-
الايام الاخيرة ايّ دليل؟استيقظ! ١٩٨٩ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الايام الاخيرة ايّ دليل؟
«ولم تُقرع الاجراس ولم يبكِ احد مهما بلغت خسارته لان كل شخص تقريبا كان يتوقع الموت. . . . والناس قالوا واعتقدوا، ‹هذه هي نهاية العالم.›» — مؤرخ ايطالي يكتب عن تأثيرات الموت الاسود في القرن الـ ١٤.
اعتقد اشخاص مخلصون في الاجيال الماضية خطأً انهم يعيشون في الايام الاخيرة. وفي الحالة المقتبسة اعلاه، كان الطاعون الدَّبلي يُنظر اليه كإشارة الى نهاية العالم. وبعض التخمينات تقول بأنه قضى على ثلث سكان اوروبا. ولكنّ النهاية لم تأتِ. فلم يكن قد حان الوقت بعد لتدخّل اللّٰه.
اذاً، كيف يمكن لاحد التأكد من ان شهود يهوه هم على صواب في اعلان النهاية الوشيكة لنظام العالم الحالي وامتداد حكم ملكوت اللّٰه على الارض؟ بمجرد التحقّق من ادعاءاتهم ومقارنتها بتنبؤات الكتاب المقدس. اذاً، ما هي النبوات لنتذكر انه فيما تشير نبوة يسوع الى ذروة في تاريخ الانسان اذ تأتي كل هذه الحوادث معا في الجيل نفسه لا يتطلَّب ذلك ان تكون بعدد او حجم اكبر منه في ايّ جيل سابق، حتى ولو حصل ذلك.
فهل شاهدتم هذه الحوادث والاحوال خلال هذا القرن الـ ٢٠، وخصوصا منذ سنة ١٩١٤؟ وهل ترونها حتى الآن في سنة ١٩٨٩؟ على سبيل التذكير، دعونا نراجع بعض الحوادث البارزة التي اثَّرت وتؤثر في الجنس البشري ونجيب عن السؤال، هل تشير الى ان الوقت لتدخّل اللّٰه بواسطة ملكوته اصبح قريبا؟ — لوقا ٢١:٢٩-٣٣.
المحدَّدة التي تبرز الحوادث التي تميز الايام الاخيرة؟
حرب، مجاعة، ووباء
بعض الاوجه البارزة لهذه النبوات ملخَّصة في الرؤيا الشهيرة لفرسان سفر الرؤيا في الرؤيا ٦:١-٨، وهم:
«فرس . . . احمر وللجالس عليه أُعطي ان ينزع السلام من الارض وأن يقتل بعضهم بعضا.» لاحظوا ان راكب هذا الفرس سينزع السلام من الارض، لا من مجرد امم قليلة. لذلك فهو يرمز الى فترة من الحرب والقتل العالميين. فهل شهدنا ذلك خلال القرن الـ ٢٠؟
«فرس اسود والجالس عليه معه ميزان في يده.» من الملائم ان يرمز هذا الى الجوع، النقص في الاغذية، والمجاعة. فهل توجد هذه الاحوال في جيلنا؟
«فرس اخضر والجالس عليه اسمه الموت والهاوية تتبعه وأُعطيا سلطانا على ربع الارض ان يقتلا بالسيف والجوع والموت وبوحوش الارض.» هنا الموت المبكِّر إمّا بسبب الحرب، الجوع، الوباء، او الوحوش، يحصد ضحاياه للمدفن المبكِّر (الهاوية). ألم يذهب عشرات الملايين الى مدفن كهذا في ايامنا؟
بموازاة هذه الرؤى تأتي الاحوال التي انبأ بها يسوع، وبعض منها هي: «تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات . . . وزلازل . . . ويقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلّون كثيرين. ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين.» وانبأ ايضا بعمل شهادة عالمي، او بالكرازة «ببشارة الملكوت» قبل ان تأتي النهاية.
بالاضافة الى ذلك، وصف الرسول المسيحي بولس ردّات فعل الناس، قائلا انه في الايام الاخيرة يكون «الناس . . . محبّين لانفسهم محبّين للمال . . . غير طائعين لوالديهم غير شاكرين.» وأضاف: «محبين للَّذات دون محبة للّٰه لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها.»a
لنتذكر انه فيما تشير نبوة يسوع الى ذروة في تاريخ الانسان اذ تأتي كل هذه الحوادث معا في الجيل نفسه لا يتطلَّب ذلك ان تكون بعدد او حجم اكبر منه في ايّ جيل سابق، حتى ولو حصل ذلك.
فهل شاهدتم هذه الحوادث والاحوال خلال هذا القرن الـ ٢٠، وخصوصا منذ سنة ١٩١٤؟ وهل ترونها حتى الآن في سنة ١٩٨٩؟ على سبيل التذكير، دعونا نراجع بعض الحوادث البارزة التي اثَّرت وتؤثر في الجنس البشري ونجيب عن السؤال، هل تشير الى ان الوقت لتدخّل اللّٰه بواسطة ملكوته اصبح قريبا؟ — لوقا ٢١:٢٩-٣٣.
[الحاشية]
a هذه النبوات موجودة بالتفصيل في آيات الكتاب المقدس التالية: متى ٢٤؛ لوقا ٢١؛ مرقس ١٣؛ ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
[الصورة في الصفحة ٤]
الكلام المنقوش تحت هذا النصب التذكاري للحرب العالمية الاولى يقول: «الى الذكرى الباقية للموتى الأمجاد في بلدة ايفشم (انكلترا) الذين وهبوا حياتهم لبلادهم في الحرب الكبرى.»
-
-
الايام الاخيرة — «مملكة على مملكة»استيقظ! ١٩٨٩ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الايام الاخيرة — «مملكة على مملكة»
«ان نزاع الامم من ١٩١٤ الى ١٩١٨ لم يكن ‹اشاعة غامضة لحرب اخرى.› فقد دخل الصراع مجالا جديدا في الحرب، الحرب الشاملة الاولى في اختبار الجنس البشري. وتجاوزت مدَّتها وحدَّتها ومقياسها ايّ شيء معروف سابقا او متوقع عموما. لقد حان يوم الحرب الجماعية.» — «العالم في اختبار قاس،» لمؤلفه برنادوت ا. شميت وهارولد سي. فدلر.
كانت حرب ١٩١٤-١٩١٨ عظيمة في الدمار وخسارة الارواح حتى انه، الى هذا اليوم، يمكنكم ان تجدوا في فرنسا أنصابا تذكارية مخصصة لشهداء La Grande Guerre، الحرب الكبرى. ودعاها الكاتب الاميركي ارنست همنغواي لاحقا «المجزرة الاكثر ضخامة واهلاكا وسوء ادارة التي حدثت اطلاقا على الارض.» ثم أُعيدت تسمية الحرب الكبرى بالحرب العالمية الاولى عندما أُصيب العالم بحرب عالمية ثانية (١٩٣٩-١٩٤٥).
تميزت الحرب العالمية الاولى عن الحروب السابقة بعدة طرائق. فالجيوش الضخمة بمليون رجل قتلت بعضها بعضا في حقول وغابات اوروبا الغربية. والرشاش كان يتمايل فيما يحصد صفوفا هائلة من المشاة. وكما يصرح غوين دير في كتابه «الحرب»: «خلال شهرين (من بداية الحرب) مات ما يزيد على مليون شخص . . . والاسلحة — المدفعية السريعة والرشاشات التي تطلق ستمئة رصاصة في الدقيقة — ملأت الهواء بطبقة من غبار الفولاذ المميت.» لقد غيَّرت الدبابة، الغواصة، والطائرة التفكير والترتيب الحربي. فالآن سقط الموت من السموات وصعد من المياه.
وحرب الخنادق، بالاستعمال المتزايد للغازات السامة، دفعت الناس الى اقصى حدود الاحتمال والعذاب والانحطاط. وقد تميزت الحرب الكبرى بطريقة اخرى: «كانت اول حرب بلغ فيها عدد السجناء الملايين (ما مجموعه ٠٠٠,٤٠٠,٨) وبقوا محتجزين لفترات طويلة من الوقت.» («العالم في اختبار قاس») وكانت ايضا اول حرب تشمل فعليا كل السكان المدنيين، سواء في الدفاع وانتاج الاسلحة، او كضحايا الغزو والمعركة.
رأى شهود يهوه في تلك الحرب الفظيعة آنذاك في سنة ١٩١٤ بداية اتمام نبوات يسوع المحتومة. ولكنّ الاسوأ كان سيأتي.
الحرب العالمية الثانية — قوة مدمرة فريدة
والدليل الآخر، من وجهة نظر بشرية، على ان هذه يمكن ان تكون الايام الاخيرة هو قدرة الانسان على تدمير الذات. صرَّح الدكتور برنارد لون في محاضرة جائزة نوبل للسلام: «الحرب العالمية الثانية ادخلت الحرب الشاملة — دون مبدإ في الاسلوب، دون حدود في العنف، ودون تمييز في الضحايا. ان افران اوشويتز والترميد الذري لهيروشيما وناغازاكي نقشت فصلا اكثر ظلمة في تاريخ وحشية الانسان.»
وهل تعلَّم الجنس البشري الشفقة والرحمة من هذا الاختبار المروِّع؟ يتابع لون: «العذاب المطوَّل الذي خلَّف ٥٠ مليون قتيل [ما يعادل تقريبا عدد سكان بريطانيا او فرنسا او ايطاليا] لم يزوِّد اساسا ثابتا لهدنة ضد الهمجيّة. وعلى الضد من ذلك، سرعان ما انتجت المصانع اسلحة للابادة الجماعية باستطاعتها معادلة عدة آلاف من الحرب العالمية الثانية.» — الحرف الاسود لنا.
لا شك في هذا، فقد رأينا «امة على امة ومملكة على مملكة،» وراكب فرس الرؤيا الاحمر ينشر القتال في كل الارض. (متى ٢٤:٧؛ رؤيا ٦:٤) ولكن ايّ مغزى آخر هنالك لاختراع وتطور الاسلحة النووية ‹لايامنا الاخيرة›؟ — ٢ تيموثاوس ٣:١.
[الاطار/الصورة في الصفحة ٦]
«يتَّسم القرن الـ ٢٠ بمستوى مرتفع من العنف بالمقارنة مع القرنين السابقين. . . . وسجَّل القرن الـ ٢٠ حتى الآن ٢٣٧ حربا، اي عداءات أدَّت الى وفيات تُقدَّر بـ ٠٠٠,١ او اكثر في السنة.»
«هنالك ليس فقط حروب اكثر ولكنّ قدرتها الهدّامة قد تصاعدت. فحروب القرن الـ ٢٠ قتلت حتى الآن ٩٩ مليون شخص، ١٢ مرة اكثر من القرن الـ ١٩؛ ٢٢ مرة اكثر من القرن الـ ١٨. . . . في القرن الماضي كانت هناك حربان بوفيات تزيد على المليون؛ وفي هذا القرن ١٣ حربا مماثلة.» — «النفقات العسكرية والاجتماعية العالمية سنة ١٩٨٦،» لمؤلفه روث ليجر سيڤارد.
[مصدر الصورة]
U.S. Army photo
-
-
الايام الاخيرة — وجه فريداستيقظ! ١٩٨٩ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الايام الاخيرة — وجه فريد
«اوپنهايمر (الذي ساعد في تصميم القنبلة الذرية) كان على صواب في ملاحظته الاساسية بأن التاريخ غيَّر وجهته في سنة ١٩٤٥. لا يمكن ابدا ان تُخاض حرب عظمى من جديد بأسلوب الحرب العالمية الثانية.» — «الاسلحة والامل،» لمؤلفه فريمان دايسون.
ان استعمال القنبلة الذرية سنة ١٩٤٥ غيَّر العالم. لقد وسم نقطة تحول اخرى في تاريخ الحرب. تلك هي الحالة التي رآها احد مخترعي القنبلة، روبرت اوپنهايمر. فعندما جرى اختبار الانفجار في نيو مكسيكو اقتبس اوپنهايمر من باڠاڤاد جيتا الهندوسي قائلا، «انا اصبحت الموت، محطِّم العالم.» وأعلن اوپنهايمر ايضا، «يجب ان تتَّحد شعوب هذا العالم، وإلاّ فانهم سيبادون.»
وفي سنة ١٩٤٩ حذَّرت لجنة استشارية من علماء لجنة الطاقة الذرية في الولايات المتحدة، التي شملت اوپنهايمر، من تطور القنبلة الهيدروجينية الاكثر اهلاكا بكثير. وقد صرَّح تقريرهم: «هذا سلاح هائل جدا؛ انه من فئة مختلفة تماما عن القنبلة الذرية.» ذلك لان قوة القنبلة الهيدروجينية المدمرة يمكن مضاعفتها باضافة وقود الديوتريوم (الهيدروجين الثقيل) الرخيص الثمن. وفي غضون اربع سنوات اصبحت القنبلة الذرية مجرد لعبة.
انريكو فرمي وإيزيدور رابي، عضوان في اللجنة الاستشارية ايضا، اعطيا تحذيرا اقوى. «ان واقع عدم وجود حدود لقدرة هذا السلاح على التدمير يجعل حقيقة وجوده ومعرفة تركيبه خطرا على البشرية ككل. انه بالضرورة شيء شرير في ايّ ضوء دُرس.» (الحرف الاسود لنا.) لقد عرفا انه اصبح باستطاعة الانسان الآن ان يدمِّر نفسه. ونصائحهما ضد تطوير القنبلة الهيدروجينية جرى تجاهلها.
‹نبوات عن الهلاك بأساس علمي›
ان القوة الهائلة للتدمير التي يملكها الانسان الآن ممثَّلة في واقعٍ واحدٍ اقتبسه الدكتور لون، مساعد رئيس الاطباء الدوليين لمنع الحرب النووية: «ان غواصة حديثة واحدة تملك حوالى ثمانية اضعاف مجموع القوة النارية للحرب العالمية الثانية — كافية لتدمير كل مدينة رئيسية في النصف الشمالي من الكرة الارضية.» لاحظوا — تلك هي القدرة المدمرة لمجرد غواصة واحدة! والدول العظمى تملك عشرات الغواصات والسفن المحمَّلة اسلحة نووية. واذا اضفنا الى ذلك الاسلحة البرية والجوية يصبح المجموع اكثر من ٠٠٠,٥٠ رأس نووي!
متى كان الانسان يملك قبلا في التاريخ قوة مرعبة ومرهبة كهذه في يديه؟ يعترف الدكتور لون بأن كل فترة تاريخية لها انبياؤها غير المبالى بهم. فما هو الفرق الآن؟ يفسِّر: «ان عصرنا هو الاول في ان النبوات عن الهلاك تنجم عن تحليل علمي موضوعي.» واذا حدث ان شبَّ حريق نووي، يقول، «من الغطرسة الادعاء بأنه سيكون هنالك بشر ناجون بعد كارثة كهذه من صنع الانسان.»
«كرب امم» متزايد
في سنة ١٩٤٥ اطلق الانسان العفريت الشرير للصراع النووي من فانوس المعرفة العلمية السحري وهو لا يملك طريقة لاعادته الى الداخل من جديد. فقد يدمر اسلحته النووية، ولكن كيف سيُبطل المعرفة التي تستطيع دائما ان تعيده اليها؟ ولذلك فان الحوادث الفعلية لهيروشيما وناغازاكي اضافة الى تطور الاسلحة النووية الهائلة قد زادت امكانية وقوع «مخاوف» و «علامات عظيمة» من السماء، «كرب امم بحيرة» منذ سنة ١٩٤٥. — لوقا ٢١:١١، ٢٥.
وقد تضاعف ايضا كرب الامم بسبب قدرتنا على انجاز الاتصال الفوري. وفي هذا القرن الـ ٢٠ فقط سمحت اجهزة الاتصال الحديثة (الراديو، التلفزيون، الكمبيوتر، الاقمار الاصطناعية) لكل الجنس البشري بأن يعرف عن الحروب والكوارث فور حدوثها، ناشرة بذلك الخوف وكرب الامم بطريقة لم تكن ممكنة من قبل قط. ولا يستطيع المجتمع العالمي ان يعرف عنها وحسب، بل يستطيع بواسطة التلفزيون ان يشاهد الحروب واراقة الدماء وهي تحدث!
ندوب الحرب
في هذه السنة ١٩٨٩ هنالك ملايين العائلات حول العالم التي اختبرت جزءا من البرهان على اننا في الايام الاخيرة. وكيف ذلك؟ لقد فقدت واحدا او اكثر من الاحبّاء في الحربين العالميتين او في احد النزاعات الرئيسية الاخرى (كوريا، ڤيتنام، العراق-ايران، لبنان، وهلم جرا) التي اهلكت عددا عظيما من الجنس البشري. وربما تكون عائلتكم واحدة من تلك التي تتذكر أبا مفقودا، جدّا، عمّا، او أخا. وأيضا ماتت ملايين الامهات، الجدّات، الاخوات والعمّات في الحروب وفي المحرقة الاوروبية.
بالاضافة الى ذلك، في اثناء جيلنا، تفشَّت الاسلحة في اوروبا والشرق الاقصى، مغتصبة وناهبة السكان المدنيين. وهكذا يحمل الناجون معهم، وخاصة النساء، ندوب سوء معاملتهم حتى هذا اليوم. وهل حدث ذات مرة ان انحدر الانسان الى مثل هذا الحد من الانحطاط والحماقة؟
ان فرس الرؤيا الاحمر للحرب والقتل والفرس الاخضر للموت قد وطئا بالتأكيد الارض بطريقة لم يسبق لها مثيل منذ سنة ١٩١٤. — رؤيا ٦:٤.
ولكن ماذا عن ‹الفرس الاسود› للجوع؟ (رؤيا ٦:٥) هل صدم جيلنا؟
-
-
الايام الاخيرة — مجاعة، وباء، تلوث — وكرازة بالملكوتاستيقظ! ١٩٨٩ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الايام الاخيرة — مجاعة، وباء، تلوث — وكرازة بالملكوت
«الجوع يأتي بشكل آخر. انه الجوع اليومي الذي يعانيه اكثر من ٧٠٠ مليون انسان . . . وكل سنة يقتل هذا الجوع الخفيّ الى حد بعيد ما يساوي ١٨ الى ٢٠ مليون شخص — اكثر من ضعفي عدد الذين ماتوا كل سنة خلال الحرب العالمية الثانية.» — «جوع عالمي — اثنتا عشرة اسطورة،» لمؤلفه فرانسيس مور لاپي وجوزيف كولينز.
تماما كما انبأ يسوع، ان جيلنا كانت له ايضا حصته من المجاعات والنقص في الاغذية ولكن بمبرِّر اقل في بعض الاحوال من الاجيال السابقة. ولماذا الامر كذلك؟ لان التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال والنقل كان يجب ان تجعل المجاعة شيئا من الماضي. ومع ذلك، فان مالكي الاراضي والسياسيين استخدموا الناس كرهائن، بصرف النظر عن الشقاء المُنزَل بالفقراء والذين لا يملكون الاراضي.
لا يزال الجوع والمجاعة ينتابان افريقيا. ومؤخرا في ايلول ١٩٨٧ أُعطي تحذير بأن اثيوبيا كانت من جديد تحت الحصار اذ «كان الجوع ينتشر من جديد بسرعة في ذلك البلد الافريقي المقفر،» صرَّحت النيويورك تايمز. وأعلن الرئيس السابق للتخفيف من المجاعة في اثيوبيا: «يبدو ان هنالك الآن حوالى خمسة ملايين شخص مصابين بالمجاعة، ولا ندري كم ستصبح رديئة.»
وفي الوقت نفسه ترسم تقارير من شبه قارة الهند الفسيحة صورة كالحة اخرى ناتجة عن القحط. قال وزير الدولة للزراعة: «حوالى ٦٠ في المئة من مجموع السكان سيتأذون بهذا القحط.» وأضاف بأن «هذا الرقم كان اعلى بكثير من التقديرات السابقة وعنى ان حوالى ٤٧٠ مليونا من اصل ٧٨٠ مليونا من السكان هم متأثرون.» فهل باستطاعتنا حقا ان نفهم ونستوعب هذه الارقام وتأثيرها في العائلة البشرية؟
اضف الى الدورة المستمرة من المجاعات، الفيضانات، والجفاف الثمن الفظيع الذي دُفع للجوع خلال الحربين العالميتين ونتيجتهما. وكما صرَّح كاتب عن الحالة سنة ١٩٤٥-١٩٤٦: «كان هنالك نقص عالمي في الاغذية نتيجة الحرب، والوضع في اوروبا . . . كان مفجعا. وكانت ستحدث سريعا مجاعة خطيرة في اجزاء من روسيا ورومانيا، وفي اليونان كان الآلاف سيموتون جوعا. وحتى في بريطانيا كان الخبز ليوزَّع كحصص لاول مرة في تاريخ الامة.»
نعم، ان فرس المجاعة الاسود، وراكبه يدلّي ميزانا في الهواء، قد اقتحم الامم ولا يزال يعدو على الجنس البشري. — رؤيا ٦:٥، ٦.
وباء ومرض
تنبأ يسوع بأن جزءا من علامة الايام الاخيرة سيكون «اوبئة.» (لوقا ٢١:١١) فهل رأى قرننا الـ ٢٠ نصيبه من الوباء والمرض؟ ابتداءً من الانفلونزا الاسبانية التي ضربت في اواخر الحرب العالمية الاولى وأخذت نحو ٢٠ مليون نفس ابتلي الجنس البشري، كما في اجيال سابقة، بأمراض. ولكن حتى مع تقدم العلم والطب في هذه الايام الاخيرة لا تزال ضريبة المرضى والموتى تصل الى الملايين كل سنة.
وفي العالم الغربي الغني نسمع استغاثات دائمة طلبا لاعتمادات مالية وعلاجات للسرطان ومرض القلب والآيدس. حقا، مئات الآلاف يموتون كل سنة من هذه الامراض وغيرها. وعلاوة على ذلك، هنالك امراض تمحو الملايين كل سنة في افريقيا، آسيا، وأميركا اللاتينية.
في كتابه «سراب الصحة،» كتب رينيه دوبو: «الملاريا، الامراض البَرْزَوية المعدية الاخرى، والامراض الدودية هي مصدر البؤس الفيزيولوجي والاقتصادي في معظم المناطق المعدمة.» ونتيجة ذلك، «ملايين وملايين من البشر في آسيا، افريقيا، واميركا اللاتينية تتعذب وتموت كل سنة من الانسيلوستوما، مرض النوم الافريقي، او الملاريا.» والشقاء الناتج عن هذه الامراض لا يقاس بمجرد عدد الذين ماتوا نتيجتها، يصرِّح دوبو: «الامراض الميكروبية لم تُقهر بعد.»
ويتابع دوبو: «على سبيل التباين، ان انانية [الانسان الابيض] تجعله يمنح سحرا علميا لأي اكتشاف يؤثر في خيره.» لذلك فان التشديد في العالم الغربي هو على السرطان ومرض القلب — ولا ننسَ الامراض المنتقلة جنسيا. وتصرِّح مجلة طبية بأن هنالك حوالى ثلاثة ملايين حالة جديدة من السيلان سنويا في الولايات المتحدة وحدها.
ولكن سواء فحصنا العالم المتطور او غير المتطور نجد دليلا على ‹فرس الموت الاخضر والوباء المميت،› فرس الرؤيا الرابع. — رؤيا ٦:٨.
تخريب الارض
على نطاق عالمي يخرب الانسان ويتلف التوازن المرهف للطبيعة في محيطه الحيوي النحيف بواسطة التلوث، الاستغلال، الاهمال، وازالة الاحراج.
والمطر او التكثف الحمضي، بسبب اختلاط المطر والثلج بالمواد الناتجة (اكسيدات النيتروجين والكبريت) عن محركات احراق الفحم والزيت، يؤثر في البحيرات والغابات في نصف الكرة الشمالي. وكما يصرِّح مؤلفو كتاب «الارض»: «احدى نتائج التكثف الحمضي كانت تحوُّل بحيرات كثيرة في اماكن مثل انكلترا الجديدة وسكانديناڤيا من بيئات كثيرة الحيوية والخصب الى اجسام مائية فقيرة، وأحيانا ميتة فعليا. مثلا، جميع الاسماك قُتلت في مئات البحيرات في الاديرونداك، وحوالى ٠٠٠,٥٠ بحيرة كندية مهددة بمصير مماثل.»
أما عن الغابات فالكثير منها يعاني من «موت الغابات.» «اعراض ‹موت الغابات› لوحظت في غابات في اوروبا الشرقية، الاتحاد السوفياتي، ايطاليا، اسبانيا، كندا، بريطانيا، والنصف الغربي الاعلى من اميركا.» ويتابع الكتّاب انفسهم: «بمعنى من المعاني تدير البشرية تجربة هائلة، مسمِّمةً معظم نصف الكرة (وربما اجزاء من نصف الكرة الآخر)، ومنتظرة لترى ماذا سيحدث.»
يتزايد الضغط على المحيط الحيوي بسبب عامل آخر لا يلين — عدد سكان العالم تجاوز مؤخرا عتبة الخمسة بلايين. وعالما الاحياء آن وپول ارليخ يصرِّحان: «عمليا كل اشكال الحياة على الارض تعاني من انتشار الانسان.» الانسان ينتشر ويستثمر. وعلى الاجيال المقبلة ان تُعنى بأنفسها.
الانهار، البحار، والمحيطات تتلوَّث نتيجة اساءة استعمال الانسان اللاضميرية لهذه الموارد. فأقذار البواليع، النفايات، والملوِّثات الكيميائية تُلقى في المحيطات وكأنها صندوق قمامة محلي، مُلْحَق غير ضروري للحياة على الارض.
اذاً، هذا هو اول جيل في التاريخ البشري استطاع حرفيا ان يخرب الارض. والآن لاول مرة يمكن لنبوة الرؤيا ١١:١٨، التي تقول بأن اللّٰه سوف «يهلك الذين كانوا يهلكون الارض،» ان تتم. ولا بد ان يحدث ذلك في ذروة «وقت النهاية.» — دانيال ١٢:٤.
عمل تحذير فريد
لا يزال هنالك وجه آخر من نبوة يسوع يتم بطريقة مميزة. فقد انبأ بأن عمل كرازة عظيما، عمل شهادة، سينجز في كل الامم قبل ان يأتي المنتهى. (متى ٢٤:١٤؛ مرقس ١٣:١٠) وسيجري ذلك في اثناء حياة جيل ١٩١٤. وهذا ممكن فقط في القرن الـ ٢٠ اذ سمحت التقدمات العلمية في المواصلات، الاتصالات، الكمبيوتر، والطباعة لشهود يهوه بأن ينشروا عملهم التعليمي الواسع بحوالى ٢٠٠ لغة في كل مكان من الارض.
والآن يصدر الشهود مجلة «برج المراقبة» بـ ١٠٤ لغات! واكثر من ١٣ مليون نسخة تُوزع من كل اصدار. والمجلة التي تقرأون تُنشر بـ ٥٤ لغة، واكثر من ١١ مليون نسخة تُطبع من كل اصدار. وحوالى ثلاثة ملايين ونصف من الشهود يعلنون بانتظام البشارة عن حكومة ملكوت اللّٰه في خدمتهم في ٢١٢ بلدا.
وهذا العمل الفريد يتم على الرغم من الاضطهاد العالمي الذي انبأ به ايضا يسوع لأتباعه الحقيقيين. نعم، ان نشاط شهود يهوه واستمرارهم على نطاق عالمي برهان حي على اننا في الايام الاخيرة! — مرقس ١٣:٩، ١٠.
الذروة قريبة
وهكذا، في الاتمام العصري لنبوة يسوع، تشكل كل هذه الحوادث علامة مركَّبة لحضور يسوع غير المنظور والايام الاخيرة او «اختتام نظام الاشياء.» (متى ٢٤:٣، عج) (انظر الاطار على صفحة ١١.) انها تأتي معا كأحجية صور، مكوِّنة صورة كاملة تقول: «هذه هي الايام الاخيرة لنظام الاشياء هذا.» — انظر ايضا ٢ تيموثاوس ٣:١-٥، ١٢، ١٣.
بينما كثير من الحالات التي انبأ بها يسوع وُجدت افراديا في اجيال ابكر ايضا فان وجودها مجتمعة في الجيل نفسه لم يحدث من قبل قط. وكما رأينا، فان بعضها لم يحدث قط في جيل ابكر، ولم يكن ممكنا حدوثه. والبعض لا يزال ينتظر اتماما كاملا قبل انتهاء هذا الجيل. وهنالك حوادث اخرى ينتظرها الآن شهود يهوه باهتمام كبير. وهذه الحوادث هي المقدمة لنشر اللّٰه حكم ملكوته على هذه الارض. ولذلك فان السؤال الآن هو، ماذا بعدُ؟
[الاطار في الصفحة ٧]
كيف تجيبون؟ منذ ١٩١٤. . .
١- اية حروب رئيسية شُنَّت؟
٢- كم زلزلة رئيسية يمكنكم ان تتذكروا؟
٣- هل عانى الجنس البشري اية امراض واوبئة رئيسية؟
٤- اية مجاعات رئيسية ونقص في الاغذية اصابت العالم؟
٥- هل ظهر انبياء كذبة ومسحاء كذبة؟
٦- هل هنالك دليل على تزايد العنف والاثم؟
٧- هل كان هنالك تناقص في المحبة والمودَّة؟
٨- هل ادَّعت اية منظمة بأنها ستجلب السلام للعالم؟
٩- هل هنالك كرب امم وخوف من المستقبل؟
١٠- هل ترون برهانا على عمل شهادةٍ للملكوت عالمي النطاق؟
(من اجل الاجابات، انظروا الصفحة ١١.)
[الاطار في الصفحة ١١]
اجابات عن الاسئلة على الصفحة ٧a
١- متى ٢٤:٧ — حربان عالميتان (١٩١٤-١٩١٨؛ ١٩٢٩-١٩٤٥)؛ الحرب الاهلية الاسپانية (١٩٣٦-١٩٣٩)؛ الحرب الكورية؛ الحرب الڤيتنامية؛ العراق-ايران؛ حروب الشرق الاوسط وغيرها.
٢- متى ٢٤:٧ — الزلازل: ١٩٢١ و١٩٣٢، كانسو، الصين، ٠٠٠,٢٠٠ و ٠٠٠,٧٠ وفاة على التوالي؛ ١٩٢٣، كانتو، اليابان، ٠٠٠,١٤٢ وفاة؛ ١٩٣٥، كيتا، الباكستان، ٠٠٠,٦٠ وفاة؛ ١٩٣٩، تشيلان، التشيلي، ٠٠٠,٣٠ وفاة؛ ١٩٣٩، ارزينكان، تركيا، ٠٠٠,٣٠ وفاة؛ ١٩٦٠، اغادير، مراكش، ٠٠٠,١٢ وفاة؛ ١٩٧٠، البيرو، ٧٠٠,٦٦ وفاة؛ ١٩٧٢، ماناغوا، نيكاراغوا، ٠٠٠,٥ وفاة؛ ١٩٧٦، مدينة غواتيمالا، غواتيمالا، ٠٠٠,٢٣ وفاة؛ ١٩٧٦، تانغشان، الصين، ٠٠٠,٨٠٠ وفاة.
٣- لوقا ٢١:١١ — مرض القلب؛ السرطان؛ الآيدس؛ العمى النهري؛ الملاريا؛ الامراض المنتقلة جنسيا.
٤- لوقا ٢١:١١ — المجاعة: ١٩٢٠-١٩٢١، الصين الشمالية، حوالى ٢٠ مليونا تأثروا؛ ١٩٤٣-١٩٤٤، الهند، ٠٠٠,٥٠٠,١ ماتوا؛ ١٩٦٧-١٩٦٩، نيجيريا، اكثر من ٠٠٠,٥٠٠,١ ولد ماتوا؛ ١٩٧٥-١٩٧٩، كمپوشيا، ٠٠٠,٠٠٠,١ وفاة؛ ١٩٨٣-١٩٨٧، افريقيا السوداء، ٢٢ مليون شخص تأثروا.
٥- متى ٢٤:١١ — القادة الدينيون العجائبيون، مسحاء التلفزيون، ومعلمو الدين يستمرون في اضلال الملايين.
٦- متى ٢٤:١٢؛ ٢ تيموثاوس ٣:١٣ — الجريمة، العنف، الجناح، واساءة استعمال المخدرات سائدة في معظم اجزاء العالم. ان تجارة المخدرات العالمية انتجت ذرية من اقطاب المخدرات المتحجري القلوب والقتلة.
٧- متى ٢٤:١٢ — الابواب الآن توصد وتغلق بالمزلاج؛ كلاب الهجوم تستعمل لحماية الممتلكات؛ الجيران هم غالبا غرباء.
٨- رؤيا ١٧:٣ و ٨-١١ — عصبة الامم والامم المتحدة.
٩- لوقا ٢١:٢٦ — الحربان العالميتان سبَّبتا شقاء وكربا غير محدودين. ان تهديد الابادة النووية منذ ١٩٤٥ نشر خوفا وكربا في كل العالم.
١٠- متى ٢٤:١٤ — اكثر من ثلاثة ملايين من شهود يهوه يكرزون ‹ببشارة ملكوت اللّٰه› بحوالى ٢٠٠ لغة.
[الحاشية]
a هذه القائمة تعطي عيِّنة من الحوادث؛ انها غير كاملة.
[الصور في الصفحة ١٠]
المجاعة تصيب اقساما كبيرة من الكرة الارضية
الانسان يلوِّث المحيط الحيوي الذي يشترك فيه مع كل الكائنات الحيّة الاخرى
ملايين من الناس مصابون بأمراض متنوعة
عمل تحذير فريد يجري بحوالى ٢٠٠ لغة حول العالم
[مصدر الصورة في الصفحة ١٠]
FAO photo
-
-
الايام الاخيرة ماذا بعدُ؟استيقظ! ١٩٨٩ | كانون الثاني (يناير) ٨
-
-
الايام الاخيرة ماذا بعدُ؟
«الحق اقول لكم لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.» — يسوع المسيح، متى ٢٤:٣٤.
قال يسوع عند تفسير «علامة . . . انقضاء الدهر» لتلاميذه المندهشين الكلمات المقتبسة اعلاه. (متى ٢٤:٣) والآن ماذا عنى يسوع بكلمة «الجيل»؟ وأية حوادث ستقود الى نهاية نظام الاشياء؟ وبكلمات اخرى، اية حوادث يجب ان نتطلّع اليها في المستقبل القريب؟
كم يمكن ان يدوم الجيل؟
«ذي اميريكان ليجون ماڠازين» اشارت الى ان ٨٢٦,٧٤٣,٤ رجلا وامرأة اميركيا ساهموا في الحرب العالمية الاولى. ولكن في سنة ١٩٨٤ بقي ٠٠٠,٢٧٢ فقط احياء، وكانوا يموتون بمعدل تسعة كل ساعة. فهل يعني هذا ان جيل ١٩١٤ قد تلاشى؟
الكلمة اليونانية التي تقابل «الجيل» هي «جينيا،» التي استعملها متى، مرقس، ولوقا في رواياتهم لكلمات يسوع. ويمكن ان تكون لها استعمالات مختلفة بحسب سياق الكلام. ولكنّ «القاموس الاممي الجديد للاهوت العهد الجديد» يحددها كما يلي: «المولودون في الوقت نفسه . . . ويقترن بذلك المعنى: جماعة من المعاصرين، متوسط عمر.» ويصرِّح «المعجم اليوناني الانكليزي للعهد الجديد»: «مجموع الذين ولدوا في الوقت نفسه، موسَّعا ليشمل كل الاحياء في وقت معيَّن جيل، معاصرين.» وهذه التعريفات تأخذ بالاعتبار كل الذين ولدوا حوالى وقت حادثة تاريخية وكل الذين كانوا احياء في ذلك الوقت.
يصرِّح ج. أ. بنڠل في «دراسات كلمات العهد الجديد»: «العبرانيون . . . يحسبون خمسا وسبعين سنة كجيل واحد، والكلمات، لا يمضي، تلمِّح الى ان القسم الاكبر من ذلك الجيل [ايام يسوع] حقا، ولكن ليس كله، يجب ان يكون قد مضى قبل ان يتم الكل.» وأصبح هذا حقيقة في السنة ٧٠ قم عندما دُمرت اورشليم.
بشكل مماثل اليوم فان معظم جيل ١٩١٤ قد مضى. ولكن لا يزال هنالك ملايين على الارض ولدوا في تلك السنة او قبلها. وعلى الرغم من ان اعدادهم تتضاءل، ستتحقق كلمات يسوع، «لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.» وهذا ايضا سبب آخر للاعتقاد ان يوم يهوه المشبَّه بلصّ اصبح وشيكا. اذاً، اية حوادث يجب على المسيحيين المتيقظين ان يرتقبوا؟
«سلام وأمن» قريبا؟
«لانكم انتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء. لانه حينما يقولون (سلام وأمن!) حينئذٍ يفاجئهم هلاك بغتة.» — ١ تسالونيكي ٥:٢، ٣.
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سنة ١٩٤٥ يترنح الجنس البشري على شفير الحرب فيما القوتان المتعارضتان، الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، تتنافسان احداهما مع الاخرى. وكانت ازمة القذائف الكوبية سنة ١٩٦٢ مجابهة مباشرة خطرة. ولكنّ الاتحاد السوفياتي سحب قذائفه من كوبا، والولايات المتحدة نقلت بهدوء قذائفها من تركيا. هذه كانت مجرد واحد من المظاهر الكثيرة للحرب الباردة.
ونزع السلاح كان موضوعا للجدال لعقود وكان ينتهي عادة كحملة دعاية لكلا البلدين. وفي السنة الماضية، في الاشهر المتضائلة لفترة الرئيس ريڠن وفي الجو الدافئ لسياسة انفتاح السكرتير ڠورباتشيڤ، بدا هنالك حديث جِدّي حول تهدئة حالة الاسلحة النووية. وما اذا كان ذلك تمهيدا لجلب سلام وأمن مزعومين للعالم عموما لا نستطيع ان نرى مسبقا. ولكن، وفقا لنبوة الكتاب المقدس، هذا ما يتطلّع اليه المسيحيون. وعندما يحدث، ماذا بعدئذٍ؟
تلاميذ الكتاب المقدس المنتبهون لن ينخدعوا «حينما يقولون (سلام وأمن!)» — سواء انبثق ذلك من الامم المتحدة او على نحو مستقل من القوى العظمى نفسها. فالكتاب المقدس يظهر بوضوح ان السلام والامن الحقيقيين يمكن ان يأتيا فقط من الحكم البار، حكومة ملكوت اللّٰه بواسطة المسيح.
ولهذا السبب فان اعلانا عالميا مقبلا ذا مغزى للسلام والامن بواسطة القادة العالميين سيكون الاشارة ليشرع اللّٰه في العمل، «كلص في الليل،» مفاجئا العالم غير المؤمن. نعم، «هلاك بغتة» سيصيب آنذاك القوى الكنائسية والسياسية التي قاومت يهوه وشهوده بازدراء.
-