مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • داوموا على السلوك في النور الالهي
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • داوموا على السلوك في النور الالهي

      اثناء الدرس الجماعي لهذه المقالة والمقالتين اللتين تتبعانها يجب على المدير ان يطلب قراءة الاجزاء المشار اليها من يوحنا الاولى حسبما يسمح الوقت.‏

      ‏«اللّٰه نور.‏» —‏ ١ يوحنا ١:‏٥‏.‏

      ١ و ٢ متى وأين كُتبت يوحنا الاولى،‏ وعلى من تنطبق؟‏

      ان شهود يهوه شاكرون على النور الالهي وعازمون على ان يداوموا على السلوك فيه.‏ أما ذلك فليس سهلا لانّ الارتداد واجه حتى تلاميذ يسوع المسيح الاولين.‏ ولكنّ رسل يسوع الاولياء حجزوا انتشاره،‏ وأحد الذين عملوا ‹كحاجز› كان الرسول يوحنا.‏ (‏٢ تسالونيكي ٢:‏١-‏١٢‏)‏ وكرجل طاعن في السن يعيش في افسس او على مقربة منها كتب حوالى السنة ٩٨ ب‌م رسالته الاولى الموحى بها من اللّٰه.‏ فساعدت مشورتها مسيحيي القرن الاول على المداومة على السلوك في النور الالهي.‏ ولكن ماذا عنا؟‏

      ٢ ان كلمات يوحنا مساعدة بالقدر نفسه لمسيحيي القرن الـ‍ ٢٠.‏ ولذلك،‏ اثناء الدرس الشخصي لهذه المقالة والمقالتين اللتين تتبعانها،‏ تأكدوا من قراءة كل الاجزاء المشار اليها من رسالته الملهمة الاولى فيما يجري التأمل فيها.‏ وفي رسالة الرسول وتعليقاتنا عليها تشير الضمائر مثل «نحن» و «نا» بصورة رئيسية الى أتباع يسوع الممسوحين.‏ ولكنّ المبادىء الاساسية المتعلقة بالبر والمحبة والايمان وأمثال هذه تنطبق ايضا على المسيحيين ذوي الرجاء الارضي.‏

      الشركة التي تجلب الفرح

      ٣ اي دليل هنالك على ان ابن اللّٰه عاش وتألم ومات كبشر،‏ ولماذا يُدعى «كلمة الحياة»؟‏

      ٣ يتحدث يوحنا اولا عن «شركة» مفرحة.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ١:‏١-‏٤‏.‏‏)‏ فيسوع،‏ «كلمة الحياة،‏» كان عند يهوه «من البدء» بصفته خليقة اللّٰه الاولى،‏ الذي بواسطته «خُلقت جميع الاشياء الاخرى.‏» (‏كولوسي ١:‏١٥،‏ ١٦‏،‏ ع ج)‏ وبعض مرتدّي القرن الاول ادَّعوا انهم بلا خطية وأنكروا مكان المسيح الملائم في الترتيب الالهي.‏ لكنّ رسل يسوع سمعوه يتكلم ونظروا اليه بانتباه ولمسوه.‏ لقد عرفوا ان قوة اللّٰه تعمل بواسطته.‏ ولذلك كان هنالك دليل شاهد عيان على انه ابن اللّٰه الذي عاش وتألم ومات كبشر.‏ انه «كلمة الحياة» لان «الحياة [الابدية] أُظهرت» بيسوع،‏ الذي بواسطته زوّد اللّٰه الفدية.‏ —‏ رومية ٦:‏٢٣؛‏ ٢ تيموثاوس ١:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ٤ على ماذا تدل «الشركة» التي للممسوحين؟‏

      ٤ ان الرسل،‏ بما قالوه وكتبوه،‏ ‹شهدوا› عن الانسان الخالي من الخطية يسوع المسيح.‏ و ‹اخبر› يوحنا بأمور كهذه لكي يكون للممسوحين «شركة،‏» او مرافقة،‏ مع ورثة الملكوت الآخرين ومع الآب ومع ابنه.‏ وهذه «الشركة» تدل على الوحدة وتسبب فرحا عظيما.‏ (‏مزمور ١٣٣:‏١-‏٣،‏ يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ والمرتدّون الذين يبغضون العشراء السابقين في خدمة يهوه لا يملكون في ما بعد مرافقة كهذه مع اللّٰه والمسيح.‏

      ‏«اللّٰه نور»‏

      ٥ اي «خبر» تسلَّمه الرسل من يسوع،‏ وكيف يؤثر في سلوك شهود يهوه؟‏

      ٥ بعد ذلك يجري ذكر «خبر» تسلَّمه الرسل من يسوع.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ١:‏٥-‏٧‏.‏‏)‏ وهو هذا:‏ «اللّٰه نور وليس فيه ظلمة [لا شيء دنس او فاسد او كاذب او شرير] البتة.‏» ولذلك يجتنب شهود يهوه كل الممارسات الاثيمة المقترنة بالظلمة.‏ (‏ايوب ٢٤:‏١٤-‏١٦،‏ يوحنا ٣:‏١٩-‏٢١،‏ رومية ١٣:‏١١-‏١٤؛‏ ٢ كورنثوس ٦:‏١٤؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٦-‏٩‏)‏ وبما ان بعض المرتدّين لم يؤمنوا بوجود اعمال اثيمة فقد كانوا في ظلمة روحية.‏ وادَّعوا امتلاك المعرفة السرية،‏ لكنّ اللّٰه نور لا سر مظلم.‏ وهو يعطي النور الروحي لشهوده الامناء فقط.‏ —‏ متى ٥:‏١٤-‏١٦؛‏ ١ بطرس ٢:‏٩‏.‏

      ٦ ان ‹مارسنا الحق› اية بركة تكون نصيبنا؟‏

      ٦ ان قلنا ان لنا «شركة» مع اللّٰه و «سلكنا في الظلمة،‏» عائشين حياة اثيمة،‏ «نكذب ولسنا (‏نمارس)‏ الحق،‏» او نحيا بانسجام معه.‏ ولكن ان اتَّبعنا مسلكا منسجما مع الحق نكون في النور،‏ كما اللّٰه في النور.‏ وتكون لنا «شركة» مع الرفقاء المسيحيين،‏ المتحدين جميعا في العقيدة والنظرة الروحية وعمل التلمذة والاوجه الاخرى للعبادة النقية.‏

      ٧ لماذا دم يسوع قادر ان «يطهرنا من كل خطية»؟‏

      ٧ وبعكس بعض المرتدين الاولين،‏ نعترف نحن ‹السالكين في النور› بأن الخطية نجسة.‏ ودم يسوع «يطهرنا من كل خطية» لاننا لسنا خطاة متعمّدين.‏ (‏متى ١٢:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ اننا فعلا لشاكرون على ان اللّٰه يُظهر الرحمة حتى للمسيحيين الضالين ولكن التائبين.‏ —‏ مزمور ١٠٣:‏٨-‏١٤،‏ ميخا ٧:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      اساس للتكفير

      ٨ و ٩ (‏أ)‏ على اي اساس سيغفر لنا يهوه؟‏ (‏ب)‏ في ما يتعلق بالخطية ماذا كان يقول بعض المرتدّين،‏ ولماذا كانوا على خطإ؟‏

      ٨ يشير يوحنا بعد ذلك الى الاساس للتطهير من الخطية.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ١:‏٨–‏٢:‏٢‏.‏‏)‏ ان قلنا،‏ «ليس لنا خطية،‏» ننكر واقع كون كل البشر الناقصين خطاة،‏ و «ليس الحق فينا.‏» (‏رومية ٥:‏١٢‏)‏ لكنّ اللّٰه «امين» ويغفر لنا «ان اعترفنا بخطايانا» له بموقف التوبة الذي يدفعنا الى هجر الخطإ.‏ (‏امثال ٢٨:‏١٣‏)‏ قال اللّٰه عن الذين هم في العهد الجديد:‏ «لا اذكر خطيتهم بعدُ.‏» (‏ارميا ٣١:‏٣١-‏٣٤،‏ عبرانيين ٨:‏٧-‏١٢‏)‏ وفي المغفرة لهم يكون امينا لهذا الوعد.‏

      ٩ وعلاوة على ذلك،‏ ان اللّٰه «(‏بار)‏،‏» يلتصق دائما بمقاييس بره.‏ وقد ارضى العدل بواسطة الفدية ويستطيع ان ‹يغفر خطايانا وان يطهرنا من كل اثم› ان اعترفنا بحالتنا الخاطئة بايمان بذبيحة يسوع.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١١-‏١٥‏)‏ فبموته حمل المسيّا الخطايا بعيدا،‏ كما أُرسل التيس المحمَّل خطايا الى البرية في يوم الكفَّارة.‏ (‏لاويين ١٦:‏٢٠-‏٢٢،‏ اشعياء ٥٣:‏٥ و ٨،‏ ١١،‏ ١٢؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢٤‏)‏ وقال بعض المرتدّين،‏ «لم نخطىء،‏» ‹جاعلين› بالتالي ‹يهوه كاذبا.‏› لكنّ «اللّٰه.‏ .‏ .‏ منزَّه عن الكذب،‏» وتُظهر كلمته ان كل البشر الناقصين خطاة.‏ (‏تيطس ١:‏٢،‏ جامعة ٧:‏٢٠،‏ رومية ٣:‏٢٣‏)‏ فقولنا اننا «لم نخطىء» يعني ان كلمة اللّٰه ليست «فينا،‏» ليست في قلوبنا!‏ —‏ قارن عبرانيين ٨:‏١٠‏.‏

      ١٠ بأية طريقة يكون يسوع «كفَّارة»؟‏

      ١٠ يكتب يوحنا «هذا» عن الخطية والغفران والتطهير لكي لا نمارس الخطية.‏ ويجب ان تدفعنا كلماته الى ان نجاهد بجد كي لا نخطىء.‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏٣٤‏)‏ ولكن ان ارتكبنا ‹خطية› وكنا تائبين فلنا «شفيع عند الآب» —‏ «يسوع المسيح البار،‏» الذي يدافع عن قضيتنا امام اللّٰه.‏ (‏عبرانيين ٧:‏٢٦‏،‏ قارن يوحنا ١٧:‏٩،‏ ١٥،‏ ٢٠‏.‏)‏ فيسوع هو «كفَّارة.‏» وقد أرضى موته العدل ومكَّن اللّٰه من تقديم الرحمة وازالة عبء الخطية في حالة الاسرائيليين الروحيين و «كل العالم،‏» بمن فيهم «الجمع الكثير.‏» (‏رومية ٦:‏٢٣،‏ غلاطية ٦:‏١٦،‏ رؤيا ٧:‏٤-‏١٤‏)‏ فكم نقدِّر هذه الذبيحة!‏

      اطيعوا اللّٰه وأظهروا المحبة

      ١١ بأي دليل نعرف أننا «في اتحاد» باللّٰه؟‏

      ١١ لكي نداوم على السلوك في النور الالهي يجب ان نطيع يهوه.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏٣-‏٦‏.‏‏)‏ وندرك اننا «قد عرفنا» اللّٰه،‏ فاهمين اياه وصفاته،‏ إن «حفظنا وصاياه.‏» وكل من يدَّعي معرفة يهوه ولكنه يفشل في اطاعته «فهو كاذب.‏» وبصورة معاكسة،‏ فقد «تكمَّلت محبة اللّٰه،‏» او جُعلت تامة،‏ ان حفظنا كلمته.‏ و «بهذا» الدليل على اطاعة اللّٰه ومحبته نعرف أننا «في (‏اتحاد به)‏.‏» ونحن ملزمون بالسلوك كما سلك ابنه في عمل التلمذة وفي علاقاتنا بالآخرين وهلمّ جرّا.‏

      ١٢ اية «وصية قديمة» هي لدى المسيحيين،‏ وكيف تكون ايضا «جديدة»؟‏

      ١٢ والمحبة الاخوية هي ايضا حيوية.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ فيوحنا يكتب «وصية قديمة» كانت عند الامناء ‹من بدء› حياتهم كمسيحيين.‏ وهي «قديمة» لان يسوع اعطاها قبل سنوات عندما قال لأتباعه ان ‹يحبوا بعضهم بعضا كما احبهم هو.‏› (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ وهي ايضا «جديدة» لانها تذهب الى ابعد من محبة القريب التي يتطلبها الناموس وتستلزم استعداد المرء لوضع نفسه لاجل الرفقاء المؤمنين.‏ (‏لاويين ١٩:‏١٨،‏ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وبما ان محبة تضحيتنا بالذات تبرهن ان العمل بهذه «الوصية الجديدة» هو ‹حق في حالة المسيح وحالتنا فان الظلمة قد مضت والنور الحقيقي الآن يضيء› بيننا.‏

      ١٣ بحسب ١ يوحنا ٢:‏٩-‏١١ من هو «في النور» ومن ليس كذلك؟‏

      ١٣ ومع ذلك،‏ من هو حقا «في النور»؟‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏٩-‏١١‏.‏‏)‏ حسنا،‏ «من قال إنه في النور وهو يُبغض اخاه» فهو في ظلمة روحية «الى الآن.‏» ولكنّ «من يحبّ اخاه يثبت في النور،‏» وفي حالته ليس هنالك «عثرة.‏» وتقترح الكلمة اليونانية هنا فخا للحيوان مزوَّدا بطعم وتشير الى شيء يمكن ان يسبب سقوطا في الخطية.‏ وفي الواقع،‏ ان المدَّعي المسيحية الذي يبغض اخاه «لا يعلم اين يمضي لان الظلمة اعمت عينيه.‏» (‏متى ١٣:‏١٣-‏١٥‏)‏ فهل يدفعكم هذا التحذير الى تجنب الظلمة الروحية برفضكم السماح للخلافات الشخصية او لأكاذيب المرتدّين او لأي شيء آخر بأن يهدم محبتكم الاخوية؟‏

      اساس للثقة

      ١٤ من هم «الاولاد» و «الآباء» الذين يخاطبهم يوحنا؟‏

      ١٤ يعبِّر يوحنا بعد ذلك عن الثقة «بالاولاد،‏» عانيا الجماعة بكاملها كما يظهر.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏١٢-‏١٤‏.‏‏)‏ فقد غُفرت خطايانا ‹من اجل اسم المسيح،‏› لانه بواسطته فقط جعل اللّٰه الخلاص ممكنا.‏ (‏اعمال ٤:‏١٢‏)‏ ان الممسوحين ‹يعرفون الآب› لانه ولدهم بروحه.‏ والبعض هم «آباء» —‏ على الارجح اكبر سنا،‏ وأكثر خبرة،‏ ومؤمنون متقدمون روحيا.‏ وهم يعرفون يسوع الذي وُجد «من البدء» اذ ان اللّٰه خلقه قبل جميع الاشياء الاخرى.‏

      ١٥ (‏أ)‏ من هم «الاحداث» الذين يخاطبهم يوحنا،‏ وكيف ‹غلبوا الشرير›؟‏ (‏ب)‏ اعطِ مثالا يُظهر كيف نستطيع ان ‹نغلب› الشيطان اليوم.‏

      ١٥ و «الاحداث» الذين يخاطبهم يوحنا يمكن ان يكونوا مسيحيين اصغر سنا وأقل خبرة.‏ فقد ‹غلبوا الشرير،‏› الشيطان،‏ بعدم وقوعهم في «مكايده.‏» (‏٢ كورنثوس ٢:‏١١‏،‏ ع‌ج)‏ مثلا،‏ يشمل ذلك اليوم تجنب التسلية النجسة والموسيقى الشهوانية والصور الداعرة التي بامكانها ان تفتّت المبادىء المسيحية وتنتج الوقوع في الفساد الادبي الجنسي.‏ و «الاحداث» ينتصرون على الشيطان لانهم «اقوياء» روحيا و «كلمة اللّٰه» ثابتة فيهم.‏ فلنتمثل بهم في قبول تدابير اللّٰه الروحية ورفض الارتداد والمداومة على السلوك في النور الالهي.‏

      محبة يجب ألا نمتلكها

      ١٦ اية محبة يجب ألا نمتلكها،‏ ولكن ماذا يصح فينا ان امتلكنا آراء وطموحات عالمية؟‏

      ١٦ سواء كنا مسيحيين احداثا او اكبر سنا،‏ هنالك محبة يجب ألا نمتلكها.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏‏)‏ فيجب ان ‹لا نحب العالم ولا الاشياء التي فيه.‏› وبالاحرى،‏ يلزم ان نتجنب الصيرورة مدنسين بفساد المجتمع البشري الشرير ويجب ألا نتنشق «روحه،‏» او نكون مدفوعين بموقفه السائد الاثيم.‏ (‏افسس ٢:‏١،‏ ٢،‏ يعقوب ١:‏٢٧‏)‏ وان كنا سنملك آراء وطموحات عالمية فلن تكون فينا «محبة الآب.‏» (‏يعقوب ٤:‏٤‏)‏ أليس ذلك حقا شيئا للتفكير فيه بروح الصلاة؟‏

      ١٧ اية شهوات عالمية يجب ألا يُشبعها المسيحيون؟‏

      ١٧ «كل ما في العالم» ليس من اللّٰه.‏ ويشمل ذلك «شهوة الجسد،‏» التي يعني اشباعها ارضاء الاشتياقات الخاطئة كالشهوات الجنسية الفاسدة ادبيا.‏ (‏١ كورنثوس ٦:‏١٥-‏٢٠،‏ غلاطية ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ وما يجب تجنبه ايضا هو الاذعان «لشهوة العيون.‏» ان الثمرة المحرمة ذات المنظر الجذاب اغرت حواء،‏ ورؤية داود لبثشبع فيما كانت تستحمّ ادت الى خطية خطيرة.‏ (‏تكوين ٣:‏٦؛‏ ٢ صموئيل ١١:‏٢-‏١٧‏)‏ فللمداومة على السلوك في النور الالهي يجب ان نتجنب التسلية المنحطة والامور الاخرى التي تروق للشهوات الخاطئة وتفسد القلب.‏ —‏ امثال ٢:‏١٠-‏٢٢؛‏ ٤:‏٢٠-‏٢٧‏.‏

      ١٨ لماذا «تباهي المرء بمعيشته» شيء تافه،‏ وماذا يفشل في جلبه؟‏

      ١٨ و «(‏تباهي المرء بمعيشته)‏» هو ايضا من العالم.‏ والشخص المتكبر يمكن ان يفتخر بثروته ولباسه وأمثال هذه الامور التي يمكن فقدانها جميعا.‏ وتباهيه يمكن ان يؤثر في بعض الناس ويجلب التمجيد الزائل ولكن ليس البركة الالهية.‏ —‏ متى ٦:‏٢ و ٥،‏ ١٦،‏ ١٩-‏٢١،‏ يعقوب ٤:‏١٦‏.‏

      ١٩ ماذا سيحدث لهذا العالم،‏ وكيف يجب ان تؤثر فينا هذه الحقيقة؟‏

      ١٩ تذكروا ان «العالم يمضي» وسيهلك.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٦‏)‏ وستهلك معه شهواته وآماله بالاضافة الى الافراد الذين يحبونه.‏ و «أما،‏» يقول يوحنا،‏ «الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد.‏» فلنُبقِ الحياة الابدية نصب اعيننا ‹بانكار الشهوات العالمية› والمداومة على السلوك في النور الالهي.‏ —‏ تيطس ٢:‏١١-‏١٤‏.‏

      احذروا الارتداد

      ٢٠ ماذا دعي ‹اعداء المسيح› هؤلاء،‏ وظهورهم برهن على مجيء اي شيء؟‏

      ٢٠ يحذر يوحنا الآن من اضداد المسيح.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏١٨،‏ ١٩‏.‏‏)‏ وهو يذكّر الرفقاء المؤمنين انهم من الرسل ‹سمعوا أن ضد المسيح يأتي.‏› وظهور ‹اضداد للمسيح كثيرين› برهن انها «الساعة الاخيرة،‏» الجزء الاخير من الفترة الرسولية.‏ وبالرغم من ان ‹اعداء المسيح› هؤلاء شكَّلوا «ضد المسيح» المركَّب،‏ فان كثيرين من اضداد المسيح الافراد ادَّعوا عبادة اللّٰه ولكنهم «لم يكونوا منا» وهجروا المسيحية الحقيقية.‏ ونحن نسرّ بأن ذهاب او طرد اشخاص كهؤلاء اليوم يحول دون افساد الجماعة.‏

      ٢١ لماذا المسيحيون المولودون من الروح لديهم المعرفة،‏ وأي «حق» يعرفونه؟‏

      ٢١ ان المسيحيين الاولياء المولودين من الروح يرفضون آراء المرتدّين.‏ وبما ان «المسحة من القدوس،‏» يهوه،‏ تساعدهم على فهم كلمته فكلهم لديهم المعرفة.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏‏)‏ انهم يقينا يعرفون «الحق» المتعلق بيسوع المسيح،‏ فيما يملك المرتدّون افكارا خاطئة عنه.‏ وبما ان «كل كذب ليس من الحق،‏» يرفض جميع محبي يهوه آراء خاطئة كهذه واولئك الذين يدافعون عنها.‏

      ٢٢ ماذا فعل ت.‏ ت.‏ رصل عندما انكر الفدية احد عشرائه الاولين؟‏

      ٢٢ ومع ذلك،‏ «مَن هو الكذاب إلا الذي يُنكر أن يسوع هو المسيح،‏» الشخص الممسوح من اللّٰه؟‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏٢٢-‏٢٥‏.‏‏)‏ ان «الذي يُنكر الآب والابن» هو ضد المسيح!‏ وبشكل ممتع،‏ عندما انكر الفدية احد العشراء الاولين لتلميذ الكتاب المقدس،‏ تشارلز ت.‏ رصل،‏ توقف رصل عن مرافقته وبدأ بنشر هذه المجلة التي تعلن الحق دائما عن اصل المسيح ودوره المسيّاني وخدمته الحبية بصفته «الكفَّارة.‏»‏

      ٢٣ كيف يؤثر ‹الاعتراف بالابن› في علاقتنا باللّٰه،‏ وفي آمالنا؟‏

      ٢٣ ان المرتدّين الذين يُنكرون المسيح ليس لهم يهوه صديقا لهم.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٣‏)‏ أما نحن الذين بشكل علني ‹نعترف بالابن فلنا الآب،‏› اذ نكون في علاقة مقبولة باللّٰه.‏ (‏متى ١٠:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ لقد التصق أتباع يسوع الاولون الاولياء بما كانوا قد سمعوه عن ابن اللّٰه ‹من بدء› حياتهم كمسيحيين.‏ وان كان الحق ذاته في قلوبنا ‹فسنثبت في (‏اتحاد)‏› باللّٰه والمسيح كليهما ونحصل على «الوعد،‏» الحياة الابدية.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏٣‏.‏

      متعلمين من يهوه اللّٰه

      ٢٤ من هم الذين لهم «مسحة» بالروح القدس،‏ ولماذا ‹لا حاجة بهم الى ان يعلّمهم احد›؟‏

      ٢٤ لكي نسلك في النور الالهي ولكي لا يُضلنا المرتدون نحتاج الى التثقيف الروحي الصحيح.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٢:‏٢٦‏-‏٢٩‏.‏‏)‏ ان للمولودين من الروح «مسحة» بالروح القدس،‏ وقد اتوا الى معرفة اللّٰه وابنه،‏ و ‹لا حاجة بهم الى ان يعلّمهم احد [مرتدّ].‏› فبروح مسحته «يعلّم» اللّٰه الاسرائيليين الروحيين «عن كل شيء» لازم ليعبدوه بشكل مقبول.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ٦:‏٤٥‏)‏ ونحن كشهود ليهوه نبتهج بأن نحصل على تثقيف روحي كهذا من اللّٰه بواسطة «العبد الامين الحكيم.‏» —‏ متى ٢٤:‏٤٥-‏٤٧‏.‏

      ٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ لماذا يمكن ان يكون للممسوحين «حرية كلام»؟‏ (‏ب)‏ ماذا تعني ‹ممارسة البر›؟‏

      ٢٥ يحث يوحنا الممسوحين المثقفين بشكل جيد ان ‹يثبتوا في (‏اتحاد)‏› باللّٰه.‏ والذين هم «في (‏اتحاد)‏» بيهوه يكونون بصورة مماثلة في وحدة مع ابنه.‏ (‏يوحنا ١٤:‏١٩-‏٢١‏)‏ ويجري الحث على مثل هذه الوحدة حتى «اذا أُظهر [المسيح] يكون لنا (‏حرية كلام)‏ ولا نخجل منه في (‏حضوره)‏،‏» اي في اثناء باروسيّاه.‏

      ٢٦ بما اننا نعيش الآن في اثناء «حضور» يسوع كيف يمكننا التيقن انه ليس لنا ما نخجل منه وأننا نسلك حقا في النور الالهي؟‏ ‹(‏بممارسة)‏ البر.‏› ‹ان علمنا أن اللّٰه بار،‏› يحاجّ يوحنا،‏ ‹نعلم أن كل من (‏يمارس)‏ البر مولود منه.‏› و ‹(‏ممارسة)‏ البر› تعنى اطاعة وصايا اللّٰه،‏ وتجنب الاثم،‏ والانهماك في اعمال حسنة كتلمذة الناس ومساعدة الرفقاء المؤمنين.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٠،‏ فيلبي ٤:‏١٤-‏١٩؛‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ ان ‹الولادة من› اللّٰه تعني ‹الولادة (‏ثانية)‏› كأولاد روحيين له.‏ —‏ يوحنا ٣:‏٣-‏٨‏.‏

      ٢٧ ماذا سيُظهر لنا الرسول يوحنا بعد ذلك؟‏

      ٢٧ وهكذا اظهر يوحنا كيفية المداومة على السلوك في النور الالهي.‏ وبعد ذلك يُظهر كيفية العيش كأولاد للّٰه.‏ فماذا يتطلبه ذلك؟‏

  • ثابروا على العيش كأولاد للّٰه
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • ثابروا على العيش كأولاد للّٰه

      ‏«كل من لا يفعل البر فليس من اللّٰه وكذا من لا يحب اخاه.‏» —‏ ١ يوحنا ٣:‏١٠‏.‏

      ١ و ٢ فيما نستمر في درسنا ليوحنا الاولى اية مشورة للرسول سنتأمل فيها؟‏

      يملك يهوه عائلة كونية،‏ وبعض البشر هم الآن جزء منها.‏ انهم اولاد اللّٰه.‏ ولكن كيف يختلفون عن الآخرين؟‏

      ٢ في رسالته الاولى الموحى بها من اللّٰه يعيِّن الرسول يوحنا هوية هؤلاء البشر ذوي الحظوة الرفيعة.‏ ويزوِّد ايضا المشورة التي تساعدهم على المثابرة على العيش كأولاد للّٰه.‏ وما يقوله سيفيد جميع شهود يهوه المنتذرين.‏

      كم عظيمة هي محبة اللّٰه!‏

      ٣ كيف جُعل البعض «اولاد اللّٰه،‏» وكيف ينظر اليهم العالم؟‏

      ٣ يشير يوحنا الى رجاء المسيحيين الممسوحين.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏١-‏٣‏.‏‏)‏ فيا للمحبة العظيمة التي اظهرها يهوه بتبنّيهم كأولاد روحيين،‏ جاعلا اياهم «اولاد اللّٰه»!‏ (‏رومية ٥:‏٨-‏١٠‏)‏ وروحهم التقوية وأهدافهم ورجاؤهم لا يشترك فيها «العالم» —‏ المجتمع البشري الاثيم.‏ ومجتمع عالمي كهذا يُبغض المسيح وأتباعه وبالتالي الآب ايضا.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٧-‏٢٥‏)‏ وهكذا يمكن ان يعرف العالم الممسوحين كأفراد ولكن ليس كأولاد للّٰه لانه «لا يعرف» يهوه.‏ —‏ ١ كورنثوس ٢:‏١٤‏.‏

      ٤ ماذا يجب ان يفعل كل من عنده رجاء الحياة السماوية؟‏

      ٤ حتى في الوقت الحاضر يكون الممسوحون اولاد اللّٰه.‏ يقول يوحنا:‏ «ولم يُظهَر بعد ماذا سنكون» بعد الموت بأمانة والقيامة الى الحياة السماوية بأجساد روحانية.‏ (‏فيلبي ٣:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ ولكن «اذا أُظهر» اللّٰه سيكونون «مثله» و ‹سيرونه كما هو،‏› بصفته «(‏يهوه)‏ الروح.‏» (‏٢ كورنثوس ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وكل من عنده «هذا الرجاء» بالحياة السماوية يجب ان يندفع الى تطهير نفسه «كما هو [يهوه] طاهر.‏» ورغم ان الممسوحين هم الآن ناقصون،‏ يجب ان يحيوا حياة نظيفة تنسجم مع رجائهم برؤية الاله الطاهر القدوس في الحيز السماوي.‏ —‏ مزمور ٩٩:‏٥،‏ ٩؛‏ ٢ كورنثوس ٧:‏١‏.‏

      مارسوا البر

      ٥ و ٦ ماذا يفعل من وجهة نظر اللّٰه كل من يمارس الخطية،‏ ولكن بهذا الخصوص ماذا يصحّ في اولئك الثابتين «في اتحاد» بيسوع المسيح؟‏

      ٥ ان العيش كأولاد للّٰه يعني ايضا فعل ما هو بار.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏٤،‏ ٥‏.‏‏)‏ «كل من (‏يمارس)‏ الخطية (‏يمارس)‏ التعدّي ايضا» من وجهة نظر يهوه،‏ الذي ينتهك الخاطىء شرائعه.‏ (‏اشعياء ٣٣:‏٢٢،‏ يعقوب ٤:‏١٢‏)‏ ان كل ‹خطية هي تعدٍّ،‏› اي مخالفة لشرائع اللّٰه.‏ وممارسة الخطية هي مناقضة للروح المسيحية،‏ ونحن شاكرون على ان يسوع المسيح «أُظهر» كبشر «لكي يرفع خطايانا.‏» وبما انه «ليس فيه خطية» تمكَّن من ان يقدم للّٰه الذبيحة الواحدة المكفِّرة عن الخطايا والمرضية تماما.‏ —‏ اشعياء ٥٣:‏١١،‏ ١٢،‏ عبرانيين ٧:‏٢٦-‏٢٨؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢٢-‏٢٥‏.‏

      ٦ «كل من يثبت في (‏اتحاد به)‏ [الابن] لا (‏يمارس الخطية‏)‏.‏» (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏٦‏.‏‏)‏ ولكوننا ناقصين يمكن ان نرتكب عملا خاطئا من حين الى آخر.‏ لكنّ ارتكاب الخطية ليس ممارسة عند الذين يثبتون في اتحاد بالابن،‏ وبالتالي في اتحاد بالآب.‏ فممارسو الخطية لم ‹يبصروا› يسوع بعين الايمان،‏ ولا معتادو الخطية كالمرتدّين ‹يعرفون› ويقدّرون المسيح بصفته «حمل اللّٰه» الذي يكفِّر عن الخطايا.‏ —‏ يوحنا ١:‏٣٦‏.‏

      ٧ و ٨ وفقا لـ‍ ١ يوحنا ٣:‏٧،‏ ٨ ممن هو الممارس المتعمد للخطية،‏ ولكنّ ابن اللّٰه «أُظهر» لفعل ماذا بهذا الخصوص؟‏

      ٧ ويحذر يوحنا من الضلال.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ «لا يُضلَّكم احد،‏» يقول الرسول،‏ مضيفا:‏ «من يفعل البر [بحفظ شريعة اللّٰه] فهو بار كما أن ذاك [يسوع المسيح] بار.‏» وحالة كوننا خطاة تحول دون كوننا ابرارا الى الدرجة نفسها التي لمثالنا الاعظم.‏ ولكن بلطف يهوه غير المستحق يستطيع أتباع يسوع الممسوحون ان يثابروا الآن على العيش كأولاد للّٰه.‏

      ٨ ان ممارس الخطية المتعمِّد «هو من ابليس،‏» الذي يخطىء ‹من بدء› سيرة تمرده على يهوه.‏ لكنّ ابن اللّٰه «أُظهر» لكي «ينقض اعمال» الشيطان في ترويج الخطية والشر.‏ ويشمل ذلك ابطال آثار الموت الآدمي بالتكفير عن الخطية بواسطة المسيح واقامة الموجودين في شيول (‏آذس)‏،‏ وأيضا بسحق رأس الشيطان.‏ (‏تكوين ٣:‏١٥؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٢٦‏)‏ وفي غضون ذلك فلنحترز،‏ نحن البقية الممسوحة و «الجمع الكثير،‏» من ممارسة الخطية والاثم.‏

      احفظوا شريعة اللّٰه

      ٩ بأي معنى «لا يستطيع ان يمارس الخطية» المسيحي المولود من الروح،‏ ولماذا الامر هو كذلك؟‏

      ٩ يميز يوحنا بعد ذلك بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏٩-‏١٢‏.‏‏)‏ كل من هو «مولود من اللّٰه لا (‏يداوم على الخطية)‏،‏» او يجعلها ممارسة.‏ ان «زرع» يهوه،‏ او روحه القدوس الذي يمنح المرء ‹ولادة (‏جديدة)‏› لرجاء سماوي،‏ يثبت في الفرد إلا اذا كان يقاوم وبالتالي ‹يحزن› الروح فيسحبه اللّٰه.‏ (‏١ بطرس ١:‏٣ و ٤،‏ ١٨،‏ ١٩،‏ ٢٣،‏ افسس ٤:‏٣٠‏)‏ والمسيحي المولود من الروح،‏ لكي يبقى احد اولاد اللّٰه،‏ «لا يستطيع ان (‏يمارس الخطية)‏.‏» وبصفته «خليقة جديدة» «بشخصية جديدة» فانه يجاهد ضد الخطية.‏ لقد هرب من «الفساد الذي في العالم بالشهوة،‏» وليس في قلبه ان يعتاد ارتكاب الخطإ.‏ —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٦،‏ ١٧،‏ كولوسي ٣:‏٥-‏١١‏،‏ ع‌ج،‏ ٢ بطرس ١:‏٤‏.‏

      ١٠ ما هي احدى الطرائق للتمييز بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس؟‏

      ١٠ احدى الطرائق للتمييز بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس هي هذه:‏ «كل من لا يفعل البر فليس من اللّٰه.‏» والاثم يميز اولاد ابليس حتى انهم «لا ينامون ان لم يفعلوا سوءا ويُنزع نومهم ان لم يُسقطوا احدا،‏» الامر الذي يرغب المرتدّون في فعله للمسيحيين الاولياء.‏ —‏ امثال ٤:‏١٤-‏١٦‏.‏

      ١١ (‏أ)‏ ما هي الطريقة الاخرى لتعيين هوية اولئك الذين ليسوا اولاد اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ التفكير مليّا في مسلك قايين يجب ان يدفعنا الى فعل ماذا؟‏

      ١١ فضلا عن ذلك،‏ «وكذا [ليس من اللّٰه] من لا يحبّ اخاه.‏» وفي الواقع،‏ ان «الخبر» الذي سمعناه ‹من بدء› حياتنا كشهود ليهوه هو ان «يحبّ بعضنا بعضا.‏» (‏يوحنا ١٣:‏٣٤‏)‏ ولذلك لسنا «كما كان قايين،‏» الذي اظهر انه «من الشرير» اذ «ذبح اخاه» بطريقة عنيفة تميز الشيطان القتَّال للناس.‏ (‏تكوين ٤:‏٢-‏١٠،‏ يوحنا ٨:‏٤٤‏)‏ لقد ذبح قايين هابيل «لان اعماله كانت شريرة وأعمال اخيه بارة.‏» وبالتأكيد،‏ ان التفكير مليّا في مسلك قايين يجب ان يدفعنا الى الاحتراز من بغض مماثل لاخواننا الروحيين.‏

      المحبة «بالعمل والحق»‏

      ١٢ كيف «نعلم أننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة،‏» وماذا يعني ذلك؟‏

      ١٢ ان كنا سنحذو حذو قايين سنموت روحيا.‏ ‏(‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏١٣-‏١٥‏.‏‏)‏ فقد ابغض اخاه كثيرا حتى انه قتله،‏ ولا يدهشنا ان يبغضنا العالم بشكل مماثل لان يسوع انبأ بذلك.‏ (‏مرقس ١٣:‏١٣‏)‏ ولكننا «نعلم [او،‏ نثق] أننا قد انتقلنا من الموت [الروحي] الى الحياة [الابدية] لاننا نحبّ الاخوة،‏» رفقاءنا شهود يهوه.‏ وبسبب هذه المحبة الاخوية،‏ المقترنة بالايمان بالمسيح،‏ لسنا بعدُ «امواتا» بالذنوب والخطايا،‏ لكنّ اللّٰه رفع عنا حكمه وأُقمنا من الموت الروحي اذ أُعطينا رجاء الحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٥:‏٢٤،‏ افسس ٢:‏١-‏٧‏)‏ ولا يملك المرتدّون العديمو المحبة رجاء كهذا،‏ لان «من لا يحبَّ اخاه يبقَ في الموت [الروحي].‏»‏

      ١٣ ان كنا نبغض اخانا لماذا يجب ان نجعل ذلك موضوع صلاة؟‏

      ١٣ حقا،‏ ان «كل من يُبغض اخاه فهو قاتل نفس.‏» وربما لا يُرتكب القتل الجسدي (‏كما عندما قتل قايين هابيل بدافع الحسد والبغض)‏،‏ ولكنّ المبغض يفضّل ان لا يكون اخوه الروحي حيّا.‏ وبما ان يهوه يقرأ القلب يكون المبغض مدانا.‏ (‏امثال ٢١:‏٢‏،‏ قارن متى ٥:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ و «قاتل نفس» غير تائب كهذا،‏ او مبغض لرفيق مؤمن،‏ «ليس له حياة ابدية ثابتة فيه.‏» فان كنا نبغض سرّا ايّ رفيق شاهد،‏ ألا يجب ان نصلّي من اجل عون يهوه في تغيير روحنا الى روح المحبة الاخوية؟‏

      ١٤ الى ايّ حد نُدعى الى اظهار المحبة الاخوية؟‏

      ١٤ ان كنا سنثابر على العيش كأولاد للّٰه يجب ان نُظهر المحبة الاخوية بالكلام والعمل.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏١٦-‏١٨‏.‏‏)‏ ويجب ان يكون هذا ممكنا،‏ لاننا «قد عرفنا المحبة أنَّ ذاك [يسوع المسيح] وضع نفسه [او،‏ «حياته»] لاجلنا.‏» وبما ان يسوع اظهر المحبة الى هذا الحد يجب ان نعرب عن محبة مماثلة مؤسسة على مبدإ (‏باليونانية،‏ «اغابي»)‏ للرفقاء المؤمنين.‏ ففي اوقات الاضطهاد،‏ مثلا،‏ «ينبغي لنا ان نضع نفوسنا لاجل الاخوة،‏» تماما كما ان بريسكلا واكيلا «وضعا عنقيهما من اجل حياة [الرسول بولس].‏» —‏ رومية ١٦:‏٣،‏ ٤،‏ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

      ١٥ ان كان اخ محتاجا وكان لنا «معيشة العالم» ماذا تتطلب منا المحبة؟‏

      ١٥ وان كنا سنقدم حياتنا لاجل اخواننا يجب ان نكون على استعداد لفعل الامور الأقلّ تطلُّبا لاجلهم.‏ افترضوا ان لنا «معيشة العالم» —‏ المال والغذاء واللباس وأمثالها،‏ التي جعلها العالم ممكنة لنا.‏ فيمكن ان «ننظر» اخا محتاجا،‏ لا ان نرى ذلك بشكل عرضي فقط،‏ بل ان نحدّق الى الوضع.‏ ويمكن لورطته ان تسبب فتح «(‏باب)‏» «احشائنا» او مشاعرنا الاعمق.‏ ولكن ماذا لو اغلقنا بعنف هذا «(‏الباب)‏» بالسماح للانانية باعاقة عزمنا على مساعدته؟‏ آنذاك «كيف تثبت محبة اللّٰه» فينا؟‏ فليس كافيا مجرد التحدث عن المحبة الاخوية.‏ وكأولاد للّٰه،‏ يجب ان نعرب عنها «بالعمل والحق.‏» مثالا على ذلك،‏ ان كان اخ جائعا فهو يحتاج الى القوت وليس الى مجرد كلمات.‏ —‏ يعقوب ٢:‏١٤-‏١٧‏.‏

      قلوب لا تلومنا

      ١٦ (‏أ)‏ كيف يكون اللّٰه «اعظم من قلوبنا»؟‏ (‏ب)‏ بحسب يوحنا لماذا يستجيب يهوه صلواتنا؟‏

      ١٦ يشير يوحنا بعد ذلك الى الطمأنة اننا اولاد يهوه.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٣:‏١٩-‏٢٤‏.‏‏)‏ «نعرف أننا من الحق» ولسنا ضحايا تضليل المرتدّين «بهذا» —‏ حقيقة كوننا نعرب عن المحبة الاخوية.‏ وهكذا «(‏نطمئن)‏ قلوبنا» قدام اللّٰه.‏ (‏مزمور ١١٩:‏١١‏)‏ وان لامتنا قلوبنا،‏ ربما لاننا نشعر بأننا لم نُظهر محبة كافية للرفقاء العبّاد،‏ تذكَّروا ان «اللّٰه اعظم من قلوبنا ويعلم كل شيء.‏» وهو رحيم لانه يدرك ‹محبتنا الاخوية العديمة الرياء،‏› ومحاربتنا للخطية وجهودنا للعيش بطريقة ترضيه.‏ (‏١ بطرس ١:‏٢٢،‏ مزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ و «ان لم تلمنا قلوبنا» لان هنالك اعمالا تبرهن محبتنا الاخوية،‏ ولاننا لسنا مذنبين بخطايا مستترة،‏ «فلنا (‏حرية كلام)‏ من نحو اللّٰه» في الصلاة.‏ (‏مزمور ١٩:‏١٢‏)‏ وهو يستجيب صلواتنا «لاننا نحفظ وصاياه ونعمل الاعمال المرضية امامه.‏»‏

      ١٧ «وصية» اللّٰه تشمل ايّ مطلبين؟‏

      ١٧ ان كنا نتوقع استجابة صلواتنا يجب ان نحفظ «وصايا» اللّٰه،‏ بما فيها هذان المطلبان:‏ (‏١)‏ يجب ان نؤمن «باسم» يسوع،‏ قابلين الفدية ومعترفين بسلطته الممنوحة من اللّٰه.‏ (‏فيلبي ٢:‏٩-‏١١‏)‏ (‏٢)‏ يجب ايضا ان «نحبّ بعضنا بعضا» كما اوصى يسوع.‏ (‏يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ وبالتأكيد،‏ ان من يؤمن باسم المسيح يجب ان يحبّ جميع الآخرين الذين يمارسون ايمانا كهذا.‏

      ١٨ كيف نعرف ان يهوه «يثبت في اتحاد بنا»؟‏

      ١٨ ان الشخص الذي يحفظ وصايا اللّٰه «يثبت في (‏اتحاد به)‏،‏» في وحدة مع يهوه.‏ (‏قارن يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏)‏ ولكن كيف «نعرف» ان اللّٰه «يثبت في (‏اتحاد بنا)‏»؟‏ نعرف هذا «من الروح [القدس] الذي اعطانا.‏» ان امتلاك روح اللّٰه القدوس والقدرة على الاعراب عن ثمره،‏ بما فيه المحبة الاخوية،‏ يبرهن اننا في اتحاد بيهوه.‏ —‏ غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏.‏

      كونوا محترزين!‏

      ١٩،‏ ٢٠ لماذا يجب ‹امتحان العبارات الملهمة،‏› وأيّ عون يزوّده يوحنا بهذا الخصوص؟‏

      ١٩ يُظهر يوحنا بعد ذلك كيف يجب ان نكون محترزين.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏١‏.‏‏)‏ فلا يجب ان نصدِّق كل «روح،‏» او عبارة ملهمة،‏ بل يجب ان ‹نمتحن (‏العبارات الملهمة)‏ هل هي من اللّٰه.‏› ولماذا؟‏ «لان انبياء كذبة كثيرين قد خرجوا الى العالم.‏» وعلى الاقل فان بعض هؤلاء المعلّمين المضلين كانوا آنذاك يتنقلون،‏ ويعاشرون مختلف الجماعات،‏ ويسعون الى ‹اجتذاب التلاميذ وراءهم.‏› (‏اعمال ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ يوحنا ٧‏)‏ ولذلك كان الامناء يحتاجون الى ان يكونوا محترزين.‏

      ٢٠ كان لدى بعض مسيحيي القرن الاول «تمييز (‏الاقوال الملهمة)‏،‏» موهبة عجائبية لقوة اللّٰه الفعالة تمكّنهم بوضوح من تحديد ما اذا كانت العبارات الملهمة من يهوه.‏ (‏١ كورنثوس ١٢:‏٤،‏ ١٠‏)‏ ولكن يبدو ان تحذير يوحنا ينطبق على المسيحيين بشكل عام وهو مساعد اليوم عندما يحاول المرتدّون افساد ايمان شهود يهوه.‏ ومع ان موهبة الروح لاجل «تمييز (‏الاقوال الملهمة)‏» قد انقضت فان كلمات يوحنا تزوّد وسيلة لتحديد ما اذا كان المعلّمون مدفوعين بروح اللّٰه ام بالتأثيرات الابليسية.‏

      ٢١ ماذا كانت احدى الوسائل لامتحان «العبارات الملهمة»؟‏

      ٢١ لاحظوا احدى الوسائل للامتحان.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏٢،‏ ٣‏.‏‏)‏ ‹كل (‏عبارة ملهمة)‏ تعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهي من اللّٰه.‏› ونحن نعترف بأن يسوع عاش مرة كبشر وبأنه ابن اللّٰه،‏ ويدفعنا ايماننا الى تعليم الآخرين حقائق كهذه.‏ (‏متى ٣:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ١٧:‏٥؛‏ ٢٠:‏٢٨؛‏ ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ ‹وكل (‏عبارة ملهمة)‏ لا تعترف بيسوع فليست من اللّٰه.‏› وبالاحرى،‏ ‹هذه هي (‏عبارة ملهمة)‏ ضد المسيح،‏› معادية للمسيح ومعادية لتعاليم الاسفار المقدسة عنه.‏ ومن الواضح ان يوحنا والرسل الآخرين كانوا قد حذّروا من ان ‹(‏عبارة ملهمة)‏ ضد المسيح› تأتي.‏ (‏٢ كورنثوس ١١:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ بطرس ٢:‏١‏)‏ وبما ان المعلّمين الكذبة هدَّدوا آنذاك المسيحيين الحقيقيين تمكَّن يوحنا من القول «والآن هو في العالم.‏»‏

      ٢٢ ما هي الطريقة الاخرى لامتحان «العبارات الملهمة»؟‏

      ٢٢ والطريقة الاخرى لامتحان «(‏العبارات الملهمة)‏» هي ملاحظة من يسمع لها.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏٤-‏٦‏.‏‏)‏ فكخدام ليهوه،‏ قد ‹غلبنا،‏› او هزمنا،‏ المعلّمين الكذبة،‏ منتصرين على محاولاتهم لابعادنا عن حق اللّٰه.‏ والانتصار الروحي هذا كان ممكنا لان اللّٰه،‏ الذي هو «في (‏اتحاد)‏» بالمسيحيين الاولياء،‏ «اعظم من [ابليس] الذي في (‏اتحاد بـ‍)‏ العالم،‏» او المجتمع البشري الاثيم.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٤‏)‏ ولان المرتدّين هم «من العالم» ولهم روحه الشرير «يتكلمون من العالم والعالم يسمع لهم.‏» واذ لنا روح يهوه نستطيع اكتشاف الطبيعة غير الروحية ‹لعباراتهم الملهمة› ومن ثم نبذها.‏

      ٢٣ من يسمعون لنا ويدركون اننا منقادون بروح اللّٰه؟‏

      ٢٣ لكننا نعرف اننا «من اللّٰه» لان «من يعرف اللّٰه يسمع لنا.‏» والمشبهون بالخراف يدركون اننا نعلّم الحق المؤسس على كلمة اللّٰه.‏ (‏قارن يوحنا ١٠:‏٤،‏ ٥،‏ ١٦،‏ ٢٦،‏ ٢٧‏.‏)‏ وطبعا،‏ «من ليس من اللّٰه لا يسمع لنا.‏» فالانبياء او المعلّمون الكذبة لم يسمعوا ليوحنا او الآخرين الذين هم «من اللّٰه» والذين ينقلون الارشاد السليم روحيا.‏ لذلك ‹من هذا نعرف (‏العبارة المهلمة)‏ للحق و (‏العبارة الملهمة)‏ للضلال.‏› فنحن الذين نؤلف عائلة عبّاد يهوه نتكلم «اللغة النقية» لحق الاسفار المقدسة المزوَّد بواسطة هيئة اللّٰه.‏ (‏صفنيا ٣:‏٩‏،‏ ع‌ج)‏ ومما نقوله يتضح للمشبهين بالخراف اننا منقادون بروح اللّٰه القدوس.‏

      ٢٤ ماذا سيُظهر يوحنا بعد ذلك؟‏

      ٢٤ الى هنا بيَّن يوحنا بعض المتطلبات الاساسية التي يجب ان نبلغها ان كنا سنثابر على العيش كأولاد للّٰه.‏ وبعد ذلك سيُظهر لماذا يجب علينا دائما ان نعرب عن المحبة والايمان.‏

  • أعربوا دائما عن المحبة والايمان
    برج المراقبة ١٩٨٧ | ١ آذار (‏مارس)‏
    • أعربوا دائما عن المحبة والايمان

      ‏«من يثبت في المحبة يثبت في (‏اتحاد بـ‍)‏ اللّٰه.‏» «وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم ايماننا.‏» —‏ ١ يوحنا ٤:‏١٦؛‏ ٥:‏٤‏.‏

      ١ و ٢ اية صفتين يجري التشديد عليهما بصورة خاصة في ١ يوحنا ٤:‏٧–‏٥:‏٢١‏؟‏

      يهوه هو مجسَّم المحبة،‏ ويجب على اولئك الراغبين في ارضائه ان يعربوا عن هذه الصفة الالهية.‏ والرسول يوحنا يوضح هذا الامر في الجزء الاخير من رسالته الملهمة الاولى.‏

      ٢ ويجب على المسيحيين الحقيقيين ان يعربوا ايضا عن الايمان.‏ فبهذه الطريقة فقط يتمكنون من ان يتغلبوا على العالم ويبقوا آمنين في رضى يهوه.‏ اذاً،‏ فيما ندرس الجزء الاخير من رسالة يوحنا،‏ لنتأمل بروح الصلاة في اهمية الاعراب عن المحبة والايمان.‏

      ‏«لنحبَّ بعضنا بعضا»‏

      ٣ و ٤ اية علاقة هنالك للاعراب عن المحبة بمعرفتنا اللّٰه؟‏

      ٣ يشدد يوحنا على اهمية المحبة.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏‏)‏ ويجري حث «الاحباء» المسيحيين ان «نحبَّ بعضنا بعضا لان المحبة هي من اللّٰه،‏» اذ ان يهوه مصدرها.‏ «وكل من يحبّ فقد وُلد من اللّٰه [كفرد مولود من الروح] ويعرف اللّٰه،‏» اذ يكون ملمّا بصفات يهوه ومقاصده وكيفية تعبيره عن المحبة.‏ واليوم فان ‹معرفة اللّٰه› هذه يكتسبها ايضا «الجمع الكثير» من «الخراف الاخر» للمسيح.‏

      ٤ ان معرفة اللّٰه تعني حقا ان نقدِّر صفاته،‏ ونحبه بشكل كامل،‏ ونلتصق به كمتسلط علينا.‏ ولكنّ «من لا يحبّ لم يعرف اللّٰه.‏» فاولئك الذين لا يعربون عن المحبة المسيحية ‹لم يعرفوا اللّٰه لان اللّٰه محبة.‏› نعم،‏ ان المحبة هي صفة يهوه السائدة،‏ وهي واضحة في تدابيره الروحية والمادية للجنس البشري.‏

      ٥ ما هو الدليل الاعظم على ان «اللّٰه محبة»؟‏

      ٥ وما يُشار اليه بعد ذلك هو الدليل الاعظم على ان «اللّٰه محبة.‏» (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏٩،‏ ١٠‏.‏‏)‏ يقول يوحنا:‏ «بهذا أُظهرت محبة اللّٰه فينا [كخطاة مستحقين الموت] أن اللّٰه قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به.‏» ان يسوع هو ‹الابن الوحيد› ليهوه بمعنى انه كان خليقة اللّٰه المباشرة الوحيدة.‏ (‏يوحنا ١:‏١-‏٣،‏ ١٤،‏ كولوسي ١:‏١٣-‏١٦‏)‏ ويسوع ‹قد أُرسل الى العالم› اذ صار بشرا،‏ وقام بخدمته علنا،‏ ومن ثم مات موتا فدائيا.‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٧؛‏ ١٢:‏٤٦‏)‏ وربح ‹الحياة الابدية به،‏› سواء في السماء او على الارض،‏ يتطلب الايمان باستحقاق ذبيحته الفدائية.‏

      ٦ فيما كنا بعدُ خطاة لا نحب اللّٰه ماذا فعل هو؟‏

      ٦ كنا بعدُ خطاة لا نحب اللّٰه عندما «احبنا وأرسل ابنه كفَّارة لخطايانا.‏» «وذبيحة المسيح مكَّنتنا من بلوغ ردٍّ للعلاقات الصائبة مع اللّٰه.‏ (‏رومية ٣:‏٢٤،‏ ٢٥،‏ عبرانيين ٢:‏١٧‏)‏ فهل تقدِّرون هذا الاعراب الاعظم عن المحبة غير المستحقة من جهة ابينا السماوي؟‏

      ٧ (‏أ)‏ بما انه لا يمكننا ان نقول اننا نحب يهوه لاننا رأيناه كيف نُظهر اننا نحبه حقا؟‏ (‏ب)‏ اعرابنا عن المحبة الاخوية يبرهن ماذا؟‏

      ٧ ان محبة اللّٰه لنا يجب ان تؤثر في موقفنا من الآخرين.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏١١-‏١٣‏.‏‏)‏ فبما انه احبنا فيما كنا بعدُ خطاة «ينبغي لنا ايضا ان يحبّ بعضنا بعضا.‏» وبين البشر،‏ «اللّٰه لم ينظره احد قط.‏» فلا يمكننا ان نقول اننا نحب يهوه لاننا رأيناه.‏ (‏خروج ٣٣:‏٢٠،‏ يوحنا ١:‏١٨؛‏ ٤:‏٢٤‏)‏ وانما بالاعراب عن المحبة نُظهر اننا نحبّ مصدر هذه الصفة.‏ ومحبتنا الاخوية تبرهن ان «اللّٰه يثبت فينا ومحبته قد تكمَّلت،‏» او بلغت التعبير التام،‏ فينا.‏ ونعرف «أننا نثبت في (‏اتحاد)‏» بيهوه لانه «قد اعطانا من روحه.‏» واعرابنا عن المحبة الاخوية يبرهن ان روح يهوه يعمل فينا،‏ لان المحبة هي من ثماره.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وهذا يُظهر اننا نعرف اللّٰه ونملك استحسانه.‏

      ٨ اي دليل اضافي هنالك على اننا «في اتحاد باللّٰه»؟‏

      ٨ هنالك دليل اضافي على اننا «في (‏اتحاد بـ‍)‏ اللّٰه.‏» (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏١٤-‏١٦ أ.‏‏)‏ واذ «نظر» ما فعله يسوع على الارض وكيف تألم من اجل الجنس البشري استطاع يوحنا ان ‹يشهد أن الآب قد ارسل الابن مخلّصا لعالم› الجنس البشري الخاطىء.‏ (‏يوحنا ٤:‏٤٢؛‏ ١٢:‏٤٧‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ ‹فاللّٰه يثبت في (‏اتحاد)‏ بنا ونحن به› ان اعترفنا اعترافا قلبيا بأن يسوع المسيح هو ابنه.‏ وهذا يتطلب ممارسة الايمان واعطاء شهادة علنية ان يسوع هو ابن اللّٰه.‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٦،‏ رومية ١٠:‏١٠‏)‏ وثقتنا بـ‍ «المحبة التي للّٰه فينا» تزوِّد دليلا اضافيا على اننا،‏ سواء كنا من البقية الممسوحة او من «الخراف الاخر،‏» في اتحاد بيهوه.‏

      ٩ (‏أ)‏ بأي معنى يمكن ان تتكمَّل المحبة للّٰه،‏ وكيف يؤثر هذا في علاقتنا بالآخرين؟‏ (‏ب)‏ المحبة ‹الكاملة› تروِّج ماذا؟‏

      ٩ يُظهر يوحنا بعد ذلك ان المحبة يمكن ان ‹تتكمَّل.‏› (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏١٦ب و ١٧‏.‏‏)‏ فيجري تذكيرنا ان «اللّٰه محبة.‏» ولاننا ‹نثبت في المحبة،‏› معربين عن هذا الثمر لروح يهوه،‏ ‹نثبت في (‏اتحاد)‏ باللّٰه.‏› وان «تكمَّلت المحبة فينا» ليهوه،‏ بالغة التعبير التام نحوه،‏ سنحب الرفقاء المؤمنين.‏ (‏قارن العدد ١٢ ‏.‏)‏ ان المحبة ‹الكاملة› تروِّج ايضا «(‏حرية الكلام)‏» نحو اللّٰه في الصلاة الآن و «في يوم الدين» الذي يقترن بحضور المسيح.‏ ان اولئك الذين يعربون عن محبة كهذه لن يكون لديهم آنذاك سبب للخوف من ان تكون دينونة اللّٰه مضادة.‏ وان اعربنا عن المحبة فبهذا المعنى «كما هو [يسوع] في هذا العالم هكذا نحن ايضا.‏» نعم،‏ نكون مثله في التمتع بالرضى كأولاد للّٰه في عالم الجنس البشري هذا البعيد عن اللّٰه.‏

      ١٠ اولئك الذين «تكمَّلت» المحبة فيهم لا يختبرون ماذا؟‏

      ١٠ واولئك الذين «تكمَّلت» المحبة فيهم لا يختبرون الخوف الذي يعيق الصلاة.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏١٨،‏ ١٩‏.‏‏)‏ «الخوف (‏يمارس تقييدا)‏» يحول دون اقترابنا بحرية الى يهوه.‏ فان كنا نختبر خوفا كهذا ‹لم نتكمَّل في المحبة.‏› ولكن ان ‹تكمَّلنا في المحبة› تملأ هذه الصفة قلوبنا،‏ وتحملنا على فعل المشيئة الالهية،‏ وتدفعنا الى البقاء قريبين من ابينا السماوي في الصلاة.‏ وبالتأكيد،‏ لدينا سبب لنحب يهوه ونصلّي اليه،‏ لانه كما يقول يوحنا،‏ ‹نحن نحب لان اللّٰه احبّنا اولا.‏›‏

      ١١ لماذا من المعقول ان نطيع الوصية:‏ «من يحبّ اللّٰه يحبّ اخاه ايضا»؟‏

      ١١ وطبعا ليس كافيا مجرد القول اننا نحب اللّٰه.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٤:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏‏)‏ فكل من يقول «اني احبّ اللّٰه» فيما يُبغض اخاه الروحي «هو كاذب.‏» وبما اننا نقدر ان نبصر اخانا ونلاحظ ميزاته التقوية فان اظهار المحبة له يجب ان يكون اسهل من المحبة لاله غير منظور.‏ وفي الواقع،‏ «من لا يحبّ اخاه الذي أبصره كيف يقدر ان يحبّ اللّٰه الذي لم يبصره.‏» ولذلك من المعقول ان نطيع هذه «الوصية»:‏ «من يحبّ اللّٰه يحبّ اخاه ايضا.‏»‏

      من يغلب العالم؟‏

      ١٢ بما اننا نحب اللّٰه اية محبة اخرى يُنتظر منا امتلاكها؟‏

      ١٢ يُظهر يوحنا بعد ذلك ما يعني حقا ان نحب اللّٰه.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٥:‏١-‏٥‏.‏‏)‏ اولا،‏ يشير الرسول الى ان «كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح» (‏المسيّا،‏ او الممسوح من يهوه)‏ «فقد وُلد من اللّٰه،‏» او وُلد من الروح بواسطة يهوه.‏ وعلاوة على ذلك،‏ كل من يحبّ الوالد،‏ يهوه،‏ يحبّ ايّ شخص آخر «مولود منه.‏» نعم،‏ ان جميع اولاد اللّٰه الممسوحين يحبونه ويُنتظر منهم ان يحبوا احدهم الآخر.‏ ومحبة اخوية كهذه تميّز ايضا «الجمع الكثير» من «الخراف الاخر» ذوي الرجاء الارضي.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦،‏ رؤيا ٧:‏٩‏.‏

      ١٣ (‏أ)‏ لماذا ليست وصايا اللّٰه «ثقيلة» علينا؟‏ (‏ب)‏ كيف ‹نغلب العالم›؟‏

      ١٣ «نعرف أننا نحبّ اولاد اللّٰه اذا احببنا اللّٰه وحفظنا وصاياه.‏» وفي الواقع،‏ «محبة اللّٰه أن نحفظ وصاياه.‏» وبما اننا نحبّ اللّٰه والبر نكون سعداء بحفظ وصاياه.‏ ويقول يوحنا انها ليست «ثقيلة» علينا «لان كل (‏شيء مولود)‏ من اللّٰه يغلب العالم.‏» و «كل (‏شيء)‏» يمكن ان يدل على القدرة المعطاة من اللّٰه ‹لنغلب العالم،‏› او ننتصر على المجتمع البشري الاثيم باغراءاته لكسر وصايا اللّٰه.‏ (‏يوحنا ١٦:‏٣٣‏)‏ و «الغلبة التي تغلب العالم» هي «ايماننا» باللّٰه وكلمته وابنه.‏ فان كنا ‹نؤمن أن يسوع هو ابن اللّٰه› ‹نغلب العالم› برفض تفكيره الخاطىء وطرقه الفاسدة ادبيا وبحفظ وصايا اللّٰه.‏

      ١٤ (‏أ)‏ كيف اتى يسوع «بماء»؟‏ (‏ب)‏ كيف أُظهر ان المسيح هو ابن اللّٰه «بالدم»؟‏ (‏ج)‏ كيف ‹شهد› الروح القدس عن يسوع المسيح؟‏

      ١٤ وبما ان الايمان بيسوع مهم الى هذا الحد ‹لنغلب العالم› يشير يوحنا الى دليل معطى عن المسيح بواسطة ‹شهود ثلاثة.‏› (‏اقرأوا ١ يوحنا ٥:‏٦-‏٨‏.‏‏)‏ يقول يوحنا اولا ان يسوع «اتى بماء.‏» فعندما اعتمد يسوع في الماء رمزا الى تقديم نفسه للّٰه اعلن يهوه:‏ «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.‏» (‏متى ٣:‏١٧‏)‏ والمسيح أُظهر ايضا انه ابن اللّٰه «بالدم» الذي سكبه في موته فدية.‏ (‏١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ يقول يوحنا،‏ «الروح [القدس] هو الذي يشهد لان الروح هو الحق.‏» فنزول الروح على يسوع عند معموديته برهن انه ابن اللّٰه.‏ (‏متى ٣:‏١٦،‏ يوحنا ١:‏٢٩-‏٣٤‏)‏ وروح يهوه مكَّن يسوع من القيام بمهمته ومن انجاز قوّات.‏ (‏يوحنا ١٠:‏٣٧،‏ ٣٨،‏ اعمال ١٠:‏٣٨‏)‏ وبواسطة الروح سبَّب يهوه ظلمة غير عاديّة وزلزالا وانشقاق حجاب الهيكل عندما مات يسوع،‏ ومن ثم بواسطة الروح نفسه اقامه اللّٰه.‏ —‏ متى ٢٧:‏٤٥-‏٥٤‏.‏

      ١٥ من هم ‹الشهود الثلاثة›؟‏

      ١٥ وهكذا ‹ثلاثة هم الذين يشهدون› على حقيقة كون يسوع ابن اللّٰه.‏ وهؤلاء هم (‏١)‏ الروح القدس،‏ (‏٢)‏ ماء معمودية يسوع وما رمزت اليه (‏تقديم نفسه ليهوه)‏،‏ و (‏٣)‏ الدم الذي سكبه في الموت فدية.‏ وهؤلاء الثلاثة «هم (‏على اتفاق)‏» في اعطاء الدليل على ان يسوع هو ابن اللّٰه،‏ الذي يجب ان نملك ايمانا حقيقيا به ان كنا سنحصل على الحياة الابدية.‏ —‏ قارن تثنية ١٩:‏١٥‏.‏

      شهادة من اللّٰه

      ١٦ كيف شهد يهوه عن يسوع؟‏

      ١٦ واللّٰه نفسه شهد عن ابنه.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٥:‏٩-‏١٢‏.‏‏)‏ «ان كنا نقبل [بصفتها صادقة] شهادة الناس [الناقصين،‏ كما نفعل عادة في المحادثة وفي المحكمة] فشهادة اللّٰه اعظم.‏» (‏يوحنا ٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وبما ان ‹اللّٰه منزَّه عن الكذب› نستطيع ان نضع ثقة تامة في ‹الشهادة التي قد شهد بها عن ابنه.‏› وقد قال يهوه ان يسوع المسيح هو ابنه.‏ (‏تيطس ١:‏٢،‏ متى ٣:‏١٧؛‏ ١٧:‏٥‏)‏ وعلاوة على ذلك،‏ كان اللّٰه وراء ‹الشهود الثلاثة،‏› اي روحه القدوس،‏ وماء معمودية يسوع،‏ ودم المسيح المسفوك.‏

      ١٧ ما هي الطريقة الوحيدة التي بها يكون الخلاص ممكنا؟‏

      ١٧ «من يؤمن بابن اللّٰه فعنده الشهادة في نفسه،‏» لان كل الادلة تقنعه بأن يسوع هو ابن اللّٰه.‏ ولكنّ «من لا يصدِّق اللّٰه» بصفته شاهدا موثوقا به عن ابنه يجعل يهوه يظهر كاذبا.‏ وطبعا،‏ ان خلاصة الشهادة المعطاة هي «أن اللّٰه اعطانا حياة ابدية وهذه الحياة هي في ابنه.‏» فالخلاص الى الحياة الابدية ممكن فقط بواسطة الايمان بيسوع كابن للّٰه.‏ (‏يوحنا ١١:‏٢٥،‏ ٢٦؛‏ ١٤:‏٦؛‏ ١٧:‏١-‏٣‏)‏ وهكذا «من له الابن» بالايمان به فله الهبة غير المستحقة للحياة الابدية.‏ (‏يوحنا ٢٠:‏٣١‏)‏ ولكنّ «هذه الحياة» لن يتمتع بها من ينقصه الايمان بيسوع كابن للّٰه.‏

      الصلاة تعمل!‏

      ١٨ لماذا كتب يوحنا «هذا»؟‏

      ١٨ يُبرز يوحنا بعد ذلك القصد الضمني لرسالته ويناقش الصلاة.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٥:‏١٣-‏١٥‏.‏‏)‏ لقد كتب «هذا» لكي يكون معلوما ‹أن لنا حياة ابدية.‏› وهذا هو اقتناعنا كأشخاص نؤمن «باسم» ابن اللّٰه.‏ (‏قارن ١ يوحنا ٣:‏٢٣‏.‏)‏ والمرتدّون،‏ الذين ليسوا منا،‏ لا يمكنهم هدم هذا الايمان.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٨،‏ ١٩‏.‏

      ١٩ (‏أ)‏ وفقا لـ‍ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥ لنا اية «ثقة» عند اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ ما هي بعض الامور التي يمكننا الصلاة لاجلها على نحو ملائم؟‏

      ١٩ ولنا «ثقة،‏» او «صراحة،‏» عند اللّٰه أنه مهما طلبنا في الصلاة «حسب مشيئته يسمع لنا.‏» ونصلّي على نحو ملائم لاجل امور كتقديس اسم يهوه،‏ وروحه،‏ والحكمة الالهية،‏ والنجاة من الشرير.‏ (‏متى ٦:‏٩،‏ ١٣،‏ لوقا ١١:‏١٣،‏ يعقوب ١:‏٥-‏٨‏)‏ و «نعلم أن لنا الطلبات التي طلبناها منه،‏» «سامع الصلاة.‏» —‏ مزمور ٦٥:‏٢‏.‏

      ٢٠،‏ ٢١ (‏أ)‏ ما هي ‹الخطية التي ليست للموت›؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الخطإ ان نصلّي لاجل «خطية للموت»؟‏

      ٢٠ يتكلم يوحنا بعد ذلك عن الصلاة وعن نوعين من الخطية.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٥:‏١٦،‏ ١٧‏.‏‏)‏ ان ‹الخطية التي ليست للموت› ليست عمدية،‏ ولا يكون خطأ ان نصلّي لاجل الغفران للخاطىء التائب.‏ (‏اعمال ٢:‏٣٦-‏٣٨؛‏ ٣:‏١٩،‏ يعقوب ٥:‏١٣-‏١٨‏)‏ لكنه يكون خطأ ان نصلّي لاجل «خطية للموت» لان هذه خطية عمدية ضد الروح القدس،‏ وغفرانها مستحيل.‏ (‏متى ١٢:‏٢٢-‏٣٢،‏ عبرانيين ٦:‏٤-‏٦؛‏ ١٠:‏٢٦-‏٣١‏)‏ ان خطاة كهؤلاء يذهبون الى جهنم،‏ مختبرين الهلاك الابدي في «الموت الثاني.‏» (‏رؤيا ٢١:‏٨،‏ متى ٢٣:‏١٥‏)‏ ولذلك فيما يكون يهوه الديّان الاخير لا نعرّض انفسنا لخطر إسخاطه بالصلاة لاجل خاطىء عندما يشير الدليل انه مذنب بـ‍ «خطية للموت» عمدية.‏

      ٢١ لهذا السبب «ان رأى احد [وخصوصا شيخ ممسوح بالروح] اخاه يخطىء خطية ليست للموت [«الموت الثاني»] يطلب فيعطي [اللّٰه الخاطىءَ] حياة،‏» مخلّصا اياه من الهلاك الابدي.‏ وطبعا،‏ «كل اثم هو خطية،‏» او إخطاء للهدف في ما يختص بمقاييس اللّٰه البارة.‏ «وتوجد خطية ليست للموت» لانها تنشأ عن نقصنا،‏ ونحن تائبون،‏ وذبيحة المسيح تستر الخطية.‏

      نقاط بارزة من رسالة يوحنا

      ٢٢ مَن «لا يمسّ» المسيحي ذا الولاء،‏ ولاجل ماذا يستطيع شخص كهذا ان يصلّي بثقة؟‏

      ٢٢ يوجز يوحنا الآن النقاط الاساسية في رسالته.‏ (‏اقرأوا ١ يوحنا ٥:‏١٨-‏٢١‏.‏‏)‏ فكل من «وُلد من اللّٰه» كمسيحي ممسوح بالروح «لا (‏يمارس الخطية)‏.‏» فيسوع المسيح،‏ «المولود من اللّٰه» بالروح القدس،‏ «(‏يحفظه)‏ والشرير [الشيطان] لا يمسّه.‏» ومثل هذا المسيحي الممسوح ذي الولاء يستطيع ان يصلّي بثقة لاجل النجاة من الشرير ويستطيع،‏ بمساعدة «ترس الايمان،‏» ان ينجو من الاذى الروحي الناتج عن «سهام» الشيطان «الملتهبة.‏» —‏ متى ٦:‏١٣،‏ افسس ٦:‏١٦‏.‏

      ٢٣ كيف يكون «العالم كله قد وُضع في الشرير»؟‏

      ٢٣ وبما ان الممسوحين لديهم الدليل على انهم ابناء روحيون ليهوه يستطيعون القول،‏ «نعلم أننا نحن من اللّٰه.‏» وواقع امتلاكهم الايمان بالمسيح وعدم ممارستهم الخطية يبرهن انهم اولاد اللّٰه الذين لم يستطع الشيطان ان ‹يمسّهم.‏› «والعالم [المجتمع البشري الاثيم] كله قد وُضع في الشرير،‏» الشيطان ابليس.‏ (‏افسس ٢:‏١،‏ ٢،‏ رؤيا ١٢:‏٩‏)‏ ويخضع العالم لتأثير الشيطان الشرير وسيطرته،‏ غير باذل ايّ جهد للتحرر بهدف فعل المشيئة الالهية.‏

      ٢٤ لاي هدف ‹اعطانا يسوع بصيرة›؟‏

      ٢٤ يعتقد بعض المعلّمين الكذبة ان المسيح لم يأتِ في الجسد.‏ (‏٢ يوحنا ٧‏)‏ إلا ان الدليل المشار اليه في هذه الرسالة يمكِّن يوحنا من القول،‏ «نعلم أن ابن اللّٰه قد جاء.‏» (‏١ يوحنا ١:‏١-‏٤؛‏ ٥:‏٥-‏٨‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ ان يسوع «اعطانا بصيرة،‏» او «ادراكا عقليا،‏» «لنعرف (‏الاله)‏ الحق،‏» لننال الفهم المتدرّج عن اللّٰه.‏ (‏متى ١١:‏٢٧‏)‏ ولذلك «نحن في (‏اتحاد بالاله)‏ الحق [يهوه اللّٰه] في ابنه يسوع المسيح.‏» —‏ قارن يوحنا ١٧:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      ٢٥ كمسيحيين كيف يمكننا تطبيق المشورة في ١ يوحنا ٥:‏٢١‏؟‏

      ٢٥ ان اولئك الذين هم في اتحاد بالاله الحق،‏ يهوه،‏ سواء كانوا من البقية الممسوحة او من «الخراف الاخر،‏» يرغبون في ارضائه بكل طريقة.‏ ولكنّ الاغراءات للانهماك في الصنمية وُجدت في القرن الاول،‏ تماما كما توجد اليوم.‏ ولهذا السبب يختم يوحنا رسالته على نحو ملائم بالمشورة الابوية:‏ «ايها الاولاد احفظوا انفسكم من الاصنام.‏» فكمسيحيين لا نسجد امام التماثيل.‏ (‏خروج ٢٠:‏٤-‏٦‏)‏ ونعرف ايضا انه من الخطإ وضع انفسنا او المتعة او ايّ شيء آخر مكان اللّٰه.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١ و ٢،‏ ٤‏)‏ وانتذارنا له يحول دون عبادتنا «الوحش» السياسي و «صورته.‏» (‏رؤيا ١٣:‏١٤-‏١٨؛‏ ١٤:‏٩-‏١٢‏)‏ ولذلك،‏ بهدف ان نرضي ابانا السماوي ونحصل على هبته للحياة الابدية،‏ لنكن موطَّدي العزم في تصميمنا على تجنب كل صنمية،‏ غير سامحين لها ابدا بتدمير علاقتنا الثمينة بيهوه بواسطة يسوع المسيح.‏

      عون ثابت لنا

      ٢٦ ما هي بعض ميزات يوحنا الاولى الجديرة بالملاحظة؟‏

      ٢٦ ساعدت رسالة يوحنا الاولى الملهمة المسيحيين الاولين على تجنب الصنمية.‏ ومكَّنتهم من مقاومة اكاذيب المرتدّين،‏ وهي تخدم قصدا مماثلا اليوم.‏ فهي تبرهن،‏ مثلا،‏ ان يسوع المسيح عاش كانسان ومات «كفَّارة» للخطايا.‏ وتعيِّن الرسالة هوية «ضد المسيح» وتميّز ما بين اولاد اللّٰه واولئك الذين لابليس.‏ وهي تُظهر كيف نمتحن «(‏العبارات الملهمة)‏» لنرى ما اذا كانت من يهوه.‏ وعلاوة على ذلك،‏ تقنعنا كلمات يوحنا بأن «اللّٰه محبة،‏» وبأن الايمان الحقيقي يغلب العالم،‏ وبأن يهوه يسمع صلوات شهوده الاولياء.‏

      ٢٧ بأية طرائق تستطيع رسالة يوحنا الاولى الملهمة من اللّٰه ان تساعدنا؟‏

      ٢٧ وازاء الاغراءات العالمية كم يكون حكيما ان نتذكَّر تحذير يوحنا من محبة العالم!‏ وان سبَّبت الخلافات الشخصية توترا في علاقتنا ببعض الرفقاء المؤمنين فان كلمات الرسول تستطيع تذكيرنا بأننا قادرون على البرهان اننا محبّون للّٰه بالاعراب عن المحبة الاخوية.‏ وبالعون الالهي وبتطبيق مشورة يوحنا نستطيع تجنب ممارسة الخطية ونستطيع المحافظة على الايمان الذي يغلب العالم.‏ فلنظهر عرفاننا بالجميل على هذه الرسالة الملهمة اذ نداوم على السلوك في النور الالهي،‏ ونثابر على العيش كأولاد للّٰه،‏ ونعرب دائما عن المحبة والايمان تمجيدا لابينا السماوي،‏ يهوه.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة