مكتبة برج المراقبة الإلكترونية
برج المراقبة
المكتبة الإلكترونية
العربية
  • الكتاب المقدس
  • المطبوعات
  • الاجتماعات
  • منمِّين الآداب المسيحية في عالم عديم الآداب
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • منمِّين الآداب المسيحية في عالم عديم الآداب

      ‏«هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا.‏» —‏ مزمور ١٣٣:‏١‏.‏

      ١ ماذا حدث للآداب الجيدة؟‏

      ‏«الآداب تلقَّت هزيمة في هذه السنوات الـ‍ ٢٥ الاخيرة،‏» تقول آن لاندرز محرِّرة صحفيَّة.‏ «ليس الامر فقط أن الرجال لا يفتحون ابواب السيارات للنساء او يقدِّمون لهنّ المقاعد في القطر الكهربائية تحت الارض او الباصات.‏ انه يذهب الى اعمق من ذلك.‏» وبالفعل،‏ حيثما تطلَّعنا يمكننا ان نرى دليلا على اننا نحيا في عالم عديم الآداب على نحو متزايد.‏ فالناس يقحمون انفسهم الى الامام في الصفوف،‏ يدخِّنون في المصاعد المزدحمة،‏ يعزفون الموسيقى الصاخبة في الاماكن العامة،‏ وهلمَّ جرًّا.‏ والاختبار اليومي يخبرنا انه على الرغم من تحسُّن الفرص التربوية ومستوى المعيشة،‏ فان عصرنا على العموم هو عصر صارت فيه شكرا ومن فضلك كلمتين غريبتين،‏ والملاطفة والمجاملة المتعارف عليهما جرى نسيانهما الى حد بعيد.‏

      ٢ لماذا النقص في الآداب الجيدة اليوم غير مثير للدهشة؟‏

      ٢ فهل كل ذلك مثير للدهشة؟‏ في الحقيقة لا.‏ فهو ببساطة يعيد الى الذهن ما أُوحي الى الرسول بولس بقوله عن تصرّف الناس في «الايام الاخيرة» حين «تأتي أزمنة صعبة.‏» وبين امور اخرى،‏ أنبأ بولس بأن الناس سيصيرون «محبين لأنفسهم .‏ .‏ .‏ متعظِّمين مستكبرين .‏ .‏ .‏ غير شاكرين .‏ .‏ .‏ بلا حنو .‏ .‏ .‏ (‏بلا ضبط نفس)‏.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٣‏)‏ وحتى الملاحظة العابرة ستكشف ان تصرّفا كهذا متفشٍ اليوم بين اناس من جميع الاعمار والطبقات والقوميات.‏ فلماذا الامر كذلك؟‏ وما هي الاسباب التي تساهم في النقص العام في الآداب الجيدة؟‏

      اسباب الآداب السيئة

      ٣ كيف يروِّج «هواء» هذا النظام الآداب الرديئة؟‏

      ٣ ان عبارة «محبين لأنفسهم» تصف جيدا «جيل الأنا،‏» الذي يشير الى اولئك الذين جرت تربيتهم بالتشديد على الثقة الزائدة،‏ الفرديَّة،‏ والتعبير عن الذات.‏ وهذه الروح التي تتخلَّل «الهواء» حولنا هي في تعارض مباشر مع مشورة الكتاب المقدس بأن على المسيحيين ان ‹لا ينظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لآخرين ايضا.‏› (‏افسس ٢:‏٢،‏ ٣؛‏ فيلبي ٢:‏٤‏)‏ والنتيجة؟‏ ان جيلا تربَّى بفكرة ‹قم بعملك الخاص› حتما لن يهتم كثيرا كيف سيؤثِّر تصرفه في الآخرين.‏

      ٤ كيف يُنظر اليوم الى اولئك الذين يزدرون بالمقاييس المقبولة،‏ وماذا يجب ان تكون نظرة المسيحي الى القضية؟‏

      ٤ وأحد الامور التي قامت سابقا بدور اساسي في المحافظة على درجة من المجاملة بين الناس هو ضغط النظير.‏ فالاهتمام بما قد يفكِّر فيه الآخرون كان لفترة طويلة قوة رادعة.‏ أما اليوم فكلما كان مسلك عمل ما منفِّرا وفاضحا صار على الارجح اكثر شعبية عند اناس كثيرين.‏ وأولئك الذين يتجاهلون المقاييس المقبولة لم يعد يُنظر اليهم كسيِّئي الآداب او متَّصفين بالجلافة بل كأنهم من طراز حديث او متحذلقون،‏ موضع اعجاب كبير.‏ ولكن تذكَّروا ان الكلمة الانكليزية التي تقابل «متحذلق» تعني «ليس في حالة طبيعية،‏ نقية،‏ او اصلية.‏» وهي تأتي من الجذر اليوناني نفسه كالعبارة المنقولة الى «مُصَنَّعة (‏بحذْق)‏» في ٢ بطرس ١:‏١٦‏.‏ وبالتأكيد،‏ يفعل المسيحيون الحقيقيون حسنا اذ يتجنبون موقفا كهذا.‏

      ٥ ما هو العامل الآخر الذي يساهم في انعدام الآداب الجيدة؟‏

      ٥ «لأن القضاء على العمل الرديء لا يُجرى سريعا فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر،‏» تقول الجامعة ٨:‏١١‏.‏ هنا يكمن عامل آخر يساهم في قلَّة الآداب العامة.‏ فلأن الناس يجدون انه من السهل جدا ان يَسلَموا من العقاب يتقَسَّون بشأن مخالفات مقاييس التصرّف المقبولة.‏ «ان المواطنين الذين كانوا يجزعون تماما من ان يجري تحديد هويتهم علنا كجزء من العنصر الاجرامي باتوا مع ذلك يخرقون بسرور جميع انواع القوانين في قوانين السير العام،‏ قوانين المخدرات،‏ وقوانين رمي النفايات،‏» تقول مقالة افتتاحية في النيو يورك تايمز.‏ وهكذا،‏ فان «الشغب،‏ تخريب الممتلكات،‏ والخربشة والكتابة على الجدران وفي الاماكن العامة والمراحيض» صارت كلها جزءا لا مفرّ منه من اختبارنا اليومي.‏ وهكذا فان المجاملة،‏ بالاضافة الى احترام حقوق الآخرين وممتلكاتهم وحرمتهم،‏ تعاني نكسات اضافية.‏

      ٦ كيف تتأثَّر آداب الناس بحياتهم المشغولة،‏ وكيف كان يسوع مختلفا في هذا المجال؟‏

      ٦ وبما ان الآداب الجيدة تُعتبر عموما من أدقّ اللمسات التكميليَّة في الحياة،‏ يجري نسيانها بسهولة عندما يكون الناس مستعجلين —‏ ومعظم الناس يبدو انهم مستعجلون في كثير من الاحيان هذه الايام.‏ ونتيجة لذلك يمرُّون بعضهم ببعض دون كلمة او تغيير في تعبير الوجه.‏ وهم يتزاحمون ويتدافعون في الصفوف،‏ او انهم بعدم صبر يدخلون في ويخرجون عن خطوط السير ليوفِّروا فقط بضع دقائق او ثوان.‏ وغالبا ما يصير الافراد منشغلين جدا بشؤونهم الشخصية،‏ او تمتلئ جداول اعمالهم بأمور كثيرة جدا لفعلها،‏ بحيث يصير ايّ حدث او زائر غير متوقَّع ازعاجا او تطفُّلا.‏ تأمَّلوا كم يختلف ذلك عن الطريقة التي تجاوب بها يسوع مع الناس الذين جاءوا اليه حتى في اوقات غير مناسبة.‏ —‏ مرقس ٧:‏٢٤-‏٣٠؛‏ لوقا ٩:‏١٠،‏ ١١؛‏ ١٨:‏١٥،‏ ١٦؛‏ يوحنا ٤:‏٥-‏٢٦‏.‏

      ٧ ماذا يجب على المسيحيين الحقيقيين ان يحترزوا منه في ما يتعلق بالآداب؟‏

      ٧ ورغم اننا نحيا في عالم سريع الخطى،‏ والمتطلّبات من وقتنا وطاقتنا تتعاظم على الدوام،‏ فان السماح لضغوط كهذه بأن تجعلنا نعمل بفظاظة لن يجعل الامور افضل ابدا.‏ وعلى العكس،‏ فان مسلكا كهذا يقود الى الكثير جدا من العنف الذي لا معنى له الذي نسمع عنه —‏ المشاجرات الكلامية،‏ المنازعات،‏ العداوات،‏ وحتى جرائم القتل عمدا —‏ الامر الناتج عن مقابلة الناس الفظاظة بالفظاظة.‏ كل ذلك جزء من روح العالم الذي يجب على المسيحيين الحقيقيين ان لا يكونوا جزءا منه.‏ —‏ يوحنا ١٧:‏١٤؛‏ يعقوب ٣:‏١٤-‏١٦‏.‏

      نماذج فائقة للآداب الجيدة

      ٨ رغم كوننا محاطين بأناس عديمي الآداب،‏ ماذا يجري تشجيع المسيحيين على فعله؟‏

      ٨ لكوننا محاطين بأناس يظهرون القليل من الاعتبار للآخرين من السهل ان نستسلم للضغوط وندع الآداب الجيدة تغيب عنا.‏ ولكن،‏ اذ نتذكَّر نصح الكتاب المقدس ان ‹لا نشاكل هذا الدهر،‏› يمكننا ان نتطلَّع الى الامثلة البارزة الكثيرة في الكتاب المقدس ونجتهد لنتمسَّك بالمقاييس السامية للآداب المسيحية في عالم اليوم العديم الآداب.‏ (‏رومية ١٢:‏٢،‏ ٢١؛‏ متى ٥:‏١٦‏)‏ وأعمالنا يجب ان تُظهر اننا نوافق من كل القلب صاحب المزمور الذي أعلن:‏ «هوذا ما احسن وما اجمل ان يسكن الاخوة معا.‏» —‏ مزمور ١٣٣:‏١‏.‏

      ٩ ماذا تكشف الاسفار المقدسة عن طريقة يهوه للتعامل مع الناس؟‏

      ٩ ان المثال الاول في اظهار الآداب الحسنة هو خالق وأبو الجميع،‏ يهوه اللّٰه نفسه.‏ ومن الشائع بالنسبة الى مَن هم في مراكز عالية او مَن يمارسون سلطة على الآخرين ان ‹يتأمَّروا› ويطالبوا بإكرام رغباتهم.‏ ولكنّ الشخصية العليا في الكون،‏ يهوه اللّٰه،‏ يتَّصف دائما بالآداب الجيدة عند التعامل مع مَن هم ادنى منه.‏ فعند منح خليله ابرهيم بركة قال:‏ «ارفع عينيك (‏من فضلك)‏ وانظر من الموضع الذي انت فيه.‏» ومرة ثانية:‏ «انظر (‏من فضلك)‏ الى السماء وعُدَّ النجوم.‏» (‏تكوين ١٣:‏١٤؛‏ ١٥:‏٥‏)‏ وعند اعطاء موسى آية لقدرته قال اللّٰه:‏ «أَدخل يدك (‏من فضلك)‏ في عُبِّك.‏» (‏خروج ٤:‏٦‏)‏ وبعد سنين كثيرة قال يهوه،‏ بواسطة نبيّه ميخا،‏ حتى لشعبه العاصي:‏ «اسمعوا (‏من فضلكم)‏ يا رؤساء يعقوب وقضاة بيت اسرائيل.‏ .‏ .‏ .‏ اسمعوا (‏من فضلكم)‏ هذا يا رؤساء.‏» (‏ميخا ٣:‏١،‏ ٩‏)‏ وفي هذا المجال،‏ هل صرنا «متمثِّلين باللّٰه» في القول «من فضلكم» عند التعامل مع الآخرين؟‏ —‏ افسس ٥:‏١‏.‏

      ١٠ و ١١ (‏أ)‏ ماذا يمكن القول عن طرائق وآداب يسوع؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكننا التمثّل بيسوع في كوننا حسان الآداب تجاه جميع الناس؟‏

      ١٠ ويسوع المسيح،‏ الشخص «الذي هو في حضن الآب،‏» هو مثال بارز آخر جدير بالتمثُّل به.‏ (‏يوحنا ١:‏١٨‏)‏ ففي التعامل مع الناس كان حنونا وشفوقا من الجهة الواحدة،‏ وقويا وحازما من الجهة الاخرى؛‏ لكنه لم يكن قط فظّا او قاسيا مع أحد.‏ وتعليقا على «موهبته الخارقة لكونه يستريح الى جميع انواع الاشخاص» يقول كتاب الرجل الذي من الناصرة‏:‏ «علنا وعلى انفراد لا فرق فقد عاشر الرجال والنساء على اساس المساواة.‏ كان يشعر بارتياح مع الاولاد الصغار في براءَتهم،‏ وعلى نحو غريب كفاية،‏ بارتياح ايضا مع اصحاب الكسب غير المشروع المعذَّبي الضمير مثل زكَّا.‏ والنساء مدبرات البيوت المحترمات،‏ مثل مريم ومرثا،‏ كان بامكانهنّ التكلم معه بصراحة طبيعية،‏ ولكنّ المومسات ايضا بحثن عنه وكأنهنّ على يقين من أنه سيفهمهنّ ويساعدهنّ .‏ .‏ .‏ فعدم مبالاته الغريبة بالحدود التي طوَّقت الناس العاديين هي احدى الصفات الاكثر تمييزا له.‏»‏

      ١١ ومعاملة كل شخص بالاحترام والاعتبار الواجبين هي علامة للشخص الحسن الآداب حقا،‏ ونفعل حسنا اذ نتمثل بيسوع المسيح في ذلك.‏ اجل،‏ معظم الناس يتمكَّنون من احترام اشخاص معيَّنين،‏ وخصوصا مَن هم في مراكز اعلى مما لهم.‏ أما بالنسبة الى اولئك الذين يعتبرونهم ادنى او حتى بالمستوى نفسه معهم فكثيرا ما يكونون متحفِّظين،‏ غير ودِّيين،‏ وأفظاظا.‏ وبطريقة ما يبدو ان ذلك يعطيهم شعورا بالتفوق والسلطة.‏ ولكن حسنا قيل ان «الفظاظة هي تقليد الرجل الضعيف للقوة.‏» ولذلك يحث الكتاب المقدس:‏ «مقدِّمين بعضكم بعضا في الكرامة.‏» (‏رومية ١٢:‏١٠‏)‏ فاذا بذلنا جهدنا لنتَّبع هذه النصيحة لن نكون بعيدين عن ان نكون حسان الآداب تجاه جميع الناس،‏ كما كان يسوع.‏

      ١٢ ما هو جوهر تعليم يسوع عن العلاقات البشرية؟‏

      ١٢ وهذه الصفة الايجابية الفائقة ممثَّلة ايضا في تعاليم يسوع،‏ وخصوصا في ما يُسمَّى بالقاعدة الذهبية:‏ «فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم.‏» (‏متى ٧:‏١٢‏)‏ وعلى نحو مثير للاهتمام،‏ في المنتخبات،‏ احد الكتب الاربعة لكونفوشيوس —‏ المعتبرة لزمن طويل قمة التصرف الاخلاقي في الشرق —‏ سُئل المعلم من قِبل احد تلاميذه إن كانت هنالك كلمة واحدة فقط يمكن ان تَصلح كمبدإ للسلوك مدى الحياة.‏ «ربما كلمة ‹تبادُل› (‏شو‏)‏ تكفي،‏» اجاب الاستاذ،‏ ومن ثم اضاف:‏ «لا تفعل للآخرين ما لا تريد ان يفعله الآخرون لك.‏» وبالتباين،‏ يمكننا بسهولة ان نرى تفوّق تعليم يسوع.‏ لأن العلاقات الحارة،‏ السارة،‏ والودّية يمكن ان تنتج فقط عندما يأخذ المرء المبادرة الى أن ‹يفعل للآخرين› ما هو جيد.‏

      الآداب المسيحية المؤسسة على المحبة المسيحية

      ١٣ و ١٤ (‏أ)‏ ماذا لوحظ مؤخرا بشأن الآداب العامة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يدفع الاهتمام الحالي بالآداب وآداب السلوك؟‏

      ١٣ بسبب تفشّي الآداب الرديئة هنالك بعض الحديث اليوم عن العودة الى التصرُّف اللائق.‏ «لقد قمنا بثورة على الآداب في الستينات،‏» تقول مارجابل سْتيُووارت،‏ كاتبة شهيرة وأستاذة في الموضوع،‏ «ولكنّ ثورة جديدة تعيدها الى الوضع السابق.‏ فالناس يعترفون بأهميتها ويريدون ان يعرفوا ما هي المقاييس الاجتماعية.‏» وهذا الاهتمام المتجدِّد بالآداب يُبرزه تكاثر الكتب،‏ الكُتَيِّبات،‏ اعمدة النصائح،‏ وبرامج المقابلات التلفزيونية التي تبحث في كل شيء،‏ من أية شوكة للاكل يجب استعمالها في عشاء رسمي الى كيفية مخاطبة شخص ما في العلاقات الاجتماعية والعائلية الحاضرة المعقَّدة والمتبدِّلة على نحو سريع.‏

      ١٤ ولكن لماذا يصير بعض الناس اكثر وعيا للآداب؟‏ «في مجتمع اليوم التنافسي،‏» توضح سْتيُووارت،‏ «تكون الآداب قضية بقاء.‏» وبكلمات اخرى،‏ يجري النظر الى الآداب الجيدة كوسيلة لمساعدة المرء على التقدّم والفوز.‏ ولذلك يقرأ الناس كتبا ويحضرون صفوفا في آداب السلوك لكي يتعلَّموا كيف يلبسون من اجل النجاح،‏ وكيف يتركون انطباعا جيدا،‏ وكيف يكونون مقبولين في حجرة اجتماع مجلس الادارة،‏ وهلمَّ جرّا.‏a وثمة مشكلة في كل ذلك وهي ان الآداب صارت قضية انتفاعيَّة،‏ كقناع يضعه المرء في التمثيل وينزعه عند انتهائه.‏ ليس مدهشا،‏ اذاً،‏ ان نسمع مرارا وتكرارا عن جرائم ذوي الوظائف العالية الاكثر هولا التي يرتكبها اناس من ارفع ‹تربية› و ‹طبقة.‏›‏

      ١٥ و ١٦ (‏أ)‏ ماذا تقول احدى الخبيرات بالآداب عن «ارفع القواعد للتصرف»؟‏ (‏ب)‏ كيف تتعلَّق ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٧ بالآداب المسيحية الحقة؟‏

      ١٥ شتَّان ما بين ذلك وما يجب ان تكون عليه الآداب الجيدة.‏ وآمي ڤاندربيلت،‏ خبيرة معتبرة بالموضوع،‏ تكتب في «كتاب آداب السلوك الوافي الجديد» الذي لها:‏ «ان ارفع القواعد للتصرف توجد في الاصحاح ١٣ من كورنثوس الاولى‏،‏ البحث الجميل في المحبة الانسانية بواسطة القديس بولس.‏ وهذه القواعد ليست لها اية علاقة بالنقاط الدقيقة للِّباس ولا بتلك التي للآداب السطحية.‏ ان لها علاقة بالمشاعر والمواقف،‏ الرقَّة،‏ واعتبار الآخرين.‏»‏

      ١٦ وما اشارت اليه آمي ڤاندربيلت،‏ طبعا،‏ هو المقطع في ١ كورنثوس ١٣:‏٤-‏٧ حيث يصف بولس بالتفصيل الاوجه المتنوعة للمحبة المسيحية.‏ تأملوا في نتائج بضع نقاط ذكرها.‏ مثلا،‏ ان الشخص الذي ‹يتأنّى ويرفق› سيكون بالتأكيد صبورا ومتَّصفا بالاحترام في التعامل مع الآخرين.‏ «ولا تقبِّح» هي طريقة اخرى للقول ‹تتصرف بحشمة،‏› ويجري تعريف «الحشمة» بِـ‍ «المطابقة لمقاييس الذوق،‏ اللياقة او الجودة.‏» وهكذا،‏ كما ينقل هذه العبارة العهد الجديد بالانكليزية العصرية لِـ‍ ج.‏ ب.‏ فيلبس،‏ «المحبة تملك آدابا جيدة.‏» فمن الصعب تصوُّر احد يعرب عن محبة كهذه ويُعتبر سيئ الآداب.‏

      ١٧ آدابنا هي دلالة على ماذا؟‏

      ١٧ من الواضح،‏ اذاً،‏ ان الآداب المسيحية تتعلّق مباشرة بالمحبة المسيحية.‏ فهي ليست مجرد وسيلة الى غاية او شيء يُتَظاهر به عندما يكون لمصلحة المرء ان يفعل ذلك.‏ وبالاحرى،‏ فان آدابنا —‏ الطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين،‏ مسلكنا،‏ كيفية تصرفنا،‏ وسلوكنا المعتاد —‏ هي دلالة على مدى اهتمامنا بالناس الآخرين وعمق محبتنا لهم.‏ وسواء كنا صغارا ام كبارا،‏ يجب ان نجتهد للاصغاء الى مشورة الكتاب المقدس:‏ «لا يطلب احد ما هو لنفسه بل كل واحد ما هو للآخر.‏» (‏١ كورنثوس ١٠:‏٢٤‏)‏ وهكذا،‏ كوجه للمحبة المسيحية،‏ فان الآداب المسيحية هي علامة مميِّزة لتلاميذ يسوع المسيح الحقيقيين.‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٣٥‏.‏

      حسان الآداب في كل الاوقات

      ١٨ ماذا يجب ان نعقد العزم على فعله رغم ما نراه حولنا؟‏

      ١٨ في ما يختص بجيلنا انبأ يسوع انه «لكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين.‏» (‏متى ٢٤:‏١٢‏)‏ وبرودة المحبة هذه تنعكس بوضوح في الموقف العديم الاهتمام والاناني من جهة اناس كثيرين جدا اليوم.‏ ولكن،‏ عوض ان يجري حملنا على التجاوب بالطريقة العديمة الاهتمام نفسها،‏ يلزمنا ان نبقي في الذهن مشورة بولس:‏ «لا تجازوا احدا عن شر بشر.‏ معتنين بأمور حسنة قدَّام جميع الناس.‏ إن كان ممكنا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس.‏» (‏رومية ١٢:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فيجب ان يكون تصميمنا ان نكون حسان الآداب في كل الاوقات،‏ سواء جرى تقدير جهودنا او لا.‏ —‏ متى ٥:‏٤٣-‏٤٧‏.‏

      ١٩ كيف تؤثر آدابنا في جميع اوجه الحياة؟‏

      ١٩ اجل،‏ الآداب المسيحية هي التعبير الظاهري الطبيعي عن المحبة والاهتمام بالآخرين اللذين نملكهما في قلبنا.‏ وكما يكشف كلامنا عما نحن عليه في الداخل،‏ كذلك تُظهر آدابنا كم نهتم بالآخرين او اذا كنا عديمي الاهتمام.‏ (‏متى ١٢:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ وهكذا يجب ان تقوم الآداب بدور مهم في جميع اوجه حياتنا.‏ ويجب ان تكون طريقة حياة.‏ فكيف يجب تطبيقها على نحو اكمل؟‏ وكيف يمكن تطوير الآداب المسيحية السليمة على نحو اكمل؟‏ سنعالج ذلك في المقالة التالية.‏

      ‏[الحاشية]‏

      a ان الكلمة الانكليزية التي تقابل «آداب السلوك» (‏إتيكيت)‏ تأتي من جذر فرنسي يعني بطاقة او رقعة.‏ وكتاب اصول الكلمات وقصصها الخيالية،‏ لواضعه ويلفرد فَنْك،‏ يوضح:‏ «ان القواعد الاولى لآداب السلوك كانت تثبَّت في اماكن بارزة في مواقع الجيش.‏ واللائحة زوَّدت قواعد اليوم .‏ .‏ .‏ وربما يمكننا القول ان آداب السلوك هي ‹بطاقة› دخول الى مجتمع مهذَّب.‏»‏

  • ‏«عيشوا كما يحق للبشارة»‏
    برج المراقبة ١٩٨٩ | ١٥ حزيران (‏يونيو)‏
    • ‏«عيشوا كما يحق للبشارة»‏

      ‏«فقط عيشوا كما يحق (‏للبشارة عن المسيح)‏.‏» —‏ فيلبي ١:‏٢٧‏.‏

      ١ اية تعليقات مؤاتية من رئيس البلدية اثارتها حادثة جديدة في مدينة نيويورك؟‏ (‏رومية ١٣:‏٣‏)‏

      ‏«اكثر من ٠٠٠‏,١ شاهد» أتوا الى دار البلدية في مانهاتن الجنوبية في ٢٩ ايلول ١٩٨٨،‏ ذكرت النيو يورك تايمز.‏ لقد أتوا دعما لاقتراح بناء كان معروضا للنظر فيه امام مجلس تقييم المدينة.‏ ومع ان الاقتراح لترخيص بناء سكني جديد في المركز الرئيسي العالمي لشهود يهوه رُفض فان رئيس البلدية «مدح الشهود بصفتهم ‹متميِّزين للغاية› وقال انهم ‹موضع اعجاب حقا.‏›»‏

      ٢ بأية طريقة تكون آداب الشهود مختلفة،‏ ولماذا؟‏

      ٢ وعادة،‏ عندما يأتي اكثر من ألف شخص معا ليُظهروا الدعم لقضية غير شعبية،‏ ماذا يمكن توقعه؟‏ ان التدافع،‏ الصياح،‏ وحتى مظاهر القوة والعنف بكل معنى الكلمة ليست غير مألوفة.‏ ولماذا الشهود مختلفون؟‏ ذلك لانهم يدركون انه في كل الاوقات يعكس تصرفهم معتقدهم.‏ وهم يتذكرون جيدا مشورة الاسفار المقدسة:‏ «وأن تكون سيرتكم بين الامم حسنة لكي يكونوا في ما يفترون عليكم كفاعلي شر يمجِّدون اللّٰه في يوم الافتقاد من اجل اعمالكم الحسنة التي يلاحظونها.‏» —‏ ١ بطرس ٢:‏١٢‏.‏

      الآداب الحسنة تمجِّد يهوه

      ٣ اي دور تقوم به آدابنا في اكرام يهوه؟‏

      ٣ ان تمجيد يهوه اللّٰه بالسلوك الحسن هو بوضوح جزء من مسؤوليتنا المسيحية.‏ (‏متى ٥:‏١٦‏)‏ والسلوك الحسن،‏ طبعا،‏ يشمل امورا كثيرة —‏ مثلا،‏ الاستقامة،‏ الاجتهاد،‏ والاخلاق الجيدة.‏ إلا ان هذه الصفات يقدِّرها عادة فقط اولئك الذين يعرفوننا جيدا او اولئك الذين لنا معهم تعاملات قانونية،‏ كأصدقائنا،‏ اقربائنا،‏ ارباب عملنا،‏ زملائنا في العمل،‏ وأساتذتنا.‏ وماذا عن الغالبية العظمى من الناس الذين لنا فقط اتصال سطحي بهم؟‏ هنا يأتي دور آدابنا خصوصا.‏ لانه كما يزيد الغلاف الجذاب في جاذبية الهدية القيِّمة،‏ فان الآداب الجيدة تجعل ما لدينا لنقدِّمه جذَّابا اكثر.‏ وأية كانت الصفات المسيحية الحسنة الاخرى التي قد نملكها،‏ او مهما كانت نيَّاتنا ممتازة،‏ لن تجدي نفعا اذا كانت آدابنا رديئة.‏ فكيف يمكن لآدابنا ان تجلب التمجيد ليهوه؟‏

      ٤ في اية مجالات من الحياة يجب ان نمنح الانتباه لآدابنا؟‏

      ٤ «فقط عيشوا كما يحق (‏للبشارة)‏،‏» يقول بولس.‏ (‏فيلبي ١:‏٢٧‏)‏ وهذا،‏ طبعا،‏ يشمل خدمتنا العلنية.‏ ولكنّ تصرفنا وآدابنا في مكان عبادتنا،‏ في جوارنا،‏ في العمل،‏ في المدرسة،‏ اجل،‏ في كل وجه من حياتنا،‏ لهما ايضا تأثير مباشر في فعالية خدمتنا.‏ «ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تُلام الخدمة،‏» يكتب بولس.‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏٣‏)‏ فكيف يمكننا ان نكون على يقين من اننا نطبق هذه المشورة؟‏ وماذا يمكننا ان نفعل لنساعد بعضنا بعضا،‏ وخصوصا الاحداث بيننا،‏ على اظهار الآداب المسيحية في كل الاوقات؟‏

      في قاعة الملكوت

      ٥ ماذا يجب ان ندرك عندما نكون في قاعة الملكوت؟‏

      ٥ ان قاعة الملكوت هي مكان عبادتنا.‏ ونحن هناك بدعوة من يهوه وابنه،‏ يسوع المسيح.‏ وبهذا المعنى،‏ نحن ضيوف في بيت يهوه.‏ (‏مزمور ١٥:‏١؛‏ متى ١٨:‏٢٠‏)‏ فهل انت ضيف جيد عندما تأتي الى قاعة الملكوت؟‏ لنكون كذلك يجب ان نُظهر الاعتبار والاحترام الواجبين ليس فقط للمضيف بل ايضا للضيوف الآخرين.‏ فماذا يتضمَّن ذلك؟‏

      ٦ (‏أ)‏ التأخُّر دائما عن الاجتماعات يُظهر نقصا في ايّ شيء؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن فعله للتغلب على المشكلة؟‏

      ٦ اولا،‏ هنالك قضية كوننا في الوقت المحدَّد.‏ ومن المسلَّم به انه ليس سهلا دائما فعل ذلك.‏ فالبعض يسكنون بعيدا؛‏ والآخرون لديهم عائلة وأولاد لتجهيزهم.‏ والجهد الذي يبذلونه للمجيء الى الاجتماعات المسيحية قانونيا جدير حقا بالثناء.‏ ولكن لوحظ ان البعض وقعوا في عادة الوصول متأخرين الى الاجتماعات.‏ فماذا يمكنهم فعله لتقويم ذلك؟‏ ينبغي للمرء اولا ان يدرك ان التأخر على نحو اعتيادي عن الاجتماعات المسيحية لا يعكس دائما نقصا في التقدير لقيمة الاجتماعات.‏ فبعض الذين يتأخرون تكرارا يبدو انهم يتمتعون بالاجتماعات بقدر ما يتمتع بها ايّ شخص آخر —‏ حالما يصلون الى هناك.‏ وبالاحرى فان المشكلة قد تنتج من التخطيط الرديء والنقص في الاعتبار للرفقاء المسيحيين.‏ وأحد الاسباب التي لاجلها يجري نصحنا ان ‹لا نترك اجتماعنا› هو لكي نتمكَّن من ان «نلاحظ بعضنا بعضا للتحريض على المحبة والاعمال الحسنة.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ ولا يمكننا فعل ذلك اذا كنا،‏ مرة بعد مرة،‏ نصل متأخرين وبالتالي نخلق تلهية او ازعاجا.‏ ولئلا نكون متأخرين،‏ يقترح الخبراء،‏ يجب ان نهدف الى الوصول ابكر بوقت كاف بدلا من ان نكاد نكون هنالك في الوقت المحدَّد.‏ فهل يلزمكم ان تضعوا ذلك قيد الممارسة؟‏

      ٧ اشرحوا علاقة الانتباه في الاجتماعات بالآداب الجيدة.‏

      ٧ والآداب الجيدة تتطلب ان نمنح الناس انتباهنا عندما يتكلَّمون معنا.‏ (‏امثال ٤:‏١،‏ ٢٠‏)‏ وهذا ينطبق ايضا على الاجتماعات المسيحية،‏ حيث يتكلم خدام اللّٰه لينقلوا هبة روحية ما لبنياننا.‏ ويكون حقا اظهارا لآداب زهيدة جدا من جهتنا اذا كنا سنغفو،‏ نهمس تكرارا الى الشخص الجالس بالقرب منا،‏ نمضغ العلكة او الحلويات،‏ نقرأ مادة اخرى،‏ او نهتم بأمور اخرى في اثناء الاجتماع.‏ وأليهو الحدث لم يجلس فقط بصبر خلال الاحاديث الطويلة من ايوب والاصحاب الثلاثة بل «أصغى» ايضا الى ما قالوه و «تأمَّل» فيهم.‏ (‏ايوب ٣٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ والآداب المسيحية الجيدة ستدفعنا الى اظهار الاحترام اللائق للخطيب ورسالته المؤسسة على الكتاب المقدس بمنحه انتباهنا ودعمنا غير المنقسمين.‏

      ٨ كيف نظهر اننا تلاميذ رفقاء ليسوع المسيح؟‏

      ٨ قبل الاجتماعات وبعدها تشمل الآداب المسيحية اهتمامنا اهتماما فعالا بالآخرين الموجودين في قاعة الملكوت.‏ وبولس لاحظ ان الاعضاء الممسوحين للجماعة المسيحية ‹ليسوا .‏ .‏ .‏ بعدُ غرباء ونُزُلا بل .‏ .‏ .‏ اهل بيت اللّٰه.‏› (‏افسس ٢:‏١٩‏)‏ فهل تعاملون رفقاءكم الشهود كغرباء ونُزُل ام كأهل البيت نفسه؟‏ ان الترحيب الودّي،‏ المصافحة الحارة،‏ والابتسامة اللطيفة —‏ كلها ربما امور صغيرة،‏ ولكنها جزء من الدليل على اننا تلاميذ رفقاء ليسوع المسيح.‏ فاذا كنا نقوم بالتفاتات كهذه عندما نقابل الغرباء،‏ ألا يجب ان نفعل ذلك «لاسيَّما لاهل الايمان»؟‏ —‏ غلاطية ٦:‏١٠‏.‏

      ٩ كيف يمكن تعليم الاولاد ان يُظهروا الاهتمام بأشخاص غير اولئك الذين من عمرهم؟‏

      ٩ وهل يمكن تعليم الاولاد ان يُظهروا هذا النوع من الاهتمام بأشخاص غير اولئك الذين من عمرهم؟‏ قد يشعر بعض الراشدين بأن الاولاد يلزم ان يذهبوا ويلعبوا مع اصدقائهم الصغار بعد الجلوس ساعة او اثنتين وهم يستمعون في الاجتماعات.‏ ولكنّ قاعة الملكوت ليست المكان للَّعب.‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ١٧‏)‏ وعندما سُئل صبي عمره اربع سنوات ونصف من قِبل استاذه كم اخا وأختا له اجاب:‏ «هنالك الكثير جدا فلا استطيع ان احصيهم جميعا.‏» ولاحقا عندما سأله والداه عن ذلك،‏ اوضح الصبي:‏ «لا اعرف كم اخا وأختا لي.‏ فعندما اذهب الى قاعة الملكوت هنالك الكثير جدا.‏» فبالنسبة اليه،‏ جميع الذين يحضرون هم اخوته وأخواته.‏

      في خدمتنا العلنية

      ١٠ اي ارشاد من يسوع يمكن ان يساعدنا كي ‹نعيش كما يحق (‏للبشارة)‏› في اثناء خدمتنا؟‏

      ١٠ وان ‹نعيش كما يحق (‏للبشارة)‏› يتضمَّن طبيعيا خدمتنا العلنية.‏ فيجب ان نتذكَّر ان ما نملكه هو رسالة سلمية،‏ وآدابنا يجب ان تعكس ذلك.‏ (‏افسس ٦:‏١٥‏)‏ والارشاد من يسوع هو:‏ «وحين تدخلون البيت سلِّموا عليه.‏ فإن كان البيت مستحقا فليأتِ سلامكم عليه.‏» واذ نكون حارِّين،‏ ودِّيين،‏ ومتَّسمين بالاحترام،‏ نجعل صاحب البيت يعرف ان مصلحته الحقيقية تهمُّنا بشكل خصوصي.‏ ومع ذلك،‏ احيانا،‏ قد يكون الشخص الذي نلتقيه على الباب غير ودِّي،‏ وحتى محاربا.‏ فهل يجب ان ننزعج ونبدأ بالتصرف بطريقة مماثلة؟‏ لاحظوا ماذا مضى يسوع يقول:‏ «ولكن ان لم يكن [البيت] مستحقا فليرجع سلامكم اليكم.‏» (‏متى ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فآ‌دابنا على عتبة الباب يجب ان تليق دائما بِـ‍ «خدمة المصالحة.‏» —‏ ٢ كورنثوس ٥:‏١٨‏.‏

      ١١ كيف تؤثِّر طريقة لباسنا ومظهرنا الشخصي في دورنا كخدام للّٰه؟‏

      ١١ وآدابنا تتكلم عنا بطرائق اخرى ايضا.‏ مثلا،‏ هل يليق مظهرنا الشخصي بدورنا كخادم لكلمة اللّٰه؟‏ وماذا عن المعدَّات التي نستعملها —‏ محفظة الكتب،‏ الكتاب المقدس،‏ ومطبوعات الكتاب المقدس؟‏ ان محرر عمود في صحيفة يعطي رجال الاعمال هذه النصيحة:‏ «البسوا لباس عمل،‏ لا لباس حفلة او تجمُّع غير رسمي او حدث رياضي.‏» ولماذا؟‏ لان لباسكم ومظهركم الشخصي «هما موجز اجتماعي يعطي السكان المحيطين معلومات عمَّن وما انتم وأين تصلحون في ترتيب الاشياء.‏» لذلك عندما ننهمك في «عمل» خدمتنا يجب ان يكون لباسنا ومظهرنا لا قذرين ولا مهملين،‏ لا مبهرجين ولا متطرفين،‏ بل دائما «كما يحق (‏للبشارة)‏.‏» —‏ قارنوا ١ تيموثاوس ٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏

      ١٢ كيف يمكن اظهار الآداب الجيدة في ما يتعلق بحقوق وممتلكات صاحب البيت؟‏

      ١٢ ورغم اننا يجب ان نكون ‹مستعدين دائما للمجاوبة› عن البشارة،‏ فان الآداب المسيحية الجيدة تتطلب ان نفعل ذلك «بوداعة (‏واحترام عميق)‏.‏» (‏١ بطرس ٣:‏١٥‏)‏ ويشمل ذلك احترام حقوق وممتلكات صاحب البيت.‏ فهل نخطط لنشاطنا بحيث نقوم بالزيارة في ساعة معقولة؟‏ هل نحن متنبِّهون لنلاحظ ما اذا كنا نقاطع عملا او شغلا ضروريا ما؟‏ وهل نحن اسخياء في استعمال عبارات مثل «هل يمكنني؟‏» «من فضلك،‏» و «شكرا»؟‏ هل نجتهد ان نشرك صاحب البيت في المحادثة ام اننا نسيطر عليها خشية ان لا نتمكن من بلوغ ما اعددنا قوله؟‏

      ١٣ اوضحوا كيف أن الآداب الحسنة في الخدمة تجلب غالبا نتائج جيدة.‏

      ١٣ والآداب الجيدة المقرونة بالاهتمام الشخصي المخلص غالبا ما تفتح الطريق لشهادة حسنة.‏ ولهذا السبب يحظى الاولاد الحسان الآداب تكرارا بانتباه واهتمام اصحاب البيوت حيث قد يفشل الراشدون في ذلك.‏ وثمة شاهدة في المكسيك عمرها ١٣ سنة التقت فتاة حدثة تريد ان تدرس.‏ ولكنّ الفتاة قالت ان عليها ان تفعل ذلك دون ان يعلم ابوها بالامر.‏ أما الناشرة الحدثة فشعرت بأنه،‏ في هذه الحالة،‏ وبدافع الاحترام للأب،‏ ينبغي ان تحصل هي نفسها على إذنه.‏ ولذلك عرضت ان تتكلم مع الأب وأخبرته بأن ما ستدرسانه مهمّ جدا.‏ واذ رأى كم كانت الاخت الحدثة جادَّة وقدَّر مجيئها اليه مباشرة قال:‏ «اذا كان ما ستدرسانه مهمّا جدا فكل عائلتي ينبغي ان تدرس.‏» وكانت النتيجة ان ابنة الـ‍ ١٣ سنة هذه باشرت درسا في الكتاب المقدس مع العائلة بكاملها،‏ بمن فيهم ابن متزوج وزوجته وأولاد آخرون كبار.‏

      الآداب الجيدة تبدأ في البيت

      ١٤ اين تبدأ الآداب الجيدة،‏ وأيّ عامل يقوم بدور مهم؟‏

      ١٤ ان الآداب الجيدة للشهود الاحداث هي غالبا شهادة حسنة على التدريب الذي من الواضح انهم ينالونه في البيت.‏ فعلا،‏ ان آدابنا هي انعكاس لطريقة حياتنا.‏ لهذا السبب،‏ وبعكس ما قد يعتقد البعض،‏ فان الآداب الجيدة يجب ان تشغل مكانا مهمّا في البيت.‏ وفي هذا،‏ كما في الاوجه الاخرى للحياة العائلية،‏ يكون المثال الابوي ذا اهمية اوّلية.‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏٥‏)‏ فإخبار الاولاد،‏ «افعلوا كما اقول،‏ لا كما افعل» ليس بالتأكيد الطريقة لتعليمهم الآداب.‏ وتفاصيل الآداب الجيدة التي لا تُحصى يجري تعلُّمها،‏ لا بمجرد ارشادات شفوية،‏ بل بالملاحظة والتمثُّل.‏ «ان الوالدين ليسوا فقط المعلمين الاساسيين؛‏ انهم النماذج ايضا،‏ لأن اولادنا يتعلَّمون بالتمثُّل بطرقنا،‏» يعلق بِڤرلي فِلْدمان،‏ مؤلف الاولاد الذين ينجحون.‏ فأيّ نوع من الآداب يرى اولادكم فيكم؟‏

      ١٥ كيف يمكن للوالدين مساعدة اولادهم على تطوير عادات الآداب الجيدة مدى الحياة؟‏

      ١٥ «ايها الآباء لا تغيظوا اولادكم» هي مشورة الكتاب المقدس.‏ (‏افسس ٦:‏٤‏)‏ انه مغيظ ومثبِّط للاولاد ان يُقال لهم ان عليهم ان يكونوا لطفاء ومراعين لمشاعر الغير،‏ ومع ذلك ان يشاهدوا والديهم يتجادلون،‏ يثرثرون،‏ يعملون بفظاظة،‏ او ينزعجون بسهولة.‏ فهل يمكن لومهم اذا عملوا بالطريقة نفسها؟‏ ومن جهة اخرى،‏ تمضي الآية قائلة:‏ «بل ربّوهم بتأديب الرب وانذاره.‏» وهذا يشمل اسس الآداب الجيدة،‏ كالقول،‏ «مرحبا،‏» ‏«من فضلك،‏» «شكرا،‏» و «انا متأسف،‏» اظهار الاحترام للاكبر سنا،‏ ومشاركة الآخرين في الاشياء.‏ (‏لاويين ١٩:‏٣٢؛‏ رومية ١٦:‏٣-‏٧‏)‏ وهذه الصفات التي يجري تعلُّمها في البيت في اثناء الطفولة ستكون ذات قيمة مدى الحياة.‏ —‏ امثال ٢٢:‏٦‏.‏

      ١٦ اية جهود تلزم،‏ وبأية نتائج؟‏

      ١٦ ولذلك يجب على الوالدين والاولاد على السواء ان يمارسوا الآداب الجيدة كجزء من روتينهم اليومي بدلا من الانتظار حتى مناسبة خصوصية معيَّنة.‏ وبفعلهم ذلك يجب ان يكون الوالدون صابرين ومتسامحين في الاخطاء التي لا بد ان يرتكبها الاولاد.‏ دعوهم يعرفون كم يعني لكم تصرفهم الحسن،‏ وكونوا سريعين في الثناء على التقدُّم الذي يحرزونه.‏ وطبعا،‏ يتطلب ذلك الكثير من الجهد من جهتكم.‏ ولكن ألم تقل الاسفار المقدسة ان غرس المبادئ الالهية في الاولاد يجب القيام به «حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم»؟‏ (‏تثنية ٦:‏٧‏)‏ وفعل ذلك يخلق جوا انيسا وسليما في البيت،‏ الامر الذي يساهم مساهمة فعالة في تنشئة اولادكم فيما يكبرون ليكونوا مساعدين،‏ مهتمين،‏ وراشدين يتَّصفون بالآداب الجيدة.‏ وحينئذ يصيرون مصدر مدح واكرام لكم ولخالقهم،‏ يهوه اللّٰه.‏

      شعب حسن الآداب

      ١٧ ماذا يلاحَظ في قاعات ملكوت شهود يهوه؟‏

      ١٧ ان ‹الاكثر من ٠٠٠‏,١ شاهد› الذين تجمَّعوا خارج دار البلدية في مدينة نيويورك بعد ظهر ذلك اليوم في ايلول اعربوا على نطاق صغير فقط عن الطريقة التي يتصرف بها شهود يهوه على اساس قانوني.‏ وفي مكان آخر حضر رجل الى قاعة للملكوت للمرة الاولى وقال في ما بعد:‏ «لقد التقيت اشخاصا محبين بصدق،‏ غرباء كليا،‏ في يوم واحد اكثر مما التقيت في ايّ وقت مضى في الكنيسة التي نشأت فيها.‏» والنتيجة؟‏ «اتضح انني قد وجدت الحق،‏» قال.‏ وهذا الرجل غيَّر مسلك حياته،‏ وبعد سبعة اشهر نذر حياته ليهوه واعتمد.‏ —‏ قارنوا ١ كورنثوس ١٤:‏٢٥‏.‏

      ١٨ كيف اثَّر مقياس الآداب الجيدة لشهود يهوه في الغرباء؟‏

      ١٨ ان مقياس آداب ولياقة الشهود في محافلهم المحلية والاممية كان موضوعا لكثير من التعليق المؤاتي.‏ وفي احدى مثل هذه المناسبات مؤخرا في اليابان علَّق مرشد في باص سياحي:‏ «بينما كنتم تنزلون من الباص فان كل واحد منكم،‏ بمن فيكم الصغار،‏ قال لي من غير تقصير،‏ ‹شكرا جزيلا.‏› وذلك اسعدني جدا!‏» وفي محفل آخر فان احد القائمين بالخدمة في محطة سكة حديد مجاورة اخبر احد الشهود:‏ «لقد كانت كارثة من الفوضى الشاملة عندما عُقد اجتماع سابق لـ‍ ٠٠٠‏,١٢ شخص في قاعة قصر أوساكا.‏» ولكنه مضى يقول:‏ «انتم ايها الشعب منظَّمون حقا،‏ ونحن مرتاحون.‏ من فضلك بلِّغ تحياتنا الى مَن هو مسؤول.‏»‏

      ١٩ ماذا يجب ان يصمِّم كل واحد منا على فعله بشأن الآداب؟‏

      ١٩ ماذا تُظهر تعليقات كهذه؟‏ أن شهود يهوه ككل ‹يعيشون كما يحق (‏للبشارة)‏.‏› وماذا عنا افراديا؟‏ كأولاد يتطلَّعون الى اب محب،‏ فلنتطلَّع جميعا،‏ صغارا وكبارا،‏ الى ابينا السماوي،‏ يهوه،‏ لكي نتعلَّم ان نكون اشخاصا حسان الآداب حتى في عالم عديم الآداب.‏ —‏ تثنية ٨:‏٥؛‏ امثال ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

المطبوعات باللغة العربية (‏١٩٧٩-‏٢٠٢٥)‏
الخروج
الدخول
  • العربية
  • مشاركة
  • التفضيلات
  • Copyright © 2025 Watch Tower Bible and Tract Society of Pennsylvania
  • شروط الاستخدام
  • سياسة الخصوصية
  • إعدادات الخصوصية
  • JW.ORG
  • الدخول
مشاركة