا بسهولة ان ما يدفع الشهود هو اكثر من مجرد الشعور بالمسؤولية او الميل العام الى حب الخير.‏ فهم يحبون حقا اخوتهم وأخواتهم المسيحيين.‏

      وبالاضافة الى الاعتناء بالحاجات الجسدية يمنح شهود يهوه انتباها خصوصيا لحاجات اخوتهم الروحية في المناطق المنكوبة.‏ فالترتيبات تُصنع بأسرع ما يمكن لاستئناف اجتماعات الجماعة.‏ وفي اليونان،‏ في السنة ١٩٨٦،‏ تطلَّب ذلك نصب خيمة كبيرة خارج مدينة كالاماتا لاستعمالها كقاعة ملكوت،‏ وخيام اصغر في مواقع مختلفة لدروس الكتاب الجماعية وسط الاسبوع.‏ وبشكل مماثل،‏ بعد الاعتناء بالحاجات الجسدية للناجين من التدفق الوحلي المخرِّب في آرميرو،‏ كولومبيا،‏ في السنة ١٩٨٥،‏ استُخدمت الاموال الباقية لبناء قاعات ملكوت جديدة لثلاث جماعات في المنطقة.‏

      وحتى فيما يكون مثل هذا العمل لاعادة البناء جاريا،‏ يستمر شهود يهوه في تعزية الآخرين بالاجوبة المانحة الاكتفاء التي تعطيها كلمة اللّٰه عن اسئلتهم حول القصد من الحياة،‏ سبب الكوارث والموت،‏ والرجاء للمستقبل.‏

      وجهود الشهود للاغاثة لا يُقصَد بها الاعتناء بالحاجات الجسدية لكل فرد في المنطقة المنكوبة.‏ فبحسب غلاطية ٦:‏١٠ تُبذَل هذه بشكل رئيسي من اجل «اهل الايمان.‏» وفي الوقت نفسه،‏ يساعدون الآخرين بسرور حسب طاقتهم.‏ وقد فعلوا ذلك،‏ مثلا،‏ عند تزويد الطعام لضحايا الزلزال في ايطاليا.‏ وفي الولايات المتحدة،‏ عند مساعدة ضحايا الفيضانات والعواصف،‏ نظَّفوا ورمَّموا ايضا بيوت الجيران المضطربين للشهود.‏ وعندما يُسألون عن سبب انجاز اعمال اللطف هذه للغرباء،‏ يجيبون ببساطة انهم يحبون جيرانهم.‏ (‏متى ٢٢:‏٣٩‏)‏ وعقب اعصار مخرِّب في جنوبي فلوريدا،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في السنة ١٩٩٢،‏ صار برنامج الشهود للاغاثة المنظَّم جيدا مشهورا حتى ان بعض المؤسسات التجارية والافراد غير الشهود الذين ارادوا ان يساهموا بشكل ذي معنى في مؤن الاغاثة سلَّموا هذه للشهود.‏ فقد عرفوا ان هبتهم لن تبقى في مخزون احتياطي،‏ ولن تُستخدم للربح،‏ ولكنها ستفيد حقا ضحايا الاعصار،‏ الشهود وغير الشهود على السواء.‏ واستعدادهم لمساعدة غير الشهود وقت الكارثة قُدِّر كثيرا في داڤاو دِل نورتي،‏ في الفيليپين،‏ حتى ان رسميي البلدة اصدروا بيانا يعبِّرون فيه عن ذلك.‏

      ولكن،‏ لا يحب كل فرد المسيحيين الحقيقيين.‏ وكثيرا ما يكونون هدفا للاضطهاد الشديد.‏ وهذا الوضع ايضا يجلب تدفقا سخيا من الدعم الحبي للرفقاء المسيحيين.‏

      في وجه الاضطهاد الوحشي

      شبَّه الرسول بولس الجماعة المسيحية بالجسد البشري وقال:‏ «تهتم الاعضاء اهتماما واحدا بعضها لبعض.‏ فان كان عضو واحد يتألم فجميع الاعضاء تتألم معه.‏» (‏١ كورنثوس ١٢:‏​٢٥،‏ ٢٦‏)‏ هكذا يكون رد فعل شهود يهوه عندما يسمعون اخبارا عن اضطهاد اخوتهم المسيحيين.‏

      ففي المانيا خلال الحقبة النازية،‏ اتخذت الحكومة اجراءات قمع قاسية ضد شهود يهوه.‏ وكان هنالك نحو ٠٠٠‏,٢٠ شاهد فقط في المانيا آنذاك،‏ فريق صغير نسبيا يحتقره هتلر.‏ فلزم عمل موحَّد.‏ وفي ٧ تشرين الاول ١٩٣٤،‏ اجتمعت كل جماعة لشهود يهوه سرا في كل انحاء المانيا،‏ صلَّوا معا،‏ وأرسلوا رسالة الى الحكومة تذكر تصميمهم على الاستمرار في خدمة يهوه.‏ ثم خرج كثيرون من الحاضرين ليشهدوا بجرأة لجيرانهم عن اسم يهوه وملكوته.‏ وفي اليوم نفسه اجتمع ايضا شهود يهوه في باقي الارض في جماعاتهم،‏ وبعد صلاة متحدة،‏ ارسلوا برقيات الى حكومة هتلر دعما لاخوتهم المسيحيين.‏

      وفي السنة ١٩٤٨،‏ بعد ان كُشف عن الاضطهاد الذي يثيره رجال الدين على شهود يهوه في اليونان،‏ تلقى رئيس جمهورية اليونان ومختلف وزراء الحكومة آلاف الرسائل من شهود يهوه لاجل اخوتهم المسيحيين.‏ وهذه وردت من الفيليپين،‏ اوستراليا،‏ اميركا الشمالية والجنوبية،‏ ومناطق اخرى.‏

      وعندما شهَّرت مجلة استيقظ!‏ الاساليب التعسفية المستخدمة ضد الشهود في اسپانيا في السنة ١٩٦١،‏ غمرت رسائل الاحتجاج السلطات هناك.‏ فصَدم الرسميين ان يجدوا ان الناس حول العالم عرفوا تماما ما كانوا يفعلونه،‏ ونتيجة لذلك،‏ على الرغم من استمرار الاضطهاد،‏ ابتدأ بعض رجال الشرطة يتعاملون مع الشهود بمزيد من التحفظ.‏ وفي مختلف البلدان الافريقية ايضا تسلَّم الرسميون رسائل من الشهود في انحاء كثيرة اخرى من العالم عندما علِموا بالمعاملة الوحشية التي يختبرها اخوتهم وأخواتهم المسيحيون هناك.‏

      واذا لم يكن التجاوب المؤاتي من الحكومة وشيكا فان الشهود المضطهَدين لا يُنسَون.‏ وبسبب الاستمرار في الاضطهاد الديني سنين عديدة،‏ غُمِرت بعض الحكومات تكرارا برسائل الالتماس والاحتجاج.‏ وقد صح ذلك في الارجنتين.‏ ففي احدى المناسبات في السنة ١٩٥٩ اخذ وزير الشؤون الخارجية والاديان احد اخوتنا الى غرفة توجد فيها عدة خزائن كتب ملآنة رسائل انهالت من كل انحاء العالم.‏ وقد اذهله ان يكتب شخص من مكان بعيد جدا كفيجي ملتمسا حرية العبادة في الارجنتين.‏

      وفي بعض الحالات مُنح مزيد من الحرية عندما ادرك الحكام ان الناس حول العالم يعرفون ما يفعلونه وأن هنالك كثيرين يهتمون حقا بما يجري.‏ وصح ذلك في لَيبيريا سنة ١٩٦٣.‏ فقد تلقى مندوبو المحفل في بانْڠا من عسكر الحكومة معاملة وحشية.‏ فانهالت على رئيس جمهورية لَيبيريا رسائل احتجاج من مختلف انحاء العالم،‏ وتدخلت وزارة الخارجية الاميركية لان مواطنا اميركيا كان مشمولا.‏ وأخيرا ابرق رئيس الجمهورية تَبْمان الى المركز الرئيسي لجمعية برج المراقبة معبِّرا عن استعداده لاستقبال وفد من شهود يهوه لمناقشة الامور.‏ واثنان من المندوبين —‏ ميلتون هنشل وجون شاروك —‏ كانا في بانْڠا.‏ فاعترف السيد تَبْمان ان ما حدث كان «اعتداء» وقال:‏ «انا آسف على حدوث ذلك.‏»‏

      وعقب تلك المقابلة،‏ صدر امر تنفيذي يُبلِغ «جميع الناس في كل البلد ان شهود يهوه سيكون لهم حق وامتياز الوصول بحرية الى اية ناحية من البلد لانجاز عملهم الارسالي وعبادتهم الدينية دون ان يتعرَّض لهم احد.‏ وسيتمتعون بحماية القانون لشخصهم وممتلكاتهم على السواء وبالحق في عبادة اللّٰه بحرية حسبما تمليه عليهم ضمائرهم،‏ متقيدين في الوقت نفسه بقوانين الجمهورية باظهار الاحترام للعلَم القومي عند رفعه او خفضه في الاحتفالات بالوقوف ساكنين.‏» ولكن لم يُطلَب ان يلقوا التحية،‏ خلافا لضميرهم المسيحي.‏

      أما في ملاوي،‏ في السنة ١٩٩٢،‏ فلم يكن مثل هذا البيان الرسمي وشيكا بعدُ،‏ مع ان العنف ضد الشهود هناك انخفض الى حد كبير.‏ وشهود يهوه هناك كانوا ضحايا الاضطهاد الديني الاكثر وحشية في التاريخ الافريقي.‏ فقد اجتاحت البلد موجة اضطهاد كهذا في السنة ١٩٦٧؛‏ وبدأت اخرى باكرا في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ فكُتبت عشرات الآلاف من الرسائل لاجلهم من كل انحاء العالم.‏ وجرت اتصالات هاتفية.‏ وأُرسلت برقيات كبلية.‏ ولاسباب انسانية اندفع اشخاص بارزون كثيرون في العالم الى التعبير عن رأيهم جهارا.‏

      وكانت الوحشية متطرفة جدا حتى ان نحو ٠٠٠‏,١٩ من شهود يهوه وأولادهم فرّوا عبر الحدود الى زامبيا في السنة ١٩٧٢.‏ وجماعات الشهود المجاورة في زامبيا جمعوا بسرعة الطعام والدُّثُر لاخوتهم.‏ والمال والمؤن التي وهبها شهود يهوه في كل انحاء العالم تدفقت الى مكاتب فروع برج المراقبة وجرى نقلها الى اللاجئين بواسطة مكتب المركز الرئيسي في نيويورك.‏ فجرى تلقّي اكثر مما يلزم للاعتناء بكل حاجات اللاجئين في المخيم في سيندا ميسال.‏ واذ انتشرت الاخبار في المخيم عن وصول شاحنات محمَّلة طعاما،‏ لباسا،‏ وقماشا مشمَّعا لتزويد الاغطية،‏ لم يستطع الاخوة الملاويون حبس دموع الفرح بسبب هذا الدليل على محبة اخوتهم المسيحيين.‏

      وعندما يُسجَن افراد منهم لا يتخلى عنهم الرفقاء الشهود،‏ حتى ولا عندما يشمل الامر مخاطرة شخصية.‏ فخلال الحظر في الارجنتين،‏ عندما احتُجز فريق من الشهود ٤٥ ساعة،‏ احضر لهم اربعة شهود آخرين الطعام واللباس،‏ ولكن ليُسجَنوا هم انفسهم.‏ وفي السنة ١٩٨٩ حاولت زوجة ناظر دائرة في بوروندي،‏ عندما علمت بحالة اخوتها المسيحيين،‏ ان تأخذ لهم الطعام الى السجن.‏ ولكن أُلقي القبض عليها واحتُجزت رهينة مدة اسبوعين،‏ لان رجال الشرطة كانوا يحاولون العثور على زوجها.‏

      وفضلا عما يمكنهم فعله بكل هذه الطرائق فان المحبة لاخوتهم المسيحيين تدفع شهود يهوه الى رفع اصواتهم في الصلاة الى اللّٰه لاجلهم.‏ وهم لا يصلّون ان يضع اللّٰه حدّا فوريا للحروب والنقص في الاغذية،‏ لان يسوع المسيح سبق وأنبأ بمثل هذه الامور لزمننا.‏ (‏متى ٢٤:‏٧‏)‏ ولا يصلّون الى اللّٰه ليمنع كل اضطهاد،‏ لان الكتاب المقدس يبيِّن بوضوح ان المسيحيين الحقيقيين سيُضطهدون.‏ (‏يوحنا ١٥:‏٢٠؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏١٢‏)‏ لكنهم يلتمسون بحرارة ان يتقوى اخوتهم وأخواتهم المسيحيون ليثبتوا في الايمان في وجه اية مشقة تأتي عليهم.‏ (‏قارنوا كولوسي ٤:‏١٢‏.‏)‏ واذ يشهد السجل على قوتهم الروحية يعطي الدليل الوافر على ان مثل هذه الصلوات قد استُجيبت.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظروا برج المراقبة،‏ ١ تموز ١٩٨١ «هل يمكن ان تساعدوا الارامل والاولاد العديمي الاب ‹في ضيقتهم›؟‏» (‏١٥ ايلول ١٩٨٠،‏ بالانكليزية)‏؛‏ ١ حزيران ١٩٨٧،‏ الصفحات ١٠-‏٢١ (‏١٥ تشرين الاول ١٩٨٦،‏ بالانكليزية)‏؛‏ ١٥ تشرين الثاني ١٩٨٧ «ناظرين الى مصالح المتقدمين في السن،‏» ١ كانون الاول ١٩٨٧ «ممارسين التعبد التقوي في ما يتعلق بالوالدين المتقدمين في السن» (‏١ حزيران ١٩٨٧،‏ الصفحات ٤-‏١٨،‏ بالانكليزية)‏؛‏ ١٥ تموز ١٩٨٨،‏ الصفحات ٢١-‏٢٣؛‏ ١ آذار ١٩٩٠،‏ الصفحات ٢٠-‏٢٢.‏

      b انظروا برج المراقبة،‏ ١ كانون الاول ١٩٤٥،‏ الصفحات ٣٥٥-‏٣٦٣ (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٠٥]‏

      الانتباه الى حالات الحاجة الخصوصية لا يُترك للصدفة

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٠٧]‏

      المساعدة التي تنجم عن الاهتمام الشخصي الحبي

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٠٨]‏

      معالجة الحاجات الماسة الى الاغاثة

      ‏[النبذة في الصفحة ٣١٢]‏

      بحث منظَّم لتحديد مكان كل شاهد في منطقة الكارثة

      ‏[النبذة في الصفحة ٣١٥]‏

      فعل الخير لغير الشهود ايضا

      ‏[النبذة في الصفحة ٣١٧]‏

      دموع الفرح بسبب المحبة التي اظهرها اخوتهم المسيحيون

      ‏[الاطار في الصفحة ٣٠٩]‏

      ‏«انتم تحبون حقا بعضكم بعضا»‏

      بعد مراقبة المتطوعين الشهود في لبنان الذي مزقته الحرب وهم يرمِّمون كاملا بيتا متضررا كثيرا لاحدى اخواتهم المسيحيات،‏ اندفع جيرانها الى السؤال:‏ «من اين تأتي هذه المحبة؟‏ ايّ نوع من الناس انتم؟‏» وقالت امرأة مسلمة وهي تراقب تنظيف واصلاح بيت الشاهدة:‏ «انتم تحبون حقا بعضكم بعضا.‏ دينكم هو الدين الصحيح.‏»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣١٦]‏

      اخوة وأخوات حقيقيون

      في ما يتعلق باللاجئين الشهود الكوبيين في فورت تْشافي،‏ آركانساس،‏ قالت «آركانساس ڠازِت»:‏ «كانوا اول مَن أُعيد اسكانهم في بيوت جديدة لأن ‹اخوتهم وأخواتهم› الاميركيين —‏ شهود يهوه الرفقاء —‏ بذلوا جهدا خصوصيا لانقاذهم.‏ .‏ .‏ .‏ وعندما يدعو الشهود نظراءهم الروحيين في ايّ بلد ‹اخوة وأخوات،‏› فانهم يعنون ذلك حقا.‏» —‏ عدد ١٩ نيسان ١٩٨١.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٠٦]‏

      بعد الحرب العالمية الثانية شحنوا الطعام واللباس الى الرفقاء الشهود المعوزين في ١٨ بلدا

      الولايات المتحدة

      سويسرا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣١١]‏

      في السنة ١٩٩٠،‏ وحَّد الشهود في البلدان المجاورة جهودهم لمساعدة الرفقاء المؤمنين في رومانيا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣١٠]‏

      الشهود الذين نجوا من الزلزال في الپيرو بنوا مدينة ملجإهم وساعدوا بعضهم بعضا

      امدادات الاغاثة التي اتى بها شهود آخرون (‏ادناه)‏ كانت بين الامدادات الاولى التي تصل الى المنطقة

      ‏[الصور في الصفحة ٣١٣]‏

      جهود الاغاثة كثيرا ما تشمل تزويد المواد والمتطوعين لمساعدة الرفقاء الشهود في اعادة بناء بيوتهم

      ڠواتيمالا

      پاناما

      المكسيك

      ‏[الصورة في الصفحة ٣١٤]‏

      جهود الشهود للاغاثة تشمل البناء الروحي.‏ في كالاماتا،‏ اليونان،‏ وخارج المدينة على السواء،‏ نُصبت سريعا الخيام للاجتماعات

  • البناء معا علی نطاق عالمي
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ٢٠

      البناء معا على نطاق عالمي

      ان الشعور بالاخوَّة الاصيلة بين شهود يهوه يجري الاعراب عنه بطرائق عديدة.‏ وأولئك الذين يحضرون اجتماعاتهم يرون الدليل على ذلك.‏ وفي محافلهم يجري الاعراب عنه على نطاق موسَّع.‏ ويَظهر ايضا بوضوح فيما يعملون معا لتزويد اماكن اجتماع مناسبة لجماعاتهم.‏

      ومع بداية عقد تسعينات الـ‍ ١٩٠٠ كان هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٦٠ جماعة لشهود يهوه حول العالم.‏ وخلال العقد السابق كانت تضاف ٧٥٩‏,١ جماعة جديدة،‏ كمعدل،‏ كل سنة.‏ وفي وقت باكر من تسعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كانت هذه النسبة قد ارتفعت الى اكثر من ٠٠٠‏,٣ سنويا.‏ وتزويد امكنة مناسبة لاجتماعاتهم جميعا كان مهمة ضخمة.‏

      قاعات الملكوت

      وكما صح في مسيحيي القرن الاول استخدمت جماعات عديدة لشهود يهوه في اول الامر بيوتا خاصة لمعظم اجتماعاتهم.‏ وفي ستكهولم،‏ السويد،‏ استخدم القليلون الذين عقدوا اولا اجتماعات قانونية هناك دكان نجارة كانوا قد استأجروه للاستعمال بعد الانتهاء من عمل النهار في الدكان.‏ وبسبب الاضطهاد عقد فريق صغير في مقاطعة لا كورونا،‏ اسپانيا،‏ اجتماعاتهم الاولى في مستودع،‏ او مخزن،‏ صغير.‏

      وعند الحاجة الى مكان اوسع،‏ في البلدان التي توجد فيها حرية لفعل ذلك،‏ كانت جماعات شهود يهوه المحلية تستأجر مكانا للاجتماع.‏ أما اذا كانت هذه قاعة تستخدمها ايضا هيئات اخرى،‏ فكان يجب نقل المعدّات او تركيبها لكل اجتماع،‏ وكثيرا ما كانت تبقى رائحة دخان التبغ عالقة.‏ وحيثما امكن،‏ كان الاخوة يستأجرون متجرا غير مستخدم او عُلِّية تستخدمها الجماعة فقط.‏ ولكن،‏ على مر الوقت،‏ في اماكن عديدة جعلت الايجارات المرتفعة وعدم توافر اماكن مناسبة ضروريا صنع ترتيبات اخرى.‏ وفي بعض الحالات اشتُريت مبانٍ وجُدِّدت.‏

      قبل الحرب العالمية الثانية بنت جماعات قليلة اماكن للاجتماع مصمَّمة خصوصا لاستخدامها.‏ وحتى قديما في السنة ١٨٩٠،‏ بنى فريق من تلاميذ الكتاب المقدس في الولايات المتحدة في ماونت لوكْأَوْت،‏ ڤرجينيا الغربية،‏ مكانهم الخاص للاجتماع.‏a لكنَّ عمل البناء الواسع الانتشار لقاعات الملكوت لم يبدأ حتى خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏

      والاسم قاعة الملكوت اقترحه سنة ١٩٣٥ ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ الذي كان آنذاك رئيس جمعية برج المراقبة.‏ ففي ما يتعلق بتسهيلات فرع الجمعية في هونولولو،‏ هاوايي،‏ رتَّب ان يبني الاخوة قاعة يمكن ان تُعقد فيها الاجتماعات.‏ وعندما سأل جيمس هارُب ماذا كان الاخ رذرفورد سيدعو المبنى،‏ اجاب:‏ «ألا تظن اننا يجب ان ندعوه ‹قاعة الملكوت،‏› لان هذا ما نقوم به،‏ الكرازة ببشارة الملكوت؟‏» وبعد ذلك،‏ حيثما امكن،‏ ابتدأت القاعات التي يستخدمها الشهود قانونيا تتميَّز تدريجيا بلافتات تقول «قاعة الملكوت.‏» وهكذا عندما جُدِّد مسكن لندن في السنة ١٩٣٧-‏١٩٣٨ سمي من جديد قاعة الملكوت.‏ وفي حينه صار مكان اجتماع الجماعات المحلي الرئيسي في كل العالم معروفا بقاعة الملكوت لشهود يهوه.‏

      اكثر من طريقة واحدة للقيام بذلك

      ان القرارات بشأن ما اذا كانت قاعات الملكوت ستُستأجر او ستُبنى تتخذها الجماعات الافرادية محليا.‏ وهي تتحمل ايضا اية نفقات بناء وصيانة.‏ وبغية توفير الاموال تسعى الغالبية العظمى من الجماعات ان تقوم بقدر ما يمكن من عمل البناء دون اللجوء الى متعهدين تجاريين.‏

      والقاعات نفسها يمكن ان تُبنى من الطوب،‏ الحجارة،‏ الخشب،‏ او المواد الاخرى،‏ وفقا للكلفة ولما هو متوافر في المنطقة.‏ ففي كاتيما موليلو،‏ ناميبيا،‏ استُخدم العشب الطويل لصنع سقف مقشَّش،‏ وجرى صبّ الوحل من قرى النمل (‏الذي يصير قاسيا جدا عندما يجفّ)‏ من اجل الجدران والارضية.‏ والشهود في سيڠوڤيا،‏ كولومبيا،‏ صنعوا كتلهم الاسمنتية للبناء.‏ والحمم غير المنحوتة من جبل لاسِّن استُخدمت في كولفاكس،‏ كاليفورنيا.‏

      واذ كان عدد الحضور في الاجتماعات كثيرا ما يتخطى الـ‍ ٢٠٠ في السنة ١٩٧٢،‏ ادركت الجماعة في ماسيرو،‏ ليسوتو،‏ انه يلزمهم بناء قاعة ملكوت مناسبة.‏ فساعد كل فرد في المشروع.‏ وسار الاخوة المسنّون حتى ٢٠ ميلا (‏٣٢ كلم)‏ للمشاركة.‏ ودحرج الاولاد براميل الماء الى الموقع.‏ وزوَّدت الاخوات وجبات الطعام.‏ واستخدموا ايضا اقدامهم لضرب الارض تكرارا،‏ راصّينها تحضيرا لصبّ الارضية الاسمنتية،‏ مرنِّمين كل الوقت ترانيم الملكوت وخابطين بأقدامهم حسب ايقاع الموسيقى.‏ والحجر الرملي،‏ المتوافر في الجبال المجاورة بكلفة عناء جلبه،‏ استُخدم للجدران.‏ وكانت النتيجة قاعة ملكوت تتسع لنحو ٢٥٠.‏

      وأحيانا كان الشهود من الجماعات المجاورة يساعدون في عمل البناء.‏ وهكذا،‏ في السنة ١٩٨٥،‏ عندما بنى شهود يهوه في إمبالي،‏ منطقة للسود في جنوب افريقيا،‏ قاعة تتسع بصورة مريحة لـ‍ ٤٠٠،‏ اتى الرفقاء الشهود من پيترماريتسبرڠ ودوربان المجاورتين للمساعدة.‏ فهل يمكنكم ان تتخيلوا كم تعجَّب الجيران عندما رأوا،‏ خلال تلك الايام للاضطراب العنصري في جنوب افريقيا،‏ عشرات الشهود البيض،‏ الملوَّنين،‏ والهنود يتدفقون الى المنطقة ويعملون كتفا الى كتف مع اخوتهم الافريقيين السود؟‏ وكما اعلن رئيس البلدية المحلي:‏ «لا يمكن القيام بذلك إلا بالمحبة.‏»‏

      ومهما كانت الروح طوعية،‏ فقد وجدت الجماعات ان الظروف المحلية تحدّ مما يستطيع الاخوة القيام به.‏ فالرجال في الجماعات كانت لهم عائلات لاعالتها وكانوا عادةً لا يستطيعون ان يعملوا في مشروع كهذا إلا في نهايات الاسابيع وربما قليلا في الامسيات.‏ وكان لدى جماعات عديدة قليلون،‏ هذا اذا وجد احد،‏ ممن هم مهرة في حِرَف البناء.‏ ومع ذلك،‏ فان بناء بسيطا نسبيا ومكشوفا نوعا ما يلائم المناطق المدارية كان يمكن تشييده في ايام قليلة او ربما اسابيع قليلة.‏ وبمساعدة الشهود في الجماعات المجاورة كان يمكن اكمال ابنية اكثر متانة في خمسة او ستة اشهر.‏ وفي حالات اخرى ربما تطلَّب ذلك سنة او اثنتين.‏

      ولكن،‏ اذ دخلوا سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ كان شهود يهوه حول العالم يزدادون بمعدل جماعتين الى ثلاث جماعات جديدة يوميا.‏ وبحلول اوائل تسعينات الـ‍ ١٩٠٠ بلغ معدل الزيادة حتى تسع جماعات يوميا.‏ فهل كان يمكن سدّ حاجتهم الملزِمة الى قاعات ملكوت جديدة؟‏

      تطوير تقنيات البناء السريع

      باكرا في سبعينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ في الولايات المتحدة،‏ اندفع اكثر من ٥٠ شاهدا من جماعات مجاورة الى المساعدة في بناء قاعة ملكوت جديدة في كارترڤيل،‏ ميسوري،‏ للفريق الذي كان يجتمع في مدينة وب.‏ وفي احدى نهايات الاسابيع بنوا الهيكل الرئيسي وأنجزوا قسما كبيرا من العمل في تركيب السقف.‏ وبقي الكثير للقيام به،‏ وتطلَّب اكمال العمل اشهرا؛‏ لكنَّ جزءا مهما منه أُكمل في فترة قصيرة جدا.‏

      وخلال العقد التالي،‏ اذ كان الاخوة يعملون معا في بناء نحو ٦٠ قاعة،‏ جرى التغلب على العقبات وطُوِّرت اساليب اكثر فعَّالية.‏ وفي حينه ادركوا انه بعد الانتهاء من العمل في الاساس يمكنهم تقريبا اكمال قاعة الملكوت بكاملها في نهاية اسبوع واحدة.‏

      ابتدأ عدة نظار جماعات —‏ وجميعهم من الغرب الاوسط في الولايات المتحدة —‏ يعملون نحو هذا الهدف.‏ وعندما كانت الجماعات تطلب المساعدة في بناء قاعة ملكوتهم،‏ كان واحد او اكثر من هؤلاء الاخوة يناقش المشروع معهم ويزوِّد التفاصيل المتعلقة بالتحضير الذي يلزم الاهتمام به محليا قبل التمكن من القيام بالعمل.‏ وبين امور اخرى كان يجب الحصول على رخص البناء،‏ صبّ الاساس والارضية الاسمنتية،‏ ان تكون الامدادات الكهربائية جاهزة،‏ ان تكون الاشغال الصحية تحت الارض في مكانها،‏ وأن تُصنَع ترتيبات مضمونة لتسليم مواد البناء.‏ ثم كان يمكن تحديد تاريخ لبناء قاعة الملكوت نفسها.‏ ولم يكن المبنى ليركَّب من اجزاء مصنوعة مقدَّما؛‏ فكان سيُبنى كله في الموقع مباشرة.‏

      ومَن كانوا سيقومون بعمل البناء الفعلي؟‏ الى الحد الممكن قام به عمَّال طوعيون غير مأجورين.‏ وكثيرا ما اشتركت عائلات بكاملها.‏ وكان منظِّمو المشروع يتصلون بالشهود الحِرَفيين الذين عبَّروا عن الرغبة في المساهمة في هذه المشاريع.‏ وكثيرون منهم تطلعوا بشوق الى كل مشروع بناء جديد.‏ والشهود الآخرون الذين علموا بالمشاريع ارادوا الاشتراك؛‏ فالمئات من المنطقة المجاورة —‏ ومن اماكن ابعد —‏ تدفقوا الى مواقع البناء،‏ توّاقين الى تقديم خدماتهم بالطريقة الممكنة.‏ ولم يكن معظمهم بنَّائين محترفين،‏ لكنهم بالتأكيد اعطوا الدليل على انه ينطبق عليهم وصف مؤيدي مَلك يهوه المسيَّاني كما هو مبيَّن في المزمور ١١٠:‏٣‏،‏ الذي يقول:‏ «شعبك منتدَب.‏»‏

      يوم الخميس مساءً قبل مباشرة المجهود الكبير،‏ كان المشرفون على المشروع يجتمعون لتخطيط التفاصيل الاخيرة.‏ وفي المساء التالي كانت تُعرَض امام العمَّال صور منزلقة عن الطريقة المتَّبعة لكي يفهموا كيفية القيام بالعمل.‏ وكان يُشدَّد على اهمية الصفات الالهية.‏ وجرى تشجيع الاخوة ان يعملوا معا بمحبة،‏ ان يكونوا لطفاء،‏ ان يعربوا عن الصبر والاعتبار.‏ وجرى تشجيع كل فرد ان يعمل بسرعة ثابتة ولكن دون عجلة ودون تردُّد في اخذ دقائق قليلة للاشتراك في اختبار بنَّاء مع شخص آخر.‏ وباكرا في الصباح التالي كان عمل البناء يبتدئ.‏

      وفي وقت معيَّن من يوم السبت صباحا باكرا كان الجميع يتوقفون عما يقومون به للاصغاء الى مناقشة آية اليوم من الاسفار المقدسة.‏ وكانت الصلاة تقدَّم،‏ اذ جرى التقدير جيدا ان نجاح المشروع بكامله يعتمد على بركة يهوه.‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏١‏.‏

      وعندما يبتدئ العمل،‏ كان يتقدَّم بسرعة.‏ وفي غضون ساعة كانت دعائم الجدران ترتفع.‏ وكانت جَمَلونات السقف تتبعها.‏ وألواح الجدران كانت تُسمَّر في مكانها.‏ والكهربائيون يبدأون بمدّ الاسلاك.‏ ومجاري تكييف الهواء والتدفئة كانت تركَّب.‏ والخزائن تُصنَع وتوضَع في مكانها.‏ وأحيانا كانت تمطر طوال نهاية الاسبوع او كان الطقس يتحول الى برد قارس او حرّ شديد،‏ لكنَّ العمل كان يستمر.‏ ولم تكن هنالك اية منافسة او مزاحمة بين الحِرَفيين.‏

      وفي احيان كثيرة،‏ قبل غروب الشمس في اليوم الثاني،‏ تكون قاعة الملكوت قد أُكملت —‏ مزيَّنة بشكل حسن في الداخل،‏ وربما حتى مجمَّلة ببعض الاشجار في الخارج.‏ وعندما يكون عمليا اكثر كانت الاعمال تُبرمَج لتمتد ثلاثة ايام،‏ او ربما نهايتي اسبوعين.‏ وعند نهاية المشروع كان كثيرون من العمال يبقون،‏ متعبين ولكن سعداء جدا،‏ للتمتع بأول اجتماع قانوني للجماعة،‏ درس برج المراقبة.‏

      وبسبب الشك في امكانية القيام بعمل ذي نوعية جيدة بمثل هذه السرعة،‏ استدعى اشخاص عديدون في ڠَيمون،‏ اوكلاهوما،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ مفتش المباني في المدينة.‏ «قلت لهم انه اذا ارادوا ان يروا شيئا منجَزا بطريقة صحيحة،‏ فما عليهم إلا ان يزوروا القاعة!‏» قال المفتش عندما اخبر الشهود في وقت لاحق بما حدث.‏ «انتم تفعلون الامور بالطريقة الصحيحة حتى ما يكون مخفيا وغير منظور!‏»‏

      واذ ازدادت الحاجة الى قاعات الملكوت قام الاخوة الذين طوَّروا العديد من اساليب البناء السريع بتدريب الآخرين.‏ والتقارير عما كان ينجَز انتشرت في البلدان الاخرى.‏ فهل كان ممكنا ان تُستخدم اساليب بناء كهذه هناك ايضا؟‏

      البناء السريع يصبح اممي النطاق

      كان بناء قاعات الملكوت في كندا يقصِّر كثيرا عن حاجات الجماعات.‏ فدعا الشهود في كندا اولئك الذين كانوا ينظِّمون مشاريع البناء السريع في الولايات المتحدة ليوضحوا كيفية معالجتهم ذلك.‏ في بادئ الامر كان الكنديون يشكّون في امكانية القيام بذلك في كندا،‏ لكنهم قرَّروا المحاولة.‏ فارتفعت اول قاعة ملكوت مبنية بهذا الاسلوب في كندا في ألمايرا،‏ اونتاريو،‏ سنة ١٩٨٢.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت هنالك ٣٠٦ قاعات ملكوت في كندا مشيَّدة بهذه الطريقة.‏

      والشهود في نورثامپتون،‏ انكلترا،‏ اعتقدوا انه يمكنهم القيام بذلك ايضا.‏ ومشروعهم،‏ في السنة ١٩٨٣،‏ كان الاول في اوروپا.‏ والاخوة ذوو الخبرة بهذا النوع من البناء سافروا من الولايات المتحدة وكندا للاشراف على المشروع ومساعدة الشهود المحليين على تعلُّم كيفية القيام بذلك.‏ وحضر متطوعون آخرون من امكنة بعيدة كاليابان،‏ الهند،‏ فرنسا،‏ والمانيا.‏ وكانوا هناك كمتطوعين،‏ لا كمأجورين.‏ فكيف كان ذلك كله ممكنا؟‏ كما قال ناظر فريق للشهود الايرلنديين عمل في مشروع كهذا،‏ ‹انه ناجح لأن جميع الاخوة والاخوات يتعاونون تحت تأثير روح يهوه.‏›‏

      وحتى عندما يبدو ان قوانين البناء المحلية تجعل مشاريع كهذه مستحيلة،‏ وجد الشهود انه في كثير من الاحيان عندما تُلخَّص التفاصيل لرسميي المدينة،‏ يسرّهم ان يتعاونوا.‏

      بعد مشروع للبناء السريع في النَّروج،‏ شمالي الدائرة القطبية الشمالية،‏ ذكرت صحيفة فينْماركِن:‏ «شيء لا يصدَّق.‏ هذا هو التعبير الوحيد الذي يمكن ان نجده الذي يصف ما فعله شهود يهوه في نهاية الاسبوع الماضي.‏» وبشكل مماثل،‏ عندما بنى الشهود في الجزيرة الشمالية لنيوزيلندا قاعة ملكوت جذابة في غضون يومين ونصف اليوم،‏ اعلن العنوان الرئيسي في الصفحة الاولى من الصحيفة المحلية:‏ «مشروع يقارب المعجزة،‏» وأضافت المقالة:‏ «ربما كان الوجه الاكثر اثارة للدهشة في المشروع التنظيم والهدوء التام للعملية.‏»‏

      ان انعزال الموقع حيث تلزم قاعة للملكوت ليس عائقا مستعصيا.‏ ففي بيليز أُنجز مشروع للبناء السريع،‏ رغم انه عنى نقل كل قطعة من المواد الى جزيرة تبعد ٣٦ ميلا (‏٦٠ كلم)‏ عن مدينة بيليز.‏ وعندما بُنيت قاعة ملكوت مجهَّزة بمكيف للهواء في پورت هيدلَنْد،‏ اوستراليا الغربية،‏ في نهاية اسبوع واحدة،‏ كان ذلك بمواد وقوة عاملة اتت كلها تقريبا من امكنة تبعد ٠٠٠‏,١ ميل (‏٦٠٠‏,١ كلم)‏ او اكثر.‏ وتحمَّل العمَّال نفقات سفرهم.‏ ومعظم الذين اشتركوا في المشروع لم يعرفوا الشهود شخصيا في جماعة پورت هيدلَنْد،‏ وقليلون جدا منهم كانوا سيحضرون في وقت ما الاجتماعات هناك.‏ لكنَّ ذلك لم يؤخِّرهم عن التعبير عن محبتهم بهذه الطريقة.‏

      وحتى حيث عدد الشهود قليل،‏ لم يمنعهم ذلك من استعمال اساليب كهذه لبناء القاعات.‏ فقد تطوَّع نحو ٨٠٠ شاهد من ترينيداد للسفر الى توباڠو لمساعدة اخوتهم وأخواتهم المسيحيين الـ‍ ٨٤ هناك على بناء قاعة في سكاربورو سنة ١٩٨٥.‏ والشهود الـ‍ ١٧ (‏ومعظمهم من النساء والاولاد)‏ في ڠُوز باي،‏ لابرادور،‏ يحتاجون حتما الى المساعدة اذا ارادوا يوما ما ان تكون لهم قاعة ملكوت خاصة بهم.‏ وفي السنة ١٩٨٥ استأجر شهود من انحاء اخرى من كندا ثلاث طائرات لنقل ٤٥٠ منهم الى ڠُوز باي للقيام بالمهمة.‏ وبعد يومين من العمل الشاق تمتعوا ببرنامج تدشين في القاعة المكمَّلة يوم الاحد مساءً.‏

      وهذا لا يعني ان جميع قاعات الملكوت تُبنى الآن بأساليب البناء السريع،‏ لكنَّ أعدادا متزايدة منها تُبنى على هذا النحو.‏

      لجان البناء الاقليمية

      بحلول منتصف السنة ١٩٨٦ ازدادت كثيرا النسبة التي بها كانت هنالك حاجة الى قاعات ملكوت جديدة.‏ وخلال السنة التي سبقتها تشكلت ٤٦١‏,٢ جماعة جديدة حول العالم؛‏ ٢٠٧ منها في الولايات المتحدة.‏ وبعض قاعات الملكوت كانت تستخدمها ثلاث،‏ اربع،‏ او حتى خمس جماعات.‏ وكما انبأت الاسفار المقدسة،‏ كان يهوه يسرع حقا بعمل التجميع.‏ —‏ اشعياء ٦٠:‏٢٢‏.‏

      ولضمان افضل استعمال ممكن لمجموع العمَّال وتمكين جميع الذين يبنون قاعات الملكوت من الاستفادة من الخبرة التي اكتُسبت،‏ ابتدأت الجمعية تنسِّق نشاطهم.‏ وكبداية،‏ في السنة ١٩٨٧،‏ قُسِّمت الولايات المتحدة بين ٦٠ لجنة بناء اقليمية.‏ وكان هنالك الكثير لتقوم به جميعها؛‏ فسرعان ما صارت لدى بعضها مشاريع مخطَّط لها لسنة او اكثر.‏ والمعيَّنون للخدمة في هذه اللجان كانوا رجالا،‏ قبل كل شيء،‏ مؤهلين روحيا،‏ شيوخا في الجماعات،‏ قدوة في ممارستهم ثمر روح اللّٰه.‏ (‏غلاطية ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وكثيرون منهم كانت لديهم ايضا خبرة في العقارات،‏ الهندسة،‏ البناء،‏ ادارة الاعمال،‏ السلامة،‏ والحقول ذات العلاقة.‏

      شُجِّعت الجماعات ان تستشير لجنة البناء الاقليمية قبل اختيار موقع لقاعة ملكوت جديدة.‏ وحيث توجد اكثر من جماعة واحدة في المدينة،‏ جرى حثهم ايضا ان يستشيروا ناظر الدائرة (‏او نظار الدوائر)‏،‏ ناظر المدينة،‏ والشيوخ في الجماعات المجاورة.‏ والجماعات التي تخطِّط لتجديد شامل او بناء قاعة ملكوت جديدة نُصحت بأن تستفيد من خبرة الاخوة في لجنة البناء الاقليمية لمنطقتهم ومن الخطوط الارشادية التي زوَّدتهم بها الجمعية.‏ وبواسطة هذه اللجنة كانت الترتيبات ستنسَّق لتجميع العمَّال المهرة الذين توجد حاجة اليهم من بين الاخوة والاخوات في نحو ٦٥ حرفة الذين تطوَّعوا من قبل للمساعدة في مشاريع كهذه.‏

      ومع تحسين الاجراءات كان ممكنا تخفيض عدد العمَّال المشمولين بأيّ مشروع.‏ فعوضا عن وجود الآلاف في موقع البناء إما كمتفرجين او لتقديم خدماتهم،‏ نادرا ما كان هنالك اكثر من ٢٠٠ في الموقع في الوقت نفسه.‏ وعوضا عن صرف نهاية اسبوع بكاملها هناك،‏ كان العمَّال يحضرون فقط وقت الحاجة الى مهاراتهم الخصوصية.‏ وهكذا كان لديهم مزيد من الوقت لصرفه مع عائلاتهم وللنشاط مع جماعاتهم المحلية.‏ وعندما صار بامكان الاخوة المحليين القيام بأنواع معيَّنة من العمل في وقت معقول،‏ كثيرا ما وُجِد عمليا اكثر استدعاء فريق البناء السريع فقط من اجل اوجه العمل اللازمة بالحاح اكثر.‏

      ومع ان العملية بكاملها كانت تسير بسرعة مذهلة،‏ إلا ان ذلك لم يكن الاهتمام الرئيسي.‏ فالاهم كان تزويد بناء ذي نوعية جيدة لقاعات ملكوت متواضعة مصمَّمة لسدّ الحاجات المحلية.‏ وكان التخطيط الدقيق يجري لانجاز ذلك فيما تبقى النفقات في الحد الادنى.‏ وكانت الاجراءات تُتَّخذ للتحقق من منح السلامة الاولوية الرئيسية —‏ سلامة العمَّال،‏ الجيران،‏ المارَّة،‏ والمجتمعين المقبلين في قاعة الملكوت.‏

      واذ كانت التقارير عن هذا الترتيب لبناء قاعات الملكوت تصل الى البلدان الاخرى،‏ كانت مكاتب فروع الجمعية التي تعتقد ان ذلك مفيد في مناطقها تزوَّد بالتفاصيل اللازمة.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ كانت لجان البناء الاقليمية التي عيَّنتها الجمعية تساعد في بناء قاعات ملكوت في بلدان مثل الارجنتين،‏ اسپانيا،‏ المانيا،‏ اوستراليا،‏ بريطانيا،‏ جنوب افريقيا،‏ فرنسا،‏ كندا،‏ المكسيك،‏ واليابان.‏ وقد كُيِّفت اساليب البناء وفق الظروف المحلية.‏ وعندما كان يلزم العون من فرع آخر لبناء قاعة ملكوت،‏ كان يُرتَّب لذلك بواسطة مكتب المركز الرئيسي للجمعية.‏ وفي بعض انحاء العالم كانت قاعات جديدة تُشيَّد خلال ايام؛‏ وفي اماكن اخرى،‏ خلال اسابيع او ربما خلال عدة اشهر.‏ وبالتخطيط الدقيق والجهد المنسَّق كان الوقت اللازم لتزويد قاعة ملكوت جديدة يُخفَّض بالتأكيد.‏

      لم تقتصر نشاطات البناء لشهود يهوه على قاعات الملكوت.‏ فالتسهيلات الاوسع تلزم عندما يجتمع عدد من الجماعات من اجل المحافل الدائرية وأيام المحافل الخصوصية السنوية.‏

      سدّ الحاجة الى قاعات محافل

      على مر السنين استُخدِمت تسهيلات متنوعة للمحافل الدائرية.‏ فقد استأجر شهود يهوه اماكن مثل قاعات استماع مدنية،‏ مدارس،‏ مسارح،‏ مستودعات اسلحة،‏ ملاعب رياضية،‏ وساحات معارض.‏ وفي اماكن قليلة توافرت تسهيلات بديعة جدا بسعر معقول.‏ وفي اكثر الاحيان كان يلزم الكثير من الوقت والجهد لتنظيف المكان،‏ تركيب تجهيزات الصوت،‏ بناء المنبر،‏ ونقل الكراسي.‏ وأحيانا كانت هنالك إلغاءات في اللحظة الاخيرة.‏ واذ نما عدد الجماعات صار اصعب فأصعب ايجاد اماكن مناسبة كافية.‏ فماذا كان يمكن فعله؟‏

      مرة اخرى كان الحل ان يمتلك شهود يهوه اماكن خاصة بهم.‏ وكان ذلك سيشمل تجديد ابنية مناسبة وتشييد ابنية جديدة.‏ وأولى قاعات المحافل هذه في الولايات المتحدة كانت مسرحا في مدينة لونڠ آيلند،‏ نيويورك،‏ جدَّده ووضعه قيد الاستعمال شهود يهوه في اواخر السنة ١٩٦٥.‏

      وفي الوقت نفسه تقريبا كان الشهود في جزيرة ڠوادلوپ الكاريبية يضعون التصميم لقاعة محافل تفي بحاجاتهم.‏ فقد شعروا بأنه سيكون مفيدا اذا تمكنوا من عقد محافلهم الدائرية في مواقع عديدة مختلفة.‏ لكنَّ معظم البلدات لم تكن لديها تسهيلات واسعة كفاية.‏ ولذلك أنشأ الشهود بناء قابلا للنقل،‏ مصنوعا من انابيب فولاذية وسقف من الألمنيوم،‏ يتسع لـ‍ ٧٠٠ شخص ويمكن اقامته حيث تتوافر قطعة ارض مسطحة نسبيا.‏ وكان عليهم ان يوسِّعوا القاعة مرة بعد اخرى،‏ حتى صارت تستوعب ٠٠٠‏,٥.‏ تخيلوا نقل،‏ تركيب،‏ وفك ٣٠ طنا من المواد لكل محفل!‏ وقاعة المحافل هذه كانت تُركَّب وتُفَك عدة مرات سنويا طوال ١٣ سنة،‏ حتى صار من الصعب ايجاد ارض للقاعة القابلة للنقل وكان من الضروري شراء ارض واقامة قاعة محافل دائمة،‏ وهي تُستخدم الآن للمحافل الدائرية والكورية.‏

      وفي عدد غير قليل من الاماكن استفادت مشاريع قاعات المحافل من الابنية الموجودة.‏ ففي انكلترا،‏ في هايز بريدج،‏ ساري،‏ جرى شراء وتجديد مجمَّع مدرسي عمره ٥٠ سنة.‏ وهو يستقر في ٢٨ اكرا (‏١١ هكتارا)‏ من الريف الجميل.‏ وجرى تجديد واستعمال مسارح سينمائية سابقة ومستودع صناعي في اسپانيا؛‏ مصنع شاغر للنسيج في اوستراليا؛‏ قاعة للرقص في كْويبك،‏ كندا؛‏ صالة للبولِنڠ في اليابان؛‏ مستودع في جمهورية كوريا.‏ هذه كلها حُوِّلت الى قاعات محافل جذابة يمكن ان تخدم جيدا كمراكز كبيرة لتعليم الكتاب المقدس.‏

      وقاعات المحافل الاخرى كانت جديدة تماما،‏ اذ بنيت بكاملها.‏ والتصميم الثُّماني الاضلاع الفريد من نوعه للقاعة في هيلابي،‏ جنوبي يوركْشَير،‏ انكلترا،‏ فضلا عن ان الكثير من العمل قام به عمَّال متطوعون،‏ ادَّى الى نشر مقالة في مجلة مؤسسة مهندسي الانشاءات.‏ وقاعة المحافل في ساسكاتون،‏ ساسكاتشيوان،‏ في كندا،‏ صُمِّمت لتستوعب ٢٠٠‏,١؛‏ أما عندما تُسحَب الجدران الداخلية الى اماكنها فيمكن استخدام البناء كأربع قاعات للملكوت الواحدة الى جانب الاخرى.‏ وقاعة محافل هايتي (‏المركَّبة من اجزاء مصنوعة مقدَّما والمشحونة من الولايات المتحدة)‏ كانت مفتوحة من الجانبين كي ينعم الجالسون في الداخل بالبرودة باستمرار نتيجة الرياح السائدة —‏ راحة مرحَّب بها من شمس هايتي الحارة.‏ والقاعة في پورت مورْزْبي،‏ پاپوا غينيا الجديدة،‏ صُمِّمت بحيث يمكن فتح اجزاء من الجدران كأبواب لايواء حشود اكثر مما تسع في الداخل.‏

      والقرار لبناء قاعة محافل لا يتخذه فريق صغير من النظار الذين يتوقعون بعدئذ من كل شخص آخر ان يدعمه.‏ فقبل ان تُبنى اية قاعة محافل جديدة تتأكد الجمعية من اجراء تحليل دقيق يتعلق بالحاجة اليها ومدى استعمالها.‏ وتؤخذ بعين الاعتبار ليس فقط الحماسة المحلية للمشروع بل ايضا حاجات الحقل ككل.‏ ويُناقَش ذلك مع كل الجماعات ذات العلاقة للتحقق من رغبة الاخوة وقدرتهم على دعمه.‏

      وهكذا عندما يبدأ العمل يؤيده شهود يهوه في المنطقة من كل القلب.‏ وكل مشروع يموِّله الشهود انفسهم.‏ فالحاجات المالية يجري ايضاحها لكنَّ التبرعات تكون طوعية ومجهولة المصدر.‏ والتخطيط الدقيق يجري مقدَّما،‏ والمشروع يستفيد من الخبرة المكتسبة سابقا في بناء قاعات الملكوت،‏ وفي احيان كثيرة،‏ من مشاريع قاعات المحافل في اماكن اخرى.‏ وحيث يكون ضروريا،‏ يُعيَّن بعض اوجه العمل لمتعهدين تجاريين،‏ لكنَّ معظمه يقوم به عادةً شهود غيورون.‏ وهذا يمكن ان يخفض الكلفة الى النصف.‏

      وبقوة عاملة مؤلَّفة من محترفين مهرة وآخرين ممَّن يتبرعون بوقتهم ومواهبهم،‏ يتقدَّم عادةً كامل المشروع بسرعة.‏ وبعض المشاريع قد تتطلب اكثر من سنة.‏ ولكن في جزيرة ڤانكوڤر في كندا،‏ في السنة ١٩٨٥،‏ اكمل نحو ٥٠٠‏,٤ متطوع قاعة محافل مساحتها ٠٠٠‏,٢٥ قدم مربعة (‏٣٠٠‏,٢ م ٢‏)‏ في مجرد تسعة ايام.‏ ويشمل البناء ايضا قاعة ملكوت تتسع لـ‍ ٢٠٠ مقعد تستعملها الجماعات المحلية.‏ وفي كاليدونيا الجديدة،‏ فرضت الحكومة حظرا للتجول في السنة ١٩٨٤ بسبب الاضطراب السياسي،‏ ومع ذلك عمل حتى ٤٠٠ متطوع في قاعة المحافل كل مرة،‏ فأُكملت في مجرد اربعة اشهر.‏ وقرب ستكهولم،‏ السويد،‏ بُنيت قاعة محافل عملية جميلة،‏ بـ‍ ٩٠٠ كرسي وثير من خشب السنديان،‏ في غضون سبعة اشهر.‏

      وأحيانا كانت الجهود الدؤوبة في المحاكم ضرورية للحصول على رخص لبناء قاعات المحافل هذه.‏ وقد صح ذلك في كندا في ساري،‏ كولومبيا البريطانية.‏ فعند شراء الارض اجازت الشروط القانونية في المنطقة بناء مكان كهذا للعبادة.‏ ولكن بعد تقديم خرائط البناء،‏ في السنة ١٩٧٤،‏ اصدر مجلس مقاطعة ساري قانونا محليا يجيز بناء الكنائس وقاعات المحافل فقط في منطقة پ-‏٣ —‏ منطقة لم تكن موجودة!‏ إلا ان ٧٩ كنيسة كانت قد بُنيت سابقا في المدينة دون اية مشكلة.‏ فأُحيلت المسألة الى المحكمة.‏ فأُصدرت احكام متكررة لمصلحة شهود يهوه.‏ وعندما ازيل اخيرا عائق الرسميين المتحاملين،‏ تابع العمَّال المتطوعون المشروع بحماسة حتى انهم اكملوه في نحو سبعة اشهر.‏ وكما صح في جهود نحميا لاعادة بناء اسوار اورشليم القديمة،‏ شعروا بأن ‹يد اللّٰه كانت عليهم› لانجاز العمل.‏ —‏ نحميا ٢:‏١٨‏.‏

      وعندما اشترى شهود يهوه في الولايات المتحدة مسرح ستانلي في جيرزي سيتي،‏ نيو جيرزي،‏ كان البناء في لائحة الاماكن التاريخية للولاية.‏ وعلى الرغم من ان المسرح كان في حالة خربة يُرثى لها،‏ إلا ان الامكانية كانت ممتازة لاستعماله كقاعة محافل.‏ ولكن عندما اراد الشهود القيام بعمل الاصلاح اللازم رفض رسميو المدينة اعطاء الرخص.‏ فالمحافظ لم يكن يرغب في وجود شهود يهوه في تلك المنطقة؛‏ وكانت لديه خطط اخرى للعقار.‏ فلزمت دعوى قضائية لردع الرسميين عن الاستعمال غير الشرعي لسلطتهم.‏ وحكمت المحكمة لمصلحة الشهود.‏ وبعد ذلك بوقت قصير صوَّت السكان المحليون لعزل المحافظ من منصبه.‏ وتقدَّم العمل في القاعة بسرعة.‏ وكانت النتيجة قاعة محافل جميلة تتسع لاكثر من ٠٠٠‏,٤.‏ انها مكان يفتخر به رجال الاعمال وسكان المدينة على حد سواء.‏

      وخلال الـ‍ ٢٧ سنة الماضية،‏ في انحاء عديدة من الكرة الارضية،‏ بنى شهود يهوه قاعات محافل جذابة وعملية لتخدم كمراكز لتعليم الكتاب المقدس.‏ ومثل هذه القاعات توجد الآن بأعداد متزايدة باستمرار في اميركا الشمالية والجنوبية،‏ اوروپا،‏ افريقيا،‏ والمشرق،‏ وكذلك في جزر عديدة.‏ وفي بعض البلدان —‏ مثلا،‏ نَيجيريا،‏ ايطاليا،‏ والدنمارك —‏ بنى شهود يهوه ايضا تسهيلات في العراء،‏ دائمة،‏ وأوسع يمكن استخدامها لمحافلهم الكورية.‏

      إلا ان قاعات المحافل وقاعات الملكوت ليست مشاريع البناء الوحيدة التي ينهمك فيها شهود يهوه لتعزيز المناداة بملكوت اللّٰه.‏

      المكاتب،‏ المصانع،‏ وبيوت ايل حول العالم

      كان هنالك في السنة ١٩٩٢ حول الكرة الارضية ٩٩ مكتب فرع لجمعية برج المراقبة،‏ وكل منها يخدم لتنسيق نشاطات شهود يهوه في ناحيته من الحقل العالمي.‏ وكان اكثر من نصف هذه الفروع يقوم بالطباعة من مختلف الانواع بغية تعزيز عمل تعليم الكتاب المقدس.‏ والعاملون في الفروع يسكنون،‏ في اغلب الاحوال،‏ كعائلة كبيرة في بيوت تدعى بيت ايل،‏ الذي يعني «بيت اللّٰه.‏» وبسبب التوسع في عدد شهود يهوه ونشاطهم الكرازي،‏ صار ضروريا ان توسَّع هذه التسهيلات وأن تُبنى تسهيلات جديدة.‏

      كان نمو الهيئة سريعا جدا حتى انه كان هنالك تكرارا من ٢٠ الى ٤٠ برنامجا كهذا لتوسيع الفروع يُنفَّذ في الوقت نفسه.‏ وتطلَّب ذلك برنامج بناء امميا واسعا.‏

      وبسبب المقدار الهائل من عمل البناء الجاري حول العالم،‏ لدى جمعية برج المراقبة دائرة الهندسة والرسم الخاصة بها في مركزها الرئيسي في نيويورك.‏ وقد تخلَّى مهندسون لهم سنون عديدة من الخبرة عن عملهم الدنيوي وتطوعوا للمساعدة كامل الوقت في مشاريع البناء المتعلقة مباشرة بعمل الملكوت.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ درَّب ذوو الخبرة رجالا ونساء آخرين في عمل الهندسة،‏ التصميم،‏ والرسم الهندسي.‏ وبتنسيق العمل من خلال هذه الدائرة يمكن للخبرة المكتسبة في بناء الفروع في ايّ جزء من العالم ان تفيد العاملين في المشاريع في بلدان اخرى.‏

      وفي حينه،‏ جعل المقدار الكبير من العمل الجاري من المفيد فتح مكتب هندسة اقليمي في اليابان للمساعدة في التصاميم المعمارية المتعلقة بالمشاريع في المشرق.‏ وتعمل مكاتب هندسة اقليمية اخرى في اوروپا وأوستراليا بمجموعة مستخدَمين مأخوذين من بلدان مختلفة.‏ وتعمل هذه بتعاون لصيق مع مكتب المركز الرئيسي،‏ وخدماتها،‏ الى جانب استخدام تقنية الكمپيوتر،‏ تخفض عدد مستخدَمي الرسم الهندسي اللازم في ايّ موقع بناء معيَّن.‏

      وبعض المشاريع صغيرة الحجم نسبيا.‏ وصح ذلك في مكتب الفرع المبني في تاهيتي في السنة ١٩٨٣.‏ فقد شمل فسحة مكتب،‏ مستودعات،‏ ومسكنا لثمانية عمَّال متطوعين.‏ وصح ذلك ايضا في مبنى الفرع المؤلَّف من اربع طبقات المشيَّد في جزيرة مارتينيك الكاريبية خلال السنوات ١٩٨٢ الى ١٩٨٤.‏ وهذه الابنية ربما لا تبدو غير عادية لسكان المدن الكبرى في بلدان اخرى،‏ لكنها لفتت انتباه العامة.‏ والصحيفة فرانس-‏أنتيل صرَّحت ان بناية الفرع في مارتينيك هي «تحفة في فن العمارة» تعكس «محبة عظيمة لعمل منجَز ببراعة.‏»‏

      وعلى سبيل التباين من ناحية الحجم،‏ شملت المباني التي أُكملت في كندا سنة ١٩٨١ مطبعة،‏ او مصنعا،‏ بفسحة ارضية تزيد مساحتها على ٠٠٠‏,١٠٠ قدم مربعة (‏٣٠٠‏,٩ م ٢‏)‏ ومبنى سكنيا لـ‍ ٢٥٠ متطوعا.‏ وفي سيزاريو لانجي،‏ في البرازيل،‏ شمل مجمَّع برج المراقبة الذي أُكمل في تلك السنة نفسها ثمانية مبانٍ،‏ بفسحة ارضية من ٠٠٠‏,٥٠٠ قدم مربعة (‏٠٠٠‏,٤٦ م ٢‏)‏ تقريبا.‏ وتطلَّب ذلك ٠٠٠‏,١٠ حمولة شاحنة من الاسمنت،‏ الحجارة،‏ والرمل،‏ وكذلك ما يكفي من الاوتاد الخرسانية لبلوغ ضعفي ارتفاع جبل اڤرست!‏ وفي السنة ١٩٩١،‏ عندما أُنهيت مطبعة جديدة كبيرة في الفيليپين،‏ كان ضروريا تزويد بناء سكني من ١١ طابقا.‏

      ولسدّ حاجات العدد المتزايد من المنادين بالملكوت في نَيجيريا،‏ بدأ مشروع بناء واسع في إيڠيدوما في السنة ١٩٨٤.‏ وكان هذا سيشمل مصنعا،‏ مبنى واسعا للمكاتب،‏ اربعة مبانٍ سكنية متصلة،‏ وتسهيلات ضرورية اخرى.‏ ووُضعت الخطط ليكون المصنع مركَّبا كاملا من اجزاء مصنوعة مقدَّما وليُشحَن من الولايات المتحدة.‏ إلا ان الاخوة آنذاك كانوا يواجهون مواعيد استيراد محدَّدة لانهاء العمل تبدو مستحيلة.‏ وعندما جرى ادراك هذه المواعيد ووصَل كل شيء بأمان الى موقع البناء،‏ لم ينسب الشهود الفضل الى انفسهم بل قدَّموا الشكر ليهوه على بركته.‏

      التوسع السريع في كل الارض

      لكنَّ نمو عمل المناداة بالملكوت كان سريعا حتى انه بعد التوسع الرئيسي لتسهيلات الفرع في بلد ما كثيرا ما كان ضروريا الابتداء بالبناء ثانية في غضون فترة قصيرة نسبيا.‏ تأملوا في امثلة قليلة.‏

      في الپيرو أُكمل فرع جديد رائع —‏ بفسحة للمكاتب،‏ ٢٢ غرفة نوم مع تسهيلات اساسية اخرى لاعضاء عائلة البتل،‏ وقاعة ملكوت —‏ في نهاية السنة ١٩٨٤.‏ لكنَّ التجاوب مع رسالة الملكوت في بلد اميركا الجنوبية هذا كان اعظم بكثير من المتوقع.‏ فبعد اربع سنين لزم بناء مجمَّع مشابه للموجود،‏ وهذه المرة باستخدام تصميم مقاوم للزلازل.‏

      أُكمل مجمَّع رحب لفرع جديد في كولومبيا في السنة ١٩٧٩.‏ وبدا انه سيزوِّد مكانا فسيحا لسنين عديدة قادمة.‏ ولكن في سبع سنين تضاعف تقريبا عدد الشهود في كولومبيا وصار الفرع الآن يطبع المجلتين برج المراقبة و استيقظ!‏ ليس فقط لكولومبيا بل ايضا لأربعة بلدان مجاورة.‏ فكان عليهم ان يبدأوا بالبناء ثانية في السنة ١٩٨٧ —‏ وهذه المرة حيث يوجد مزيد من الارض للتوسع.‏

      وخلال السنة ١٩٨٠ خصص شهود يهوه في البرازيل نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٤ ساعة للكرازة العلنية برسالة الملكوت.‏ وارتفع الرقم الى نحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٥٠ في السنة ١٩٨٩.‏ فكان المزيد من الناس يظهرون رغبة في اشباع جوعهم الروحي.‏ وتسهيلات الفرع الواسعة المدشَّنة في السنة ١٩٨١ لم تعد كافية.‏ وبحلول السنة ١٩٨٨ كان الحفر من اجل مصنع جديد جاريا.‏ وكان هذا سيزوِّد ٨٠ في المئة من الفسحة الارضية اكثر مما يزوِّده المصنع الموجود،‏ وطبعا،‏ كانت ستلزم ايضا تسهيلات سكن لايواء عائلة البتل النامية.‏

      وفي زلترس/‏تاونوس،‏ المانيا،‏ دُشِّن في السنة ١٩٨٤ ثاني اكبر مجمَّع طباعة لجمعية برج المراقبة.‏ وبعد خمس سنين،‏ بسبب الزيادات في المانيا وكذلك فرص توسيع عمل الشهادة في البلدان التي يقوم الفرع هناك بطبع مطبوعات لها،‏ كانت الخطط توضع لتوسيع المصنع بنسبة تزيد على ٨٥ في المئة ولاضافة تسهيلات سكن اخرى.‏

      وفرع اليابان انتقل من طوكيو الى تسهيلات جديدة واسعة في نومازو في السنة ١٩٧٢.‏ وكان هنالك توسع رئيسي اضافي في السنة ١٩٧٥.‏ وبحلول السنة ١٩٧٨ كان قد جرى الحصول على قطعة ارض اخرى،‏ في ايبينا؛‏ وسرعان ما ابتدأ بناء مصنع اكبر من ذاك الذي في نومازو بأكثر من ثلاثة اضعاف.‏ وأُكمل هذا في السنة ١٩٨٢.‏ ومع ذلك لم يكن كافيا؛‏ فأُضيف مزيد من الابنية بحلول السنة ١٩٨٩.‏ أفما كان ممكنا صنع بناء كبير كفاية مرة واحدة؟‏ كلا.‏ فقد تضاعف عدد المنادين بالملكوت في اليابان مرة بعد اخرى بطريقة لم يكن ممكنا لأيّ انسان ان يتوقعها.‏ فمن ١٩٩‏,١٤ في السنة ١٩٧٢،‏ ارتفعت صفوفهم الى ٩٤١‏,١٣٧ في السنة ١٩٨٩،‏ وكان جزء كبير منهم يخصص كامل الوقت للخدمة.‏

      ويُرى نموذج مماثل في انحاء اخرى من الكرة الارضية.‏ ففي غضون عقد —‏ وأحيانا في غضون بضع سنين —‏ بعد بناء فروع كبيرة مجهَّزة للطبع،‏ كان ضروريا اجراء توسيع رئيسي.‏ وقد صح ذلك في المكسيك،‏ كندا،‏ جنوب افريقيا،‏ وجمهورية كوريا،‏ بين بلدان اخرى.‏

      فمَن يقوم بعمل البناء الفعلي؟‏ وكيف ينجَز ذلك كله؟‏

      آلاف عديدة تواقون الى المساعدة

      في السويد،‏ تطوع من الـ‍ ٠٠٠‏,١٧ شاهد في البلد وقت بناء فرعهم في اربوڠا نحو ٠٠٠‏,٥ للمساعدة في العمل.‏ وكان معظمهم معاونين طوعيين،‏ ولكن كان هنالك ايضا عدد كافٍ من الحِرَفيين المهرة جدا ليتأكدوا من القيام بالعمل بشكل صحيح.‏ ودافعهم؟‏ المحبة ليهوه.‏

      عندما سمع رسمي في مكتب مسَّاح للاراضي في الدنمارك ان عمل بناء فرع جديد في هَلْبيك سينجزه كله شهود يهوه،‏ عبَّر عن شكوكه.‏ إلا انه بين الشهود الذين تطوعوا للمساعدة كانت كل المهارات اللازمة موجودة.‏ ولكن،‏ هل كانت الحال ستبدو افضل لو ان متعهدين تجاريين كُلِّفوا بالمهمة؟‏ بعد اكمال المشروع قام خبراء من دائرة البناء في البلدة بجولة في المبنى والاراضي التابعة له وعلَّقوا على جودة العمل —‏ شيء نادرا ما يرونه في الاعمال التجارية في الوقت الحاضر.‏ أما الرسمي الذي عبَّر سابقا عن شكوكه فابتسم وقال:‏ «في ذلك الوقت لم اكن اعرف نوع الهيئة التي لديكم.‏»‏

      ان المدن الآهلة بالسكان في اوستراليا متفرقة بصورة واسعة؛‏ ولذلك فان معظم الـ‍ ٠٠٠‏,٣ الذين تطوعوا للعمل في بناء تسهيلات الفرع في إنڠِلبرْن بين السنة ١٩٧٨ والسنة ١٩٨٣ كان يجب ان يسافروا ٠٠٠‏,١ ميل (‏٦٠٠‏,١ كلم)‏ على الاقل.‏ إلا ان السفر بالباص لفرق المتطوعين جرى تنسيقه،‏ وفي طريقهم كانت الجماعات تعرض بروح الضيافة ان تزوِّد وجبات الطعام والمعاشرة للاخوة عند محطات الاستراحة.‏ وبعض الاخوة باعوا بيوتهم،‏ اغلقوا مؤسساتهم التجارية،‏ اخذوا عُطَلهم،‏ وقاموا بتضحيات اخرى بغية الاشتراك في المشروع.‏ وفرق الحِرَفيين ذوي الخبرة اتوا —‏ وبعضهم اكثر من مرة —‏ لصبّ الخرسانة،‏ تركيب السقوف،‏ اقامة السياجات.‏ وآخرون وهبوا المواد.‏

      وغالبية المتطوعين في هذه المشاريع كانت تنقصهم المهارة،‏ ولكن بقليل من التدريب تولَّى بعضهم مسؤوليات كبيرة وأنجزوا عملا ممتازا.‏ فقد تعلَّموا كيف يصنعون الشبابيك،‏ يشغِّلون الجرَّارات،‏ يخلطون الخرسانة،‏ ويَصُفُّون الطوب.‏ وتفوقوا بشكل واضح على غير الشهود الذين ينجزون العمل نفسه تجاريا.‏ بأية طريقة؟‏ كان ذوو الخبرة على استعداد للاشتراك في معرفتهم.‏ فلا احد كان يخشى ان يأخذ شخص آخر عمله؛‏ وكان هنالك عمل كثير لكل فرد.‏ وكان الحافز قويا الى القيام بعمل رفيع النوعية،‏ لأنه كان يُنجَز تعبيرا عن المحبة للّٰه.‏

      وفي جميع مواقع البناء يشكِّل بعض الشهود نواة «عائلة» البناء.‏ فخلال العمل في زلترس/‏تاونوس،‏ المانيا،‏ من السنة ١٩٧٩ الى السنة ١٩٨٤،‏ كان عدة مئات عموما يؤلفون نواة العمَّال هذه.‏ وانضم اليهم آلاف الاشخاص الآخرين لفترات مختلفة من الوقت،‏ وكثيرون في نهايات الاسابيع.‏ وكان هنالك تخطيط دقيق حتى انه عند وصول المتطوعين كان هنالك الكثير ليقوموا به.‏

      ما دام الناس ناقصين ستكون هنالك مشاكل،‏ لكنَّ الذين يعملون في هذه المشاريع يحاولون حلّها على اساس مبادئ الكتاب المقدس.‏ وهم يعرفون ان فعل الامور بطريقة مسيحية اهم من سرعة الانجاز.‏ وكمذكِّر،‏ كانت هنالك في موقع البناء في ايبينا،‏ اليابان،‏ لافتات كبيرة عليها صور عمَّال بقبعات صلبة،‏ وعلى كلٍّ من القبعات الصلبة كُتبت بأحرف يابانية احدى ثمار روح اللّٰه:‏ محبة،‏ فرح،‏ سلام،‏ طول اناة،‏ لطف،‏ صلاح،‏ ايمان،‏ وداعة،‏ ضبط نفس.‏ (‏غلاطية ٥:‏​٢٢،‏ ٢٣‏،‏ ع‌ج‏)‏ والذين يزورون مواقع العمل يمكنهم ان يروا ويسمعوا الفَرق.‏ واذ عبَّر عن ملاحظاته الخاصة،‏ قال مراسل صحفي جال في موقع بناء الفرع في البرازيل:‏ «لا توجد فوضى او نقص في التعاون .‏ .‏ .‏ هذا الجو المسيحي يجعل الامر مختلفا هنا عما يُرى عادةً في مجال البناء التجاري البرازيلي.‏»‏

      النمو المستمر في المركز الرئيسي العالمي

      فيما كانت فروع جمعية برج المراقبة تنمو،‏ صار ضروريا ايضا توسيع تسهيلات المركز الرئيسي العالمي.‏ فأُلحِقت اقسام اضافية رئيسية بمصنعه ومكاتبه في بروكلين وفي مواقع اخرى في ولاية نيويورك اكثر من عشر مرات منذ الحرب العالمية الثانية.‏ ولايواء المستخدَمين كان ضروريا بناء او شراء وتجديد ابنية عديدة،‏ كبيرة وصغيرة.‏ وأُعلن عن توسيع رئيسي اضافي في بروكلين في آب ١٩٩٠ وفي كانون الثاني ١٩٩١ —‏ مع ان عمل البناء شمالي مدينة نيويورك الذي ابتدأ سنة ١٩٨٩ كان مستمرا في المركز الثقافي لبرج المراقبة الواسع،‏ المصمَّم لسكن ٢٠٠‏,١ شخص،‏ بمن فيهم هيئة المستخدَمين والتلاميذ المقيمين.‏

      منذ السنة ١٩٧٢ لم يكن هنالك ايّ تراخٍ في عمل البناء في المركز الرئيسي في بروكلين والتسهيلات المقترنة به بشكل وثيق في انحاء اخرى من نيويورك وفي نيو جيرزي.‏ وفي حينه صار واضحا انه على الرغم من ان عددهم بلغ المئات،‏ لم يكن عمَّال البناء القانونيون قادرين على مماشاة العمل.‏ ولذلك في السنة ١٩٨٤ تأسس برنامج متقدِّم للعمَّال الوقتيين.‏ فأُرسلت رسائل الى الـ‍ ٠٠٠‏,٨ جماعة الموجودة آنذاك في الولايات المتحدة لدعوة اخوة اكفاء الى المجيء لاسبوع او اكثر للمساعدة.‏ (‏كان قد نجح تماما برنامج مماثل في بعض الفروع،‏ بما فيها اوستراليا،‏ حيث دُعي الى التطوع اولئك القادرون على البقاء اسبوعين.‏)‏ وكان العمَّال سيزوَّدون بالمسكن ووجبات الطعام لكنهم كانوا سيدفعون نفقات سفرهم دون ان ينالوا اية اجرة.‏ فمَن كان سيتجاوب؟‏

      بحلول السنة ١٩٩٢ كان قد عولج اكثر من ٠٠٠‏,٢٤ طلب!‏ وكان ٩٠٠‏,٣ منها على الاقل لاشخاص يعودون للمرة الثانية او الثالثة،‏ وحتى العاشرة او العشرين.‏ وكان معظمهم شيوخا،‏ خداما مساعدين،‏ او فاتحين —‏ اشخاصا بمؤهلات روحية رائعة.‏ وجميعهم كانوا يتطوعون للقيام بكل ما يلزم،‏ سواء تطلَّب ذلك منهم استعمال مهنتهم او لا.‏ وغالبا ما كان العمل شاقا ومضنيا.‏ لكنهم حسبوه امتيازا ان يساهموا بهذه الطريقة في تقدُّم مصالح الملكوت.‏ وشعر البعض بأن ذلك ساعدهم ان يقدِّروا بشكل افضل روح التضحية بالذات التي تميِّز العمل الجاري في المركز الرئيسي العالمي.‏ وشعر الجميع بأنهم كوفئوا بسخاء نتيجة حضورهم برنامج العبادة الصباحية لعائلة البتل ودرس برج المراقبة العائلي الاسبوعي.‏

      متطوعون امميون

      واذ ازدادت الحاجة الى توسع سريع،‏ ابتدأ الترتيب لمتطوعين امميين في السنة ١٩٨٥.‏ ولم يكن ذلك على الاطلاق بداية تعاون اممي في البناء،‏ ولكنَّ الترتيب صار الآن ينسَّق بدقة من المركز الرئيسي.‏ وجميع المشتركين هم شهود يتطوعون للمساعدة في عمل البناء خارج بلدهم.‏ وهم عمَّال مهرة،‏ وكذلك زوجات يذهبن مع ازواجهن للمساعدة بأية طريقة ممكنة.‏ ومعظمهم يدفعون نفقات سفرهم؛‏ ولا احد ينال اجرا مقابل ما يفعله.‏ وبعضهم يذهبون على اساس فترة قصيرة،‏ ماكثين عادةً من اسبوعين الى ثلاثة اشهر.‏ وآخرون يتطوعون لفترة طويلة،‏ باقين سنة او اكثر،‏ وربما حتى اكمال المشروع.‏ وقد اشترك في ذلك ما يزيد على ٠٠٠‏,٣ شاهد ليهوه من ٣٠ بلدا مختلفا خلال السنوات الخمس الاولى،‏ وكان عدد اكبر تواقين الى الاشتراك عند الحاجة الى مهاراتهم.‏ وهم يحسبونه امتيازا ان يعطوا من انفسهم ومواردهم لتقدُّم مصالح ملكوت اللّٰه بهذه الطريقة.‏

      والمتطوعون الامميون يزوَّدون بمكان للمكوث وبوجبات الطعام.‏ ووسائل الراحة غالبا ما تكون في الحدّ الادنى.‏ والشهود المحليون يقدِّرون كثيرا ما يفعله اخوتهم الزائرون،‏ وحيثما امكن،‏ يرحِّبون بهم ليشاركوهم في بيوتهم،‏ مهما كانت هذه متواضعة.‏ وفي اغلب الاحيان يجري تناول وجبات الطعام في موقع العمل.‏

      والاخوة من خارج البلاد ليسوا هناك ليقوموا بالعمل كله.‏ فهدفهم هو العمل مع فريق البناء المحلي.‏ والمئات وحتى الآلاف الآخرون في البلد يمكن ايضا ان يأتوا للمساعدة في نهايات الاسابيع او لاسبوع او اكثر كل مرة.‏ ففي الارجنتين عمل ٢٥٩ متطوعا من بلدان اخرى مع عدة آلاف من الاخوة المحليين،‏ بعضهم كانوا في العمل كل يوم،‏ وآخرون عدة اسابيع،‏ وعدد اكبر بكثير في نهايات الاسابيع.‏ وفي كولومبيا ساعد اكثر من ٨٣٠ متطوعا امميا لفترات متفاوتة من الوقت.‏ وكان هنالك ايضا اكثر من ٢٠٠ متطوع محلي اشتركوا في المشروع كامل الوقت و ٢٥٠ آخرون او اكثر ساعدوا في نهاية كل اسبوع.‏ فاشترك ما مجموعه اكثر من ٦٠٠‏,٣ فرد مختلف.‏

      واختلاف اللغة يمكن ان ينشئ المشاكل،‏ لكنه لا يمنع الفرق الاممية من العمل معا.‏ فلغة الاشارات،‏ تعابير الوجه،‏ روح الفكاهة السليمة،‏ والرغبة في انجاز عمل يكرم يهوه تساعد على انجاز العمل.‏

      والنمو البارز في الهيئة —‏ وبالتالي الحاجة الى تسهيلات اوسع للفروع —‏ يجري اختباره احيانا في البلدان حيث عدد الاشخاص المهرة في حِرَف البناء محدود.‏ لكنَّ ذلك ليس عائقا بين شهود يهوه،‏ الذين يساعدون بسرور بعضهم بعضا.‏ فهم يعملون معا كجزء من عائلة عالمية النطاق لا تفرِّقها القومية،‏ لون البشرة،‏ او اللغة.‏

      وفي پاپوا غينيا الجديدة،‏ درَّب كلٌّ من المتطوعين الآتين من اوستراليا ونيوزيلندا واحدا من ابناء پاپوا غينيا الجديدة في حرفته الخاصة،‏ انسجاما مع طلب دائرة العمل الحكومية.‏ وبهذه الطريقة،‏ فيما كانوا يعطون من انفسهم،‏ تعلَّم الشهود المحليون حِرَفا يمكن ان تساعدهم على الاعتناء بحاجاتهم وحاجات عائلاتهم.‏

      وعندما لزم فرع جديد في السلڤادور،‏ انضمَّ الى الاخوة المحليين ٣٢٦ متطوعا من خارج البلاد.‏ ومن اجل المشروع في الإكوادور عمل ٢٧٠ شاهدا من ١٤ بلدا جنبا الى جنب مع اخوتهم وأخواتهم الإكوادوريين.‏ وبعض المتطوعين الامميين ساعدوا في عدة مشاريع كانت قيد التنفيذ في الوقت نفسه.‏ فتعاقبوا في مواقع البناء في اوروپا وافريقيا،‏ بحسب الحاجة الى مهاراتهم الحِرَفية.‏

      وبحلول السنة ١٩٩٢ كان قد أُرسِل متطوعون امميون الى ٤٩ موقع فرع لمساعدة فرق البناء المحلية.‏ وفي بعض الحالات تمكَّن اولئك الذين نالوا المساعدة من هذا البرنامج بدورهم من تزويد العون للآخرين.‏ وهكذا،‏ اذ استفادوا من جهود نحو ٦٠ خادما امميا متطوعا لفترة طويلة ممَّن ساعدوا في مشروع بناء الفرع في الفيليپين،‏ وكذلك اكثر من ٢٣٠ متطوعا من خارج البلاد ممَّن ساعدوا لفترات اقصر،‏ جعل بعض الفيليپينيين انفسهم متوافرين للمساعدة في بناء تسهيلات في انحاء اخرى من جنوب شرق آسيا.‏

      يقوم شهود يهوه بعمل البناء بسبب الحاجات التي تنشأ الآن في ما يتعلق بالكرازة بالبشارة.‏ وبمساعدة روح يهوه يريدون ان يعطوا اعظم شهادة ممكنة خلال الوقت الباقي قبل هرمجدون.‏ وهم مقتنعون بأن عالم اللّٰه الجديد قريب جدا،‏ ويؤمنون بأنهم سينجون كشعب منظَّم الى ذلك العالم الجديد،‏ تحت حكم ملكوت اللّٰه المسيَّاني.‏ ورجاؤهم ايضا هو انه ربما يبقى الكثير من التسهيلات البديعة التي بنوها ووقفوها لخدمة يهوه لتُستخدم بعد هرمجدون كمراكز يمكن ان تنتشر منها معرفة الاله الحقيقي الوحيد حتى تملأ الارض فعلا.‏ —‏ اشعياء ١١:‏٩‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a كان معروفا بكنيسة «النور الجديد،‏» لأن الذين كانوا يجتمعون هناك شعروا بأنه نتيجة لقراءة مطبوعات برج المراقبة صار لديهم نور جديد في ما يتعلق بالكتاب المقدس.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٢٢]‏

      كان الشهود من الجماعات المجاورة يساعدون في العمل

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٢٣]‏

      قام بعمل البناء عمَّال طوعيون غير مأجورين

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٢٤]‏

      كان يُشدَّد على الصفات الروحية

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٢٦]‏

      بناء ذو نوعية جيدة،‏ السلامة،‏ حد ادنى من الكلفة،‏ السرعة

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٢٨]‏

      قاعة محافل قابلة للنقل!‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٣١]‏

      اللجوء الى المحاكم

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٣٢]‏

      توسُّع اممي على نطاق كبير

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٣٣]‏

      العمَّال نسبوا الفضل الى يهوه،‏ لا الى انفسهم

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٣٤]‏

      النمو بنسبة لم يكن ممكنا لأيّ انسان ان ينبئ بها

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٣٦]‏

      حسبوه امتيازا ان يساعدوا في البناء في المركز الرئيسي

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٣٩]‏

      يعملون كعائلة عالمية النطاق لا تفرِّقها القومية،‏ لون البشرة،‏ او اللغة

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحتين ٣٢٠ و ٣٢١]‏

      العمل معا لبناء قاعات ملكوت بسرعة

      تتشكَّل آلاف الجماعات الجديدة كل سنة.‏ وفي معظم الحالات يبني الشهود انفسهم قاعات الملكوت الجديدة.‏ وهذه الصور أُخذت في اثناء بناء قاعة ملكوت في كونكتيكُت،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ في السنة ١٩٩١

      الجمعة ٤٠:‏٧ صباحا

      الجمعة ١٢ ظهرا

      السبت ٤١:‏٧ مساء

      العمل الرئيسي أُكمل،‏ الاحد ١٠:‏٦ مساء

      يتطلعون الى يهوه من اجل بركته،‏ ويغتنمون الفرصة لمناقشة المشورة من كلمته

      الجميع متطوعون غير مأجورين،‏ سعداء بالعمل جنبا الى جنب

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٣٢٧]‏

      قاعات الملكوت في بلدان مختلفة

      اماكن الاجتماعات التي يستخدمها شهود يهوه متواضعة عادةً.‏ وهي نظيفة،‏ مريحة،‏ جذابة في محيطها

      پيرو

      الفيليپين

      فرنسا

      جمهورية كوريا

      اليابان

      پاپوا غينيا الجديدة

      ايرلندا

      كولومبيا

      النَّروج

      ليسوتو

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٣٣٠]‏

      قاعات المحافل لشهود يهوه

      من اجل عقد محافلهم الدورية،‏ وجد شهود يهوه في بعض المناطق انه من العملي بناء قاعات محافل خاصة بهم.‏ والكثير من عمل البناء يقوم به الشهود المحليون.‏ هنا مجرد القليل من هذه القاعات قيد الاستعمال في اوائل تسعينات الـ‍ ١٩٠٠

      بريطانيا

      ڤنزويلا

      ايطاليا

      المانيا

      كندا

      اليابان

      ‏[الاطار/‏الصور في الصفحة ٣٣٨]‏

      برنامج البناء الاممي يسدّ الحاجات الملحَّة

      نمو الهيئة السريع تطلَّب توسيعا مستمرا للمكاتب،‏ المصانع،‏ وبيوت ايل حول الارض

      متطوعون امميون يقدِّمون العون للشهود المحليين

      اسپانيا

      اساليب البناء المستخدَمة تجعل من الممكن لمتطوعين عديدين بخبرة محدودة ان يقوموا بعمل قيِّم

      پورتوريكو

      عمَّال مهرة يجعلون خدماتهم متوافرة بسرور

      نيوزيلندا

      اليونان

      البرازيل

      استعمال مواد متينة يُبقي تكاليف الصيانة الطويلة الامد منخفضة

      بريطانيا

      عمل رفيع النوعية يَنتج من الاهتمام الشخصي من جهة الذين يقومون به؛‏ وهذا هو تعبير عن محبتهم ليهوه

      كندا

      هذه المشاريع هي مناسبات مبهجة؛‏ تُصنَع صداقات دائمة عديدة

      كولومبيا

      لافتة في اليابان ذكَّرت العمَّال باجراءات السلامة،‏ وأيضا بالحاجة الى اظهار ثمار روح اللّٰه

      ‏[الصورة في الصفحة ٣١٨]‏

      المبنى الاول الذي دُعي قاعة الملكوت،‏ في هاوايي

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣١٩]‏

      العديد من قاعات الملكوت الباكرة كان ابنية مستأجرة او مجرد غرف فوق مخازن؛‏ والقليل بناه الشهود

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٢٩]‏

      اثنتان من قاعات المحافل الاولى

      مدينة نيويورك

      ڠوادلوپ

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٣٧]‏

      عمَّال بناء وقتيون وصلوا حديثا في المركز الرئيسي العالمي في نيويورك

      يُذكَّر كل فريق بأن كون المرء شخصا روحيا وانجاز عمل جيد النوعية يفوقان اهمية انجاز العمل بسرعة

  • كيف يُموَّل كل ذلك؟‏
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • الفصل ٢١

      كيف يُموَّل كل ذلك؟‏

      من الواضح ان العمل الذي ينجزه شهود يهوه يتطلَّب المال.‏ فبناء قاعات الملكوت،‏ قاعات المحافل،‏ مكاتب الفروع،‏ المصانع،‏ وبيوت ايل يستلزم المال،‏ ويلزم المزيد لصيانتها.‏ ونشر وتوزيع مطبوعات الكتاب المقدس يتطلَّبان ايضا النفقات.‏ فكيف يُموَّل كل ذلك؟‏

      ان الظنون التي لا اساس لها في ما يتعلق بذلك روَّجها اشخاص يقاومون عمل شهود يهوه.‏ لكنَّ استعراضا للدليل يؤيد الجواب الذي يعطيه الشهود انفسهم.‏ وما هو؟‏ ان معظم العمل يقوم به متطوعون،‏ وهم لا يتوقعون ولا يرغبون في ربح مالي مقابل خدماتهم،‏ والنفقات التنظيمية تغطيها الهبات الطوعية.‏

      ‏«المقاعد مجانية.‏ لا توجد لمَّات»‏

      قديما في العدد الثاني من برج المراقبة،‏ في آب ١٨٧٩ (‏بالانكليزية)‏،‏ ذكر الاخ رصل:‏ «‹برج مراقبة زيون،‏› كما نعتقد،‏ لديها يهوه كداعم لها،‏ واذ تكون هذه هي الحال لن تستجدي ابدا او تلتمس التأييد من البشر.‏ وعندما يفشل ذاك الذي يقول:‏ ‹كل ذهب وفضة الجبال هي لي› في تزويد الاموال اللازمة،‏ سنفهم انه الوقت لايقاف النشر.‏» ووفقا لذلك ليس هنالك استجداء طلبا للمال في مطبوعات شهود يهوه.‏

      وما يصح في مطبوعاتهم يصح ايضا في اجتماعاتهم.‏ فليست هنالك مناشدات عاطفية طلبا للاموال في جماعاتهم او في محافلهم.‏ ولا تُمرَّر صواني لمَّة؛‏ ولا تُوزَّع ظروف ليوضع فيها المال؛‏ ولا تُرسَل رسائل استعطاء الى اعضاء الجماعة.‏ ولا تلجأ الجماعات ابدا الى البينڠو او البيع باليانصيب لتحصيل الاموال.‏ وقديما في السنة ١٨٩٤،‏ عندما ارسلت جمعية برج المراقبة خطباء جائلين،‏ نشرت هذا الاعلان لفائدة كل فرد:‏ «ليكن مفهوما من البداية ان اللمَّات او الاستعطاءات الاخرى طلبا للمال لا تجيزها ولا توافق عليها هذه الجمعية.‏»‏

      وهكذا،‏ منذ وقت باكر جدا من تاريخهم العصري،‏ كانت اوراق الدعوة والمواد المطبوعة الاخرى التي تدعو الناس الى حضور اجتماعات شهود يهوه تحمل الشعار «المقاعد مجانية.‏ لا توجد لمَّات.‏»‏

      وابتداء من وقت باكر من السنة ١٩١٤،‏ استأجر تلاميذ الكتاب المقدس مسارح وكذلك قاعات استماع اخرى ودعوا الناس اليها لمشاهدة «رواية الخلق المصوَّرة.‏» وهذه كانت عرضا من اربعة اجزاء،‏ لثماني ساعات في مجموعها،‏ مؤلَّفا من صور منزلقة وصور متحركة متزامنة مع الصوت.‏ وخلال السنة الاولى وحدها،‏ شاهدها ملايين الاشخاص في اميركا الشمالية،‏ اوروپا،‏ اوستراليا،‏ ونيوزيلندا.‏ وعلى الرغم من ان بعض مالكي المسارح فرضوا رسما على المقاعد المحجوزة،‏ لم يطلب تلاميذ الكتاب المقدس قط رسم دخول.‏ ولم تؤخذ اية لمَّات.‏

      وفي ما بعد،‏ لاكثر من ٣٠ سنة،‏ استخدمت جمعية برج المراقبة المحطة الاذاعية WBBR في مدينة نيويورك.‏ واستفاد شهود يهوه ايضا من خدمات مئات المحطات الاخرى لاذاعة برامج تعليم الكتاب المقدس.‏ لكنهم لم يستخدموا قط مثل هذه الاذاعات للاستجداء طلبا للمال.‏

      اذًا،‏ كيف يجري الحصول على الهبات التي تموِّل نشاطهم؟‏

      تدعمه الهبات الطوعية

      يضع الكتاب المقدس النموذج.‏ فتحت الناموس الموسوي كانت بعض التبرعات طوعية.‏ والاخرى كانت مطلوبة من الشعب.‏ واعطاء العشر كان احد المتطلبات.‏ (‏خروج ٢٥:‏٢؛‏ ٣٠:‏​١١-‏١٦؛‏ عدد ١٥:‏​١٧-‏٢١؛‏ ١٨:‏​٢٥-‏٣٢‏)‏ لكنَّ الكتاب المقدس يُظهِر ايضا ان المسيح اكمل الناموس،‏ وأن اللّٰه قد انهاه؛‏ ولذلك لا يتقيَّد المسيحيون بفرائضه.‏ فهم لا يقدِّمون العشر،‏ وليسوا تحت التزام اعطاء ايّ تبرع آخر بكمية محدَّدة او في وقت معيَّن.‏ —‏ متى ٥:‏١٧؛‏ رومية ٧:‏٦؛‏ كولوسي ٢:‏​١٣،‏ ١٤‏.‏

      وعوضا عن ذلك،‏ يجري تشجيعهم على تنمية روح الكرم والسخاء اقتداء بالمثال البديع الذي رسمه يهوه نفسه وابنه،‏ يسوع المسيح.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏​٧،‏ ٩؛‏ ٩:‏​٨-‏١٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٦-‏١٨‏)‏ وهكذا،‏ بالاشارة الى العطاء،‏ كتب الرسول بولس الى الجماعة المسيحية في كورنثوس:‏ «كل واحد كما ينوي بقلبه ليس عن حزن او اضطرار.‏ لأن المعطي المسرور يحبه اللّٰه.‏» وعند اعلامهم بحاجة ما،‏ كان ذلك يشكِّل ‹اختبارا لاخلاص محبتهم،‏› كما اوضح بولس.‏ وقال ايضا:‏ «إن كان النشاط موجودا فهو مقبول على حسب ما للانسان لا على حسب ما ليس له.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٨:‏​٨،‏ ١٢؛‏ ٩:‏٧‏.‏

      وعلى ضوء ذلك،‏ ممتع هو تعليق ترتليان في ما يختص بالاجتماعات التي يعقدها اناس كانوا يسعون الى ممارسة المسيحية في زمنه (‏نحو ١٥٥–‏ بعد ٢٢٠ ب‌م)‏.‏ كتب:‏ «وحتى اذا كان هنالك صندوق من نوع ما،‏ فهو لا يؤلِّف المال المدفوع كرسوم دخول،‏ كما لو كان الدِّين قضية عقد.‏ فكل انسان مرة كل شهر يجلب قطعة نقدية متواضعة ‏—‏ او كلما شاء،‏ وفقط اذا شاء،‏ واذا استطاع؛‏ لأنه ليس احد مجبرا؛‏ وهي تقدمة طوعية.‏» (‏الدفاع،‏ ٣٩،‏ ٥)‏ ولكن،‏ خلال القرون منذ ذلك الحين،‏ انهمكت كنائس العالم المسيحي في كل مشروع يمكن تصوُّره لتحصيل المال بغية تمويل نشاطاتها.‏

      رفض تشارلز تاز رصل التمثُّل بالكنائس.‏ كتب:‏ «رأْيُنا ان المال الجاري تحصيله بمختلف وسائل الاستجداء باسم ربنا انما هو كريه،‏ غير مقبول عنده،‏ ولا يجلب بركته على الواهبين ولا على العمل المنجَز.‏»‏

      وعوضا عن محاولة تملُّق ذوي الاموال كسبا لرضاهم،‏ ذكر الاخ رصل بوضوح،‏ انسجاما مع الاسفار المقدسة،‏ ان غالبية شعب الرب سيكونون فقراء في ممتلكات هذا العالم وانما اغنياء في الايمان.‏ (‏متى ١٩:‏​٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١ كورنثوس ١:‏​٢٦-‏٢٩؛‏ يعقوب ٢:‏٥‏)‏ وبدلا من التشديد على الحاجة الى المال لنشر حق الكتاب المقدس،‏ ركَّز الانتباه على اهمية تنمية روح المحبة،‏ الرغبة في العطاء،‏ والرغبة في مساعدة الآخرين،‏ وخصوصا اخبارهم بالحق.‏ ولاولئك الذين لديهم المقدرة على تحصيل المال والذين يقترحون انه بوقف انفسهم بشكل رئيسي لشؤون العمل سيكون لديهم المزيد للتبرع به ماليا،‏ قال انه من الافضل ان يحدُّوا مثل هذا النشاط وأن يعطوا من انفسهم ومن وقتهم لنشر الحق.‏ وهذه لا تزال وجهة النظر التي تتخذها الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.‏a

      في التطبيق العملي،‏ ما هو مقدار ما يعطيه الناس؟‏ ان ما يفعلونه هو قرار شخصي.‏ ولكن في مسألة العطاء من الجدير بالذكر ان شهود يهوه لا يفكرون بمجرد لغة الممتلكات المادية.‏ ففي محافلهم الكورية في السنة ١٩٨٥-‏١٩٨٦،‏ ناقشوا الموضوع «مكرمين يهوه من اشيائنا الثمينة.‏» (‏امثال ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج‏)‏ وجرى التشديد ان هذه الاشياء الثمينة تشمل ليس فقط الممتلكات المادية بل ايضا الموارد الجسدية،‏ العقلية،‏ والروحية.‏

      وقديما في السنة ١٩٠٤،‏ بيَّن الاخ رصل ان الشخص الذي صنع تكريسا (‏او انتذارا،‏ كما نقول اليوم)‏ كاملا للّٰه «قد اعطى كل ما لديه للرب.‏» وهكذا،‏ يجب عليه الآن «ان يعتبر نفسه معيَّنا من قبل الرب وكيلا على وقته،‏ مقدرته على التأثير في الآخرين،‏ ماله،‏ الخ،‏ ويجب على كل فرد ان يسعى الى استخدام هذه المواهب بأفضل ما يمكنه،‏ لمجد السيد.‏» وأضاف انه،‏ اذ توجِّهه الحكمة التي من فوق،‏ «على قدر ما تنمو محبته وغيرته للرب يوما فيوما من خلال معرفة الحق ونيل روحه،‏ سيجد نفسه يعطي اكثر فأكثر من الوقت،‏ اكثر فأكثر من مقدرته على التأثير في الآخرين،‏ وأكثر فأكثر من الموارد التي يملكها،‏ لخدمة الحق.‏» —‏ دروس في الاسفار المقدسة،‏ «الخليقة الجديدة،‏» الصفحتان ٣٤٤،‏ ٣٤٥.‏

      وخلال تلك السنوات الباكرة،‏ كان لدى جمعية برج المراقبة ما سمَّته صندوق نشرات البرج.‏ وماذا كان ذلك؟‏ ان التفاصيل الممتعة التالية كانت مذكورة على قفا القرطاسية التي كان الاخ رصل يستعملها احيانا:‏ «يتألف هذا الصندوق من التقدمات الطوعية لاولئك الذين يتغذَّون ويتقوَّون ‹بالطعام في حينه› الذي تقدِّمه الآن المطبوعات اعلاه [التي توفِّرها جمعية برج المراقبة]،‏ بصفتها ادوات اللّٰه،‏ للقديسين المكرَّسين،‏ في كل العالم.‏

      ‏«وهذا الصندوق يُستخدم باستمرار في ارسال آلاف النسخ المجانية من برج مراقبة زيون،‏ ونشرات اللاهوت القديم المناسبة جدا للقرَّاء الجدد.‏ ويساعد ايضا في نشر الطبعات الورقية الغلاف لسلسلة الفجر باعانة اولئك المستعدين لتوزيعها —‏ موزعي المطبوعات الجائلين وغيرهم.‏ ويزوِّد ايضا ‹مالا زهيدا،‏› يمكن به لأيٍّ من اولاد الرب الذين بسبب السن،‏ او المرض،‏ او بسبب آخر،‏ لا يتمكنون من الاشتراك في برج المراقبة ان يحصل عليه مجانا،‏ شرط ان يرسل رسالة او بطاقة عند بداية كل سنة،‏ ذاكرا رغبته وعجزه.‏

      ‏«لا يُطلَب مطلقا من ايّ شخص ان يتبرع لهذا الصندوق:‏ فكل الهبات يلزم ان تكون طوعية.‏ ونحن نذكِّر قرَّاءنا بكلمات الرسول (‏١ كورنثوس ١٦:‏​١،‏ ٢‏)‏ ونؤيدها بالقول ان اولئك الذين يمكنهم ان يعطوا وهم يعطون لنشر الحق سيكافَأون حتما بامتيازات روحية.‏»‏

      ان النشاط العالمي لشهود يهوه في المناداة ببشارة ملكوت اللّٰه تستمر في دعمه الهبات الطوعية.‏ وفضلا عن الشهود انفسهم،‏ يعتبره كثيرون من الاشخاص المهتمين ذوي التقدير امتيازا ان يدعموا هذا العمل المسيحي بتبرعاتهم الطوعية.‏

      تمويل اماكن الاجتماع المحلية

      لدى كل جماعة لشهود يهوه صناديق تبرعات مناسبة حيث يمكن للناس ان يضعوا اية هبات يريدون —‏ عندما يودّون ذلك واذا استطاعوا.‏ ويعالَج ذلك على انفراد بحيث لا يعرف الآخرون عادةً ما يمكن ان يفعله الشخص.‏ انه امر بينه وبين اللّٰه.‏

      لا تُدفَع اية رواتب،‏ لكنَّ صيانة مكان الاجتماع تكلِّف مالا.‏ ولسدّ هذه الحاجة لا بد من اعلام اعضاء الجماعة.‏ ولكن،‏ منذ اكثر من ٧٠ سنة،‏ اوضحت برج المراقبة انه في ما يتعلق بالتبرعات لا يجب ان يكون هنالك توسل او إلحاح —‏ مجرد بيان واضح وصريح بالوقائع.‏ وانسجاما مع وجهة النظر هذه لا تشمل اجتماعات الجماعة مناقشات متكررة للمسائل المالية.‏

      ولكن توجد احيانا حاجات خصوصية.‏ فقد تُصنع الخطط لتجديد او توسيع قاعة ملكوت او ربما لبناء قاعة جديدة.‏ وللتحقق من مقدار الاموال التي ستتوافر،‏ قد يطلب الشيوخ من اولئك الذين في الجماعة ان يكتبوا على قصاصات ورق ما يتوقعون افراديا ان يتمكنوا من منحه للمشروع او ربما توفيره لعدد من السنين.‏ وبالاضافة الى ذلك،‏ قد يطلب الشيوخ ان يكتب الافراد او العائلات على قصاصات ورق ما يشعرون بأنهم قادرون على التبرع به على اساس اسبوعي او شهري،‏ ببركة يهوه.‏ ولا تظهر اسماء مع تواقيع.‏ فهذه ليست كمبيالات،‏ لكنها تزوِّد اساسا لتخطيط ذكي.‏ —‏ لوقا ١٤:‏​٢٨-‏٣٠‏.‏

      وفي تارما،‏ لَيبيريا،‏ حصلت الجماعة على الاموال اللازمة بطريقة مختلفة نوعا ما.‏ فالبعض في الجماعة زرعوا لشاهد الارزَّ في حقله فيما خصص هو سنة كاملة لقطع الاشجار ونشر ألواح الخشب بمنشار يدوي،‏ ثم بيعها للحصول على المال لمشروع بنائهم.‏ وفي پاراماريبو،‏ سورينام،‏ على الرغم من وجوب شراء المواد،‏ لم تكن الجماعة في حاجة الى المال لشراء قطعة الارض،‏ لأن شاهدة وهبت ارضها لقاعة الملكوت ولم تطلب سوى نقل بيتها الى مؤخر قطعة الارض.‏ وأسعار العقارات المرتفعة جدا في طوكيو،‏ اليابان،‏ جعلت من الصعب على الجماعات هناك الحصول على ارض تُبنى عليها قاعات الملكوت.‏ وبغية المساعدة على حل هذه المشكلة عرضت عائلات عديدة استخدام الارض التي بُنيت عليها بيوتهم.‏ ولم يطلبوا،‏ بعد استبدال بيتهم بقاعة ملكوت جديدة،‏ سوى تزويدهم شقة فوقها.‏

      واذ نمت الجماعات وانقسمت،‏ كثيرا ما حاولت تلك الموجودة ضمن منطقة معيَّنة ان تساعد احداها الاخرى بغية تزويد قاعات ملكوت مناسبة.‏ وبالرغم من هذه الروح السخية،‏ كان يلزم شيء آخر.‏ فقيمة الاراضي وتكاليف البناء ارتفعت فجأة،‏ وكثيرا ما وجدت الجماعات افراديا ان معالجة هذا الوضع غير ممكنة.‏ فماذا امكن فعله؟‏

      في محافل «وحدة الملكوت» الكورية سنة ١٩٨٣،‏ اوجزت الهيئة الحاكمة ترتيبا اقتضى تطبيق المبدإ الوارد في ٢ كورنثوس ٨:‏​١٤،‏ ١٥‏،‏ الذي يشجع على جعل فضالة الذين لديهم ذلك تسدّ إعواز الآخرين حتى «تحصل المساواة.‏» وهكذا فان الذين لديهم القليل لن يكون لديهم قليل بحيث تعاق جهودهم في خدمة يهوه.‏

      طُلب من كل جماعة ان ترتِّب لصندوق مكتوب عليه «تبرعات لصندوق قاعات ملكوت الجمعية.‏» وكل ما يوضع في هذا الصندوق كان سيُستعمل لهذا القصد فقط.‏ وهكذا كان المال المتبرَّع به في كل البلد سيصير متوافرا لسدّ إعواز الجماعات التي تحتاج حاجة ماسة الى قاعة ملكوت ولكنها لا تستطيع ان ترتِّب لذلك بموجب الشروط التي تتطلبها المصارف المحلية.‏ وبعد فحص دقيق للتحقق اين توجد فعلا حاجة اكثر الحاحا،‏ بدأت الجمعية بجعل هذا المال متوافرا للجماعات التي تحتاج الى بناء او حيازة قاعات ملكوت جديدة.‏ واذ جرى تسلُّم المزيد من التبرعات و (‏في البلدان حيث ذلك ممكن)‏ جرى ايفاء القروض،‏ كان يمكن مساعدة المزيد من الجماعات ايضا.‏

      سرى مفعول هذا الترتيب اولا في الولايات المتحدة وكندا،‏ ومنذ ذلك الحين امتدَّ الى اكثر من ٣٠ بلدا في اوروپا،‏ افريقيا،‏ اميركا اللاتينية،‏ والشرق الاقصى.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢،‏ في مجرد ثمانية من هذه البلدان،‏ كان المال قد توافر للمساعدة في تزويد ٧٣٧‏,٢ قاعة ملكوت،‏ تجتمع فيها ٨٤٠‏,٣ جماعة.‏

      وحتى في البلدان حيث لم يكن هذا الترتيب ساري المفعول،‏ ولكن كانت هنالك حاجة ماسة الى قاعات ملكوت لم يكن بالامكان تمويلها محليا،‏ سعت الهيئة الحاكمة الى صنع ترتيبات اخرى للتأكد من تزويد المساعدة.‏ وهكذا حصلت المساواة،‏ بحيث ان الذين لديهم القليل لم يكن لديهم اقل من اللازم.‏

      الاعتناء بتوسيع المركز الرئيسي العالمي

      ان سير العمل في المركز الرئيسي العالمي تطلَّب ايضا الاموال.‏ فعقب الحرب العالمية الاولى،‏ عندما وجدت جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس انه من المفيد طبع وتجليد كتبها الخاصة،‏ أُعِدَّ ترتيب جرى بواسطته شراء الآلات اللازمة باسم فرق خاصة —‏ رفقاء خدام ليهوه.‏ وبدلا من إرباح شركة تجارية لقاء صنع الكتب كانت الجمعية تستعمل هذا المبلغ كل شهر لتخفيض الدَّين المتعلق بالمعدات.‏ واذ تحقَّقت فوائد ذلك،‏ خُفِّضت كلفة الكثير من المطبوعات للعموم الى النصف تقريبا.‏ فما جرى كان لترويج الكرازة بالبشارة،‏ لا لاغناء جمعية برج المراقبة.‏

      وفي غضون سنوات قليلة اتضح انه تلزم تسهيلات اوسع في المركز الرئيسي العالمي للاعتناء بالعمل العالمي للكرازة بالملكوت.‏ ومرة بعد اخرى،‏ اذ نمت الهيئة وكثُف نشاط الكرازة،‏ صارت زيادة هذه التسهيلات ضرورية.‏ وعوضا عن الذهاب الى المصارف من اجل الاموال اللازمة لتوسيع وتجهيز مكاتب ومصانع المركز الرئيسي وكذلك التسهيلات الداعمة في نيويورك وحولها،‏ اوضحت الجمعية للاخوة الحاجة.‏ وجرى ذلك،‏ ليس تكرارا،‏ بل ١٢ مرة فقط خلال فترة ٦٥ سنة.‏

      لم يكن هنالك قط ايّ استعطاء.‏ والاشخاص الذين ارادوا ان يقدِّموا الهبات دُعوا الى ذلك.‏ وأولئك الذين اختاروا ان يقرضوا الاموال جرى التأكيد لهم انه في حال نشأت حاجة غير متوقعة وملحَّة،‏ سيُسدَّد قرضهم عند تسلُّم اشعار بطلبهم ذلك.‏ وهكذا في معالجتها للامور،‏ سعت الجمعية الى تجنب التسبُّب بأية مشقة للافراد والجماعات الذين بلطف جعلوا الاموال متوافرة.‏ والدعم الذي يقدِّمه شهود يهوه بواسطة تبرعاتهم مكَّن الجمعية دائما من تسديد جميع القروض.‏ ومثل هذه التبرعات المرسلة الى الجمعية لا تُعتبر امرا مسلَّما به.‏ والى الحد الممكن يجري الاشعار بتسلُّمها بواسطة الرسائل وعبارات التقدير الاخرى.‏

      وعمل الهيئة لا تدعمه هبات فريق من المتبرعين الاغنياء.‏ فمعظم التبرعات هي من افراد لديهم مجرد موارد متوسطة —‏ وكثيرون منهم لديهم القليل جدا من ممتلكات هذا العالم.‏ وبينهم اولاد صغار يريدون ان يشتركوا بهذه الطريقة في دعم عمل الملكوت.‏ وقلوب جميع هؤلاء المتبرعين يدفعها التقدير العميق لصلاح يهوه والرغبة في مساعدة الآخرين على تعلُّم تدابيره الرحيمة.‏ —‏ قارنوا مرقس ١٢:‏​٤٢-‏٤٤‏.‏

      تمويل توسع تسهيلات الفروع

      واذ اتخذ عمل الكرازة بالملكوت أبعادا اعظم في مختلف انحاء العالم،‏ صار ضروريا توسيع تسهيلات فروع الهيئة.‏ ويجري ذلك تحت توجيه الهيئة الحاكمة.‏

      وهكذا،‏ بعد مراجعة التوصيات من الفرع في المانيا،‏ أُعطيت التوجيهات في السنة ١٩٧٨ للبحث عن قطعة ارض مناسبة ثم بناء مجمَّع جديد كليا.‏ فهل كان بامكان الشهود الالمان ان يتحملوا النفقات المشمولة؟‏ لقد مُنحوا الفرصة.‏ وعند اكمال هذا المشروع في السنة ١٩٨٤،‏ في زلترس،‏ على الطرف الغربي من جبال تاونوس،‏ اخبر مكتب الفرع:‏ «عشرات الآلاف من شهود يهوه —‏ الاغنياء والفقراء،‏ الصغار والكبار —‏ تبرعوا بملايين الدولارات للمساعدة في دفع تكاليف التسهيلات الجديدة.‏ وبفضل سخائهم امكن اكمال المشروع كله دون الحاجة الى اقتراض المال من وكالات عالمية او الاضطرار الى الوقوع تحت دين.‏» وبالاضافة الى ذلك،‏ اشترك ١ من كل ٧ شهود تقريبا في جمهورية المانيا الاتحادية في عمل البناء الفعلي في زلترس/‏تاونوس.‏

      وفي بلدان اخرى جعل الاقتصاد المحلي او الحالة المالية لشهود يهوه من الصعب جدا،‏ وحتى من المستحيل،‏ ان يبنوا مكاتب الفروع اللازمة للاشراف على العمل او المصانع التي ستُطبع فيها مطبوعات الكتاب المقدس باللغات المحلية.‏ والشهود داخل البلد مُنحوا الفرصة ليفعلوا ما يستطيعون.‏ (‏٢ كورنثوس ٨:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ لكنَّ النقص في الاموال في بلد ما لا يُسمح له بأن يعوق نشر رسالة الملكوت هناك اذا كانت الموارد المالية متوافرة في مكان آخر.‏

      وهكذا،‏ فيما يفعل الشهود المحليون ما يستطيعون،‏ تزوَّد حصة كبيرة من المال اللازم لبناء الفروع في قسم كبير من العالم بواسطة الهبات التي يقدِّمها شهود يهوه في بلدان اخرى.‏ وقد صح ذلك في ما يتعلق ببناء المجمَّعات الكبيرة التي أُكملت في جنوب افريقيا في السنة ١٩٨٧،‏ نَيجيريا في السنة ١٩٩٠،‏ والفيليپين في السنة ١٩٩١.‏ وصح ذلك ايضا في زامبيا،‏ حيث تسهيلات الطباعة الممكنة كانت لا تزال قيد البناء في السنة ١٩٩٢.‏ وصح ذلك بشكل مماثل في مشاريع عديدة بحجوم اصغر،‏ كالتي أُكملت في الهند في السنة ١٩٨٥؛‏ تشيلي في السنة ١٩٨٦؛‏ كوستاريكا،‏ إكوادور،‏ ڠَيانا،‏ هايتي،‏ وپاپوا غينيا الجديدة في السنة ١٩٨٧؛‏ غانا في السنة ١٩٨٨؛‏ وهُندوراس في السنة ١٩٨٩.‏

      إلا انه في بعض البلدان دُهش الاخوة مما امكنهم انجازه محليا ببركة يهوه على جهودهم الموحَّدة.‏ ففي اوائل ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ مثلا،‏ كان الفرع في اسپانيا يتخذ خطوات نحو توسيع رئيسي لتسهيلاته.‏ فطلب الفرع من الهيئة الحاكمة تزويد الاموال اللازمة.‏ ولكن بسبب المصاريف الكبيرة في اتجاهات اخرى في ذلك الحين،‏ لم تكن مثل هذه المساعدة متوافرة آنذاك.‏ فاذا مُنحوا الفرصة،‏ فهل يمكن للشهود الاسپان،‏ بأجورهم المنخفضة نسبيا،‏ ان يزوِّدوا الاموال الكافية لمثل هذا المشروع؟‏

      شُرح لهم الوضع.‏ وبسرور قدَّموا حليّهم،‏ خواتمهم،‏ وأساورهم ليكون ممكنا استبدالها بالنقد.‏ وعندما سئلت شاهدة مسنَّة عما اذا كانت متأكدة انها تريد حقا التبرع بسوارها الذهبي الثقيل الذي سلَّمته،‏ اجابت:‏ «يا اخي،‏ ان اعطاءه من اجل بتل جديد سيفيد اكثر بكثير من ابقائه في معصمي!‏» وأخرجت اخت مسنَّة كداسة من الاوراق النقدية البالية التي كانت قد خبأتها تحت ارضية بيتها على مر السنين.‏ وتبرع اشخاص متزوجون بالمال الذي كانوا قد ادَّخروه للرحلات.‏ وأرسل اولاد ما وفَّروه من المال.‏ وأحد الاحداث الذي كان يخطط لشراء ڠيتار تبرع بالمال بدلا من ذلك لمشروع الفرع.‏ وكالاسرائيليين وقت بناء المسكن في البرية،‏ برهن الشهود الاسپان انهم متبرعون اسخياء وطوعيون بكل ما يلزم بطريقة مادية.‏ (‏خروج ٣٥:‏​٤-‏٩،‏ ٢١،‏ ٢٢‏)‏ ثم قدَّموا انفسهم —‏ كامل الوقت،‏ خلال العطل،‏ في نهايات الاسابيع —‏ للقيام بالعمل نفسه.‏ ومن كل انحاء اسپانيا اتوا —‏ آلاف منهم.‏ وانضم اليهم شهود آخرون من المانيا،‏ السويد،‏ بريطانيا العظمى،‏ اليونان،‏ والولايات المتحدة،‏ هذا اذا ذكرنا القليل،‏ لاكمال ما بدا في بادئ الامر مهمة مستحيلة.‏

      هل هنالك ربح من المطبوعات؟‏

      في السنة ١٩٩٢،‏ كانت مطبوعات الكتاب المقدس تُطبع في المركز الرئيسي العالمي وفي ٣٢ فرعا حول العالم.‏ وكانت كميات ضخمة منها تُزوَّد للتوزيع من قبل شهود يهوه.‏ ولكن لم يجرِ ايّ من ذلك لربح تجاري.‏ والقرارات المتعلقة باللغات التي ستُطبع بها المطبوعات والبلدان التي ستُشحَن اليها كانت تُتَّخذ لا لأية منفعة تجارية بل فقط بهدف انجاز العمل الذي عيَّنه يسوع المسيح لأتباعه.‏

      وقديما في تموز ١٨٧٩،‏ عندما صدر العدد الاول من برج المراقبة،‏ وردت فيه ملاحظة تقول ان الذين هم افقر من ان يدفعوا لقاء الاشتراك (‏آنذاك ٥٠ سنتا اميركيا فقط في السنة)‏ يمكنهم الحصول عليه مجانا اذا قدَّموا طلبا خطيا بذلك.‏ فكان الهدف الرئيسي مساعدة الناس على التعلُّم عن قصد يهوه العظيم.‏

      ولهذه الغاية،‏ منذ السنة ١٨٧٩،‏ وُزِّعت على الناس كميات هائلة من مطبوعات الكتاب المقدس مجانا.‏ وفي السنة ١٨٨١ وبعدها،‏ وُزِّعت نحو ٠٠٠‏,٢٠٠‏,١ نسخة من طعام للمسيحيين المفكرين مجانا.‏ وكان الكثير منها في شكل كتاب من ١٦٢ صفحة؛‏ وأخرى في شكل صحيفة.‏ ونُشِر مقدار لا حصر له من النشرات بحجوم متنوعة خلال السنين التي تلت.‏ ووُزِّعت الاغلبية العظمى منها (‏حرفيا مئات الملايين من النسخ)‏ دون مقابل.‏ واستمر عدد النشرات والمطبوعات الاخرى الموزَّعة في الازدياد.‏ وفي السنة ١٩١٥ وحدها،‏ اظهر التقرير ان ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٥٠ نسخة من النشرات بنحو ٣٠ لغة زُوِّدت للتوزيع العالمي النطاق دون مقابل.‏ فمن اين كان يأتي المال لكل ذلك؟‏ الى حد كبير من الهبات الطوعية لصندوق نشرات الجمعية.‏

      وكانت هنالك ايضا مطبوعات قُدِّمت لقاء تبرع خلال العقود الباكرة من تاريخ الجمعية،‏ لكنَّ التبرع المقترح أُبقي منخفضا قدر الامكان.‏ وهذه المطبوعات شملت كتبا مجلَّدة من ٣٥٠ الى ٧٤٤ صفحة.‏ وعندما كان موزعو المطبوعات الجائلون للجمعية (‏كما كان يُعرَف الكارزون كامل الوقت آنذاك)‏ يقدِّمونها للناس،‏ كانوا يذكرون المبلغ المقترح كتبرع.‏ لكنَّ هدفهم لم يكن كسب المال بل جعل حقائق الكتاب المقدس الحيوية في متناول الناس.‏ فقد ارادوا ان يقرأ الناس المطبوعات ويستفيدوا منها.‏

      وكانوا على استعداد كبير لتقديم مطبوعة للشخص (‏متبرعين بها هم انفسهم)‏ اذا كان صاحب البيت معوزا.‏ ولكن لوحظ ان اشخاصا عديدين كانوا اكثر ميلا الى قراءة المطبوعة اذا قدَّموا شيئا لقاءها،‏ وما يتبرعون به،‏ طبعا،‏ كان يمكن استعماله لطبع المزيد من المطبوعات.‏ ومع ذلك،‏ اذ شدَّدت على واقع ان تلاميذ الكتاب المقدس لا يطلبون الربح المالي،‏ قالت الرسالة الدورية للجمعية التي تحتوي على ارشادات تتعلق بالخدمة،‏ النشرة،‏ عدد ١ تشرين الاول ١٩٢٠:‏ «بعد عشرة ايام من تسليم الكراس [المؤلَّف من ١٢٨ صفحة]،‏ زوروا ثانية الاشخاص وتحققوا ما اذا كانوا قد قرأوه.‏ وان لم يفعلوا ذلك فاطلبوا ان يردّوا الكتاب وأعيدوا مالهم.‏ وأخبروهم انكم لستم وكيل كتب،‏ ولكنكم مهتمون باعطاء رسالة التعزية والفرح هذه لكل شخص،‏ وأنهم ان لم يكونوا مهتمين كفاية بحقيقة تتعلق بهم بشكل وثيق .‏ .‏ .‏،‏ فأنتم تودّون ان تضعوا الكتاب في يدي شخص يهتم.‏» لم يتابع شهود يهوه استخدام هذا الاسلوب،‏ لأنهم وجدوا ان اعضاء العائلة الآخرين يأخذون المطبوعة احيانا ويستفيدون منها؛‏ ولكنَّ ما جرى فعله آنذاك يلقي ضوءا على الهدف الحقيقي للشهود.‏

      لسنين عديدة اشاروا الى توزيعهم المطبوعات بصفته «بيعا.‏» لكنَّ هذا الاصطلاح سبَّب شيئا من التشويش،‏ ولذلك،‏ ابتداء من السنة ١٩٢٩،‏ أُلغي تدريجيا.‏ فالاصطلاح لم ينطبق حقا على نشاطهم،‏ لأن عملهم ليس تجاريا.‏ فلم يكن هدفهم كسب المال.‏ لقد كان دافعهم الكلي الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏ ولهذا السبب،‏ في السنة ١٩٤٣،‏ قضت المحكمة العليا للولايات المتحدة بأنه لا يمكن ان يُطلَب من شهود يهوه الحصول على رخصة تجارية للبيع بالتجول قبل توزيع مطبوعاتهم.‏ والسلطة القضائية الكندية بعد ذلك اقتبست بموافقةٍ الحجج التي اوردتها المحكمة العليا للولايات المتحدة في هذا القرار.‏b

      وفي بلدان عديدة كان شهود يهوه يقدِّمون بانتظام مطبوعاتهم على اساس التبرع.‏ والتبرع المقترح كان منخفضا،‏ بالمقارنة مع الكتب والمجلات الاخرى،‏ حتى ان اشخاصا عديدين كانوا يعرضون ان يتبرعوا اكثر.‏ لكنَّ الهيئة بذلت جهدا كبيرا لابقاء التبرع المقترح منخفضا لكي يكون ضمن الامكانية المالية لملايين عديدة من الناس الذين لديهم القليل جدا من ممتلكات هذا العالم ولكن الشاكرين على تسلُّم كتاب مقدس او مطبوعة للكتاب المقدس.‏ ولكن لم يكن الهدف من اقتراح التبرع اغناء هيئة شهود يهوه.‏

      وفي البلدان التي يفسِّر فيها القانون ايّ توزيع لمطبوعات الكتاب المقدس بأنه تجاري اذا اقترح الموزع تبرعا للمطبوعة،‏ يسرّ شهود يهوه بأن يتركوها لدى ايّ شخص يُظهر اهتماما مخلصا ويعد بقراءتها.‏ وأولئك الذين يريدون ان يتبرعوا بشيء لترويج عمل تعليم الكتاب المقدس يمكنهم ان يقدِّموا ما يريدونه.‏ وهذا ما يجري،‏ مثلا،‏ في اليابان.‏ وفي سويسرا،‏ حتى وقت قريب،‏ كانت تُقبَل التبرعات للمطبوعات،‏ ولكن حتى مبلغ معيَّن فقط؛‏ ولذلك اذا اراد اصحاب البيوت ان يعطوا المزيد،‏ يعيده الشهود او يعطون صاحب البيت مطبوعات اضافية.‏ فرغبتهم لم تكن في جمع المال،‏ بل في الكرازة ببشارة ملكوت اللّٰه.‏

      وفي السنة ١٩٩٠،‏ بسبب الفضائح المالية المعروفة جيدا في بعض اديان العالم المسيحي،‏ مع ميل الحكومات المتزايد الى تصنيف النشاط الديني كعمل تجاري،‏ صنع شهود يهوه بعض التعديلات في نشاطهم بغية تجنب ايّ سوء فهم.‏ فأعطت الهيئة الحاكمة التوجيهات ان تُقدَّم في الولايات المتحدة جميع المطبوعات التي يوزعها الشهود —‏ الكتب المقدسة،‏ وكذلك النشرات،‏ الكراريس،‏ المجلات،‏ والكتب المجلَّدة التي تشرح الكتاب المقدس —‏ للناس بشرط وحيد وهو ان يقرأوها،‏ دون اقتراح ايّ تبرع.‏ فنشاط شهود يهوه ليس تجاريا على الاطلاق،‏ وهذا الترتيب عمل على تمييزهم اكثر عن الفرق الدينية التي تتاجر بالدين.‏ وطبعا،‏ يدرك معظم الناس ان طبع مثل هذه المطبوعات يكلِّف مالا،‏ وأولئك الذين يقدِّرون الخدمة التي ينجزها الشهود قد يرغبون في التبرع بشيء للمساعدة في العمل.‏ فيوضَّح لمثل هؤلاء الاشخاص ان العمل العالمي النطاق لتعليم الكتاب المقدس الذي يقوم به شهود يهوه تدعمه الهبات الطوعية.‏ والهبات تُقبل بسرور،‏ ولكن دون استعطاء.‏

      وأولئك الذين يشتركون في خدمة الحقل لا يفعلون ذلك لربح مالي.‏ فهم يتبرعون بوقتهم،‏ ويدفعون اجرة تنقلاتهم.‏ واذا اظهر شخص ما الاهتمام،‏ يرتبون للعودة كل اسبوع،‏ دون مقابل مطلقا لاعطاء الارشاد الشخصي في الكتاب المقدس.‏ وفقط المحبة للّٰه ولرفيقهم الانسان يمكن ان تدفعهم الى الاستمرار في الانهماك في مثل هذا النشاط،‏ وغالبا في وجه اللامبالاة والمقاومة المباشرة.‏

      والاموال المتسلَّمة في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه او في مكاتب فروعه تُستخدم،‏ لا لاغناء الهيئة او ايّ فرد،‏ بل لترويج الكرازة بالبشارة.‏ وقديما في السنة ١٩٢٢،‏ ذكرت برج المراقبة انه بسبب الوضع الاقتصادي في اوروپا فان الكتب المطبوعة هناك للجمعية يدفع ثمنها بشكل رئيسي المكتب الاميركي وغالبا ما تُترك لدى الناس بأقل من الكلفة.‏ وعلى الرغم من ان شهود يهوه يديرون الآن مؤسسات طباعية في بلدان عديدة،‏ فان بعض البلدان التي تُشحن اليها المطبوعات ليس بمقدورها ارسال اية اموال من البلد لتغطية الكلفة.‏ والهبات الطوعية السخية لشهود يهوه في البلدان حيث لديهم موارد كافية تساعد على سدّ النقص في البلدان حيث لديهم القليل.‏

      سعت جمعية برج المراقبة على الدوام الى استعمال جميع الموارد الموجودة تحت تصرفها لترويج الكرازة بالبشارة.‏ وفي السنة ١٩١٥،‏ كرئيس للجمعية،‏ قال تشارلز تاز رصل:‏ «لا تسعى جمعيتنا الى ادِّخار ثروات ارضية،‏ ولكنها بالاحرى مؤسسة تستخدم مالها لانجاز الامور.‏ وما ارسلته الينا العناية الالهية دون استعطاء نسعى الى انفاقه بحكمة قدر المستطاع انسجاما مع كلمة الرب وروحه.‏ ومنذ وقت طويل اعلنَّا انه عندما تنقطع الموارد المالية تنقطع كذلك نشاطات الجمعية؛‏ وأنه كلما ازدادت الموارد المالية اتَّسعت نشاطات الجمعية.‏» واستمرت الجمعية في فعل ذلك تماما.‏

      والى الوقت الحاضر تستخدم الهيئة الاموال المتوافرة في ارسال النظار الجائلين لتقوية الجماعات ولتشجيعها في خدمتها العلنية.‏ وهي تستمر في ارسال المرسلين والمتخرجين من مدرسة تدريب الخدام الى حيث توجد حاجة خصوصية.‏ وتستخدم ايضا ما يتوافر من المال لارسال فاتحين خصوصيين الى المناطق حيث أُنجز القليل او لا شيء بعدُ من الكرازة برسالة الملكوت.‏ وكما ورد في الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٩٣،‏ خلال سنة الخدمة السابقة،‏ أُنفق ٥٦،‏٢٥٧‏,٢١٨‏,٤٥ دولارا اميركيا بهذه الطرائق.‏

      غير خادمين لربح شخصي

      لا يجري نيل ربح مالي من قبل ايّ عضو في الهيئة الحاكمة،‏ رسميٍّ في وكالاتها الشرعية،‏ او شخص بارز آخر مقترن بالهيئة نتيجة لعمل شهود يهوه.‏

      وعن ت.‏ ت.‏ رصل،‏ الذي خدم كرئيس لجمعية برج المراقبة طوال اكثر من ٣٠ سنة،‏ كتب احد عشرائه:‏ «كوسيلة لتقرير ما اذا كان مسلكه منسجما مع الاسفار المقدسة،‏ وأيضا كوسيلة للاعراب عن اخلاصه،‏ قرَّر ان يمتحن رضى الرب كما يلي:‏ (‏١)‏ ان يقف حياته للقضية؛‏ (‏٢)‏ ان يستخدم ثروته في نشر العمل؛‏ (‏٣)‏ ان يمنع اللمَّات في جميع الاجتماعات؛‏ (‏٤)‏ ان يعتمد على التبرعات (‏الطوعية كاملا)‏ دون استعطاء لمواصلة العمل بعد نفاد ثروته.‏»‏

      وعوضا عن استخدام النشاط الديني لكسب الغنى المادي لنفسه،‏ انفق تشارلز تاز رصل جميع موارده في عمل الرب.‏ وبعد موته ذُكر في برج المراقبة:‏ «وقف ثروته الخاصة كاملا للقضية التي اعطى حياته لها.‏ تسلَّم المبلغ الضئيل ٠٠،‏١١ دولارا في الشهر لنفقاته الشخصية.‏ مات،‏ غير تارك اية ممتلكات على الاطلاق.‏»‏

      وفي ما يتعلق بأولئك الذين كانوا سيواصلون عمل الجمعية،‏ اشترط الاخ رصل في وصيته:‏ «أما بالنسبة الى الاجر،‏ فأعتقد انه من الحكمة المحافظة على مسلك الجمعية الماضي في ما يتعلق بالرواتب —‏ ان لا يُدفَع اجر لأحد؛‏ ان تخصَّص مجرد نفقات معقولة للذين يخدمون الجمعية او يقومون بعملها بأية طريقة.‏» وأولئك الذين يخدمون في بيوت ايل الجمعية،‏ مكاتبها،‏ ومصانعها،‏ بالاضافة الى ممثليها الجائلين،‏ كانوا سيزوَّدون بمجرد الطعام،‏ المأوى،‏ ومبلغ متواضع للنفقات —‏ ما يكفي للحاجات المباشرة ولكن «دون تدبير .‏ .‏ .‏ لادِّخار المال.‏» وهذا المقياس نفسه ينطبق اليوم.‏

      وأولئك المقبولون للخدمة الخصوصية كامل الوقت في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه جميعهم ينذرون نذر الفقر،‏ كما هي الحال مع جميع اعضاء الهيئة الحاكمة وجميع الاعضاء الآخرين في عائلة البتل هناك.‏ ولا يعني ذلك انهم يحيون حياة كئيبة،‏ دون وسائل للراحة.‏ ولكنه يعني انهم يشتركون،‏ دون محاباة،‏ في التدابير المتواضعة للطعام،‏ المأوى،‏ وبدل النفقات التي تُهيَّأ لجميع الذين في مثل هذه الخدمة.‏

      وهكذا تواصل الهيئة عملها باعتماد كامل على العون الذي يمنحه اللّٰه.‏ ودون إكراه،‏ ولكن كأخوَّة روحية حقيقية تمتد الى كل انحاء الارض،‏ يستخدم شهود يهوه بسرور مواردهم لانجاز العمل الذي اعطاهم اياه يهوه،‏ ابوهم السماوي العظيم،‏ ليقوموا به.‏

      ‏[الحاشيتان]‏

      a انظروا برج المراقبة،‏ ١ ايلول ١٩٤٤،‏ الصفحة ٢٦٩ (‏بالانكليزية)‏؛‏ ١٥ كانون الاول ١٩٨٧،‏ «مكرمين اله الرجاء،‏» الفقرات ١٧-‏٢١.‏

      b ميردوك ضد ولاية پنسلڤانيا،‏ ٣١٩ الولايات المتحدة ١٠٥ (‏١٩٤٣)‏؛‏ أوديل ضد تْرِپانْييه،‏ ٩٥ القضايا الجنائية الكندية ٢٤١ (‏١٩٤٩)‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٠]‏

      ‏‹الاستعطاءات طلبا للمال لا تجيزها ولا توافق عليها هذه الجمعية›‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٢]‏

      التشديد الرئيسي هو على قيمة إخبار الآخرين بالحق

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٣]‏

      بيان واضح وصريح بالوقائع

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٤]‏

      الجماعات تساعد احداها الاخرى على حيازة قاعات الملكوت اللازمة

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٥]‏

      معظم التبرعات هي من افراد لديهم مجرد موارد متوسطة

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٨]‏

      مطبوعات كثيرة وُزِّعت دون مقابل —‏ فمَن يدفع ثمنها؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٤٩]‏

      يسرّون بأن يتركوا المطبوعة لدى ايّ شخص يُظهر اهتماما مخلصا ويعد بقراءتها

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٥٠]‏

      ماذا يجري فعله بالمال المتبرَّع به؟‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٣٥١]‏

      ‏«وقف ثروته الخاصة كاملا للقضية التي اعطى حياته لها»‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣٤١]‏

      اللّٰه لا يستجدي

      «ان الذي قال،‏ ‹إن جعتُ فلا اقول لك لأن لي المسكونة وملأها.‏ .‏ .‏ .‏ لا آخذ من بيتك ثورا ولا من حظائرك اعتدة.‏ لأن لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الالوف› (‏مزمور ٥٠:‏​١٢،‏ ٩،‏ ١٠‏)‏،‏ قادر على مواصلة عمله العظيم دون استجداء طلبا للاموال سواء من العالم او من اولاده.‏ وهو لن يجبر اولاده على التضحية بشيء في خدمته،‏ ولن يقبل منهم شيئا غير التقدمة الطوعية المبهجة.‏» —‏ «برج مراقبة زيون،‏» ايلول ١٨٨٦،‏ ص ٦ (‏بالانكليزية)‏.‏

      ‏[الاطار في الصفحة ٣٤٧]‏

      الهبات لم تكن دائما في شكل مال

      هيَّأ وأرسل الشهود في الشمال الاقصى من كوينْزلَند الى موقع البناء التابع لبرج المراقبة في سيدني،‏ اوستراليا،‏ اربع مقطورات تجرّها شاحنات محمَّلة خشبا ممتازا كان يقدَّر ثمنه آنذاك بـ‍ ٠٠٠‏,٦٠ و ٠٠٠‏,٧٠ دولار اوسترالي.‏

      عندما كان يجري توسيع مصنع برج المراقبة في إلَنْسْفونْتايْن،‏ جنوب افريقيا،‏ تلفن اخ هندي وطلب ان يتفضّلوا ويأخذوا هبة من ٥٠٠ كيس (‏١١٠ پاوندات [٥٠ كلڠ] كل واحد)‏ من الاسمنت —‏ في وقت ندر فيه الاسمنت في البلد.‏ وقدَّم آخرون شاحناتهم لتستخدمها الجمعية.‏ ودفعت اخت افريقية الثمن لاحدى الشركات كي تسلّم ٢٠ ياردا مكعبا (‏١٥ م٣)‏ من رمل البناء.‏

      في النَّذَرلند،‏ عندما كانت تُبنى تسهيلات الفرع الجديدة في أمِّن،‏ وُهبت كميات هائلة من المعدات وملابس العمل.‏ وحاكت احدى الاخوات،‏ بالرغم من شدة مرضها،‏ زوجا من الجوارب الصوفية لكلٍّ من العمَّال خلال فترة الشتاء.‏

      لبناء مكتب فرع جديد ومبنى مجهَّز ليصير مطبعة في لوساكا،‏ زامبيا،‏ جرى شراء مواد البناء بأموال زوَّدها الشهود في بلدان اخرى.‏ والمواد والتجهيزات التي لم تكن متوافرة محليا شُحنت الى زامبيا كهبات للعمل هناك.‏

      في الإكوادور،‏ سنة ١٩٧٧،‏ وهب شاهد قطعة ارض مساحتها ٨٤ اكرا (‏٣٤ هكتارا)‏.‏ وهنا بُنيت قاعة محافل ومجمَّع جديد للفرع.‏

      فتح الشهود المحليون في پاناما بيوتهم لايواء العمَّال المتطوعين؛‏ وبعض الذين يملكون باصات زوَّدوا المواصلات؛‏ وآخرون اشتركوا في تزويد ٠٠٠‏,٣٠ وجبة طعام قُدِّمت في موقع البناء.‏

      للعمَّال في المشروع في اربوڠا،‏ السويد،‏ خبزت وأرسلت احدى الجماعات ٥٠٠‏,٤ كعكة محلَّاة.‏ وأرسل آخرون العسل،‏ الفاكهة،‏ والمربَّى.‏ ومع انه ليس شاهدا،‏ زوَّد مزارع قرب موقع البناء طنَّين من الجزر.‏

  • المركز الرئيسي العالمي والمكاتب الرئيسية لشهود يهوه —‏ في صوَر
    شهود يهوه —‏ منادون بملكوت اللّٰه
    • المركز الرئيسي العالمي والمكاتب الرئيسية لشهود يهوه —‏ في صوَر

      المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه

      ‏[الصورة في الصفحتين ٣٥٢ و ٣٥٣]‏

      يُوجَّه نشاط شهود يهوه العالمي من بروكلين،‏ نيويورك،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ منذ السنة ١٩٠٩.‏ وهذه الابنية تحتوي على مكاتب المركز الرئيسي منذ السنة ١٩٨٠

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٥٣]‏

      المركز الثقافي لبرج المراقبة،‏ في پاترسن،‏ نيويورك (‏قيد الانشاء في السنة ١٩٩٢)‏

      ‏[الصور في الصفحة ٣٥٢]‏

      بعض الابنية السكنية لآلاف الخادمين في المركز الرئيسي العالمي

      ‏[الصور في الصفحة ٣٥٥]‏

      فنادق سابقة في بروكلين جُدِّدت لتزويد مكان لـ‍ ٤٧٦‏,١ عاملا متطوعا اضافيا

      ‏[الصور في الصفحة ٣٥٥]‏

      مساكن لعائلة البتل في وولكيل،‏ نيويورك

      ‏[الصورتان في الصفحتين ٣٥٤ و ٣٥٥]‏

      في ابنية المصانع هذه (‏في بروكلين،‏ نيويورك)‏،‏ تُنتَج الكتب المقدسة،‏ الكتب،‏ والكراسات بـ‍ ١٨٠ لغة من اجل التوزيع العالمي

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٥٦]‏

      ملايين كسيتات مواد الكتاب المقدس السمعية تُنتَج في هذا المصنع في بروكلين كل سنة.‏ ومن هنا يُنسَّق ايضا الشحن.‏ اكثر من ٠٠٠‏,١٥ طن من مطبوعات الكتاب المقدس والمواد الاخرى تُشحَن سنويا الى كل انحاء العالم

      ‏[الصور في الصفحة ٣٥٦]‏

      في هذا المصنع في مزارع برج المراقبة،‏ قرب وولكيل،‏ نيويورك،‏ تُطبع سنويا ملايين النسخ من «برج المراقبة» و«استيقظ!‏» بـ‍ ١٤ لغة

      شهود يهوه والمؤسسات الشرعية التي يستعملونها لديهم مكاتب ومطابع في انحاء كثيرة من العالم.‏ والصور في الصفحات التالية تُظهر الكثير،‏ ولكن ليس الكل،‏ من هذه التسهيلات.‏ وحيث كانت الابنية الجديدة قيد الانشاء في السنة ١٩٩٢،‏ تَظهر نماذج معمارية.‏ والاحصاءات المعطاة تنطبق في السنة ١٩٩٢.‏

      اميركا الشمالية وجزر الهند الغربية

      ألاسكا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٥٧]‏

      زوار لمكتب فرع الجمعية يتلقَّون ترحيبا حارا.‏ وهنا في ألاسكا،‏ كما في ايّ مكان آخر،‏ يكرز شهود يهوه من بيت الى بيت،‏ على الرغم من انخفاض درجات الحرارة احيانا الى -‏٦٠°ف (‏-‏٥٠°م)‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٥٧]‏

      طائرة مستعملة لنقل المنادين بالملكوت الى الانحاء البعيدة في المقاطعة

      جزر بَهاما

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٥٧]‏

      وصلت مطبوعات برج المراقبة الى جزر بَهاما بحلول السنة ١٩٠١.‏ وجرت أول شهادة قانونية هنا في السنة ١٩٢٦.‏ ومنذ ذلك الحين وُزِّع اكثر من ٠٠٠‏,٦٠٠‏,٤ مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس في الجزر التي يشرف عليها الآن هذا المكتب.‏

      باربادوس

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٥٨]‏

      اكثر من ١٤٠ فريقا دينيا في باربادوس يدَّعون المسيحية.‏ ومنذ السنة ١٩٠٥،‏ يساعد شهود يهوه الناس ان يروا لأنفسهم ما يقوله الكتاب المقدس.‏

      بيليز

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٥٨]‏

      نصف سكان بيليز تقريبا يعيشون في مناطق ريفية.‏ ولبلوغ بعض القرى الداخلية،‏ يقوم شهود يهوه برحلات سنوية سيرا على الاقدام بحقائب تُحمل على الظهر وباليد.‏

      كوستاريكا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٥٨]‏

      اسست الجمعية اولا مكتب فرع في كوستاريكا سنة ١٩٤٤.‏ ومنذ خمسينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بلغ عدد الكوستاريكيين المشاركين في العبادة الحقة الآلاف.‏

      جمهورية الدومينيكان

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٥٩]‏

      وُزِّعت مطبوعات برج المراقبة هنا قديما في السنة ١٩٣٢.‏ لكنَّ ارشاد الناس المهتمين على صعيد شخصي بدأ في السنة ١٩٤٥ عندما وصل المرسلان الظاهران الى اليسار.‏ وفي السنين الاخيرة،‏ عندما صار عشرات الآلاف من الناس تواقين الى درس الكتاب المقدس مع الشهود،‏ اصبحت تسهيلات الفرع هذه ضرورية.‏

      السلڤادور

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٥٩]‏

      جرى القيام بشيء من الشهادة هنا في السنة ١٩١٦.‏ ولكن حدث اولا في السنة ١٩٤٥ ان شخصا واحدا على الاقل في السلڤادور كان مستعدا ان يختبر التغطيس المسيحي في الماء (‏الظاهر هنا)‏.‏ ومنذ ذلك الحين اصبح آلاف اضافيون خداما ليهوه.‏

      ڠوادلوپ

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٥٩]‏

      نسبة الناشرين الى السكان في المقاطعة التي يخدمها مكتب الفرع هذا هي من افضل النسب في العالم.‏ وكثيرون من الناس في ڠوادلوپ يقبلون البشارة بتقدير.‏

      كندا

      ‏[الصور في الصفحتين ٣٦٠ و ٣٦١]‏

      مكتب الجمعية في كندا يشرف على الكرازة بالبشارة في ثاني اكبر بلد في العالم.‏ اكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ منادٍ بالملكوت مشغولون في هذا البلد.‏

      مبنى الادارة (‏يغطي جزئيا صورة مجمَّع الفرع الحالي)‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦١]‏

      المقاطعات الشمالية الغربية

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦١]‏

      مخيَّمات للخشَّابين في كولومبيا البريطانية

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦١]‏

      مَزارع للماشية في ألبرتا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٠]‏

      كْوِيبك الفرنسية

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٠]‏

      المقاطعات البحرية

      ڠواتيمالا

      ‏[الصور في الصفحة ٣٦١]‏

      مع ان الاسپانية هي لغة ڠواتيمالا الرسمية،‏ إلا ان تنوعا من اللغات الهندية الاميركية يُنطَق بها هنا.‏ ويسعى مكتب الجمعية الى التأكد من نيل كل فرد فرصة السماع عن ملكوت اللّٰه.‏

      هايتي

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٠]‏

      خدمة يهوه تجلب فرحا عظيما لشهود يهوه في هايتي،‏ بالرغم من الاحوال الصعبة غالبا التي تحيط بهم.‏

      هُندوراس

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٢]‏

      منذ السنة ١٩١٦،‏ خُصِّص اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٣ ساعة لتعليم سكان هذا البلد الكتاب المقدس.‏ وأحيانا كان على شهود يهوه ايضا ان يعلِّموا الناس القراءة والكتابة (‏كما ترون هنا)‏ ليمكّنوهم من درس كلمة اللّٰه بأنفسهم.‏

      جامايكا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٢]‏

      المئات في جامايكا صاروا خداما مخلصين ليهوه خلال الوقت الذي فيه كان يُجمَع الورثة المقبلون للملكوت السماوي.‏ ومنذ السنة ١٩٣٥،‏ يشترك آلاف اضافيون في الكرازة برسالة الملكوت.‏ ومكتب الفرع هذا يُبنى للمساعدة على الاعتناء بحاجاتهم الروحية.‏

      جزر لِيوَرْد (‏آنتيڠوا)‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٢]‏

      قديما في السنة ١٩١٤،‏ كانت الكرازة بالبشارة جارية في الجزر التي يعتني بها الآن هذا المكتب.‏ ومرة بعد مرة منذ ذلك الحين يُدعى الناس في هذه الناحية من الارض الى «اخذ ماء حياة مجانا.‏» —‏ رؤيا ٢٢:‏١٧‏.‏

      المكسيك

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٣]‏

      مركز جديد لتعليم الكتاب المقدس يشيّده شهود يهوه في المكسيك

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٣]‏

      تسهيلات المكاتب المستعملة في السنة ١٩٩٢

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٣]‏

      مطبوعات الكتاب المقدس التي تُنشر هنا تسدّ حاجة اكثر من ٠٠٠‏,٤١٠ شاهد غيور في المكسيك وبلدان ناطقة بالاسپانية مجاورة اخرى

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٣]‏

      من السنة ١٩٨٦ الى السنة ١٩٩٢،‏ اكثر من ١٠ في المئة من الدروس البيتية في الكتاب المقدس التي يديرها الشهود في العالم كانت في المكسيك،‏ والكثير منها مع عائلات.‏

      ‏[الرسم البياني في الصفحة ٣٦٣]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      دروس الكتاب المقدس في المكسيك

      ٠٠٠‏,٥٠٠

      ٠٠٠‏,٢٥٠

      ١٩٥٠ ١٩٦٠ ١٩٧٠ ١٩٨٠ ١٩٩٢

      مارتينيك

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٤]‏

      زُرعت بزور الحق هنا قديما في السنة ١٩٤٦.‏ ولكن عندما اتى ڠْزاڤْيِه وسارة نول (‏الظاهران هنا)‏ من فرنسا في السنة ١٩٥٤،‏ تمكنا من البقاء وتنمية الاهتمام الموجود.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢،‏ كان اكثر من ٢٠٠‏,٣ شخص يشتركون معهما في المناداة برسالة الملكوت.‏

      جزر الأنتيل الهولندية (‏كوراساو)‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٤]‏

      ثلاثة وعشرون مرسلا خدموا في مقاطعة مكتب الفرع هذا.‏ اثنان من الفريق الاول (‏الظاهران هنا)‏ الذي وصل في السنة ١٩٤٦ كانا لا يزالان يعملان في السنة ١٩٩٢.‏

      نيكاراڠْوَا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٤]‏

      ابتداء من السنة ١٩٤٥،‏ عندما وصل المرسلون،‏ اخذ شهود يهوه في نيكاراڠْوَا يزدادون.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ بلغ عددهم اكثر من ٧٠٠‏,٩.‏ والناس الذين يريدون ان يعلّمهم الشهود الكتاب المقدس يبلغ عددهم الآن اكثر من عدد الشهود المحليين بكثير.‏

      پاناما

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٥]‏

      منذ نهاية القرن الـ‍ ١٩،‏ ينال الناس في پاناما المساعدة على تعلُّم مطالب اللّٰه للحياة الابدية.‏

      پورتو ريكو

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٦٥]‏

      منذ السنة ١٩٣٠،‏ اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨٣ مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس وُزِّعت في پورتو ريكو،‏ و ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٥ زيارة مكررة عُقدت لتزويد مساعدة اضافية للاشخاص المهتمين.‏ وعمل الترجمة المنجَز هنا يساعد على توفير مطبوعات الكتاب المقدس لنحو ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٣٥٠ ناطق بالاسپانية حول العالم.‏

      ترينيداد

      ‏[الصور في الصفحة ٣٦٥]‏

      كان يُنادى بالبشارة بكثافة في ترينيداد قديما في السنة ١٩١٢.‏ وشهود كثيرون،‏ بمن فيهم هؤلاء الثلاث المدرَّبات في مدرسة جلعاد،‏ يقفون وقتهم لهذا العمل.‏

      اميركا الجنوبية

      الارجنتين

      ‏[الصور في الصفحة ٣٦٦]‏

      أُرسل اولا منادٍ للملكوت الى هذا البلد في السنة ١٩٢٤.‏ ولاحقا قدَّم الكثير من العون مرسلون مدرَّبون في جلعاد،‏ بمن فيهم تشارلز آيزنهاور (‏الظاهر هنا)‏،‏ الذي وصل مع زوجته في السنة ١٩٤٨.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢ صارت هذه التسهيلات تزوِّد الاشراف العام،‏ وكذلك مطبوعات الكتاب المقدس،‏ لما يزيد على ٠٠٠‏,٩٦ شاهد ليهوه في الارجنتين.‏ ومن هنا كانت تُرسَل المطبوعات ايضا لسدّ حاجة اكثر من ٠٠٠‏,٤٤ شاهد في تشيلي.‏

      بوليڤيا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٧]‏

      يسمع البوليڤيون رسالة الملكوت منذ السنة ١٩٢٤.‏ ويقبل الآلاف مطبوعات الكتاب المقدس بتقدير ويستفيدون من الدروس البيتية القانونية في الكتاب المقدس.‏

      تشيلي

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٧]‏

      بحلول السنة ١٩١٩ كانت مطبوعات برج المراقبة قد وصلت الى تشيلي.‏ والكرازة التي يشرف عليها هذا المكتب تمتد الآن من مَزارع الخراف التي تعصف فيها الريح في الجنوب الى مخيَّمات التعدين البعيدة في الشمال،‏ ومن جبال الأنديز الى المحيط.‏

      إكوادور

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٧]‏

      المساهمة الاكبر في الكرازة بالبشارة في الإكوادور قام بها اكثر من ٨٧٠ شاهدا (‏كالاثنين الظاهرين هنا)‏ تركوا مواطنهم ليخدموا حيث الحاجة اعظم.‏ وهذا الفرع يزوّد الآن المساعدة لاكثر من ٠٠٠‏,٢٢ مسبِّح غيور ليهوه.‏

      البرازيل

      ‏[الصور في الصفحتين ٣٦٨ و ٣٦٩]‏

      في السنة ١٩٩٢،‏ عندما كان يجري توسيع مكتب فرع الجمعية،‏ مطبعتها،‏ وبتلها الى هذا الحجم،‏ بلغ عدد شهود يهوه في البرازيل اكثر من ٠٠٠‏,٣٣٥ وكانوا يعمّدون كل سنة ما يزيد على ٠٠٠‏,٢٧ تلميذ.‏ والمطبعة هنا تزوّد ايضا المطبوعات للتوزيع في اورڠواي،‏ پاراڠواي،‏ وبوليڤيا.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٨]‏

      ملعبان كبيران استُخدما لمحفل اممي لشهود يهوه في سان پاولو سنة ١٩٩٠؛‏ بُرمج لاكثر من ١٠٠ محفل اضافي ايضا

      ‏[الرسم البياني في الصفحة ٣٦٨]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      المنادون بالملكوت في البرازيل

      ٠٠٠‏,٣٠٠

      ٠٠٠‏,٢٠٠

      ٠٠٠‏,١٠٠

      ١٩٥٠ ١٩٦٠ ١٩٧٠ ١٩٨٠ ١٩٩٢

      ڠَيانا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٦٩]‏

      للجمعية مكتب فرع في ڠَيانا منذ السنة ١٩١٤.‏ والشهود بلغوا عمق المناطق الداخلية وسعوا الى منح كل واحد فرصة سماع البشارة.‏ ومع ان سكان البلد الآن اقل من مليون،‏ وقف الشهود اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٠ ساعة للكرازة والتعليم في هذا البلد.‏

      پاراڠواي

      ‏[الصور في الصفحة ٣٦٨]‏

      كانت الكرازة بالبشارة في الپاراڠواي جارية بحلول منتصف عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ ومنذ السنة ١٩٤٦،‏ ساعد ١١٢ مرسلا مدرَّبا في جلعاد على تقديم الشهادة.‏ ولبلوغ الفرق اللغوية غير الاسپانية والڠْوارانية المحلية،‏ تطوع شهود آخرون ايضا من بلدان مختلفة للانتقال الى هذا البلد.‏

      من المانيا

      من كوريا

      من اليابان

      كولومبيا

      ‏[الخريطة/‏الصور في الصفحتين ٣٧٠ و ٣٧١]‏

      قديما في السنة ١٩١٥،‏ أُرسلت بالبريد مطبوعة لبرج المراقبة الى رجل مهتم في كولومبيا.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢،‏ كانت تُشحن مطبوعات الكتاب المقدس المطبوعة في هذه التسهيلات لسدّ حاجات اكثر من ٠٠٠‏,١٨٤ مبشر في إكوادور،‏ پاناما،‏ پيرو،‏ ڤنزويلا،‏ وكولومبيا.‏

      ‏[الخريطة]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      كولومبيا

      پيرو

      إكوادور

      پاناما

      ڤنزويلا

      پيرو

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧١]‏

      وزَّع احد تلاميذ الكتاب المقدس الزائرين في پيرو مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس قديما في السنة ١٩٢٤.‏ وشُكِّلت اول جماعة هنا بعد ٢١ سنة.‏ والآن هنالك في الپيرو اكثر من ٠٠٠‏,٤٣ منادٍ نشيط بملكوت اللّٰه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧١]‏

      فاتحون يكرزون عاليا في جبال الأنديز

      سورينام

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٧٠]‏

      نحو السنة ١٩٠٣ شُكِّل هنا اول فريق للدرس.‏ واليوم تلزم تسهيلات الفرع هذه للاشراف على الجماعات في كل انحاء البلد —‏ في المناطق البدائية،‏ المقاطعات،‏ والمدينة.‏

      اورڠواي

      ‏[الصور في الصفحة ٣٧٢]‏

      منذ السنة ١٩٤٥،‏ ساهم اكثر من ٨٠ مرسلا في المناداة بالملكوت في اورڠواي.‏ والاثنتان الظاهرتان هنا تخدمان في اورڠواي منذ خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وبحلول السنة ١٩٩٢،‏ كان اكثر من ٦٠٠‏,٨ شاهد محلي يخدمون معهما.‏

      ڤنزويلا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٢]‏

      وُزِّعت بعض مطبوعات برج المراقبة في ڤنزويلا في منتصف عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وبعد عقد بدأ فريق من امّ وابنة فاتحتين من الولايات المتحدة فترة من الكرازة الغيورة هنا،‏ اذ غطتا العاصمة تكرارا وقامتا برحلات قصيرة الى البلدات في مختلف انحاء البلد.‏ والآن هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٦٠ شاهد نشيط في ڤنزويلا.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٢]‏

      ساحة لمصارعة الثيران في بَلَنْسِية يجتمع فيها ٦٠٠‏,٧٤ من اجل محفل خصوصي في السنة ١٩٨٨

      اوروپا والبحر الابيض المتوسط

      النمسا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٣]‏

      قديما في تسعينات الـ‍ ١٨٠٠،‏ مُنح بعض الاشخاص في النمسا فرصة الاستفادة من البشارة.‏ ومنذ عشرينات الـ‍ ١٩٠٠ هنالك نمو معتدل ولكن ثابت في عدد مسبِّحي يهوه في هذا البلد.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٣]‏

      اكثر من ٢٧٠ جماعة تجتمع في قاعات الملكوت في كل انحاء النمسا

      بلجيكا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٧٣]‏

      صارت بلجيكا مفترق الطرق في العالم.‏ وللاعتناء بالسكان المتنوعين الموجودين هناك،‏ يوزع هذا الفرع مطبوعات الكتاب المقدس في اكثر من ١٠٠ لغة.‏

      بريطانيا

      ‏[الصور في الصفحة ٣٧٤]‏

      يجري الاشراف على نشاط اكثر من ٠٠٠‏,١٢٥ شاهد ليهوه في بريطانيا من مكتب الفرع هذا.‏ وتولّى ايضا شهود من بريطانيا تعيينات لنشر رسالة الملكوت في بلدان اوروپية اخرى وكذلك في افريقيا،‏ اميركا الجنوبية،‏ اوستراليا،‏ المشرق،‏ وجزر البحر.‏

      بيت جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم

      بيت برج المراقبة

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٤]‏

      مطبوعات الكتاب المقدس تُطبع هنا بالانكليزية،‏ المالطية،‏ الڠودجَراتية،‏ والسواحلية

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٤]‏

      دائرة الخدمة تعتني بأكثر من ٣٠٠‏,١ جماعة في بريطانيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٤]‏

      مؤن المطبوعات تُرسَل الى كل انحاء انكلترا،‏ أسكتلندا،‏ ويلز،‏ ايرلندا،‏ ومالطة،‏ وكذلك الى اماكن في افريقيا والبحر الكاريبي

      فرنسا

      ‏[الصور في الصفحة ٣٧٥]‏

      الترجمة والاخراج الفني بواسطة الكمپيوتر لكل مطبوعات برج المراقبة المطبوعة في كل العالم للناس الناطقين بالفرنسية يُنجَزان في الفرع في فرنسا.‏ (‏اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٢٠ شخص ينطقون بالفرنسية.‏)‏ والمطبوعات تُطبع هنا بانتظام بلغات مختلفة وتُشحَن الى بلدان في اوروپا،‏ افريقيا،‏ الشرق الاوسط،‏ المحيط الهندي،‏ والمحيط الپاسيفيكي.‏

      المطبعة/‏المكتب في لوڤييه

      الترجمة

      الاخراج الفني بواسطة الكمپيوتر

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٥]‏

      المكتب/‏المسكن في بولونْي-‏بييانكور

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٥]‏

      المسكن في إنكارڤيل لإيواء عائلة البتل

      المانيا

      ‏[الصور في الصفحتين ٣٧٦ و ٣٧٧]‏

      رغم الجهود القاسية لابادتهم في المانيا خلال العصر النازي،‏ لم يهجر شهود يهوه ايمانهم.‏ ومنذ السنة ١٩٤٦،‏ وقفوا اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٦٤٦ ساعة لنشر حق الكتاب المقدس في كل انحاء البلد.‏

      تسهيلات موسَّعة في زلترس/‏تاونوس

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٧]‏

      بالاضافة الى ترجمة مطبوعات الكتاب المقدس بالالمانية،‏ يتولّى هذا الفرع في زلترس/‏تاونوس الطباعة بأكثر من ٤٠ لغة

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٦]‏

      كميات كبيرة من المطبوعات المنتَجة هنا تُشحَن بانتظام الى اكثر من ٢٠ بلدا؛‏ والمجلات تُطبَع بلغات عديدة وترسَل الى اكثر من ٣٠ بلدا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٦]‏

      تُستعمل شاحنات الجمعية لشحن المطبوعات الى كل انحاء المانيا

      قبرص

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٧]‏

      بُعيد موت يسوع المسيح،‏ كُرز بالبشارة لشعب قبرص.‏ (‏اعمال ٤:‏​٣٢-‏٣٧؛‏ ١١:‏١٩؛‏ ١٣:‏​١-‏١٢‏)‏ وفي الازمنة الحديثة،‏ تجدَّدت هذه الكرازة،‏ ويستمر تقديم شهادة تامة تحت توجيه مكتب الفرع هذا.‏

      الدنمارك

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٧٦]‏

      منذ تسعينات الـ‍ ١٨٠٠ هنالك شهادة مكثَّفة في الدنمارك.‏ ويجري طبع مطبوعات الكتاب المقدس هنا ليس بالدنماركية فقط بل ايضا بالفارية،‏ الڠرينلندية،‏ الايسلندية.‏

      مشهد جوِّي للفرع (‏المدخل ظاهر في الصورة المدرجة)‏

      ايطاليا

      ‏[الصور في الصفحتين ٣٧٨ و ٣٧٩]‏

      مطبوعات الكتاب المقدس الايطالية تترجَم وتُطبع هنا.‏ وهذا الفرع يطبع ويجلّد الكتب للاستعمال خصوصا في ايطاليا والبلدان المجاورة الاخرى.‏

      مشاهد متنوعة لتسهيلات الفرع قرب روما

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٨]‏

      عشرات الآلاف،‏ اذ فهموا ما يقوله الكتاب المقدس حقا،‏ ابتدأوا يجتمعون مع شهود يهوه

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٨]‏

      في وجه العداء المستمر من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ وقف شهود يهوه في ايطاليا ما يزيد على ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٥٥٠ ساعة منذ السنة ١٩٤٦ للقيام بزيارات شخصية لجيرانهم كي يناقشوا معهم الكتاب المقدس.‏ ونتيجة لذلك فإن ٠٠٠‏,١٩٤ شخص في ايطاليا هم الآن عبّاد نشاطى ليهوه

      فنلندا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٩]‏

      وصل حق الكتاب المقدس الى فنلندا من السويد في السنة ١٩٠٦.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ يُنقل الى كل زاوية في البلد،‏ حتى بعيدا الى الدائرة القطبية الشمالية.‏ العشرات من هنا حضروا مدرسة جلعاد ليتدرَّبوا على الخدمة حيث توجد حاجة اليهم في الحقل العالمي.‏ وآخرون انتقلوا باختيارهم ليخدموا في البلدان التي توجد فيها حاجة اعظم.‏

      ايسلندا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٨]‏

      في ايسلندا،‏ التي يبلغ عدد سكانها نحو ٠٠٠‏,٢٦٠ فقط،‏ وُزِّع اكثر من ٠٠٠‏,٦٢٠‏,١ مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس لمساعدة الناس على اختيار الحياة.‏ والآن يوجد اكثر من ٢٦٠ شخصا هنا يخدمون يهوه،‏ الاله الحقيقي.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٧٨]‏

      جورج ليندَل،‏ الذي خدم كفاتح هنا من السنة ١٩٢٩ الى السنة ١٩٥٣؛‏ وكان خلال معظم هذه الفترة الشاهد الوحيد في البلد

      اليونان

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٠]‏

      الرسول بولس كان واحدا من اوائل الذين اعلنوا البشارة في اليونان.‏ (‏اعمال ١٦:‏​٩-‏١٤؛‏ ١٧:‏١٥؛‏ ١٨:‏١؛‏ ٢٠:‏٢‏)‏ على الرغم من اضطهاد الكنيسة الارثوذكسية اليونانية الشديد لشهود يهوه طوال سنوات كثيرة،‏ هنالك الآن اكثر من ٠٠٠‏,٢٤ خادم امين ليهوه في هذا البلد.‏ والفرع الظاهر هنا هو على بعد نحو ٤٠ ميلا (‏٦٤ كلم)‏ شمالي اثينا.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٠]‏

      الشهادة في اثينا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٠]‏

      صورة أُخذت في السنة ١٩٩٠ في اثناء تظاهرة يقودها رجال الدين ضد الشهود

      ايرلندا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٠]‏

      كان التجاوب مع رسالة الكتاب المقدس في ايرلندا بطيئا لسنوات عديدة.‏ وجرت مواجهة الكثير من المقاومة من رجال الدين.‏ ولكن بعد ١٠٠ سنة من الشهادة المثابرة،‏ هنالك الآن حصاد روحي وافر.‏

      مكتب الفرع في دبلن

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٠]‏

      فاتحتان لوقت طويل في خدمة الحقل

      پولندا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨١]‏

      هذه التسهيلات تُستعمل لتزويد العون لاكثر من ٠٠٠‏,١٠٠ شاهد في پولندا.‏ ومن السنة ١٩٣٩ الى السنة ١٩٤٥،‏ كانت عبادتهم محظورة،‏ إلا ان عددهم ازداد من ٠٣٩‏,١ في السنة ١٩٣٩ الى ٩٩٤‏,٦ في السنة ١٩٤٦.‏ وعندما حُظر عملهم ثانية في السنة ١٩٥٠،‏ كان عددهم ١١٦‏,١٨؛‏ ولكن بُعيد رفع الحظر في السنة ١٩٨٩،‏ اظهرت التقارير ان هنالك اكثر من ٠٠٠‏,٩١.‏

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٨١]‏

      طوال سنوات عقدوا محافل صغيرة في الغابات؛‏ اما الآن فإن محافلهم تملأ اكبر الملاعب في البلد —‏ وأكثر من ملعب واحد كل مرة

      پوزنان (‏١٩٨٥)‏

      لوكسمبورڠ

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٢]‏

      لوكسمبورڠ هي واحدة من الامم الصغيرة جدا في اوروپا.‏ ولكن هنا ايضا يُكرز برسالة الملكوت لنحو ٧٠ سنة.‏ والشهود الذين اتوا من فرنسا،‏ المانيا،‏ وسويسرا منحوا المساعدة،‏ وخصوصا قبل الحرب العالمية الثانية.‏

      النَّذَرلند

      ‏[الصور في الصفحة ٣٨٢]‏

      من هذا الفرع في أمِّن،‏ يجري الاشراف على نشاط اكثر من ٠٠٠‏,٣٢ شاهد غيور في النَّذَرلند.‏ ترجمة كل المطبوعات بالهولندية تجري في هذه التسهيلات.‏ والكثير من اعادة انتاج كسيتات الڤيديو المؤسسة على الكتاب المقدس باللغات الاوروپية يجري ايضا من هنا.‏

      النَّروج

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٨٣]‏

      نَروجي كان قد انتقل الى اميركا منذ مئة سنة وتعلَّم حقائق الكتاب المقدس هناك جلب هذه البشارة الى بلدته الام.‏ ومنذ ذلك الحين يزور شهود يهوه كل ناحية من النَّروج مرة بعد مرة للتحدث الى الناس عن ملكوت اللّٰه.‏

      الپرتغال

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٣]‏

      بعد توقيع الحكومة اتفاقية مع الڤاتيكان بعقود،‏ اعتقلت الشرطة الشهود ورحّلت مرسليهم.‏ لكنَّ الشهود الباقين استمروا يجتمعون من اجل العبادة،‏ يكرزون للآخرين،‏ ويتضاعفون في العدد.‏ وأخيرا،‏ في السنة ١٩٧٤ مُنحوا الاعتراف الشرعي.‏

      هذا المكتب يشرف على نشاط اكثر من ٠٠٠‏,٤٠ شاهد في الپرتغال.‏ ويقدِّم ايضا مساعدة كبيرة للبلدان الافريقية التي تربطها بالپرتغال روابط وثيقة

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٣]‏

      محفل اممي عُقد في لِشبونة سنة ١٩٧٨

      السويد

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٣]‏

      طوال اكثر من ١٠٠ سنة،‏ يكرز شهود يهوه في السويد.‏ وفي غضون السنين العشر الماضية،‏ وقفوا اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٣٨ ساعة لهذا النشاط.‏ والكثير من الجماعات في السويد الآن ينطقون بواحدة من اثنتي عشرة لغة غير السويدية.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٣]‏

      لمساعدة الناس من كل الانواع في السويد تُخزَن المطبوعات هنا بـ‍ ٧٠ لغة

      اسپانيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٤]‏

      يعتني هذا الفرع بأكثر من ٠٠٠‏,٩٢ شاهد في اسپانيا.‏ ويطبع «برج المراقبة» و«استيقظ!‏» لاسپانيا والپرتغال على السواء.‏ وبالرغم من جهود رجال الدين الكاثوليك التي لا تكلّ لاستعمال الدولة لايقاف شهود يهوه،‏ يخبر الشهود الشعب الاسپاني بحقائق الكتاب المقدس منذ السنة ١٩١٦.‏ وأخيرا،‏ في السنة ١٩٧٠،‏ عندما كان عدد شهود يهوه في اسپانيا اكثر من ٠٠٠‏,١١،‏ مُنحوا الاعتراف الشرعي.‏ ومنذ ذلك الحين،‏ ازدادت اعدادهم ثمانية اضعاف تقريبا.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٤]‏

      اكثر من ١٠٠‏,١ جماعة تجتمع الآن بحرية في قاعات الملكوت الموجودة في كل انحاء البلد

      سويسرا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٤]‏

      لجمعية برج المراقبة مكتب في سويسرا منذ السنة ١٩٠٣.‏ ومكان احدى اقدم مطابع الجمعية في اوروپا كان في هذا البلد.‏ والفرع هنا في تون طبع المجلات لسنوات كثيرة للاستعمال في عشرات البلدان الاخرى.‏

      افريقيا

      بينين

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٥]‏

      تتألف بينين من نحو ٦٠ فريقا عرقيا ينطقون بـ‍ ٥٠ لهجة.‏ وعندما تحرر آلاف من هؤلاء الناس من دياناتهم السابقة،‏ اغتاظ كهنة الفَتَشية ورجال دين العالم المسيحي على السواء.‏ إلا ان موجات الاضطهاد المتكررة لم توقف نمو العبادة الحقة في هذا البلد.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٥]‏

      محفل عُقد في السنة ١٩٩٠

      جمهورية افريقيا الوسطى

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٥]‏

      قديما في السنة ١٩٤٧،‏ ابتدأت رسالة الملكوت تصل الى الناس هنا.‏ فقد ابتدأ رجل كان قد حضر بعض اجتماعات الشهود في مكان آخر يخبر الآخرين بما تعلَّمه.‏ وسرعان ما تشكل فريق للدرس،‏ والذين كانوا يحضرون ابتدأوا بسرعة يشهدون،‏ فازدادت اعداد عبَّاد يهوه.‏

      ساحل العاج

      ‏[الصور في الصفحة ٣٨٧]‏

      المرسلون المدرَّبون في جلعاد ساعدوا في ادخال العبادة الحقة الى هذا البلد لإفريقيا الغربية سنة ١٩٤٩.‏ اكثر من مئة من مرسلين كهؤلاء خدموا هنا.‏ ويُخصَّص الآن سنويا اكثر من مليون ساعة للبحث عن الناس الجياع للحق في المنطقة التي يعتني بها مكتب الفرع هذا.‏

      غانا

      ‏[الصورة في الصفحتين ٣٨٦ و ٣٨٧]‏

      ابتدأت الكرازة بالبشارة في غانا تأخذ مجراها سنة ١٩٢٤.‏ والآن يشرف هذا المكتب في أكرا على اكثر من ٦٤٠ جماعة في غانا.‏ ويتولَّى ايضا ترجمة مطبوعات الكتاب المقدس بالايوية،‏ التوية،‏ والڠايية وطبعها بهذه اللغات.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٦]‏

      الاجتماع في قاعة الملكوت المجاورة لمكتب الفرع

      كينيا

      ‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٣٨٦]‏

      في السنة ١٩٣١،‏ سافر شاهدان ليهوه من جنوب افريقيا للكرازة في كينيا.‏ ومنذ السنة ١٩٦٣ يشرف مكتب الجمعية في كينيا،‏ في اوقات مختلفة،‏ على عمل التبشير في بلدان كثيرة اخرى في افريقيا الشرقية (‏كما يَظهر ادناه)‏.‏ المحافل الاممية في كينيا في السنوات ١٩٧٣،‏ ١٩٧٨،‏ و ١٩٨٥ ساهمت في الشهادة المعطاة.‏

      ‏[الخريطة]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      كينيا

      اوغندا

      السودان

      إثيوپيا

      جيبوتي

      الصومال

      اليمن

      سايشِل

      تَنزانيا

      بوروندي

      رُوَندا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٨٦]‏

      محفل نَيروبي (‏١٩٧٨)‏

      نَيجيريا

      ‏[الصور في الصفحتين ٣٨٨ و ٣٨٩]‏

      يُكرز بالبشارة في هذا البلد منذ وقت باكر من عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وأُرسل مبشرون ايضا من نَيجيريا الى انحاء اخرى من افريقيا الغربية،‏ ومطبوعات الكتاب المقدس المطبوعة هنا تستمر في سدّ حاجات البلدان المجاورة.‏ وفي نَيجيريا نفسها وضع شهود يهوه بين ايدي الناس اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٢٨ مطبوعة لمساعدتهم على فهم كلمة اللّٰه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٩]‏

      من دائرة الخدمة يجري الاشراف على اكثر من ٠٠٠‏,١٦٠ منادٍ بالملكوت في نَيجيريا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٨]‏

      محفل في كالابار،‏ نَيجيريا (‏١٩٩٠)‏

      لَيبيريا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٨٩]‏

      الذين صاروا شهودا ليهوه هنا واجهوا امتحانات عديدة لايمانهم —‏ عندما تحرروا من الخرافات المحلية،‏ عندما هجروا تعدّد الزوجات،‏ عندما اضطهدهم الرسميون الذين أُسيء تمثيل الشهود امامهم،‏ وعندما احاطت بهم الفرق السياسية والعرقية في الحرب.‏ ومع ذلك تستمر العبادة الحقة في توحيد جميع الناس من كل الانواع في هذا البلد.‏

      موريشيوس

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٨٨]‏

      قديما في السنة ١٩٣٣،‏ قام شهود غيورون من جنوب افريقيا بزيارة هذه الجزيرة في المحيط الهندي.‏ والآن هنالك اكثر من الف شاهد في موريشيوس يحثون جيرانهم على طلب يهوه لكي ينظر اليهم برضى عندما يدمر النظام الشرير الحاضر.‏ —‏ صفنيا ٢:‏٣‏.‏

      جنوب افريقيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩١]‏

      لجمعية برج المراقبة مكتب فرع في جنوب افريقيا لاكثر من ٨٠ سنة.‏ والمبشرون الغيورون من هنا فعلوا الكثير لنشر رسالة الملكوت في البلدان الاخرى في افريقيا الجنوبية والشرقية.‏ وفي المقاطعة التي كانت سابقا تحت اشراف هذا الفرع (‏حيث كان هنالك ٦٧٤‏,١٤ مناديا بالملكوت في السنة ١٩٤٥)‏،‏ يوجد الآن اكثر من ٠٠٠‏,٣٠٠ شاهد نشيط ليهوه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٠]‏

      اكثر من ١١٠ مترجمين يعملون تحت توجيه هذا الفرع لإعداد مطبوعات الكتاب المقدس بـ‍ ١٦ لغة افريقية

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٠]‏

      يجري الطبع هنا بأكثر من ٤٠ لغة

      السنڠال

      ‏[الصور في الصفحة ٣٩١]‏

      مع ان عدد الشهود هنا قليل،‏ يسعى مكتب الفرع الى التأكد من حصول كل مدينة،‏ كل فريق عرقي،‏ والناس من كل الاديان،‏ ليس فقط في السنڠال بل في البلدان المجاورة ايضا،‏ على فرصة سماع رسالة الكتاب المقدس المبهجة.‏

      سيراليون

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٠]‏

      ابتدأت الكرازة بالبشارة في سيراليون سنة ١٩١٥.‏ وكان النمو احيانا بطيئا.‏ ولكن عندما أُبعد الذين لم يتمسكوا بمقاييس يهوه السامية وانسحب الذين لم يخدموا بدوافع صائبة،‏ ازدهر الاولياء ليهوه روحيا.‏

      زامبيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٢]‏

      يشرف مكتب الفرع هذا على نشاط اكثر من ٠٠٠‏,١١٠ شاهد في افريقيا الجنوبية-‏الوسطى.‏ تأسس اول مكتب للجمعية هنا في السنة ١٩٣٦.‏ ومنذ ذلك الحين قام شهود يهوه في زامبيا بأكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,١٨٦ زيارة مكررة لمنح المهتمين مساعدة اضافية.‏ وعلَّموا كثيرين ايضا القراءة لكي يتمكنوا من درس الكتاب المقدس شخصيا ويشتركوا فيه مع الآخرين.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٢]‏

      سلسلة من المحافل في زامبيا في السنة ١٩٩٢ حضرها ٦٤٣‏,٢٨٩

      زمبابوي

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٩٢]‏

      شهود يهوه نشاطى في زمبابوي منذ عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ خلال السنوات التالية،‏ واجههم حظر على مطبوعاتهم،‏ منع لاجتماعاتهم،‏ وحرمان المرسلين الاذن في الكرازة للسكان الافريقيين.‏ ولكنَّ العقبات ذُلِّلت تدريجيا،‏ وهذا المكتب الآن يعتني بأكثر من ٠٠٠‏,٢٠ شاهد.‏

      المشرق

      هونڠ كونڠ

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٩٣]‏

      تترجَم مطبوعات برج المراقبة هنا بالصينية،‏ التي ينطق بها،‏ بلهجاتها الكثيرة،‏ اكثر من بليون شخص.‏ وفي هونڠ كونڠ نفسها بدأت الكرازة بالبشارة عندما قدَّم ت.‏ ت.‏ رصل محاضرة في قاعة بلدية المدينة في السنة ١٩١٢.‏

      الهند

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٣]‏

      يشرف هذا الفرع على عمل المناداة برسالة الملكوت لاكثر من سدس سكان الارض.‏ وفي الوقت الحاضر،‏ يوجِّه هذا المكتب الترجمة بـ‍ ١٨ لغة والطبع بـ‍ ١٩ لغة.‏ من بينها الهندية (‏التي ينطق بها ٣٦٧ مليون شخص)‏ وأيضا الآسامية،‏ البنغالية،‏ الڠودجَراتية،‏ الكنادا،‏ المالَيالَمية،‏ المَراتية،‏ النيپالية،‏ الأُورية،‏ البَنجابية،‏ التاميلية،‏ التِّلوڠوِية،‏ والاوردو (‏التي ينطق بكل منها عشرات الملايين)‏.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٣٩٣]‏

      شهود يكرزون بالمالَيالَمية

      ‏.‏ .‏ .‏ بالنيپالية

      ‏.‏ .‏ .‏ بالڠودجَراتية

      اليابان

      ‏[الصور في الصفحة ٣٩٤]‏

      شهود يهوه في اليابان،‏ كما في اي مكان آخر،‏ منادون غيورون بملكوت اللّٰه.‏ وفي السنة ١٩٩٢ وحدها،‏ وقفوا اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٨٥ ساعة للكرازة بالبشارة.‏ وكمعدل،‏ يشترك ٤٥ في المئة من الشهود اليابانيين في خدمة الفتح كل شهر.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٤]‏

      تُنشر هنا مطبوعات الكتاب المقدس بلغات عديدة،‏ بما فيها اليابانية،‏ الصينية،‏ ولغات الفيليپين

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٤]‏

      مكتب هندسة اقليمي يساعد في عمل بناء تسهيلات الفروع في بلدان مختلفة

      ‏[الرسم البياني في الصفحة ٣٩٤]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      الفاتحون في اليابان

      ٠٠٠‏,٧٥

      ٠٠٠‏,٥٠

      ٠٠٠‏,٢٥

      ١٩٧٥ ١٩٨٠ ١٩٨٥ ١٩٩٢

      جمهورية كوريا

      ‏[الصور في الصفحة ٣٩٥]‏

      نحو ١٦ مليون مطبوعة مؤسسة على الكتاب المقدس،‏ بالاضافة الى النشرات،‏ تُنتَج هنا سنويا لدعم اكثر من ٠٠٠‏,٧٠ شاهد في جمهورية كوريا.‏ وما يقارب الـ‍ ٤٠ في المئة من الشهود الكوريين هم في خدمة الفتح.‏

      ميانمار

      ‏[الصور في الصفحة ٣٩٥]‏

      عندما اسست جمعية برج المراقبة مكتب فرع هنا في السنة ١٩٤٧،‏ كان هنالك ٢٤ شاهدا ليهوه فقط في البلد.‏ اما الآن فيسعى اكثر من ٠٠٠‏,٢ شاهد نشيط في ميانمار الى بلوغ ليس فقط سكان المدن بل ايضا سكان المناطق الريفية الاكثر عددا.‏

      الفيليپين

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٦]‏

      في السنة ١٩١٢،‏ خطب ت.‏ ت.‏ رصل في دار الاوپرا في مانيلا حول الموضوع «اين هم الموتى؟‏» ومنذ ذلك الحين خصَّص شهود يهوه اكثر من ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٤٨٣ ساعة للشهادة للناس الموجودين في الجزر المسكونة الـ‍ ٩٠٠ تقريبا في الفيليپين.‏ ويجري الاشراف العام من هذا الفرع على اكثر من ٠٠٠‏,١١٠ شاهد في ٢٠٠‏,٣ جماعة.‏ وتجري الطباعة هنا بثماني لغات لسدّ الحاجات المحلية.‏

      ‏[الصور في الصفحة ٣٩٦]‏

      شهود من بعض الفرق اللغوية الرئيسية في الفيليپين

      سْري لانكا

      ‏[الصورتان في الصفحة ٣٩٧]‏

      قبل الحرب العالمية الاولى،‏ كُرز بالبشارة في سيلان (‏الآن سْري لانكا)‏،‏ جنوبي الهند.‏ فتنظَّم سريعا فريق للدرس.‏ وللجمعية مكتب فرع في العاصمة منذ السنة ١٩٥٣ لمنح السِّنهَاليزيين،‏ التاميل،‏ والفرق العرقية الاخرى في هذا البلد فرصة سماع رسالة الملكوت.‏

      تايوان

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٧]‏

      جرى القيام بشيء من الشهادة هنا في عشرينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ لكنَّ العمل اخذ مجراه على اساس ثابت اكثر في خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ والآن تُبنى تسهيلات الفرع الجديدة هذه كي تصير مركزا لنشاط متزايد في هذه الناحية من الارض.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٧]‏

      جماعة في تايپيه

      تايلند

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٧]‏

      خلال ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ اتى شهود فاتحون من بريطانيا،‏ المانيا،‏ اوستراليا،‏ ونيوزيلندا ليخبروا الناس في تايلند (‏المعروفة آنذاك بسَيام)‏ بحق الكتاب المقدس.‏ وحضر مندوبون من بلدان عديدة المحافل الاممية هنا في السنوات ١٩٦٣،‏ ١٩٧٨،‏ ١٩٨٥،‏ و ١٩٩١ لتشجيع الشهود المحليين وللحثّ على نشر رسالة الملكوت.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٧]‏

      محفل ١٩٦٣

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٧]‏

      مندوبون من الخارج في السنة ١٩٩١

      جزر الپاسيفيك

      فيجي

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٨]‏

      تأسس المكتب في فيجي سنة ١٩٥٨.‏ وكان يشرف لفترة من الوقت على عمل المناداة بالملكوت في ١٢ بلدا وب‍ ١٣ لغة.‏ والآن يركّز فرع فيجي انتباهه على الجزر المسكونة المئة تقريبا لمجموعة جزر فيجي.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٨]‏

      المحافل الاممية هنا في السنوات ١٩٦٣،‏ ١٩٦٩،‏ ١٩٧٣،‏ و ١٩٧٨ ساعدت على جعل الشهود المحليين اقرب الى الذين هم في البلدان الاخرى

      ڠوام

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٨]‏

      يوجِّه المكتب في ڠوام الكرازة بالبشارة في جزر تنتشر في مساحة ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٣ ميل مربع (‏٠٠٠‏,٧٧٠‏,٧ كلم٢)‏ تقريبا من المحيط الپاسيفيكي.‏ وعمل ترجمة مطبوعات الكتاب المقدس بتسع لغات يأتي تحت اشرافه.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٨]‏

      غالبا ما يسافر ناظر الدائرة بالطائرة بين الجزر

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٨]‏

      شهود محليون (‏كما يَظهرون هنا في ميكرونيزيا)‏ يستعملون القوارب لبلوغ مقاطعتهم

      هاوايي

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٩]‏

      لجمعية برج المراقبة مكتب فرع في هونولولو منذ السنة ١٩٣٤.‏ والبعض من هاوايي شاركوا في العمل التبشيري ليس فقط في جزر هاوايي بل ايضا في اليابان،‏ تايوان،‏ ڠوام،‏ وجزر ميكرونيزيا.‏

      كاليدونيا الجديدة

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٩]‏

      بالرغم من عرقلة المقاومين الدينيين،‏ جلب شهود يهوه رسالة ملكوت اللّٰه الى كاليدونيا الجديدة.‏ وكثير من الناس اصغوا بتقدير.‏ وفي السنة ١٩٥٦ تشكلت اول جماعة.‏ والآن يوجد هنا اكثر من ٣٠٠‏,١ مسبِّح ليهوه.‏

      نيوزيلندا

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٩]‏

      في السنة ١٩٤٧ اسست جمعية برج المراقبة مكتب فرع في نيوزيلندا للاشراف عن كثب على عمل الكرازة بالبشارة هنا.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٩]‏

      الترجمة التي تجري في هذا الفرع تمكّن سكان سامْوا،‏ راروتونڠا،‏ ونييووي من نيل البناء الروحي القانوني.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٣٩٩]‏

      المترجمون والمصحِّحون يتعاونون معا لتزويد مطبوعات ذات نوعية رفيعة

      اوستراليا

      ‏[الصورة في الصفحة ٤٠٠]‏

      لجمعية برج المراقبة مكتب فرع في اوستراليا منذ السنة ١٩٠٤.‏ وكان هذا الفرع في الماضي يشرف على عمل المناداة بالملكوت في ما يقارب ربع سطح الارض،‏ بما في ذلك الصين،‏ جنوب شرق آسيا،‏ وجزر جنوب الپاسيفيك.‏

      ‏[الصورة في الصفحة ٤٠٠]‏

      مكتب هندسة اقليمي يساعد في عمل بناء الفروع في جنوب الپاسيفيك وجنوب شرق آسيا

      ‏[الصورة في الصفحة ٤٠٠]‏

      في الوقت الحاضر،‏ يطبع هذا الفرع مطبوعات الكتاب المقدس بأكثر من ٢٥ لغة.‏ والمطبعة هنا تساعد على تزويد المطبوعات التي يحتاج اليها نحو ٠٠٠‏,٧٨ شاهد موجود في المناطق التي تشرف عليها ثمانية فروع في جنوب الپاسيفيك.‏

      ‏[الخريطة/‏الصورة في الصفحة ٤٠٠]‏

      البلدان التي تُزوَّد بالمطبوعات من فرع اوستراليا

      ‏[الخريطة]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      اوستراليا

      پاپوا غينيا الجديدة

      كاليدونيا الجديدة

      جزر سليمان

      فيجي

      سامْوا الغربية

      تاهيتي

      نيوزيلندا

      پاپوا غينيا الجديدة

      ‏[الصور في الصفحة ٤٠٠]‏

      يواجه شهود يهوه تحديا خصوصيا في هذا البلد —‏ فالناس يتكلمون نحو ٧٠٠ لغة مختلفة.‏ وانتقل شهود من عشرة بلدان اخرى على الاقل الى هنا للمساهمة في العمل.‏ فعملوا بجدّ لتعلُّم اللغات المحلية.‏ المهتمون يترجمون لمن يتكلمون لسانا آخر.‏ الصور تُستعمل ايضا بفعَّالية كمساعِدات في التعليم.‏

      جزر سليمان

      ‏[الصورتان في الصفحة ٤٠١]‏

      درس في الكتاب المقدس كان يُعقد من خارج البلد بالبريد جلب رسالة الملكوت لجزر سليمان في وقت باكر من خمسينات الـ‍ ١٩٠٠.‏ وعلى الرغم من العقبات الشديدة انتشر الحق.‏ ومكتب الفرع وقاعة المحافل الواسعة هذان هما نتيجة ابداع محلي،‏ تعاون اممي،‏ ووفرة روح يهوه.‏

      تاهيتي

      ‏[الصورتان في الصفحة ٤٠١]‏

      في وقت باكر من ثلاثينات الـ‍ ١٩٠٠،‏ بلغ شهود يهوه تاهيتي برسالة الملكوت.‏ هنا،‏ في وسط المحيط الپاسيفيكي،‏ تُعطى شهادة تامة.‏ وخلال السنوات الاربع الماضية فقط،‏ تعادل الشهادة الجارية اكثر من خمس ساعات من التكلُّم،‏ كمعدل،‏ الى كل رجل،‏ امرأة،‏ وولد في الجزيرة.‏

      سامْوا الغربية

      ‏[الصورة في الصفحة ٤٠١]‏

      سامْوا الغربية هي من اصغر الامم في العالم،‏ لكنَّ شهود يهوه لديهم مكتب فرع هنا ايضا.‏ كان هذا التسهيل قيد البناء في السنة ١٩٩٢ للاعتناء بالعمل في هذه وغيرها من الجزر المجاورة،‏ بما فيها سامْوا الاميركية.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة