مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • هل يمكنك الهرب من الشيخوخة؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | ايار (‏مايو)‏
    • هل يمكنك الهرب من الشيخوخة؟‏

      ‏«ايام سنينا سبعون سنة وإذا كنا اقوياء فثمانون .‏ .‏ .‏ تمرّ سريعا ونحن نطير».‏ —‏ مزمور ٩٠:‏١٠‏،‏ الترجمة اليسوعية الجديدة.‏

      تخيّل نفسك وأنت تعيش ابدا ربيع العمر متمتعا بصحة تامة وذهن متوقّد.‏ هل تبدو لك هذه الصورة المبهجة مجرد وهم من نسج الخيال؟‏ إليك اذًا هذا الواقع الغريب:‏ في حين يبلغ عمر بعض انواع الببَّغاوات حوالي مئة سنة،‏ نادرا ما تعيش الفئران اكثر من ثلاث سنوات.‏ وقد دفع هذا التباين بين الاعمار علماء الاحياء الى الاستنتاج ان التقدم في السن لا بد ان له اسبابه.‏ وإذا كانت للشيخوخة اسباب،‏ فمن المحتمل ايجاد علاج لها ايضا.‏

      نتيجة ذلك،‏ تستثمر شركات الادوية اموالا طائلة في الابحاث الهادفة الى ايجاد علاج فعّال للشيخوخة.‏ كما بات اكتشاف وسيلة تبطئ عملية الشيخوخة هاجس الذين وُلِدوا بعد الحرب العالمية الثانية وهم الآن على عتبة الستين من عمرهم.‏

      ويولي ايضا كثيرون من الباحثين في علم الوراثة،‏ علم الاحياء الجزيئي،‏ علم الحيوان،‏ وعلم الشيخوخة الاولويةَ للابحاث المتعلقة بالشيخوخة.‏ يقول كتاب لماذا نشيخ (‏بالانكليزية)‏ لواضعه ستيڤن اوستاد:‏ «يسود لقاءات الاختصاصيين في علم الشيخوخة جو من الاثارة قد لا يكون بارزا لكنه ملحوظ.‏ فنحن على وشك ان نفهم العوامل الرئيسية التي تؤدي الى الشيخوخة».‏

      تغزر الآراء والشروح حول العوامل المسببة للشيخوخة.‏ فهناك مَن يقول ان الشيخوخة ناجمة عن التلف،‏ ويقول البعض انها مبرمجة وراثيا،‏ في حين يعتقد البعض الآخر ان الامرين مشمولان.‏ ولكن الى اي مدى تمّ فهم عملية التقدم في السن؟‏ وهل من سبب يجعلنا نتوقع اكتشاف علاج فعّال للشيخوخة؟‏

      ‏[الجدول/‏الصور في الصفحتين ٢،‏ ٣]‏

      ‏(‏اطلب النص في شكله المنسَّق في المطبوعة)‏

      الاعمار التقريبية

      النحلة

      ٩٠ يوما

      ↓

      الفأرة

      ٣ سنوات

      ↓

      الكلب

      ١٥ سنة

      ↓

      السَّعدان

      ٣٠ سنة

      ↓

      القاطور

      ٥٠ سنة

      ↓

      الفيل

      ٧٠ سنة

      ↓

      الانسان

      ٨٠ سنة

      ↓

      الببَّغاء

      ١٠٠ سنة

      ↓

      السلحفاة العملاقة

      ١٥٠ سنة

      ↓

      السَّكويَة العملاقة

      ٠٠٠‏,٣ سنة

      ↓

      شجرة الصنوبر الهلبي

      ٧٠٠‏,٤ سنة

      ‏[الصورة في الصفحة ٣]‏

      تعيش بعض انواع الببَّغاوات حوالي ١٠٠ سنة،‏ في حين يعيش الانسان حوالي ٨٠ سنة.‏ يسأل الباحثون:‏ «ما الذي يسبّب الشيخوخة؟‏»‏

  • لماذا نشيخ؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | ايار (‏مايو)‏
    • لماذا نشيخ؟‏

      ‏«الانسان مولود المرأة.‏ قصير العمر ومفعم بالشّقاء».‏ —‏ ايوب ١٤:‏١‏،‏ ترجمة تفسيرية.‏

      لربما ظننت ان التلف هو مصير كل كائن حي.‏ فبما ان السيارات والمكانس الكهربائية تتوقف عن العمل،‏ يسهل الافتراض ان الحيوانات تشيخ وتموت بالطريقة نفسها.‏ لكنّ البروفسور في علم الحيوان ستيڤن اوستاد يوضح قائلا:‏ «هنالك تباين صارخ بين الكائنات الحية والآلات.‏ فأبرز ما قد يميّز هذه الكائنات هو قدرتها على اصلاح نفسها».‏

      حين يصاب جسمك بضرر ما يُصلِح نفسه بطريقة رائعة.‏ لكنّ الاروع ايضا هي بعض اوجه التصليحات التي يقوم بها بشكل روتيني.‏ تأمل مثلا في تكوين عظامك.‏ توضح مجلة ساينتفيك امريكان:‏ «رغم ان العظام تبدو عديمة الحياة،‏ فهي في الواقع نسيج حي لا ينفك يُتلِف نفسه ويتجدَّد طوال مرحلة البلوغ.‏ وهكذا يتجدَّد كامل الهيكل العظمي كل ١٠ سنوات».‏ وثمة اجزاء اخرى من جسمك تتجدّد بسرعة اكبر.‏ فبعض خلايا الجلد،‏ الكبد،‏ والامعاء تُستبدل كل يوم تقريبا.‏ وكل ثانية ينتج جسمك حوالي ٢٥ مليون خلية جديدة لتحل محل الخلايا القديمة.‏ وإذا لم تحدث هذه العملية بحيث تُصلَح او تُستبدل باستمرار خلايا كل اجزاء جسمك،‏ فستشيخ وأنت ما زلت بعد طفلا.‏

      وما يُظهِر بشكل اوضح ان جسمنا لا يبلى هو الدراسات التي قام بها علماء الاحياء حول الجزيئات داخل الخلايا الحية.‏ فعندما تتجدّد الخلايا،‏ تضم كل خلية جديدة في جسمك نُسخة من الدَّنا DNA،‏ الجزيء الذي يشتمل على معظم المعلومات اللازمة لتجديد كامل جسمك.‏ فهل يمكنك ان تتخيّل عدد نُسخ الدَّنا التي أُنتجت في جسمك طوال حياتك وكذلك النُّسخ التي أُنتجت منذ بداية الحياة البشرية؟‏ لكي تدرك مدى روعة هذه العملية،‏ فكّر في ما قد يحدث لو نسختَ وثيقة بواسطة آلة نَسْخ،‏ ثم استعملت النُّسخة الجديدة لتحصل على اخرى وهكذا دواليك.‏ ففي نهاية المطاف،‏ ستحصل دون شك على نُسخ ذات نوعية رديئة تتعذر قراءتها.‏ لكنّ المفرح ان نوعية الدَّنا في جسمنا تحافظ على جودتها ولا تتلف مهما انقسمت خلايانا.‏ ولماذا؟‏ لأن خلايانا مجهزة بوسائل عديدة تتيح لها اصلاح الاخطاء الناجمة عن نَسْخ الدَّنا DNA.‏ فلولا ذلك لزالت البشرية من الوجود منذ زمن بعيد!‏

      وهكذا،‏ بما ان كل اجزاء الجسم بدءا من البنى الاساسية وصولا الى اصغر الجزيئات تُستبدل وتُصلَح باستمرار،‏ لا يمكن تعليل الشيخوخة باستخدام فكرة التلف بسبب الاستهلاك.‏ فأجهزة الجسم على اختلاف انواعها تصلِح او تستبدل نفسها طوال عقود،‏ كلٌّ منها بطريقة مختلفة وبسرعة مختلفة.‏ ولكن لمَ تتوقف كلها عن العمل في آنٍ واحد تقريبا؟‏

      هل الشيخوخة مبرمجة وراثيا؟‏

      لماذا يعيش قطّ أليف ٢٠ سنة،‏ في حين يعيش حيوان الأبوسوم الذي يوازي القطّ حجما ٣ سنوات فقط؟‏a لماذا يعيش خُفَّاش ٢٠ او ٣٠ سنة،‏ ولا يعيش الفأر سوى ٣ سنوات؟‏ ولماذا تعيش السلحفاة العملاقة ١٥٠ سنة ولا يعيش الفيل سوى ٧٠ سنة؟‏ ان هذا التباين الكبير في الاعمار لا يعود الى عوامل مثل النظام الغذائي،‏ وزن الجسم،‏ حجم الدماغ،‏ نمط الحياة،‏ معدّل النمو،‏ او سرعة استهلاك الجسم للطاقة.‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية:‏ «تضم الشفرة الوراثية معلومات تحدِّد العمر الاقصى لكل نوع من الانواع الحية».‏ وهذا العمر الاقصى مكتوب في المورِّثات.‏ فما الذي يجعل كل وظائف الجسم تبدأ بالتوقف عن العمل حين يشارف هذا العمر على نهايته؟‏

      يكتب الاختصاصي في علم الاحياء الجزيئي الدكتور جون ميدينا:‏ «يبدو ان اشارات غامضة تَظهر في وقت معيَّن وتأمر الخلية البالغة ان تتوقف عن القيام بوظائفها الطبيعية».‏ ويضيف:‏ «ثمة مورِّثات يمكنها ان تأمر الخلايا،‏ او حتى اجساما بكاملها،‏ ان تشيخ وتموت».‏

      يمكن تشبيه جسمنا بشركة تدير اعمالها بنجاح طوال عقود.‏ وفجأة،‏ يتوقف المديرون عن توظيف وتدريب عمّال جدد،‏ تصليح واستبدال الآلات،‏ والقيام بأعمال الصيانة وإعادة بناء المنشآ‌ت.‏ وما هي إلّا فترة قصيرة حتى تبدأ الاعمال بالتدهور.‏ فلمَ غيَّر كل هؤلاء المديرين سياستهم الناجحة في ادارة اعمالهم؟‏ يواجه علماء الاحياء الذين يجرون ابحاثا حول الشيخوخة سؤالا مشابها.‏ يقول كتاب ساعة الاعمار (‏بالانكليزية)‏:‏ «من اهم الالغاز التي تحاول الابحاث المتعلقة بالشيخوخة حلّها هو لماذا تتوقف الخلايا عن التناسخ وتبدأ بالموت تدريجيا».‏

      هل مِن علاج للشيخوخة؟‏

      قيل عن الشيخوخة انها «اكثر المشاكل البيولوجية تعقيدا».‏ فرغم الجهود التي بذلها الباحثون طوال عقود،‏ عجزوا عن اكتشاف اسباب الشيخوخة،‏ فكم بالاحرى علاجها!‏ في سنة ٢٠٠٤،‏ نشرت مجلة ساينتفيك امريكان تحذيرا اطلقه ٥١ عالما اجروا دراسات حول الشيخوخة.‏ جاء في هذا التحذير:‏ «ما من منتج في الاسواق اثبت حتى الآن انه يبطئ،‏ يوقف،‏ او يعكس عملية الشيخوخة».‏ صحيح ان النظام الغذائي المتوازن والتمارين الرياضية قد تحسِّن صحتك وتخفِّض خطر موتك باكرا نتيجة المرض،‏ ولكن ما من امر اثبت فعاليته في تأخير الشيخوخة.‏ وهذه الاستنتاجات تذكِّرنا بكلمات يسوع في الكتاب المقدس:‏ «من منكم إذا حمل همّا يقدر ان يزيد على عمره ذراعا واحدة؟‏».‏ —‏ متى ٦:‏٢٧‏.‏

      يكتب الدكتور ميدينا ملخِّصا التقدّم الذي أُحرز حتى الآن لإيجاد علاج للشيخوخة:‏ «لا نعرف لماذا نشيخ اساسا.‏ .‏ .‏ .‏ منذ عقود خلت،‏ اعلنّا الحرب على السرطان،‏ ولم نزل حتى اليوم نفتقر الى علاج له.‏ والعوامل المؤدية الى الشيخوخة هي اكثر تعقيدا بكثير من العوامل التي تسبِّب السرطان».‏

      الابحاث تكشف عن خلاصة حيوية

      ان الابحاث الجارية حول كيفية عمل اجسام الكائنات الحية وأسباب شيخوختها لم تبدد كل امل في العيش حياة اطول.‏ فقد وجد بعض الاختصاصيين ان بحثهم يؤدي الى خلاصة حتمية ضرورية لفهم الشيخوخة.‏ كتب عالم الكيمياء الحيوية الجُزَيئية مايكل بيهي:‏ «على مر العقود الاربعة الماضية،‏ كشفت الكيمياء الحيوية العصرية النقاب عن اسرار الخلية.‏ .‏ .‏ .‏ ونتيجة هذه الجهود المتراكمة لدرس الخلية —‏ لدرس الحياة في مستوى الجُزَيء —‏ هي صرخة عالية يتردّد فيها صدى ‏‹التصميم!‏›».‏ فهناك مَن صمّم بذكاء الكائنات الحية.‏ ولا شك ان بيهي ليس اول من توصل الى هذا الاستنتاج.‏ فقبل وقت طويل،‏ كتب صاحب المزمور بعدما تأمل في بنية جسم الانسان:‏ «صُنعتُ بطريقة تثير الرهبة والعجب».‏ —‏ مزمور ١٣٩:‏١٤‏.‏

      وإذا كانت كل الكائنات الحية هي حقا وليدة التصميم،‏ ينشأ سؤال مثير:‏ هل قصد اللّٰه،‏ المصمِّم العظيم،‏ حين خلق البشر ان يعيشوا قدر ما يعيش العديد من الحيوانات ام انه اراد ان نعيش فترة اطول؟‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان الأبوسوم العادي هو حيوان من رتبة الجرابيّات موجود في اميركا الشمالية.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٦]‏

      ‏‹صُنعنا بطريقة تثير الرهبة والعجب›‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٤ و ٥]‏

      هل الشيخوخة هي نتيجة البلى والاستهلاك؟‏

      ‏[مصدر الصورة في الصفحة ٦]‏

      DNA: Photo: www.‎comstock.‎com

  • كم يمكن ان يطول عمرك؟‏
    استيقظ!‏ ٢٠٠٦ | ايار (‏مايو)‏
    • كم يمكن ان يطول عمرك؟‏

      ‏«ليصِر لحمُه أغضَّ من لحم حداثته،‏ ولْيعُد الى أيام شبابه».‏ —‏ ايوب ٣٣:‏٢٥‏.‏

      صحيح ان الكلب يعيش بين ١٠ و ٢٠ سنة،‏ ولكن حين يموت يكون قد قام بكل الامور التي تقوم بها الكلاب عادة في حياتها.‏ فهو قد ربّى الجراء،‏ طارد القطط،‏ طمر العظام،‏ وحمى سيّده.‏ ولكن حين يموت الانسان عن عمر ٧٠ او ٨٠ سنة،‏ لا يكون قد حقق في حياته سوى اليسير مما يستطيع انجازه.‏ فهو إذا ما احب الرياضة،‏ تفوّق في نوع او اثنين منها على الاكثر.‏ وإذا ما عشق الموسيقى،‏ برع في العزف على آلة او آلتين فقط.‏ وإذا ما رغب في التحدث الى الناس بلغتهم الأم،‏ اتقن لغتين او ثلاثا.‏ فلو انه عاش فترة اطول،‏ لا شك انه كان سيتمكن من تحقيق الكثير من رغباته،‏ مثل لقاء اشخاص جدد واكتشاف اشياء جديدة والاقتراب اكثر الى اللّٰه.‏

      من هنا قد يتبادر الى ذهنك السؤال التالي:‏ ‹لماذا يخلق اللّٰه الانسان بعقل قادر على التمتع بفيض من الامور ثم يخيّب امله بالحدّ من عمره بحيث لا يعود بإمكانه التلذذ إلّا بالقليل من الأشياء؟‏›.‏ فعلى ما يبدو،‏ لا ينسجم قِصَر عمر الانسان مع التصميم ذي القصد الذي يَظهَر جليا في الخليقة.‏ وقد تتساءل ايضا:‏ «لماذا يسبغ اللّٰه على الانسان صفات مميزة مثل العدل والتعاطف وفي الوقت نفسه يخلق فيه ميلا الى الشر؟‏».‏

      تأمل في المثل التالي:‏ اذا رأيت سيارة جميلة يشوبها انبعاج قبيح،‏ فهل تستنتج ان هذا الانبعاج هو جزء من التصميم؟‏ طبعا لا!‏ بل ستفكر دون شك:‏ ‹لا يمكن ان تكون السيارة قد صُمِّمت بهذه الطريقة.‏ فلا بد انها كانت خالية من العيوب الى ان أتى مَن ألحق بها الضرر›.‏ بشكل مماثل،‏ حين نتأمل في هبة الحياة المثيرة للرهبة التي نتمتع بها نحن البشر،‏ لا نستطيع إلّا ان نستنتج ان هذه الهبة ليست الآن ما كانت عليه في البداية.‏ فقِصَر عمرنا وميلنا الى ارتكاب الامور الخاطئة هما للأسف مثل ذلك الانبعاج القبيح في السيارة.‏ ومن الواضح ان احدا ما ألحق الضرر بالهبة التي مُنحت للبشر،‏ هبة الحياة البشرية الكاملة.‏ فمن فعل ذلك؟‏ توجه الأدلة في الكتاب المقدس اصابع الاتهام الى مجرم واحد.‏

      ولكن اذا مُنح البشر في البداية القدرة على العيش الى الابد،‏ فمَن الذي استطاع ان يلحق الضرر بهذه الهبة التي كان يُفترض ان يتوارثها كامل الجنس البشري؟‏ لا يمكن ان تشير اصابع الاتهام إلّا الى أبي البشر الذي نتحدر منه جميعنا.‏ فلو كان المتهم شخصا آخر،‏ فما كان ليلحق الضرر إلّا بمورِّثات جزء من الناس،‏ اي اولئك المتحدرين منه فقط.‏ وهكذا تكون كلمة اللّٰه،‏ الكتاب المقدس،‏ على انسجام مع الوقائع الجلية حين تقول:‏ «لذلك،‏ كما بإنسان واحد [آدم،‏ الانسان الاول] دخلت الخطية الى العالم وبالخطية الموت،‏ وهكذا اجتاز الموت الى جميع الناس».‏ (‏روما ٥:‏١٢‏)‏ اذًا،‏ تدين الاسفار المقدسة آدم بتهمة الحاق الضرر بميراثنا.‏ ولكن كيف كان يفترض ان تكون الحياة في الاساس؟‏

      فهم القصد الاصلي من الحياة

      يقول الكتاب المقدس ان الموت ‹دخل الى العالم›.‏ وهذا خير دليل ان الموت لم يكن جزءا من القصد الاصلي لوجود الانسان.‏ فبالنسبة الى البشر،‏ ليست الشيخوخة والموت سوى نتيجة تمرد الانسان الاول على اللّٰه.‏ اما الحيوانات فهي لم تُخلَق لتحيا الى الابد.‏ —‏ تكوين ٣:‏٢١؛‏ ٤:‏٤؛‏ ٩:‏٣،‏ ٤‏.‏

      لقد صُمِّم الناس بحيث يكونون مختلفين عن الحيوانات.‏ فنحن كائنات اسمى من الحيوانات،‏ كما ان الملائكة اسمى منا.‏ (‏عبرانيين ٢:‏٧‏)‏ وبخلاف الحيوانات،‏ صُنع الانسان «على صورة اللّٰه».‏ (‏تكوين ١:‏٢٧‏)‏ اضف الى ذلك ان الكتاب المقدس يدعو آدم «ابن اللّٰه»،‏ صفة لا يطلقها على الحيوانات.‏ (‏لوقا ٣:‏٣٨‏)‏ لذلك هنالك سبب وجيه للاعتقاد انه لم يكن من المفترض ان يكبر الانسان ويموت.‏ فاللّٰه لا يموت،‏ وهو لم يخلق ابناءه ليموتوا.‏ —‏ حبقوق ١:‏١٢؛‏ روما ٨:‏٢٠،‏ ٢١‏.‏

      علاوة على ذلك،‏ يمكننا ان نحصل على معلومات اضافية عن قصد اللّٰه الاصلي للبشر من خلال السجلات التاريخية للاجيال الاولى.‏ فقد كان الناس في تلك الازمنة يعيشون قرونا عديدة قبل ان يشيخوا.‏ فقد عاش آدم ٩٣٠ سنة.‏ وبعد مرور عدة اجيال،‏ عاش سام بن نوح ٦٠٠ سنة،‏ وعاش حفيد نوح أرفكشاد ٤٣٨ سنة.‏a (‏تكوين ٥:‏٥؛‏ ١١:‏١٠-‏١٣‏)‏ وفي وقت لاحق،‏ عاش ابراهيم ١٧٥ سنة.‏ (‏تكوين ٢٥:‏٧‏)‏ إذًا،‏ على ما يبدو،‏ ازداد تأثير الخطية على عمر الانسان تدريجيا.‏ فكلما بَعُد البشر عن الكمال قَصُر عمرهم.‏ لكنّ الانسان صُنع في البداية ليحيا الى الابد.‏ لذلك من الطبيعي ان نتساءل:‏ ‹هل ما زال اللّٰه يرغب في ان يتمتع الناس بحياة لا نهاية لها على الارض؟‏›.‏

      التحرُّر من قبضة الشيخوخة

      بما ان يهوه اللّٰه اعلن ان الموت سيكون جزاء كل من لا يطيعه،‏ بدا وضع ذرية آدم ميؤوسا منه.‏ (‏تكوين ٢:‏١٧‏)‏ لكنّ الاسفار المقدسة الموحى بها انطوت على رجاء يُظهِر ان هنالك مَن سيدفع الثمن ليحررنا من الشيخوخة والموت.‏ تقول:‏ «أَعفِه من النزول الى الحفرة!‏ قد وجدتُ فدية!‏ ليصِر لحمُه أغضَّ من لحم حداثته،‏ ولْيعُد الى أيام شبابه».‏ (‏ايوب ٣٣:‏٢٤،‏ ٢٥؛‏ اشعيا ٥٣:‏٤،‏ ١٢‏)‏ يقدّم الكتاب المقدس هنا رجاء رائعا.‏ فهنالك شخص كان سيدفع فدية ليحرّر الناس من قبضة الشيخوخة.‏

      فمَن كان قادرا على دفع الفدية؟‏ كان ثمن الخطية اغلى من ان يُسدَّد بالمال.‏ يقول الكتاب المقدس بالحديث عن البشر الناقصين:‏ «لا احد منهم يفدي اخاه فداء،‏ ولا يعطي للّٰه فدية عنه .‏ .‏ .‏،‏ حتى يحيا الى الابد فلا يرى الحفرة».‏ (‏مزمور ٤٩:‏٧-‏٩‏)‏ لكنّ يسوع المسيح كان يملك ما هو اغلى من المال.‏ فحين كان على الارض تمتع بحياة بشرية كاملة لأنه،‏ كٱبن للّٰه،‏ جرت حمايته كي لا يرث خطية آدم.‏ وقد قال يسوع انه اتى «ليبذل نفسه فدية عن كثيرين».‏ وذكر ايضا في مناسبة اخرى:‏ ‹اتيت لتكون لهم حياة ولتكون لهم بوفرة›.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ١٠:‏١٠‏.‏

      كان رجاء الحياة الابدية المحور الرئيسي لكرازة يسوع.‏ وفي احدى المرات قال له بطرس،‏ احد اتباعه الاولياء:‏ «عندك كلام الحياة الابدية».‏ (‏يوحنا ٦:‏٦٨‏)‏ فإلامَ يشير الكتاب المقدس عندما يتحدث عن الحياة الابدية؟‏

      حياة لا نهاية لها

      تاق رسل يسوع الى اليوم الذي يتمتعون فيه بحياة ابدية في السموات حيث سيشاركون في حكومة الملكوت التي يرأسها يسوع.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٩؛‏ يوحنا ١٤:‏٣‏)‏ لكنّ يسوع تحدث كثيرا عن قصد اللّٰه للارض.‏ (‏متى ٥:‏٥؛‏ ٦:‏١٠؛‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏)‏ وعجائب يسوع وتعاليمه عن الحياة الابدية تؤكد وعود اللّٰه التي أُعطيت للنبي اشعيا قبل مجيء يسوع بفترة طويلة.‏ كتب اشعيا:‏ «يَبتلع الموت الى الابد،‏ ويمسح السيد الرب يهوه الدموع عن كل الوجوه».‏ (‏اشعيا ٢٥:‏٨‏)‏ نعم،‏ في ذلك الوقت لن تقتصر حياة الانسان على الارض على سنوات قليلة مفعمة بالنشاط تليها سنوات من الانحطاط والعجز.‏

      وفي عالم اللّٰه الجديد،‏ سيتحرر البشر من الشيخوخة حين يبلغون الكمال.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «تُحرَّر الخليقة نفسها ايضا من الاستعباد للفساد وتنال الحرية المجيدة لأولاد اللّٰه».‏ (‏روما ٨:‏٢١‏)‏ تخيّل الوضع آنذاك!‏ سينمو الناس باستمرار في الحكمة والخبرة،‏ ولن تخبو حيوية الشباب البتة مع مرور الزمن.‏ فهل تحيا لترى تلك الايام؟‏

      كم سيطول عمرك؟‏

      حسبما قال يسوع،‏ سينخفض عدد سكان الارض بشكل كبير بعدما يدين اللّٰه المسكونة.‏ (‏متى ٢٤:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ ذكر يسوع:‏ «واسع ورحب الطريق الذي يؤدي الى الهلاك،‏ وكثيرون هم الداخلون منه؛‏ انما ضيقة البوابة وحرج الطريق الذي يؤدي الى الحياة،‏ وقليلون هم الذين يجدونه».‏ —‏ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

      لتكون بين مَن سيتمتعون بالحياة الابدية،‏ ينبغي ان تسعى لنيل رضى اللّٰه.‏ ونقطة الانطلاق هي نيل المعرفة عنه.‏ اوضح يسوع:‏ «هذا يعني الحياة الابدية:‏ ان يستمروا في نيل المعرفة عنك،‏ انت الإله الحق الوحيد».‏ (‏يوحنا ١٧:‏٣‏)‏ صحيح ان معرفة اللّٰه جيدا تتطلب بذل الجهد،‏ لكنّ ذلك يستحق العناء.‏ على سبيل المثال،‏ يلزم بذل الجهد لكسب المال من اجل تأمين القوت اليومي.‏ وقد شبّه يسوع معرفة اللّٰه بالطعام،‏ فحثنا قائلا:‏ «اعملوا لا للطعام الذي يفنى،‏ بل للطعام الذي يبقى للحياة الابدية».‏ (‏يوحنا ٦:‏٢٧‏)‏ أفلا يستحق ربح الحياة الابدية بذل اقصى جهدنا؟‏ —‏ متى ١٦:‏٢٦‏.‏

      قال يسوع:‏ «ان اللّٰه احب العالم كثيرا حتى انه بذل الابن،‏ مولوده الوحيد،‏ لكيلا يهلك كل مَن يمارس الايمان به،‏ بل تكون له حياة ابدية».‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦‏)‏ اذًا،‏ فإن طول حياتك يعتمد دون شك على تجاوبك مع محبة اللّٰه.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a يؤكد البعض ان السنوات المذكورة في الكتاب المقدس هي في الحقيقة اشهر.‏ لكنّ الآية تقول ان أرفكشاد كان في الخامسة والثلاثين من عمره حين ولد شالح.‏ فإذا كانت هذه الفترة تعادل ٣٥ شهرا،‏ يكون أرفكشاد قد اصبح ابا قبل بلوغه الثالثة من العمر،‏ امر مستحيل دون شك.‏ بالاضافة الى ذلك،‏ تميّز الاصحاحات الاولى لسفر التكوين بين دورات شمسية من السنين ودورات قمرية من الاشهر.‏ —‏ تكوين ١:‏١٤-‏١٦؛‏ ٧:‏١١‏.‏

      ‏[النبذة في الصفحة ٧]‏

      قد يعيش الانسان ٨٠ سنة ولا يكون قد حقق سوى اليسير مما يستطيع انجازه

      ‏[النبذة في الصفحة ٨]‏

      صُمِّم البشر ليكونوا كائنات اسمى من الحيوانات

      ‏[الصورة في الصفحة ٧]‏

      هل صُمِّمت هذه السيارة اساسا وفيها انبعاج؟‏

      ‏[الصورة في الصفحتين ٨،‏ ٩]‏

      تقول كلمة اللّٰه ان البشر سيعودون ‹الى ايام شبابهم›‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة