مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • ‏«يا رب،‏ علِّمنا ان نصلّي»‏
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • ‏«يا رب،‏ علِّمنا ان نصلّي»‏

      ‏«قال له واحد من تلاميذه:‏ ‹يا رب،‏ علِّمنا ان نصلّي›».‏ —‏ لوقا ١١:‏١‏.‏

      ١ ماذا دفع احد تلاميذ يسوع ان يطلب منه تعليمهم ان يصلّوا؟‏

      عندما كان يسوع يصلّي ذات يوم من سنة ٣٢ ب‌م،‏ رآه احد تلاميذه.‏ ولأن يسوع كان يصلّي على الارجح في قلبه،‏ لم يتمكن هذا التلميذ من سماع ما يقوله لأبيه.‏ لذلك قال له:‏ «يا رب،‏ علِّمنا ان نصلّي».‏ (‏لوقا ١١:‏١‏)‏ فماذا دفعه الى طلب هذا الامر؟‏ كانت الصلاة بانتظام جزءا من حياة اليهود وعبادتهم.‏ فالمزامير والاسفار العبرانية الاخرى تتضمن صلوات عديدة.‏ لذلك لم يكن تلميذ يسوع يطلب ان يتعلَّم شيئا ليست لديه ادنى فكرة عنه او امرا لم يسبق له ان قام به.‏ كما انه كان يعرف حتما الصلوات الشكلية التي قدَّمها القادة الدينيون اليهود.‏ لكنه حينذاك رأى يسوع يصلّي وشعر على الارجح ان هنالك فرقا شاسعا بين صلوات الربّانيين الريائية وصلاة يسوع.‏ —‏ متى ٦:‏٥-‏٨‏.‏

      ٢ (‏أ)‏ ماذا يشير الى ان يسوع لم يُعطِنا الصلاة النموذجية لنكرِّرها كلمة فكلمة؟‏ (‏ب)‏ لماذا يهمّنا ان نعرف كيف نصلّي؟‏

      ٢ كان يسوع قبل سنة ونصف قد اعطى تلاميذه في موعظته على الجبل نموذجا ليحتذوا به في صلواتهم.‏ (‏متى ٦:‏٩-‏١٣‏)‏ إلا ان هذا التلميذ ربما لم يكن حاضرا آنذاك.‏ لذلك كرَّر يسوع النقاط الرئيسية الواردة في الصلاة النموذجية.‏ ولكن يجدر بالملاحظة ان يسوع لم يكرِّرها كلمة فكلمة،‏ مما دلّ انه لم يكن يُعطي صلاة طقسية لاستظهارها وترديدها.‏ (‏لوقا ١١:‏١-‏٤‏)‏ نحن ايضا،‏ كهذا التلميذ المجهول الاسم،‏ نريد التعلم كيف نصلّي لكي نقترب الى يهوه اكثر.‏ لذلك،‏ لنعالج معا النصّ الاكمل للصلاة النموذجية الذي سجّله الرسول متى.‏ وتتضمن هذه الصلاة سبعة طلبات،‏ ثلاثة منها تتعلق بمقاصد اللّٰه وأربعة بحاجاتنا المادية والروحية.‏ وسنستعرض في هذه المقالة الطلبات الثلاثة الاولى.‏

      اب محبّ

      ٣،‏ ٤ علامَ تدل مناداة يهوه بكلمة «ابانا»؟‏

      ٣ في البداية،‏ اظهر يسوع ان صلواتنا ينبغي ان تعكس علاقة لصيقة ومتسمة بالاحترام بيننا وبين يهوه.‏ فإذ وجَّه كلماته بشكل رئيسي الى تلاميذه المجتمعين بقربه عند منحدر الجبل،‏ قال انهم يجب ان يدْعوا يهوه:‏ «ابانا الذي في السموات».‏ (‏متى ٦:‏٩‏)‏ وكما قال احد العلماء،‏ سواء تكلم يسوع بلهجة عبرانية شعبية او بالارامية،‏ فإن الكلمة التي استخدمها مقابل ‹اب› شبيهة بالكلمات التحببية التي يستخدمها الولد لمناداة ابيه.‏ لذلك فإن مناداة يهوه بكلمة «ابانا» تدلّ على علاقة حميمة مبنية على الثقة.‏

      ٤ كما ان استخدامنا الضمير المتّصل «نا» في كلمة «ابانا» يدلّ على اقرارنا بأننا جزء من عائلة كبيرة مؤلفة من رجال ونساء يعترفون بأن يهوه هو معطي الحياة.‏ (‏اشعياء ٦٤:‏٨؛‏ اعمال ١٧:‏٢٤،‏ ٢٨‏)‏ فالمسيحيون المولودون من الروح يجري تبنّيهم ‹كأبناء للّٰه›.‏ لذلك بإمكانهم ان يصرخوا ‏«أبّا،‏ ايّها الآب!‏».‏ (‏روما ٨:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وقد صار ملايين الاشخاص عشراء اولياء لهم،‏ اذ نذروا حياتهم ليهوه ورمزوا الى انتذارهم بمعمودية الماء.‏ وبإمكان كل هؤلاء ‹الخراف الاخر› ان يصلّوا الى يهوه باسم يسوع وأن يدْعوه «ابانا».‏ (‏يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ ١٤:‏٦‏)‏ ويمكننا ان نصلي دائما الى ابينا السماوي لتسبيحه،‏ شكره على كل صلاحه تجاهنا،‏ وإلقاء اعبائنا عليه،‏ واثقين انه يهتم بنا.‏ —‏ فيلبي ٤:‏٦،‏ ٧؛‏ ١ بطرس ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

      المحبة لاسم يهوه

      ٥ ما هو الطلب الاول في الصلاة النموذجية،‏ ولماذا هو طلب ملائم؟‏

      ٥ يشير الطلب الاول:‏ «ليتقدس اسمك» الى ما يجب ان يحتل المقام الاول في اولوياتنا.‏ (‏متى ٦:‏٩‏)‏ فينبغي ان نعطي تقديس اسم يهوه الاولوية لأننا نحبه ونكره ان نرى كل التعيير الذي يلحق باسمه.‏ فالشيطان افترى على يهوه اللّٰه وحمل الرجل والمرأة الاولين على عصيانه،‏ وذلك بإثارة الشك في سلطانه الكوني.‏ (‏تكوين ٣:‏١-‏٦‏)‏ كما ان اسم يهوه عُيِّر على مرّ القرون من جراء تعاليم الذين يدَّعون تمثيله وأعمالهم الفاضحة.‏

      ٦ ايّ امر لن نفعله اذا كنا نصلّي ان يتقدس اسم يهوه؟‏

      ٦ وصلاتنا ان يتقدس اسم يهوه تُظهِر ما هو موقفنا من قضية السلطان الكوني:‏ اننا نؤيد كاملا حق يهوه في الحكم على الكون بأسره.‏ ويهوه يريد ان يسكن الكونَ بشرٌ وملائكة يسرّهم ان يخضعوا طوعا لسلطانه البارّ لأنهم يحبونه ويحبون كل ما يمثِّله اسمه.‏ (‏١ أخبار الايام ٢٩:‏١٠-‏١٣؛‏ مزمور ٨:‏١؛‏ ١٤٨:‏١٣‏)‏ فالمحبة لاسم يهوه تساعدنا ألا نفعل شيئا قد يجلب التعيير على اسمه القدوس.‏ (‏حزقيال ٣٦:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ روما ٢:‏٢١-‏٢٤‏)‏ وبما ان سلام الكون وسكانه يعتمد على تقديس اسم يهوه والخضوع طوعا لسلطانه،‏ فصلاتنا ان ‹يتقدس اسمه› هي تعبير عن ثقتنا بأن قصد يهوه سيتم،‏ مما يجلب له التسبيح.‏ —‏ حزقيال ٣٨:‏٢٣‏.‏

      الملكوت الذي نطلبه في صلواتنا

      ٧،‏ ٨ (‏أ)‏ ما هو الملكوت الذي علَّمنا يسوع ان نصلّي لكي يأتي؟‏ (‏ب)‏ ماذا نتعلم عن هذا الملكوت من سفرَي دانيال والكشف؟‏

      ٧ ان الطلب الثاني في الصلاة النموذجية هو:‏ ‏«ليأتِ ملكوتك».‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ وهذا الطلب يرتبط ارتباطا وثيقا بالطلب السابق.‏ فأداة يهوه لتقديس اسمه هي الملكوت المسيَّاني،‏ حكومته السماوية برئاسة الملك المعيَّن،‏ ابنه يسوع المسيح.‏ (‏مزمور ٢:‏١-‏٩‏)‏ ويُشبَّه هذا الملكوت المسيَّاني في نبوة دانيال ‹بحجر› قُطِع من «جبل».‏ (‏دانيال ٢:‏٣٤،‏ ٣٥،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏)‏ يمثِّل الجبل هنا سلطان يهوه الكوني.‏ وبناء على ذلك يكون الملكوت المشبَّه بحجر إعرابا جديدا عن حكم يهوه الكوني.‏ وتذكر النبوة ان الحجر «صار جبلا كبيرا وملأ الارض كلها»،‏ مما يشير الى ان الملكوت المسيَّاني يمثِّل السلطان الالهي المتعلق بالحكم على الارض.‏

      ٨ ويشترك مع المسيح في حكومة الملكوت هذه ٠٠٠‏,١٤٤ شخص «اشتُروا من بين الناس» ليحكموا معه كملوك وكهنة.‏ (‏كشف ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١-‏٤؛‏ ٢٠:‏٦‏)‏ ويشير دانيال الى هؤلاء انهم «قديسو العليّ» الذين سيأخذون،‏ مع المسيح رأسهم،‏ «المملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء .‏ .‏ .‏ ملكوته [«ملكوتهم»،‏ ع‌ج‏] ملكوت ابدي وجميع السلاطين اياه يعبدون [«اياهم يخدمون»،‏ ع‌ج‏] ويطيعون».‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ٢٧‏)‏ هذه هي الحكومة السماوية التي علَّم المسيح أتباعه ان يصلّوا لكي تأتي.‏

      لماذا ما زلنا نصلي ان يأتي الملكوت؟‏

      ٩ لماذا لا يزال من الملائم ان نصلّي ليأتي ملكوت اللّٰه؟‏

      ٩ علَّمنا المسيح في الصلاة النموذجية ان نصلّي ليأتي ملكوت اللّٰه.‏ ويشير إتمام نبوات الكتاب المقدس ان الملكوت المسيَّاني تأسس في السماء سنة ١٩١٤.‏a لذلك هل ما زال من الملائم ان نصلّي ‹ليأتي› هذا الملكوت؟‏ لا شك في ذلك.‏ فنبوة دانيال تُظهِر ان الملكوت المسيَّاني المشبَّه بحجر في طريقه الى الاصطدام بالحكومات السياسية البشرية المشبَّهة بتمثال عظيم.‏ وهذا الحجر لم يضرب بعد التمثال ويسحقه.‏ تقول نبوة دانيال:‏ «ملكها لا يُترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت الى الابد».‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤‏.‏

      ١٠ لماذا نتوق الى رؤية إتيان ملكوت اللّٰه؟‏

      ١٠ نحن نتوق الى إتيان ملكوت اللّٰه لتدمير نظام اشياء الشيطان الشرير لأن ذلك يعني تقديس اسم يهوه وإهلاك كل مقاومي السلطان الالهي.‏ لذلك نصلّي بحرارة:‏ «ليأتِ ملكوتك»،‏ ونردِّد كلمات الرسول يوحنا:‏ «آمين!‏ تعالَ،‏ ايّها الرب يسوع».‏ (‏كشف ٢٢:‏٢٠‏)‏ فليأتِ يسوع لتقديس اسم يهوه وتبرئة سلطانه!‏ وبذلك تتم كلمات صاحب المزمور الذي قال:‏ ‹ليعلموا انك اسمك يهوه وحدك العلي على كل الارض›.‏ —‏ مزمور ٨٣:‏١٨‏.‏

      ‏«لتكن مشيئتك»‏

      ١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ ماذا نطلب عندما نصلي «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض»؟‏ (‏ب)‏ إلامَ تشير ايضا صلاتنا ان تُنجَز مشيئة يهوه؟‏

      ١١ بعد ذلك،‏ علَّم يسوع تلاميذه ان يصلّوا:‏ «لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ لقد وُجد الكون بمشيئة يهوه.‏ فالكتاب المقدس يتحدث عن مخلوقات سماوية جبارة تصرخ:‏ «انت مستحق،‏ يا يهوه إلهنا،‏ ان تنال المجد والكرامة والقدرة،‏ لأنك خلقت كل الاشياء،‏ وهي بمشيئتك وُجدَت وخُلقَت».‏ (‏كشف ٤:‏١١‏)‏ ويهوه لديه قصد يتعلق بـ‍ «ما في السموات وما على الارض».‏ (‏افسس ١:‏٨-‏١٠‏)‏ لذلك فإن صلاتنا «لتكن مشيئتك» هي بمثابة الطلب من يهوه ان يتمم قصده.‏ كما انها تُظهِر اننا نتوق الى رؤية المشيئة الالهية تُنجَز في كل الكون.‏

      ١٢ وبهذه الصلاة ايضا نُظهِر استعدادنا للعيش بانسجام مع مشيئة يهوه.‏ قال يسوع:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأنهي عمله».‏ (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ وعلى غرار يسوع،‏ نبتهج نحن المسيحيين المنتذرين بفعل مشيئة اللّٰه.‏ فمحبتنا ليهوه وابنه تدفعنا ألّا نحيا «في ما بعد .‏ .‏ .‏ لشهوات الناس،‏ بل لمشيئة اللّٰه».‏ (‏١ بطرس ٤:‏١،‏ ٢؛‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ونحن نجاهد لنتجنب فعل الامور التي نعرف انها تتعارض مع مشيئة يهوه.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٣-‏٥‏)‏ وبشراء الوقت لقراءة الكتاب المقدس ودرسه،‏ ‹ندرك ما هي مشيئة يهوه› التي تشمل اشتراكنا بنشاط في الكرازة «ببشارة الملكوت».‏ —‏ افسس ٥:‏١٥-‏١٧؛‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

      مشيئة يهوه في السماء

      ١٣ كيف كانت مشيئة اللّٰه تُنجَز قبل تمرُّد الشيطان؟‏

      ١٣ كانت مشيئة يهوه تُنجَز في السماء قبلما تمرَّد احد ابنائه الروحانيين وصار الشيطان.‏ فسفر الامثال يصوِّر ابن اللّٰه البكر على انه مجسَّم الحكمة.‏ ويُظهِر انه طوال دهور،‏ كان ابن اللّٰه الوحيد ‹فرِحا دائما قدّامه›،‏ مسرورا ان يفعل مشيئة ابيه.‏ فصار «صانعا» مبدعا عند يهوه حين ساهم في خلق كل الاشياء «في السموات وعلى الارض،‏ المنظورة وغير المنظورة».‏ (‏امثال ٨:‏٢٢-‏٣١؛‏ كولوسي ١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وقد استخدمه يهوه ككلمته،‏ او الناطق بلسانه.‏ —‏ يوحنا ١:‏١-‏٣‏.‏

      ١٤ ماذا نتعلم من المزمور ١٠٣ عن إنجاز الملائكة مشيئة يهوه في السموات؟‏

      ١٤ يُظهِر صاحب المزمور ان سلطان يهوه يسمو فوق الجميع وأن الحشود السماوية تصغي الى ارشاداته ووصاياه.‏ نقرأ:‏ «الرب في السموات ثبَّت كرسيه ومملكته على الكل تسود.‏ باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوةً الفاعلين امره عند سماع صوت كلامه.‏ باركوا الرب يا جميع جنوده خدامه العاملين مرضاته.‏ باركوا الرب يا جميع اعماله في كل مواضع سلطانه».‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏١٩-‏٢٢‏.‏

      ١٥ كيف اثَّر تسلُّم يسوع لسلطة الملكوت في إنجاز مشيئة اللّٰه في السماء؟‏

      ١٥ يخبرنا سفر ايوب ان الشيطان كان لا يزال بإمكانه،‏ حتى بعد تمرده،‏ ان يدخل السماء.‏ (‏ايوب ١:‏٦-‏١٢؛‏ ٢:‏١-‏٧‏)‏ إلا ان سفر الكشف تنبأ ان الشيطان وأبالسته سيُطرَدون من السماء.‏ وهذا ما حدث بُعيد تسلّم يسوع المسيح سلطة الملكوت سنة ١٩١٤.‏ ومذّاك،‏ لم يعُد بإمكان هؤلاء المتمردين الدخول الى السماء لأنهم احتُجزوا في جوار الارض.‏ (‏كشف ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ ولم تعُد هنالك في السماء اية مقاومة لسلطان يهوه لأن الجميع يهتفون ‹للحَمَل› المسيح يسوع ويخضعون ليهوه ويسبِّحونه.‏ (‏كشف ٤:‏٩-‏١١‏)‏ فمشيئة يهوه تُنجَز فعلا في السماء.‏

      مشيئة يهوه المتعلقة بالارض

      ١٦ ايّ تناقض هنالك بين الصلاة النموذجية وبين تعليم العالم المسيحي بشأن رجاء الجنس البشري؟‏

      ١٦ تستثني كنائس العالم المسيحي الارض من مقاصد اللّٰه،‏ مدَّعية ان كل الصالحين يذهبون الى السماء.‏ لكنَّ يسوع علَّمنا ان نصلّي:‏ «ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ (‏متى ٦:‏١٠‏)‏ فهل يعقل ان يُقال ان مشيئة يهوه تُنجَز اليوم على ارضنا التي يبتليها العنف والظلم والمرض والموت؟‏!‏ لذلك ينبغي ان نصلّي بحرارة لتكون مشيئة اللّٰه على الارض،‏ انسجاما مع الوعد الذي سجَّله الرسول بطرس:‏ «ننتظر بحسب وعده سموات جديدة [حكومة الملكوت المسيَّاني برئاسة المسيح] وأرضا جديدة [مجتمعا بشريًّا بارًّا]،‏ فيها يسكن البر».‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏

      ١٧ ما هو قصد يهوه للارض؟‏

      ١٧ كان لدى يهوه قصد عندما خلق الارض.‏ فقد اوحى الى النبي اشعيا ان يكتب:‏ «هكذا قال الرب خالق السموات هو اللّٰه.‏ مصوِّر الارض وصانعها.‏ هو قرَّرها.‏ لم يخلقها باطلا.‏ للسكن صوَّرها.‏ انا الرب وليس آخر».‏ (‏اشعياء ٤٥:‏١٨‏)‏ فاللّٰه وضع الزوجين البشريين الاولين في جنة وقال لهما:‏ «أثمِروا واكثُروا واملأوا الارض وأخضِعوها».‏ (‏تكوين ١:‏٢٧،‏ ٢٨؛‏ ٢:‏١٥‏)‏ من الواضح اذًا ان قصد الخالق هو ان يسكن الارضَ اشخاصٌ كاملون وأبرار يخضعون طوعا لسلطان يهوه ويعيشون الى الابد في الفردوس الذي وعد به المسيح.‏ —‏ مزمور ٣٧:‏١١،‏ ٢٩؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏.‏

      ١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ ماذا يجب ان يحدث لتُنجَز مشيئة اللّٰه كاملا على الارض؟‏ (‏ب)‏ اية طلبات اخرى مذكورة في الصلاة النموذجية التي اعطاها يسوع ستستعرضها المقالة التالية؟‏

      ١٨ لكنَّ قصد يهوه للارض لا يمكن ان يتحقق كاملا بوجود رجال ونساء يتَحَدّون سلطانه.‏ لذلك سيستخدم اللّٰه القوى الروحانية الجبارة بقيادة المسيح ‹ليهلك الذين يهلكون الارض›.‏ فسيُمحى الى الابد كامل نظام اشياء الشيطان الشرير،‏ بما في ذلك دينه الباطل،‏ سياسته الفاسدة،‏ تجارته الجشعة غير النزيهة،‏ وقواته العسكرية المدمِّرة.‏ (‏كشف ١١:‏١٨؛‏ ١٨:‏٢١؛‏ ١٩:‏١،‏ ٢،‏ ١١-‏١٨‏)‏ كما ان سلطان يهوه سيُبرَّأ وسيتقدس اسمه.‏ ونحن نطلب ان تتحقق كل هذه الامور عندما نصلّي:‏ «ابانا الذي في السموات،‏ ليتقدس اسمك.‏ ليأتِ ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض».‏ —‏ متى ٦:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٩ إلا ان يسوع اظهر في الصلاة النموذجية انه بإمكاننا الصلاة ايضا بشأن مسائل شخصية.‏ والمقالة التالية ستستعرض هذه الطلبات التي تضمنتها الصلاة النموذجية.‏

  • يهوه يسد حاجاتنا اليومية
    برج المراقبة ٢٠٠٤ | ١ شباط (‏فبراير)‏
    • يهوه يسد حاجاتنا اليومية

      ‏‹لا تكونوا بعد في حيرة وهمّ؛‏ فأبوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه›.‏ —‏ لوقا ١٢:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

      ١ كيف يهتم يهوه بحاجات الحيوانات؟‏

      هل شاهدتَ مرة عصفورا دُوريًّا او طائرا آخر وهو ينقد التراب بحثا عن الطعام؟‏ لربما تساءلت ما عساه يجد في التراب ليأكله.‏ في الموعظة على الجبل،‏ اظهر يسوع انه بإمكاننا تعلُّم درس من اهتمام يهوه بحاجات الطيور.‏ فقد قال:‏ «تأملوا طيور السماء،‏ لأنها لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع الى مخازن؛‏ ومع ذلك ابوكم السماوي يقوتها.‏ أفلستم انتم اثمن منها؟‏».‏ (‏متى ٦:‏٢٦‏)‏ فيهوه يزوِّد الطعام لكل مخلوقاته بطرائق مدهشة.‏ —‏ مزمور ١٠٤:‏١٤،‏ ٢١؛‏ ١٤٧:‏٩‏.‏

      ٢،‏ ٣ ايّ درسَين روحيَّين يمكننا تعلُّمهما من الصلاة من اجل «خبز يومنا» كما علَّمنا يسوع؟‏

      ٢ اذًا،‏ لماذا أورد يسوع في صلاته النموذجية الطلب:‏ «أعطِنا اليوم خبز يومنا»؟‏ (‏متى ٦:‏١١‏)‏ يمكننا ان نتعلم دروسا روحية قيِّمة من هذا الطلب البسيط.‏ اولا،‏ انه يذكِّرنا بأن يهوه هو المعيل العظيم.‏ (‏مزمور ١٤٥:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ فبإمكان البشر ان يغرسوا ويحرثوا،‏ لكنَّ اللّٰه فقط هو الذي بإمكانه ان يُنمي،‏ روحيا وحرفيا.‏ (‏١ كورنثوس ٣:‏٧‏)‏ فما نأكله ونشربه هو هبة من اللّٰه.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٧‏)‏ والطلب منه ان يزوِّدنا بحاجاتنا اليومية يُظهِر اننا لا نعتبر هذه التدابير تحصيلَ حاصلٍ.‏ طبعا،‏ ان هذا الطلب لا يعفينا من المسؤولية الملقاة على عاتقنا:‏ ان نعمل اذا كان بمقدورنا ذلك.‏ —‏ افسس ٤:‏٢٨؛‏ ٢ تسالونيكي ٣:‏١٠‏.‏

      ٣ ثانيا،‏ يشير طلبنا «خبز يومنا» الى انه لا ينبغي ان نحمل اكثر من اللازم همّ المستقبل.‏ فقد قال يسوع ايضا:‏ «لا تحملوا همًّا وتقولوا:‏ ‹ماذا نأكل؟‏›،‏ او:‏ ‹ماذا نشرب؟‏›،‏ او:‏ ‹ماذا نلبس؟‏›.‏ فهذه كلها تسعى الامم بتوق في اثرها.‏ فإن اباكم السماوي يعلم انكم تحتاجون الى هذه كلها.‏ اذًا،‏ داوموا اولا على طلب ملكوته وبرّه،‏ وهذه كلها تزاد لكم.‏ فلا تحملوا همّ الغد،‏ فالغد له همومه».‏ (‏متى ٦:‏٣١-‏٣٤‏)‏ ان الصلاة من اجل «خبز يومنا» تشير الى انه ينبغي ان نعيش حياة بسيطة،‏ حياة «التعبد للّٰه مع الاكتفاء».‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏٦-‏٨‏.‏

      الطعام الروحي يوميا

      ٤ اية حادثتَين في حياة يسوع والاسرائيليين تشدِّدان على اهمية تناول الطعام الروحي؟‏

      ٤ ينبغي ان تذكِّرنا الصلاة من اجل الخبز اليومي ايضا بحاجتنا الى الطعام الروحي يوميا.‏ فرغم ان يسوع كان جائعا بعدما صام فترة طويلة،‏ فقد قاوم تجربة الشيطان ان يحوِّل الحجارة الى خبز،‏ قائلا:‏ «مكتوب:‏ ‹لا يحيَ الانسان بالخبز وحده،‏ بل بكل قول يخرج من فم يهوه›».‏ (‏متى ٤:‏٤‏)‏ اقتبس يسوع هنا من كلمات النبي موسى الى الاسرائيليين:‏ «اذلّك [يهوه] وأجاعك وأطعمك المنّ الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك لكي يعلِّمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل ما يخرج من فم الرب يحيا الانسان».‏ (‏تثنية ٨:‏٣‏)‏ فتزويد يهوه المنَّ للاسرائيليين لم يوفِّر لهم الطعام الجسدي فحسب،‏ بل علَّمهم ايضا دروسا روحية.‏ مثلا،‏ كان يجب ان ‹يلتقطوا حاجة اليوم بيومها›.‏ وإذا جمعوا اكثر مما يحتاجون ليوم واحد،‏ كان الباقي يدوِّد ويُنتِن.‏ (‏خروج ١٦:‏٤،‏ ٢٠‏)‏ لكن ذلك لم يحدث في اليوم السادس حين كانوا يجمعون ضعف حاجتهم ليؤمنوا طعام يوم السبت.‏ (‏خروج ١٦:‏٥،‏ ٢٣،‏ ٢٤‏)‏ وهكذا،‏ طبع المنّ في أذهانهم انه يجب ان يكونوا طائعين وأن حياتهم لا تعتمد على الخبز فقط،‏ بل على اتِّباع «كل ما يخرج من فم الرب».‏

      ٥ كيف يزوِّدنا يهوه بالطعام الروحي يوميا؟‏

      ٥ على نحو مماثل،‏ نحن ايضا بحاجة ان نتناول يوميا الطعام الروحي الذي يزوِّده يهوه بواسطة ابنه.‏ لهذا الغرض،‏ عيَّن يسوع «العبد الامين الفطين» ليزوِّد ‹الطعام في حينه› لأهل الايمان.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥‏)‏ وصفّ العبد الامين هذا يزوِّد وفرة من الطعام الروحي بواسطة مطبوعات مساعِدة على درس الكتاب المقدس ويشجِّعنا ايضا على قراءة الكتاب المقدس يوميا.‏ (‏يشوع ١:‏٨؛‏ مزمور ١:‏١-‏٣‏)‏ وكيسوع،‏ يمكننا نحن ايضا الحصول على الغذاء الروحي ببذل الجهد يوميا للتعلُّم عن مشيئة يهوه وفعلها.‏ —‏ يوحنا ٤:‏٣٤‏.‏

      غفران الخطايا

      ٦ ما هي الديون التي يجب ان نطلب غفرانها،‏ وبأية شروط يكون يهوه مستعدا لمحوها؟‏

      ٦ الطلب التالي في الصلاة النموذجية هو:‏ «اغفر لنا ديوننا كما غفرنا نحن ايضا للمديونين لنا».‏ (‏متى ٦:‏١٢‏)‏ لم يكن يسوع يتكلم هنا عن ديون مادية،‏ بل كان يقصد غفران خطايانا.‏ فهذا الطلب يرِد في سجل لوقا للصلاة النموذجية كما يلي:‏ «اغفر لنا خطايانا،‏ لأننا نحن ايضا نغفر لكل مَن هو مديون لنا».‏ (‏لوقا ١١:‏٤‏)‏ فعندما نخطئ،‏ نصير وكأننا مديونون ليهوه.‏ لكنَّ إلهنا المحب مستعد ‹ليمحو› الدَّين اذا تبنا توبة صادقة،‏ ‹رجعنا›،‏ وطلبنا منه الغفران على اساس الايمان بذبيحة المسيح الفدائية.‏ —‏ اعمال ٣:‏١٩؛‏ ١٠:‏٤٣؛‏ ١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏.‏

      ٧ لماذا ينبغي ان نصلّي يوميا طلبا للغفران؟‏

      ٧ من زاوية اخرى،‏ نحن نخطئ عندما لا نبلغ الهدف:‏ مقاييس يهوه البارة.‏ وبسبب الخطية الموروثة،‏ فإننا جميعا نخطئ في الكلام او التصرف او التفكير.‏ كما اننا نخطئ عندما لا نفعل امرا ينبغي لنا فعله.‏ (‏جامعة ٧:‏٢٠؛‏ روما ٣:‏٢٣؛‏ يعقوب ٣:‏٢؛‏ ٤:‏١٧‏)‏ لذلك سواء أدركنا اننا اخطأنا او لا،‏ يلزم ان نطلب في صلواتنا اليومية غفران خطايانا.‏ —‏ مزمور ١٩:‏١٢؛‏ ٤٠:‏١٢‏.‏

      ٨ إلامَ يجب ان تدفعنا الصلاة طلبا للغفران،‏ وأية فائدة تنتج عن ذلك؟‏

      ٨ لكنَّ الصلاة طلبا للغفران ينبغي ان يسبقها فحص مستقيم للذات وتوبة واعتراف بالخطايا على اساس الايمان بقدرة دم المسيح المسفوك على التكفير.‏ (‏١ يوحنا ١:‏٧-‏٩‏)‏ وللإثبات ان صلاتنا مخلصة،‏ يجب ان ندعم طلبنا الغفران «بأعمال تليق بالتوبة».‏ (‏اعمال ٢٦:‏٢٠‏)‏ عندئذ يمكننا ان نثق بأن يهوه سيكون مستعدا لغفران خطايانا.‏ (‏مزمور ٨٦:‏٥؛‏ ١٠٣:‏٨-‏١٤‏)‏ والنتيجة هي سلام عقل لا مثيل له،‏ «سلام اللّٰه الذي يفوق كل عقل» الذي ‹يحرس قلوبنا وقوانا العقلية بالمسيح يسوع›.‏ ‏(‏فيلبي ٤:‏٧‏)‏ لكنَّ صلاة يسوع النموذجية تعلِّمنا المزيد عمّا يجب ان نفعل لننال غفران الخطايا.‏

      لننال الغفران،‏ يجب ان نغفر

      ٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ايّ تعليق اضافه يسوع بعد الصلاة النموذجية،‏ وعلامَ شدَّدت كلماته؟‏ (‏ب)‏ كيف اظهر يسوع انه يلزم ان نغفر للآخرين؟‏

      ٩ من المثير للاهتمام ان الطلب:‏ «اغفر لنا ديوننا كما غفرنا نحن ايضا للمديونين لنا»،‏ هو الطلب الوحيد في الصلاة النموذجية الذي علَّق عليه يسوع.‏ فقد اضاف قائلا:‏ «إنْ غفرتم للناس زلاتهم،‏ يغفر لكم ايضا ابوكم السماوي؛‏ وإنْ لم تغفروا للناس زلاتهم،‏ فلن يغفر لكم ابوكم زلاتكم».‏ (‏متى ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وهكذا اوضح يسوع ان غفران يهوه لأخطائنا يعتمد على استعدادنا لغفران خطايا الآخرين.‏ —‏ مرقس ١١:‏٢٥‏.‏

      ١٠ في وقت آخر،‏ قدَّم يسوع مثلا يُظهِر انه يلزم ان نغفر للآخرين اذا اردنا ان يغفر يهوه اخطاءنا.‏ فقد اخبر عن ملك اعفى عبدا من دَين كبير.‏ لكنَّ الملك عاقب لاحقا هذا العبد نفسه لأنه رفض ان يسامح احد رفقائه العبيد بدَين اقلّ بكثير من دَينه.‏ واختتم يسوع مثَله بالقول:‏ «هكذا يعاملكم ايضا ابي السماوي إنْ لم تغفروا من قلوبكم كل واحد لأخيه».‏ (‏متى ١٨:‏٢٣-‏٣٥‏)‏ والدرس الذي نستخلصه من هذا المثل واضح:‏ ان دَين الخطية الذي سامحَنا به يهوه اكبر بكثير من ايّ خطإ ربما ارتكبه احد بحقنا.‏ كما ان يهوه يغفر لنا كل يوم.‏ فمن المؤكد اذًا انه بإمكاننا ان نغفر الاساءات التي تصدر عن الآخرين من حين الى آخر.‏

      ١١ اية مشورة قدَّمها الرسول بولس يجب ان نطبِّقها اذا اردنا ان يغفر يهوه اخطاءنا،‏ وأية فائدة تنتج عن ذلك؟‏

      ١١ كتب الرسول بولس:‏ «كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض،‏ ذوي حنان،‏ مسامحين بعضكم بعضا كما سامحكم اللّٰه ايضا بالمسيح».‏ (‏افسس ٤:‏٣٢‏)‏ فالغفران المتبادل يروِّج السلام بين المسيحيين.‏ كما حثّ بولس ايضا:‏ «كمختارين للّٰه،‏ قدوسين ومحبوبين،‏ البسوا عواطف حنان ورأفة،‏ ولطفا،‏ واتضاعا عقليا،‏ ووداعة،‏ وطول اناة.‏ استمروا متحملين بعضكم بعضا ومسامحين بعضكم بعضا إنْ كان لأحد سبب للتشكي من آخر.‏ كما سامحكم يهوه،‏ هكذا افعلوا انتم ايضا.‏ ولكن،‏ مع هذه جميعها،‏ البسوا المحبة،‏ فإنها رباط وحدة كامل».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٢-‏١٤‏)‏ وكل هذه الافكار تشملها الصلاة التي علَّمنا اياها يسوع:‏ «اغفر لنا ديوننا كما غفرنا نحن ايضا للمديونين لنا».‏

      الحماية عند التجربة

      ١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ ايّ امر لا يعنيه الطلب ما قبل الاخير من الصلاة النموذجية؟‏ (‏ب)‏ مَن هو المجرِّب الكبير،‏ وماذا نطلب عندما نصلّي ألا نُدخَل في تجربة؟‏

      ١٢ ان الطلب ما قبل الاخير في صلاة يسوع النموذجية هو:‏ «لا تدخلنا في تجربة».‏ (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ فهل قصد يسوع بهذه الكلمات انه ينبغي ان نطلب من يهوه ألا يجرِّبنا؟‏ كلا.‏ فقد اوحي الى التلميذ يعقوب ان يكتب:‏ «لا يقل احد وهو في محنة:‏ ‹ان اللّٰه يمتحنني›.‏ فإن اللّٰه لا يمكن ان يُمتحَن بالسيئات،‏ ولا هو يَمتحِن احدا».‏ (‏يعقوب ١:‏١٣‏)‏ كذلك كتب صاحب المزمور:‏ «إنْ كنتَ تراقب الآثام يا رب يا سيد فمَن يقف».‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣‏)‏ فيهوه لا يقف لنا بالمرصاد مراقبا كل هفوة،‏ وهو لا يحاول البتة الايقاع بنا.‏ اذًا،‏ ماذا يعني هذا الجزء من الصلاة النموذجية؟‏

      ١٣ ان مَن يحاول الايقاع بنا بواسطة المكايد او الاعمال الماكرة ويريد التهامنا هو الشيطان ابليس.‏ (‏افسس ٦:‏١١‏)‏ فهو المجرِّب الكبير.‏ (‏١ تسالونيكي ٣:‏٥‏)‏ لذلك عندما نصلّي ألا نُدخَل في تجربة،‏ نطلب من يهوه ألا يسمح بأن نقع في الخطإ عند التجربة.‏ ونحن نطلب منه ان يساعدنا لئلا «يتغلب علينا الشيطان بالحيلة»،‏ لئلا نستسلم للتجارب.‏ (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏)‏ كما اننا نصلّي لكي نبقى «في ستر العلي»،‏ حيث يمكننا نيل الحماية الروحية التي وُعِد بها الذين يعترفون بسلطان يهوه في كل ما يفعلونه.‏ —‏ مزمور ٩١:‏١-‏٣‏.‏

      ١٤ كيف يؤكد لنا الرسول بولس ان يهوه لن يتركنا اذا التجأنا اليه عند التجربة؟‏

      ١٤ بإمكاننا ان نتيقن من ان يهوه لن يتركنا اذا كان هذا ما نرغب فيه من كل قلبنا وإذا برهنّا على ذلك بصلواتنا وأعمالنا.‏ فالرسول بولس يؤكد لنا:‏ «لم تُصبكم تجربة إلا ما هو معهود عند الناس.‏ لكن اللّٰه امين،‏ ولن يدعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون تحمله،‏ بل سيجعل ايضا مع التجربة المنفذ لتستطيعوا احتمالها».‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏١٣‏.‏

      ‏«نجِّنا من الشرير»‏

      ١٥ لماذا من المهم اكثر من ايّ وقت مضى ان نطلب النجاة من الشرير في صلواتنا؟‏

      ١٥ وفقا لمخطوطات الاسفار اليونانية المسيحية الموثوق بها،‏ تُختتم صلاة يسوع النموذجية بالكلمات التالية:‏ «نجِّنا من الشرير».‏a (‏متى ٦:‏١٣‏)‏ والحماية من ابليس لها اهمية اكبر في وقت النهاية هذا.‏ فالشيطان وأبالسته يشنّون حربا على صف البقية الممسوحة ‹الذي يحفظ وصايا اللّٰه وعنده عمل الشهادة ليسوع› وعلى عشرائه ‹الجمع الكثير›.‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ ١٢:‏٩،‏ ١٧‏)‏ حضّ الرسول بطرس المسيحيين:‏ «كونوا واعين وساهرين.‏ ان خصمكم ابليس يجول كأسد زائر،‏ وهو يطلب ان يلتهم احدا.‏ ولكن قاوموه راسخين في الايمان».‏ (‏١ بطرس ٥:‏٨،‏ ٩‏)‏ فالشيطان يريد ان يوقف عمل شهادتنا.‏ لذلك يحاول ان يخيفنا بواسطة عملائه الدينيين،‏ التجاريين،‏ او السياسيين.‏ ولكن اذا ثبتنا،‏ فسينقذنا يهوه.‏ كتب التلميذ يعقوب:‏ «اخضعوا للّٰه؛‏ لكن قاوموا إبليس فيهرب منكم».‏ —‏ يعقوب ٤:‏٧‏.‏

      ١٦ اية وسيلة يستخدمها يهوه لمساعدة خدامه الذين يمرّون بالتجربة؟‏

      ١٦ سمح يهوه بأن يُجرَّب ابنه.‏ ولكن بعدما قاوم يسوع ابليس باستخدام كلمة اللّٰه كحماية له،‏ ارسل يهوه ملائكة لتقوّيه.‏ (‏متى ٤:‏١-‏١١‏)‏ وعلى نحو مماثل،‏ يستخدم يهوه ملائكته لمساعدتنا اذا صلَّينا اليه بإيمان واتَّخذناه ملجأ لنا.‏ (‏مزمور ٣٤:‏٧؛‏ ٩١:‏٩-‏١١‏)‏ كتب الرسول بطرس:‏ «يعرف يهوه ان ينقذ المتعبدين له من المحنة،‏ وأن يحفظ الاثمة ليوم الدينونة ليُقطَعوا».‏ —‏ ٢ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      الانقاذ التام على الابواب

      ١٧ كيف اوضح يسوع ماذا يجب ان تكون اولوياتنا عندما اعطانا الصلاة النموذجية؟‏

      ١٧ في الصلاة النموذجية،‏ اوضح يسوع ماذا يجب ان تكون اولوياتنا.‏ فيجب ان نركِّز اهتمامنا على تقديس اسم يهوه العظيم.‏ وبما ان الوسيلة لتحقيق ذلك هي الملكوت المسيَّاني،‏ فنحن نصلّي ان يأتي الملكوت ليدمِّر كل الممالك (‏الحكومات)‏ البشرية الناقصة وليجعل مشيئة اللّٰه كما هي في السماء كذلك على الارض.‏ ورجاؤنا بالحياة الابدية على ارض فردوسية يعتمد على تقديس اسم يهوه والاعتراف بحقه في الحكم على الكون بأسره.‏ وبعد ان نطلب كل هذه الامور البالغة الاهمية في صلاتنا،‏ يمكننا ان نطلب حاجاتنا اليومية،‏ غفران خطايانا،‏ والانقاذ من التجارب ومن حيَل الشرير،‏ الشيطان ابليس.‏

      ١٨،‏ ١٩ كيف تساعدنا صلاة يسوع النموذجية على البقاء متيقظين وجعل رجائنا ‹ثابتا الى النهاية›؟‏

      ١٨ ان انقاذنا التام من الشرير ونظام اشيائه الفاسد يقترب.‏ والشيطان يعرف ان له «زمانا قصيرا» ليصبّ ‹غضبه العظيم› على الارض،‏ وخصوصا على خدام يهوه الامناء.‏ (‏كشف ١٢:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ وفي العلامة المركّبة ‹لاختتام نظام الاشياء›،‏ انبأ يسوع بحوادث مثيرة،‏ لا يزال اتمام البعض منها في المستقبل.‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٢٩-‏٣١‏)‏ وعندما نرى بأمّ عيننا إتمام هذه الحوادث،‏ سيسطع رجاؤنا بالانقاذ اكثر فأكثر.‏ قال يسوع:‏ «متى ابتدأت هذه تكون،‏ فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب».‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٥-‏٢٨‏.‏

      ١٩ تزوِّدنا الصلاة النموذجية الموجزة التي اعطاها يسوع لتلاميذه بإرشاد سليم حول الامور التي يجب ان نطلبها في صلواتنا فيما تقترب النهاية.‏ فلنبقَ واثقين ان يهوه سيستمر حتى النهاية في سدّ حاجاتنا اليومية،‏ الروحية والمادية على السواء.‏ والبقاء متيقظين للصلاة سيمكِّننا من ‹التمسك بالثقة التي كنا عليها في البداية ثابتة الى النهاية›.‏ —‏ عبرانيين ٣:‏١٤؛‏ ١ بطرس ٤:‏٧‏.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a تختتم بعض ترجمات الكتاب المقدس،‏ مثل الترجمة الپروتستانتية،‏ الصلاة الربّانية بعبارة تسبيح للّٰه كما يلي:‏ «لأن لك الملك والقوة والمجد الى الابد.‏ آمين».‏ لكنَّ تعليق جيروم على الكتاب المقدس يقول ان هذه العبارة «غير موجودة في [المخطوطات] الموثوق بها».‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة