-
داوموا على السلوك في النور الالهيبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
داوموا على السلوك في النور الالهي
اثناء الدرس الجماعي لهذه المقالة والمقالتين اللتين تتبعانها يجب على المدير ان يطلب قراءة الاجزاء المشار اليها من يوحنا الاولى حسبما يسمح الوقت.
«اللّٰه نور.» — ١ يوحنا ١:٥.
١ و ٢ متى وأين كُتبت يوحنا الاولى، وعلى من تنطبق؟
ان شهود يهوه شاكرون على النور الالهي وعازمون على ان يداوموا على السلوك فيه. أما ذلك فليس سهلا لانّ الارتداد واجه حتى تلاميذ يسوع المسيح الاولين. ولكنّ رسل يسوع الاولياء حجزوا انتشاره، وأحد الذين عملوا ‹كحاجز› كان الرسول يوحنا. (٢ تسالونيكي ٢:١-١٢) وكرجل طاعن في السن يعيش في افسس او على مقربة منها كتب حوالى السنة ٩٨ بم رسالته الاولى الموحى بها من اللّٰه. فساعدت مشورتها مسيحيي القرن الاول على المداومة على السلوك في النور الالهي. ولكن ماذا عنا؟
٢ ان كلمات يوحنا مساعدة بالقدر نفسه لمسيحيي القرن الـ ٢٠. ولذلك، اثناء الدرس الشخصي لهذه المقالة والمقالتين اللتين تتبعانها، تأكدوا من قراءة كل الاجزاء المشار اليها من رسالته الملهمة الاولى فيما يجري التأمل فيها. وفي رسالة الرسول وتعليقاتنا عليها تشير الضمائر مثل «نحن» و «نا» بصورة رئيسية الى أتباع يسوع الممسوحين. ولكنّ المبادىء الاساسية المتعلقة بالبر والمحبة والايمان وأمثال هذه تنطبق ايضا على المسيحيين ذوي الرجاء الارضي.
الشركة التي تجلب الفرح
٣ اي دليل هنالك على ان ابن اللّٰه عاش وتألم ومات كبشر، ولماذا يُدعى «كلمة الحياة»؟
٣ يتحدث يوحنا اولا عن «شركة» مفرحة. (اقرأوا ١ يوحنا ١:١-٤.) فيسوع، «كلمة الحياة،» كان عند يهوه «من البدء» بصفته خليقة اللّٰه الاولى، الذي بواسطته «خُلقت جميع الاشياء الاخرى.» (كولوسي ١:١٥، ١٦، ع ج) وبعض مرتدّي القرن الاول ادَّعوا انهم بلا خطية وأنكروا مكان المسيح الملائم في الترتيب الالهي. لكنّ رسل يسوع سمعوه يتكلم ونظروا اليه بانتباه ولمسوه. لقد عرفوا ان قوة اللّٰه تعمل بواسطته. ولذلك كان هنالك دليل شاهد عيان على انه ابن اللّٰه الذي عاش وتألم ومات كبشر. انه «كلمة الحياة» لان «الحياة [الابدية] أُظهرت» بيسوع، الذي بواسطته زوّد اللّٰه الفدية. — رومية ٦:٢٣؛ ٢ تيموثاوس ١:٩، ١٠.
٤ على ماذا تدل «الشركة» التي للممسوحين؟
٤ ان الرسل، بما قالوه وكتبوه، ‹شهدوا› عن الانسان الخالي من الخطية يسوع المسيح. و ‹اخبر› يوحنا بأمور كهذه لكي يكون للممسوحين «شركة،» او مرافقة، مع ورثة الملكوت الآخرين ومع الآب ومع ابنه. وهذه «الشركة» تدل على الوحدة وتسبب فرحا عظيما. (مزمور ١٣٣:١-٣، يوحنا ١٧:٢٠، ٢١) والمرتدّون الذين يبغضون العشراء السابقين في خدمة يهوه لا يملكون في ما بعد مرافقة كهذه مع اللّٰه والمسيح.
«اللّٰه نور»
٥ اي «خبر» تسلَّمه الرسل من يسوع، وكيف يؤثر في سلوك شهود يهوه؟
٥ بعد ذلك يجري ذكر «خبر» تسلَّمه الرسل من يسوع. (اقرأوا ١ يوحنا ١:٥-٧.) وهو هذا: «اللّٰه نور وليس فيه ظلمة [لا شيء دنس او فاسد او كاذب او شرير] البتة.» ولذلك يجتنب شهود يهوه كل الممارسات الاثيمة المقترنة بالظلمة. (ايوب ٢٤:١٤-١٦، يوحنا ٣:١٩-٢١، رومية ١٣:١١-١٤؛ ٢ كورنثوس ٦:١٤؛ ١ تسالونيكي ٥:٦-٩) وبما ان بعض المرتدّين لم يؤمنوا بوجود اعمال اثيمة فقد كانوا في ظلمة روحية. وادَّعوا امتلاك المعرفة السرية، لكنّ اللّٰه نور لا سر مظلم. وهو يعطي النور الروحي لشهوده الامناء فقط. — متى ٥:١٤-١٦؛ ١ بطرس ٢:٩.
٦ ان ‹مارسنا الحق› اية بركة تكون نصيبنا؟
٦ ان قلنا ان لنا «شركة» مع اللّٰه و «سلكنا في الظلمة،» عائشين حياة اثيمة، «نكذب ولسنا (نمارس) الحق،» او نحيا بانسجام معه. ولكن ان اتَّبعنا مسلكا منسجما مع الحق نكون في النور، كما اللّٰه في النور. وتكون لنا «شركة» مع الرفقاء المسيحيين، المتحدين جميعا في العقيدة والنظرة الروحية وعمل التلمذة والاوجه الاخرى للعبادة النقية.
٧ لماذا دم يسوع قادر ان «يطهرنا من كل خطية»؟
٧ وبعكس بعض المرتدين الاولين، نعترف نحن ‹السالكين في النور› بأن الخطية نجسة. ودم يسوع «يطهرنا من كل خطية» لاننا لسنا خطاة متعمّدين. (متى ١٢:٣١، ٣٢) اننا فعلا لشاكرون على ان اللّٰه يُظهر الرحمة حتى للمسيحيين الضالين ولكن التائبين. — مزمور ١٠٣:٨-١٤، ميخا ٧:١٨، ١٩.
اساس للتكفير
٨ و ٩ (أ) على اي اساس سيغفر لنا يهوه؟ (ب) في ما يتعلق بالخطية ماذا كان يقول بعض المرتدّين، ولماذا كانوا على خطإ؟
٨ يشير يوحنا بعد ذلك الى الاساس للتطهير من الخطية. (اقرأوا ١ يوحنا ١:٨–٢:٢.) ان قلنا، «ليس لنا خطية،» ننكر واقع كون كل البشر الناقصين خطاة، و «ليس الحق فينا.» (رومية ٥:١٢) لكنّ اللّٰه «امين» ويغفر لنا «ان اعترفنا بخطايانا» له بموقف التوبة الذي يدفعنا الى هجر الخطإ. (امثال ٢٨:١٣) قال اللّٰه عن الذين هم في العهد الجديد: «لا اذكر خطيتهم بعدُ.» (ارميا ٣١:٣١-٣٤، عبرانيين ٨:٧-١٢) وفي المغفرة لهم يكون امينا لهذا الوعد.
٩ وعلاوة على ذلك، ان اللّٰه «(بار)،» يلتصق دائما بمقاييس بره. وقد ارضى العدل بواسطة الفدية ويستطيع ان ‹يغفر خطايانا وان يطهرنا من كل اثم› ان اعترفنا بحالتنا الخاطئة بايمان بذبيحة يسوع. (عبرانيين ٩:١١-١٥) فبموته حمل المسيّا الخطايا بعيدا، كما أُرسل التيس المحمَّل خطايا الى البرية في يوم الكفَّارة. (لاويين ١٦:٢٠-٢٢، اشعياء ٥٣:٥ و ٨، ١١، ١٢؛ ١ بطرس ٢:٢٤) وقال بعض المرتدّين، «لم نخطىء،» ‹جاعلين› بالتالي ‹يهوه كاذبا.› لكنّ «اللّٰه. . . منزَّه عن الكذب،» وتُظهر كلمته ان كل البشر الناقصين خطاة. (تيطس ١:٢، جامعة ٧:٢٠، رومية ٣:٢٣) فقولنا اننا «لم نخطىء» يعني ان كلمة اللّٰه ليست «فينا،» ليست في قلوبنا! — قارن عبرانيين ٨:١٠.
١٠ بأية طريقة يكون يسوع «كفَّارة»؟
١٠ يكتب يوحنا «هذا» عن الخطية والغفران والتطهير لكي لا نمارس الخطية. ويجب ان تدفعنا كلماته الى ان نجاهد بجد كي لا نخطىء. (١ كورنثوس ١٥:٣٤) ولكن ان ارتكبنا ‹خطية› وكنا تائبين فلنا «شفيع عند الآب» — «يسوع المسيح البار،» الذي يدافع عن قضيتنا امام اللّٰه. (عبرانيين ٧:٢٦، قارن يوحنا ١٧:٩، ١٥، ٢٠.) فيسوع هو «كفَّارة.» وقد أرضى موته العدل ومكَّن اللّٰه من تقديم الرحمة وازالة عبء الخطية في حالة الاسرائيليين الروحيين و «كل العالم،» بمن فيهم «الجمع الكثير.» (رومية ٦:٢٣، غلاطية ٦:١٦، رؤيا ٧:٤-١٤) فكم نقدِّر هذه الذبيحة!
اطيعوا اللّٰه وأظهروا المحبة
١١ بأي دليل نعرف أننا «في اتحاد» باللّٰه؟
١١ لكي نداوم على السلوك في النور الالهي يجب ان نطيع يهوه. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:٣-٦.) وندرك اننا «قد عرفنا» اللّٰه، فاهمين اياه وصفاته، إن «حفظنا وصاياه.» وكل من يدَّعي معرفة يهوه ولكنه يفشل في اطاعته «فهو كاذب.» وبصورة معاكسة، فقد «تكمَّلت محبة اللّٰه،» او جُعلت تامة، ان حفظنا كلمته. و «بهذا» الدليل على اطاعة اللّٰه ومحبته نعرف أننا «في (اتحاد به).» ونحن ملزمون بالسلوك كما سلك ابنه في عمل التلمذة وفي علاقاتنا بالآخرين وهلمّ جرّا.
١٢ اية «وصية قديمة» هي لدى المسيحيين، وكيف تكون ايضا «جديدة»؟
١٢ والمحبة الاخوية هي ايضا حيوية. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:٧، ٨.) فيوحنا يكتب «وصية قديمة» كانت عند الامناء ‹من بدء› حياتهم كمسيحيين. وهي «قديمة» لان يسوع اعطاها قبل سنوات عندما قال لأتباعه ان ‹يحبوا بعضهم بعضا كما احبهم هو.› (يوحنا ١٣:٣٤) وهي ايضا «جديدة» لانها تذهب الى ابعد من محبة القريب التي يتطلبها الناموس وتستلزم استعداد المرء لوضع نفسه لاجل الرفقاء المؤمنين. (لاويين ١٩:١٨، يوحنا ١٥:١٢، ١٣) وبما ان محبة تضحيتنا بالذات تبرهن ان العمل بهذه «الوصية الجديدة» هو ‹حق في حالة المسيح وحالتنا فان الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء› بيننا.
١٣ بحسب ١ يوحنا ٢:٩-١١ من هو «في النور» ومن ليس كذلك؟
١٣ ومع ذلك، من هو حقا «في النور»؟ (اقرأوا ١ يوحنا ٢:٩-١١.) حسنا، «من قال إنه في النور وهو يُبغض اخاه» فهو في ظلمة روحية «الى الآن.» ولكنّ «من يحبّ اخاه يثبت في النور،» وفي حالته ليس هنالك «عثرة.» وتقترح الكلمة اليونانية هنا فخا للحيوان مزوَّدا بطعم وتشير الى شيء يمكن ان يسبب سقوطا في الخطية. وفي الواقع، ان المدَّعي المسيحية الذي يبغض اخاه «لا يعلم اين يمضي لان الظلمة اعمت عينيه.» (متى ١٣:١٣-١٥) فهل يدفعكم هذا التحذير الى تجنب الظلمة الروحية برفضكم السماح للخلافات الشخصية او لأكاذيب المرتدّين او لأي شيء آخر بأن يهدم محبتكم الاخوية؟
اساس للثقة
١٤ من هم «الاولاد» و «الآباء» الذين يخاطبهم يوحنا؟
١٤ يعبِّر يوحنا بعد ذلك عن الثقة «بالاولاد،» عانيا الجماعة بكاملها كما يظهر. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:١٢-١٤.) فقد غُفرت خطايانا ‹من اجل اسم المسيح،› لانه بواسطته فقط جعل اللّٰه الخلاص ممكنا. (اعمال ٤:١٢) ان الممسوحين ‹يعرفون الآب› لانه ولدهم بروحه. والبعض هم «آباء» — على الارجح اكبر سنا، وأكثر خبرة، ومؤمنون متقدمون روحيا. وهم يعرفون يسوع الذي وُجد «من البدء» اذ ان اللّٰه خلقه قبل جميع الاشياء الاخرى.
١٥ (أ) من هم «الاحداث» الذين يخاطبهم يوحنا، وكيف ‹غلبوا الشرير›؟ (ب) اعطِ مثالا يُظهر كيف نستطيع ان ‹نغلب› الشيطان اليوم.
١٥ و «الاحداث» الذين يخاطبهم يوحنا يمكن ان يكونوا مسيحيين اصغر سنا وأقل خبرة. فقد ‹غلبوا الشرير،› الشيطان، بعدم وقوعهم في «مكايده.» (٢ كورنثوس ٢:١١، عج) مثلا، يشمل ذلك اليوم تجنب التسلية النجسة والموسيقى الشهوانية والصور الداعرة التي بامكانها ان تفتّت المبادىء المسيحية وتنتج الوقوع في الفساد الادبي الجنسي. و «الاحداث» ينتصرون على الشيطان لانهم «اقوياء» روحيا و «كلمة اللّٰه» ثابتة فيهم. فلنتمثل بهم في قبول تدابير اللّٰه الروحية ورفض الارتداد والمداومة على السلوك في النور الالهي.
محبة يجب ألا نمتلكها
١٦ اية محبة يجب ألا نمتلكها، ولكن ماذا يصح فينا ان امتلكنا آراء وطموحات عالمية؟
١٦ سواء كنا مسيحيين احداثا او اكبر سنا، هنالك محبة يجب ألا نمتلكها. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:١٥-١٧.) فيجب ان ‹لا نحب العالم ولا الاشياء التي فيه.› وبالاحرى، يلزم ان نتجنب الصيرورة مدنسين بفساد المجتمع البشري الشرير ويجب ألا نتنشق «روحه،» او نكون مدفوعين بموقفه السائد الاثيم. (افسس ٢:١، ٢، يعقوب ١:٢٧) وان كنا سنملك آراء وطموحات عالمية فلن تكون فينا «محبة الآب.» (يعقوب ٤:٤) أليس ذلك حقا شيئا للتفكير فيه بروح الصلاة؟
١٧ اية شهوات عالمية يجب ألا يُشبعها المسيحيون؟
١٧ «كل ما في العالم» ليس من اللّٰه. ويشمل ذلك «شهوة الجسد،» التي يعني اشباعها ارضاء الاشتياقات الخاطئة كالشهوات الجنسية الفاسدة ادبيا. (١ كورنثوس ٦:١٥-٢٠، غلاطية ٥:١٩-٢١) وما يجب تجنبه ايضا هو الاذعان «لشهوة العيون.» ان الثمرة المحرمة ذات المنظر الجذاب اغرت حواء، ورؤية داود لبثشبع فيما كانت تستحمّ ادت الى خطية خطيرة. (تكوين ٣:٦؛ ٢ صموئيل ١١:٢-١٧) فللمداومة على السلوك في النور الالهي يجب ان نتجنب التسلية المنحطة والامور الاخرى التي تروق للشهوات الخاطئة وتفسد القلب. — امثال ٢:١٠-٢٢؛ ٤:٢٠-٢٧.
١٨ لماذا «تباهي المرء بمعيشته» شيء تافه، وماذا يفشل في جلبه؟
١٨ و «(تباهي المرء بمعيشته)» هو ايضا من العالم. والشخص المتكبر يمكن ان يفتخر بثروته ولباسه وأمثال هذه الامور التي يمكن فقدانها جميعا. وتباهيه يمكن ان يؤثر في بعض الناس ويجلب التمجيد الزائل ولكن ليس البركة الالهية. — متى ٦:٢ و ٥، ١٦، ١٩-٢١، يعقوب ٤:١٦.
١٩ ماذا سيحدث لهذا العالم، وكيف يجب ان تؤثر فينا هذه الحقيقة؟
١٩ تذكروا ان «العالم يمضي» وسيهلك. (٢ بطرس ٣:٦) وستهلك معه شهواته وآماله بالاضافة الى الافراد الذين يحبونه. و «أما،» يقول يوحنا، «الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.» فلنُبقِ الحياة الابدية نصب اعيننا ‹بانكار الشهوات العالمية› والمداومة على السلوك في النور الالهي. — تيطس ٢:١١-١٤.
احذروا الارتداد
٢٠ ماذا دعي ‹اعداء المسيح› هؤلاء، وظهورهم برهن على مجيء اي شيء؟
٢٠ يحذر يوحنا الآن من اضداد المسيح. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:١٨، ١٩.) وهو يذكّر الرفقاء المؤمنين انهم من الرسل ‹سمعوا أن ضد المسيح يأتي.› وظهور ‹اضداد للمسيح كثيرين› برهن انها «الساعة الاخيرة،» الجزء الاخير من الفترة الرسولية. وبالرغم من ان ‹اعداء المسيح› هؤلاء شكَّلوا «ضد المسيح» المركَّب، فان كثيرين من اضداد المسيح الافراد ادَّعوا عبادة اللّٰه ولكنهم «لم يكونوا منا» وهجروا المسيحية الحقيقية. ونحن نسرّ بأن ذهاب او طرد اشخاص كهؤلاء اليوم يحول دون افساد الجماعة.
٢١ لماذا المسيحيون المولودون من الروح لديهم المعرفة، وأي «حق» يعرفونه؟
٢١ ان المسيحيين الاولياء المولودين من الروح يرفضون آراء المرتدّين. وبما ان «المسحة من القدوس،» يهوه، تساعدهم على فهم كلمته فكلهم لديهم المعرفة. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:٢٠، ٢١.) انهم يقينا يعرفون «الحق» المتعلق بيسوع المسيح، فيما يملك المرتدّون افكارا خاطئة عنه. وبما ان «كل كذب ليس من الحق،» يرفض جميع محبي يهوه آراء خاطئة كهذه واولئك الذين يدافعون عنها.
٢٢ ماذا فعل ت. ت. رصل عندما انكر الفدية احد عشرائه الاولين؟
٢٢ ومع ذلك، «مَن هو الكذاب إلا الذي يُنكر أن يسوع هو المسيح،» الشخص الممسوح من اللّٰه؟ (اقرأوا ١ يوحنا ٢:٢٢-٢٥.) ان «الذي يُنكر الآب والابن» هو ضد المسيح! وبشكل ممتع، عندما انكر الفدية احد العشراء الاولين لتلميذ الكتاب المقدس، تشارلز ت. رصل، توقف رصل عن مرافقته وبدأ بنشر هذه المجلة التي تعلن الحق دائما عن اصل المسيح ودوره المسيّاني وخدمته الحبية بصفته «الكفَّارة.»
٢٣ كيف يؤثر ‹الاعتراف بالابن› في علاقتنا باللّٰه، وفي آمالنا؟
٢٣ ان المرتدّين الذين يُنكرون المسيح ليس لهم يهوه صديقا لهم. (يوحنا ٥:٢٣) أما نحن الذين بشكل علني ‹نعترف بالابن فلنا الآب،› اذ نكون في علاقة مقبولة باللّٰه. (متى ١٠:٣٢، ٣٣) لقد التصق أتباع يسوع الاولون الاولياء بما كانوا قد سمعوه عن ابن اللّٰه ‹من بدء› حياتهم كمسيحيين. وان كان الحق ذاته في قلوبنا ‹فسنثبت في (اتحاد)› باللّٰه والمسيح كليهما ونحصل على «الوعد،» الحياة الابدية. — يوحنا ١٧:٣.
متعلمين من يهوه اللّٰه
٢٤ من هم الذين لهم «مسحة» بالروح القدس، ولماذا ‹لا حاجة بهم الى ان يعلّمهم احد›؟
٢٤ لكي نسلك في النور الالهي ولكي لا يُضلنا المرتدون نحتاج الى التثقيف الروحي الصحيح. (اقرأوا ١ يوحنا ٢:٢٦-٢٩.) ان للمولودين من الروح «مسحة» بالروح القدس، وقد اتوا الى معرفة اللّٰه وابنه، و ‹لا حاجة بهم الى ان يعلّمهم احد [مرتدّ].› فبروح مسحته «يعلّم» اللّٰه الاسرائيليين الروحيين «عن كل شيء» لازم ليعبدوه بشكل مقبول. (يوحنا ٤:٢٣، ٢٤؛ ٦:٤٥) ونحن كشهود ليهوه نبتهج بأن نحصل على تثقيف روحي كهذا من اللّٰه بواسطة «العبد الامين الحكيم.» — متى ٢٤:٤٥-٤٧.
٢٥، ٢٦ (أ) لماذا يمكن ان يكون للممسوحين «حرية كلام»؟ (ب) ماذا تعني ‹ممارسة البر›؟
٢٥ يحث يوحنا الممسوحين المثقفين بشكل جيد ان ‹يثبتوا في (اتحاد)› باللّٰه. والذين هم «في (اتحاد)» بيهوه يكونون بصورة مماثلة في وحدة مع ابنه. (يوحنا ١٤:١٩-٢١) ويجري الحث على مثل هذه الوحدة حتى «اذا أُظهر [المسيح] يكون لنا (حرية كلام) ولا نخجل منه في (حضوره)،» اي في اثناء باروسيّاه.
٢٦ بما اننا نعيش الآن في اثناء «حضور» يسوع كيف يمكننا التيقن انه ليس لنا ما نخجل منه وأننا نسلك حقا في النور الالهي؟ ‹(بممارسة) البر.› ‹ان علمنا أن اللّٰه بار،› يحاجّ يوحنا، ‹نعلم أن كل من (يمارس) البر مولود منه.› و ‹(ممارسة) البر› تعنى اطاعة وصايا اللّٰه، وتجنب الاثم، والانهماك في اعمال حسنة كتلمذة الناس ومساعدة الرفقاء المؤمنين. (مرقس ١٣:١٠، فيلبي ٤:١٤-١٩؛ ١ تيموثاوس ٦:١٧، ١٨) ان ‹الولادة من› اللّٰه تعني ‹الولادة (ثانية)› كأولاد روحيين له. — يوحنا ٣:٣-٨.
٢٧ ماذا سيُظهر لنا الرسول يوحنا بعد ذلك؟
٢٧ وهكذا اظهر يوحنا كيفية المداومة على السلوك في النور الالهي. وبعد ذلك يُظهر كيفية العيش كأولاد للّٰه. فماذا يتطلبه ذلك؟
-
-
ثابروا على العيش كأولاد للّٰهبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
ثابروا على العيش كأولاد للّٰه
«كل من لا يفعل البر فليس من اللّٰه وكذا من لا يحب اخاه.» — ١ يوحنا ٣:١٠.
١ و ٢ فيما نستمر في درسنا ليوحنا الاولى اية مشورة للرسول سنتأمل فيها؟
يملك يهوه عائلة كونية، وبعض البشر هم الآن جزء منها. انهم اولاد اللّٰه. ولكن كيف يختلفون عن الآخرين؟
٢ في رسالته الاولى الموحى بها من اللّٰه يعيِّن الرسول يوحنا هوية هؤلاء البشر ذوي الحظوة الرفيعة. ويزوِّد ايضا المشورة التي تساعدهم على المثابرة على العيش كأولاد للّٰه. وما يقوله سيفيد جميع شهود يهوه المنتذرين.
كم عظيمة هي محبة اللّٰه!
٣ كيف جُعل البعض «اولاد اللّٰه،» وكيف ينظر اليهم العالم؟
٣ يشير يوحنا الى رجاء المسيحيين الممسوحين. (اقرأوا ١ يوحنا ٣:١-٣.) فيا للمحبة العظيمة التي اظهرها يهوه بتبنّيهم كأولاد روحيين، جاعلا اياهم «اولاد اللّٰه»! (رومية ٥:٨-١٠) وروحهم التقوية وأهدافهم ورجاؤهم لا يشترك فيها «العالم» — المجتمع البشري الاثيم. ومجتمع عالمي كهذا يُبغض المسيح وأتباعه وبالتالي الآب ايضا. (يوحنا ١٥:١٧-٢٥) وهكذا يمكن ان يعرف العالم الممسوحين كأفراد ولكن ليس كأولاد للّٰه لانه «لا يعرف» يهوه. — ١ كورنثوس ٢:١٤.
٤ ماذا يجب ان يفعل كل من عنده رجاء الحياة السماوية؟
٤ حتى في الوقت الحاضر يكون الممسوحون اولاد اللّٰه. يقول يوحنا: «ولم يُظهَر بعد ماذا سنكون» بعد الموت بأمانة والقيامة الى الحياة السماوية بأجساد روحانية. (فيلبي ٣:٢٠، ٢١) ولكن «اذا أُظهر» اللّٰه سيكونون «مثله» و ‹سيرونه كما هو،› بصفته «(يهوه) الروح.» (٢ كورنثوس ٣:١٧، ١٨) وكل من عنده «هذا الرجاء» بالحياة السماوية يجب ان يندفع الى تطهير نفسه «كما هو [يهوه] طاهر.» ورغم ان الممسوحين هم الآن ناقصون، يجب ان يحيوا حياة نظيفة تنسجم مع رجائهم برؤية الاله الطاهر القدوس في الحيز السماوي. — مزمور ٩٩:٥، ٩؛ ٢ كورنثوس ٧:١.
مارسوا البر
٥ و ٦ ماذا يفعل من وجهة نظر اللّٰه كل من يمارس الخطية، ولكن بهذا الخصوص ماذا يصحّ في اولئك الثابتين «في اتحاد» بيسوع المسيح؟
٥ ان العيش كأولاد للّٰه يعني ايضا فعل ما هو بار. (اقرأوا ١ يوحنا ٣:٤، ٥.) «كل من (يمارس) الخطية (يمارس) التعدّي ايضا» من وجهة نظر يهوه، الذي ينتهك الخاطىء شرائعه. (اشعياء ٣٣:٢٢، يعقوب ٤:١٢) ان كل ‹خطية هي تعدٍّ،› اي مخالفة لشرائع اللّٰه. وممارسة الخطية هي مناقضة للروح المسيحية، ونحن شاكرون على ان يسوع المسيح «أُظهر» كبشر «لكي يرفع خطايانا.» وبما انه «ليس فيه خطية» تمكَّن من ان يقدم للّٰه الذبيحة الواحدة المكفِّرة عن الخطايا والمرضية تماما. — اشعياء ٥٣:١١، ١٢، عبرانيين ٧:٢٦-٢٨؛ ١ بطرس ٢:٢٢-٢٥.
٦ «كل من يثبت في (اتحاد به) [الابن] لا (يمارس الخطية).» (اقرأوا ١ يوحنا ٣:٦.) ولكوننا ناقصين يمكن ان نرتكب عملا خاطئا من حين الى آخر. لكنّ ارتكاب الخطية ليس ممارسة عند الذين يثبتون في اتحاد بالابن، وبالتالي في اتحاد بالآب. فممارسو الخطية لم ‹يبصروا› يسوع بعين الايمان، ولا معتادو الخطية كالمرتدّين ‹يعرفون› ويقدّرون المسيح بصفته «حمل اللّٰه» الذي يكفِّر عن الخطايا. — يوحنا ١:٣٦.
٧ و ٨ وفقا لـ ١ يوحنا ٣:٧، ٨ ممن هو الممارس المتعمد للخطية، ولكنّ ابن اللّٰه «أُظهر» لفعل ماذا بهذا الخصوص؟
٧ ويحذر يوحنا من الضلال. (اقرأوا ١ يوحنا ٣:٧، ٨.) «لا يُضلَّكم احد،» يقول الرسول، مضيفا: «من يفعل البر [بحفظ شريعة اللّٰه] فهو بار كما أن ذاك [يسوع المسيح] بار.» وحالة كوننا خطاة تحول دون كوننا ابرارا الى الدرجة نفسها التي لمثالنا الاعظم. ولكن بلطف يهوه غير المستحق يستطيع أتباع يسوع الممسوحون ان يثابروا الآن على العيش كأولاد للّٰه.
٨ ان ممارس الخطية المتعمِّد «هو من ابليس،» الذي يخطىء ‹من بدء› سيرة تمرده على يهوه. لكنّ ابن اللّٰه «أُظهر» لكي «ينقض اعمال» الشيطان في ترويج الخطية والشر. ويشمل ذلك ابطال آثار الموت الآدمي بالتكفير عن الخطية بواسطة المسيح واقامة الموجودين في شيول (آذس)، وأيضا بسحق رأس الشيطان. (تكوين ٣:١٥؛ ١ كورنثوس ١٥:٢٦) وفي غضون ذلك فلنحترز، نحن البقية الممسوحة و «الجمع الكثير،» من ممارسة الخطية والاثم.
احفظوا شريعة اللّٰه
٩ بأي معنى «لا يستطيع ان يمارس الخطية» المسيحي المولود من الروح، ولماذا الامر هو كذلك؟
٩ يميز يوحنا بعد ذلك بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس (اقرأوا ١ يوحنا ٣:٩-١٢.) كل من هو «مولود من اللّٰه لا (يداوم على الخطية)،» او يجعلها ممارسة. ان «زرع» يهوه، او روحه القدوس الذي يمنح المرء ‹ولادة (جديدة)› لرجاء سماوي، يثبت في الفرد إلا اذا كان يقاوم وبالتالي ‹يحزن› الروح فيسحبه اللّٰه. (١ بطرس ١:٣ و ٤، ١٨، ١٩، ٢٣، افسس ٤:٣٠) والمسيحي المولود من الروح، لكي يبقى احد اولاد اللّٰه، «لا يستطيع ان (يمارس الخطية).» وبصفته «خليقة جديدة» «بشخصية جديدة» فانه يجاهد ضد الخطية. لقد هرب من «الفساد الذي في العالم بالشهوة،» وليس في قلبه ان يعتاد ارتكاب الخطإ. — ٢ كورنثوس ٥:١٦، ١٧، كولوسي ٣:٥-١١، عج، ٢ بطرس ١:٤.
١٠ ما هي احدى الطرائق للتمييز بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس؟
١٠ احدى الطرائق للتمييز بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس هي هذه: «كل من لا يفعل البر فليس من اللّٰه.» والاثم يميز اولاد ابليس حتى انهم «لا ينامون ان لم يفعلوا سوءا ويُنزع نومهم ان لم يُسقطوا احدا،» الامر الذي يرغب المرتدّون في فعله للمسيحيين الاولياء. — امثال ٤:١٤-١٦.
١١ (أ) ما هي الطريقة الاخرى لتعيين هوية اولئك الذين ليسوا اولاد اللّٰه؟ (ب) التفكير مليّا في مسلك قايين يجب ان يدفعنا الى فعل ماذا؟
١١ فضلا عن ذلك، «وكذا [ليس من اللّٰه] من لا يحبّ اخاه.» وفي الواقع، ان «الخبر» الذي سمعناه ‹من بدء› حياتنا كشهود ليهوه هو ان «يحبّ بعضنا بعضا.» (يوحنا ١٣:٣٤) ولذلك لسنا «كما كان قايين،» الذي اظهر انه «من الشرير» اذ «ذبح اخاه» بطريقة عنيفة تميز الشيطان القتَّال للناس. (تكوين ٤:٢-١٠، يوحنا ٨:٤٤) لقد ذبح قايين هابيل «لان اعماله كانت شريرة وأعمال اخيه بارة.» وبالتأكيد، ان التفكير مليّا في مسلك قايين يجب ان يدفعنا الى الاحتراز من بغض مماثل لاخواننا الروحيين.
المحبة «بالعمل والحق»
١٢ كيف «نعلم أننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة،» وماذا يعني ذلك؟
١٢ ان كنا سنحذو حذو قايين سنموت روحيا. (اقرأوا ١ يوحنا ٣:١٣-١٥.) فقد ابغض اخاه كثيرا حتى انه قتله، ولا يدهشنا ان يبغضنا العالم بشكل مماثل لان يسوع انبأ بذلك. (مرقس ١٣:١٣) ولكننا «نعلم [او، نثق] أننا قد انتقلنا من الموت [الروحي] الى الحياة [الابدية] لاننا نحبّ الاخوة،» رفقاءنا شهود يهوه. وبسبب هذه المحبة الاخوية، المقترنة بالايمان بالمسيح، لسنا بعدُ «امواتا» بالذنوب والخطايا، لكنّ اللّٰه رفع عنا حكمه وأُقمنا من الموت الروحي اذ أُعطينا رجاء الحياة الابدية. (يوحنا ٥:٢٤، افسس ٢:١-٧) ولا يملك المرتدّون العديمو المحبة رجاء كهذا، لان «من لا يحبَّ اخاه يبقَ في الموت [الروحي].»
١٣ ان كنا نبغض اخانا لماذا يجب ان نجعل ذلك موضوع صلاة؟
١٣ حقا، ان «كل من يُبغض اخاه فهو قاتل نفس.» وربما لا يُرتكب القتل الجسدي (كما عندما قتل قايين هابيل بدافع الحسد والبغض)، ولكنّ المبغض يفضّل ان لا يكون اخوه الروحي حيّا. وبما ان يهوه يقرأ القلب يكون المبغض مدانا. (امثال ٢١:٢، قارن متى ٥:٢١، ٢٢.) و «قاتل نفس» غير تائب كهذا، او مبغض لرفيق مؤمن، «ليس له حياة ابدية ثابتة فيه.» فان كنا نبغض سرّا ايّ رفيق شاهد، ألا يجب ان نصلّي من اجل عون يهوه في تغيير روحنا الى روح المحبة الاخوية؟
١٤ الى ايّ حد نُدعى الى اظهار المحبة الاخوية؟
١٤ ان كنا سنثابر على العيش كأولاد للّٰه يجب ان نُظهر المحبة الاخوية بالكلام والعمل. (اقرأوا ١ يوحنا ٣:١٦-١٨.) ويجب ان يكون هذا ممكنا، لاننا «قد عرفنا المحبة أنَّ ذاك [يسوع المسيح] وضع نفسه [او، «حياته»] لاجلنا.» وبما ان يسوع اظهر المحبة الى هذا الحد يجب ان نعرب عن محبة مماثلة مؤسسة على مبدإ (باليونانية، «اغابي») للرفقاء المؤمنين. ففي اوقات الاضطهاد، مثلا، «ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة،» تماما كما ان بريسكلا واكيلا «وضعا عنقيهما من اجل حياة [الرسول بولس].» — رومية ١٦:٣، ٤، يوحنا ١٥:١٢، ١٣.
١٥ ان كان اخ محتاجا وكان لنا «معيشة العالم» ماذا تتطلب منا المحبة؟
١٥ وان كنا سنقدم حياتنا لاجل اخواننا يجب ان نكون على استعداد لفعل الامور الأقلّ تطلُّبا لاجلهم. افترضوا ان لنا «معيشة العالم» — المال والغذاء واللباس وأمثالها، التي جعلها العالم ممكنة لنا. فيمكن ان «ننظر» اخا محتاجا، لا ان نرى ذلك بشكل عرضي فقط، بل ان نحدّق الى الوضع. ويمكن لورطته ان تسبب فتح «(باب)» «احشائنا» او مشاعرنا الاعمق. ولكن ماذا لو اغلقنا بعنف هذا «(الباب)» بالسماح للانانية باعاقة عزمنا على مساعدته؟ آنذاك «كيف تثبت محبة اللّٰه» فينا؟ فليس كافيا مجرد التحدث عن المحبة الاخوية. وكأولاد للّٰه، يجب ان نعرب عنها «بالعمل والحق.» مثالا على ذلك، ان كان اخ جائعا فهو يحتاج الى القوت وليس الى مجرد كلمات. — يعقوب ٢:١٤-١٧.
قلوب لا تلومنا
١٦ (أ) كيف يكون اللّٰه «اعظم من قلوبنا»؟ (ب) بحسب يوحنا لماذا يستجيب يهوه صلواتنا؟
١٦ يشير يوحنا بعد ذلك الى الطمأنة اننا اولاد يهوه. (اقرأوا ١ يوحنا ٣:١٩-٢٤.) «نعرف أننا من الحق» ولسنا ضحايا تضليل المرتدّين «بهذا» — حقيقة كوننا نعرب عن المحبة الاخوية. وهكذا «(نطمئن) قلوبنا» قدام اللّٰه. (مزمور ١١٩:١١) وان لامتنا قلوبنا، ربما لاننا نشعر بأننا لم نُظهر محبة كافية للرفقاء العبّاد، تذكَّروا ان «اللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء.» وهو رحيم لانه يدرك ‹محبتنا الاخوية العديمة الرياء،› ومحاربتنا للخطية وجهودنا للعيش بطريقة ترضيه. (١ بطرس ١:٢٢، مزمور ١٠٣:١٠-١٤) و «ان لم تلمنا قلوبنا» لان هنالك اعمالا تبرهن محبتنا الاخوية، ولاننا لسنا مذنبين بخطايا مستترة، «فلنا (حرية كلام) من نحو اللّٰه» في الصلاة. (مزمور ١٩:١٢) وهو يستجيب صلواتنا «لاننا نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية امامه.»
١٧ «وصية» اللّٰه تشمل ايّ مطلبين؟
١٧ ان كنا نتوقع استجابة صلواتنا يجب ان نحفظ «وصايا» اللّٰه، بما فيها هذان المطلبان: (١) يجب ان نؤمن «باسم» يسوع، قابلين الفدية ومعترفين بسلطته الممنوحة من اللّٰه. (فيلبي ٢:٩-١١) (٢) يجب ايضا ان «نحبّ بعضنا بعضا» كما اوصى يسوع. (يوحنا ١٥:١٢، ١٧) وبالتأكيد، ان من يؤمن باسم المسيح يجب ان يحبّ جميع الآخرين الذين يمارسون ايمانا كهذا.
١٨ كيف نعرف ان يهوه «يثبت في اتحاد بنا»؟
١٨ ان الشخص الذي يحفظ وصايا اللّٰه «يثبت في (اتحاد به)،» في وحدة مع يهوه. (قارن يوحنا ١٧:٢٠، ٢١.) ولكن كيف «نعرف» ان اللّٰه «يثبت في (اتحاد بنا)»؟ نعرف هذا «من الروح [القدس] الذي اعطانا.» ان امتلاك روح اللّٰه القدوس والقدرة على الاعراب عن ثمره، بما فيه المحبة الاخوية، يبرهن اننا في اتحاد بيهوه. — غلاطية ٥:٢٢، ٢٣.
كونوا محترزين!
١٩، ٢٠ لماذا يجب ‹امتحان العبارات الملهمة،› وأيّ عون يزوّده يوحنا بهذا الخصوص؟
١٩ يُظهر يوحنا بعد ذلك كيف يجب ان نكون محترزين. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:١.) فلا يجب ان نصدِّق كل «روح،» او عبارة ملهمة، بل يجب ان ‹نمتحن (العبارات الملهمة) هل هي من اللّٰه.› ولماذا؟ «لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم.» وعلى الاقل فان بعض هؤلاء المعلّمين المضلين كانوا آنذاك يتنقلون، ويعاشرون مختلف الجماعات، ويسعون الى ‹اجتذاب التلاميذ وراءهم.› (اعمال ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ يوحنا ٧) ولذلك كان الامناء يحتاجون الى ان يكونوا محترزين.
٢٠ كان لدى بعض مسيحيي القرن الاول «تمييز (الاقوال الملهمة)،» موهبة عجائبية لقوة اللّٰه الفعالة تمكّنهم بوضوح من تحديد ما اذا كانت العبارات الملهمة من يهوه. (١ كورنثوس ١٢:٤، ١٠) ولكن يبدو ان تحذير يوحنا ينطبق على المسيحيين بشكل عام وهو مساعد اليوم عندما يحاول المرتدّون افساد ايمان شهود يهوه. ومع ان موهبة الروح لاجل «تمييز (الاقوال الملهمة)» قد انقضت فان كلمات يوحنا تزوّد وسيلة لتحديد ما اذا كان المعلّمون مدفوعين بروح اللّٰه ام بالتأثيرات الابليسية.
٢١ ماذا كانت احدى الوسائل لامتحان «العبارات الملهمة»؟
٢١ لاحظوا احدى الوسائل للامتحان. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:٢، ٣.) ‹كل (عبارة ملهمة) تعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهي من اللّٰه.› ونحن نعترف بأن يسوع عاش مرة كبشر وبأنه ابن اللّٰه، ويدفعنا ايماننا الى تعليم الآخرين حقائق كهذه. (متى ٣:١٦، ١٧؛ ١٧:٥؛ ٢٠:٢٨؛ ٢٨:١٩، ٢٠) ‹وكل (عبارة ملهمة) لا تعترف بيسوع فليست من اللّٰه.› وبالاحرى، ‹هذه هي (عبارة ملهمة) ضد المسيح،› معادية للمسيح ومعادية لتعاليم الاسفار المقدسة عنه. ومن الواضح ان يوحنا والرسل الآخرين كانوا قد حذّروا من ان ‹(عبارة ملهمة) ضد المسيح› تأتي. (٢ كورنثوس ١١:٣، ٤؛ ٢ بطرس ٢:١) وبما ان المعلّمين الكذبة هدَّدوا آنذاك المسيحيين الحقيقيين تمكَّن يوحنا من القول «والآن هو في العالم.»
٢٢ ما هي الطريقة الاخرى لامتحان «العبارات الملهمة»؟
٢٢ والطريقة الاخرى لامتحان «(العبارات الملهمة)» هي ملاحظة من يسمع لها. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:٤-٦.) فكخدام ليهوه، قد ‹غلبنا،› او هزمنا، المعلّمين الكذبة، منتصرين على محاولاتهم لابعادنا عن حق اللّٰه. والانتصار الروحي هذا كان ممكنا لان اللّٰه، الذي هو «في (اتحاد)» بالمسيحيين الاولياء، «اعظم من [ابليس] الذي في (اتحاد بـ) العالم،» او المجتمع البشري الاثيم. (٢ كورنثوس ٤:٤) ولان المرتدّين هم «من العالم» ولهم روحه الشرير «يتكلمون من العالم والعالم يسمع لهم.» واذ لنا روح يهوه نستطيع اكتشاف الطبيعة غير الروحية ‹لعباراتهم الملهمة› ومن ثم نبذها.
٢٣ من يسمعون لنا ويدركون اننا منقادون بروح اللّٰه؟
٢٣ لكننا نعرف اننا «من اللّٰه» لان «من يعرف اللّٰه يسمع لنا.» والمشبهون بالخراف يدركون اننا نعلّم الحق المؤسس على كلمة اللّٰه. (قارن يوحنا ١٠:٤، ٥، ١٦، ٢٦، ٢٧.) وطبعا، «من ليس من اللّٰه لا يسمع لنا.» فالانبياء او المعلّمون الكذبة لم يسمعوا ليوحنا او الآخرين الذين هم «من اللّٰه» والذين ينقلون الارشاد السليم روحيا. لذلك ‹من هذا نعرف (العبارة المهلمة) للحق و (العبارة الملهمة) للضلال.› فنحن الذين نؤلف عائلة عبّاد يهوه نتكلم «اللغة النقية» لحق الاسفار المقدسة المزوَّد بواسطة هيئة اللّٰه. (صفنيا ٣:٩، عج) ومما نقوله يتضح للمشبهين بالخراف اننا منقادون بروح اللّٰه القدوس.
٢٤ ماذا سيُظهر يوحنا بعد ذلك؟
٢٤ الى هنا بيَّن يوحنا بعض المتطلبات الاساسية التي يجب ان نبلغها ان كنا سنثابر على العيش كأولاد للّٰه. وبعد ذلك سيُظهر لماذا يجب علينا دائما ان نعرب عن المحبة والايمان.
-
-
أعربوا دائما عن المحبة والايمانبرج المراقبة ١٩٨٧ | ١ آذار (مارس)
-
-
أعربوا دائما عن المحبة والايمان
«من يثبت في المحبة يثبت في (اتحاد بـ) اللّٰه.» «وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا.» — ١ يوحنا ٤:١٦؛ ٥:٤.
١ و ٢ اية صفتين يجري التشديد عليهما بصورة خاصة في ١ يوحنا ٤:٧–٥:٢١؟
يهوه هو مجسَّم المحبة، ويجب على اولئك الراغبين في ارضائه ان يعربوا عن هذه الصفة الالهية. والرسول يوحنا يوضح هذا الامر في الجزء الاخير من رسالته الملهمة الاولى.
٢ ويجب على المسيحيين الحقيقيين ان يعربوا ايضا عن الايمان. فبهذه الطريقة فقط يتمكنون من ان يتغلبوا على العالم ويبقوا آمنين في رضى يهوه. اذاً، فيما ندرس الجزء الاخير من رسالة يوحنا، لنتأمل بروح الصلاة في اهمية الاعراب عن المحبة والايمان.
«لنحبَّ بعضنا بعضا»
٣ و ٤ اية علاقة هنالك للاعراب عن المحبة بمعرفتنا اللّٰه؟
٣ يشدد يوحنا على اهمية المحبة. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:٧، ٨.) ويجري حث «الاحباء» المسيحيين ان «نحبَّ بعضنا بعضا لان المحبة هي من اللّٰه،» اذ ان يهوه مصدرها. «وكل من يحبّ فقد وُلد من اللّٰه [كفرد مولود من الروح] ويعرف اللّٰه،» اذ يكون ملمّا بصفات يهوه ومقاصده وكيفية تعبيره عن المحبة. واليوم فان ‹معرفة اللّٰه› هذه يكتسبها ايضا «الجمع الكثير» من «الخراف الاخر» للمسيح.
٤ ان معرفة اللّٰه تعني حقا ان نقدِّر صفاته، ونحبه بشكل كامل، ونلتصق به كمتسلط علينا. ولكنّ «من لا يحبّ لم يعرف اللّٰه.» فاولئك الذين لا يعربون عن المحبة المسيحية ‹لم يعرفوا اللّٰه لان اللّٰه محبة.› نعم، ان المحبة هي صفة يهوه السائدة، وهي واضحة في تدابيره الروحية والمادية للجنس البشري.
٥ ما هو الدليل الاعظم على ان «اللّٰه محبة»؟
٥ وما يُشار اليه بعد ذلك هو الدليل الاعظم على ان «اللّٰه محبة.» (اقرأوا ١ يوحنا ٤:٩، ١٠.) يقول يوحنا: «بهذا أُظهرت محبة اللّٰه فينا [كخطاة مستحقين الموت] أن اللّٰه قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به.» ان يسوع هو ‹الابن الوحيد› ليهوه بمعنى انه كان خليقة اللّٰه المباشرة الوحيدة. (يوحنا ١:١-٣، ١٤، كولوسي ١:١٣-١٦) ويسوع ‹قد أُرسل الى العالم› اذ صار بشرا، وقام بخدمته علنا، ومن ثم مات موتا فدائيا. (يوحنا ١١:٢٧؛ ١٢:٤٦) وربح ‹الحياة الابدية به،› سواء في السماء او على الارض، يتطلب الايمان باستحقاق ذبيحته الفدائية.
٦ فيما كنا بعدُ خطاة لا نحب اللّٰه ماذا فعل هو؟
٦ كنا بعدُ خطاة لا نحب اللّٰه عندما «احبنا وأرسل ابنه كفَّارة لخطايانا.» «وذبيحة المسيح مكَّنتنا من بلوغ ردٍّ للعلاقات الصائبة مع اللّٰه. (رومية ٣:٢٤، ٢٥، عبرانيين ٢:١٧) فهل تقدِّرون هذا الاعراب الاعظم عن المحبة غير المستحقة من جهة ابينا السماوي؟
٧ (أ) بما انه لا يمكننا ان نقول اننا نحب يهوه لاننا رأيناه كيف نُظهر اننا نحبه حقا؟ (ب) اعرابنا عن المحبة الاخوية يبرهن ماذا؟
٧ ان محبة اللّٰه لنا يجب ان تؤثر في موقفنا من الآخرين. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:١١-١٣.) فبما انه احبنا فيما كنا بعدُ خطاة «ينبغي لنا ايضا ان يحبّ بعضنا بعضا.» وبين البشر، «اللّٰه لم ينظره احد قط.» فلا يمكننا ان نقول اننا نحب يهوه لاننا رأيناه. (خروج ٣٣:٢٠، يوحنا ١:١٨؛ ٤:٢٤) وانما بالاعراب عن المحبة نُظهر اننا نحبّ مصدر هذه الصفة. ومحبتنا الاخوية تبرهن ان «اللّٰه يثبت فينا ومحبته قد تكمَّلت،» او بلغت التعبير التام، فينا. ونعرف «أننا نثبت في (اتحاد)» بيهوه لانه «قد اعطانا من روحه.» واعرابنا عن المحبة الاخوية يبرهن ان روح يهوه يعمل فينا، لان المحبة هي من ثماره. (غلاطية ٥:٢٢، ٢٣) وهذا يُظهر اننا نعرف اللّٰه ونملك استحسانه.
٨ اي دليل اضافي هنالك على اننا «في اتحاد باللّٰه»؟
٨ هنالك دليل اضافي على اننا «في (اتحاد بـ) اللّٰه.» (اقرأوا ١ يوحنا ٤:١٤-١٦ أ.) واذ «نظر» ما فعله يسوع على الارض وكيف تألم من اجل الجنس البشري استطاع يوحنا ان ‹يشهد أن الآب قد ارسل الابن مخلّصا لعالم› الجنس البشري الخاطىء. (يوحنا ٤:٤٢؛ ١٢:٤٧) وعلاوة على ذلك، ‹فاللّٰه يثبت في (اتحاد) بنا ونحن به› ان اعترفنا اعترافا قلبيا بأن يسوع المسيح هو ابنه. وهذا يتطلب ممارسة الايمان واعطاء شهادة علنية ان يسوع هو ابن اللّٰه. (يوحنا ٣:٣٦، رومية ١٠:١٠) وثقتنا بـ «المحبة التي للّٰه فينا» تزوِّد دليلا اضافيا على اننا، سواء كنا من البقية الممسوحة او من «الخراف الاخر،» في اتحاد بيهوه.
٩ (أ) بأي معنى يمكن ان تتكمَّل المحبة للّٰه، وكيف يؤثر هذا في علاقتنا بالآخرين؟ (ب) المحبة ‹الكاملة› تروِّج ماذا؟
٩ يُظهر يوحنا بعد ذلك ان المحبة يمكن ان ‹تتكمَّل.› (اقرأوا ١ يوحنا ٤:١٦ب و ١٧.) فيجري تذكيرنا ان «اللّٰه محبة.» ولاننا ‹نثبت في المحبة،› معربين عن هذا الثمر لروح يهوه، ‹نثبت في (اتحاد) باللّٰه.› وان «تكمَّلت المحبة فينا» ليهوه، بالغة التعبير التام نحوه، سنحب الرفقاء المؤمنين. (قارن العدد ١٢ .) ان المحبة ‹الكاملة› تروِّج ايضا «(حرية الكلام)» نحو اللّٰه في الصلاة الآن و «في يوم الدين» الذي يقترن بحضور المسيح. ان اولئك الذين يعربون عن محبة كهذه لن يكون لديهم آنذاك سبب للخوف من ان تكون دينونة اللّٰه مضادة. وان اعربنا عن المحبة فبهذا المعنى «كما هو [يسوع] في هذا العالم هكذا نحن ايضا.» نعم، نكون مثله في التمتع بالرضى كأولاد للّٰه في عالم الجنس البشري هذا البعيد عن اللّٰه.
١٠ اولئك الذين «تكمَّلت» المحبة فيهم لا يختبرون ماذا؟
١٠ واولئك الذين «تكمَّلت» المحبة فيهم لا يختبرون الخوف الذي يعيق الصلاة. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:١٨، ١٩.) «الخوف (يمارس تقييدا)» يحول دون اقترابنا بحرية الى يهوه. فان كنا نختبر خوفا كهذا ‹لم نتكمَّل في المحبة.› ولكن ان ‹تكمَّلنا في المحبة› تملأ هذه الصفة قلوبنا، وتحملنا على فعل المشيئة الالهية، وتدفعنا الى البقاء قريبين من ابينا السماوي في الصلاة. وبالتأكيد، لدينا سبب لنحب يهوه ونصلّي اليه، لانه كما يقول يوحنا، ‹نحن نحب لان اللّٰه احبّنا اولا.›
١١ لماذا من المعقول ان نطيع الوصية: «من يحبّ اللّٰه يحبّ اخاه ايضا»؟
١١ وطبعا ليس كافيا مجرد القول اننا نحب اللّٰه. (اقرأوا ١ يوحنا ٤:٢٠، ٢١.) فكل من يقول «اني احبّ اللّٰه» فيما يُبغض اخاه الروحي «هو كاذب.» وبما اننا نقدر ان نبصر اخانا ونلاحظ ميزاته التقوية فان اظهار المحبة له يجب ان يكون اسهل من المحبة لاله غير منظور. وفي الواقع، «من لا يحبّ اخاه الذي أبصره كيف يقدر ان يحبّ اللّٰه الذي لم يبصره.» ولذلك من المعقول ان نطيع هذه «الوصية»: «من يحبّ اللّٰه يحبّ اخاه ايضا.»
من يغلب العالم؟
١٢ بما اننا نحب اللّٰه اية محبة اخرى يُنتظر منا امتلاكها؟
١٢ يُظهر يوحنا بعد ذلك ما يعني حقا ان نحب اللّٰه. (اقرأوا ١ يوحنا ٥:١-٥.) اولا، يشير الرسول الى ان «كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح» (المسيّا، او الممسوح من يهوه) «فقد وُلد من اللّٰه،» او وُلد من الروح بواسطة يهوه. وعلاوة على ذلك، كل من يحبّ الوالد، يهوه، يحبّ ايّ شخص آخر «مولود منه.» نعم، ان جميع اولاد اللّٰه الممسوحين يحبونه ويُنتظر منهم ان يحبوا احدهم الآخر. ومحبة اخوية كهذه تميّز ايضا «الجمع الكثير» من «الخراف الاخر» ذوي الرجاء الارضي. — يوحنا ١٠:١٦، رؤيا ٧:٩.
١٣ (أ) لماذا ليست وصايا اللّٰه «ثقيلة» علينا؟ (ب) كيف ‹نغلب العالم›؟
١٣ «نعرف أننا نحبّ اولاد اللّٰه اذا احببنا اللّٰه وحفظنا وصاياه.» وفي الواقع، «محبة اللّٰه أن نحفظ وصاياه.» وبما اننا نحبّ اللّٰه والبر نكون سعداء بحفظ وصاياه. ويقول يوحنا انها ليست «ثقيلة» علينا «لان كل (شيء مولود) من اللّٰه يغلب العالم.» و «كل (شيء)» يمكن ان يدل على القدرة المعطاة من اللّٰه ‹لنغلب العالم،› او ننتصر على المجتمع البشري الاثيم باغراءاته لكسر وصايا اللّٰه. (يوحنا ١٦:٣٣) و «الغلبة التي تغلب العالم» هي «ايماننا» باللّٰه وكلمته وابنه. فان كنا ‹نؤمن أن يسوع هو ابن اللّٰه› ‹نغلب العالم› برفض تفكيره الخاطىء وطرقه الفاسدة ادبيا وبحفظ وصايا اللّٰه.
١٤ (أ) كيف اتى يسوع «بماء»؟ (ب) كيف أُظهر ان المسيح هو ابن اللّٰه «بالدم»؟ (ج) كيف ‹شهد› الروح القدس عن يسوع المسيح؟
١٤ وبما ان الايمان بيسوع مهم الى هذا الحد ‹لنغلب العالم› يشير يوحنا الى دليل معطى عن المسيح بواسطة ‹شهود ثلاثة.› (اقرأوا ١ يوحنا ٥:٦-٨.) يقول يوحنا اولا ان يسوع «اتى بماء.» فعندما اعتمد يسوع في الماء رمزا الى تقديم نفسه للّٰه اعلن يهوه: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.» (متى ٣:١٧) والمسيح أُظهر ايضا انه ابن اللّٰه «بالدم» الذي سكبه في موته فدية. (١ تيموثاوس ٢:٥، ٦) وفضلا عن ذلك، يقول يوحنا، «الروح [القدس] هو الذي يشهد لان الروح هو الحق.» فنزول الروح على يسوع عند معموديته برهن انه ابن اللّٰه. (متى ٣:١٦، يوحنا ١:٢٩-٣٤) وروح يهوه مكَّن يسوع من القيام بمهمته ومن انجاز قوّات. (يوحنا ١٠:٣٧، ٣٨، اعمال ١٠:٣٨) وبواسطة الروح سبَّب يهوه ظلمة غير عاديّة وزلزالا وانشقاق حجاب الهيكل عندما مات يسوع، ومن ثم بواسطة الروح نفسه اقامه اللّٰه. — متى ٢٧:٤٥-٥٤.
١٥ من هم ‹الشهود الثلاثة›؟
١٥ وهكذا ‹ثلاثة هم الذين يشهدون› على حقيقة كون يسوع ابن اللّٰه. وهؤلاء هم (١) الروح القدس، (٢) ماء معمودية يسوع وما رمزت اليه (تقديم نفسه ليهوه)، و (٣) الدم الذي سكبه في الموت فدية. وهؤلاء الثلاثة «هم (على اتفاق)» في اعطاء الدليل على ان يسوع هو ابن اللّٰه، الذي يجب ان نملك ايمانا حقيقيا به ان كنا سنحصل على الحياة الابدية. — قارن تثنية ١٩:١٥.
شهادة من اللّٰه
١٦ كيف شهد يهوه عن يسوع؟
١٦ واللّٰه نفسه شهد عن ابنه. (اقرأوا ١ يوحنا ٥:٩-١٢.) «ان كنا نقبل [بصفتها صادقة] شهادة الناس [الناقصين، كما نفعل عادة في المحادثة وفي المحكمة] فشهادة اللّٰه اعظم.» (يوحنا ٨:١٧، ١٨) وبما ان ‹اللّٰه منزَّه عن الكذب› نستطيع ان نضع ثقة تامة في ‹الشهادة التي قد شهد بها عن ابنه.› وقد قال يهوه ان يسوع المسيح هو ابنه. (تيطس ١:٢، متى ٣:١٧؛ ١٧:٥) وعلاوة على ذلك، كان اللّٰه وراء ‹الشهود الثلاثة،› اي روحه القدوس، وماء معمودية يسوع، ودم المسيح المسفوك.
١٧ ما هي الطريقة الوحيدة التي بها يكون الخلاص ممكنا؟
١٧ «من يؤمن بابن اللّٰه فعنده الشهادة في نفسه،» لان كل الادلة تقنعه بأن يسوع هو ابن اللّٰه. ولكنّ «من لا يصدِّق اللّٰه» بصفته شاهدا موثوقا به عن ابنه يجعل يهوه يظهر كاذبا. وطبعا، ان خلاصة الشهادة المعطاة هي «أن اللّٰه اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه.» فالخلاص الى الحياة الابدية ممكن فقط بواسطة الايمان بيسوع كابن للّٰه. (يوحنا ١١:٢٥، ٢٦؛ ١٤:٦؛ ١٧:١-٣) وهكذا «من له الابن» بالايمان به فله الهبة غير المستحقة للحياة الابدية. (يوحنا ٢٠:٣١) ولكنّ «هذه الحياة» لن يتمتع بها من ينقصه الايمان بيسوع كابن للّٰه.
الصلاة تعمل!
١٨ لماذا كتب يوحنا «هذا»؟
١٨ يُبرز يوحنا بعد ذلك القصد الضمني لرسالته ويناقش الصلاة. (اقرأوا ١ يوحنا ٥:١٣-١٥.) لقد كتب «هذا» لكي يكون معلوما ‹أن لنا حياة ابدية.› وهذا هو اقتناعنا كأشخاص نؤمن «باسم» ابن اللّٰه. (قارن ١ يوحنا ٣:٢٣.) والمرتدّون، الذين ليسوا منا، لا يمكنهم هدم هذا الايمان. — ١ يوحنا ٢:١٨، ١٩.
١٩ (أ) وفقا لـ ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥ لنا اية «ثقة» عند اللّٰه؟ (ب) ما هي بعض الامور التي يمكننا الصلاة لاجلها على نحو ملائم؟
١٩ ولنا «ثقة،» او «صراحة،» عند اللّٰه أنه مهما طلبنا في الصلاة «حسب مشيئته يسمع لنا.» ونصلّي على نحو ملائم لاجل امور كتقديس اسم يهوه، وروحه، والحكمة الالهية، والنجاة من الشرير. (متى ٦:٩، ١٣، لوقا ١١:١٣، يعقوب ١:٥-٨) و «نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه،» «سامع الصلاة.» — مزمور ٦٥:٢.
٢٠، ٢١ (أ) ما هي ‹الخطية التي ليست للموت›؟ (ب) لماذا من الخطإ ان نصلّي لاجل «خطية للموت»؟
٢٠ يتكلم يوحنا بعد ذلك عن الصلاة وعن نوعين من الخطية. (اقرأوا ١ يوحنا ٥:١٦، ١٧.) ان ‹الخطية التي ليست للموت› ليست عمدية، ولا يكون خطأ ان نصلّي لاجل الغفران للخاطىء التائب. (اعمال ٢:٣٦-٣٨؛ ٣:١٩، يعقوب ٥:١٣-١٨) لكنه يكون خطأ ان نصلّي لاجل «خطية للموت» لان هذه خطية عمدية ضد الروح القدس، وغفرانها مستحيل. (متى ١٢:٢٢-٣٢، عبرانيين ٦:٤-٦؛ ١٠:٢٦-٣١) ان خطاة كهؤلاء يذهبون الى جهنم، مختبرين الهلاك الابدي في «الموت الثاني.» (رؤيا ٢١:٨، متى ٢٣:١٥) ولذلك فيما يكون يهوه الديّان الاخير لا نعرّض انفسنا لخطر إسخاطه بالصلاة لاجل خاطىء عندما يشير الدليل انه مذنب بـ «خطية للموت» عمدية.
٢١ لهذا السبب «ان رأى احد [وخصوصا شيخ ممسوح بالروح] اخاه يخطىء خطية ليست للموت [«الموت الثاني»] يطلب فيعطي [اللّٰه الخاطىءَ] حياة،» مخلّصا اياه من الهلاك الابدي. وطبعا، «كل اثم هو خطية،» او إخطاء للهدف في ما يختص بمقاييس اللّٰه البارة. «وتوجد خطية ليست للموت» لانها تنشأ عن نقصنا، ونحن تائبون، وذبيحة المسيح تستر الخطية.
نقاط بارزة من رسالة يوحنا
٢٢ مَن «لا يمسّ» المسيحي ذا الولاء، ولاجل ماذا يستطيع شخص كهذا ان يصلّي بثقة؟
٢٢ يوجز يوحنا الآن النقاط الاساسية في رسالته. (اقرأوا ١ يوحنا ٥:١٨-٢١.) فكل من «وُلد من اللّٰه» كمسيحي ممسوح بالروح «لا (يمارس الخطية).» فيسوع المسيح، «المولود من اللّٰه» بالروح القدس، «(يحفظه) والشرير [الشيطان] لا يمسّه.» ومثل هذا المسيحي الممسوح ذي الولاء يستطيع ان يصلّي بثقة لاجل النجاة من الشرير ويستطيع، بمساعدة «ترس الايمان،» ان ينجو من الاذى الروحي الناتج عن «سهام» الشيطان «الملتهبة.» — متى ٦:١٣، افسس ٦:١٦.
٢٣ كيف يكون «العالم كله قد وُضع في الشرير»؟
٢٣ وبما ان الممسوحين لديهم الدليل على انهم ابناء روحيون ليهوه يستطيعون القول، «نعلم أننا نحن من اللّٰه.» وواقع امتلاكهم الايمان بالمسيح وعدم ممارستهم الخطية يبرهن انهم اولاد اللّٰه الذين لم يستطع الشيطان ان ‹يمسّهم.› «والعالم [المجتمع البشري الاثيم] كله قد وُضع في الشرير،» الشيطان ابليس. (افسس ٢:١، ٢، رؤيا ١٢:٩) ويخضع العالم لتأثير الشيطان الشرير وسيطرته، غير باذل ايّ جهد للتحرر بهدف فعل المشيئة الالهية.
٢٤ لاي هدف ‹اعطانا يسوع بصيرة›؟
٢٤ يعتقد بعض المعلّمين الكذبة ان المسيح لم يأتِ في الجسد. (٢ يوحنا ٧) إلا ان الدليل المشار اليه في هذه الرسالة يمكِّن يوحنا من القول، «نعلم أن ابن اللّٰه قد جاء.» (١ يوحنا ١:١-٤؛ ٥:٥-٨) وفضلا عن ذلك، ان يسوع «اعطانا بصيرة،» او «ادراكا عقليا،» «لنعرف (الاله) الحق،» لننال الفهم المتدرّج عن اللّٰه. (متى ١١:٢٧) ولذلك «نحن في (اتحاد بالاله) الحق [يهوه اللّٰه] في ابنه يسوع المسيح.» — قارن يوحنا ١٧:٢٠، ٢١.
٢٥ كمسيحيين كيف يمكننا تطبيق المشورة في ١ يوحنا ٥:٢١؟
٢٥ ان اولئك الذين هم في اتحاد بالاله الحق، يهوه، سواء كانوا من البقية الممسوحة او من «الخراف الاخر،» يرغبون في ارضائه بكل طريقة. ولكنّ الاغراءات للانهماك في الصنمية وُجدت في القرن الاول، تماما كما توجد اليوم. ولهذا السبب يختم يوحنا رسالته على نحو ملائم بالمشورة الابوية: «ايها الاولاد احفظوا انفسكم من الاصنام.» فكمسيحيين لا نسجد امام التماثيل. (خروج ٢٠:٤-٦) ونعرف ايضا انه من الخطإ وضع انفسنا او المتعة او ايّ شيء آخر مكان اللّٰه. (٢ تيموثاوس ٣:١ و ٢، ٤) وانتذارنا له يحول دون عبادتنا «الوحش» السياسي و «صورته.» (رؤيا ١٣:١٤-١٨؛ ١٤:٩-١٢) ولذلك، بهدف ان نرضي ابانا السماوي ونحصل على هبته للحياة الابدية، لنكن موطَّدي العزم في تصميمنا على تجنب كل صنمية، غير سامحين لها ابدا بتدمير علاقتنا الثمينة بيهوه بواسطة يسوع المسيح.
عون ثابت لنا
٢٦ ما هي بعض ميزات يوحنا الاولى الجديرة بالملاحظة؟
٢٦ ساعدت رسالة يوحنا الاولى الملهمة المسيحيين الاولين على تجنب الصنمية. ومكَّنتهم من مقاومة اكاذيب المرتدّين، وهي تخدم قصدا مماثلا اليوم. فهي تبرهن، مثلا، ان يسوع المسيح عاش كانسان ومات «كفَّارة» للخطايا. وتعيِّن الرسالة هوية «ضد المسيح» وتميّز ما بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس. وهي تُظهر كيف نمتحن «(العبارات الملهمة)» لنرى ما اذا كانت من يهوه. وعلاوة على ذلك، تقنعنا كلمات يوحنا بأن «اللّٰه محبة،» وبأن الايمان الحقيقي يغلب العالم، وبأن يهوه يسمع صلوات شهوده الاولياء.
٢٧ بأية طرائق تستطيع رسالة يوحنا الاولى الملهمة من اللّٰه ان تساعدنا؟
٢٧ وازاء الاغراءات العالمية كم يكون حكيما ان نتذكَّر تحذير يوحنا من محبة العالم! وان سبَّبت الخلافات الشخصية توترا في علاقتنا ببعض الرفقاء المؤمنين فان كلمات الرسول تستطيع تذكيرنا بأننا قادرون على البرهان اننا محبّون للّٰه بالاعراب عن المحبة الاخوية. وبالعون الالهي وبتطبيق مشورة يوحنا نستطيع تجنب ممارسة الخطية ونستطيع المحافظة على الايمان الذي يغلب العالم. فلنظهر عرفاننا بالجميل على هذه الرسالة الملهمة اذ نداوم على السلوك في النور الالهي، ونثابر على العيش كأولاد للّٰه، ونعرب دائما عن المحبة والايمان تمجيدا لابينا السماوي، يهوه.
-